إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح كتاب كيفية صلاة النبي للألباني للشيخ ابو اسحاق الحويني // مفهرس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح كتاب كيفية صلاة النبي للألباني للشيخ ابو اسحاق الحويني // مفهرس



    شرح كتاب كيفية صلاة النبي للألباني







    للشيخ أبي إسحاق الحويني







    الدرس الأول

    إن الْحَمْد لِلَّه تَعَالَى ,,نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُ بِهِ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوْذُ بِاللَّهِ تَعَالَىْ مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِىَ الْلَّهُ تَعَالَىْ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَا الَلّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ
    ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ، (آل عمران: 102)
    ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا( النساء:1).
    ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(الأحزاب: 70،71 )
    أَمَّا بَعْــــدُ .........



    فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيْثِ كِتَابُ الْلَّهِ تَعَالَي وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ ، وَشَرِّ الْأُمُورَ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِهِ وَكُلْ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِيْ الْنَّارِ الْلَّهُمَّ صَلّىِ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِ مُحَمِّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَىَ إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَىَ آَلِ إِبْرَاهِيْمَ فِيْ الْعَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ ، وَبَارِكْ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِ مُحَمِّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَىَ إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَىَ آَلِ إِبْرَاهِيْمَ فِيْ الْعَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ



    نحن اليوم مع أعظم الأركان العملية و
    هي الصلاة ، والأمر بالصلاة في كتاب الله
    U وفي كلام النبي r ليس أمرًا مجردًا بل هو أمر له وقت فإن الله U إذا أمرنا في القرآن بأن نصلي قال:﴿ وأَقِيمُوا الصَّلاةَ ﴾ (الأنعام:72)، ﴿ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ ﴾(النساء:103) ، فكلمة أن تقيم الصلاة ليس معناها أن تصلي ، بل إقامة الصلاة قدر زائد علي مجرد الصلاة وهي الصلاة التي عناها رسول الله r في الحديث لما قيل له إن فلانًا يصلي ويسرق قال: « ستنهاه صلاته يومًا » .

    أي إن العبد إذا أقام الصلاة نهته ، وهذه الإقامة هي المعنية في قول الله U:﴿ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ (العنكبوت:45) فالصلاة المحلاة بالألف واللام وهي تفيد العهد أي أنها صلاة بعينها أمر الله U بها والصلاة المعرفة ﴿ إِنَّ الصَّلاةَ ﴾ أي إن الصلاة التي لو أقمتها كما أمر الله بها ، فهذه الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر وليس مجرد أي صلاة ، فإننا نري رجالًا يصلون ويرابون ويسرقون ويزنون، فهؤلاء ما أقاموا الصلاة ، نريد أن نقيم
    صلاة





    كيفية إقامة الصلاة ؟
    إذا أردت أن تقيم الصلاة فامتثل قول النبي r لمالك بن الحويرث: «صلوا كما رأيتموني أصلي» ، إذًًا نحن ملتزمون بصلاة النبي r إذا أردنا أن نقيم الصلاة يجب أن نلتزم بها ، فهل جماهير المسلمين اليوم يعرفون كيف كان يصلي النبي r ؟
    الجواب: لا .
    لأننا ورثنا الصلاة ما تعلمناها ، بل الذين يرسلون أيديهم في الصلاة ولا يقبضون أيديهم ويضعونها علي صدورهم كما هي السنة ، آلنبي r أرسل يديه أرسل يديه ولو مرة في حياته وهو القائل « صلوا كما رأيتموني أصلي » مثل «خُذوا عني مناسككم» سواًء بسواء .
    ما حجة أولئك في ترك أيديهم ؟!




    والنبي r قال: « أُمرنا معاشر الأنبياء أن نعجل فطرنا ، وأن نضع أيماننا علي شمائلنا في الصلاة » فكأنها سنة الأنبياء أن تضع اليمني علي اليسرى ، لكن عندما غلب التقليد علي المتأخرين قاموا يتعاملون مع المذاهب الفقهية كأنها أديان متباينة فعلامة المالكي أن يرسل يديه ، وعلامة الشافعي أن يقبض وجَهِلَ بعضهم فقال أن ركعتي الشفع في المذهب الشافعي فقط بسبب شفع وشافعي
    مثل واحد من الجماعة الذين يخرجون في سبيل الله سألته مرة قلت له: ما دليل الخروج ؟! قال:﴿ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً ، ما معني ذلك ؟! أي الذين لم يخرجون جميعًا كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل أقعدوا مع القاعدين ، أي لم ينجو من هذا الذنب إلا هؤلاء الثلة والباقون غضب الله عليهم وثبطهم ؟! وهذا يذكرني عندما جاءت معاهدة السلام ، ما الدليل ؟ إن الله هو السلام ، ﴿ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ (ق:34)، تحية الإسلام السلام كلما وجدوا لفظًا يواطئ المعني الذي يريدون ، كلما استدلوا به مع قطع النظر عن السياق الذي ورد فيه اللفظ حتى صاروا أضحوكة للعقلاء .




    أمور يضحك السفهاء منها

    ويبكى من عواقبها اللبيب





    ركعتين شفع هؤلاء يكونوا للشافعي ، ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ هذه قراءة مالك وتكون ﴿ ملك﴾ يقرأ بها الشافعي وأحمد لأن مالك وافقت مالك هذا كله دل على أن الذين تدينوا بالمذاهب الفقهية اعتبروها أنها دين مستقل ، فالذين يرسلون أيديهم في الصلاة ما صلوا كما أمرهم النبي r
    لو قلت لواحد اركع وكيف يكون ظهرك إذا ركعت ؟ لو قلت له أسجد وأرني أنفك هل يمس الأرض أم لا ؟ ربما تجده يرفع أنفه من على الأرض وهكذا ، فإذا سمعت قول اللهU﴿فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ﴾ لابد أن ترجع إلى السنة لتعلم كيف كان النبي r يصلي ، والأصل في تعليم النبيr أنه يشمل الرجال والنساء معًا ، فإن هذا النداء في القرءان﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ يشمل الرجال والنساء معًا ، وهذا الأمر« صلوا كما رأيتموني أصلي » يشمل الرجال والنساء معًا ، فمن عجب أن بعض المذاهب الفقهية تقول: إذا سجد الرجل فليجافي يديه عن جنبيه وأن يبالغ ، إلا المرأة فإنها تنجمع لأنها عورة
    فنسألهم هذا الإنجماع أن المرأة يدخل بعضها في بعض إذا أرادت أن تسجد ، ما دليله ؟ وهل النبي r فرق بين وأمر النساء أن ينجمعن وأمر الرجال أن يجافوا أيديهم عن جنوبهم ؟ .
    الجواب: لا تجد على هذا أثارة من علم ، بل الرجال والنساء معًا على السواء في المجافاة .
    أفضل كتاب في صفة صلاة النبي:rفلما كان الأمر كذلك وأردنا أن نذكر صفة صلاة النبي r على التفصيل كما صلاها r فلم أجد كتابًا أفضل ولا أجود من كتاب شيخنا الإمام المحدث الكبير أبي عبدالرحمن محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله كتاب (صفة صلاة النبيr من التكبير إلى التسليم كأنك تراها) ، وهذا الكتاب من الكتب المباركة ، وهذا الكتاب الحقيقة له عندي معزة خاصة جدًا ، لأن هذا هو الكتاب الذي فتح عيني على علم الحديث وفتح عيني على مذهب أهل السنة والجماعة .
    هذا الكتاب سنة حوالي ألف وثلاثمائة وخمسة وتسعين هجرية بعد ما أن انتهيت من صلاة الجمعة في مسجد الشيخ عبدالحميد كشك - رحمه الله- مسجد عين الحياة فمضيت أتجول عند باعة الكتب وأنظر إلى ما يعرضونه من الكتب فوقعت عيني على هذا الكتاب فتناولته وقلبت صفحاته وأعجبني طريقة تصنيفه وأحسست بفحولة وجزالة لم أعهدها في كل ما قرأت ، ولفت انتباهي حاشية الكتاب ، الحاشية الذي خرج فيها الشيخ الألباني القسم الأعلى من الكتاب .
    فمثلاًا يقول: ويجافي يديه عن جنبيه ثم يقول أخرجه مثلًا السراج ، أخرجه مثلًا البغدادي ، أخرجه بن بشران ، أسماء لم تكن معهودة .
    فانبهرت بهذا الكتاب ولكن لم استطع شراه آنذاك لأنه كان باهظ الثمن كان بثلاثين قرش ، فتركته وواصلت البحث فوجدت جزءًا لطيفًا بعنوان تلخيص صفة صلاة النبي r للشيخ الألباني أيضًا فاشتريته آنذاك بخمسة قروش ، ومن إعجابي بالكتاب وانبهاري به قرأته وانا أمشي من المسجد إلى مسكني في الطريق مع خطورة هذا المسلك على من يمشى في شوارع القاهرة
    فلما قرأت الكتاب وجدته يدق بعنف ما ورثته من الصلاة عن آبائي ، إذ وجدت أن كثيرًا من هيئتها لا يمت إلى السنة بصلة .




    المراد بندامة الكسعي: فندمت ندامة الكسعي على أني لم أشتري الأصل والكسعي رجل عربي يضرب به المثل في الندامة وحكوا من خبره أنه كان رجلًا راميًا ماهرًا فمرت به ظباءُ بالليل وكان له قوس وكان شديد الاعتزاز بها فرمى الظباء بهذا القوس بالليل فظن أنه أخطأ الظباء فكسر قوسه ، فلما أصبح وجد سهامه في الظباء فندم على كسر القوس ويقال أنه قطع إصبعه من الندم ، وفي مثله يقول الفرذدق:


    ندمت ندامة الكسعي لما







    غدت مني مطلقة نوار









    نوار زوجته لما طلقها وكان يحبها قال:


    ندمت ندامة الكسعي لما







    غدت مني مطلقة نوار









    وأنشد بن منظور في لسان العرب أيضًا على لسان بعضهم قال:


    ندمت ندامة الكسعي لما







    رأت عيناه ما صنعت يداه











    المهم ندمت أنني لم أشتري الأصل وخفت ألا أجده عند بائعه وتوسلت إلي الله U طيلة الأسبوع أن أجده حتى وجدته ، فلما قرأته ألقيت الألواح ولاح لي المصباح من الصباح ، وكان هذا الكتاب هو فاتحة الخير لي بالنسبة لاعتناق مذهب أهل الحديث .
    مذهب أهل الحديث: هو أجل المذاهب قاطبة في الفقه والحديث والاعتقاد : وهو مذهب الأئمة المتبوعين كمالك والشافعي وأحمد والسفيانين وإسحاق بن راهويه والأوزاعي وغيرهم من الأئمة الفضلاء الكبار ، وعقد الشيخ الألباني حفظه الله I نقول لإخواننا أكثروا من الدعاء للشيخ بالشفاء والعافية أنه مريض ، وأن يطيل الله U بعمره ، وأن ينفع المسلمين به ، وأن يجعل خير أيامه يوم لقائه I فإن مشايخنا في العلم مثل والدينا نترحم عليهم ونترضي عليهم ، وندعوا الله U لهم .
    مقدمة كتاب صفة صلاة النبي r:عقد شيخنا حفظه الله مقدمة رائعة نفيسة في مطلع هذا الكتاب خلاصتها أن الأئمة المتبوعين جميعًا تبرؤا من مخالفة السنة أحيانًا وأمواتًا ، وحضوا الناس علي متابعة النبي r ، وأن من أستبانت له السنة وظهر قول لأحد العلماء يخالف السنة أنه يطرح قول العالم بلا مثنوية ولا تردد ، ولا يرد قول النبي r: «فكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا المعصوم r فيؤخذ قوله كله ولا يترك» فرأيت أن أقرأ عليكم هذا الكتاب ، وأن أشرح بعض مسائله فإن الشيخ وضع الكتاب أول مرة علي قسمين:
    القسم الأعلى: الذي سنقرئه .
    القسم الأسفل: فصل فيه الأدلة وتكلم عليها بشيء من التفصيل وناقش العلماء ، ولكن حالت الظروف آنذاك أن يطبع القسمان معًا لغلاء نفقات الطباعة آنذاك فطبع القسم الأعلى ولم يطبع القسم الثاني حتى الآن فياليته طبع ، سنقرأ صفة صلاة النبي r كما صنفها هذا الشيخ المبارك حفظه الله I ونفع المسلمين به ، ونتكلم عن بعض هذه المسائل إن أقتضي الأمر ذلك كل هذا حتى نمتثل قول النبي r وتقيم الصلاة .
    و قبل أن أقرأ الكتاب إنما أغراني بقراءة الكتاب أن كثيرًا من المسلمين لا يعلمون به وإن علموا لا يقرءونه ، فهذه فرصة أن نقرأ الكتاب عليهم وأن نعيد الأمر ونبديه ليحفظوه .
    قال حفظه الله I تحت عنوان استقبال القبلة قال: «كان رسول الله r إذا قام إلي الصلاة استقبل الكعبة في الأرض والنفل»ثم قال في الحاشية: هذا شيء مقطوع به لتواتره فأغني ذلك عن تخريجه ، ما معني هذه العبارة ؟!
    التخريج: أن تعزوا الكلام إلي مخرجه ، ومخرج الكلام من فم قائله ,عندما نقول فلان تكلم ، من أين خرج الكلام ؟! من فمه ، فالفم جزء يراد به الكل، ما مخرج الحديث ؟! الصحابي هو مخرج الحديث ، مثلًا عندما نقول عن عمر بن الخطاب t أن النبي r قال: «إنما الأعمال بالنيات» فعندما نسأله ، ما مخرج هذا الحديث أي عن أي من الصحابة ؟! تقول مخرجه: من عمر بن الخطاب ، عندما نقول هذا الحديث أخرجه فلان أنت لم تدرك أبا هريرة لكن الإمام البخاري مثلًا روي الحديث بسنده إلي أبي هريرة فانتقل المخرج من الصحابي إلي الكتاب الذي حفظ لنا قول الصحابي ، وصار هذا علمًا علي هذه الكتب عندما تقول: حديث عمر بن الخطاب t مرفوعًا «إنما الأعمال بالنيات» ، من أخرجه ؟! تقول: أخرجه البخاري وأخرجه مسلم وبقية الستة أصحاب السنن الأربعة هذا مخرج الحديث .





    الشيخ ناصر الدين حفظه الله يقول: (إن استقبال النبيr للقبلة أمر مقطوع به لتواتره فأغني ذلك عن تخريجه) .
    الحديث المتواتر: ما رواه جمع تحيل العادة تواطئهم علي الكذب أي خلق كثيرون ، مثلًا كل من في هذا المسجد إذا خرجوا جميعًا ورووا واقعة في المسجد رأوها فيستحيل أن يأتي هذا العدد جميعًا ويغلقوا الأبواب ويقولوا لبعضهم ، ما رأيكم أن نكذب اليوم كذبة ؟! ، ما رأيك أن نخترع إن حادثة معينة حدثت ونخرج كلنا نحكيها للناس ، هل هذا ممكن أن يقع ؟! هذا مستحيل ، لماذا؟! لاختلاف همم الناس ودواعيهم من رضي بالكذب الآخر لن يرضي ، هذا معني (تحيل العادة) أي يستحيل عادتهم أن يتواطأ مثل هذا الجمع علي افتراء الكذب ، فإذا قص جميعهم قصة واحدة مع اختلاف هممهم ودواعيهم دل ذلك علي حدوث القصة بيقين, فلا نحتاج حينئذ أن نقول حكي فلان القصة أو حكي علان الواقعة ، لماذا ؟! لأن الجماهير كلها روت هذه القصة فلا نحتاج أن نعزوها إلي آحاد من الرواة ، الأمر كذلك الشيخ ناصر الدين حفظه الله لم يري داعيًا أن يقول أخرجه فلان وفلان لأن هذا سيطول بذكر المخرجين لهذا الأمر .
    يقول: «وأمر النبي r بذلك» أي باستقبال الكعبة «فقال للمسيء صلاته: إذا قمت إلي الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر»، المسيء صلاته عنوان العلماء وضعوه علي حديث رواه البخاري ومسلم وبقية الستة من حديث أبي هريرة ، ورواه أصحاب السنن الأربعة وغيرهم من حديث رفاعة بن رافع ، وسياق الحديث أن رجلًا دخل المسجد والنبي في ناحية منه فدخل فكبر وصلي وأتي النبي r فقال: السلام عليكم ورحمة الله قال: «وعليك السلام ارجع فصلي فإنك لم تصلي» ، فرجع الرجل فكبر وصلي وجاء فسلم فقال: «وعليك السلام ارجع فصلي فإنك لم تصلي» ، فقال له الرجل: والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا فعلمني قال: «إذا قمت إلي الصلاة فأصبغ الوضوء بماء طهور ، ثم استقبل القبلة فكبر ، فإذا ركعت فاطمئن راكعًا ، فإذا قمت فاطمئن واقفًا ، فإذا سجدت فاطمئن ساجدًا ، فإذا قمت من سجودك فاطمئن قاعدًا ، فإذا سجدت فاطمئن ساجدًا ثم أفعل ذلك في سائر صلاتك» ، ما الذي رآه الرسول r مفتقدًا في صلاة العرابي ؟! الجواب:الاطمئنان ، ولذلك لم يركز إلا علي الاطمئنان وكرر كلمة اطمئن كثيرًا لأن بعض الناس يستدل بحديث المسيء صلاته علي طرح بعض الواجبات أو أثبات بعض المشروعات نقول له لا ، النبي r لم يتعرض لكيفية النزول وغير ذلك ، ولم يتعرض فيها لذكر أذكار السجود والركوع ، إنما علمه النبي r ما رآه لا يحسنه وهذا ينبئنا إلي:




    مسألة خطيرة: وهي أنه إذا أردنا أن نثبت حكمًا شرعيًا فيجب علينا أن نجمع شتات الأحاديث الواردة في الباب ، ولا نأخذ المسألة من حديث واحد فالنبي r إن رأي الرجل لا يطمئن فكل الذي يهمه في المسألة أن يعلمه الاطمئنان فلا يأتي واحد يقول مثلًا: إن وضع اليمني علي اليسري غير مثلًا واجب في الصلاة ، لماذا ؟! لأن النبي لم يعلمه للمسيء ويستدل علي عدم وجوب مثل هذه الأشياء في حديث المسيء صلاته علي أنها غير موجودة أو غير مستحبة أو غير واجبة خطأ ، هنا في حديث عمرt النبي r سئل عن الإسلام قال: «أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا» ، ومرة أخري يسأل النبي عن المسلم لم يقل له المسلم من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، وأقام الصلاة وآتي الزكاة إلي آخره ، قال: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» ، الذي يفعل ذلك يكون مسلم فقط ؟! لا ، وجاءه آخر أي الإسلام أفضل ؟! ،قال: «أن تطعم الطعام ، وتفشي السلام ، وتصلي بالليل والناس نيام» ، هل هذا هو أفضل الإسلام ؟! لو أخذت المسائل الجزئية ستجد أن النبي r عندما كان يسأل كان يذكر صفة من الصفات ، النبي r قال: «من استقبل قبلتنا ، وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم» ، قال: «فذلك المسلم »لشيئين: استقبل قبلتنا أي صلي ، وأكل ذبيحتنا ، لو كان رجلًا لا يسلم المسلمون من لسانه ويده ، هل يكون مسلما ؟! نعم مسلم ، فأين الحديث «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» ، قال يا أخي: الكلام عادة إنما يخرج علي مقتضي حال المخاطب وهذه هي البلاغة ، رأي رجلًا يسب قال له: «لا تفحش السباب في الأيام الحرم» ، هل هذا معناه أنه يجوز له أن يفحش السباب في غير الأيام الحرم ؟! إنما خرج الكلام علي مقتضي ما رأي نبه علي ما يري، نحن عندما نكون في باب الشهادات وباب التراجم عندما تترجم لإنسان رغبت أن تكتب سيرة إنسان وحياته أكتب كل شيء أكتب محاسنه ومساوئه ، أكتب ثناء الناس عليه وذمهم إياه أكتب كل شيء المترجم أما إذا طلب منك الشهادة فلا سبيل إلي الترجمة في ذلك الموضع فإن جاءك رجل مثلًا يطلب النصيحة فقال يا فلان: جاءني فلان الفلاني يريد أن يقترض مني مالًا وأنت تعلم أن فلان الفلاني إذا أخذ المال لا يرده ، فهل يليق بك وتكون قد أديت النصح لله ولرسوله ولعامة المسلمين إذا قلت له هو زاهد ورع بكاًء قوي الحزن سريع الدمعة شديد إذا سمع كلام الله ، هل يصح الكلام هذا ؟! لا يصح طبعًا ، لكن تؤدي النصح إذا قلت له لا تعطه فإنه يماطل فإذا سألك سائل يا أخي وأين بكاؤه وورعه ولما لم تذكر البكاء والورع ؟! قل: لا محل له في الكلام أنا الآن تعريف هذا الإنسان فعندما واحد يصفه برقة الدين والنفاق الكمين فأقول له: لا ، لا تقول هذا الكلام أنه رجل ورع وزاهد وعابد إلي آخره ، لكن إذا قيل أقرضه مالًا لا محل لقولك زاهد وعابد وورع ، فأنا لو قلت: لا تعطيه فإنه مماطل لا تقل لي وهل هذا فقط هو الذي علمته زهده وورعه إلي آخره ،.




