إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيفية التوبه التصوح..؟؟ // مفهرس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيفية التوبه التصوح..؟؟ // مفهرس

    بسم الله



    كيفيــة التوبـة النصــوح


    قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ..} [التحريم: 8]
    اختلفت عبارة العلماء وأرباب القلوب في التوبة النصوح على ثلاثة وعشرين قولاً، كما ذكر الإمام القرطبي في تفسيره:
    1) التي لا يعود بعدها إلى الذنب أبدًا .. فبهذه التوبة يُفارق العبد هذا الذنب طيلة عمره، ولا يقتضي ذلك توبته من جميع الذنوب؛ لأنه لا يوجد إنسان معصوم من الوقوع في الزلل، بل المقصود عدم العودة لجنس الذنب الذي قد تاب منه.
    وعن حذيفة قال: "بحسب الرجل من الشر أن يتوب من الذنب ثم يعود فيه".
    2) النصوح: الصادقة الناصحة .. أي: التي تنصح صاحبها كلما هجمت عليه المعصية، يتذكر توبته منها فيمتنع عن الوقوع فيها مرة أخرى.
    أما من لا تنهاه توبته عن الوقوع في المعاصي، كمن يحج ويظن أن جميع سيئاته قد مُحيت ثم يعود للوقوع في نفس المعاصي مرةً أخرى .. فهذا توبته مكذوبة وليست توبة نصوحًا.
    3) الخالصة .. من نصح، أي: أخلص له القول.
    وعلامة التوبة الخالصة .. كما قال الحسن "النصوح أن يُبْغِض الذنب الذي أحبه، ويستغفر منه إذا ذكره"
    4) التي لا يثق بقبولها ويكون على وجل منها .. فهو لا يغتر بعلامات الصلاح التي قد يلحظها الناس عليه بعد توبته، بل دائمًا يخشى ألا تُقبَل توبته ويسأل الله القبــول .. وهذا الخوف يدفعه للإحسان في العمل، وليس الوقوع في اليأس.
    5) التي لا يحتاج معها إلى توبة .. فبعض الناس قد يتوب من بعض المعاصي الظاهرة ولا يتوب من معاصي خفية أخطر منها؛ كالريـاء والكِبر والنفاق .. فتكون توبته بحاجة إلى توبة .. أما التوبة النصوح فهي التي تغسل القلب وتُطهره من الذنوب الظاهرة والباطنة، فلا يحتاج بعدها إلى توبة.

    6) الندم بالقلب، والاستغفار باللسان، والإقلاع عن الذنب، والاطمئنان على أنه لا يعود ..
    كما يقول النبي "الندم توبة" [رواه ابن ماجه وصححه الألباني]، فلا تُقبَل التوبة بدون الندم على ما فات من الذنب .. وهو ندم يبعثك على العمل؛ حتى لا تقع في الذنب مرةً أخرى.
    والتائب الحق لا يُفارق الاستغفار لسانه، كما إنه يُقلِع عن جميع الأسباب التي تؤدي إلى وقوعه في الذنب؛ حتى يطمئن لعدم عودته إليه مرةً أخرى.
    7) توبة تنصحون بها أنفسكم .. فهي التي تنصحك بفعل الطاعات والابتعاد عن المُلهيات، وتدعوك لأن تعيش حياتك ربَّانيًا.
    8) ومهاجرة سيئ الخلان .. فالتوبة النصوح لا تستقيم مع مرافقتك لأصدقاء السوء؛ لأن الصاحب سـاحب ..
    قال رسول الله "مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير؛ فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة" [متفق عليه]
    9) علامتها أربعة ..
    قال سفيان الثوري: "علامة التوبة النصوح أربعة: القلة والعلة والذلة والغربة" .. فالتائب توبةً نصـوح يتقلل من الدنيـا، وهو دائم الحزن والبكــاء من خشية الله مما يجعله أشبه بالمريض العليل، ولا يتكبر على الناس وهو ذليـــل بين يدي المولى عزَّ وجلَّ، تجده في الدنيـــا غريـب كما أمر النبي "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" [صحيح البخاري]
    10) ينشغل بذنبه عن ذنوب الناس .. قال الفضيل بن عياض: "هو أن يكون الذنب بين عينيه، فلا يزال كأنه ينظر إليه".
    فكلما رأى أحد الناس يقع في ذنبٍ من الذنوب، تذكَّر ذنوبه الماضية وانشغل بعيبه عن عيوب الناس.

