تفريغ خطبة اليأس و الأمل لفضيلة الشيخ محمد حسان // مفهرس
خطبة اليأس و الأمل لفضيلة الشيخة محمد حسان
التي ألقاها بتاريخ 08/08/2008
الحمد لله نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و اشهد أن محمد عبده و رسوله" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتون إلا و انتم مسلمون," يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً "النساء آية: (1)," يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً &يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما "الأحزاب آية: 70- 71 , أما بعد فأصدق الحديث كلام الله تعالى و خير الهدي هدي نبيه صلى الله عليه و سلم, و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار. ثم أما بعد, فحياكم الله جميعا أيها الإخوة الفضلاء و أيتها الأخوات الفاضلات و طبتم و طاب ممشاكم و تبوأتم جميعا من الجنة منزلا, و أسأل الكريم جل وعلا الذي جمعنا في هذا البيت الطيب المبارك على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة و إمام النبيين في جنته و دار مقامته انه ولي ذلك و مولاه, أحبة في الله , اليأس و الأمل هذا هو عنوان لقائنا مع حضرتكم في هذا اليوم الطيب المبارك , و لن احدد الموضوع في مجموعة محاور أو عناصر و إنما سأدع الأمر لتوفيق الله و الله أسأل لي و لكم السداد و التوفيق و الإخلاص , إني أرى ريحا عاتيتا من القنوط و الياس تجتاح قلوب فلفة كثيرا, نظرا لهذا الواقع النازف الممزق الأشلاء , و لا شك ان الأمة على طول تاريخها قد نكبة بازمات كثيرا , ابتدءا بأزمة الر دة الحادة بعد موت المصطفى صلى الله عليه وسلم و مرور بالهجمات التتارية الغاشمة , و الحروب الصليبية الطاحنة و زوال ظل الخلافة و ضياع القدس إلى آخر هذه النكبات لكنني أرى بأن اخطر ألوان الهزيمة , أن تمتلئ القلوب باليأس و القنوط من رحمة الله و ان تتفرغ القلوب من الامل في وعد الله و وعد الصادق رسول الله صلى الله عليه و على آله وسلم , مع ان بت الأمل المنهج النبوي حتى في وقت المحن و الأزمات و الفتن و الشدائد , فأنا لا ارى محنة مرة بها الامة على عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم إلا ووظفها النبي توظيفا تربويا عاليا و ملئ القلوب بالأمل في وعد الله و اجتث جرثومة الهزيمة النفسية القاتلة التي إن أصابت قلبا من القلوب فقد اصيب صاحب هذا القلب بالهزيمة في كل ميدان , فهاهو خباب بن الأرث و اسمحوا لي أن أبدا بهذا , ها هو خباب بن الأرث و حديثه في الصحيحين في و قت اشتدت فيه الأزمة و زاد فيه الاضطهاد و اشتدت فيه صور العذاب و الابتلاء حتى جاء خباب يحمل على ظهره أوسمة و نياشين تتمثل في هذه الصيات التي تنزلت على ظهره كتنزل حبات المطر و عاد إلى النبي صلى الله عليه و سلم يشكو هذه الآلام او ان شئت فقل يشكي هذه الدماء بعد الجراح , فقعد النبي و كان مضطجعا في ظل الكعبة زادها الله تشريفا و نظر إلى خباب أنظر إلى هذا التوظيف التربوي النبوي العالي لهذه الكلمات التي يجسدها صحابي جليل يجسد بها صحابي جليل حجم المعاناه و شدة البأساء فقعد النبي و قد احمر وجهه , و كان صلى الله عليه وسلم اذا غضب كأنما فقئ في وجهه حب الرمان و قد احمر وجهه ثم التفت إلى خباب رضي الله عنه و قال و الله لقد كان يؤتى بالرجل من قبلكم فيحفر له في الأرض إلى منتصفه و يؤتى بالمنشار فيشق نصفين ويمشط بامشاط الحديد ما دون العظم و اللحم, ما يصده ذالك عن دينه, و الله ليتمن الله هذا الأمر- أي هذا الدين- حتى ليسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله و الذئب على غنمه و لكنكم تستعجلون , أنظر إلى هذه البشرى في هذا الوقت الدماء تنزف من ظهر خباب و الصحابة مطاردون في مكة ثم بعد ذلك إلى الحبشة و صاحب الدعوة و حامل رسالتها صلى الله عليه وسلم مضطهد, بل و ضع التراب على رأسه ووضعت النجاسة على ظهره, و خنق حتى كادت أنفاسه أن تخرج, و مع ذالك يبشر بالنصر و يبشر بموعود الله و بتمكين الله لهذا الدين في هذه الأزمة الحالكة و الفتنة العاتية القاسية. منهج نبوي الأحزاب يحاصرون المدينة من كل ناحية و رمى المشركون واليهود و المنافقون الاسلام و المسلمين عن قوس واحدة و أمر النبي الصحابة بحفر الخندق حول المدينة كما تعلمون لكنهم وهم يحفرن الخندق , عرضت لهم صخرة صعبة شديدة و الحديث رواه أحمد و النسائي و الترمذي