    إذًا فالرسول r كان كثيرًا ما يتكلم بالكلمة علي مقتضي ما يري وما يسأل فيجيب علي هذا المقتضي ، أما إذا أردنا أن نضع حدًا عامًا وقاعدة فنرجع إلي الأصول العامة الكبيرة لهذا الحديث ، الرسول r عندما علم المسيء صلاته إنما علمه ما أخل به وهو ركن الطمأنينة ولذلك قال: تطمئن راكعًا فتقوم تطمئن قائمًا ، تسجد تطمئن ساجدًا ، تركع تطمئن قاعدًا ، تسجد تطمئن ساجدًا ، ثم تفعل ذلك في صلاتك كلها ، هذا حديث المسيء صلاته .
    إنما فصلت بين مخرج الحديث في العزو لأن الخطأ في العزو يعتبر جريمة عند علماء الحديث ، فأنا قلت حديث المسيء صلاته أخرجه البخاري ومسلم وبقية الستة من حديث أبي هريرة وأخرجه الستة إلا الشيخان من حديث رافع ، استثنينا حديث رافع حديث أبو هريرة أخرجه الستة كلهم ، وحديث رافع أخرجه أصحاب السنن الأربعة مع أن متن الحديث واحد ، لكن لا يجوز لك أن تقول: وعن رفاعة بن رافع وتسوق الحديث وتقول أخرجه البخاري ومسلم ، مع أن البخاري ومسلم أخرجوه فعلًا ولكن من حديث أبي هريرة فأنت لا تخلط ، واحد رغب أن يتخلص من الخلط هذا ، ماذا يفعل ؟! يذكر المتن ولا يذكر صحابي الحديث أي لا يقول عن أبي هريرة ولا عن رفاعة يقول: وفي الصحيحين أن رجلًا أساء صلاته إلي آخره ويكمل باقي الحديث ، لكن يتحاشى مسألة المخرج أحيانًا بعض إخواننا يحتار في المسألة هذه من كثرة الأحاديث التي يريد أن يحتج بها في الخطبة ، أو يريد أن يحتج بها في الدرس لا يعلم أن يفصل أن حديث عائشة في مسلم فقط أو في البخاري فقط أو في الترمذي فقط ، فنحن نقول له: طالما تأكدت من متن الحديث صحيح لا تقل صحابي الحديث فقل مثلًا: وعن النبي r أنه قال وتسوق متنه وتقول: وهذا حديث صحيح إذا كنت تعلم أنه صحيح فلا داعي أن تقول وأخرجه فلان وانفرد به علان وتخطيء، إذًا عزو الحديث إلي غير مخرجه يعتبر خطيئة في التخريج عند علماء الحديث .
    قال: «وكان النبي r في السفر يصلي النوافل علي راحلته ، ويوتر عليها حيث توجهت به شرقًا وغربًا» وفي ذلك نزل قوله تعالي: ﴿ فَأَيْنَمَاتُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾(البقرة:115) ، «وكان أحيانًا إذا أراد أن يتطوع علي ناقته استقبل بها القبلة فكبر ، ثم صلي حيث وجهه ركابه».
    وجه الدلالة:نفهم من سرد الأحاديث هذه وراء بعضها أن استقبال القبلة في الفرض لازم ولا يشرع أن تصلي الفرض علي الراحلة إلا إذا تعذر عليك ذلك كأن تكون في سفينة ونحوها ، إنما إذا كنت تملك أن تنزل علي الأرض فإنما يجب عليك أن توقع الفرض علي الأرض لكي تستقبل القبلة
    حكم النافلة في السفر:يصلي تطوع لله في السفر ، وهذا دليل لمن قال بمطلق التطوع في السفر لأن بعض الناس قولوا: لا ، إذا كان مسافر تسقط عنه صلاة التطوع نقول: نعم، تسقط ، ولكن لا تلم غيرك ولا تقل له أنت مخالف للسنة فإن النبي r كان يتطوع في السفر علي راحلته وكان يوترعليها ، كان يركب الراحلة تتجه به شرقًا غربًا وهذا ممكن تستقبل القبلة تشرق به وتغرب لا يضر ، لكن ماذا تفعل في الأول ؟! تستقبل القبلة أولًا ثم تسوق الراحلة وتتجه بك شرقًا وغربًا ،.
    متي يسقط شرط استقبال القبلة؟إذًا القبلة تسقط عنه تحديدها في صلاة النافلة وهو يركب الراحلة ﴿ فَأَيْنَمَاتُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾ .
    يقول: « وكان يركع ويسجد علي راحلته إيماًء برأسه ، ويجعل السجود أخفض من الركوع» أي يخفض رأسه قليلًا في الركوع وبعد ذلك يخفضه أكثر في السجود حتى أن لحيته لتمس مورك رحله r «وكان إذا أراد أن يصلي الفريضة نزل فاستقبل القبلة »وأما في صلاة الخوف الشديد فقد سنr لأمته أن يصلوا«رجالًا قيامًا علي أقدامهم أو ركبانًا مستقبلي القبلة او غير مستقبليها »كما قال U:﴿ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا( البقرة:239 )
    رجالًا: أي تمشي علي رجلك أو علي أرجلك .
    أو ركبانًا: أي يركبون .
    وقالr: «إذا اختلطوا» أي اختلط المسلمون بالكافرين في الحرب «فإنما هو التكبير والإشارة بالرأس» ، وكان r يقول: «ما بين المشرق والمغرب قبلة» .
    وقال جابرt: «كنا مع رسول الله r في مسيرة أو في سرية فأصابنا غيم فتحرينا واختلفنا في القبلة ، فصلي كل رجل منا علي حده فجعل أحدنا يخط بين يديه لنعلم أمكنتنا فلما أصبحنا نظرناه»كل واحد وضع في أي جهة ووضع علامة أنه صلي الناحية هذه ، فلما أصبحوا ونظر كل رجل إلي العلامة التي وضعها هل أصاب القبلة أم لا .
    قال: «فإذا نحن صلينا علي غير القبلة فذكرنا ذلك للنبي r ، فلم يأمرنا بالإعادة ، وقال: «قد أجزأت صلاتكم» ويضاف إلي هذا ما كان من جنس علته وهو فوات الوقت مع تحري المقصود كأن مثلًا يصلي رجل بثياب عليها نجاسة ، وبعد أن صلي ومضي الوقت دخل وقت الصلاة الأخرى نظر فإذا نجاسة علي ثوبه ، فهل يؤمر بالإعادة أم لا ؟!
    الجواب: لا يؤمر بالإعادة إذ قد خرج وقت الصلاة ، ولكن إذا رأي النجاسة في الوقت أعاد ، لماذا؟! لأن الوقت لازال قائمًا بخلاف ما إذا مضي الوقت .





    وكذلك مثل هذه المسألة المسألة المختلف فيها بين أهل العلم.
    حكم المرأة الحائض إذا طهرت من حيضها والمغرب يؤذن ، هل يلزمها العصر أم لا ؟!
    1-فمن قائل من أهل العلم يلزمها الظهر والعصر علي أساس أن الصلاة التي تجمع تجمع معًا كأن وقتها واحد ، وهذا قول ضعيف ،.
    2-ومنهم من قال يلزمها العصر وهذا أيضًا قول ضعيف .
    3-الصواب: أنه لا يلزمها إلا المغرب فقط ، السبب: لأن أذان المغرب عندما رفع فقد انقضي وقت صلاة العصر ، والمرأة إذاك لم تري الطهر فلا يلزمها أن تصلي العصر ، لأنها طهرت في الوقت
    4- ومن قائل لا يلزمها العصر لأن الله U ما فرض الصلاة إلا بطهور وهي لا تستطيع أن تجد من الوقت ما تغتسل به وتخرج لتدرك ركعة علي الأقل من صلاة العصر لقول النبي r: «لا صلاة إلا بطهور» ، فهل المرأة تستطيع أن تتطهر وتدرك ركعة لقولهr: «من أدرك من العصر ركعة قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك» ، معني الحديث ومن لم يدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فلم يدرك ، إذًا المرأة مطلوب منها شيئين:
    الشيء الأول: أن تغتسل وتتوضأ .
    الشيء الثاني: أن تدرك ركعة من العصر .
    فهل في ثلاث دقائق تستطيع المرأة أن تفعل ذلك ؟!
    الجواب: علي حسب الهمم والطاقات والمواهب ، امرأة ممكن تدخل في دقيقة واحدة تستطيع أنها تفيض الماء علي جسدها وتتوضأ ، وتدرك ركعة بفاتحة الكتاب مثلًا ، إذا كان هذا الأمر ممكنًا إذًا يلزمها أن تصلي العصر ، أما إذا كان هذا الوقت لا يكفي عادة فلا يلزمها .
    س: واحد يقول: أليس الأولي أن تتيمم لرفع الحدث وتصلي رعاية للوقت ؟!
    ج: نقول: قد أجمع العلماء علي أنه لا يجوز التيمم مع وجود الماء ، إذًا لا يرفع الحدث حينئذ إلا الاغتسال بالماء .
    إذًا مسألة بقاء الوقت هذه مسألة جوهرية ينبني عليها كثير من الأحكام .
    يقول: «فلم يأمرنا بالإعادة ، وقال: «قد أجزأت صلاتكم» لأنه تحري القبلة وأخطأ في هذا التحري ،«وكان r يصلي نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه قبل أن تنزل هذه الآية ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾(البقرة:144) ، فلما نزلت استقبل الكعبة فبينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آتٍ فقال: إن رسول الله r قد أُنزل عليه الليلة قرآن وقد أُمر أن يستقبل الكعبة ألا فاستقبلوها ، وكانت وجوههم إلي الشام فاستداروا واستدار إمامهم حتى استقبل بهم القبلة»وجه الدلالة: وفي هذا دلالة علي أن خبر الواحد يُعمل به في العقيدة ونحوها ، ويترك الشيء المقطوع به بأدلة قطعية لخبر الواحد خلافًا لما يقوله المبتدعة الذين لا يحتجون بخبر الواحد وإنما كان قصدهم من ذلك أن يهدروا شطر الأدلة وهي السنة ، لأن الصحابة كانوا علي شيء مقطوع به وهو استقبال بيت المقدس فقال لهم رجل واحد وهم ركوع ,ألا إن رسول الله r استقبل الكعبة فاستداروا إلي الكعبة وهم ركوع ، ولم يقل واحد منهم لا تفعلوا ذلك حتى نتأكد أهو صادق أم كاذب ؟! فتركوا ما كان مقطوعًا لديهم بأدلة قاطعة التي لا يتطرق إليها الظن المرجوع وعملوا بخبر الواحد ، وهذا كما ذكرت فيه دلالة وهو دليل من أدلة كثيرة علي العمل بالخبر الواحد في العقائد .



    الاسئلة:
    س: يقول سائل: أرجوا توضيح بعض المسائل التي طالما دعونا إليها لنحي السنة سنة نبينا r ، ويعلق عليها بعض المنتسبين ويرموننا بالجمود إلي آخره فذكر بعض المسائل مثل الخط المشدود علي الأرض ، وحمل بعض الأخوة المسبحة, ورفع اليدين في الدعاء والإمام علي المنبر ، والصلاة بدون غطاء الرأس ووضع اليدين ، والنزول وتحريك الأصبع ؟!
    ج: أي حال الأشياء التي تتعلق بالصلاة نحن سنذكرها إذا جاء موضعه ، لا نتعجل تحريك الأصبع أو النزول هذه الأشياء كلها إذا أتينا إلي الموضع فنتكلم عنها .
    إنما بالنسبة للقلنصوة: مثلًا بعض من الناس يصلي بدون غطاء الرأس وفي ذلك مخالفة للسنة العملية التي ورثناها عن أسلافنا أنهم كانوا يغطون رؤوسهم بعمامة دائمة ، أو علي الأقل كانوا يغطون رؤوسهم لأن هذا من المروئات ، وقرأت في كتب بعض أهل العلم أن صلاة المرء حاسر الرأس فيها شبة من صلاة اليهود ، لذلك السنة وأقول السنة العملية أن يكون للمرء غطاء رأس دائم , ليس كما يفعل بعض الناس إذا تقدم الإمام يأتي بمنديل وربطه علي راسه, وبعد ما ينتهي من الصلاة , يكشف شعره ، لا ، الصلاة ليست من هيئتها أن تتخذ المنديل بصفة مؤقتة القصد أن يكون لشعرك غطاء وغطاء الرأس من الزينة بالذات للأصلع .
    أما بالنسبة للخط المشدود علي الأرض: فقد ذكرت قبل ذلك وهي مسألة أيضًا اختلف فيها علمائنا المعاصرون ، فذهب شيخنا أبو عبدالرحمن ناصرالدين الألباني حفظه الله إلي بدعية هذا الأمر ، وأري أنه الحق ، وذهب شيخنا محمد صقر حفظه الله ,ولم أسمعه منه ، ولكن حدثني الشيخ محمد حسان عنه أنه كان يقول بمشروعية شد الخط علي الأرض ويري أن ذلك من المصالح المرسلة ، ولا أري ذلك من المصلحة المرسلة لأن شد الخط كان مقدورًا للنبي r ، ثم شد الخط علي الأرض المقصود منه تسوية الصف ، وتسوية الصف من مهمة الإمام ، وهذه البدعة بدعة حديثة جدًا عمرها أقل من عشرين عامًا ولو قام الأئمة بمهتهم في تسوية الصف كما كان يفعل النبي r وكما كان يفعل خلفائه بعد ذلك ، وفي البخاري , في حديث طعن عمر بن الخطاب t قال: «كنت بين ابن عباس وعمر بن الخطاب ليلة طعن أو في اليوم الذي طعن فيه نتكلم وكان عمر أرسل رجلًا يسوي الصف ، فلما أعلمه أنه سوي الصفوف تقدم فكبر فما هو إلا أن قرأ حتى قال: ضربني الكلب أو أكلني الكلب»وجه الدلالة: نفهم من ذلك أن عمر بن الخطاب أرسل من يسوي الصف ، فالإمام إما أن يسوي الصف ، وإما أن يرسل أحدًا يسوي الصف نيابة عنه المهم أن تسوية الصف من مهمة الإمام ، فما ظهر هذا الخط علي الأرض إلا بعد أن قال الأئمة: وظهره للمصلين استقيموا يرحمكم الله ، يعطي ظهره للمصلين، لا تقل استووا حتى يتساوي الصف،وهناك مشكلة كبيرة الجماهير لا تسلم للأئمة بذلك مثلًا نحن في صلاة الجمعة اليوم وأراد الإمام أن يسوي الصف ، أو أرسل من يسوي الصف ، كم من الوقت سيأخذه في تسوية الصف ؟! سيأخذ عشر دقائق ربع ساعة , فالجماهير نفسها لا تساعد كيف نتغلب علي هذا الخلل ؟!أن نلتزم بتسوية الصف في الصلاة العادية حتى تصير هذه مسألة معتادة عند جماهير المصلين يساوي الصف علي العقب اجعل كعوبهم كلها متساوية مع بعضها ، لماذا ؟! لأن الناس كلها ظهرها واحد إنما بطنها مختلف, إذًا هذا الخط إنما كان بسبب إهمال الأئمة بتسوية الصف ، نجم أيضًا عن وجود هذه البدعة, جهل كثير من الأئمة الذين يصلون بالمسلمين بأحكام الصلاة ، فمن جملة جهلهم بأحكام الصلاة استساغتهم لمثل هذا الخط حتى أن الإمام قد يتقدم إلي الصلاة وهو لا يدري الحكم الشرعي إذا نابه شيء في جوهر الصلاة ، لو مثلًا تذكر ,أنه لم يتوضأ وهو يصلي ، فماذا يفعل ؟! تبطل الصلاة كلها ، لو أنه مثلًا أحدث وهو يصلي ، ماذا يفعل ؟! لا يدري ماذا يفعل يقع جماهير المسلمين في إشكالات ، مثلًا صلي الظهر خمسًا ، ماذا يفعل ؟! صلي الأربع ركعات وراء بعض ، ماذا يفعل ؟! نسي تكبيرة الإحرام ، ماذا يفعل ؟! هذه أشياء كلها ممكن تعرض للإنسان في الصلاة ، فإذا كان النبي r قال: «ليليني منكم أولوا الأحلام والنهي»
    كلمة ليليني: أي يكونوا ورائي
    واخطأ من ظن أن معني الولاء هنا أن يكون في الصف الأول , ليليني أي يكون ورائي لماذا قال: «ليليني منكم أولي الأحلام والنهي» ؟! حتى إذا ناب الإمام شيء في الصلاة يقومون مقام الإمام، فأي شيء ينجم بسبب تقصير الأئمة عن أداء واجبهم يعتبر هذا من البدع ولا يعد من المصالح المرسلة لأن أهون علينا من شد الخط نقول له يا إمام: قم بواجبك في تسوية الصف .
    أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وصلي الله وسلم وبارك علي نبينا محمد والحمد لله رب العالمين .
    انتهي الدرس الأول





    التعديل الأخير تم بواسطة محبة المساكين; الساعة 09-07-2012, 01:57 AM. سبب آخر: تعديل نوع الخط

  • #2
    رد: شرح كتاب كيفية صلاة النبي للألباني للشيخ ابو اسحاق الحويني

    شرح كتاب كيفية صلاة النبي للألباني







    للشيخ أبي إسحاق الحويني







    الدرس الثاني





    فلا زلنا أيها الأخوة الكرام مع الركن العملي الأول من أركان الإسلام وهو إقامة الصلاة ، الإسلام سأل جبريل النبي r ما الإسلام ؟ « قال: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وتقيم الصلاة » .
    فإقامة الصلاة ليست هي الصلاة التي يفعلها كثيرُ من الناس، إنما إقامة الصلاة أن تصلي كما صلى النبي r، ولذلك رأينا من المرة الماضية أن نقرأ عليكم الكتاب النافع الماتع صفة صلاة النبيr من التكبير إلى التسليم كأنك تراها للإمام الكبير والشيخ المحدث الخطيب حسنة الأيام ومحدث بلاد الشام بل بلاد الإسلام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله تعالى ومتع به ، وهذا الكتاب افتتحناه في المرة الماضية وقرأنا منه شيئًا يسيرًا ، ونواصل إن شاء الله تعالى في هذه المرة أيضًا قراءة ما تيسر من هذا الكتاب المبارك .



    القيام .







    قال الشيخ حفظه الله وكان r يقف فيها قائمًا في الفرض والتطوع ائتمارًا بقوله تعالى:﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾(البقرة:238) .
    وأما في السفر فكان يصلى على راحلته النافلة كما قلنا في المرة الماضية وسن لأمته أن يصلوا في الخوف الشديد على أقدامهم أو ركبانًا كما تقدم ، أي يشير إلى قوله تعالى:﴿ فَرِجَالا أَوْ رُكْبَانًا (البقرة:239) .
    فَرِجَالا:أي تمشون على أرجلكم
    أَوْ رُكْبَانًا: أو تركبون ، وذلك قوله تعالى:﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ * فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾(البقرة:238، 239) .
    «وصلىr في مرض موته جالسًا »وصلاها كذلك مرةً أخرى قبل هذه حين «اشتكى وصلى الناس وراءه قيامًا »النبيr في حديث أنس المعروف في الصحيحين وغيرهما لما مرض تخلف عن جماعة المسلمين أيامًا ثم وجد في نفسه خفةً فخرج يتهادي مع على بن أبي طالب والعباس وخرج إليهم كأن وجهه ورقة مصحف ، وهذا أنس الذي يصف الرسولr كأن وجهه ورقة مصحف فكاد المسلمون أن يفتنوا في صلاتهم لما رأوه r من شدة فرحهم بعودة إمامته مرة أخرى .



    والله يا إخواننا لن يبتلى جيلٌ مثل ما ابتلي الصحابة ، لا تقل لي عذاب قريش ولا عذاب أبي جهل ولا هذا الكلام ، أعظم شيٍ مر بهم من المصائب فقدهم النبيr ، انظر لما يكون ملء السمع والبصر ، ويملأ الدنيا ، و حياتهم وفجأة يوسدونه التراب ويرجعون كأنهم أيتام في مهب الريح ، فمصيبتهم الحقيقة كانت كبيرة الصحابةy وأشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل يبتلى المرء على قدر دينه .
    فكادوا أن يفتنوا في الصلاة لما رأوا النبيr ، فأراد أبوبكر أن يتأخر فأشار إليه النبيr على رسلك ، أي لا تتأخر ، فتأخر فأمهم النبيr جالسًا وأبوبكر قائمًا وكان الناس يأتمون بأبي بكر ، فلما قضيت الصلاة قال النبيr:« ما منعك أن تثبت_ أي في الإمامة_ إذ أمرتك فقال ما كان لأبن أبي قحافة أن يتقدم بين يدي رسول الله r »، فصلى r هذه الفريضة في آخر حياته أيضًا جالسًا لما كان مريضًا وكان المسلمون يأتمون بأبي بكر .
    «وصلى الناس وراءه قيامًا فأشار إليهم أن اجلسوا _وهذا الحديث حديث أبو هريرة والآخر حديث أنس _وأشار إليهم أن اجلسوا فلما انصرف قال:« إن كدتم آنفًًا لتفعلون فعل فارس والروم يقومون على ملوكهم وهم قعود فلا تفعلوا إنما جُعِل الإمام ليؤتم به فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا صلى جالسًا فصلوا جلوسًا أجمعون » .


    يقول العلماء: إن هذا الحديث يخدم قاعدة المبين بعد المجم
    ل ، المجمل في الحديث:« إنما جُعِل الإمام ليؤتم به » ، هذا قول مجمل ، أأتم به في ماذا ؟ هذا مجمل ، ممكن تأتم به في كل شيء حتى في اللبس خاصته ، الكلام مطلق، « إنما جُعِل الإمام ليؤتم به » ، إذا حك جلده فحكوا ، إذا رجع فارجعوا ، إذا التفت فالتفتوا، أليسهذا من معنى قوله:« إنما جُعِل الإمام ليؤتم به » ، فهذا مجمل ، وما جاء بعده فهو من باب المبين ، فكأن قائلًا قال: كيف نتبعه يا رسول الله ؟ قال: « إذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ، وإذا صلى جالسًا فصلوا جلوسًا أجمعين » .




    فكأن هذا التفصيل ركع فاركعوا ورفع فارفعوا هذا بيان للإجمال الواقع في قولهr « إنما جُعِل الإمام ليؤتم به » .لو فرضنا أن إمامًا يصلي مسدلًا تاركًا ليديه تاركًا للقبض الجماعة الذين يزعمون أنهم مالكية ويقولوا أن من مذهب مالك أنه يترك يديه ، إنما الشافعي يقبض ، ووقفت على قول عجيب في بعض كتب المتأخرين ويرحم الله الإمام الشاطبي ، أبو إسحاق الشاطبي هذا رجل نسيجة واحدة عقمت أرحام النساء في الأندلس أن يلدن مثل هذا الرجل ومن قرأ كتاب الموافقات وكتاب الاعتصام علم قدر هذا الرجل لكن علماء المغاربة مساكين ، الحظوة والشهرة للمشارقة ، الذي يريد أن يشتهر يأتي إلى المشرق ، الذي يريد أن يدفن يذهب إلى المغرب ، مع أن المغرب مملؤة بالعلماء .



    حتى أنك تجد في سنة من السنوات أو في سنين من السنين مصر كانت كما يصفها الواصفون كانت قبلة لكل صاحب مذهب ، فلو قلت لأي واحد فيكم كلكم جميعًا هل تعرفون أن تسموا لي واحد عالم من ليبيا أو من تونس أو من المغرب أو من الجزائر أو من موريتانيا ؟ هل من أحد يعرف أن يعمل هذا اللغز ؟ ولا واحد يعرف اسم عالم لا أحد يعرف ، لكن أسماء علماء المشرق مثل الطبل هناك عند المغاربة ، فالشاطبي- رحمه الله- ناله ما نال علماء المغاربة من الامتهان وترك التكريم ما أظهره إلا كتاب الموافقات في هذه الأعصار المتأخرة .



    سبب الحرب الضروس التي تعرض لها الإمام الشاطبي:
    السبب الأول: أنه يدعوا إلى السنة ويقبض البدعة وصنف لذلك كتاب الاعتصام يرد فيه على المبتدعة .
    السبب الثاني: أنه أعرض عن كتب المتأخرين وقال نصحني شيوخي ألا أعول على كتب المتأخرين ، ولما ضعفت الهمم فشى فيفي الجيل المتأخر كلام العلماء المتأخرين ونسوا أقدار المتقدمين فصار التارك للأئمة المتأخرين تاركًا لدين اللهU فيناصبه الناس العداء .
    أنا يا جماعة لن أتبع سحنونًا سأتبع مالكًا ، لن أتبع البويطي ولا الربيع بن سليمان أنا سأتبع الشافعي فضلًا على أن أتبع النووي ولا تقي الدين السبكي أو هؤلاء الجماعة المتأخرين ، قالوا لا إذا تركت النووي فأنت هكذا تركت المذهب ، يا جماعة أنا مع الشافعي إمام النووي نفسه .
    فالإمام الشاطبي ترك الاستفادة والتنويه بكتب المتأخرين فناصبوه العداء ، وقد كان الشاطبي على حق لما قال هذه العبارة ، (ومن نظر في كتب المتقدمين والمتأخرين رأى الفرق ما بين الثرى والثريا )، الحقيقة ياجماعة ، الذي يذوق علم المتقدمين يذوق العلم إنما المتأخرون كثر الشقاشق والافتراضات الجدلية ومنها هذا الذي سأقوله قال الذي يترك يديه يكون مالكي والذي يقبض يكون شافعي ، فقال بعض المتأخرين إنما سن القبض عمر ، أول واحد وضع اليمنى على اليسرى عمر ، لماذا ؟ قال لما بن ملجم ضربه خرجت أمعاءه فجمع أمعاءه ووضع يده على بطنه ، هو لم يكن قد وضع يده اليمنى على اليسرى ، هو كان يجمع أمعاءه حتى لا تنزل منه .