    11) شدة الحيـاء من الله بسبب ذنوبه
    .. يقول ابن السماك في معنى التوبة النصوح: "أن تنصب الذنب الذي أقللت فيه الحياء من الله أمام عينك وتستعد لمنتظرك".
    12) اليقين بأن لا ملجأ من الله إلا إليه
    .. فعندما تستشعر قهر الذنب في قلبك، تتيقن أنه لا أحد سُينجيك منه إلا الله جلَّ وعلا .. قال أبو بكر الوراق: "هو أن تضيق عليك الأرض بما رحبت، وتضيق عليك نفسك، كالثلاثة الذين خلفوا".
    13) توبة لا لفقد عوض
    .. قال أبو بكر الواسطي "هي توبة لا لفقد عوض؛ لأن من أذنب في الدنيا لرفاهية نفسه ثم تاب طلبًا لرفاهيتها في الآخرة، فتوبته على حفظ نفسه لا لله".
    14) رد المظالم
    ، واستحلال الخصوم، وإدمان الطاعات .. فإن كنت وقعت في ذنوب التبعات؛ كأكل المال الحرام والمظالم والسُحت وغيرها .. عليك أن ترُد لمن ظلمتهم جميع حقوقهم، وإلا إن لم تستطع رد المظالم لأهلها فعليك بفعل تلك الأمور؛
    حتى تخرج من تبعات تلك المظالم:
    أ) الصدقـة بنية الاستبراء من هذا الذنب ..
    ب) أن تُكثر الرحمة لأهل المعصية .. لأن الله يغفر التبعات بما فى القلوب من الرحمات .. ارحم تُرحَم، واعفُ يُعفَ عنك.
    ج) الحـــج .. قال رسول الله " .. إن الله عز وجل غفر لأهل عرفات وأهل المشعر وضمن عنهم التبعات" [صحيح الترغيب والترهيب (1151)]
    وإن كنت قد أغتبت أحدًا أو وقعت في عرضه، فينبغي أن تطلب من خصمك أن يسامحك ويعفُ عن خطأك في حقه؛ حتى تُقبَل توبتك وتكون توبةً نصوحًا.
    والتائب يُدمِن الطاعات، ويطرق كل باب من أبوابها حتى يثبت عليها،،

    15) ألا تلتفت وتولي وجهك تلقاء الله سبحانه وتعالى .. قال رويم "هو أن تكون لله وجهًا بلا قفا، كما كنت له عند المعصية قفا بلا وجه".
    16) الابتعاد عن مفسدات القلوب .. قال ذو النون: "علامة التوبة النصوح ثلاث: قلة الكلام، وقلة الطعام، وقلة المنام".. وهي من ضمن مفسدات القلب الخمسة:
    1) كثرة الخلطة .. 2) وركوب بحر التمني .. 3) والتعلق بغير الله .. 4) والشبع .. 5) والمنام.
    17) اللوم للنفس والندم .. قال شقيق: "هو أن يكثر صاحبها لنفسه الملامة، ولا ينفك من الندامة؛ لينجو من آفاتها بالسلامة".
    18) نصيحة النفس والمؤمنين .. قال سري السقطي: "لا تصلح التوبة النصوح إلا بنصيحة النفس والمؤمنين؛ لأن من صحب توبته أحب أن يكون الناس مثله".

    19) المحبة لله تعالى .. قال الجنيد: "التوبة النصوح هو أن ينسى الذنب فلا يذكره أبدًا؛ لأن من صحت توبته صار محبًا لله، ومن أحب الله نسي ما دون الله" .. وإذا غُرِسَت في قلبك محبة الله عزَّ وجلَّ، أُغْلِقَت أمامك جميع أبواب المعاصي.
    20) كثرة البكـاء من خشية الله، والنُفرة من المعاصي وأهلها .. قال ذو الأذنين: "هو أن يكون لصاحبها دمعٌ مسفوح، وقلبٌ عن المعاصي جموح".
    21) مخالفة الهوى .. وقال فتح الموصلي: "علامتها ثلاث: مخالفة الهوى، وكثرة البكاء، ومكابدة الجوع والظمأ".
    22) اتباع هدي النبي .. قال سهل بن عبد الله التستري: "هي التوبة لأهل السنة والجماعة؛ لأن المبتدع لا توبة له، بدليل قوله "إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته" [صحيح الترغيب والترهيب (54)]"
    23) تحقيق شروط قبــول التـوبــة .. قال سعيد بن جبير: "هي التوبة المقبولة، ولا تقبل ما لم يكن فيها ثلاثة شروط: خوف ألا تقبل، ورجاء أن تقبل، وإدمان الطاعات".

