الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات , بتوفيق الله ومعونته قمت بإكمال تفريغ الدرس العاشر من سلسلة (الطريق إلي القرآن) لفضيلة الدكتور حازم شومان
حيث سبق وقمت بمشاركة أولي غير مكتملة وقمت بجعل التنسيق موحد كما طلب فريق العمل بقسم التفريغ وأرجوا الله أن يجعل ما نكتب في ميزان حسناتنا وأن ينفعنا بما نكتب
والآن مع الجزء المتبقي من التفريغ وأرجوا ضمه إلي الجزء الأول حيث لم أتمكن من إضافة هذه المشاركة في المشاركة الأولي التي تم تعديلها بواسطة الأخت الفاضلة / موحدة ولله الحمد – جزاها الله خيرا -
حيث لا أستطيع وضع المشاركة بقسم التفريغ ولا أعلم سبب المشكلة
**************************
بعد كل هذه الإنتهاكات من جانب هؤلاء المشركين والمنافقين والكافرين
قبل أن نكره هؤلاء الناس نقف وقفة
ما موقفنا نحن من هذه الحرمات الثمانية؟
أولا : حرمة التوحيد
تري رجل العصارة يُشغل الأغاني بصوت صاخب وعندما تنهاه يقول هذا الذي يرزقني
أهذا الذي يرزقك؟!!!! نعوذ بالله
إن المعاملة التي نتعامل بها مع الله تؤكد أن حبنا للبشر أكثر من حبنا لله
ونخاف من البشر وأصحاب المراكز أكثر من خوفنا من الله ونرجوا البشر أكثر من رجائنا لله
ثانيا : حرمة الدين
أثنين من الشباب يتحدثوا أحدهم يقول للأخر سوف ندخل النار رد عليه الأخر عندما تدخل أعطيني missed من النار لتعرفني أين أنت
ما هذه السفاهة ؟
يقول لله عز وجل (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ) (التوبة : 65)
هل أصبح الدين مادة للسخرية والإستهزاء ؟
ويقول الناس (اللي يحتاجه البيت يحرم علي الجامع)
إذا أنريد من الكفار أن يراعوا حرمة الدين ونحن لا نرعاها؟
حرمة الأماكن المقدسة
إن الفتاة ترتكب عشر كبائر في المسجد فقط وهي تقف أمام الله , فإذا لم نراعي نحن حرمة المسجد هل نريد من اليهود أن يراعوها ؟
ثالثا : حرمة الأزمان
شهر رمضان أصبح شهر الشيشة والفوازير ومعاكسة البنات قبل الإفطار... فهل نريد أن تراعي أمريكا حرمة رمضان ؟ ونحن لا نراعيها
رابعا :حرمة الحدود والأحكام
إذا أرادت البنت لبس الحجاب قالت لها أمها هكذا لن يطلبك الشباب ومنظرك سيء ... ومن يقول أصبحتي شيخة سخرية منها...
أي أننا أصبحنا نصد عن سبيل الله
أصبح هناك أستهتار بالدين
الأم تعطي المال لإبنتها لتشتري أستريتش أو جينس ...