و غيرهم بسند حسنه الحافظ بن حجر فيه ميمون أبو عبد الله ضعفه جماعة ووثقه ابن حبان و غيره فالحديث حسن كما قال الحافظ " عرضت لهم صخرة شديدة عظيم لم تستطع معاول الصحابة أن تحطمها فشكو إلى رسول الله و الحديث من حديث البراء بن عازب شكو إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخد النبي المعوال بنفسه و انطلق إلى هذه الصخرة و قال عليه الصلاة و السلام بسم الله وضرب الصخرة ضربة فكسر ثلتها فلما تحطم ثلت الصخرة الأول قال المصطفى الله أكبر الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام و الله اني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا - أعطيت مفاتيح الشام ؟و الله اني أبصر قصورها الحمر؟- ثم ضرب الضربة التانية و قال بسم الله فتحطم الثلت الثاني فقال الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس و الله اني لأبصر قصر المدائن الأبيض من مكاني هذا ثم حطم الثلت الأخير وقال بسم الله فلما تكسر الثلت الأخير قال الله اكبر أعطيت مفاتيح اليمن و الله اني لأبصر قصور صنعاء من مكاني الساعة" ,من يتصور مثل هذا الطرح و المنافقون يقولون" ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا "سورة الأحزاب," يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9) إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11)" الأحزاب اسمع لربك جلى و على( و إذ يقول المنافقون و الذين في قلوبهم مرضا ما خلت الأمة ولن تخلوا من هذين الصنفينا الخبيثين أبدا من المنافقين الذين لو أخدهم الله لستوحش المومنون في الطرقات من قلة السالكين أسأل الله أن يطهرنا من النفاق كبيره و صغيره و أصحاب القلوب المريضة الذين ملئوا قلوب الناس بالأرجاف في ان العدو يمتلك قوة لا تقهر و انه لا ينبغي لهذه الأمة ان ترفع رأسها بعد اليوم إلى أخر هذه الكلمات التي يريدون أن يهزموا بها الأمة هزيمة نفسية نكراء لتشل فكرا و حركة حتى لا يخطو موحد على سطح الارض خطوة عمليتا على على طريق العزة والنصر و الاستخلاف والتمكين قال سبحانه " و اذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض و وعدنا الله و رسوله إلا غرورا" حتى قال قائلهم "يعدكم محمد بقصور الشام و قصور فارس و قصور اليمن و ملك هذه البلاد و هذه الاراضي يعدكم محمد بهذا و لا يستطيع احدكم ان يخرج ليتبرز " يعني ليقضي حاجته لكنه الأمل يمل به النبي القلوب في هذه اللحظات و لا أريد ان اقف طويلا مع كل مشهد نبوي تربوي ما أحوج الأمة إلى هذا الطرح الأن لنستل جرثومة هذا الداء الخطير الذي استشرى في جسد الأمة حتى أضحت الامة إلا من رحم الله من أفراد مهزومتا في كل ميدان و في الصحيح البخاري وغيره من حديث عدي بن حاتم" فقال بينما انا جالس مع النبي صلى الله عليه وسلم يوما اذ جائه رجلا فشكى إليه الفاقة يعني الفقر صحابي يشكو إلى النبي الفقر و جائه أخر فشكى إليه قطع السبيل يعني قطع الطريق فقال النبي صلى الله عليه سلم لعدي بن حاتم يا عدي هل رأيت الحيرة قال لا يارسول الله و لكني أنبأت عنها فقال له الصادق :لان طالت بك حياة بك بك في عهدك يا عدي لان طالت بك حياة لترين الضعينة الضعينة هي المراة التي تركب هودجها فوق ظهر الناقة أو البعير لان طالت بك حياة لترين الضعينة تخرج من الحيرة حتى تطوف ببيت الله لا تخاف إلا الله ولان طالت بك حياة لتنفقن كنوز كسرى في سبيل الله قال عدي قلت يارسول الله كسرى بن هرموز كسرى بن هرموز فقال الصادق كسرى بن هورموز كسرى بن هرموز يقول عدي فقلت في نفسي حين قال النبي لترين الضعينة و غيره قال فقلت فأين دعار طي" أي اين قطاع الطرق من قبيلة طي وقبيلة طي هي قبيلة عدي بن حاتم قال فقلت اين دعار طي الذين سعروا البلاد أي قطعوا على الناس كل واد و سبيل يقول عدي "والله لقد رأيت الضعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالبيت لا تخاف إلا الله و كنت في من افتتح كنوز كسرى بن هورموز في حياته" وقد ذكرت لاخبابنا امس في محاضرت الخميس قولة النبي لعمر بن الخطاب في صلح الحديبية و الخديث في الصحيحين من حديث البراء بن عازب كلكم يعلم البنود الجائرة الظالمة التي فرضت على النبي في الحديبية حتى قال النبي صلى الله عليه و سلم لعلي" أكتب يا علي حينما جاء سهيل بن عمر رسول قريش و قال يا محمد هاتي أكتب بيننا و بينكم كتابا فدعى النبي عليا رضي الله عنه ليكتب الكتاب وقال أكتب يا علي بسم الله الرحمان الرحيم قال سهيل بن عمر لا, اعترض على البسملة لماذا؟ قال أما الرحمان فوالله ما أدري ما هي و لكن أكتب بسمك اللهم كما كنت تكتب قال النبي أكتب يا علي بسمك اللهم فكتب بسمك اللهم هذا ما قضى عليه محمد رسول الله قال لا, فاعترض رسول قريش فقال و الله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت و ما قاتلناك و لكن أكتب هذا ما قاض عليه محمد ابن عبد الله فقال النبي و الله اني لرسول الله و إن كذبتموني يا علي أمحو رسول الله قال لا و الله لا أمحوك أبدا فطلب النبي من علي أن يشير علي لرسول الله على موضع هاتين الكلمتين صلى الله على الأمي الذي علم المتعلمين و الدنيا بأسرها فمحاها النبي صلى الله عليه و سلم بنفسه بأصبعه الشريف ثم قال أكتب يا علي هذا ما قاضى عليه محمد ابن عبد الله قريشا أن تخلوا بيننا و بين البيت فنطوف به قال سهيل بن عمر لا حتى لا تتحدث العرب أننا أخذنا بغة يعني أنك دخلت علينا بلدنا رغم أنوفنا و لكن أكتب و ذالك من العام المقبل فقال النبي لعلي أكتب و ذلك من العام المقبل إلى اخر الشروط لم يتحمل عمر بن الخطاب هذا الظلم البين فذهب إلى الصادق " وقال ألست نبي الله حقا " يقول المصطفى بلى فيقول عمر ألسنا على الحق وعدونا على باطل فيقول المصطفى بلى فيقول عمر أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار فيقول المصطفى بلى فيقول عمر فلما نعطي الدنية في ديننا لما هذه الذلة و المهانة لما نقبل بهذه الشروط الجائرة الظالمة فيرد المصطفى صلى الله عليه وسلم صاحب القلب الموصول بالله جل وعلا يا عمر اني لرسول الله و هو ناصري ولن يضيعني اني لرسول الله وهو ناصري ولن يضيعني فيقول عمر او لست كنت تحدثنا أن سنأتي البيت و نطوف به فيقول المصطفى بلى ولكن هل أخبرتك أنك تأتيه العام قال لا قال المصطفى فانك آتيه و مطوف به إلى أخر الحديث "لم يمضي إلا عام في شهر ذي القعدة من العام السادس للهجرة رد النبي و أصحابه و منعوا من الطواف بالبيت و آداء العمرة في شهر ذي القعدة من العام السابع عاد النبي صلى الله عليه و سلم مع أصحابه و على رأسهم الصديق و عمر ليطوف بالبيت أمنين محلقين رؤوسهم و مقصرين كما وعد الصادق الذي لا ينطق عن الهوى و قال ربنا جل وعلا في ذلك "لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (27)" الفتح..الشاهد أيها الأفاضل أريد من اهل الفضل ان يتحركوا الأن بين الناس ليستلوا جرثومة مرض الهزيمة النفسية القاتلة التي اصابة الآن قلوبا قلقة كثيرة بعدما عصفت ريح اليأس و القنوط بكثير من المسلمين نظرا لهذه الدماء التي تسفك و الأشلاء التي تمزق و نظر لسيطرت الكفر وأهلهي في هذه الدولة من دولات الصراع و ربنا جلا و علا يقول و تلك الأيام نداولها بين الناس فلا ينبغي ان تهزم الامة فالأمة كانت ولا زالت و ستظل خير امة اخرت للناس إلى الن يرث الله الأرض و من عليها اذا اردت ان تقف على كرامة هذه الامة فانظر إلى أمم الأرض التي تجاوزت ستة مليارات لتعلم أنه لايوجد الأن على ظهر الأرض أمة حققت الغاية التي من اجلها خلق الله الخلق ألا و هي التوحيد إلا أمة سيد الموحدين و قدوة المحققين صلى الله عليه وسلم فهذه الأمة هي خير امة وستبقى خير امة لكن المحن والفتن و الابتلائات تأتي من آن لآخر لتميز الصفوف و لتمحص الصف و لتصفي القلوب فلما اليأس لما هذه المظاهر المؤلمة من اخطر المظاهر التي اراها سوء الظن بالله لن انظر تنظير الساسة و لن تسمع مني على المنبر نشرة لوكالة أنباء أخرى لأنني أعلم يقينا أن مشكلة المشاكل و مصيبة المصائب في أن الأمة لا تعرف ربها حق معرفته بما يليق بجلاله سبحانه وتعالى سوء الظن بالله تسمع الأن و من يستحيي أن يردد هذه الألفاظ تتردد في صدره وفي نفسه ألا يسمع الله دعوة و احد من هذه الجموع التي تدعو في المساجد في الليل والنهار ألا يرى الله هذه الدماء التي تسفح في فلسطين ولبنان و العراق والشيشان و أفغنستان ألا يرى هذه الأشلاء التي تمزق حتى قال لي رجل و الله بنفس الكلمات و قد ذكرت دلك قال لي الله ظالم و لا حول و لا قوة إلا بالله سوء الظن بالله أخطر مظهر من مظاهر اليأس أن يتصور احد الأن ان الله جلا و علا يغيب عنه ما يجري في الكون من اعتقد ذلك فقد كفر من اعتقد أن شيئ يقع في الكون بعيدا عن بصر وسمع الملك فقد كفر باتفاق فالكون كونه والملك