    نستكمل أسس التوبة في المقالات القادمة إن شاء الله؛ لنعرف كيف نتعبَّد الله عزَّ وجلَّ باسمه التوَّاب ..
    نسأل الله جلَّ وعلا أن يتوب علينــا أجمعين، وأن يرزقنـا التوبة النصوح التي تُرضيه عنا،،



    مما تصفحته

  • #2
    رد: كيفية التوبه التصوح..؟؟

    بــااااااالله ارزقنا توبه نصوووووووحه يااااااارب
    نســــألكم الدعااااااء
    جزاكِ الله الفردوس أختى الغااااااليه

    يارب ارضنى بقضاءك

    http://safeshare.tv/w/SmQPGJBPiu

    تعليق


    • #3
      كيف أتووووب ..؟

      بسم الله
      كيف أتوب


      الحمد لله غافر الذنب، و قابل التوب، شديد العقاب، الفاتح للمستغفرين الأبواب، والميسر للتائبين الأسباب، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد:
      أخي :
      أكثر الناس لا يعرفون قدر التوبة ولا حقيقتها فضلاً عن القيام بها علماً وعملاً. وإذا عرفوا قدرها فهم لا يعرفون الطريق إليها، وإذا عرفوا الطريق فهم لا يعرفون كيف يبدءون؟
      فتعال معي أخي الحبيب لنقف على حقيقة التوبة، والطريق إليها عسى أن نصل إليها.
      كلنا ذوو خطأ
      أخي :
      كلنا مذنبون... كلنا مخطئون.. نقبل على الله تارة وندبر أخرى، نراقب الله مرة، وتسيطر علينا الغفلة أخرى، لا نخلو من المعصية، ولا بد أن يقع منا الخطأ، فلست أنا و أنت بمعصومين { كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون } [رواه الترمذي وحسنه الألباني].
      والسهو والتقصير من طبع الإنسان، ومن رحمة الله بهذا الإنسان الضعيف أن يفتح له باب التوبة، وأمره بالإنابة إليه، والإقبال عليه، كلما غلبته الذنوب ولوثته المعاصي.. ولولا ذلك لوقع الإنسان في حرج شديد، وقصرت همته عن طلب التقرب من ربه، وانقطع رجاؤه من عفوه ومغفرته.
      أين طريق النجاة؟
      قد تقول لي: إني أطلب السعادة لنفسي، وأروم النجاة، وأرجو المغفرة، ولكني أجهل الطريق إليها، ولا أعرف كيف ابدأ؟ فأنا كالغريق يريد من يأخذ بيده، وكالتائه يتلمس الطريق وينتظر العون، وأريد بصيصاً من أمل، وشعاعاً من نور. ولكن أين الطريق؟
      والطريق أخي واضح كالشمس،
      ظاهر كالقمر، واحد لا ثاني له... إنه طريق التوبة.. طريق النجاة، طريق الفلاح.. طريق سهل ميسور، مفتوح أمامك في كل لحظة، ما عليك إلا أن تطرقه، وستجد الجواب: وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صالحاً ثم اهتدى [طه:82]. بل إن الله تعالى دعا عباده جميعاً مؤمنهم وكافرهم الى التوبة، وأخبر أنه سبحانه يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب منها ورجع عنها مهما كثرت، ومهما عظمت، وإن كانت مثل زبد البحر، فقال سبحانه: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم [الزمر:53].
      ولكن.... ما التوبة ؟
      التوبة أخي الحبيب هي الرجوع عما يكرهه الله ظاهراً وباطناً إلى ما يحبه الله ظاهراً وباطناً.. وهي اسم جامع لشرائع الإسلام وحقائق الإيمان.. هي الهداية الواقية من اليأس والقنوط، هي الينبوع الفياض لكل خير وسعادة في الدنيا والآخرة... هي ملاك الأمر، ومبعث الحياة، ومناط الفلاح... هي أول المنازل وأوسطها وآخرها... هي بداية العبد ونهايته... هي ترك الذنب مخافة الله، واستشعار قبحه، والندم على فعله، والعزيمة على عدم العودة إليه إذا قدر عليه... هي شعور بالندم على ما وقع، وتوجه إلى الله فيما بقي، وكف عن الذنب.