    هذا هو العلم ليس به خفاءٌ







    فدعني عن بنيات الطريق










    هذا هو العلم ليس به خفاءٌ فلماذا تدور بي هذا هو العلم ، فكل ما تقرأ في كتب المتأخرين تحظى بهذه الأوابد وهذه الطامات ، من أراد البحر استقل السواقيا ، لا.
    القبض سنة أكيدة جاءت بها الأحاديث المتكاثرة عن النبيr ومما قاله r في ذلك« أمرنا معاشر الأنبياء أن نعجل فطرنا وأن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة » .
    فلو أن إمامًا يسدل يديه ، فهل بمقتضى قولهr« إنما جُعِل الإمام ليؤتم به» أترك يدي ؟ محل بحث ، فمن قائل نعم إتباع الإمام واجب حتى فيما أخطأ فيه وخصه بعض علمائنا المعاصرين بألا يُتبع إذا خالف المشهور في مذهبه وهذا وسع الخرق على الراقع ، أي مثلًا المشهور في مذهب مالك ماذا الإرسال وليس الراجح ، فيه فرق ما بين الراجح والمشهور المشهور في مذهب مالك الإرسال .
    فيكون أي واحد مالكي يقلد مذهب مالك ماذا يفعل ؟ يرسل يديه ، فلو أنه قبض فيكون خالف مذهبه ما يتبعوه ، ما هذا الموضوع ، لما يتبع السنة أتركه قال لأنه خالف المشهور من مذهبه .
    وضرب مثلًا آخر فقال مثلًا الأحناف لا يرفعون أيديهم إلا في التكبيرة الأولى إنما في التكبيرات الانتقالية لا يرفعون أيديهم فيها ،فالحنفي إذا وقف في الصلاة قال الله أكبر ورفع يديه في تكبيرة الإحرام ، فإذا أراد أن يقول الله أكبر ويركع لا يرفع يديه ، وإذا قام من الركوع لا يرفع يديه ، وإذا قام من التشهد الأوسط لا يرفع يديه ، هذه هي التكبيرات الانتقالية كلما انتقلت من ركن إلى ركن رفعت يديك في كل خفض ورفع
    فقال أن واحد حنفي هو الإمام فيكون مذهبه يقول ارفع في تكبيرة الإحرام فقط ، فلو أنه رفع في التكبيرات الانتقالية لا أتابعه على ذلك لأنه خالف مذهبه ، هذا عجيب ، أفلما يتبع السنة لا أتبعه حتى وإن أخطأ .
    فيا جماعة « إنما جُعِل الإمام ليؤتم به » مقيدة بقيد أصيل وهذا القيد الأصيل هو« صلوا كما رأيتموني أصلي » ، الإمام لما وقف في الإمامة لم يعبد الله ولا بهواه ، إنما ينبغي أن يصلي كما صلى النبيr فإذا خالف النبيr لا يتبع في ذلك ولا يكون في ذلك مخالفة لهذا الإمام لأنه خالف النبيr .
    فينبغي أن نفهم قولهr« إنما جُعِل الإمام ليؤتم به » على ضوء قوله r « صلوا كما رأيتموني أصلي » .



    إذًا متابعة الإمام ليست مطلقة إنما هي مقيدة بما فعله النبيr وأرشد إليه كذلك مثلًا: جلسة الاستراحة هذه الجلسة إذا كنت في وتر من صلاتك لا تقوم حتى تستوي قاعدًا وتر الصلاة الركعة الأولى والثالثة ، فلو كنت تصلي صلاة رباعية وأتيت بالركعة الأولى وسجدت السجدة الأخيرة في الركعة الأولي فماذا تعمل ؟
    تقوم إلى الركعة الثانية ، لا قبل أن تقوم إلى الركعة الثانية اجلس قليلًا جدًا بقدر ما يرجع العظم إلى مكانه ثم تقوم ، وفي الركعة الثالثة وأنت قائم إلى الركعة الرابعة قبل أن تقوم إلى الركعة الرابعة ارفع رأسك من السجود واقعد قليلًا ثم قم ، فإذا كنت في وتر من صلاتك لا تقوم حتى تستوي قاعدًا.
    هذه السنة التي قال بها مالك والشافعي وهي إحدى الروايتين عن الإمام أحمد الإمام الذي يصلي بنا لا يجلس جلسة الاستراحة وأنت إذا إذا جلست جلسة الاستراحة تأخرت عن إمامك


    فهل يسن لك أن تترك جلسة الاستراحة وتتبع الإمام أم لا ؟
    أعدل الأقوال في هذه المسألة أن هذه الجلسة إذا كانت لا تؤخرك عن الركن الذي انتقل إليه الإمام فافعلها ، أما إذا كان من شأنها أن تتخلف عن الإمام لا سيما إذا كان سريع ،في هذه الحالة لا تجلس جلسة الاستراحة واتبع الإمام حتى لا يفوتك الركن الذي هو أوجب وآكد من جلسة الاستراحة .




    صلاة المريض جالسًا





    وقال الشيخ حفظه الله تحت عنوان صلاة المريض جالسًا ، وقال عمران بن حصين رضي الله عنه: «كانت بي بواسير،فسألت رسول اللهr فقال:« صلي قائمًا فإن لم تستطع فقاعدًا فإن لم تستطع فعلى جنب» ، وقال أيضًا: « سألتهr عن صلاة, الرجل وهو قاعد ؟فقال:« من صلى قائمًا فهو أفضل ومن صلى قاعدًا فله نصف أجر القائم ومن صلى نائمًا (وفي رواية مضجعًا) فله نصف أجر القاعد » ، والمراد به المريض .
    فقد قال: أنسt «خرج رسول اللهr على ناس وهم يصلون قعودًا من مرض فقال:« إن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم » ، وعادr مريضًا فرآه يصلي على وسادة فأخذها فرمى بها فأخذ عودًا ليصلي عليه فأخذه فرمى به وقال:« صلي على الأرض إن استطعت وإلا فأؤم إيماءً واجعل سجودك أخفض من ركوعك »
    وهذا الحديث الأخير دليل من يقول لا تصلي على شيء لين ، لماذا ؟ لأن هذا المريض كان يصلي على وسادة فالنبيr أخذ الوسادة ورماها ، فقام فأخذ عود لكي يسجد عليه ، فأخذ العود ورماه .


    لماذا صلى على الوسادة ؟لأنه لا يستطيع أن يسجد على الأرض فرفع الوسادة أكثر من مسند فوق بعض لكي يسجد عليه ويضع رأسه عليه
    ئ، وهو جالس فالنبي
    r قال:« أسجد على الأرض فإن لم تستطع فأومئ إيماءً » ، لكن لا تفعل كما فعل أمية بن خلف لما نزل قوله تعالى:﴿فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا ﴾(النجم:62) فسجد المسلمون والكافرون إلا هذا الرجل استكبر أن يسجد فأخذ كفًا من تراب ووضعه على وجهه ، فيكون التراب هو الذي سجد على جبهته ، وليس هو الذي سجد أي لم يتحقق الأمر بالذل ما فعل ذلك إلا كبرًا .

    فالنبيr قال الأصل أن تضع جبهتك علي الأرض ، فإذا عجزت أن تصل بجبهتك إلى الأرض فما بقي إلا أن تومئ إيماءً .
    في الحديث الذي رواه أحمد وبن ماجة بسند صححه الشيخ الألباني من حديث أنس «خرج رسول اللهr على ناس وهم يصلون قعودًا من مرض فقال:« إن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم » وجه الدلالة : فيه رد على من يقول بل إذا كان مريضًا فعجز عن القيام يأخذ أجر القائم ، لماذا ؟ لأن هذا الحديث نص في المسألة أنه خرج فوجد ناسًا يصلون قعودًا من مرض ، إذًا ثبت عذرهم وعجزهم عن القيام فقال لهم « إن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم » .


    إذًا هو لم يعتبر عذرهم في هذه المسألة ، فيكون هذا الحديث مخصص لعموم قاعدة الأعذار ، أن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم .
    وحمل بعض أهل العلم: حديث عمران بن حصين على النافلة دون الفريضة« صلي قائمًا فإن لم تستطع فقاعدًا فإن لم تستطع فعلى جنب » فقالوا:إن هذا خاص بصلاة الفريضة وطبعًا الحديث خرج عامًا يشمل الفريضة وغيرها كما هو الراجح عند أهل العلم .


    الصلاة في السفينة




    وسئل النبي rعن الصلاة في السفينة فقال: « صلي فيها قائمًا إلا أن تخاف الغرق » رواه البزار والدارقطني وصححه الشيخ الألباني أيضًا حفظه الله وأحال البحث على سلسلة الأحاديث الصحيحة له، أي من أراد أن يعلم حجة الشيخ في تصحيح هذا الحديث فليرجع إلى سلسلة الأحاديث الصحيحة
    ولما أسن: أي لما كبر في السنr ، لما أسنr وكبر اتخذ عمودًا في مصلاه يعتمد عليه ،وجه الدلالة: فيه رد على بعض المتأخرين الذين أبطلوا الصلاة بالاستناد على جدار أو نحو ذلك ، يقولون إذا استند الرجل, إلى جدار فصلاته باطلة أو صلاته ناقصة أو نحو ذلك ، لا ، هو إذا احتاج إلى ذلك وإذا وجد أنه عاجز عن أن يقوم فله أن يتكئ على جدار أو على عمود أو عصا أو غيرها .



    قال: القيام والقعود في صلاة الليل





    بعد ما تقدم وعرفنا أن الأصل القيام لأن القيام ركن في الصلاة ، من صلى جالسًا وهو مستطيع القيام فصلاته باطلة ، إلا إذا كان من عذر فله نصف أجر القائم إذا صلى قاعدًا ، في صلاة الليل كان النبيr صلى قائمًا وقاعدًا .
    قال: و«كان النبيr يصلي ليلًا طويلًا قائمًا وليلًا طويلًا قاعدًا وكان إذا قرأ قائمًا ركع قائمًا وإذا قرأ قاعًدا ركع قاعدًا »
    النبيr في قيام الليل كان إذا صلى قاعدًا ركع قاعدًا فيكمل وهو قاعد وكان يصلي ليلًا طويلًا قائمًا وليلًا طويلًا قاعدًا ، فإذا قرأ قائمًا ركع قائمًا وإذا قرأ قاعدًا ركع قاعدًا وكان النبي r يطيل صلاة الليل لأن صلاة الليل هي صلاة المحب، الذي يصف قدميه بين يدي اللهU ما يقوم إلا بدافع الحب لله تبارك وتعالى .
    إذًا يجوز أن يصلى المرء الليل قائمًا وقاعدًا وكلاهما فعل النبي,r ,هذه بشارة لبعض إخواننا الذين يتمنون أن يطيلوا القراءة في الليل فيصدهم عن ذلك الوجع بالظهر والنشر في القدمين والرجلين ومثل هذا , فيقرأ قراءة سريعة لكي يثبت لنفسه الصلاة .


    نقول له لا ، اجلس ، أقعد واقرأ وأطل وما على المحسنين من سبيل ، إذا أنت تصلي قاعدًا تأسيًا بالنبيr وأطل القراءة لأن إطالة القراءة هي روح الصلاة .
    سئل النبيr عن أفضل الصلاة قال: « طول القنوت » ، لذلك النبيr كان يطيل في صلاة الليل ، يطيل في الأركان ، فانظر حديث حذيفة« أن النبيr صلى بالبقرة قلت يركع فصلى بالنساء قلت يركع فصلى بآل عمران وكان ركوعه كسجوده كقيامه ،» فنحن لو قدرنا الثلاث سور الطوال هذه تأخذ فيهم ساعتين ونصف مثلًا ، فيكون مثلًا إذا أراد أنه يركع يركع ساعتين ونصف ويقوم ساعتين ونصف ويسجد ساعتين ونصف ويقوم ساعتين ونصف ويسجد ساعتين ونصف ويقوم ، وهذه صلاتهr .
    وعائشةt كانت تقول:« ما زاد النبيr في رمضان ولا غيره عن أحد عشر ركعة لا تسل عن حسنهن وطولن » ، فأنت ثبت لنفسك هذه الصلاة ولو بقدر سواقي ناقة ،لكن ثبت العبادة ، فأنت لا تحرم نفسك ، نسأل اللهU أن يعيننا على قيام الليل ، لا تحرم نفسك ولو بركعتين ، لكن ثبتهم ,أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل ,وأطل في القراءة واقعد إذا شعرت بتعب ، أي قم واقعد تسننًا بالنبيr .
    «وكان أحيانًا يصلي جالسًا r فيقرأ وهو جالس فإذا بقي من قراءته ، قدر ما يكون ثلاثين أو أربعين آية قام فقرأها وهو قائم ثم ركع وسجد , ثم يصنع في الركعة الثانية مثل ذلك،»فله أن يجلس فيستريح وثم إذا بقي قدر ثلاثين آية أو أربعين ولا يشترط ثلاثين أو أربعين ، إنما يبقى جزء من القراءة ، عشر آيات خمس آيات ست آيات ، إذا شعر المأموم أن الإمام سينهي الصلاة ويركع ولو في الآية الأخيرة له أن يقوم ويركع مع الإمام .
    الحقيقة هذا الموضوع سأضع عليه حاشية ، وهو موضوع أن يتكلم المرء على خلاف الدليل ، أحيانًا يجهل المرء فيفتي في المسالة بغير الدليل الذي يعرفه هو ولكنه نسيه حال الفتوى وأذكر في هذه واقعة ذكرت في ترجمة الإمام البخاري- رحمه الله- في كتاب سير أعلام النبلاء .
    قال البخاري: كنت عند إسحاق بن راهويه أحد الأئمة المجتهدين فجاءه رجلٌ فسأله فقال: طلقت ناسيًا فما عليَّ ؟ قال: فجعل إسحاق يفكر واستعصى عليه الدليل لا يعرف أن يأتي بدليل للمسألة ، رجل طلق امرأته ناسيًا ما حال طلاقه ؟ قال: فاستعصى عليه الأمر وعجز عن الإتيان بدليل ، فقلت له: قول النبيr« إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تتكلم به» والرجل لما أرد القول إما أن يباشر القول قلبه ولسانه وإما أن يباشر لسانه دون قلبه فلما طلق ناسيًا باشر لسانه دون قلبه فلم يقع الطلاق .
    قال: فرأيت إسحاق ابتهج وقال له قويتني .


    قويتني: أي ذكرت دليلًا في المسألة مع أن هذا الحديث من الأحاديث التي رواها إسحاق بن راهويه رحمه الله- ، وقد يحدث أحيانًا ينسى الدليل الرجيح أو الدليل الواضح الصريح ويتكلم بخلافه ، ولذلك قال علماؤنا: قول العالم مهما جل لا يعتبر دليل ، لماذا ؟ .
    لاحتمال ورود النسيان عليه ، لاحتمال ورود الخطأ عليه ، والأصل أن الأدلة لا يكون فيها تعارض ولا تناقض ، فلو نزلنا قول العالم منزلة الدليل فقد ينزل قول العالم العاري عن الدليل بل الدليل على خلافه ننزله منزلة الدليل ، وفي هذا امتثالًا للشريعة نسأل الله أن يغفر لي وأن يغفر لكم .
    وإنما صلى السُّبحَة ، والسبحة: هي صلاة النافلة وفيها حديث أيضًا في الصحيح أن النبيr قال:« يا أبا ذر كيف أنت إذا كنت في أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها ، _وفي لفظ: يميتون الصلاة عن وقتها ؟_ قلت: ما أفعل يا رسول الله ؟ قال: صلي الصلاة لوقتها ثم إذا رجعت وجدتهم يصلونها فصلي معهم فإنها لك سُبحَة ،_ وفي اللفظ الآخر: فإنها لك نافلة_ ولا تقل إني صليت فلا أصلي ، قال:وإنما صلى أي النبيr السبحة قاعدًا في آخر حياته لما أسن وذلك قبل وفاته بعام واحد » .
    أي يشير بهذا الحديث أن المرء لا يترك الأفضل إلى المفضول إلا إذا طرأ له عذر، لأنه لا يتصور أن يترك المرء الأفضل مع القدرة عليه ويأتي بالمفضول مع عدم احتياجه إليه إلا إذا كان فيه شيء في عقله ، فإذا علمنا أن صلاة القاعد من النصف من صلاة القائم فلا يتخيل إنسان قادر على القيام يصلي جالسًا بلا حاجة .
    فيكون هذا الحديث بين لنا أن النبي r لما صلى جالسًا في صلاة الليل ما صلى رغبة عن القيام فقد كان يسعي إلى تحصيل أعلى الأجرين ، إنما صلى قاعدًا لما أسن وذلك قبل موته بعام واحد فقط ، فهذا يدل على أن حياته المباركة كلها كان يقوم فيها الليل قائمًا .
    وأسأل الله تبارك وتعالي أن يعيننا وإياكم على شكره وذكره وحسن عبادته .


    الأسئلة
    س . ما هو الطريق القويم لطلب العلم من أصوله وأي الكتب أثقل وزنًا في العقيدة والفقه والسيرة ؟
    الجواب: الكتب الثقيلة الوزن كثيرة ، لكن قل طالما أنك ستبدأ تطلب علم قل: ما هو أخف الكتب وزنًا وأعظمها قدرًا ، البخاري- رحمه الله- في كتاب العلم في تفسير قوله تعالي:﴿وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ﴾( أل عمران:79) ، قال: وقيل الرباني هو الذي يربي بصغار العلم قبل كباره .
    وكما قال القائل غذاء الكبار سم الصغار ، ولد يرضع أعطته قطعة من الموزة أو قطعة من الفخذة ستقتله مباشرة ، لماذا؟
    لأن معدته لا تقدر على أن تهضم هذا الكلام إنما يأكله واحد كبير ، فانت لما تأتي على واحد صغير وتعطيه كتاب ثقيل الوزن وطبعًا ثقل الوزن يا جماعة فيه قضية ثانية أعتقد أن السائل لم يأخذ باله منها ، وهي أن ثقل الوزن يقتضي ثقل الثمن ، فمثلًا كتاب المغني لابن قدامة الطبعة الجديدة وصلت مائتان وأربعين جنيه ، الطبعة الجديدة للمغني .
    كتاب المجموع للنووي ، المغني في خمسة عشر مجلد أو أربعة عشر مجلد والخامس عشر فهارس ، وكتاب المجموع خمسة وعشرون مجلد في الفقه الشافعي ، النووي شرح إلى أسماء بيع السلم في البيوع وتقي الدين السبكي شرح مجلدين وشيخنا الشيخ محمد نجيب المطيعي شرح من آخر ما وقف عليه تقي الدين السبكي إلى آخر الكتاب في حوالي ثماني مجلدات ، وهذا الكتاب بثلاثمائة وخمسة وثمانون جنيه وهكذا .
    فأنت وأنت في بداية التعلم تأخذ كتاب راجح من جهة الدليل والمسألة ، لماذا ؟ لأنك في الأول تريد أن تتعلم لتعمل فتحتاج إلى الدليل الرجيح في كل مسألة ، فلست محتاج إلى المطولات ولا إلى نقاش العلماء ، يقول لك: دليلنا في المسألة كذا ، كذا ، كذا ، دليل الخصوم تحت عنوان طويل عريض ثم يأتي لك بالأدلة لنا كذا ولهم كذا وأجيب عنهم بكذا وتعقب بكذا فيحتار عقلك
    في أول العلم لا تسأل عن أثقل الكتب وزنًا ولا أطولها عبارة ، إنما تسأل عن الكتب التي تعنى بذكر الدليل وتعنى بذكر القول الراجح في المسألة .
    انتهى الدرس الثاني.

    التعديل الأخير تم بواسطة محبة المساكين; الساعة 18-11-2011, 04:20 PM.

    تعليق


    • #3
      رد: شرح كتاب كيفية صلاة النبي للألباني للشيخ ابو اسحاق الحويني

      شرح كتاب كيفية صلاة النبي للألباني

      للشيخ أبي إسحاق الحويني

      الدرس الثالث
      نواصل القراءة في كتاب (صفة صلاة النبي r) لمحدث الأمة الشيخ محمد نصر الدين الألباني حفظه الله تعالي ومتع المسلمين بطول حياته .

      الصلاة في النعال والأمر بها
      «وكان يقف حافيًا أحيانًا ومنتعلًا أحيانًا ،»وأباح ذلك لأمته فقال: «إذا صلي أحدكم فليلبس نعليه أو ليخلعهما بين رجليه ولا يؤذي بهما غيره» ، وأكد عليهم الصلاة فيهما أحيانًا فقال: «خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم» ، وكان ربما نزعهما من قدميه وهو في الصلاة ثم استمر في صلاته كما قال أبو سعيد الخدريy:«صلي بنا رسول الله r ذات يوم فلما كان في بعض صلاته خلع نعليه فوضعهما عن يساره ، فلما رأي الناس ذلك خلعوا نعالهم فلما قضي صلاته قال: «ما بالكم ألقيتم نعالكم ؟!» قالوا: رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا ، فقال: «إن جبريل أتاني فأخبرني أن فيهما قذرًا _أو قال: أذي_(وفي رواية خبثًا) فألقيتهما ، فإذا جاء أحدكم إلي المسجد فلينظر في نعليه فإن رأي فيهما قذرًا _أو قال:_ أذي_ (وفي الرواية الأخري: خبثًا) فليمسحهما وليصل فيهما» ،«وكان إذا نزعهما وضعهما عن يساره »، وكان يقول: «إذا صلي أحدكم فلا يضع نعليه عن يمينه ولا عن يساره فتكون عن يمين غيره إلا ألا يكون عن يساره أحد وليضعهما بين رجليه»

      حكم الصلاة في النعال وحكم من أنكرها:
      الصلاة في النعال مشروعة ، ومن أنكر الصلاة في النعال فيلزم ولي الأمر أن يؤدبه ويلزمه بالصلاة فيهما ولو مرة واحدة ، وهذا رأي أبي حنيفة رحمه الله لأن الذي يكره الصلاة في النعل إنما يكره سنة للنبي r فيجبر علي ذلك .
      ومن اللطائف :أن علمائنا كانوا يجعلون بعض المسائل الفقهية الفرعية مقصورة مع اعتقادهم في الله I أي أنا لو قلت لك: قل لي عقيدتك ؟!
      العقيدة: هو الإيمان بالله وما يستلزم الإيمان بالله U.لكن الجزئيات الفقهية ليست من العقيدة فالثلاثة وسبعين فرقة ما اختلفوا في المسح علي الخفين مثلًا ولا في لبس النعال ، ولا خلعه في الصلاة ، ولا في تشمير الأكمام ، ولا في مسح بعض الرأس ، ولا مسح الرأس كله ، ما اختلفوا في هذه ، إنما اختلفوا في الإيمان ، ومسماه ، وألقابه ، وأركانه ، وشرائطه .

      سبب وضع العلماء باب المسح علي الخفين في باب الإعتقاد: لكن العلماء عندما يروا أهل البدعة يتضافرون علي ترك سنة ولو فقهية كانوا يصنفونها في باب الاعتقاد مباينة لأهل البدعة فعلماء السنة مثل الحميدي وغيره كان
      يقول: (ومن عقيدتنا المسح علي الخفين ) ، هل المسح علي الخفين عقيدة ؟! لا ، لماذا ذكر المسح علي الخفين ؟! لأن المبتدعة كانوا ينكرون المسح علي الخفين ، وأهل السنة كان من شعائرهم المسح علي الخفين ، فإذا كان هناك حكم جزئي يبايننا فيه أهل البدعة أن نجعل هذا الحكم الجزئي داخلًا في باب الاعتقاد مباينة لأهل البدعة ، نحن اليوم في هذا الزمان لو رغبنا في أن نكتب عقيدتنا ، ما الذي سنضعه فيها من الأحكام الجزئية ؟! سنضع اللحية ، ونضع النقاب
      نقول: ومن عقيدتنا وجوب إعفاء اللحى للرجال ، ومشروعية ستر وجه المرأة للنساء ، واحد يقول لي: أنت هكذا فرقت تفريق لطيف بوجوب إعفاء اللحية ومشروعية ستر وجه المرأة .