ملكه و الأمر امره و التدبير تدبيره يسمع ويرى لا تسقط ورقة من شجرة أو نخلة في الكون كله إلا بأمره وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو و يعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها و لا حبة في ظلمات الارض و لا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين قال سبحانه "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) " سورة آل عمران, أيها الأفاضل لا تسود دولة و لا يسود حاكم و لا يزول حاكم إلا بأمر مالك الملك و ملك الملوك لا يقع شيء في كونه إلا بعلمه و تقديره و تدبيره قل ان الأمر كله لله سوء الظن بالله قال ابن القيم من ظن ان الله لا ينصر دينه و لا ينصر رسوله و لا ينصر أوليائه فقد أساء الظن بالله فما ظنك بمن أساء الظن في الله أصلا و ظن أن الله جلا وعلا لا يسمع و لا يرى و الله سبحانه و تعالى سميع بصير تقول ام المومنين عائشة " تبارك من وسع سمعه الاصوات جائت المرأة المجادلة تشكو زوجها إلى رسول الله و انا في جانب الحجرة لا أسمع كثيرا من قولها فسمع الله قولها من فوق سبع سموات و انزل قوله تعالى" قد سمع الله ...بصير " فالله يسمع ويرى وليس احد أرحم بالمستضعفين في الأرض من المسلمين من الله و ليس احد اغير على الدين و اهله من الله لكنها الفتن و الابتلائات و المحن لا لأن الله يبغض من ابتلاهم لا لأن الله يكره اصحاب الايتلاء و انما لأن الابتلاء يمحص الصفوف و يصفي القلوب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " حين سئل أي الناس اشد بلاءا قال الأنبياء فالأمثل ثم الامثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فان كان في دينه صلابة زيد له في البلاء و ان كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه" قال الله"أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)" سورة العنكبوت , و السؤال و هل لا يعلم الله الصادقين من الكاذبين إلا بعد و قوع الفتنة و المحنة و الابتلاء و الجواب كلا الله يعلم ماكان و ما هو كائن و ما سيكون بل و ما لم يكون لو قدر له أن يكون جلا وعلا لعلم كيف يكون اذن لماذا الابتلاء لماذا المحن تدبر معي هذا الجواب وعض عليه بالنواجد المحن ابتداءا لتمييز الصف لأن المنافقين يندسون في صف المسلم ماداموا يحققون المكاسب المادية و المعنوية فاذا ما جائت الفتنة والمحنة و تعرض المنافقون لمحنة فهم ينكسون على أعقابهم عند اول منعطف من منعطفات الابتلاء" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11)" سورة الحج, لابد أن يبرز المنافقون للصف المسلم و لن يبرز المنافقون إلا الابتلاء و المحن و الفتن. ثم الله سبحانه و تعالى يظهر للصف المسلمين أشياء كانت تغيب عنهم وقت الرخاء و الدعى كن نقرأ لبعض المنظرين من الكتاب الكبار و المفكرين الكبار من يتغنى بالغرب و من يمجد الغرب و من يتغنى بحب الغرب و من يقدم الغرب لشبابنا على أنه محط الديموقراطية و مثال للمثالية و إكسير السعادة في هذه الحياة إلى آخر هذه الكلمات شاء ربنا أن ترى الأمة حقيقة الغرب و أن تعلم أن الكفر ملة واحدة و أن الشرك لا ينصر توحيدا و أن الكفر لا يمكن أن ينصر إيمانا قال رب العالمين" وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ" سورة البقرة , و كما قال ربنا" وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)" سورة البقرة إلى أخر الآيات , ثم تأتي المحن ليحاسب الله جل و علا المؤمنين على ما يصدر منهم من قول و فعل لا بمقتضى علمه فيهم قبل أن يقول و قبل أن يفعلوا و هذا تمام العدل. إذن لابد من التمحيص لابد من تصفية الصفوف, من الذي سيثبت على الطريق من الذي سيحمل المنهج الحق من الذي سيصبر وهو يرفع راية التوحيد الخالص تأتي المحن من أجل هذه الغربلة فلا ينبغي أن يسيء مؤمن على وجه الأرض الظن بالله سبحانه و تعالى و إنما يجب أن يكون على يقين مطلق أن الكون بيد الله و أنه لا توجد دولة على وجه الأرض تتحكم في الكون وتدير الكون بعيدا عن إرادة الله سبحانه و تعالى" وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11)سورة الرعد) و قال سبحانه (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) " سورة الأنعام , ثم اليأس من إمكانية التغيير يأس مخيم على الناس- مفيش فايدة, عليه العوض, متتعبش نفسك, بتنفخ في قربة مقطوعة, امشي جنب الحيط , ربي العيال, الحيطان لها وذان, اوعى تفتح بوقك,...