      ولماذا نتوب؟
      قد تسألني أخي : لماذا أترك السيجارة و أنا أجد فيها متعتي؟... لماذا أدع مشاهدة الأفلام الخليعة وفيها راحتي؟ ولماذا أتمنع عن المعاكسات الهاتفية وفيها بغيتي؟ ولماذا أتخلى عن النظر الى النساء وفيه سعادتي؟ لماذا أتقيد بالصلاة والصيام وأنا لا أحب التقييد والارتباط؟... ولماذا ولماذا... أليس ينبغي على الإنسان فعل ما يسعده ويريحه ويجد فيه سعادته؟... فالذي يسعدني هو ما تسميه معصية... فلِمَ أتوب؟
      وقبل أن أجيبك على سؤالك أخي الحبيب لا بد أن تعلم أنني ما أردت إلا سعادتك، وما تمنيت إلا راحتك، وما قصدت إلا الخير والنجاة لك في الدارين....
      والآن أجيبك على سؤالك: تب أخي لأن التوبة:
      1- طاعة لأمر ربك سبحانه وتعالى، فهو الذي أمرك بها فقال:
      ((يا أيها الذين ءامنوا توبوا الى الله توبة نصوحاً ))
      [التحريم:8]. وأمر الله ينبغي أن يقابل بالامتثال والطاعة.
      2- سبب لفلاحك في الدنيا و الآخرة، قال تعالى: وتوبوا الى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون [النور:31]. فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يتلذذ، ولا يسر ولا يطمئن ؛ ولا يطيب ؛ إلا بعبادة ربه والإنابة إليه والتوبة إليه.
      3- سبب لمحبة الله تعالى لك، قال تعالى: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين [البقرة:222]. وهل هناك سعادة يمكن أن يشعر بها إنسان بعد معرفته أن خالقه ومولاه يحبه إذا تاب إليه؟!
      4- سبب لدخولك الجنة ونجاتك من النار، قال تعالى: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً، إلا من تاب وءامن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً [مريم:59،60]. وهل هناك مطلب للإنسان يسعى من أجله إلا الجنة؟!
      5- سبب لنزول البركات من السماء وزيادة القوة والإمداد بالأموال والبنين، قال تعالى: ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة الى قوتكم ولا تتولوا مجرمين [هود:25]، وقال: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً، يرسل السماء عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً [نوح:10-12].
      6- سبب لتكفير سيئاتك وتبدلها الى حسنات، قال تعالى: يا أيها الذين ءامنوا توبوا الى الله توبة نصوحا ً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار [التحريم:8]، وقال سبحانه: إلا من تاب وءامن وعمِل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً [الفرقان:70].
      أخي :
      ألا تستحق تلك الفضائل – وغيرها كثير – أن تتوب من أجلها؟ لماذا تبخل على نفسك بما فيه سعادتك؟.. لماذا تظلم نفسك بمعصية الله وتحرمها من الفوز برضاه؟...جدير بك أن تبادر الى ما هذا فضله وتلك ثمرته.
      قدّم لنفسك توبة مرجوة *** قبل الممات وقبل حبس الألسن