إذا فالأهل هم من يساعدوا علي إفساد أولادهم
خامسا :حرمة الأشخاص
إنتهاك حرمة الرسول صلي الله عليه وسلم سيقول البعض وهل الإحتفال بالمولد النبوي إنتهاك لحرمته
إن الإحتفال بالحلوي والرق والصاجات هل هذا تكريم أم إهانة ؟
سادسا :حرمة القرآن
لقد أصبح القرآن يستخدم للتسول بالأتوبيسات ويعلق زينة بالسيارات... وبنسبة 90% من المصاحف يزال من عليه التراب كل فترة ... ويُقرأ في المياتم
إذا أين مراعاتنا لحرمات الله في حياتنا؟
إذا قبل أن نغضب لعدم مراعاة هؤلاء المشركين والكفار للحرمات ... ننظر لأنفسنا كمسلمين ومدي مراعاتنا للحرمات
ولكن إن كان الكفار قد إنتهكوا حدود الله وحرماته فإن للإسلام رب يحميه
أبي الله أن يدخل شهر القرآن إلا وقد نصر القرآن
عندما قام الأمريكان بتدنيس المصحف الشريف (وأيضا عندما قامت عارضة أزياء منذ سنتين بالرقص بملابس عليها آيات من كتاب الله) فإن أمريكا قبل شهر رمضان بأسابيع قامت بأعمال منكرة بالمصحف الشريف في جوانتاناموا... فقبل أن يمر بضع أسابيع أرسل الله عليهم أعصار دمر ثلاث ولايات...وكأن الله يقول عهد علي أن أنصر القرآن قبل أن يدخل شهر القرآن
ولكن من المسئول عن الحفاظ علي حرمات الله ؟
للأسف الشديد هذا واجبنا نحن
قال الله تعالي (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ) (الفيل : 1)فقد أرادوا هدم الكعبة فأرسل الله عليهم عذابا
ولكن البرمكي ذو الصداح عندما جاء ليهدم الكعبة في العصر الإسلامي لم يرسل الله عليه عذاب لماذا؟
لأنه قبل مجيء الإسلام لم يكن علي وجه الأرض من هم مكلفين بأن يراعوا حرمات الله فتكفل الله بحماية حرماته
ولكن عندما أتي الإسلام أصبحنا نحن المكلفين بالدفاع عن حرمات الله
مكلفين بحماية المسجد الأقصي من أن يهدم
وهل المسجد الأقصي من الممكن أن يهدم ؟
نعم من الممكن أن يهدم ومن الممكن ألا يهدم ولا يرسل الله عذاب لماذا؟
لأنه حينها سوف ينزل العذاب علينا نحن عافانا الله وإياكم
لأننا نحن المسئولون عن رعاية حرمات الله سبحانه وتعالي
إذا أول صفة في سورة التوبة رعاية حرمات الله
لذلك فإن الله يقول (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (التوبة : 16)
أي حسبتم أن الله سوف يترككم بعد أن إنتهكت هذه الحرمات ولم تفعلوا أيشيء لله أو للدين
فيقول أحدهم أنظروا هذا الإرهاب هذا الدين الإرهابي الذي يقول قاتلوا
الآن سورة الإسلام في العالم الغربي تتشوه لأجل القتال
ما هذا؟ إن كل الأديان فيها حض علي القتال والحرب ... فلما يتركوا كل هذا ويقولوا الإسلام به حض علي القتال ... مع أن مفهوم القتال في الدين الإسلامي هو أفضل مفهوم له في كل الأديان ...ولكي ندرء هذه الشبهة التي يروجها المستشرقين في نحورهم نقول
عندما كنا نتكلم عن سورة النساء قلنا أن أخر أيات القتال قال الله تعالي (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا) (النساء : 86)
وتحية الإسلام هي السلام
فختم الله سورة القتال بتحية السلام ... وكأن الله يقول أن مقصد القتال السلام بل مقصد القتال في سبيل الله وحماية المستضعفين
وفي كثير من الحروب كان السبب فيها أن المستضعفين أرسلوا للخلفاء يستنجدوا بهم لنصرتهم ... بل إن مقصد القتال في الإسلام إنقاذ الناس من النار
لذلك فإننا نجد في سورة النساء عندما قتل أسامة بن زيد رضي الله عنه رجل نطق بكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) نزلت أية توبخه وكذلك السنة وبخته ... لأننا ندعوا الناس للإسلام ليدخلوا في رحمة الله إذا مفهوم القتال في الدين الإسلامي هو أفضل مفهوم له في كل الأديان
بل في سورة الأنفال قبل أن يقول الله (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (التوبة : 39)
الآية قبلها تقول (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ) (التوبة : 38)
أي أن الدعوة قبل القتال
أي أن الدعوة لو لم تقابلها عقبات وقتها لِمَ نقاتل
نحن نقاتل لأن الحدود التي يضعها أهل الباطل أمامنا لكي لا نصل إلي الناس ونعرفهم الدين الإسلامي يجب أن تكسر ... وإلا فإن الناس سيدخلوا جهنم ... ولذلك نؤكد أن مفهوم القتال فيالدين الإسلامي هو أفضل مفهوم له في كل الأديان
عندما تقرأ في سورة التوبة (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التوبة : 5)
فليس المقصود هنا كل المشركين
لأن الآية التالية لها (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ) (التوبة : 6)
إذا أنت تجيره وتؤويه وتبلغه مأمنه لأن المشركين الذين أمر الله بقتلهم هم الذين نكثوا العهود وحاربوا الدين و نكثوا الأيمان مع الرسولوحاربوا الرسول صلي الله عليه وسلم هؤلاء عندما تتمكن منهم يجب أن تعاقبهم بما فعلوا
ونلاحظ من الأشياء البديعة في أمر تعظيم حرمات الله أن في وسط هذا الأمر أتي الله لنا بهذه الآية (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (التوبة : 24)
نجد أن المحبوبات هنا ثمانية وحرمات الله عز وجل ثمانية أي أنها ثمانية حرمات و ثمانية محبوبات نضع أحدهم في كفة والأخري في الكفة الثانية أيها الأحب لك والتي لو أنتهكت تغضب أكثر؟
إن الله سبحانه وتعالي وضع هذه الآية في وسط هذه الآيات لماذا؟
وكأن الله يقول أن أحوال الناس الآن ما يهمهم ويشغل بالهم أن المحبوبات الثمانية لا تتأثر أما الحرمات إذا أنتهكت فلا مبالاة
أي أن كلام القرآن يسخروا منه في العالم الغربي ولكن كلام الزوجة سيف علي رقبتي !!!!