- إلى أخر هذه الكلمات الخطيرة التي تملئ القلوب يأسا على يأس و إحباطا على إحباط و المؤمن لا يعرف اليأس لقلبه سبيلا على الإطلاق أبدا " يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87) "سورة يوسف , المؤمن لا يعرف اليأس إلى قلبه طريقا أو سبيلا لأنه على ثقة مطلقة في و عد الله و في وعد الصادق رسول الله و قد حذر النبي من هاته النفسيات القلقة و من هذه الكلمات الخطيرة كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال الصادق " اذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكَهم أو فهو أهلكُهم" هو أهلكَهم أي اشد الناس هلاكا فهو أهلكُهم أي هو الذي حكم عليهم بالهلاك أم من قال ذالك على سبيل تنشيط الأمة و إيقاظ الأمة من رقدتها و غفلتها فلا حرج في ذلك لكن لا تقل ذالك من باب اتهامك للآخرين في الوقت الذي تزكي فيه نفسك و عملك أنت-- إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم أو فهو أهلكهم-- اليأس من إمكانية التغيير ثم السلبية-- أنا مالي الحمد لله أنا بأكل و بشرب وولادي جنبي و أنا عايش في أمان-- ما علاقتي بالمسلمين المستضعفين في بقاع الأرض فلتسفح دمائهم, فلتمزق أشلائهم, فليفقدوا أولادهم, فلتحطم بيوتهم, فلتدمر مصانعهم, ولتدمر مدارسهم, مادمت آمنا في بيتي, آكل ملئ بطني و أضحك ملئ فمي و أنام ملئ عيني. ما علاقتي بالمنكرات والمعاصي و يهز أحدنا كتفيه و يمضي و كأن الأمر لا يعنيه لا من قريب و لا من بعيد و هذه السلبية سبب خطير في غرق سفينة المجتمع بما فيها الصالحون و الطالحون " وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً " الأنفال , و في الصحيحين من حديث أم المؤمنين زينب رضي الله عنها " استيقظ النبي يوما من نومه عندها فزعا و في لفظ دخل عندها يوما فزعا: و هو يقول لا أله إلا الله , لا إله إلا الله و يل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج و مأجوج مثل هذه و حلق بإصبعيه السبابة و الإبهام فقالت أم المؤمنين زينب يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث" , و أنا اقسم بالله لقد كثر الخبث و إن لم يتحرك الصالحون ليصلحوا لغرقت سفينة المجتمع و غرق الصالحون مع الطالحين إن لم يتحرك الصالحون ليصلحوا لهلكت سفينة المجتمع و هلك الصالحون مع الطالحين لابد من أن تكون ايجابيا ع السلبية القاتلة و تحرك لدين الله سبحانه و تعالى في حدود قدراتك و إمكانياتك مظاهر خطيرة أراه الآن لكنني أود أن ألفت النظر إلى أسباب هذه الحالة بعيدا عن التنظير السياسي و التحليل الاستراتيجي و البطيخي الذي صدعوا به رؤوسنا على شاشات الفضائيات و عبر وسائل الإعلام ما أسباب هذه الحالة التي تمر بها أمتنا الآن وأخطر الأسباب ضعف الإيمان بالله جل وعلا , يا إخوة أكرر و أنا متعمد و الله أن اكرر و أذكر و أنا متعمد و الله أن اذكر و لن أمل التكرار و التذكير إن أول خطوة عملية على طريق النصر هي أن نحقق الإيمان بالله جل و علا على مراد الله و على مراد الصادق رسول الله أنا أقول و قلت قبل ذلك و سأقول لن تنصر الأمة أبدا بهذه المظاهر الجوفاء الفارغة لن تنصر الأمة أبدا بكلمات حماسية رنانة دون اعتقاد و عمل لن تنصر الأمة بمظاهرات صاخبة تحرق الأعلام و الماكيتات و الممتلكات و تدمر أوجه المحلات و تحرق السيارات لن تنصر الأمة بمنشيطات صحفية ساخنة على صفائح الجرائد و المجلات لن تنصر الأمة أبدا إلا إذا وحدت ربها و حققت الإيمان بالله و برسوله على مراد الله و على مراد رسوله لا نصر إلا بالإيمان و لا عزة إلا بتحقيق الإيمان و لا استخلاف و لا تمكين في الأرض إلا بتحقيق الإيمان. ضعف الايمان أخطر سبب " وكان حقا علينا نصر المؤمنين " الأمة لازالت تجدد إسلامها ؟لازلنا نجدد إسلامنا... يا أخي ملايين في الأمة لا تصلي و الصلاة هي الركن العملي الأول بعد النطق بالشهادتين ملايين لا تصلي حتى لا نسيء الظن بربنا نقول لماذا لا تنصر الأمة ؟ ملايين لا تصلي ملايين لا تخرج الزكاة مع القدرة و إن لو أخرج الأغنياء زكاة أموالهم كما قال الله ما وجدت فقيرا بينهم كما قال علي رضوان الله عليه و غيره, ملايين لا تؤدي الحج يقول لي رجل أذكره مع ما وسع الله عليه لما لا تذهب إلى الحج و قد وسع الله عليك بهذه الصورة الواضحة, يا شيخ محمد مش تكبر دماغك هو هصر ف أربعين ألف علشان أبوس حجر , لا زال منا أيها الأفاضل أسأل الله أن يطهرني و إياكم لازال في الأمة من يأكل الربا يحارب الله ليلا ونهارا لازال في الأمة من يأكل أموال اليتامى ظلما لازال في الأمة من يحرم البنات من الميراث لصالح أولاده الذكور لازال في الأمة من لا يتورع عن أكل الحرام و لا يتردد في أكل الرشوة بكل صورها لازال في الأمة من يخرج امرأته و بناته على شواطئ البحار عاريات لازال في الأمة من يحارب الله بالمعصية في الليل والنهار ثم بعد ذلك نتهم ربنا جل وعلا نقول لماذا لم تنصر الأمة ؟ لماذا و ماذا قدمت الأمة لنصرة الله لينصرها الله "و لينصرن الله من ينصره " هل نصرنا ربنا بامتثال أمره باجتناب نهي بالوقوف عند حدوده بالسير على طريق نبيه أم أن الأمة قد ابتعدت كثيرا عن الله و انحرفت عن طريق رسول الله في جانب العقيدة في جانب العبادة في جانب الشريعة في جانب الأخلاق في جانب المعاملات في جانب السلوك في جانب التربية ففي جوانب كثيرة ابتعدنا عن الله سبحانه وتعالى ينبغي أن نشخص الداء بدقة و أمانة حتى لا يسيء أحدنا الظن في ربنا مولانا " وكان حقا علينا نصر المؤمنين ولله العزة و لرسوله و للمؤمنين" يا أخي لن ينصروا إلا من حققوا الإيمان و لو حقق غير المؤمنين نصرا مؤقتا أو ظاهرا فلن يدوم على الإطلاق لأنه مخالفا لسنن الله الربانية في الكون لم يديم الله النصر قط إلا على من و حدوا الله و حقق الإيمان بالله وبرسول الله على مراد الله و رسوله صلى الله عليه وسلم "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) " النور , الإيمان-- مش كلمة فقط-- ليس الإيمان كلمة ترددها الألسنة فقط و لكنه قول واعتقاد وعمل قول باللسان واعتقاد بالقلب أو الجنان و عمل بالجوارح و الأركان لابد أن تحول الأمة في حياتها إلى واقع عملي و إلى منهج حياة لقد نصر الله الصحابة بهذا الدين و بهذا الإيمان نصرا مؤزرا و في خمسين عام لا تساوي في حساب الأمم شيء على الإطلاق رفرفت راية التوحيد على ثلتي الكرة الأرضية و أوتي بتاج كسرى ليوضع في حجر عمر ابن الخطاب في المدينة المطهرة من كان يظن هذا فالله سبحانه لا يُمكن إلا أهل الإيمان, اليهود الجيش الذي لا يقهر الأسطورة التي ملئوا بها القلوب والعقول حتى لا يفكر أحد في النصر يوما ما وضعت الأسطورة اليهودية في الطين و الوحل و التراب على أيد الأطفال في أرض فلسطين على أيد الأطفال و منكم من رأى طفلا يجري أمامه جندي في سلاحه الكامل بل ويخرجوا علينا حتى في هذه الصورة من يريد أن ينتقص من قدرها و من إشراقها و وضاءتها و يقولون هذه الصور تمرر ليضحكوا بها على السذج و الرعاع من أمثالهم لكننا على يقين مطلق أن اليهود الآن يمرون بمرحلة من مراحل الخوف و الفزع و الألم و الهزيمة كما قال ربنا "إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104) " النساء و كما قال ربنا " إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ" لقد مرغت الغطرسة اليهودية في الوحل والطين والتراب بل و أنا أقول بملء فمي بل لقد مرغت الغطرسة الأمريكية في الوحل و الطين و التراب على أرض العراق على أرض العراق و هم يريدون بأي صورة الخروج لكنهم لا يستطيعون الوحل يمسك بأرجلهم لا يستطيعون الخروج فلما هذا التضخيم المتعمد و المستمر لقوة أعدائنا حتى تظل الأمة مهزومة نفسيا مشلولة الفكر و الحركة ثم تزداد الهزيمة مع هذا التضخيم المتعمد في التقليل المتعمد الدائم حتى هذه اللحظة لقدرة الأمة و طاقة الأمة و إمكانيات الأمة و الأمة قد حباها الله كل أسباب النصر لكنها وبكل أسف قد ابتعدت كثيرا عن أعظم و أول أسباب النصر ألا وهو تحقيق الإيمان بالله جل وعلا أعظم و أول أسباب النصر والتمكين. الأمة رزقها الله المال و رزقها الله السلاح لأن الله ما تعبدنا أن نعد إعدادا يكافئ إعداد العدو بل تعبدنا بإعداد ما نستطيع "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" , " فاتقوا الله ما استطعتم لا يكل الله نفسا إلا وسعها" , " لا يكلف الله نفسا إلا ما أتاها " ترجم الإمام البخاري في كتاب الجهاد بابا بعنوان من حبسه العذر عن الغزو. ما تعبدنا الله إلا في حدود قدراتنا و إمكانياتنا و استطاعتنا و مع ذلك أقول رزق الله الأمة المال و رزق الله الأمة النفط الذي يسيل له لعاب الشرق و الغرب و رزقها الله الموقع الاستراتيجي الفريد و رزقها الله المناخ الذي تحسد عليه من أمم الأرض و رزقها