      بادر بها غُلق النفوس فإنها *** ذخر وغنم للمنيب المحسن
      كيف أتوب؟
      أخي :
      كأني بك تقول: إن نفسي تريد الرجوع إلى خالقها، تريد الأوبة إلى فاطرها، لقد أيقنت أن السعادة ليست في اتباع الشهوات والسير وراء الملذات، واقتراف صنوف المحرمات... ولكنها مع هذا لا تعرف كيف تتوب؟ ولا من أين تبدأ؟
      وأقول لك: إن الله تعالى إذا أراد بعبده خيراً يسر له الأسباب التي تأخذ بيده إليه وتعينه عليه،
      وها أنا أذكر لك بعض الأمور التي تعينك على التوبة وتساعدك عليها:
      1
      - أصدق النية وأخلص التوبة:
      فإن العبد إذا أخلص لربه وصدق في طلب التوبة أعانه الله وأمده بالقوة، وصرف عنه الآفات التي تعترض طريقه وتصده عن التوبة.. ومن لم يكن مخلصاً لله استولت على قلبه الشياطين، وصار فيه من السوء والفحشاء ما لا يعلمه إلا الله، ولهذا قال تعالى عن يوسف عليه السلام:
      (( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين))
      [يوسف:24].
      2- حاسب نفسك:
      فإن محاسبة النفس تدفع إلى المبادرة إلى الخير، وتعين على البعد عن الشر، وتساعد على تدارك ما فات، وهي منزلة تجعل العبد يميز بين ما له وما عليه، وتعين العبد على التوبة، وتحافظ عليها بعد وقوعها.
      3- ذكّر نفسك وعظها وعاتبها وخوّفها:
      قل لها: يا نفس توبي قبل أن تموتي ؛ فإن الموت يأتي بغتة، وذكّرها بموت فلان وفلان.. أما تعلمين أن الموت موعدك؟! والقبر بيتك؟ والتراب فراشك؟ والدود أنيسك؟... أما تخافين أن يأتيك ملك الموت وأنت على المعصية قائمة؟ هل ينفعك ساعتها الندم؟ وهل يُقبل منك البكاء والحزن؟ ويحك يا نفس تعرضين عن الآخرة وهي مقبلة عليك، وتقبلين على الدنيا وهي معرضة عنك.. وهكذا تظل توبخ نفسك وتعاتبها وتذكرها حتى تخاف من الله فتئوب إليه وتتوب.
      4- اعزل نفسك عن مواطن المعصية:
      فترك المكان الذي كنت تعصي الله فيه مما يعينك على التوبة، فإن الرجل الذي قتل تسعة وتسعون نفساً قال له العالم: { إن قومك قوم سوء، وإن في أرض الله كذا وكذا قوماً يعبدون الله، فاذهب فاعبد الله معهم }.
      5- ابتعد عن رفقة السوء:
      فإن طبعك يسرق منهم، واعلم أنهم لن يتركوك وخصوصاً أن من ورائهم الشياطين تؤزهم الى المعاصي أزاً، وتدفعهم دفعاً، وتسوقهم سوقاً.. فغيّر رقم هاتفك، وغيّر عنوان منزلك إن استطعت، وغيّر الطريق الذي كنت تمر منه... ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: { الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل } [رواه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني].
      6- تدبّر عواقب الذنوب:
      فإن العبد إذا علم أن المعاصي قبيحة العواقب سيئة المنتهى، وأن الجزاء بالمرصاد دعاه ذلك إلى ترك الذنوب بداية، والتوبة إلى الله إن كان اقترف شيئاً منها.
      7- أَرِها الجنة والنار:
      ذكّرها بعظمة الجنة، وما أعد الله فيها لمن أطاعه واتقاه، وخوّفها بالنار وما أعد الله فيها لمن عصاه.
      8- أشغلها بما ينفع وجنّبها الوحدة والفراغ:
      فإن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، والفراغ يؤدي إلى الانحراف والشذوذ والإدمان، ويقود إلى رفقة السوء.
      9- خلف هواك:
      فليس أخطر على العبد من هواه، ولهذا قال الله تعالى: أرءيت من اتخذ إلهه هواه [الفرقان:43]. فلا بد لمن أراد توبة نصوحاً أن يحطم في نفسه كل ما يربطه بالماضي الأثيم، ولا ينساق وراء هواه.