أن أبنائي لايقترب منهم أحد بما يؤذيهم ولا يهم إذا طعن الدين المهم الأبناء لا يصابوا بأدني أذي !!!!
ولا يهم أن يتصدع بنيان الدين أو ينهار لكن كارثة أن يصيب العمارة التي أمتلكها شرخ !!!!
الحرمات تنتهك ولكن المحبوبات لا تنتهك !!!!!
فالله وضع الأثنين علي كفتي الميزان وكأنه جل شأنه يقول لك زنهم لتعرف أيهم أغلي عندك؟
فإذا تعارضت المحبوبات وإنتهاك الحرمات فما هي درجة إستعدادك لترك أحدهم مقابل الأخر؟ وبأيهم تضحي ؟
هل تضحي بالدين من أجل الدنيا أم تضحي بالدنيا من أجل الدين؟
هل تغضب إذا أنتهكت الحرمات أم إذا أنتهكت المحبوبات ؟
هل تحزن إذا أنتهكت الحرمات أم إذا أنتهكت المحبوبات ؟
إذا أردت أن تزن نفسك فإن المنافق كل ما يهمه محبوباته ... والصادق كل ما يهمه حرمات الله سبحانه وتعالي تحفظ في الأرض
ولذلك هذه الآية تأتي
بالصفة الثانية من صفات المنافقين وهي تقديم المحبوبات علي العقيدة ونصرة الدين
فلماذا جاءت هذه الآية في وسط آيات إنتهاك حرمات الله سبحانه وتعالي؟
فهذا سؤال من الله لك هل تحافظ علي الأولي أم تحافظ علي الثانية ؟
ومن بدائع سورة التوبة أنه بعد آية المحبوبات تجيء آية غزوة حنين
(قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (التوبة : 24)
(لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ)
(التوبة : 25)
فلماذا جاءت آية المحبوبات قبل آية غزوة حنين ؟
و آية غزوة حنين أولها هزيمة وبعد ذلك نصر
وكأن الله يقول أن النصر ليس بالكثرة ... وكان المسلمون أثنا عشر ألفا وهذا لأول مرة يكون المسلمون بهذه الكثرة فكانوا يقولون لن نغلب اليوم من قلة ... أثنا عشر ألفا وإنهزموا في أول المعركة وبعد هذا بصفحتين قال الله جل وعلا (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة : 40)
إذا هذه معركة أخري كان المسلمون أثنين وتغلبوا علي الكافرين ... وهذه المعركة كانت ضد كفار مكة كلهم
ومعركة حنين كانت ضد قبيلة صغيرة أقل من أهل مكة بكثير
فإنتصر الأثنين لأن قلوبهم لم تكن مع المحبوبات ... وعندما كان المسلمون أثنا عشر ألفا لم ينتصروا لماذا ؟
لأن القلوب كانت مع المحبوبات وليس مع الحفاظ علي حرمات الله
فجاءت الآية في هذا الموضع لتسألك
أين قلبك ؟
وجواب السؤال يجعلك تزن نفسك في صف الملتزمين كم تساوي ؟
وهل أنت سبب نصر أم سبب للهزيمة ؟
وهل أنت سبب ثبات أم سبب إنتكاس ؟
وهل أنت من رجال سورة الأنفال أم من المنافقين بسورة التوبة ؟
عافانا الله وإياكم من صفات النفاق اللهم أمين
إذا فقد خرجنا بصفتين من أية حنين وسنخرج بصفة ثالثة ما هي ؟
قال الله تعالي (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) (التوبة : 25)
إذاً فقد ضاقت عليكم الأرض
وفي أخر السورة قال الله تعالي (وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (التوبة : 118)
إذا فقد ضاقت أيضا علي الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك
إذا متي تضيق علينا الدنيا ولا نجد منفذا ؟
متي نذوق هذا الإحساس ؟
هذا يحدث بحدوث شيئين