      لماذا لم تقل وجوب ستر وجه المرأة ؟!أقول: لأن الحكم الأول لم يختلف العلماء في وجوبه ،إنما الحكم الثاني اختلف العلماء في وجوبه فلابد من رعاية الخلاف في هذه مسألة مع قطع النظر أنت، ماذا ترجح الوجوب أم الاستحباب ؟! أنت عندما تسطر عقيدتك المتصور أنها عقيدة شامخة ، لاسيما لو كنت أحد أئمة المسلمين ويرجع إليك في هذا الباب ، فعندما تقول: ومشروعية ستر وجه المرأة تكون قد جمعت كل مذاهب العلماء تحت كلمة المشروعية ، إنما اللحية لا خلاف علي الإطلاق أعلمه ما بين العلماء العاملين الذين تدور عليهم الفتوى الجماعة الذين يقولون: إطلاق اللحية مستحب هؤلاء لا ينعقد بهم الإجماع فكيف يفرق بهم ؟! لو دخلوا في الإجماع ليس لهم قيمة .
      ومن العجب قول القائل: (لما رأيت البلوى عمت بحلق اللحى التمست مخرجًا للفضلاء الذين يحلقون لحاهم) ، كأن المسألة إيجاد مخرج وليس الشرع هو الحاكم ، المفروض الشرع هو الحاكم ،قال: (فوجدت صيغة افعل تفيد الوجوب والاستحباب والإباحة ، فخرجت صيغة علي الإباحة لأن كثيرًا من الفضلاء يحلقون لحاهم) ، ما معني هذا الكلام العجيب ؟!
      الأوامر كلها تندرج تحت صيغة إفعل :﴿ خُذِ الْعَفْوَ (الأعراف: 199) خذ إفعل ، فصيغة إفعل هذه يندرج تحتها الواجب والمستحب والمباح.
      الواجب: كقول الله U: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾(النور:31) ، فالتوبة واجبة علي الفور, فقائل يقول: التوبة حتى تشرق الشمس من مغربها أي أن المسألة ممتدة نقول له: إذا ضمنت عمرك ثانية واحدة أخر التوبة ، فإذا كان عمرك ليس مضمون فالتوبة واجبة علي الفور خشية أن تموت بغير توبة ، وكقول الله U: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾ (البقرة:187) ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا ﴾ أمرجاء علي صيغة إفعل أي إفعل هذا الشيء﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ﴾ ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا ﴾ مستحب أم واجب ؟! ، ﴿ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾ ﴿ أَتِمُّوا ، واجب أم مستحب ؟! واحد مثلًا الفجر أذن عليه ربنا يقول له: أتم الصيام إلي الليل يكون واجب عليه أم لا لأن هذه مدة الصيام ؟! كلوا واشربوا هذه ، أليست مثل أتموا في الصيغة تحت صيغة افعل ؟! هل الاثنين مثل بعض في القوة ؟! لا ليسوا مثل بعض في القوة ، كلوا واشربوا داخلة في دائرة الاستحباب ، وأتموا داخلة في دائرة الوجوب,فيكون لدينا:

      أنواع الأمر:أمر واجب ، وأمر مستحب ، وأمر مباح.
      الأمر المباح: كقول الله U: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ (البقرة:172) الطيبات كثيرة لن نجبرك علي أكل طيب معين كل الذي يعجبك فهذا مباح لك وهذا مباح ، أكلت هذا وتركت ذاك لا لوم عليك ولا عيب أن تترك هذا ، فكله جاء بصيغة افعل ، فهذا الرجل العالم الذي كتب هذا الكلام في كتاب له, قال: الأمر «أعفوا اللحى ، وقصوا الشارب وخالفوا اليهود والنصارى »أعفوا: فعل أمر افعل قصوا: فعل أمر ,هل الاثنين مثل بعض في الحكم ؟! لا ، قال: إعفاء اللحية واجب ، وقص الشارب مستحب ، فإذا قائل قائل: هل هذا الكلام له ضوابط لدي العلماء ؟! نعم,له ضوابط الكلام هذا ليس,بالهوي «أعفوا اللحى »، لماذا جعلناها واجبة ؟! «قصوا الشارب »، لماذا جعلناها مستحبة ؟! قال: لأن فعل الأمر أصل الوضع له يفيد الطلب والإلزام ،هكذا أصل الوضع اللغوي والاصطلاحي هكذا .
      اصطلاحًا: ما طلب فعله علي وجه الحتم والإلزام .
      متى نصرف هذا الأمر إلي الاستحباب ؟
      عندما نجد عكسه النبي r عمله ، أو واحد من الخلفاء عمله أليس النبي r قال: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي»
      ما الذي يمكن أن يصرف الأمر للاستحباب ؟! في «أعفوا اللحى »،, أن يحلق صحابي مثلًا لحيته ويذهب إلي الرسول فيراه حالق لحيته فلا يقول له الرسول شيء ويقول له اجلس ، ويسأله عن أهله وغير ذلك ولا يقول له: لماذا حلقت لحيتك ولا غير ذلك ، فإقرار النبي r في هذه الحالة، هل يكون مشروع أم لا ؟! إذ لو كان حلق اللحية معصية أخبره ، فهل,وردت هذه الصورة هذه وردت ؟! هل لو بحثت في الكتب , تجد الكلام هذا ؟! لا تجد الكلام هذا ، هذا يدل علي أن الأمر علي حاله ، لكن «قصوا الشارب » لماذا ذكرناه بالاستحباب ؟! قال: لأن عمر بن الخطاب t ثبت عنه أنه كان إذا غضب فتل شاربيه ،فلا يتهيأ له أنه يبرم شاربيه إلا إذا كان شاربه طويل قال: إن عمر بن الخطاب أحد الخلفاء الراشدين فقال: هذا دليل صارف يحول بيننا وبين إيجاب قص الشارب ، مع أن النبي r قال كما في حديث زيد بن أرقم: «من لم يأخذ من شاربه فليس منا» ، ولم يرد مثل هذا الأمر الغريب بشكل في اللحية من حلق لحيته فليس منا لم يرد مثل هذا الكلام ، « ومن لم يأخذ من شاربه فليس منا» ألا يرشح هذا الوجوب ؟! «من لم يأخذ من شاربه فليس منا» ، ممكن يرشح للوجوب أم لا ؟! نقطة في المحاكمة بين الأدلة لو لديك هذا الحديث «من لم يأخذ من شاربه فليس منا» ، وما صح عن عمر أنه كان يفتل شاربه أيها أقوي في دعوي الوجوب ؟! «من لم يأخذ من شاربه فليس منا» ، لماذا أهدرت قول الصاحب ؟! أنت هكذا تكون أهدرت قول عمر أهدرت فعل عمر لو أن حلق الشارب واجب تكون قد أهدرت قول عمر ، فكيف تتصرف ؟!لم يرد في الحديث أن عمر كان يفتل شاربيه أمام النبي r، إنما الأثر يقول: إن عمر كان إذا غضب فتل شاربيه .
      في نقطة العلماء يذكروها في قول الصاحب وهي: إن من المحتمل أن الصاحب لم يصله قول النبي r ، محتمل أم لا ؟! محتمل إن عمر بن الخطاب لم يصله قول النبي r إذ لو وصله ما خالفه لاسيما أن النبي r شدد في الأمر علي ظاهر العبارة قال: «من لم يأخذ من شاربه فليس منا» ،لماذا ؟! لأن أخذ الشارب مع إعفاء اللحية هذا هو سمت المسلمين ، وكان الإمام أحمد رحمه الله يحفي شاربه شديدًا لم يكن يحفه بالموس ، لا ، الإمام مالك عندما سئل عن الذي يحف شاربه بالموس, قال: هذا مثله ، أري أن يوجع ضربًا ,الذي يأخذ شاربه بالموس ، فكيف لو رأي الذي يحلق لحيته ؟! لا ، يكون .

      القول الفصل في حلق اللحية وقص الشارب:حلق اللحية حرام لماذا؟! لأن الأمر باللحية واجب ، وقص الشارب مستحب علي اعتبار قول الصاحب العلماء الذين صرفوا قص الشارب إلي الاستحباب إنما صرفوه ،بفعل عمر بن الخطاب t ،نحن محكومون بقواعد أصلها العلماء بالنظر إلي النصوص فنحن عندما نأتي علي الأمر في الصلاة بالنعل ، الشيخ ناصر حفظه الله قال: (الصلاة في النعل والأمر بها) أي بإرتداء النعل ، فنفهم كلمة الأمر في العنوان علي الإستحباب, بسبب ورود كلمة أحيانًا، لأنه لو كان واجبًا للزمه علي الفور فهذا قرينة صارفه.

      القرائن الصارفة علي نوعين: إما أن تكون قرينة متصلة ، أو قرينة منفصلة
      القرينة المنفصلة: أن يرد دليل مستقل بمفرده مثل قص الشارب فعل عمر دليل مستقل بمفرده أما مع حديث أعفوا اللحى وقصوا الشارب ؟! مستقل يكون دليل متصل أم منفصل ؟! منفصل لماذا منفصل ؟! لأنه دليل بمفرده فاسمها قرينة منفصلة أي قرينة جاءت في دليل آخر غير الدليل الأول .

      القرينة المتصلة: مثل الحديث هذا ، لماذا متصلة ؟! لورود قرينة في نفس الحديث اتصل الكلام بعضه ببعض ، كان يصلي في نعله أحيانًا ، فكلمة أحيانًا وردت في نفس الكلام أم لا ؟! اتصل الكلام بعضه ببعض لذلك قال قرينة متصلة ، وطبعًا القرينة المتصلة أقوي من المنفصلة ، لماذا ؟ لأنها تبين المراد علي الفور لأن احتمال أن تأتي بقرينة منفصلة لا علاقة لها بالمراد لكن خيل إليك أن بينهما علاقة ، فالمتصلة أقوي من المنفصلة .
      الإمام أبو حنيفة رحمه الله ألزم من أنكر الصلاة في النعل: أن يلزمه ولي الأمر أن يصلي فيه فرقًا أن يموت ولم يفعل سنة للنبي r أو مات وقد أنكره لو أي واحد رأي رجلًا يصلي في النعل لا ينكر عليه ، وليس بصحيح تخصيص نعل معين,المسألة ليست مربوطة بثقل اللبس ولا الخلع,,لوأنت في بيتك وتريد أن تصلي في نعلك لا بأس به .

      ذكر الشيخ ناصر بعد ذلك حديث أبي سعيد الخدري أن النبي r كان يصلي في يوم من الأيام وهو يصلي خلع نعله فالصحابة أول ما رأوا النبي r خلع نعله فخلعوا نعالهم ، فهذا يدل علي:
      1- مدي الإتباع
      2- علي جواز الحركة في الصلاة ، وأبلغ من هذا صلاة النبي r علي المنبر كما سنقرأه بعد ذلك ، وصلاة النبي r وهو يحمل أمامة بنت أبي العاص يحملها وهو يقف ، وعندما يركع يضعها علي الأرض ، والنساء يستفيدوا من هذا الحديث في حمل أولادهن في الصلاة ، لكن لا تأتي امرأة فترضع ابنها وهي تصلي هذا يحدث جاءني أوراق أنهم يرضعوا الأولاد في الصلاة ، فهذا لا يصح ، إنما يكفي أن تحمل ولدها وهي تصلي تركع به فإذا أرادت أن تسجد تضع الولد علي الأرض ، فإذا أرادت أن تقوم للركعة الثانية فتحمل ولدها وهذا كله من المأذون لها فيه ، ليس مثل الجماعة الذين يقولون: ثلاث حركات تبطل الصلاة, كل هذه تفنينات ما أنزل الله بها من سلطان ، وخير الهدي هدي محمد r يكون يصلي صلاة رباعية ويحمل ابنه أو يحمل ابنته كم مرة يضع الولد علي الأرض ويحمله يضعه ويحمله ؟! فخير الهدي هدي محمد r ,أنه يخلع نعله ويضعه علي جنب في الصلاة هذا أيضًا يدل علي جواز الحركة في الصلاة ، كل هذا لمصلحة الصلاة ، طبعًا المسألة كلها داخلة في الصلاة لمصلحة الصلاة .
      فعندما فعلوا ذلك النبي r قال: «ما حملكم علي أن فعلتم ذلك» قالوا: يا رسول الله رأيناك فعلت فعلنا ، قال: «إن جبريل أتاني فأخبرني أن فيهما قذرًا» إذًا حمل النجاسة في نعله وهو لا يدري.
      س: مالحكم لو دخل رجل في الصلاة وعلي ثوبة نجاسة ولم يدري بها حتي أنهي صلاته هل يعيد صلاته أم لا؟
      ج: أنا قصدت بهذا السؤال ليس أن نؤصل المسألة بأدلة أخري أنا أريد أن نتخذ نفس الدليل في الحكم هذا الذي أقصده لكي نمرن أنفسنا علي استخراج الحكام من الأدلة ،الرسول r دخل الصلاة وكان في نعله قذر، وكان لا يدري ، أيضًا سنطبق نفس الحكم لواحد علي ثيابه نجاسة ولا يدري بها ، الرسول r وهو في الصلاة خلع النعل ووضعه علي جنب بعدما دري وصله علم وهو في الصلاة فخلع النعل ، وأنت تصلي قيل لك القميص الذي تصلي به عليه نجاسة ، ماذا تفعل هل تخلعه ؟! ممكن تخلعه لو أن الثياب الداخلية تصلح أن تصلي بها ، مثلًا ترتدي سروال و وترتدي علي الأقل مثلًا قميص نصف كم ، لكن لو أنت لابس قميص بحمالة لا يصح ان تصلي به لقول النبي r: «لا يصلين امرؤ بثوب ليس عليه من كتفيه شيء» ، إذًا فالكتف عورة في الصلاة وإن لم تكن عورة خارج الصلاة ، بخلاف الفخذ مثلًا

      س: إذا افترضنا جدلًا إن الإنسان هذا يرتدي سروالًا أو يرتدي قميص بحمالة وعلي كمه نجاسة ، ماذا يفعل في الآخر ؟!
      ج: يخرج من الصلاة لكي يرتدي إما أن يزيل النجاسة من علي الثياب وإما أن يرتدي ثيابًا جديدة .
      س: لو أن ولدك مثلًا كان ولدًا فقيهًا,فوجد قذرًا علي الثياب فأتي بالماء وغسلها لك وأنت تصلي ، تواصل صلاتك أم لا ؟!
      ج: تواصل صلاتك بناءًا علي إزالة النجاسة في الصلاة وتبني علي ما مضي
      فالرسول r بعد ما صلي ، وقد أمضي جزءًا من صلاته وفي نعله قذرًا فأمضي أو بني علي ما مضي ، ولم يقل للصحابة أعيدوا الصلاة أو وهو لم يعد الصلاة أو نحو ذلك .
      س: النجس جِرم النجاسة أم لونها أم ريحها ؟
      ج:الرسول r قال: «إذا جاء أحدكم إلي الصلاة فلينظر في نعله» ، تنظر علي ملابسك أولاً,تحري الطهارة وخلو البدن والثوب من النجاسة ضروري لأنه قال لك: «فلينظر فيهما» «فإن رأي فيهما قذرًا فليمسحهما» ، المسح هذا ، لم يضيع الرائحة ولا اللون , لكنه ,ضيع الجرم العبرة في النجاسة بجرم النجاسة حتى لو بقي ريح النجاسة أو لونها لأن الرسول r قال: « فليمسحهما وليصلي فيهما» ولم يشترط عليهم أن ينظروا في اللون أو غير ذلك,فعندما أهدر ذلك دل علي أن النجاسة جرم ليست بلون وليست بريح فلو,كان علي ثيابه نجاسة فدلكها حتى ضيع الجرم فبقي لون النجاسة وبقي جزء من ريحها فلا بأس عليك وصلي ، المهم أن تزيل الجرم .
      قال الشيخ الألباني: «وكان إذا نزعهما وضعهما عن يساره»، إذا دخلت المسجد وأردت أن تخلغ حذاءك, فلا تضعه عن يسارك ،لأنه سيكون عن يمين, فيمين غيرك مثل يمينك ، فلا تضعه علي اليمين علي أي حال إلا ألا يكون علي يسارك أحد «وليضعهما بين رجليه» لا يضع علي اليمين طبعًا ولا علي اليسار إذا كان في واحد بجانبه ، فإن كان في واحد بجانبه فيضعهما بين قدميه .

      ثم قال: الصلاة علي المنبر
      «وصلي r _مرة_ علي المنبر ، (وفي رواية: أنه ذو ثلاث درجات»، هذا وجه الدلالة:أخذ العلماء من هذا سنية أن يكون المنبر ثلاث درجات، وكره شيخنا أبو عبدالرحمن حفظه الله الألباني المنابر التي كالشرف في المنازل مثل البلكونة حتى لا نقطع الصف الأول فيعملوا سلم ويبنوا شرفة يقف عليها الخطيب,الشيخ ناصر يقول: ببدعية هذا الأمر أنه مخالف لسنة النبي r .

      قال الشيخ الألباني: « فقام عليه فكبر وكبر الناس وراءه وهو علي المنبر ، ثم ركع وهو عليه» وهو واقف ركع فإن الركوع ممكن «ثم رفع فنزل القهقري» رجع للوراء بظهره «حتى سجد في أصل المنبر»تحت ، وقف علي المنبر اتجاه القبلة وكبر وقرأ وركع وهو علي المنبر ، ثم رفع من الركوع ثم نزل القهقري بظهره حتى نزل علي الأرض فسجد في أصل المنبر
      قال: «ثم عاد فصنع فيهما كما صنع في الركعة الأولي» ، بعد ما سجد السجدتين وقام من السجود صعد إلي المنبر مرة ثانية فقرأ وركع ورفع من الركوع ثم رجع القهقري ثم سجد في أصل المنبر مرة أخري,النبيr مرة أقيم للصلاة فتذكر أنه جنب قال: «علي رسلكم» وراح يغتسل وجاء وهم واقفون، فهذه كلها من سنن الرسول r المفروض إن الجماهير تعلم هذه السنن بحيث إن الإمام لو فعلها مرة اقتداء بالنبي r ليعلم الناس ، لأن النبي r إنما فعل هذه مع الناس كما ستسمعون الآن
      قال: «حتى إذا فرغ من آخرصلاته ثم أقبل علي الناس فقال: «يا أيها الناس إني صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي»الرسول r إنما فعل ذلك ليعلمهم ما لم يكونوا يعلمون مشروعية الصلاة علي الأرض إنما يصعد علي المنبر وينزل بظهره الكلام هذا ما كانوا يعلموه .

      وأحيانًا العالم قد يضطر أن يفعل الشيء الذي لا تعرفه الجماهير من باب التعليم: مثل1- ما فعل ابن عباس في صلاة الجنازة صلي بالفاتحة وسورة وجهر بالقراءة ، صلاة الجنازة نحن نعلم أنها بالفاتحة فقط ولا توجد سورة بعد الفاتحة ، ونعلم إن صلاة الجنازة سر ، ابن عباس جهر بالقراءة وصلي بسورة ثم التفت إليهم وقال: «أردت أن أعلمكم سنة نبيكم» القصد أنه يعلم .
      2- مثلًا إذ افترضنا أن هناك أناس أميون لا يقرئون ولا يكتبون وأنا أريد أن أعلمهم أذكار الصباح والمساء ، فأنا اجهر أمامهم بالذكر وأرتل ولا مانع أن يردوا,ليحفظوا ولو ذكرًا واحدًا كررها لهم مرة أو اثنين أو ثلاثة , حتي يتعلموها,نلقنه ، ثم نتركهم بعد ذلك يقولونها لحالهم لكن لا يكون ديدندك كل مرة فهل ذلك معهم, لأن هذا مخالف لسنة النبي r إنما فعلنا ذلك للحاجة لأننا قمنا في الناس مقام المعلم ، وعندما تقوم مقام المعلم لا تلام إذا خالفت المعروف ، وهذا حديث أصل في ذلك و أثر ابن عباس في الجهر بالقراءة في صلاة الجنازة أيضًا فضلًا في ذلك .
      أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم وصلي الله وسلم وبارك علي نبينا محمد والحمد لله رب العالمين .
      انتهي الدرس الثالث.

      التعديل الأخير تم بواسطة محبة المساكين; الساعة 18-11-2011, 05:11 PM.

      تعليق


      • #4
        رد: شرح كتاب كيفية صلاة النبي للألباني للشيخ ابو اسحاق الحويني

        شرح كتاب كيفية صلاة النبي للألباني
        للشيخ أبي إسحاق الحويني
        الدرس الرابع

        كنا وصلنا في ( صفة صلاة النبي r) للشيخ الألباني حفظه الله تعالي إلى أدوات الاستفتاح .
        نقول في دعاء الاستفتاح أنه بعد ما يكبر يستفتح لبعض الأدعية قبل أن يقرأ فاتحة الكتاب .
        قال الشيخ حفظه الله: ثم كان النبيr يستفتح القراءة بأدعية كثيرة متنوعة يحمد الله تعالي فيها ويمجده ويثني عليه ، وقد أمر بذلك المسيء صلاته ، ونحن كنا قد عرفنا قبل ذلك بالمسيء صلاته ، الرجل الذي أساء الصلاة فعلمه النبيr كيف يصلي فصار هذا الحديث معروفًا عند العلماء بحديث المسيء صلاته ، وقد أمر بذلك المسيء صلاته فقال له: « لا تتم صلاة لأحدٍ من الناس حتى يكبر ويحمد اللهU ويثني عليه ويقرأ بما تيسر من القرءان... » فكان يقرأ تارةً بهذا وتارةً بهذا ، أي أدعية الاستفتاح فيها تنويع ، أي يمكن أن تختار واحدًا من الأدعية الآتية .

        1- فكان يقول:« الله باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد » وهذا أحد أدعية الاستفتاح يشرع قبل أن يصلي فيسأل الله- تبارك وتعالى- أن يطهره من ذنوبه .
        ونحن قلنا في الخطبة أن أخطر ما يهدد الإنسان الذنب والعبد الملوث الذي دخل الصلاة ملوثًا إنما أراد أن يغسل نفسه ويخرج بريئًا من ذنبه ، فيكون معروف ما الذي تطلبه .

        من المفاهيم الخاطئة:بعض الناس أخطأوا في فهم هذه المسألة وقالوا: لا أنت بذلك تكون أُجَرِي _وأُجَرِي_أي تصلي لهدف ، ولا تقبل الصلاة منك إلا إذا كانت عارية من كل شيء إلا وجه الله ، لكي تجرد الإخلاص ، فنحن نقول له لا تعارض ، لاسيما والنبي r هو الذي علمنا ذلك ، واحد مرة النبيr يسأله ماذا تقول في صلاتك ؟ قال: أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ ، أنتم تتكلمون, كلام كثير أنا لا أعرفه ، وأنا لا أحسنه ، لكني أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار ، هذا الذي أعمله, فقالr:« حولها ندندن »كل كلامنا الذي تسمعه ,خشية النار ورغبةً في الجنة « الله باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب » .
        فالنبي r حصر الأدعية كلها في طلب الجنة والاستعاذة من النار.

        ماينسب لرابعة العدوية وهي بريئة منه:أنها كانت تقول الكلمة الشهيرة التي تعرفونها جميعًا ( اللهم إن كنت أعبدك طمعًا في جنتك فاحرمني من جنتك ، وإن كنت أعبدك خوفًا من نارك فأحرقني بنارك ، وإن كنت أعبدك طمعًا في وجهك فلا تحرمني من وجهك ) هذا الكلام خطأ ،حتى وإن صح صدر من رابعة العدوية ، لماذا؟لأنها لن ترى وجه الله إلا إذا دخلت الجنة ، فكيف تقول:( إن عبدتك لجنتك فاحرمني منه ) .
        فلما يقول النبيr:« حولها ندندن » أي كل دعائنا هذا كله,خشية النار ورغبةً في الجنة فلا يأتي واحد أيًا كان القائل يقول: أنا لا أسأله الاستعاذة من النار ولا أسأله الجنة ،هذا رد للرأي الفاسد في نحر النص ، والنبيr يقول أن كل كلامي عن الجنة والنار،فيرمى بكلامه به في الحش, ماله قيمة ، لأن حجتنا هو كلام النبي r .
        النبيr لما يقول: « حولها ندندن » فأنت لو تأملت كل أدعية النبيr وجدتها تدور حول الجنة والنار .

        العلاقة بين الإستعاذه من الفقر والجنة والنار: فلما كان يستعيذ بالله من الفقر فما علاقة هذا بالنار والجنة ؟قال: لأن الإنسان الذي في فقر مضقع لا يعبد الله دائمًا جائع ودائمًا يفكر في,جمع الأموال ويفكر في التوسعة وماذا يأكل؟ وماذا يشرب؟ فالنبيr قال:« إن العبد ليدخل في الصلاة يأخذ خمسها ، سدسها ، ثمنها عشرها ، نصفها » كل واحد يدخل الصلاة ويخرج بنتيجة ، فهذا لوخرج بخمس صلاته ، فما حال الأربع أخماس المتبقية ,سيحاسب عليهم ، أي أن هذا العمل لا يوصله ، ستجد أن أدعية النبيr بطريق مباشر أو غير مباشر إنما هي تصب إما ناحية الاستعاذة من النار وإما ناحية طلب الجنة من الله .