      10- وهناك أسباب أخرى تعينك أخي على التوبة غير ما ذُكر منها:
      الدعاء الى الله أن يرزقك توبة نصوحاً، وذكر الله واستغفاره، وقصر الأمل وتذكر الآخرة، وتدبر القرآن، والصبر خاصة في البداية، إلى غير ذلك من الأمور التي تعينك على التوبة.
      شروط التوبة الصادقة:
      أخي :
      وللتوبة الصادقة شروط لا بد منها حتى تكون صحيحة مقبولة وهي:

      أولاً: الإخلاص لله تعالى:
      فيكون الباعث على التوبة حب الله وتعظيمه ورجاؤه والطمع في ثوابه، والخوف من عقابه، لا تقرباً الى مخلوق، ولا قصداً في عرض من أعراض الدنيا الزائلة، ولهذا قال سبحانه: إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين [النساء:146].
      ثانياً: الإقلاع عن المعصية:
      فلا تتصور صحة التوبة مع الإقامة على المعاصي حال التوبة. أما إن عاود الذنب بعد التوبة الصحيحة، فلا تبطل توبته المتقدمة، ولكنه يحتاج الى توبته جديدة وهكذا.
      ثالثاً: الاعتراف بالذنب:
      إذ لا يمكن أن يتوب المرء من شئ لا يعده ذنباً.
      رابعاً: الندم على ما سلف من الذنوب والمعاصي: ولا تتصور التوبة إلا من نادم حزين آسف على ما بدر منه من المعاصي، لذا لا يعد نادماً من يتحدث بمعاصيه السابقة ويفتخر بذلك ويتباهى بها، ولهذا قال :
      { الندم توبة } [رواه حمد وابن ماجة وصححه الألباني].

      خامساً: العزم على عدم العودة:
      فلا تصح التوبة من عبد ينوي الرجوع الى الذنب بعد التوبة، وإنما عليه أن يتوب من الذنب وهو يحدث نفسه ألا يعود إليه في المستقبل.
      سادساً: ردّ المظالم إلى أهلها:
      فإن كانت المعصية متعلقة بحقوق الآدميين وجب عليه أن يرد الحقوق إلى أصحابها إذا أراد أن تكون توبته صحيحة مقبولة ؛ لقول الرسول :
      { من كانت عنده مظلمة لأحد من عرض أو شئ فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه } [رواه البخاري].

      سابعاً: أن تصدر في زمن قبولها:
      وهو ما قبل حضور الأجل، وطلوع الشمس من مغربها، وقال : { إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر } [رواه أحمد والترمذي وصححه النووي]. وقال:
      { إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها } [رواه مسلم].