أما في حنين فقد تعلقت القلوب بالأسباب
وفي غزوة تبوك الثلاثة الذين تخلفوا
لأن الجو كان حارا وللجلوس مع زوجاتهم ولأن ثمار المدينة طيبة في هذا الوقت ؟
فلم يخرجوا لتعلق القلوب بالشهوات
فإذا تعلقت القلوب بالأسباب أو تعلقت القلوب بالشهوات ... ولم تتعلق بالله
تجيء العقوبة من الله علي المسلمين أن تضيق عليهم الأرض بما رحبت
إذا الصفة الثالثة من صفات المنافقين عدم تعلق القلب بالله وتعلقها بالأسباب والشهوات
وسندخل في الجزء الذي يركز علي صفات المنافقين أو صفات ضعفاء المسلمين من الذين أقتربوا بأفعالهم من النفاق
سنكتشف أن معظم هذه الصفات لنا فيها حظ فكيف نقابل الله بها ؟
(يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِر) (الطارق : 9)
والقرآن يظهر لك نفسك وكأنه يقوم بتشريحها أمامك ... كي تعرف أين الخلل لتعالجه قبل أن تلقي الله سبحانه وتعالي
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) (التوبة : 38)
وهذه الآية جاءت بعد أيات إنتهاك حرمات الله
فكيف تنتهك هذه الحرمات وأنت لا تحرك ساكنا ؟
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) (التوبة : 38) والنفير يطلق علي الجهاد والدعوة وطلب العلم
والذي يجب أن نفرغ فيه كل الجهد الآن هو الدعوة إلي الله
أدعوا أصدقائك وأنقذهم من النار
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) (التوبة : 38)
مثل الذي يحمل الأثقال فيجدها ثقيلة فيلقيها ... ولكن مع الأسف الثقل الذي نريد أن نرفعه جناح بعوضة ( الدنيا ) وهذا أمر مضحك
(يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ) (غافر : 39)
والمتاع هو حقيبة المسافر التي يحملها معه ... فعندما تجوع تأكل وعند عطشك تشرب هذه هي الدنيا
إذا رأيت أخيك صباحا يحمل الثلاجة والغسالة وغيرها فتسأله ما هذا ؟
فيقول لك أنه مسافر ... فسترد أن المسافر لا يأخذ إلا القليل وإلا فسوف يصبح المتاع مرهق وغير مريح
فلنجعل الدنيا مجرد زاد للوصول إلي الله سبحانه وتعالي
(إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير) (التوبة : 39) ولم يقل إلا تنفروا فلن تأخذوا حسنات العمل لدين الله ... لا بل إن العمل لدين الله فرض وليس فضل
فإن لم تدعوا إلي الله تعذب من قِبل الله
(إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير) (التوبة : 39)
قلنا في سورة التوبة أن عذاب عظيم تكون مع الكافر لأن ذنبه عظيم ... أما عذاب أليم فهذا عذاب كيفي وتجيء مع المنافق لأن معصيته كيفية وليست كمية
فإن إشاعة أطلقها عبد الله أبي بن أبي سلول جعلت المجتمع الإسلامي بالمدينة في حادثة الإفك مضطرب لمدة شهر
فإذا جاءت كلمة عذاب أليم مع المؤمنين إذا تعرف أن هذه الصفة من صفات المنافقين
ما هي الصفة الرابعة من صفات المنافقين ؟
ثقل التضحية علي القلب
فمثلا المرأة تأتي المسجد وهذا هين عليها ... ولكن أن تلبس الإسدال فهذا أمر عسير عليها
فكيف تضحي بمظهرها ؟
إذا فنحن لا نريد أن نضحي علي مستوي الصلاح أو علي مستوي الدعوة إلي الله سبحانه وتعالي
(إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التوبة : 39)
الآيةالتالية(إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة : 40)
فإن الله يتكلم عن الهجرة وهي آية عجيبة جداً ... فآية الهجرة نزلت بعد الهجرة بتسع سنوات وذكرت في وقت غزوة تبوك ... فتم إختزان هذه الفائدة إلي هذا الوقت ... وكأن الله يُعلمنا أن نحفظ المعاني والفوائد التي مرت بنا
فمهما مرت السنين يجب أن يكون قلبك خِصب يحفظ المعاني الإيمانية والفوائد وقتما تحتاج الفائدة تجدها ... وتجد قلبك يُخرج المعني الإيماني الذي يثبتك وقت الفتنة
(إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة : 40)
كانوا أثنين أمام قريش ونصره الله ولم يكن أحد منكم معه
فإذا أردتم أن تتركوه الآن فأتركوه
إذا أردتم أن تنشغلوا بالدنيا إنشغلوا بها
تريدون أن تطمعوا في جناح البعوضة أطمعوا !!!
فإن الله ناصر دينه
فدين الله لا يحتاج لك ولكن أنت من تحتاج إلي الدين
فدين الله منصور حتي لو لم يكن هناك غير فرد واحد ينصر الدين
ولكن نحن سوف ننال شرف أن نكون من أهل العمل لدين الله سبحانه وتعالي
ويقول الله سبحانه وتعالي (لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَٰكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) (التوبة : 42)
أي عمل سهل وليس تبوك ذات الطريق الطويل مئات الكيلومترات
أي أنك مستعد للتضحية لحد معين ... فالنفس لا تتحمل التضحيات الكبيرة من أجل دين الله سبحانه وتعالي
إذا الصفة الرابعة من صفات المنافقين ثِقل التضحية علي القلب
الصفةالخامسة
(وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ) (التوبة : 46)
ولو أردت أن تكون داعية لأعددت لذلك عُدة
ولو أرادوا العلم لأعدوا له عُدة
ولو أرادوا الإلتزام لأعدوا له عُدة
إذا كان عندك سفر لأمريكا فهل تجلس لمشاهدة التليفزيون ولا تُعِد حقيبة السفر ... وتقول ليس الآن ... باقي خمس ساعات علي الطائرة
إذا أنت لن تسافر أنت كاذب
فإذا زعمت أن لك وجهه ومقصد ولم تستعد لها وهي تحتاج إستعداد كبير فأنت كاذب
(وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ) (التوبة : 46)
الصفة الخامسة إذا أن الأولوية في حياتك ليست للدين بل للدنيا
الدين في حياة الشباب والبنات ليس له الأولوية ... بل الزواج وغير ذلك
الدين في حياة الملتزمين ليس له الأولوية
فلو كان الهدف الأول في حياتك الدين ستعد له عدة
أنت لما أردت أن تعمل بدأت من سن ست سنوات ... وكنت لا تعي الدنيا وتعبت في المذاكرة ... ولو أن أباك لم يقل لك ذاكر دروسك فسوف تذاكر لأنك بعد حوالي عشرين سنة تريد أن تعمل بمرتب مائتان أو ثلاثمائة جنيه ...
فأنت منذ طفولتك تعلم أن الدنيا تحتاج إلي عدة فهل الدين لا يحتاج إلي عدة؟!!!
الصفة السادسة التي تليها
في قوله تعالي (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ) (التوبة : 46)
من الممكن أن يطرد الشخص من الصف لأن وجوده يُحدث فتنة
ففي أوقات الشدائد والأزمات لا يثبُت ويضطرب ويقول ما علي هذا تابعتك ليس هذا الدين الذي دخلت فيه !!!