        أدعية الاستفتاح هي أعظم الأركان العملية وهي الصلاة : تبدأ الاستفتاح وتقول يا ربي أنا العبد الملوث المذنب لا حول لي ولا قوة وأنت الرب الغفور المتفضل ، هذه هي بدايتك ، فتكون داخلا للصلاة, وأنت خاشع ذليل فالصلاة لا يصلح فيها إلا الذل،لذلك نهي النبيr المسلم وهو واقف في الصلاة أن يرفع بصره في السماء ، لماذا ترفع بصرك ؟ لماذا ترفع أنفك ؟ ورفع البصر يحتاج إلى ارتفاع الأنف أيضًا ، فلماذا ترفع,عزيز أم ليس لك ذنب ؟
        لذلك النبيr قال: « ليوشكن أقوامٌ يرفعون أبصارهم إلى السماء أن تخطف أبصارهم » ، هناك بعض الناس الذين يشغبون على السنة يأتي على الأحاديث التي مثل هذه ويقولون لقد رأينا أناس كثيرة يرفعون أبصارهم إلى السماء ولم يعمى منهم أحد، ونحن نقول هذه إحصائية لا يعلمها إلا رب العالمين .
        ممانقله النووي بسند صحيح: أنه كان هناك رجل, يسير مع أصحاب الحديث وهم يطلبون الحديث ،فذات مرة أحد أصحاب الحديث يرغب أهل الحديث في الطلب وأن يصبروا على طلب العلم وعلى السفر على أرجلهم وهكذا فقال: «إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضي بما يطلب»سمع هاتين الكلمتين وأتي بقبقاب وجعله كله مسامير من أسفل،فقالوا له لماذا تفعل ذلك ؟ فقال حتى أخرق أجنحة الملائكة ، ألم تقولوا«إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم» قال: فربط أي شل وهو واقف ، وهذه القصة إسنادها صحيح والذين رووا هذه القصة كلهم أئمة ، الذين رووا هذه القصة أئمة ، هذا صحيح .

        وروي النووي هذه الحكاية أيضًا:أن أحد الناس سمع قول النبيr « إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يغمس يده في وضوءه حتى يغسلها ثلاثًا فإنه لا يدري أين باتت يده » فعندما سمع هذا الحديث, فقال: يدي بجانبي، قال فاستيقظ فإذا يده محشورة في دبره, فانظر إلى الاستهزاء .
        النبيr ذات مرة رأي رجلًا يأكل بشماله فقال له: « كل بيمينك قال: لا أستطيع ، قال له: لا استطعت فشلت يده ، دعا عليه ، قالr ما منعه إلا الكبر» لذلك شلت يده على الفور ، وهذا الحديث في الصحيحين .
        الأصل في الصلاة الذل والخشوع: عندما تدخل فيها, تدخل ذليل وخاشع وتعرف أن الذنوب تحيط بك, وأنك مأوى كل سوء وأنك ظلوم جهول،وأصل بني آدم هكذا ﴿إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا (الأحزاب:72) ، كلماحصلت من علوم النبوة كلما قل ظلمك وجهلك،كلما بعدت عن علوم النبوة كلما بقيت على الأصل فالمطلوب حتى يقل الظلم والجهل أن الإنسان يقترب من علوم النبوة كل ما يحصل يوم من العلم يتخلص من بعض المظالم ومن بعض الجهل .
        فتكون داخلا للصلاة وأنت فاقد للحول والقوة وذليل وتتمنى أن يرضى عنك ربك ويتفضل عليك وتدعوا بأقصى ما تستطيع ، ولكي تصل فعليك أن تلتزم بدعاء النبيr .

        أهمية الإلتزام بدعاء النبيr,لأنه:
        أولًا: أوتي جوامع الكلم ، فأنت لا يمكن أن تحصله أبدًا .
        ثانيًا: أن النبيr لا يدعوا الله إلا بما يحبه الله وعلمه،كل الدعاء الذي دعا به ربنا, مقبول الصيغة،والصيغة مانعة وجامعة وأوتي جوامع الكلم،فأنت لا ترغب عن دعائه وتأتي بدعاء لنفسك،نحن لانقول أن دعاءك لنفسك ,لا يجوز لا ، بل يجوز .
        النبيr لما ذكر الدعاء في السجود قال: « وليتخير من الدعاء أعجبه » وقال:« وليدعوا لنفسه بما شاء » ، أحيانًا تحتاج دعاء خاص يارب نجح ولدي يارب نجني من المحكمة اليوم ، يارب مثلًا نجني من الكمين ، فأنت تريد دعاء مخصوص، فلا مانع أنك تدعوا به بجوار دعاء النبيr .
        لكن لا تستقل بنفسك وتكون أنت الذي تؤلف لنفسك ، لا،وأنت ترى أول دعاء للنبي r كيف أنه دعاء جامع مانع .

        يقول:« اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب »، أنظر في الآخرة لما أصحاب السوء يلتقون مع بعض فيقول النادم ولات حين مندم ، ولات حين مناص،﴿ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ﴾(الزخرف:38) ، فليس هناك أبعد من المشرقين ، فلما يباعد الله- تبارك وتعالى- ما بينك وبين ذنبك بعد المشرق من المغرب فلا يلحقك الذنب أبدًا .« اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس » ، أي يلقى الله طاهر مطهر، أنظر الثوب الأبيض الذي يظهر فيه أدني دنس، يقول اجعلني كالثوب الأبيض لا تدنسني أدني سيئة ، عوف بن مالك ذات مرة سمع النبي يدعوا بهذا الدعاء على ميت قال:( يا ليتني ذلك الميت )لحلاوة الدعاء وأنه جامع .

        يقول:« اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد » أليس هذا كله أصله ماء ، فما الفرق بينهم لكي يكررهم هكذا ؟ ، لأنه لو كررهم الثلاثة فيكون كل لفظ يؤدي معنى،« اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد » الثلج مما صنعت يداك، فنحن هكذا نعرف أن من تكفير الذنوب والخطايا أن تصنع يداك للناس،أن تعمل المعروف وتحسن وتتصدق هذا فيما بينك وبين البشر وما بين العباد والماء نازل من السماء, هذا هبه .
        ربناU يكفر الذنب إما تفضلًا وابتداءًا منه كما ينزل الماء من السماء تفضلًا منه ليس بكسب أحد وإما بكسب يديه مثلما الثلج من كسب يديه .
        فالعبد إما تنحط خطاياه إما بتفضل,من المولىU كما في حديث أبي موسى وحديث بن عمر قال النبيr« إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس » .

        النبيr يمثل هذه الأمة مع الأمم السابقة بهذا المثال : فنحن واليهود والنصارى لأن هؤلاء هم الأمم السابقة كمثل رجل استأجر أجراء علي عمل معين من الصبح إلى المغرب بمبلغ معين ، فوافقوا، وأحيانًا الواحد يوافق ويفاجيء أن العمل لا يقدر عليه إلا عتل زنيم يحتاج إلى فتوة ويكتشف أنه ورط نفسه وأن الأجر قليل ولابد أن ترفع الأجر قليلًا .
        فأوتي أهل التوراة التوراة: ربنا I أنزل التوراة علي اليهود, فعملوا مثل هؤلاء الأجراء حتى نصف النهار ثم وجد قلبه سينقطع وظهره ولا يستطيع أن يكمل فقال: أنا سآخذ المبلغ المتفق عليه, وسأستلف عليها مبلغًا آخر وأحضر بالجميع الدواء مثلا، ثم ترك العمل المتفق عليه, واستغني عن الاجر وهو يعمل من الفجر حتى آذان الظهر.
        ثم أوتي أهل الإنجيل الإنجيل: هذا الرجل أتى بجماعة عمال وقال لهم تعملون لي من الظهر حتى المغرب بعشرة جنيه ، فعملوا حتى العصر , ولم يقدروا, فقالوا: لا نقدر ولا نريد شيء منك ولكن اعتقنا لوجه الله ، فذهبوا وتركوا أجورهم ثم ذهب وأتى ببعض العمال الذين هم (وأوتينا القرءان) ، أتى ببعض العمال فقال لهم اعملوا لي من العصر حتى المغربوسأعطيكم عشرة جنيهات فقالوا: موافقوان ، فعملوا من العصر حتى المغرب وأعطاهم العشرة جنيهات .

        فالجماعة الأجرية الذين رفضوا العمل اليهود والنصارى أتوا معترضين قالوا: كيف يكونوا أكثر أجرًأ منا ونحن أكثر عملًا منهم ؟! قال: قال اللهU: هل ظلمتكم من أجوركم شيئًا ؟! أنا خلف معك بشريط العقد أنا قلت الذي يعمل من العصر للمغرب سأعطيه عشرة جنيه أنتم لم توافقوا ,هل ظلمتكم من أجوركم شيئًا ؟! قالوا: لا ، قال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء هذا مالي وهذه نقودي,أعطيها لمن أريد, طالما لم أظلمك فأنت ليس لك عندي شيء فالإمام البخاري - رحمه الله - وضع هذا الحديث في كتاب الآذان (كتاب الصلاة)
        قال: (باب من أدرك ركعة من العصر) ، فالإمام البخاري قصد مع أن الحديث واضح أنه ليس له علاقة بالعصر وليس له علاقة بالصلاة أصلًا ، لكنه يريد أن يأخذ منه نكتة وفائدة وهي أن الله تعالي يعاملنا معاملة المتفضل ، هذا كله لتوضيح أن الله U قد يغفر الذنب العظيم هبة منه لعبده من غير كسب منه ، لو أن الحكم الشرعي في رجل استيقظ من نومه مثلًا أو كان مشغول ولن يصلي العصر وباقي علي المغرب خمس دقائق أنه لو صلي وأدرك ركعة واحدة من العصر وقت العصر وهو يقوم من الركعة الثانية المغرب أذن عليه أن يتم صلاته لأن الصلاة هكذا تعتبر صلاها في وقت العصر مع أنه أوقع ثلاثة ركعات في وقت المغرب ، لكن تفضل الله U عليه ووهبه الثلاث ركعات التي أوقعها في غير الوقت أراد أن يقول الإمام البخاري: إن الله U في هذا الحكم يعاملنا بالفضل وإلا لو عاملنا بالعدل لقبل ركعة واحدة ورد علينا الثلاث ركعات ، لماذا ؟! لأنك صليتها في غير وقت ، لكن كونه يقبل منك الأربع ركعات بركعة واحدة يكون عاملك بالفضل .

        الدعاء الأول: فالنبي يقولr: «اللهم اغسلني من ذنوبي بالثلج والماء والبرد»
        البرد: الثلج الخفيف الذي ينزل من السماء .
        هذا دعاء جامع مانع وجميل حتى ألفاظه ,جميلة ، لا ترغبن عن اختيار النبي r في الدعاء ، وله أن يدعي أيضًا بدعاء آخر ، هذا دعاء

        2-الدعاء الثاني: ﴿ وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾(الأنعام:79) ،﴿ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾(الأنعام:162،163) ، الآيات هذه في آخر سورة الأنعام عندما يقول: ﴿ وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ فطر: شق .
        ذكر عن ابن عباس t أنه قال: ( ما كنت اعلم معني فاطر السماوات والأرض حتى جاءني أعرابيان يختصمان علي بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها ) فعلم المعني ( أنا فطرتها ): أي أنا الذي شققتها .﴿ وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ ، حنيفًا وفي رواية الجمع بينهم ، أي( في رواية حنيفًا وما أنا من المشركين (وفي رواية حنيفًا مسلمًا وما أنا من المشركين) .
        أيهما أوسع في المعني الحنيف أم المسلم ؟!
        الحنيف: المائل عن العقائد الزائغة . المسلم: أي الذي أسلم نفسه لله.
        الأوسع المسلم ممكن يكون مسلم,لكن فيه نوع شرك ﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴾ (يوسف:106) لكن الحنيف لا يكون مشركًا أبدًا فالمسألة جاءت من باب التأكيد
        مسلم: لله I فيما قضي وأمر وحنيف: أي لا يوجه وجهه إلا لله
        فالمعنيين عندما ينضموا إلي بعض يكون هو المسلم الخالص ، ولذلك قال: ﴿ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ ، وهذا كقول اللهU: ﴿ وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ ﴾(النحل:51) ، مع أن الإلهين اثنين لا ثالث لهما﴿ إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ ﴾كتأكيد ، كما لو قلت: نظرت بعيني ، وسمعت بأذني ومعروف أنك لا تبصر إلا بعينك ، ولا تسمع إلا بأذنك ﴿إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ الصلاة والنسك ، من المحيا أم لا ؟! طول ما هو حي يسمع الكلام ، هل سوف يصلي ويذبح ؟! نعم ، سيصلي ويذبح ، لماذا أتي بالصلاة والنسك فكان من الممكن أن يقول: إن محياي ومماتي لله رب العالمين وكلمة المحيا تشمل كل الأفعال التي يفعلها أفعال القربات أو أفعال الدنيا ؟!

        العلماء قالوا: إن هذا من باب تقديم الخاص علي العام ، وتقديم الخاص علي العام يفيد الاهتمام بالخاص ، ما معني ذلك ؟!
        يعني الصلاة أهم ما يفعله الإنسان وكذلك النسك فخصهم بالذكر وإن دخل في العموم لشرفهما كقول أبو هريرة t في صحيح مسلم عندما النبي r كان يجلس معه وبعد ذلك تركهم ومضي أنظر ماذا قال أبو هريرة ؟! قال: «ففزع الناس وكنت أول من فزع وفي القوم أبو بكر وعمر » ، هذا تخصيص مع أنه لو قال: وفزع الناس وسكت معروف أن أبو بكر وعمر فيهم ، لكن كونه يخصص أبا بكر وعمر بالذكر للدلالة علي شرفهما ومكانتهما ، فعندما نخصص شيئًا من لفظ عام يشمل هذا الشيء المخصص فنحن نريد أن نقول أن الذي خصصناه هذا مهم كقولهr: «ومن كانت هجرته إلي دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلي ما هاجر إليه» مع أن المرأة من الدنيا ، وكان ممكن أن يقول دنيا يصيبهاا فقط لكن نبه علي المرأة وإن كانت من جملة الدنيا للاهتمام بها وفتنتها وتجملها إلي آخره ﴿ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي
        النسك: الذبح,أي الذبح الذي أذبحه لا يكون إلا لله رب العالمين ، إنما ما يذبح للأولياء ميتة لا يحل أكله,﴿ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ ،هذا العموم المحي والنسك ﴿ وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ ،«اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك أنت ربي وأنا عبدك ، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنبي جميعًا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت ، لبيك وسعديك والخير كله في يديك ، والشر ليس إليك »، أنظر إلي اللؤلؤ منظوم في عقد كله ثناء علي الله U كلام يهز الوجدان فعلًا «والمهدي من هديت» _ أنا بك وإليك _، خلع نفسه ليس له في نفسه شيء ، أنظر عندما يكون مثل هذا دخل الصلاة وقلبه يعتقد مثل هذا الذل ، هل يخرج وصلاته مردودة عليه ؟! ، لا ، لذلك كثير من الناس يفرطوا في دعاء الاستفتاح يدخل الله أكبر ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ ( الفاتحة:2- 4) علي الفور ،لا يا أخي علي نفسك أربع علي نفسك كل هذه الأدعية,تهيئة وتوطئة لكي تدخل المقام , وأنت كلك ذليل, فعندما يطلع ربنا I, علي قلبك فيري فيك هذا الذل يغفر لك علي الفور ويتقبل صلاتك

        يقول: «والمهدي من هديت أنا بك وإليك ، لا منجا ملجأ منك إلا إليك »المفر منه وإليه مهما بعدت فسترجع له ثانية ﴿ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ(المؤمنون:88)الذي يريده ربنا لا أحد يعرف أن يحميه والذي يحميه ربنا لا أحد يستطيع أن يصل له ، هذا معني ﴿ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ
        فيقول: «لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك، تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك »، هذا دعاء من أدعية الاستفتاح عندما تستحضر قلبك وتقول مثل هذا الدعاء تقبل علي صلاتك فتجد لها طعمًا ،فلنحرص علي حفظ أدعية الاستفتاح , وليس في وسعك أن تقول هذا الدعاء إلا إذا كنت بمفردك ، لأن الإمام ممكن لا يقول دعاء الاستفتاح ويصلي بالفاتحة ، وأنت كنت تعلم أن الإمام يدخل علي الفاتحة علي الفور ولا يقول دعاء الاستفتاح ، وخيرت ما بين أن تقول دعاء الاستفتاح أو تقرأ الفاتحة ، لا ، أقرأ الفاتحة إن الفاتحة آكد من دعاء الاستفتاح دعاء الاستفتاح مستحب ، لكن لو حدث نوع من التزاحم في الوقت بالنسبة لك لا يوجد وقت وفي تزاحم في المطالب فقدم قراءة الفاتحة ، وكان r يقوله في الفرض والنفل .

        الدعاء الثالث:

        مثل ما مضي دون قوله: «أنت ربي وأنا عبدك»إلي آخره ، ويجوز «اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك» .

        الدعاء الرابع :
        مثله أيضًا إلي قوله: ﴿ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ طبعًا كلمة ﴿ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ بعض العلماء قالوا: لا تقول وأنا أول ، قل: وأنا من المسلمين لماذا ؟! لأنك لست أول المسلمين سبقك مسلمون كثيرون فتكون أنت واحد منهم فلا تقول: ﴿ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾
        والصواب: أن تقول: ﴿ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ ، لأن ليس معني أول يعني أنا أول واحد أسلمت ، لا ، النبي r الذي أُمر أن يقول ذلك سبقه إخوانه من الأنبياء ، وسبقه عباد الله المؤمنون أتباع الأنبياء سبقوه إلي الإسلام ، لكن معني ﴿ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ أي أنا أول من يبادر إلي امتثال أمرك وطاعتك فهذا فيه دلالة علي المبادرة والإسراع وليس الأولية أنه أول واحد فعلًا في العدد أو في العد ﴿ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ أي أنا أول من يمتثل أمرك ، وأول من يقف ويشق قدميه بين يديك ، ويزيد «اللهم أهدني إلي أحسن الأخلاق وأحسن الأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، وقني سيء الأخلاق والأعمال لا يقي سيئها إلا أنت» .

        الدعاء الخامس :
        يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالي جدك ، ولا إله غيرك »فإنه تعالي جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا , وفي دعاء الاستفتاح أيضًا كما سيأتي « ولا ينفع ذا الجد منك الجد» أي صاحب الغني لا ينفعه غناه عندك ، صاحب الغني صاحب الجد و الجدود ، وفي بعض الأحاديث لكن ضعفها بعض أهل العلم النبي r عندما كان يقول: «ولا ينفع ذا الجد منك الجد» كان يمد صوته بها لكي يسمع الناس أي صاحب الغني لا ينفعه غناه عندك .
        وقالr: «إن أحب الكلام إلي الله أن يقول العبد: سبحانك اللهم وبحمدك»

        الذكر السادس:
        مثله ويزيد في صلاة الليل « لا إله إلا الله ثلاثًا ، الله أكبر كبيرًا ثلاثًا »

        الذكر السابع:
        « الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا» استفتح به رجل من الصحابة فقالr: «وعجبت لها فتحت لها أبواب السماء» .

        الذكر الثامن:
        « الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه » استفتح به رجل آخر فقال النبيr: «وقد رأيت اثني عشر ملكًا يبتدرونها أيهم يرفعها»لأنها مشتملة علي الثناء علي الله U وهذا يدل علي فضل هذه السورة أيضًا

        الذكر التاسع :
        يقول:«اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت الحق ، ووعدك الحق ، وقولك حق ، ولقائك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والساعة حق ، والنبيون حق ، ومحمد حق ، اللهم لك أسلمت وعليك توكلت وبك آمنت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت »
        بك خاصمت: أي لا أخاصم أحدًا من أهل الدنيا إلا فيك ، لا يكون لك عداوات شخصية ، إنما لو رأيناك خاصمت علمنا أنك خاصمتهم في الله المسألة هذه ممكن تكون العبد يعرف مثل الأنبياء مثلًا والأولياء ، لكن الأنبياء علي الوجه الخصوص لا يخاصمون إلا في الله كما قالت عائشةt: « ما ضرب النبي r أحدًا بيده قط إلا أن يكون ذلك في سبيل الله أو إلا أن تنتهك حرمات الله »
        فقوله: «وإليك حاكمت»: أي اجعل المتنازع عليه بيني وبين الناس إلي حكمك وشرعك «أنت ربنا وإليك المصير فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني ، أنت المقدم وأنت المؤخر ، وأنت إلهي لا إله إلا أنت» وكان يقوله r في صلاة الليل أيضًا كالأنواع الآتية.

        الذكر العاشر:
        يقول: « اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلي صراط مستقيم» .

        الذكر الحادي عشر :
        قال: «كان يكبر عشرًا ، ويحمد عشرًا ، ويسبح عشرًا ، ويهلل عشرًا ويستغفر عشرًا ، ويقول: «اللهم اغفر لي واهدني وارزقني وعافني عشرًا» ويقول: «اللهم إني أعوذ بك من الضيق يوم الحساب عشرًا »
        الذكر الثاني عشر:
        كان يقول: « الله أكبر ثلاثًا ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة» هذه الأدعية كلها إما أن تدعو بدعاء واحد أو تدعوا بدعاء أو ثلاثة حسبما يتسع الوقت ، لكن في صلاة الفرض احرص علي دعاء واحد حتى يتثني لك قراءة الفاتحة ، أما إذا كنت تصلي وحدك لاسيما صلاة الليل فلا مانع أن تستفتح ببعض هذه الأدعية وإن كانت مجتمعة .
        أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وصلي الله وسلم وبارك علي نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
        انتهي الدرس الرابع

        التعديل الأخير تم بواسطة محبة المساكين; الساعة 18-11-2011, 05:17 PM.

        تعليق


        • #5
          رد: شرح كتاب كيفية صلاة النبي للألباني للشيخ ابو اسحاق الحويني

          شرح كتاب كيفية صلاة النبي للألباني
          للشيخ أبي إسحاق الحويني
          الدرس الخامس

          عودًا مرة أخرى للقراءة في صفة الصلاة من خلال كتاب شيخنا محمد ناصر الدين الألباني- حفظه الله- كتاب صفة صلاة النبيr وكنا قد ووقفنا أخر مرة في الحلقة الماضية إلى كتاب الأدعية عند استفتاح الصلاة .

          القراءة
          قال الشيخ- حفظه الله-: ثم كان النبيr يستعيذ بالله تعالى ، أي بعد أن يدعوا بدعاء الاستفتاح يستعيذ بالله تعالى فيقول:« أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه » .
          وفسر الشيخ هذا في الحاشية بقوله فسره بعض الرواة (بالموته)الشيطان أحيانًا ينفخ في الإنسان ويسبب له ما يشبه الصرع ، فكان النبيrيستعيذ من همز الشيطان ، أي أن يصرعه الشيطان وفسر النفث بالشعر, أي الشعر الباطل وإلا فالنبيr قال:
          « إن من الشعر حكمه » ، وكان أحيانًا يزيد فيه فيقول:« أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم » .
          «ثم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ولا يجهر بها . »فبعد أدعية الافتتاح يجوز لك أن تقول: « أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه » ثم تقول بسم الله الرحمن الرحيم ثم تقرا الفاتحة .
          قال: ولا يجهر بالبسملة ، وهذا هو الذي مات عليه النبيr في الحديث الصحيح أن النبيr جهر بالبسملة مرة ثم أسر إلى أن مات .
          فالسنة ليس كما يقول بعض الناس أنه كلما أراد أن يقرأ الفاتحة لابد أن يجهر بالبسملة ، لا ، هو جهر بالبسملة مرة ، وهذا الجهر ليُعلمنا أن البسملة آية من كتاب الله آية من الفاتحة ، لأن هناك بعض الناس يتصور أن عد م الجهر بالبسملة معناه إسقاط البسملة وهذا غير صحيح ، نحن لما نبدأ نقول في الصلاة بعد التكبير وأدعية الافتتاح الحمد لله رب العالمين ليس معناها أننا أسقطنا الآية ، لكننا نقرأ الآية في سرنا .فبعض هؤلاء الذين يتوهموا أننا لم نقرأ الآية أسقطناها فيجهر بالآية ، سنة النبيr أنه أسر بالبسملة إلى أن مات ولم يجهر بالبسملة إلا مرة وهذه المرة لإعلامنا أن البسملة آية أو لبيان الجواز وأن المرء إذا جهر بالبسملة فيجوز ، وليس أن المرء يستمر عليها ، لا ، السنة ألا يجهر بالبسملة .

