محاضرة اختصام أهل النار
للشيخ محمد المقدم
للشيخ محمد المقدم
ما أحسن أن يطيع الإنسان ربه ومولاه! فيعيش في الدنيا سعيداً مطمئناً ملكاً، ويفوز في الآخرة بجنات النعيم. وما أسوأ أن يعيش الإنسان في هذه الدنيا معرضاً عن دين الله وشرعه، فيعيش في تيه وضياع وضلال وتعاسة، ثم يدخل قبره حاملاً ذنوباً كالجبال، فكيف ينجو من الفتَّان في القبر! ثم يصلى جهنم، فيخاصم ويجادل أسياده وأتباعه، بل ويخاصم أعضاءه وجسده، وذلك هو الخسران المبين.
بين يدي الموضوع
الحمد لله الذي ليس سواه واجب الوجود، الذي وعد الذين سعدوا بدوام النعيم في جنات الخلود، وتوعد الذين شقوا بالأبدية في النار ذات الوقود، وأخبرهم أنه يبدلهم جلوداً ليذوقوا العذاب كلما نضجت منهم الجلود. وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة تدافع عن قائلها إذا كانت الأعضاء هي الشهود، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب المقام المحمود، في يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله الركع السجود، وعلى أصحابه الداعين إلى التوحيد، الساعين للنصح للقريب والبعيد. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قالوا: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة؟ قالوا: لا، قال: فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة؟ قالوا: لا، قال: فوالذي نفسي بيده! لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيلقى العبد ربه، فيقول الله: ألم أكرمك، وأسودك، وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى أي رب! فيقول: أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا، فيقال: إني أنساك كما نسيتني، ثم يلقى الثاني فيقول له مثل ذلك، ثم يلقى الثالث فيقول له مثل ذلك، فيقول: آمنت بك، وبكتابك، وبرسولك، وصليت، وصمت، وتصدقت، ويثني بخير ما استطاع، فيقول: ألا نبعث شاهدنا عليك؟ فيفكر في نفسه: من الذي يشهد علي؟ فيختم على فيه، ويقال لفخذه: انطقي، فتنطق فخذه، ولحمه، وعظامه بعمله ما كان؛ وذلك ليعذر من نفسه، وذلك المنافق، وذلك الذي يسخط عليه). هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، و الترمذي و ابن مردويه و البيهقي . قول أبي هريرة رضي الله عنه: (قالوا) يعني: قال بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم، (يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟) إنما قيدوا الرؤية بيوم القيامة للإجماع على أنه تعالى لا يُرى في الدنيا؛ لأن الذات الباقية لا ترى بالعين الفانية، وهذا الاستفهام للاستعلام والاستخبار، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: (هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة؟) يعني: إذا اجتمعتم وأردتم أن تنظروا إلى الشمس هل يحصل لكم تزاحم وتنازع يتضرر به بعضكم من بعض من شدة الزحام حتى تتمكنوا من رؤية هذه الشمس ليست دونها سحابة؟ بل الرؤية تكون واضحة، فيستطيع الإنسان في أي مكان أن يراها دون زحام أو ضرر. و(الظهيرة): هي نصف النهار. وقوله: (ليست في سحابة) يعني: ليست في غيم تحجبها عنكم، وهذا الاستفهام للتقرير، والمقصود منه حمل المخاطب على الإقرار؛ لأنهم لا يضارون في ذلك، لذلك قالوا: لا، (قال: فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة؟ قالوا: لا) أي: أنكم لا تضارون. ولفظ: (تضارون) بتشديد الراء، وهناك لفظ آخر: (تضارون) بالراء المخففة، وهذا مشتق من الضير، أي: تكون الرؤية جلية لا تقبل مراء ولا مرية، أي: هل إذا اجتمعتم ونظرتم إلى الشمس في الظهيرة ليس دونها سحاب، وكذلك القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب، هل يخالف بعضكم بعضاً في رؤيتهما، ويكذب بعضكم بعضاً في ذلك؟ فكما لا يشك في رؤية الشمس والقمر في هاتين الحالتين، فكذلك لا يشك يوم القيامة في رؤية الله سبحانه وتعالى. والمقصود من هذا الحديث: تشبيه الرؤية بالرؤية، ووجه الشبه: الوضوح التام الكامل في الجلاء والظهور الذي لا نزاع فيه، وليس المقصود تشبيه المرئي بالمرئي، أي: ليس المقصود منه تشبيه الشمس أو القمر بالله سبحانه وتعالى، فإن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، لكن المقصود: أن رؤية الله في الآخرة تكون مثل رؤية الشمس في الظهيرة ليس دونها سحاب، ومثل رؤية القمر في ليلة البدر ليس دونه سحاب في الوضوح، فوجه الشبه: الوضوح والجلاء وعدم الخفاء. وفي لفظ آخر: (هل تضامون) بتشديد الميم، أي: هل ينضم بعضكم إلى بعض في طلب رؤية القمر لإشكاله وخفائه؟ فإن الناس عند استطلاع الهلال مثلاً ينضم بعضهم إلى بعض؛ لاستشكال رؤية الهلال كما في بداية مولده، فلذلك يجتمعون حتى ينضم بعضهم إلى بعض طلباً لرؤيته، فالمقصود: أنكم حينما تريدون رؤية القمر ليلة البدر وليس دونه سحاب -أي: أن السماء صافية- فإنكم لا تحتاجون إلى أن ينضم بعضكم إلى بعض حتى تستوثقوا من هذه الرؤية، وكذلك الشمس في وسط النهار، أو أن المقصود: لا يضمّكم شيء يحول دون رؤيته كبناء أو سقف، أي: هل هناك شيء يحول بينكم وبين رؤية الشمس في الظهيرة، أو القمر في ليلة البدر؟ الجواب: لا. فهذا على رواية: تضامون بتشديد الميم، أما على رواية تخفيف الميم فإنها تكون من الضيم، أي: لا ينالكم ضيم في رؤيته فيراه بعضكم ولا يراه البعض، بل أنتم تشتركون في ذلك كلكم، فكل هذه الألفاظ المقصود منها تشبيه الرؤية بالرؤية في الوضوح والجلاء وعدم الخفاء. ثم قال صلى الله عليه وسلم بعد أن استقررهم على هذا الأمر: (فوالذي نفسي بيده! لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما) يعني: في هذه الهيئة، وكان الظاهر أن يقال: لا تضارون في رؤية ربكم كما لا تضارون في رؤية أحدهما، ولكنه أخرج مخرج قول الشاعر: ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب فهو هنا يمدح قوماً مدحاً في صورة الذم، فهو من المدح الذي ظاهرة الذم، لكنه في الحقيقة مدح عظيم، أي: أنه ليس في هؤلاء الناس غير عيب واحد، وهو: أن سيوفهم بهن فلول أي: أنها مثلمة من صراع الكتائب، فهو يريد أن يصفهم بالشجاعة، لكن بصورة غير مباشرة، أي: أنه لا عيب فيهم، كذلك قوله هنا: (فوالذي نفسي بيده! لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما) المقصود: كما أنكم لا تضارون في رؤية أحدهما فكذلك لا تضارون في رؤية الرب سبحانه وتعالى. وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فيلقى العبد ربه فيقول الله له: ألم أكرمك، وأسودك، وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟) قول الله تعالى: (ألم أكرمك) يعني: ألم أفضلك على سائر الحيوانات. (وأسودك) أي: جعلتك رأساً لقومك. (وأزوجك) يعني: امرأة من جنسك، وأمكنك منها، وجعلت بينك وبينها مودة ورحمة، وألفة وسكينة. (وأسخر لك الخيل والإبل) يعني: أذللها لك، وخص الخيل والإبل بالذكر؛ لأنهما أصعب الحيوانات. (وأذرك ترأس) يعني: وأدعك تكون رئيساً على قومك. (وتربع) قال بعض العلماء: معناه: تأخذ رباعهم، والرباع: هي ربع الغنيمة، فقد كان ملوك الجاهلية يأخذونه لأنفسهم، وقيل: تركتك مستريحاً لا تحتاج إلى مشقة وتعب، وذلك من قولهم: اربع على نفسك، أي: ارفق بها، (فيقول: بلى أي رب!) أي: فيقول العبد بعد ذكر كل هذه النعم: قد أنعمت علي بهذه النعم كلها. والمقصود أنه يقول بعد كل واحدة منها: بلى يا رب! أو بعد ذكر كل النعم. فيقول: (أفظننت أنك ملاقي؟ يعني: أفعلمت أنك ملاقي؟ فيقول: لا، فيقول: إني أنساك كما نسيتني) أي: أتركك من رحمتي، فنسيان الله له أن يتركه سبحانه وتعالى من رحمته. قوله: (كما نسيتني) يعني: كما تركت في الدنيا طاعتي.......