إذا فالله سبطهم لأنهم سيكونوا عناصر فتنة في أوقات الشدائد
فإن الأوقات العادية لا تُظهر فضائح أحد
ولكن في أوقات الشدائد الأمر لا يحتمل أن تكون علي ثغر ثم تتركه فهذا خطر علي الدين
إذا فالله سبطهم لأنهم سيكونوا عناصر فتنة في أوقات الشدائد ... فيتركوا الثغر الذي أوقفوا عليه فيفتح الثغر ... والدين لا يحتمل هذا الأمر
فيعاقبوا من البداية بالطرد
فإن لم تكن مستعد أن تدافع عن الثغرة وقت الشدة تُطرد من الصف
فأحذر من هذا الأمر حتي لا تكون عنصر بلبلة في الصف
الآية التالية يقول الله سبحانه وتعالي (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ) (التوبة : 49)
فإن ومنهم كلما قيلت فهي تعني المنافقين ... وهذا نجده كثيرا لأن الإسلام بدء ينتشر وفتحت مكة وأنتشرت الفتوحات في جزيرة العرب
فليس كل من يدخل الدين الآن تربي في مكة أو المدينة
فأصبح المنافقين عددهم كثير
لذلك السورة تعالج أمراض كثيرة في المنافقين
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ) (التوبة : 49)
فأنا لا أقدر أن أحمل هم الدين فأدعوا وأجاهد وأذهب إلي تبوك أنا لاأتحمل هذا العمل
لماذا ؟
هل قلبك مريض ؟
يقول أنا قلبي الإيمان يملأه
هل أنت متكاسل عن نصرة دين الله ؟
يقول أبداً فأنا جبل في نصرة دين الله
يقول (ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي)(التوبة : 49)
فإن بنات الروم جميلات فإن ذهبت فُتنت فلا أستطيع أن أسيطر علي نفسي فأنا لا أريد أن أذهب لأحافظ علي ديني !!!
ألا ترون هذا الفكر ؟!!!
لكي أحافظ علي دين لن أقدر أن أعمل للدعوة !!!
إن من صفات المنافقين أنهم أهل أعذار ؟
كيف هذا ؟
نقول يا بني لم لا تدعوا إلي الله ؟
يقول لا لا الأول العبادة
نقول يا بني لم لا تطلب العلم ؟
يقول لا لا العلم ليس الآن الأول أهتم بإصلاح الإيمان والقلب
نقول لم لا تتعبد ؟
أصل أنا منتظر ( أشد حيلي) وسوف أعمل أعمال عظيمة
وإذا كلمته في العلم يكلمك عن الدعوة
وإذا كلمته في الدعوة يكلمك عن العلم
يجعلك تائها معه لا تخرج منه بفائدة
دائما يتحجج بأعذار تحفظ له مظهره الديني أمام الآخرين ... لكي تظل الوجاهة الدينية له جيدة
إذا ما هي حقيقة مشكلته ؟
هو يخاف علي دنياه من الدين
فلا يريد أن ينصر الدين فيضر دنياه لذلك يقول الله بعدها
(قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (التوبة : 51)
وهذه الآية فيها فائدة عظيمة جداً لم يقل الله لن يصيبنا إلا ما كتب اللَّهُ علينا بل قال لنا ... وهذا بمعني الخير أي لن يحدث إلا الخير
ويقينا ما دمنا في طريقنا إلي الله فلن ننال إلا الخير
الفتوحات والنصر والمعية والولاية
وهذا غير فتوحات الآخرة التي سوف يعطيها لنا الله
إذا إطمئنانك بالله وإتصال قلبك بالله وثقتك بالله
لكن هذا خائف فيتعذر ويقول لا تفتني
لما لا تدعوا في الجامعة ؟
يقول أصل البنات ... ولا أستطيع مقاومة فتنتهم
إذا لا يدعوا في الجامعة ولا يتعبد خارجها ولا يحضر دروس علم
إذا أين أنت ؟!!!
وأخر يتعذر بأن الجو حار ... عندما يصبح الجو بارد فسوف نقاتل في سبيل الله
إذا أحتاجك الدين فلابد أن تخرج فوراً ... لابد أن تكون مستعد في أي لحظة
إذا الصفة السادسة أنهم أهل أعذار
يتستروا دائما وراء الأعذار ... يهربوا من المسئولية بالتستر وراء الأعذار ...