          القراءة آية آية
          قال:ثم يقرأ الفاتحة ويقطعها آية ، آية ، آية , يقول: ﴿ بسم الله الرحمن الرحيم ﴾ثم يقف ثم يقول: ﴿ الحمد لله رب العالمين﴾ ثم يقف ثم يقول﴿ الرحمن الرحيم ثم يقف ثم يقول ﴿مالك يوم الدين﴾ وهكذا إلى آخر السورة ,وكذلك كانت قراءته كلها يقف على رؤوس الآي ولا يصلها بما بعدها، وقد أجاز القراءة وصل الآيات لاسيما إذا كانت الآيات تدل على معني بالاتصال ﴿ الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ﴾(الروم:1-4 ) فهذه الآيات متصلة ببعضها ، ولكن السنة من أراد يأتي بالسنة فعليه أن يقف على رؤوس الآيات كما وقف النبيr .
          وكان تارةً﴿يقرأها ملك يوم الدين ، مالك وهي قراءة عاصم المعروف ووافقه على القراءة بها على بن حمزة الكسائي من القراء السبعة ، ومن القراء العشرة يعقوب الحضرمي واختارها خلف ، أما بقية القراء يقرءونها ملك ، بقية القراء السبعة وأبو جعفر من العشرة .
          والقراء السبعة هم( عاصم ونافع والكسائي وحمزة الزيات وعبدالله بن عامر وعبدالله بن كثير وأبو عمر بن العلاء) ، هؤلاء هم القراء السبعة الذين تواترت قراءاتهم ، ثم ألحق العلماء بهؤلاء السبعة ثلاثة آخرين اجتمعوا على أن القراءة بقراءتهم أيضًا متواترة وهم يعقوب الحضرمي وأبو جعفر وخلف .
          فيكون عندنا اثنين من القراء السبعة واثنين من القراء العشرة قرؤوا مالك وقرأ الباقون ملك ، والعلماء وهم يتكلمون في المعاني يقولون أن ملك أبلغ في المعنى من مالك ، منهم بن جرير الطبري وغيره ، يقول لأن الملك مالك وليس العكس ، كل ملكٍ مالك وليس كل مالك ملك ,كثير من الملاك أو الأغنياء أو الأشراف ليسوا ملوكًا ، لكن لا يكون الملك ملكًا إلا إذا كان له ملك ، فملك أبلغ .

          ركنية الفاتحة وفضائلها .
          قال: وكان يعظم من شأن هذه السورة .
          فكان يقوللا صلاة لمن لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فصاعدًا »
          وفي لفظ:« لا تجزئ صلاة لا يقرأ الرجل فيها بفاتحة الكتاب » ، وتارة يقول:« من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج فهى خداج هي خداج » أي هي غير تمام .
          ويقول: « قال الله- تبارك وتعالي- قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل » .
          وقالr « اقرؤوا: يقول العبد: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾يقول الله: تعالى حمدني عبدي ، ويقول العبد: ﴿ الرحمن الرحيم ﴾ يقول الله: أثنى علي عبدي ، ويقول العبد: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِيقول الله تعالى: مجدني عبدي ، يقول العبد: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُقال: فهذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، يقول العبد: ﴿ اهدنا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ ، قال: فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل » وهذا من أعظم فضائل هذه السورة أن اللهU قسمها بينه وبين عبده .

          الفرق بين الحمد والشكر:تبدأ السورة بقولنا:﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾(الفاتحة:1) ، والحمد أبلغ من الشكر ، لأن الحمد هو شكر وثناء ، شكر على الله وثناء على اللهU ، فاللهU يعلمنا كيف نحمده ، فكأنه قال: قولوا:﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ ، إذا أردتم أن تثنوا على الله- تبارك وتعالى- وأن تشكروا نعمه وآلاءه فقولوا: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ .
          والمسألة بدأت بالثناء على الله ، والثناء على الله أبلغ في تحصيل المراد من سؤال المرء حاجته ، فلما تنشغل بالثناء على ربك أفضل ما تنشغل بالدعاء لنفسك ، واللهU يعطيك سؤلك أكثر مما يعطي الذي يسأل لنفسه ، ولذلك كما يقول سفيان بن عيينة: سن لنا في دعاء الكرب أن نثني عليه مع شدة حاجة المرء إلى الدعاء لنفسه لأن اسمه دعاء الكرب .
          فإذا وقع إنسان في ورطة فيريد أن يقول يارب نجني ، أي هو في أمس الحاجة إلى الدعاء لنفسه لأنه سيهلك ، فهو محتاج أن يدعوا لنفسه ومع ذلك انشغل عن الدعاء لنفسه إلى الثناء على الله U ، فقالr في

          دعاء الكرب« لا إله إلا اله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات والأرض وما بينهما ورب العرش الكريم » ، هذا هو دعاء الكرب .
          فسئل سفيان بن عيينة- رحمه الله- عن السر في العدول عن صيغة الطلب إلى الثناء على اللهU والعبد محتاج إلى الدعاء لنفسه في هذا الموضع ، فقال: ألم تسمعوا قول أمية بن أبي الصلت لعبدالله بن جدعان:

          أأسأل حاجتي أم قد كفاني
          حياؤك إن شيمتك الحياء
          إذا أثنى عليك المرء يومًا
          كفاه من تعرضه الثناء
          قال: فهذا مخلوق فكيف بالخالقU ، أي هذا المخلوق مجرد أن أثنى عليه أمية بن أبي الصلت الذي هو عبدالله بن جدعان فهمها وعرف أنه لما يدعو له: أكيد أنه يريد منه شيء, فلم يحوجه أن يريق ماء وجهه في السؤال فأعطاه سؤله, فهذا مخلوق وقد فهمها فكيف بالخالقU .
          فيكون أفضل شيء أن تثني ،.

          من آداب الدعاء: أن تثني على اللهU ثم تصلي على النبي r ثم تذكر حاجتك بعد ذلك ، كأنك تمتثل قول الله تعالى:﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾ (الأحزاب:6) ، فأنت تبدأ بهr قبل البداءة بحاجتك وفي هذا إعلام أنه إمامك وأنك لا تتقدم بين يديه ، وما من حاجة تذكرها إلا وهورائدك فيها ، وهذا معنى أنك تقدم بذكرهr بين يدي دعائك .
          أبلغ صفات اللهU وأظهرها الرحمان :فإذا قال العبد::﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ قال الله: حمدني عبدي وإذا قال ﴿ الرحمن الرحيم ﴾ يقول: أثنى علي عبدي » لأن الوصف بالرحمة من صفات الكمال لله- تبارك وتعالى- ، لأن أبلغ صفات اللهU وأظهرها الرحمان لأنه عمت رحمته الخلق ، والرحيم هي للمؤمنين خاصة كما يقول أهل العلم ، لكن عمت رحمته حتى المخالفين ، فإذا قال العبد: الرحمن الرحيم .

          « فإذا قال ﴿ الرحمن الرحيم ﴾ يقول: أثنى علي عبدي، فإذا قال: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِقال: مجدني عبدي » لأن هذا يوم الملك ويوم العز يوم الدين, في الدنيا يكفر بالله, ويشتم ربنا- سبحانه وتعالى- ثم يعود إلى بيته يأكل ويشرب ومصنعه يعمل وتجارته تعمل ولم يصاب بأي أذي بل ويفتخر, لكن عندما يأتي العباد يوم القيامة لا يكون الملك إلا للهU أي لا يستطيع رجل أن يهمس مجرد الهمس ، ولذلك يقول:« مجدني عبدي » ، هذا يوم المجد لله- تبارك وتعالى- ، لا يستطيع مخلوق أبدًا أن يتقدم بين يديه ولا يتكلم ولا يهمس ولا يعترض ، ولذلك قال في هذا الموضع مجدني عبدي ، ولم يقل أثني علي عبدي ، إنما مجدني عبدي
          لماذا لم يقل أثني علي عبدي ، إنما قال مجدني عبدي ؟
          ﴿ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ ﴾(الفرقان:26) ،﴿ وَخَشَعَتِ الأصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا ﴾(طه:108) ، والكل واقف حتى الرسل لا يتقدمون بالكلام بين يدي اللهU إلا إذا أذن لهم ، لذلك ذكر صفة التمجيد في يوم القيامة .
          « فإذا قال العبد: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ قال: هذه بيني وبين عبدي » وهنا وقفة مهمة « هذه بيني وبين عبدي » .
          ما هو الذي لله وما هو الذي للعبد ؟ لأنه قسمها نصفين الثلاثة الأُول للهU كلها وهذه الرابعة بين الله وبين العبد ، بمعنى لو أن العبد حقق العبودية وهو النصف الأول يحقق اللهU له رجاءه وهو النصف الثاني فيحقق العبودية الأول و.

          من طرق العبودية الاستعانة :
          « إِيَّاكَ نَعْبُدُ» وتقديم المفعول يفيد الاختصاص أي أن العبادة لا تكون إلا له ، والاستعانة لا تكون إلا منه﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ﴾(التوبة:59) ،فلما ذكر الحسب لم يذكر الرسولr ، الإيتاء جعله لله ورسوله إنما الحسب للهU وحده ، لأن الحسب هو الكافي ، ولا يكون إلا لله ، ولذلك لا ترى الحسب إلا مفردًا للهU .
          ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ(أل عمران:173)، .
          فالاستعانة من أهم طرق العبودية: فأنت لا تستعين إلا بالله ، وليس معنى الاستعانة خلع الأسباب ، لا ، لكن إذا ترك السبب اتكالًا على الله كان أكمل ، لكن بشرط ألا يعود عليه بضرر ، وهذه المسألة زلت فيها أقدام .
          مثلًا: رجلٌ ترك التداوي صبرًا على البلاء هذا أقوى إيمانًا ممن طلب العلاج ، ولكن طلب العلاج , مشروع ، إذا كان ترك التداوي يضيع الواجبات فيكون التداوي واجب ، فهو مثلًا إذا لم يتداوى لم يصلي لا يستطيع الصلاة ، نقول له: لا أنت يجب عليك أن تتداوى ، لماذا؟ لأنه ضيع الصلاة وهي فرض عليه لكن ترك التداوي فيما يكون سبيله عدم ضياع الفرائض .
          مثل أبي بن كعبt لما سمع الأحاديث في فضل الحمى دعا على نفسه بالحمى لكنه اشترط ، والنبي r« الحمى هي حظ المؤمن من النار » ، والحمى هيالسخونية الشديدة , وقالr « إن ذنوب العبد تتحات عنه في الحمى كما تتحات ورق الشجر» ، فلما سمع هذا دعا على نفسه بالحمى بشرط أن لا تصده عن جماعة أو جهاد ، قال الراوي: فكنت أضع يدي على جبهته فأشعر بحر دماغه ، عنده سخونة شديدة لكنه ما ترك صلاة الجماعة ولا ترك الجهاد في سبيل الله .
          فلو أن العبد ترك السبب إيمانًا بما عند اللهU وصبرًا على هذا البلاء كان أقوى ولكن بالشرط المذكور الذي ذكرته ، الحاصل أن الاستعانة بالله ليس معناها خلع الأسباب .
          « إِيَّاكَ نَعْبُدُ» أي أنت عليك شيء واللهU عليه شيء آخر ، كان بعض العلماء يقولون: إذا توكلت على اللهU بنسبة ثلاثين في المائة أعطاك من العون ثلاثين بالمائة وكلما زادت النسبة زاد العون في مقابلها حتى إذا توكلت عليه مائة بالمائة أعطاك عونًا مائةً بالمائة ، وهذا هو معنى قولهU:« فهذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل » ، وطبعًا يفهم من هذا ألا يدعوا المرء بقطيعة رحم ولا بإثم كما ورد في الأحاديث الأخرى .

          « وإذا قال العبد: ﴿اهدنا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ ، قال اللهU: فهذه لعبدي » ، أي كلها .
          نفهم من هذا أن الفاتحة فيها ما هو لله محضًا وما هو للعبد محضًا وما هو مشترك مقسوم ما بين العبد وربه .
          قال: وكان يقول: « ما أنزل اللهU في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرءان وهي السبع المثاني والقرءان العظيم الذي أوتيته» ، وأمرr «المسيء صلاته أن يقرأ بها في صلاته وقال لمن لم يستطع حفظها قل: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ،» أي إن الرجل إذا عجز أن يحفظ الفاتحة واستغلقت عليه فليدعوا بهذا الدعاء فإنه عوض عن الفاتحة .

          نسخ القراءة وراء الإمام في الجهرية
          الحقيقة القول بالنسخ لم أقف على أحد سبق الشيخ- حفظه الله- إليه والصواب أن المسألة ليس فيها نسخ ، وكان قد أجاز للمؤتمين أن يقرءوا بها وراء الإمام في الصلاة الجهرية حيث كان «في صلاة الفجر فقرأ فثقلت عليه القراءة ، فلما فرغ قال: « لعلكم تقرءون خلف إمامكم ؟ قلنا نعم هذا » ، وهذا: أي بسرعة ،« قلنا نعم هذًا يا رسول الله ، قال: لا تفعلوا إلا أن يقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها » .
          ثم نهاهم عن الصلاة عن القراءة كلها في الجهرية وذلك حينما« انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة( وفي رواية أنها صلاة الصبح) فقال: « هل قرأ معي منكم أحدًا آنفًا ؟ فقال رجل: نعم أنا يا رسول الله ، فقال: إني أقول مالي أنازع » ، أي فيه واحد ينازعني في القراءة أي يقرأ معي ، قال أبو هريرة: «فانتهى الناس عن القراءة مع رسول اللهr فيما جهر فيه رسول اللهr بالقراءة حين سمعوا ذلك من رسول الله r وقرؤوا في أنفسهم سرًا فيما لا يجهر فيه الإمام ».

          الشيخ قال: قال أبو هريرة: فانتهى الناس عن القراءة ، والصواب أن الذي قال هذا هو الزهري وليس أبو هريرة ، والزهري معروف أنه من صغار التابعين ، وإنما بني الشيخ فقه الباب على قوله: قال أبو هريرة ، فانتهي الناس علي أساس أن أبو هريرة صحابي ، والصحابي نقل الواقع فقال: أنه نقل الذي حدث وأقره النبي r ، ولكن إذا علمنا أن الذي قال هذا هو الزهري ذهب الاحتجاج بهذه الجزئية لأن الزهري لا يروي عن أبي هريرة إلا بواسطة إما سعيد بن المسيب مثلًا أو أبو سلمة بن عبدالرحمن أو من يجري مجراهم من التابعين ، هذا قول الزهري فترك الناس القراءة ، ما حكمه في علم المصطلح ؟! حكمه أنه مرسل ، ومعروف إن المرسل من أقسام الحديث الضعيف وإن شاء الله في المرة القادمة سنتكلم عن مذاهب العلماء في القراءة خلف الإمام أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وصلي الله وسلم وبارك علي نبينا محمد والحمد لله رب العالمين .

          الأسئلة:
          س: يسأل سائل عن صحة الحديث «من قرأ بيت من الشعر بعد صلاة العشاء الآخرة لم تقبل منه صلاة في هذه الليلة» ، ما صحة هذا الحديث ؟!
          ج: فهذا حديث منكر رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث شداد بن أوس ، وذكره ابن أبي حاتم في كتاب العلل من حديث عبدالله بن عمر بن العاص ، وأنكر رفعه أي قال: أنه لا يصح مرفوعًا إلي النبي r ، إنما الصواب أنه موقوف علي عبدالله بن عمر .
          الفرق بين المرفوع والموقوف
          المرفوع: أي ما نسب إلي النبي من قول أو فعل أو تقرير .
          الموقوف: ما نسب إلي الصحابي من قول أو فعل أو تقرير .
          حديث مثلًا «لو وزن إيمان الأمة بإيمان أبي بكر لرجح إيمان أبي بكر عليها» ، هذا لا يصح مرفوعًا أي لا يصح أن النبي r قاله إنما الذي قاله عمر بن الخطاب فيقال: هذا لا يصح مرفوعًا إنما يصح موقوفًا ، فحديث شداد بن أوس استغربه حتى الحافظ بن كثير - رحمه الله - عندما أورده في تفسيره استغربه ، واستغراب الحفاظ للحديث يعني الضعف لأن الغرابة إذا أطلقت لاسيما في كلام الأئمة المعروفين كالترمذي وغيره ، فالأصل أن الغرابة تقتضي ضعف المتن ، عندما يقال: هذا حديث غريب هذا الأصل ، لكن ليس شرطًا أن يكون كل غريب ضعيفًا ، لكن نحن نقول: إذا أطلقت لفظة الغرابة هي أقرب إلي الضعف ، ولكن ليس بشرط لكن الأصل هكذا ، نحن عندما نقرأ مثلًا كلام الترمذي قال: هذا حديث غريب الترمذي يعني ضعيف ، غير الترمذي لا يعني بالضرورة كلما قال غريبًا يعني ضعيفًا ، لكنه إذا أطلق الغرابة نستشعر منها الضعف .

          س: يسأل أيضًا سائل آخر تقبيل المصحف ، الإنسان إذا وضع المصحف علي عينه أو قبل المصحف ، ما حكمه ؟!
          ج: الحقيقة لم أجد أثرًا في هذا الباب إلا ما رواه الدارمي في سننه ، وعبدالله بن المبارك في كتاب (الجهاد) ، والبيهقي في كتاب (شعب الإيمان) ، وموجود أيضًا في بعض الكتب المخطوطة مثل جزء شاذان ، كل هؤلاء يرونه من طريق حماد بن زيد عن أيوب السختياني عن أبن أبي مليكة أن عكرمة بن أبي جهل t كان يضع المصحف علي عينه ويقبله ويقول: (كلام ربي كلام ربي) ، ورواه أيضًا الطبراني في المعجم الكبير وزاد في أوله كان عكرمة إذا اجتهد في اليمين قال: (والذي نجاني يوم بدر) عندما يرغب أن يحلف ويجتهد في اليمين يقول: (والذي نجاني يوم بدر) وكان يضع المصحف علي عينه ويقبله ويقول: (كلام ربي كلام ربي) ، الحقيقة ما أحسنه من إسناد لولا أنه مرسل أو أنه منقطع أنت تعلم حماد بن زيد , الدارمي رواه عن سليمان بن حرب ، سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن أيوب السختياني عن ابن أبي مليكة إسناد كالشمس ، ولكنه منقطع فيما أظن ما بين ابن أبي مليكة وبين عكرمة بن أبي جهل فأنه لم يسمع منه ، وذلك الهيثمي في مجمع الزوائد عندما ذكر هذا الأثر قال: رجاله رجال صحيح إلا أنه مرسل يريد أنه منقطع لأنك تعلم الحفاظ القدامى ليس الهيثمي منهم القدامى هم أحمد والبخاري ومسلم وأبو زرعه وابن عدي والدار قطني يعبرون عن المنقطع بالمرسل ، نحن بعد استقرار علوم الاصطلاح نقول: منقطع ولا نقول: هو مرسل ، لماذا ؟! لكي لا نخلط الأنواع في بعضها خطأ ليس لأن هذا خطأ لا يجوز ، لا ، من باب الاصطلاح أي أن المسألة مسألة اصطلاحية وإلا فالأئمة الكبار القدامى كانوا يطلقون علي المنقطع مرسل ، وأقرب شيء إلي ذهني الآن في هذا حديث عائشة أبي داود الذي يرويه خالد بن دريك عن عائشة أن النبي r قال لأسماء: «يا أسماء إذا بلغت المرأة المحيض فأنه لا يجوز أن يظهر منها إلا هذا وهذا وأشار إلي وجهه وكفيه» ، قال أبو داود: مرسل أي منقطع ما بين خالد بن دريك وعائشة فهم يعبرون أيضًا عن هذا الانقطاع بالإرسال .

          س: ويسأل سائل أيضًا عن السجود للمصحف ، ما حكمه ؟!
          ج: نقول: إن هذا لا يجوز ، لا يجوز لأحد أن يسجد لغير الله I ، والحقيقة أجتهد في أن أقف علي أثر في هذا الحكم فلم أجد ، فحينئذ نرجع إلي الضوابط العامة لا يجوز لأحد أن يسجد إلا لله I.

          س: يقول: الأخ كاتب السؤال: يحكون أي العلماء من تشدد النسائي في الرجال وشدة شرطه فيهم وأنه لا يترك حديث رجل إلا إذا أجمعوا علي تركه ، كما أنه يتنكب الرواية عن بعض رجال الشيخين فالسؤال : ما هو التشدد في هذه العبارة أي لا يترك النسائي الرواية عن راوي إلا إذا أجمعوا علي تركه فالمتبادر للذهن أنه للتساهل أقرب منه إلي الشدة ، ثم إن رجال الشيخين ليس فيهم من أجمعوا علي تركه ، فكيف ترك الرواية عنهم ؟!
          ج: ليس معني كلام النسائي أنا لا أروي عن رجل إلا إذا أجمعوا علي تركه ليس المقصود منه الإجماع المتبادر إلي ذهنك ، وإلا فليس هناك راوي أجمعوا علي تركه بمعني أتفق الكل علي تركه وطرحه وتجد إن النسائي روي له ، لا ، كلام النسائي المقصود هو إجماع مخصوص كمثلًا اتفاق وقول إجماع مخصوص ليس معناه الإجماع أيضًا أن يجتمع كل النقاد الكبار ، لا ، إذا اجتمع من وجهة نظر النسائي اثنان من الكبار الفحول مثل يحي القطان ، عبدالرحمن بن مهدي ، شعبة ، أحمد بن حنبل ، يحي بن معين مثلًا إذا اجتمع اثنين أو ثلاثة اتفق قولهم علي جرح راوي هذا هو الإجماع عند النسائي ، كلمة أجمعوا ليس المقصود به الإجماع ولكن المقصود به المبالغة ، مثل أنت تقول مثلًا: هذه المسألة لا يختلف فيها اثنان أي أنت بحثت في الدنيا كلها وعلمت أن الكل أجمع علي أنه لا يوجد اثنين اختلفوا في المسألة هذه ، أم تقصد إن المسألة واضحة لدرجة إن اثنين لو عقلاء أو اثنين يفهموا لا يختلفوا فيها ؟! هو المقصود هكذا ، المقصود التأكيد حتى لو كان يخالفك فيها آخرون ، قول النسائي: لا أروي عن راوي إلا إذا اتفقوا علي تركه ولو اثنين مثل يحي القطان وعبدالرحمن بن مهدي مثلًا فإذا اجتمع علي ترك رواية راوي فيكون عند النسائي مندوحًا ويترك الرواية عن هذا الراوي ، فإذا سئل عن ذلك يقول: تركه يحي القطان وعبدالرحمن بن مهدي ، وإلي هذا التفسير مال الحافظ بن حجر والحقيقة لا أجد تفسيرًا أجود منه كما تقول: لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان المثل الشهير ، والنسائي روي لرواة ضعفاء في سننه وضعفهم كثير من النقاد ، لكن من وجهة نظر النسائي أن هذا الراوي متماسك أو أنه ثبر أحاديثه فوجد إن هذا الحديث من جملة مرويات هذا الضعيف أقرب إلي السلامة وأقرب إلي الصحة ويوافق متن حديثه متون أحاديث أخري فساق له أن يخرج حديث الباب ، وبعض العلماء قد لا يجد في الباب إلا حديثًا ضعيفًا فيثبته من باب أنه أفضل من الرأي مثل أبي داود السجستاني ، أبو داود في السنن عندما صنف السنن وكتب رسالته إلي أهل مكة ذكر فيها أن ما ترك التعليق عليه فهو صالح
          قال: إن كان فيه وهن شديد بينته ، وما سكت عنه فهو صالح .
          فنحن نريد أن نعلم ما معني صالح هذه ، هل هو صالح للحجة بمفرده أم هو صالح بمعني أن فيه قدر من القوة حتى وإن كان ضعيفًا أم يصلح أن يتمسك به في هذا الباب إذ لا يوجد فيه غيره ؟! كل هذا كلام وارد لاسيما وقد سكت أبو داود عن أحاديث شديدة الضعف في سننه لم يبين رأيه فيها ، وليس معني وما سكت عنه فهو صالح يعني حسن كما فهم بعض المتأخرين مثل المنذري والنووي وجماعة من العلماء المتأخرين يقولوا: هذا الحديث سكت عنه أبو داود فهو حسن أو فهو صالح للحجة ، لا ، ليس صحيح هذا الفهم ، لماذا ؟! لعلمنا يقينًا أن أبا داود سكت عن أحاديث شديدة الضعف وليست ضعيفة فقط ، بل حكم عليها أقران أبي داود أو من أقران أبي داود كأبي حاتم الرازي وأبي زرعه الرازي ومن جاء بعدهما مثل ابن عدي والدار قطني حكموا علي أحاديث في سنن أبي داود سكت عنها بالنكارة وبالبطلان ، لابد حينئذ من فهم كلام العلماء علي ضوء صنيعهم في كتبهم ، فنحن عندما ننظر إلي سنن الإمام أبي عبدالرحمن النسائي - رحمه الله - نجد أنه خرج لرواة تكلم فيهم كثير من أهل الحديث ومع ذلك فقد أخرج لهم ، ورواة آخرون تنكب الرواية عنهم مثل ابن لهيعة
          عبدالله بن لهيعة: هو أحد الأعلام المصريين لكن ساء حفظه في آخر أربعة سنوات من عمره حدث له اختلاط ,فالغريب أو المدهش إن النسائي يطرح الرواية عنه بل لا يسميه أيضًا حتى لم يقبل أن يقول اسمه إنما إذا أراد أن يخرج له مثلًا يقرنه بآخر مثل عمرو بن الحارث مقلًا يقول: مثلًا حدثنا فلان عن فلان يقول مثلًا حدثنا الربيع بن سليمان قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث وذكر آخر ، أول ما تري وذكر آخر هذه تعلم أنه ابن لهيعة المكي ، لا يسميه استضعافًا له برغم أنه خرج في سننه أحاديث لمن هو أضعف من ابن لهيعة ، لكن المسألة مسألة اجتهادية كما ذكرت.