الله العقول و الأدمغة التي لما قتل إبداعها في أمتنا هجرة هذه العقول المبدعة الأمة و رحلت إلى الشرق و الغرب لتبدع هنالك لأن أمتنا في هذه المرحلة تقتل المبدعين والموهوبين فالأمة رزقها الله بكل الأسباب لكنني كما أقول ابتعدت عن أول و أعظم هذه الأسباب ألا وهو الإيمان بالله تبارك وتعالى أنا لا أحكم على الأمة بالكفر حاشى لله لكن الأمة ضعف الإيمان في قلوبها إلى الحد أنها لم تنصر إلى هذه اللحظة و لن ينصر الله إلا من حقق الإيمان كما قال سبحانه و تعالى تضخيم متعمد لأعداء الله و تقليل في الوقت ذاته من قدرات و طاقات و إمكانيات الأمة حتى تظل الأمة راضية بهذا الذل و بهذه المهانة و بهذا الهوان , أيها الحبيب اقرأ التاريخ قراءتا سريعة لتعلم يقينا أن من سنن الله الربانية التي لا تتبدل و لا تتغير سنة التدافع , سنة التدافع معناها كما قال ربنا و لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض و قال سبحانه"ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدم صوامع و بيع و صلوات و مساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا و لينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز" فمحال بمفهوم سنة التدافع أن تنفرد قوة في الأرض بأهل الأرض محال لابد من سنة التدافع إن برزت قوة لا يمكن أبدا أن تستمر بمفهوم هذه السنة و إنما لابد أن توجد قوة أخرى لتدفع ظلم هذه القوة الأولى ليعيش المسلمين المستضعفون بهذه السنة التي جعلها الله سنة ربانية في الكون فمهما انتفخ الباطل إذن و انتفش فإنه زاهق و مهم انزوى الحق وضعف كأنه زائل فإنه ظاهر قال سبحانه " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق و لكم الويل مما تصفون" و قال سبحانه "و قل جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " فلما اليأس, لما القنوط من رحمة الله و من وعد الله و من وعد الصادق رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلنملئ قلوبنا أملا بشرط أن يدفع هذا الأمل و يضخمه العمل, العمل بكتاب الله و بسنة رسول الله العمل بالعودة الصادقة إلى هذا المنهج الرباني والنبوي بمفهوم سلف الأمة الصالح رضي الله تبارك وتعالى عنهم و سأملئ القلوب إن شاء الله تعالى أملا بكلام ربنا و كلام نبينا في آيات قليلة و في أحاديث سريعة بعد جلسة الاستراحة أقول قولي هذا و أستغفر الله لي ولكم , أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن سيدنا محمد عبده و رسوله اللهم صلى و سلم و بارك و زد عليه و على آله و صحبه و أحبابه و أتباعه و على كل من اهتدى بهدي و استن بسنته إلى يوم الدين أما بعد , فيا أيها الأحبة , لقد هجم التتار الأول على بغداد و ذبحوا المسلمين في بغداد أربعين يوما و منعوا صلاة الجماعة في المساجد كلها و غير الله الحال و ها أنت ترى المسلمين في هذه المحنة يصلون في مساجد بغداد و هجم الصليبيون الأول على المسجد الأقصى و منعوا الصلاة في المسجد الأقصى واحد وتسعون عاما و ها أنت ترى الآن إخوانك من الموحدين يصلون في المسجد الأقصى في هذا اليوم بإذن الله جل و علا و هجم القرامطة على الموحدين في بيت الله الحرام و ذبحوا الطائفين حول الكعبة في لبيت الحرام و اقتلع القرمطي الخبيث أبو طاهر الحجر الأسود من الكعبة اقتلعه و ظل يصرخ كالثور في بيت الله الحرام و يقول أين الطير الأبابيل أين الحجارة من سجيل و ظل الحجر الأسود بعيد عن الكعبة واحد وعشرون عاما و ها أنت ترى الآن الحجر في بيت الله و ترى المسلمون والموحدون يطوفون ببيت الله في هذه اللحظة فلا ينبغي أبدا أن ندع لليأس سبيلا ليملئ قلوبنا بل يجب أن نملئ قلوبنا بالأمل , بالأمل في وعد الله ووعد الصادق رسول الله بشرط أن ندفع هذا الأمل و ننميه عمل ,عمل بالكتاب والسنة, تصحيح للعقيدة تصحيح للعبادة تحكيم للشريعة تصحيح لما فسد واعوج من أخلاقنا تربية أولادنا تحاكي تربية النبي للصحابة هذه هي الخطوات العملية لتحقيق النصر موعود الله و موعود رسوله و ربنا جل وعلا يقول ( إن الذين كفروا ينفقون أمواله للصد عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة --عاوز تخلي بالك من الكلمتين إلي جيين دول لأنك بتقرأ الآية و لكن قلما من يتفكر فيها – فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة :ــ اسمع ماذا قال الله ثم يغلبون- أي في الدنيا بدليل قول الله تعالى في