المشاكلة في اللغة العربية مع أمثلة لها
المشاكلة باب من أبواب البلاغة، فمن أساليب العرب المشاكلة بين الألفاظ، فيوضع لفظ لغير معناه الموضوع له؛ مشاكلة للفظ آخر مقترن به في الكلام مثل قول الشاعر: قالوا اقترح شيئاً نجد لك طبخه قلت اطبخوا لي جبة وقميصاً أي: أنهم عرضوا عليه أن يقترح عليهم شيئاً من طعام يجيدون له الطبخ، فأجابهم قائلاً: قلت: اطبخوا لي جبة وقميصاً، والمقصود: خيطوا لي؛ لأن الجبة والقميص لا يطبخان، لكن لما حصل الاقتران في اللفظ ذكر الطبخ في نفس السياق، وهذا نوع من المشاكلة، فاستعمل الكلمة في غير معناها، فاستعمل هنا كلمة (اطبخوا) مكان كلمة (خيطوا)؛ لوجود المشاكلة في النظم. ومثال ذلك أيضاً قول جرير : هذه الأرامل قد قضَّيت حاجتها فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر وهذا على القول بأن الأرامل في اللغة العربية لا تطلق إلا على الإناث، فالرجل لا يسمى أرمل، فهنا أيضاً استعمل المشاكلة بناء على أن الأرمل لا تطلق إلا على النساء. وقد وجدت المشاكلة في كثير من آيات القرآن وفي كثير من الأحاديث كالحديث السابق: (إني أنساك كما نسيتني) فهذا من باب المشاكلة، ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ [البقرة:194]، فقوله: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ [البقرة:194] هذا عدوان في الحقيقة، لكن هل مقابلة العدوان بمثله يسمى عدواناًَ؟ هو ليس بعدوان في حقيقة الأمر، بل هو انتصار أو عقوبة عاجلة، لكن سماها سبحانه وتعالى اعتداء، فقال: (فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) فسمي عدواناً على سبيل المشاكلة. وقوله سبحانه وتعالى أيضاً: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا [الشورى:40]، وفي الحقيقة أن السيئة التي يفعلها الإنسان على وجه المقابلة هي من العدل، ومن الانتصار من الظالم، لكن لأجل اقترانهما في النص، جرت هذه المشاكلة دون أن يقصد أنها سيئة، فمعاملة الظالم بما يستحقه هي في الحقيقة حسنة وليست سيئة. ومن ذلك أيضاً: قوله سبحانه وتعالى: وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ [النحل:126]،
فهل العقوبة بمثل ما عوقبتم به يسمى عقوبة؟ لا، فإذا بدأ الإنسان بأذيتك فلك أن تعاقبه بمثل ما أساء إليك، فسمى هذه الإساءة عقوبة من باب المشاكلة أيضاً. ومثال ذلك قوله سبحانه وتعالى: ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ [الحج:60] يعني: بمثل ما أسيء إليه ابتداء وليس مقابلة، وهو أيضاً من باب المشاكلة. والمقصود: أن قوله سبحانه وتعالى حينما يسأل العبد: (أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا، فيقول: إني أنساك كما نسيتني) هو من المشاكلة، والمقصود: إني أنساك، أي: أتركك من رحمتي كما نسيتني، يعني: كما نسيتني في الدنيا من طاعتي، ثم يلقى رجلاً ثانياً فيقول له مثل ذلك، يعني: من سؤال الله سبحان وتعالى له، ويجيب الثاني بنفس هذا الجواب، ثم يلقى شخصاً ثالثاً من الناس فيقول له مثل ذلك، فيقول: (آمنت بك وبكتابك وبرسولك، وصليت، وصمت، وتصدقت، ويثني بخير ما استطاع)