          س: يسأل سائل يقول: دخلت المسجد ولم أكن صليت الظهر فوجدتهم يصلون العصر ، فهل أدخل معهم بنية الظهر ثم أصلي العصر ، وإذا دخلت وهم يصلون المغرب ولم أكن صليت العصر ، فماذا أفعل ؟!
          ج: أما إذا دخل فوجدهم يصلون العصر وهو لم يصلي الظهر فليصلي العصر معهم ثم يصلي الظهر بعد العصر لقوله r: «إذا أقيم للصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة» والألف واللام للعهد ويبين أنها للعهد وليس للاستغراق اللفظ الآخر في الحديث «إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا التي أقيم لها »، فهو إذا صليت العصر معهم ثم صليت الظهر فهذا هو الأجود ولا يعيد العصر لقولهr: «لا صلاة في اليوم مرتين» ، ولقوله r: «إن الله لا ينهاكم عن الربا ثم يأخذه منكم»
          الربا: إن أنت تضعف تزود.
          فكيف يقبل منك العصر مرتين وهو إنما فرضه عليك مرة واحدة ؟! وذهب أكثر أهل العلم: إلي أنه يصلي معهم بنية الظهر رعاية للترتيب في المسألة ، ثم بعد ذلك يصلي العصر ,أقول: إذا فعل ذلك فلا بأس به ولا يضره اختلاف نية الإمام والمأموم ، لماذا ؟! لما ثبت في الأحاديث الصحيحة أن معاذ بن جبل كان يصلي العشاء مع النبي r ثم يأتي قومه فيصلي لهم العشاء فتكون في حق معاذ نافلة ، وتكون في حق قومه فريضة فقد اختلفت نية الإمام مع نية المأمومين ، وكذلك بالعكس حديث أبي ذر الذي رواه مسلم وغيره أنه قال له النبي r: «كيف أنت إذا كنت في أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها» ، قال: ماذا أفعل يا رسول الله ؟! قال: «صلي الصلاة لوقتها فإن رجعت وجدتهم يصلونها فصلي معهم ولا تقل إني صليت فلا أصلي» ، إذًا أبو ذر صلي الصلاة الفريضة المفروضة عليه في ذلك اليوم ، وبعد ذلك ذهب إلي شأنه ورجع فوجد القوم يصلون الفريضة وهو صلي الفريضة قبل ذلك فيدخل معهم بنية النافلة ، وقد ورد في بعض ألفاظ هذا الحديث قال له: «ولا تقل إني صليت فلا أصلي» أي لا يحملنك صلاتك قبل ذلك أن تترك الصلاة خلفهم وقال: «صلي واجعلها سبحة» سبحة: أي وجعلها نافلة لك .
          كذلك بالنسبة لم يكن صلي العصر ثم دخل فوجدهم يصلون المغرب أنا سألت الشيخ ناصر الدين العكس هكذا الصورة ليست فيها مشاكل ، لماذا ؟! لأنه سيصلي معهم ثلاث ركعات هم سوف يسلموا وهو سوف يقوم ويأتي بالركعة الرابعة سيعتبر أنه مسبوق لا توجد مشاكل في المسألة هذه ، لكن العكس لو كانوا يصلون صلاة المغرب وأنت فاتك صلاة رباعية ليس المغرب مثلًا أو العصر والمغرب أي صلاة رباعية فهو في هذه الحالة لو الإمام يصلي صلاة ثلاثية وأنا سأصلي صلاة رباعية
          يقول الشيخ: أنه يصلي معهم حتى يصل إلي الركعة
          انتهي الدرس الخامس

          التعديل الأخير تم بواسطة محبة المساكين; الساعة 18-11-2011, 05:22 PM.

          تعليق


          • #6
            رد: شرح كتاب كيفية صلاة النبي للألباني للشيخ ابو اسحاق الحويني

            شرح كتاب كيفية صلاة النبي للألباني
            للشيخ أبي إسحاق الحويني
            الدرس السادس

            نكمل صفة صلاة النبيr فمما يفعله المصلي أيضًا وهو راكع أن يجافي بين عضديه في الركوع ، أي لا يجمع ما بين ذراعيه ولا يلصقها ببطنه كما يفعل بعض المصلين ، إنما كان يجافي ,بشدة .

            المقصود بالمجافاة: أنه ما يلصقها كما يفعل بعض المصلين ،كان يجافي حتى قال أنس كنا نأوي لهr أي نشفق عليه ولكن المقصود طبعًا أن يكون هكذا لأنه إذا ثنى ذراعه ما يستطيع أن يأتي باستقامة ظهره ، فهو لابد في هذه الحالة أن ينصب ذراعيه هكذا لكن يجافي ما بين بطنه وما بين ذراعيه ، ولكن لا يصلي هكذا كما يفعل بعض المصلين يعتمد على بطنه في هذا الأمر .
            في الركوع أيضًا النبيr كان يجافي بين ذراعيه وبين بطنه ، بعد أن يرفع من الركوع ويطمئن حتى يعود كل عظم إلى مكانه ، وهنا موضع اختلف فيه العلماء وهو .

            هل يقبض باليمنى على اليسرى بعد القيام من الركوع أم يرسل ؟ إذا قال سمع الله لمن حمده يرجع ,فيقبض هكذا كما كان يقبض في القيام الأول أم يرسل ؟
            الصواب: أن يرسل ولا يقبض فإن القبض لم يقم عليه دليل إلا بعموم حديث وائل بن حجر ومعلوم أن العموم يقبل في موضعه إذا لم يرد تخصيصًا ، لكن في موضعنا هذا لا يقبل العموم .
            لماذا؟ ، لأننا في إثبات هيئة ، وإسناد الهيئةلابد لها من دليل صحيح نقلي خاص بمثل هذه المسألة ، ولا يحتج بمثل هذه العمومات في هيئات الصلاة ، هيئة الصلاة ما لنا إليها سبيل ولا يدخلها قياس ولا يدخلها اجتهاد ، إنما تتلقى عن صاحب الشرعr حيث قال:« صلوا كما رأيتموني أصلي »
            ومما يدل على أن هذا القبض لم يكن معروفًًا: أنه لم يرد به حديث قط يعينه مع أن المتأمل لأحاديث صفة صلاة النبيr يرى أن الصحابة ما تركوا دقيقًا ولا جليلًا إلا نقلوه ، حتى ينقل لك تفريج الأصابع وينقل لك في السجود ، ضم أصابع اليدين , مثل هذا الذي ينقل كل هذا يغفل أو يغفلوا جميعًا جملةً عن أنه إذا قال سمع الله لمن حمده أن يقبض ، وهل القبض أخفى أم ضم اليدين والتفريج بينهما ؟ .
            كونه يلاحظ مثل هذا الشيء وفي حديث بعض الصحابة قال: قلت: « لأرمقن صلاة النبيr » أي يجلس يلاحظها لا يترك منها شيئًا ، ومع ذلك ما نقل واحد أنه قال إذا رفع من الركوع قال سمع الله لمن حمده ثم وضع اليمنى على اليسرى ، إنما الذين قالوا بوضع اليمنى على اليسرى قالوا أن هذا يضع اليمنى على اليسرى كالقيام ، فهذا قيام وهذا قيام فهذا يشمل عموم القيامين

            متي يُعمل بالدليل العام؟ الدليل العام يعمل به في موضعه ولا يعطل بحثًا عن الخصوص إلا في هيئات الصلاة التي هي نحن كما قلنا أنها توقيفية لا مدخل فيها لا للاجتهاد ولا إلى القياس .
            ما دليل الإرسال؟
            الإرسال: هو الأصل لأن النبيr قال:« ثم يرفع من الركوع ويطمئن قائمًا حتى يعود كل عظمٍ إلى مكانه » ، ونحن نريد أن نعرف الهاء في مكانه تعود على ماذا ؟ تعود على العظم أم تعود على الوضع ، لا شك أنها تعود على العظم لأن هذا هو أقرب متعلق:« حتى يعود كل عظمٍ إلى مكانه » ، يفهم بداهةً من مكانه أي مكانه قبل الركوع أو مكانه الذي خلقه الله عليه ، يرجع إلى مكانه الطبيعي .
            هو مثلًا قائم هكذا فلما ركع فهذا الفقار كله استدار مع دورة الجسم ، فلما يعود قائمًا واقفًا منتصبًا فيعود كل عظم إلى مكانه الذي خلقه الله- تبارك وتعالى- عليه ، فالمناسب حيث عاد الضمير إلى العظم أن يرجع كل عظم إلى مكانه الذي خلقه الله عليه ، فإنه لابد أن نعين الضمير ، أن نرجع الضمير إلى شيئين إما أن نقول إلى العظم وإما نقول إلى الوضع .
            فلو قلت إلى مكانه قبل الركوع لأنك ممكن أن تعين هذه الزيادة ، تقول حتى يرجع كل عظم إلى مكانه قبل الركوع ، فنقول هذه الزيادة تحتاج إلى دليل إنما أنت أخذتها بدلالة المفهوم وكما يقول العلماء دلالة المفهوم ليست بحجة ،
            لماذا؟ دلالة المفهوم ليست بحجة ؟لأن المفهوم لا ينحصر ، فقوله لا ينحصر لا يصير حجة إلا إذا أتيت بدليل مستقل ، فنحن عندنا الدليل العام ما هناك هيئة إلا بنص ، والعلة في ذلك ان هيئات الصلاة لا يدخلها الاجتهاد ولا يدخلها الاستنباط ولا القياس ولا شيء من هذا إنما تنقل عن صاحب الشرع قال
            r« صلوا كما رأيتموني أصلي » .

            والناظر المنصف الذي يتابع جميع الأحاديث التي وردت في صفة الصلاة صلاة النبيr ويرى أنهم نقلوا أخفى من هذا الموضع بكثير وكان ينقلونه برتابة أي يكرر اللفظ كثيرًا كلما فعل يكرره ، يقول: ثم يعود إلى مكانه ثم يقول سمع الله لمن حمده ثم يسجد حتى يعود ،ثم
            يرفع حتى يعود كل عظم إلى مكانه ، أي ينقل بدقة متناهية ويكرر الألفاظ ومع ذلك ما ورد في حديث قط لا حسن ولا صحيح ولا ضعيف أن النبيr كان إذا رفع من الركوع قبض اليمنى على اليسرى ,إذًا ما عندنا إلا هذا العموم.

            متي يحتج بالعموم؟ولا نستطيع أن نحتج بالعموم على هيئة ، إنما نحتج بالعموم في الأحكام الشرعية التي يدخلها الاجتهاد ويدخلها الاستنباط لكن الهيئات لا
            مما ذكره العلماء أيضًا أن القيام المذكور في حديث وائل وغيره إنما يعني به القيام الأول ، وهذا هو الذي قاله العلماء ولذلك لم نجد واحدًا من العلماء الذين تدور عليهم الفتوى قال بسنية هذا القبض ، وأنا لما أتكلم ما يخفي عليَّ إن شاء الله هذا الذي ذكرته وهو من علمائنا الذين نجلهم ونحترمهم الشيخ عبدالعزيز بن باز ، لكن أنا عندما أقول العلماء الذي تدور عليهم الفتوى أنا مقصودي العلماء الأوائل وليس هذا تقليلًا من قدر الشيخ- حفظه الله تبارك وتعالى- ، فإنه أحد العلماء الربانيين في هذا الزمان ، ختم الله لنا وله ولكم جميعًا بخير .
            المقصود العلماء المتقدمون ، ولما أقول العلماء الذين تدور عليهم الفتوى ما أقصد إلا العلماء المتقدمين ، حتى الرواية التي نقلت عن الإمام أحمد- رحمه الله- وأنا أحيل على الناقل والعهدة عليه وهو ثبت ثقة والحمد لله وهو الشيخ ناصر الدين الألباني قال: أن الشيخ بن باز- حفظه الله- يضعف الرواية عن الإمام أحمد في هذا ، فالشيخ بن باز نفسه ضعف الرواية عن الإمام أحمد .

            ما هي الرواية عن الإمام أحمد ؟
            لما سئل عن القبض في القيام الأول قال: سنة ، فلما سئل عن القبض بعد القيام من الركوع قال: لا بأس به ، ففرق ، ولو كان القبض بعد القيام من الركوع يساوي القبض قبل الركوع لما فرق ، قال: سنة في الأول وجزم بذلك لأن الأحاديث كثيرة فيه وقال في القبض بعد القيام من الركوع لا بأس به فدل ذلك على التفريق .
            الشيخ ناصر الدين- حفظه الله تعالى- قال أن الشيخ بن باز يضعف هذه الرواية عن الإمام أحمد لم تثبت ، ولذلك هذه المسألة غير مشتهرة وعلماؤنا في الحجاز كان من جملة ما نعوه على بعض فتاوى الشيخ ناصر الدين الألباني أن فتاواه وإن كانت قيلت أو قال بها بعض العلماء لكنها لم تشتهر في الكتب ، فهذا الجواب هو عين الجواب عن هذه المسألة .
            قال في مسألة عدم جواز الاعتكاف إلا في المساجد الثلاثة ، قال: هذا لم يشتهر عن السلف ولم يعرف وإن كان أفتى به بعض العلماء ، وفي النهي عن صيام يوم السبت إلا في الفرض قال لم يشتهر عن السلف وإن كان أفتى به بعض العلماء وهكذا ، فقالوا أن الأصل إتباع السواد الأعظم من العلماء في الفتوى ، ونحن في هذه المسألة أيضًا نتبع السواد الأعظم من العلماء ولم ينص واحد من العلماء المتقدمين الذين تدور عليهم الفتوى على سنية هذا القبض ، بل هذا قول فشى في المتأخرين بل فشى في أواخر المتأخرين ، أي ما فشى في المتأخرين من القرن السابع أو الثامن أو التاسع ، لا ، وإن كان بن القيم رحمه الله- نبه عليه تنبيهًا ، لكن عدم وجوده في الكتب مع عناية المصنفين بصفة صلاة النبيr تدل أننا نتوقف على الأقل .
            إذًا بعد ما يرفع رأسه من الركوع فيكون الصواب في المسألة أنه يرسل يديه .

            ثم يذكر الله- تبارك وتعالى- في هذا القيام ،«سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد» قال بعض الصحابة: بعد ما رفع من هذا الركوع قال: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى ، فسمعه النبيr وهو يصلي فبعدما صلى قال:« من القائل كذا وكذا» فسكت القوم ، لماذا؟
            لأنهم كانوا يخشون الملام ، من القائل؟ يقول أنا ، يقول له كيف قلت؟ لماذا فعلت؟ فكانوا يخشون الملام ، لذلك ما كانوا ينطقون أول مرة فقال:« من الذي قال كذا وكذا» قال: أنا يا رسول الله ، قال:« قد رأيت بضعة وثلاثين ملكًا يبتدرونها أيهم يصعد بها أولًا» ، هذا الدعاء أو الذكر أنت تقوله إذا رفعت رأسك من الركوع .
            وهناك أذكار أخرى ،« سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد ، الحمد لله حمدًا ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ».
            لا ينفع ذا الجد منك الجد: أي الجاه والغنى ، أي صاحب الغنى أو صاحب الجاه لا ينفع جاهه عندك ، لا ينفع ذا الجد منك الجد ، ثم يخر ساجدًا .

            الخرور للسجود
            أغلب العلماء يقولون بتقديم المصلي ركبتيه قبل يديه ، أي أول ما يصل إلى الأرض ركبتاك ، لكن الدليل الصحيح وهو قول مالك والأوزاعي وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد ( كلام مقطوع)والدليل الصحيح يؤيد ذلك والنظر يؤيد ذلك .
            أما الدليل: فحديث أبو هريرةt الذي رواه أبو داود وغيره أن النبيr قال:« إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه » نص في المسألة« إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع » وليس ولا يضع :« وليضع يديه قبل ركبتيه » ، وهذا الحديث ما علل بعلة صحيحة بل هو حديث صحيح لا علة فيه .
            قال بعض الذين عللوه: ومنهم الإمام بن القيم وغيره وما من واحد تكلم في المسألة وقدم ركبتيه إلا وبن القيم سلفه في هذه المسألة ، أقصد سلفه في التفصيل ، ما يكاد واحد يأتي ويأتي بدليل واحدًا على ما ذكره بن القيم- رحمه الله- في زاد المعاد ، فكان من جملة ما قاله بن القيم رحمه الله- إن قولهم: ركبة البعير في يده كلام لا يعقل ولا يعرفه أهل اللغة إنما الركبة تكون في الرجل وأطلقت على التي في اليد على سبيل التغليب فقط .
            تعالوا نتصور كيف يبرك البعير لنعرف هل إذا نهيت عن بروك البعير كيف تسجد؟ كل ذي أربع كما اتفق جميع علماء اللغة ونقل بن القيم- رحمه الله- في ذهول وما من إنسان إلا يتعرض للنسيان لأنه قال: قولهم: ركبة البعير في يده كلام لا يعقل ولا يعرفه أهل اللغة ، وأهل اللغة لا يعرفون قول بن القيم إنما أهل اللغة نصوا على كل ذي أربع كل حيوان يمشي على أربع ركبتاه في يديه وعقباه في رجليه ، كل ذي أربع .
            اليدان الذي فيهما ركبة ، والرجلين الذي فيهما هذا عرقوب ليس اسمه ركبة هو يقول البعير يقدم يديه في السجود ، في البروك أول ما يبرك يبرك على يديه فلذلك المصلي لا يبرك على يديه لأنه لو برك على يديه سيشبه بالبعير الذي برك على يديه .
            نقول: يداه موضوعتان هو يمشي عليهم ،يضعهم بصفة دائمة ، يداه على الأرض بصفة دائمة ، إنما يسمى وضع يديه إذا كان يداه منصوبتان كالإنسان هكذا ثم وضعهم على الأرض فكيف وهما موضوعتان خلقةً .
            حينئذٍ ما يصح أن يقال: أول ما يصل إلى الأرض من البعير يداه ، لماذا؟ لأنه يمشي عليهم ، هم وصلوا بأصل خلقته ، فننظر في هذه الحالة ما هو أول شيء وصل من بدنه إلى الأرض؟ ركبتاه ، فأنت تنهى أن تضع ركبتيك على الأرض

            ومن الدليل على أن البروك ما يعرف إلا على الركبة :أحاديث منها الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه لما نزل أواخر سورة البقرة ، جاء الصحابة إلى النبيr وهذا نص رواية مسلم ، ما أذكره نص رواية مسلم قال فجاء الصحابة إلى النبيr فجثوا على الركب » وفي الرواية الأخرى« فبركوا على الركب وقالوا نزلت قاصمة الظهر يا رسول الله هذا الذي لا نستطيع ، قال: أتريدون أن تقولوا كما قال بنوا إسرائيل سمعنا وعصينا ، قولوا سمعنا وأطعنا .... إلى آخر الحديث ».
            فانظر جاءوا« فجثوا على الركب » وفي الرواية الأخرى« بركوا على الركب » مما يعرف بداهةً أن البروك لا يكون إلا على الركبة.
            الحديث الآخر: ما رواه الشيخان أن النبيr خطب في الناس فقال: « لا تسألوني في مقامي هذا إلا أجبتكم وقال ما رأيت كالجنة والنار لقد عرض لي في هذا الحائط فأكثر الناس من البكاء ، قال فجثا عمر على ركبتيه ، وفي الرواية الأخرى فبرك عمر على ركبتيه قال: يا رسول الله رضينا بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ r نبيًا ورسولًا » .

            بوب الإمام البخاري على هذا الحديث قال: ( باب البروك بين يدي الإمام) أو قال: باب: (إذا برك على الركبة أو نحو ذلك ، فهذا يدل بجلاء على أن الإنسان إذا طلب منه أن يبرك فإنه يبرك على ركبتيه ، وإذا قلت لأي رجل مهتم بالرعي ، رعي الإبل إذا قلت له أبرك يبرك على ركبتيه ما ينزل على يديه أبدًا ، فلو قلتن لواحد أبرك ما ينزل على يديه أبدًا كما ينزل المصلي إلى السجود ، وهذا من جهة النظر الصحيح .
            أما قول بعضهم أن نهي النبيr أن تبرك كما يرك البعير ، كما: أي بروك البعير الكلي ، هيئة البعير في حال البروك وهو أنه يقدم صدره ، قال: فلا شك أن الذي ينزل بيديه يقدم صدره أولًا كما أن البعير إذا برك فإنه يقدم رقبته وصدره أولًا ، وهذا يشبه قول القائل الذي سمع حديث النبيr« إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم » فقال وهذا يشمل إذا وقع الكلب .
            لأن الرسولr قال: « لا يبرك » ، فجعل المسألة خاصة بالبروك دون غيره ، جعل النهي عن التشبه بالبعير في البروك دون غيره ، فما معنى أنك تذكر الرقبة في الموضوع ؟ ما دخل الرقبة ؟ .
            حديث وائل بن حجر قال: « رأيت النبيr انحط من الركوع إلى السجود فبدأ بركبتيه قبل يديه »، وهذا حديث ضعيف وقد تفرد به راوي اسمه شريك بن عبدالله النخعي وقال الدارقطني- رحمه الله- أن شريك تفرد به وهو ليس بالقوي فيما تفرد به ، ولم يصح حديث عن النبيr ولا عن الصحابة إلا عن عمر وبن مسعود أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه .

            عمر بن الخطابt روى نزوله بالركبتين الطحاوي في شرح معاني الآثار لكن المتن عجيب ، أنظر نص المتن ، نص الكلام الذي رواه الطحاوي قال:" «كان عمر يبرك كما يبرك البعير يقدم ركبتيه قبل يديه » فعمر بن الخطابt قد لا يعلم بحديث النهي فلا يكون فعله حجه على الأحاديث المرفوعة ، لأن قول النبيr لا يجب أن يعطل لقول صحابي على خلاف ، أو لقول صحابي على خلافه لأن الحجة في قول النبيr دون قول غيره ، بقي بن مسعود وأنه كان يبدأ بركبتيه قبل يديه ، نقول: عندنا بن عمر كان يبدأ بيديه قبل ركبتيه والعلماء يقولون: إذا اختلف الصحابة فليس قول بعضهم حجة على بعض بل نلتمس الدليل الصحيح للفصل بينهما .
            وما إتباعك لابن مسعود أولى بإتباعنا لابن عمر ، إذًا ما بقي إلا الحديث المرفوع وهو نص في المسألة وكما قلت لم يعلل بشيء ذا بان .