الآية نفسها و الذين كفروا إلى جهنم يحشرون أي في الآخرة لكنهم في الدنيا سيغلبون بموعود الله فهل تصدق ربك جل وعلا ثم يغلبون قال سبحانه" و قد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون" اللهم اجعلنا من جندك يا أرحم الراحمين قال الله" و لقد كتبنا في الزابور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون" قال الله " يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره و لو كره الكافرون هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون" قال الصادق رسول الله كما في صحيح مسلم "إن الله تعالى زوا لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها و ان أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها و أعطيت الكنزين الأحمر والأبيض و اني سألت ربي عز وجل لأمتي بألا يهلكها بسنة عامة أي بقحط عام و سألت ربي ألا يسلط على أمتي عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم أي فيستأصل وجودهم أو دفتهم على وجه الأرض قال صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى قال لي يا محمد إني إذا قضيت قضاء فانه لا يرد و إني أعطيتك لأمتك بأن لا أهلكها بسنة عامة و إني أعطيتك لأمتك بألا أسلط عليها عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطار الأرض "هذا وعد الله و هذا وعد الصادق رسول الله فلما اليأس ما وقفت اليوم إلا لأنتزع جرثومة هذا الداء إلا لأملئ قلوب الموحدين بالأمل في موعود الله و في موعود رسول الله بشرط أن يكون كل واحد منا على مستوى هذا الوعد الرباني و النبوي وأن يحقق الإيمان و أن يفرد الله وحده بالعبادة و أن يصحح ما فسد و اعوج من أخلاقه و أن يربي نفسه وامرأته و بناته و أولاده تربيتا صحيحة من جديد على القرآن و السنة و أن لا نغفل عن الدعاء و التضرع و التذلل إلى الله فوالله لا نحمل هم الإجابة بل نحمل هم الدعاء كما قال عمر" فمن ألهم الدعاء " فإن الإجابة معه أيها الأفاضل أسأل الله سبحانه و تعالى أن يقرن عيوننا جميعا بنصرة الإسلام وعز الموحدين اللهم أقر عيوننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين اللهم أقر عيوننا بنصرة الإسلام و عز الموحدين اللهم اشفي صدور قوم مؤمنين بنصرة الإسلام و المسلمين اللهم عليك باليهود و أتباعهم اللهم أذل الشرك و المشركين و الكفر و الكافرين و النصر التوحيد و الموحدين يا أرحم الراحمين اللهم عليك بالظالمين في كل بقاع الأرض الهم عليك بالظالمين اللهم أنجي المسلمين المستضعفين في كل مكان اللهم أنجي المسلمين المستضعفين في كل مكان اللهم أنجي المسلمين المستضعفين في كل مكان و أقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم أحقن دماء المسلمين اللهم احقن دماء المسلمين اللهم احقن دماء المسلمين اللهم لا تفضحنا بخفي ما اطلعت عليه من أسرارنا و لا بقبيح ما تجرأنا به عليك في خلواتنا اللهم اغفر لنا الذنوب التي تنهك العصم و اغفر لنا الذنوب التي تنزل النقم و اغفر لنا الذنوب التي تحبس الدعاء و اغفر لنا الذنوب التي تنزل البلاء و اغفر لنا الذنوب التي تقطع الرجاء يا من طاعته غناء و ذكره دواء ارحم من رأس مالهم الرجاء و سلاحهم البكاء برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم استر نساءنا و أحفظ أولادنا و استر بناتنا و استر أخواتنا و رب لنا أولادنا اللهم أجعل بلدنا مصرا واحة للأمن و الأمان و جميع بلاد المسلمين اللهم ان قلوب ولاة الأمر بين يديك فحولها بالحب إليك أنت ولي ذالك و القادر عليه الهم اقبلنا و تقبل منا و تب عينا و ارحمنا انك أنت التواب الرحيم هذا وما كان من توفيق فمن الله و ما كان من خطا او سهو فمني و من الشيطان و أعوذ بالله أن أكون جسرا تعبرون عليه إلى الجنة و يرمى به إلى النار ثم أعوذ بالله أن أذكركم به و أنساه وأقم الصلاة ...
التعديل الأخير تم بواسطة محبة المساكين; الساعة 03-01-2012, 08:01 PM.
سبب آخر: تنسيق الموضوع
رد: تفريغ خطبة اليأس و الأمل لفضيلة الشيخ محمد حسان
جزاكم الله خيراا ونفع بكم
( مصعب عبد الرحيم ابوشيتة )
( صلـــــــــــى علــــــــــ ( النبى ) ــــــــــــى )
عجبت لثلاث !!
رجل يجري وراء المال .. و المال تاركه ..!!
رجل يخاف على الرزق .. و الله رازقه ..!!
رجل يبني القصور .. و القبر مسكنه ..!!
يــــا مقلب القلوب ثبت قلبي علي دينك وطاعتك ..
تعليق