فهم أهل هرب من مسئولية نصرة دين الله
الصفة السابعة
(وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ)(التوبة : 56)
(لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ)(التوبة : 56)
تقديم مصلحة الأمن علي العقيدة
يقول أحدهم لا أنا أحافظ علي نفسي ... أنظر كيف يصورهم الله ... إنه تصوير عجيب جداً ... أنظر ماذا يقول (وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ)(التوبة : 56)
هم ليسوا منكم إنهم فيكم فقط وبين هذا وذاك فرق كبير ... فالإعجاز القرآني هنا في الحرف ... يفرقون هل الفرق بمعني الخوف ؟ ... لا ليس الخوف ... بل أشد من الخوف ... عندما تكون الدابة حامل عندما يجيء ميعاد المخاض ولم تضع بعد ... تكون في حالة رعب وذعر وهلع ... هنا يسمونها دابة فارق ... تخيل دابة تريد أن تلد ولا تستطيع فتخيل الذعر والهلع ... كذلك الهلع الذي يسيطر علي المنافقين ... لذلك يقولون فرق القلب أي تقطع من شدة الخوف والرعب ... فلم تقطع القلب ؟ ... خائف من ألف موضوع ... فهو يخاف من أي شيء يسبب له الخوف ... أما المؤمن فهو قرير العين ... مستقر القلب ... ساكن النفس
(وَلَٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ) ويقول الله (لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ)(التوبة : 56) فلو أنهم في طريق الجهاد لو وجد أي مكان يهرب فيه لدخله (أَوْ مَغَارَاتٍ) يقولون غار الماء في الأرض ...أي أختفي ولم يعد له أثر في الأرض ... فالمنافق يريد أن يدخل فلا يبقي له أي أثر في هذه الدنيا ... ألا تري مدي الهلع الذي يسيطر علي (أَوْ مُدَّخَلًا) فليس مُدْخَلا ولكن مُدَّخَلًا أي لو رأي أي فتحة ضيقة يدخل فيها ... علي أمل أن يكون فيها النجاة ... أتري كيف يصور الله الهلع الذي يتملكهم ... (لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ) ويقال الجموح عندما يجمح الفرس فلا يستطيع أحد أن يسيطر عليه ... فيجري الفرس ويخرج عن السيطرة ... فالمنافق لا يستطيع أحد أن يسيطر عليه وهو لا يستطيع أن يسيطر علي نفسه ... فهذا وصف للمنافقين الذين يخافون من نصرة دين الله ... وقت أن يطلب منه مقاتلة اليهود ... فلو طلب منك مقاتلة اليهود الآن ماذا ستعمل ؟ ... بالله عليك ستخاف أم ستحاول الهرب أم ستذهب مع تقديم قدم وتأخير الأخري ... أم ستقول (ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلي أجل قريب) ... أم ستنطلق وأنت تموت من أجل أن ينزف دمك في سبيل الله
إذا تقديم الأمن علي العقيدة
الصفة الثامنة
إعتبار الدين صفقة تجارية يريد منها أن يأخذ ولا يعطي
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ) (التوبة : 58)
هؤلاء يأخذون الدين صفقة ... أي أنه يريد أن يأخذ لا ليعطي
انتبهوا إلي هذه النقطة هو يريد أن يعمل في الدعوة ولكن ليس من أجل أن ينصر الدين ... لكن لأنه رأي (الشيخ الفلاني) بوجاهته فأراد أن يكون مثله ... يطلب علم ولكن ليس من أجل الله ولكن قد رأي هذا الشيخ وتوقير الناس له فأعجبه ذلك ... حتي أنه يقلده في حركاته وأفعاله
لماذا؟ يريد أن يكون مثله وهذا قد يكون من علامات شدة التأثر بالشخص وقد تكون من علامات المرض ... أنه يري الشيخ في وجاهة معينة فيريد أن يكون له نفس الوجاهة
فقد سمعت عن داعية من أحد المشايخ الكبار قال لي هناك داعية أحضر لك شرائطه وكتبه من مكتبتي ... رأيته في الأسكندرية يمشي وهو يلبس سلسلة
فما هذا الإنتكاس الشديد ؟ ... هو لم يترك الدعوة فقط ولكن ترك الإلتزام بالكلية لماذا ؟
لأنه دخل ميدان الدعوة يريد منها الوجاهة فلما لم يجدها فترك الدعوة ... فهذا يعتبر الدين صفقة ... يتعامل مع الدين بفكر تجاري فهو يدخل لكي يأخذ لا ليعطي
تعليق