            الصواب: أن المصلي إذا أراد أن يخر من الركوع إلى السجود فإنه يبدأ بيديه قبل ركبتيه ، فإذا سجد فإنه يؤمر أن يسجد على سبعة آراب ، أي على سبعة أعضاء ، لابد أن يمكن هذه السبعة من الأرض ، .
            السبعة الآراب: الوجه أولًا ، وقد ورد في بعض الأحاديث قال: الجبهة والأنف ، واليدان والركبتان والقدمان ، فهؤلاء ثمانية ، وما ورد في هذا الحديث فصل في حديث آخر أن النبيr كان يسجد على الوجه الجبهة والأنف ، فسر الوجه أنه الجبهة والأنف .
            فيكون السبعة أراب الوجه بما فيه الجبهة والأنف تمكن من الأرض، الجبهة لابد أن تكون على الأرض ، والأنف لابد أن يكون على الأرض ، والنبيrقال:« لا صلاة لمن لا يصيب أنفه الأرض» ، فيكون الذي يصلي ويرفع رأسه ولا يصيب أنفه الأرض فلابد أن يصيب أنفه الأرض، والكفان اليدان والركبتان والقدمان ، بعض الناس وهو ساجد أحيانًا يرفع رجليه لفوق ، لا يرفع لابد أن يثبتها على الأرض ، وفي تثبيتها يجعل أطراف الأصابع إلى القبلة بعض الناس يجعل أصابه رجل إلى الوراء ، لا ، إنما يعتمد على أصابع رجليه ويوجههما إلى القبلة ، يوجه القدمين بالأصابع إلى القبلة .
            ويضم أصابع يديه حال السجود , ويجافي ذراعيه عن الأرض لا يفترش افتراش الكلب ، بعض الناس عندما يسجد, يضع كل ذراعيه على الأرض وهذا هو افتراش الكلب الذي نهى عنه النبيr عنه تكريمًا للمسلم ، لا يأمره بأن يتشبه بأي حيوان لأنه مكرم فنهى عن احتفاز كاحتفاز الثعلب ونقر كنقر الديك وافتراشً كافتراش الكلب وبروك كبروك البعير ، يباينه عن كل الحيوانات ، حتى لا يتشبه ، ونهى عن إقعاء الكلب .
            فهو يرفع ذراعيه عن الأرض ويجافيهما ، أي يحاول أن يفرج بين ذراعيه بقدر المستطاع حتى قال أنسt «كنا نأوي_ أي نشفق على رسول الله_r من شدة ما يجافي بين عضديه ، ولو أرادت بهمةٌ_ وهي الماعز الصغيرة_ أن تمر من تحت ذراعه لمرت ».
            هذا إذا أتيحت لك الفرصة أن تفعل ، لأننا وجدنا بعض الناس في صلاة الجماعة حتى في الزحام الشديد يحاول أنه يفعل هذه السنة فيضايق إخوانه المصلين ، اتقوا الله ما استطعتم ، أنت في حال السجود أنت منهي أنك تلصق هذا بعضديك أو بالأرض ، لكن من شدة الزحام قد لا تستطيع أن تفعل إلا ذلك ، فهذا لا بأس ، المسلم يفعل ذلك إذا أتيح له أن يفعل ذلك .

            يطيل هذا الركن ، وهو السجود لقولهr:« أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد » ، لماذا؟لأن هذا هو موضع الذل بالنسبة للإنسان ، فكلما ذللت لله تبارك تعالي كلما اقتربت منه ، كلما اشتد ذلك كلما استزدت منه قربًا كما قال اللهU﴿ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ﴾(العلق:19) ، دل على أن الساجد يقترب وكون أن يسجد أشرف موضع فيك مكان نعلك أو نعال الناس هذا من أعظم الذل ، بل هو أعظم الذل على الإطلاق .
            ويدل على شرف هذا الركن :ما ورد في أحاديث في الصحيحين وغيرهما أن النبيr قال:« إذا أراد الله- تبارك وتعالى- أن يرحم بعض عباده فيخرجهم من النار فيرسل الملائكة فيعرفون هم وقد امتحشوا ( أي صاروا كالفحمة ) يعرفونهم بمواضع السجود وإن النار لا تأكل موضع السجود» ، لأن هذه هي الحسنة التى فيه ، أنه سجد لله- تبارك وتعالى- فيحرم اللهUعلى النار أن تأكل موضع السجود.
            فهذا الركن يطيله ويدعوا بما استطاع ، وورد في الحديث أن النبيr كان قيامه وقراءته وسجوده قريبًا من السواء ، في هذا الركن يدعوا بما شاء والنبيr قال:« وليتخير من الدعاء أعجبه » ، أي أعجبه لنفسه ، فدل ذلك على أن الأمر واسع ، لكن كلما التزمت بدعاء النبيr وهو كثيرٌ جدًا هذا أفضل من أن تدعوا بدعاء غيره .
            كما قال- تبارك وتعالى-:﴿ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ﴾(البقرة:61) ، هو خير نعم ، دعاء أي إنسان وإن كان حسن خير لكن يوجد أفضل منه وهو دعاء النبيr الذي كان يعجبه جوامع الكلم ، فأنت تحفظ أكبر قدر من الدعاء من دعاء النبيr ثم تدعوا به في هذا السجود .

            مسألة: هل يجمع الدعاء كله في هذا الركن أم يكرر؟ ، لأنه لم يثبت أن النبي r دعا بكل هذا الدعاء الذي علمناه في سجدة واحدة ، ولكن لا يتأسى تطويل هذا الركن إلا بتطويل الدعاء ولا يتأسى تطويل الدعاء إلا بالاستكثار منه .
            فما هي السنة في ذلك ؟ ، الأمر واسع ,إن دعا بالدعاء كله لأجل تطويل هذا الركن فجائز ، وإن كان بعض العلماء واختاره الشيخ ناصر الدين الألباني قال: يكرر الدعاء فإن النبيr كان يقول: «سبحان ربي وبحمده طول ركوعه ، ويقول سبحان ربي الأعلى طول سجوده »، فقالوا إن هذا دليل على تكرير الدعاء ، أي هو أطال بالتكرار ولكن الأمر كما قال العلماء واسع إن شاء جمع وإن شاء كرر .

            الرفع من السجود
            ثم يرفع رأسه من السجود يقول:الله أكبر ويرفع يديه أحيانًا إن شاء ، هذا الرفع إنما هو إذا أراد أن يسجد، وبعض العلماء قال: يرفع يديه إذا رفع من السجود لعموم قولهr« كان يكبر في كل خفض ورفع » لكن نحن معترضين على العموم في الهيئة، نحن معترضين على الاحتجاج بالعموم في الهيئة .
            نقف عند الدليل المخصوص كان الدليل المخصوص ورد وهو يريد أن يسجد مرة أخرى ، قال: « وكان يرفع يديه أحيانًا» ، فيرفع يديه أحيانًا إذا أراد أن يسجد مرة أخرى لا إذا أراد أن يرفع من السجود ، ونحن نريد وكل كلامنا نريد أن نعلم المسلمين إقامة الصلاة ، لذلك نحن ما نقول إن الصلاة صحيحة أم لا .
            نحن ننقل صفة صلاة النبيr حتى يتأسى المسلمون بها ، لاسيما ما هو الداعي إلى ترك مثل هذه السنن وأنت قادر على فعلها , ترفع يديك ،.
            فما المشقة في أن ترفع يديك في الصلاة وتفعل كما فعل النبي r؟ ، هذا يدل على زهده في صلاته أنه زاهد في إتباعهr ما يأتي ويقول أن التكبيرة الانتقالية تركها لا يبطل الصلاة ، نحن الآن لا نتكلم عن بطلان الصلاة .
            ما الذي يمنعك أصلًا من اتباع الرسولr وهو لا يشق عليك ؟ ، هذا يدل على أن هذا الرجل لا يحب النبيr تمام الحب ، الآن ننقل صفة صلاة النبيr لا صفة صلاة غيره .
            إذا رفع من الركوع رفع يديه ويسجد ما يرفع مرة أخرى ، والنبي rصلى بذلك ، صلى بكل حتى أن عائشةt قالت: « ما رأيت في ركعتا الفجر أخف صلاة من النبيr حتى أقول في نفسي أقرأ الفاتحة أم لا» .

            نحن الآن نذكر الصلاة التي لا يسمى العبد مقيمًا لها إلا إذا فعلها وهذا واضح من الكلام ، ونحن قلنا أقل الاطمئنان في الركوع أنها قدر ثلاث تسبيحات مطمئنات ومع ذلك قلنا أن النبيr كان ركوعه قريبًا من قرائته ، ونحن الآن نتكلم عن صلاة الرسولr التي هي الصلاة التامة .
            ثم نتكلم بعد ذلك عن الصلاة التي كان يتجوز فيها وصفتها ، كيفية التجاوز في الصلاة لاسيما في الأركان .
            الرفع من السجود
            ثم يرفع رأسه من السجود ويطمئن حتى يرجع كل عظم إلى مكانه ويدعو اللهم اغفر لي وارزقني وعافني واهدني واجبرني واغفر لي ويكرر لأنه كان في مثل هذا في الرفع من السجود كان يطيل حتى يقول القائل نسي,ولا يتأسى للإنسان أن يكون نسي إلا إذا طالت الفترة ،فيسن لك أن تطيل بين السجدتين وتكرر هذا الدعاء الله اغفر لي وارزقني وعافني واهدني واجبرني ، ثم يسجد .

            الإقعاء بين السجدتين
            وقبل أن يسجد يجوز له في حال القعود بين السجدتين أن يُقعِي أو يفترش هذا الإقعاء أنكره بادي الرأي طاووس بن كيسان التابعي .
            وفي ذلك حديث في صحيح الإمام مسلم« أن طاووس بن كيسان قال لابن عباس الرجل يقعي بين السجدتين ،» وهيئة هذا الإقعاء أن تضم قدميك وتقعد على أمشاط رجليك بشرط أنك تضم القدمين وتنصبهما وتقعد عليهما وهذا هو الإقعاء الجائز لأن هناك إقعاء منهي عنه وهو إقعاء الكلب ، هذا الإقعاء موضعه فقط بين السجدتين ، بعض الناس يجلسه في التشهد ، النبيr ما أقعى قط إلا بين السجدتين .
            قال طاووس لابن عباس: «الرجل يقعي بين السجدتين إنا لنراه جفاءً للرجل»أي غير لائق أن الرجل يقعد هذه القعدة ، لنراه جفاءً أي مستقبحًا للرجل ، فقال بن عباس: «سنة نبيكr » فهو يجوز له أن يقعد بين السجدتين ويجوز له أن يفترش .
            يفترش: أي يجعل قدمه اليسرى تحت إليته يفترشها ، يفترش بطن قدمه اليسرى وينصب قدمه اليمنى ، بين السجدتين إما انك تفترش وإما أن تقعي ولا يشرع الإقعاء إلا في هذا .
            أردت أن تقوم من الركعة الأولى إلى الركعة الثانية وأنت تريد أن تقوم تكون مقعي أي تقوم على قدميك المنصوبتين أم تفترش وأنت تقوم ، الذي ورد في الحديث أن النبيr كان يفترش ويقوم ، أي إذا رفع رأسه من السجدة الأولى ويريد أن يقوم إلى الركعة الثانية فيفترش أولًا ثم يقوم ، لماذا ؟ لأن الإقعاء لا يكون إلا بين السجدتين فقط ، فأنت لا تقعى بعد السجدة الثانية ثم تقوم من هذا الإقعاء ، إنما تفترش وتقوم من هذا الافتراش .
            إذا أراد أن يسجد السجدة الثانية فإنه يكبر ويرفع يديه أحيانًا ، ثم يفعل في سجوده مثلما فعل في السجود الأول ، فإذا رفع رأسه من السجود الثاني فإنه يجلس جِلسة خفيفةً قبل أن يقوم للركعة الثانية ، وهذا هو المعروف عند العلماء بجلسة الاستراحة ، ونص عليها الشافعي وهي إحدى الروايتين عن الإمام أحمد وأنه يستحب للمصلي أن يجلس جلسة الاستراحة وفيها حديث مالك بن الحويرث عند البخاري وغيره« كان النبيr إذا كان في وتر من صلاته لا يقوم حتى يستوي قاعدًا » .

            ما هو وتر الصلاة ؟
            بعد الركعة الأولى والثالثة وليس الوتر الذي هو صلاة الوتر، لا ، إذا كان في وتر من صلاته لأن الصلاة ما تخلوا أن تكون ثنائية أو ثلاثية أو رباعية الثنائية ما لنا عليها كلام لأنها ليس فيها وتر ، وتبقى الثلاثية والرباعية ، الثلاثية الركعة الأولى هي الوتر والثالثة ، وكذلك الرباعية الأولى والثالثة ، لكن الفرق أن الصلاة الثلاثية مثل المغرب أنك بعد الثالثة تجلس ، ويكون عقب الثالثة تشهد .
            فيكون الوتر في الصلاة الثلاثية في الركعة الأولى وفي الصلاة الرباعية في الركعة الأولى والثالثة ، فإذا أراد أن يقوم من السجدة الثانية ما يقوم مباشرةً هكذا إنما يقوم فيقعد وقلنا يقعد مفترشًا ،فإذا لم يستطع العبد أن يفترش أو ينصب قدميه أو لم يستطع أنه يتورك كما هو في التشهد الأخير كل هذا معفوعنه .لما نزل قوله- تبارك وتعالى-:﴿ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾(البقرة:286) ، قال: ( الله فعلت ، وفي رواية استجبت ).
            قبل أن يقوم رفع رأسه من السجود السجدة الثانية يفترش ويقعد قعدة خفيفة جدًا هنيهة ، لا يكاد يستقر عظمه إلا يقوم ، وهذه تسمى جلسة الاستراحة .
            إذا أراد أن يقوم فإنه يعتمد بيديه على الأرض في حال القيام ولا يقوم بركبتيه إذا أراد أن يقوم يعتمد على يديه في القيام ، ما يقوم بركبتيه, كما يفعل بعض الناس لأن القيام بالركبتين ملازم للنزول بالركبتين ، وحيث قلنا أن السنة تحتاج إلى يديك فتكون السنة أنك تقوم على يديك .
            فيكون أول شيء نزل هو آخر شيء يكون فيه ، أول شيء كان اليدين وآخر شيء فيك يقوم هو اليدان ، ومما يدل على ذلك الحديث الصحيح وأصله في صحيح البخاري« أن النبيr كان إذا قام اعتمد » أي إذا قام منالسجود على الركعة اعتمد .
            قال الحافظ بن حجر- رحمه الله-: العماد لا يكون إلا على اليد وكذلك الاعتماد ، وقد ورد في حديث أبوهريرة «أن النبيr كان يعتمد على يديه إذا أراد أن يقوم »

            إذا أراد أن يقوم فهل يقوم على راحة يديه أم يعجن ؟
            الذي ذهب إليه الشيخ الألباني في صفة الصلاة أنه يجوز له العجن وفصل هذا البحث في كتاب تمام المنة ، والحديث محتمل للتحسين ، لكن الجادة أنك تقوم على راحة يدك فإن عجنت بمقتضى الحديث فالأمر واسع إن شاء الله- تبارك وتعالى- ، فإذا جلس جلسة الاستراحة فيقوم إلى الركعة الثانية .

            مالعمل إذا كان الإمام لا يجلس جلسة الاستراحة؟ إجلسها أنت لاسيما إذا كان الإمام هذا معاندًا ، قلت له هذه السنة فأبى ، أتيته بالحديث فأبى ، بعض العلماء ومنهم الشيخ الألباني يقول لابد من متابعة الإمام ، تترك جلسة الاستراحة للإمام ، لترك الإمام لها ، لكن ما نترك السنة لجهل الناس بها إنما نعلم ونفعل هذا هو الذي أدين لله به ، أنه لا يجوز ترك سنة لجهل الإمام بها فضلًا أن يكون معاندًا في فعلها .
            إنما الكلام كلام العلماء الذين يوجبون حتى ترك هذه السنة من أجل متابعة الإمام يكون على الذي يرى الإمام ويخالفه ، هو يصلي خلف الإمام في الصف الأول مثلًا ورغم ذلك يرى الإمام لا يجلس جلسة الاستراحة ورغم ذلك يجلسها فالكلام عليه ، وهذا الأمر كالرجل الذي يصلى في الصف الثالث والرابع .
            لكن إذا كنت تعلم من حال إمامك الراتب أنه يفعل كذا وكذا فأنت لست محتاج حتى ولو كنت في الصف الأخير لست محتاج لأنك تعرف صلاته تعرف كيف يصلي كيف يقوم كيف يجلس كيف يقعد ، فعلى قول بعض هؤلاء العلماء أنك تتبع حتى في مخالفة السنة ، لكني لا أدين إلى اللهU في هذا القول

            موضع رفع اليدين بعد جلسة الاستراحة : يريد أن يقوم إلى الركعة الثانية إما أن يرفع يديه وهو جالس مع التكبير أو قبل التكبير أو بعد التكبير ، وإما أن يرفع يديه إذا قام ، أي هو يجلس جلسة الاستراحة فيرفع يده وهو جالس ثم يقول الله أكبر ويقوم أو يؤجل رفع اليدين إلى ما بعد الوقوف ، فيقف فيقول الله أكبر ويرفع يديه ، نحن نقول هو يجلس جلسة الاستراحة ويقول الله أكبر وهو يقوم ، لكن ما يقول الله أكبر ويقعد يقوموا فيقعدوا وراءه ثم يقوم ويحدث هرج ومرج وسبحان الله ويظن أنه نسي ، لا .
            لابد الإمام لأنه وفد المأمومين إلى الله- تبارك وتعالى- ، فلابد أنه يحافظ على صلاتهم ، إذا كان يعلم أن هؤلاء الناس لا يعلمون مثل هذه السنة فلابد أن يترفق بهم ، ما يوقعهم في الحرج .
            في مسألة النزول بالركبة أو بالأيدي أو القبض بعد القيام من الركوع أو عدم القبض ما يبدع بعضنا فيها ، لاسيما إذا كنت أنا مقلد لبعض العلماء الذين أتوا بهذا أو بذاك ، ومعروف أن مذهب العامي مذهب مفتيه ، فانا أرى أن الشيخ فلان هو العالم الفاضل الجليل الذي أتبعه وأقلده ، فما معنى وأنت مقلد أن تنكر علي ، ما تنكر علي إلا إذا كنت متحققًا بدليلك ، ولا يتحقق بالدليل العامي إنما يتحقق بدليله الثابت .
            لذلك ما يبدع بعضنا بعضًا ولا يشتد بعضنا على بعض في مثل هذه المسائل على بعض

            الإجابة على الأسئلة
            بعض الأخوة قال: قلتم أن النبيr في قوله ثم يرفع حتى يرجع كل عظم إلى مكانه ، قال أنت قلت إلى مكانه الذي خلقه الله عليه ، فلما لا يكون إلى مكانه الذي كان عليه قبل الركوع ؟
            لأن كما قلت أن هذا هو المناسب للعظم لمعنى العظم ، لأنك إذا قلت إلى مكانه الذي قبل الركوع ، كلمة قبل الركوع أنت زدتها بدلالة المفهوم وما وردت في الحديث ، إنما أنت زدتها بفهمك ، فلو أني عكست هذا المفهوم فما يكون مفهومك حجة على مفهومي ، والمفهوم لذلك يدخله الخلل بسبب أنه لا ينحصر ، فالنبيr قال:
            « ثم يرفع رأسه من الركوع حتى يعود كل عظم إلى مكانه » ، المناسب أن يقول: إلى مكانه الذي خلقه الله- تبارك وتعالى- عليه ، لماذا ؟
            لأنك لو قلت إلى مكانه قبل الركوع أثبت هيئة ، إنما أنا إذا قلت إلى مكانه الذي خلقه الله عليه ما أثبت شيئًا ، لذلك بعض الذين جادلوا في هذه المسألة لما ظهر أنه يلزمه أن يأتي بدليل على زيادة قبل الركوع فهرب منها وما عاد يذكرها ، لأنه كان قد قالها قبل ذلك في بعض الشرائط ثم لما صنف في هذه المسألة ما ذكرها ، لماذا ؟ لأنه واضح .
            لو قلت إلى مكانه قبل الركوع فهذه زيادة ونحن الآن بصدد إثبات هيئة والمسألة ليست تحتاج لكل ذلك .
            مجرد وروده في الحديث لا يكون أصلًا ، ما أقول أن الأصل كذا ، فأنت أنظر إلى مسألة النزول باليدين والركبتين ، لما تكلم علماء كل فريق بالهيئة التي ينظرونها ، فقال علماء الشافعية والحنفية والحنابلة أن الأصل في الصلاة التذلل والنزول بالركبة أقرب إلى الذل فعكسها عليهم أبو بكر بن العربي المالكي وقال: بل إن النزول بتقديم اليدين أقعد للتواضع وأرشد للخشية ، نحن ما نستطيع أن نقول أن الأصل كذا إلا إذا ورد دليل أن هذا هو الأصل الذي لا يجوز مخالفته ، ثم هذا الذي أشار إليه أخونا أن النبيr جعل القيام الثاني جزءً من الركوع ، ولذلك أخذ ركنيته من ركنية الركوع ، بخلاف القيام الأول فإنه ركن وحده مثل الركوع مثل السجود مثل تكبيرة الإحرام .
            إنما القيام الثاني جزء من الركوع ، فكيف يعامل معاملة القيام الأول ؟ والمسألة قريبة ، المسألة ما هي بذات ولكني فصلت فيها فقط بقصد عرض نموذج للنظر في الأدلة المتعارضة فقط ، أي أنا لا أقيم الدنيا ولا أقعدها ولا أشنع ولا إلى آخره ، لكن المسألة كما قلت ليست بكل ذلك ، إنما فصلتها كالنزول باليدين أو الركبتين لإعطاء دليل عملي على كيفية الخروج من الأدلة المتنازع عليها في قول راجح .


            التعديل الأخير تم بواسطة محبة المساكين; الساعة 18-11-2011, 06:22 PM.

            تعليق


            • #7
              رد: شرح كتاب كيفية صلاة النبي للألباني للشيخ ابو اسحاق الحويني

              جزاكى ربى الفردوس الاعلى
              اللهم انك تعلم سرى وعلانيتى فاقبل معذرتى
              وتعلم حاجتى فاعطنى سؤالى وتعلم مافى نفسى فاغفرلى ذنوبى
              اللهم انى اسالك ايمانا يباشر قلبى ويقينا صادق حتى اعلم انه لن يصيبنى اللى ما كتبته على الرضا بما قسمته لى ياذا الجلال والاكرام اللهم امين يارب العالمين
              اللهم توفنى وانت راضا عنى واجعل لى صلاة فى قبرى
              اللهم امين

              تعليق


              • #8
                رد: شرح كتاب كيفية صلاة النبي للألباني للشيخ ابو اسحاق الحويني

                جزاكم الله خيرا
                على الموضوع الشامل المتكامل
                والذي هو بحق
                من الموضوعات القيمة المتميزة
                اللهم علمنا ما ينفعنا
                وانفعنا بما علمتنا
                وزدنا علما
                اللهم بارك في علمائنا
                واحفظهم من كل سوء
                آمين

                تعليق


                • #9
                  رد: شرح كتاب كيفية صلاة النبي للألباني للشيخ ابو اسحاق الحويني

                  ما شاء الله
                  جزاكم الله خير الجزاء
                  ورحم الله شيخنا الألباني وبارك الله في شخنا الحويني

                  تعليق


                  • #10
                    رد: شرح كتاب كيفية صلاة النبي للألباني للشيخ ابو اسحاق الحويني

                    ما شاء الله
                    جزاكم الله خير الجزاء

                    تعليق


                    • #11
                      رد: شرح كتاب كيفية صلاة النبي للألباني للشيخ ابو اسحاق الحويني

                      جزاكم الله خيرا على هذا العمل وشفا الله شيخنا ابى اسحاق الحوينى

                      تعليق


                      • #12
                        رد: شرح كتاب كيفية صلاة النبي للألباني للشيخ ابو اسحاق الحويني

                        جزاكم الله خير الجزاء

                        اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

                        تعليق


                        • #13
                          رد: شرح كتاب كيفية صلاة النبي للألباني للشيخ ابو اسحاق الحويني

                          جزاكم ربي خير الجزاء

                          تعليق


                          • #14
                            رد: شرح كتاب كيفية صلاة النبي للألباني للشيخ ابو اسحاق الحويني

                            جزاكم الله خيرا
                            أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ

                            تعليق

                            يعمل...
                            X