      علامات قبول التوبة
      أخي :
      وللتوبة علامات تدل على صحتها وقبولها، ومن هذه العلامات:
      1- أن يكون العبد بعد التوبة خيراً مما كان قبلها: وكل إنسان يستشعر ذلك من نفسه، فمن كان بع التوبة مقبلاً على الله، عالي الهمة قوي العزيمة دلّ ذلك على صدق توبته وصحتها وقبولها.
      2- ألا يزال الخوف من العودة إلى الذنب مصاحباً له: فإن العاقل لا يأمن مكر الله طرفة عين، فخوفه مستمر حتى يسمع الملائكة الموكلين بقبض روحه:
      ((ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ))
      [فصلت:30]، فعند ذلك يزول خوفه ويذهب قلقه.
      3- أن يستعظم الجناية التي تصدر منه وإن كان قد تاب منها: يقول ابن مسعود رضي الله عنه: { إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه، فقال له هكذا }. وقال بعض السلف: (لا تنظر الى صغر المعصية ولكن انظر الى من عصيت).
      4- أن تحدث التوبة للعبد انكساراً في قلبه وذلاً وتواضعاً بين يدي ربه: وليس هناك شئ أحب الى الله من أن يأتيه عبده منكسراً ذليلاً خاضعاً مخبتاً منيباً، رطب القلب بذكر الله، لا غرور، ولا عجب، ولا حب للمدح، ولا معايرة ولا احتقار للآخرين بذنوبهم. فمن لم يجد ذلك فليتهم توبته، وليرجع الى تصحيحها.
      5- أن يحذر من أمر جوارحه: فليحذر من أمر لسانه فيحفظه من الكذب والغيبة والنميمة وفضول الكلام، ويشغله بذكر الله تعالى وتلاوة كتابه. ويحذر من أمر بطنه، فلا يأكل إلا حلالاً. ويحذر من أمر بصره، فلا ينظر الى الحرام، ويحذر من أمر سمعه، فلا يستمع الى غناء أو كذب أو غيبة، ويحذر من أمر يديه، فلا يمدهما في الحرام، ويحذر من أمر رجليه فلا يمشي بهما الى مواطن المعصية، ويحذر من أمر قلبه، فيطهره من البغض والحسد والكره، ويحذر من أمر طاعته، فيجعلها خالصة لوجه الله، ويبتعد عن الرياء والسمعة.
      احذر التسويف
      أخي :
      إن العبد لا يدري متى أجله، ولا كم بقي من عمره، ومما يؤسف أن نجد من يسوّفون بالتوبة ويقولون: ليس هذا وقت التوبة، دعونا نتمتع بالحياة، وعندما نبلغ سن الكبر نتوب. إنها أهواء الشيطان، وإغراءات الدنيا الفانية، والشيطان يمني الإنسان ويعده بالخلد وهو لا يملك ذلك. فالبدار البدار... والحذر الحذر من الغفلة والتسويف وطول الأمل، فإنه لولا طول الأمل ما وقع إهمال أصلاً.
      فسارع أخي الى التوبة، واحذر التسويف فإنه ذنب آخر يحتاج الى توبة، والتوبة واجبة على الفور، فتب قبل أن يحضر أجلك وينقطع أملك، فتندم ولات ساعة مندم، فإنك لا تدري متى تنقضي أيامك، وتنقطع أنفاسك، وتنصرم لياليك.
      تب قبل أن تتراكم الظلمة على قلبك حتى يصير ريناً وطبعاً فلا يقبل المحو، تب قبل أن يعاجلك المرض أو الموت فلا تجد مهلة للتوبة.
      لا تغتر بستر الله وتوالي نعمه
      أخي :
      بعض الناس يسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي، فإذا نُصح وحذّر من عاقبتها قال: ما بالنا نرى أقواماً يبارزون الله بالمعاصي ليلاً ونهاراً، وامتلأت الأرض من خطاياهم، ومع ذلك يعيشون في رغد من العيش وسعة من الرزق. ونسي هؤلاء أن الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، وأن هذا استدراج وإمهال من الله حتى إذا أخذهم لم يفلتهم، يقول : { إذا رأيت الله يعطي العبد في الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج، ثم تلا قوله عز وجل: فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون، فقُطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله ربّ العالمين } [رواه أحمد وإسناده جيد].
      وأخيراً... !!
      أخي :
      فِر الى الله بالتوبة، فر من الهوى... فر من المعاصي... فر من الذنوب... فر من الشهوات... فر من الدنيا كلها...

      وأقبل على الله تائباً راجعاً منيباً... اطرق بابه بالتوبة مهما كثرت ذنوبك، أو تعاظمت، فالله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل،
      فهلمّ أخي الى رحمة الله وعفوه قبل أن يفوت الأوان.
      أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياك من التائبين حقاً، المنيبين صدقاً، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

      المصدر : موقع البصائر

      تعليق


      • #4
        رد: كيف أتووووب ..؟

        وهذه نصيحة من العبد الحقير الفقير الى الله سارع بالتوبة والتماس طريق الهداية فلتسرع الى الله تبارك وتعالى فهو القائل :إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ( 30 ) نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ( 31 ) نزلا من غفور رحيم ( 32 ) كيف تسمع هذه الاية ولا تتغير وتقول ربى الله وتستقيم فوالله ستستقيم حياتك كلها وان شاء الله اخرتك ايضا وتكون نهايتك سعيدة وتفوز بالجنة وياسلالالالالالالالالام بقى يا سيدى لو كنت مع رسول الله والصحابة وعباد الله الصالحين تخيل وقرر مع انه لايوجد اختيار بين الجنة والنار ومع ذلك الاختيار فى يدك أبدأ ولا تحمل هم البشر واصرخ وقول فليرضى عنى الناس او فليسخطوا رباه انا لم اعد اسعى لغير رضاك . واخيرا ادعو الله عز وجل ان يهدينى ويثبتنى وجميع المسلمين . امين

        تعليق


        • #5
          رد: كيف أتووووب ..؟

          السلام عليكم
          جزيتم الجنه للمروور والاضافه

          تعليق


          • #6
            رد: كيفية التوبه التصوح..؟؟

            السلام عليكم
            وجزاكِ الله خيراا منه للمرور
            وتقبل الله منا ومنك

            تعليق

            يعمل...
            X