يعني: يمدح نفسه بما استطاع من الخير، فيقول الرب سبحانه وتعالى: (ألا نبعث شاهدنا عليك؟) فأنت تدعي هذه الدعوة وتنكر وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ [الأنعام:23] أي: ما كنا نعمل من سوء، ويحلفون على ذلك، فيقول الله سبحانه وتعالى له: (ألا نبعث شاهدنا عليك؟) فيفكر هذا العبد الكذاب في نفسه، ويقول: من الذي يشهد علي؟ (فيختم على فيه) أي: على فمه (ويقال لفخذه: أنطقي، فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله ما كان)، وقوله: وعظامه أي: العظام المتعلقة بالفخذ. قوله: (وذلك ليعذر من نفسه) ليعذر أي: من الإعذار، والمعنى: يزيل الله عذره من قبل نفسه؛ لكثرة ذنوبه، وشهادة أعضائه عليه، بحيث لم يبق له عذر يتحجج به بعد شهادة أعضائه. قوله: (وذلك المنافق) يعني: ذلك الرجل الثالث الذي يقول: صمت، وصليت، وتصدقت.. وكذا، لا يقول كما قال الأول والثاني عندما سأل الله كل واحد منهما (أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا)، أما هذا المنافق فيدعي ويزعم أنه صام، وصلى، وأطاع الله سبحانه وتعالى، فهذا يقول فيه الرسول عليه الصلاة والسلام: (وذلك المنافق، وذلك الذي يسخط عليه).......
فهل العقوبة بمثل ما عوقبتم به يسمى عقوبة؟ لا، فإذا بدأ الإنسان بأذيتك فلك أن تعاقبه بمثل ما أساء إليك، فسمى هذه الإساءة عقوبة من باب المشاكلة أيضاً. ومثال ذلك قوله سبحانه وتعالى: ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ [الحج:60] يعني: بمثل ما أسيء إليه ابتداء وليس مقابلة، وهو أيضاً من باب المشاكلة. والمقصود: أن قوله سبحانه وتعالى حينما يسأل العبد: (أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا، فيقول: إني أنساك كما نسيتني) هو من المشاكلة، والمقصود: إني أنساك، أي: أتركك من رحمتي كما نسيتني، يعني: كما نسيتني في الدنيا من طاعتي، ثم يلقى رجلاً ثانياً فيقول له مثل ذلك، يعني: من سؤال الله سبحان وتعالى له، ويجيب الثاني بنفس هذا الجواب، ثم يلقى شخصاً ثالثاً من الناس فيقول له مثل ذلك، فيقول: (آمنت بك وبكتابك وبرسولك، وصليت، وصمت، وتصدقت، ويثني بخير ما استطاع)
يعني: يمدح نفسه بما استطاع من الخير، فيقول الرب سبحانه وتعالى: (ألا نبعث شاهدنا عليك؟) فأنت تدعي هذه الدعوة وتنكر وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ [الأنعام:23] أي: ما كنا نعمل من سوء، ويحلفون على ذلك، فيقول الله سبحانه وتعالى له: (ألا نبعث شاهدنا عليك؟) فيفكر هذا العبد الكذاب في نفسه، ويقول: من الذي يشهد علي؟ (فيختم على فيه) أي: على فمه (ويقال لفخذه: أنطقي، فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله ما كان)، وقوله: وعظامه أي: العظام المتعلقة بالفخذ. قوله: (وذلك ليعذر من نفسه) ليعذر أي: من الإعذار، والمعنى: يزيل الله عذره من قبل نفسه؛ لكثرة ذنوبه، وشهادة أعضائه عليه، بحيث لم يبق له عذر يتحجج به بعد شهادة أعضائه. قوله: (وذلك المنافق) يعني: ذلك الرجل الثالث الذي يقول: صمت، وصليت، وتصدقت.. وكذا، لا يقول كما قال الأول والثاني عندما سأل الله كل واحد منهما (أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا)، أما هذا المنافق فيدعي ويزعم أنه صام، وصلى، وأطاع الله سبحانه وتعالى، فهذا يقول فيه الرسول عليه الصلاة والسلام: (وذلك المنافق، وذلك الذي يسخط عليه).......
تعليق