عناصر الخطبة :
1- فضل العبادة في الهرج وأوقات الفتن.
2-أسباب الثبات على الحق في زمن الفتن.
3-العاقبة للمتقين.
إنالحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئاتأعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد .
.
فإنخير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله، صلى الله عليه
وعلى آله وصحبه أجمعين، وشر الأمور محدثاتها،
وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فضل العبادة في الهرج وأوقات الفتن
عبادالله، الحمد لله الذي خلقنا لعبادته، وأوجب علينا أن نعبده وحده لا شريك
له، وهذه العبادة بقلوبنا وجوارحنا، نعيشها
حضراً وسفرا، براً وبحراًوجواً، أمناً وسلما، وحرباً وخوفا،
والعبادة في الهرج وأوقات الفتن من أفضلالأعمال وأحبها
إلى الله عز وجل، كما قال عليه الصلاة والسلام
:"الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ"مسلم,هذا الحديث العظيم الذي
يرويه الصحابي الجليل معقل بن يسار رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "العبادة "،وهذا لفظ مستغرق يشمل جميع
أنواع العبادات، العبادة في الهرج؛ والهرج كماقال أهل العلم ومنهم الإمام النووي رحمه الله في شرح الحديث، الفتنة وأيامالفتن واختلاط أمور الناس، كذلك في حال القتل والحرب،
كذلك في حال الخوف والذعر، في حال اختلاط أمور الناس من الفوضى الاقتصادية أو الفوضى الاجتماعية، أو الفوضى في الفتوى،
الفوضى بحيث لا تنتظم أمورهم، ويكونون في أمرٍ مريج،
فالذي يجمع قلبه على ربه،
في حال اختلاط أمور الناس وفي حال الخوف والذعر وفي حال الفوضى والاضطراب في حال اختلاط الأمور وفي حال اضطرابها، في حال الخفاء والجهالة
من كثير من الناس لدينهم، تكون العبادةفي هذا الجو في هذه البيئة في هذه الأوساط في هذه الحال"كهجرةٍ إليَّ"،
يقول عليه الصلاة السلام، ومعلوم أجر الهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ما هو أجر المهاجرين، الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم
وأهليهم،الذين تركوا البلاد والأهل والمال، وتركوا الوطن لله، وخرجوا إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
كيف كان أجرهم، هؤلاء الذين أتعبوا منبعدهم، فلا يصل إلى درجتهم أحد مما بعدهم
ولاهجرة بعد الفتح"لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ"الحديد:10,
مع الذي أنفق من بعد الفتح وقاتل،
والهجرة بهذا الأجر العظيم ليست فقط من بلاد الكفر إلى بلد الإسلام،
وإنما إلى النبي عليه الصلاة والسلام، ولذلك قال"كهجرةٍ إليَّ "
، فالعبادة في الهرج في فضل هوأجرها ذات ثواب عظيم، لمن ؟
لهذا الإنسان الذي عبد الله تعالى في زمن الفتن، في زمن اختلاط الأمور،
في زمن ثوران الشهوات والغرائز،
في زمن خفاءأمر الحلال،
وخفاء كثيرٍ من الأحكام على الناس، ولكنه يعبد ربه ويعرف دينه
ولذلك فهو يتمكن بالعلم الذي معه، في وقت الاضطراب والجهل والخفاء،
يتمكن به من معرفة الله تعالى وعبادته، والناس في حال الفتن
و الاضطراب ينشغلون عن العبادة، ويشتغلون بأنفسهم،
تطيش أحلامهم تغيب عقولهم، ويعيشون في غفلة،
ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر عن سبب إكثاره من الصيام في شهر شعبان،
قال"ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ"النسائي وحسنه الألباني
,فالعبادةفي أوقات الغفلة لها ميزة،
ولذلك كان القيام في هدئة الليل والناس نائمون فيه ميزة، وأيضاً استحب كثير من السلف إحياء ما بين المغرب والعشاء بصلاة النافلة وذكر الله،
لأنه من أوقات الغفلة عند الناس، فالمتمسك لطاعة الله،
إذا قصّر فيها الناس وشغلوا عنها كالكّار بعد الفار، فيكون الذي يطيع
ربه في هذه الحال له ثواب كثواب
الذي يكر في الغزو بعد أن فر الناس من أرض المعركة، والناس إذا كثرت الطاعة فيهم
وكثر المقتدون والمقتدى بهم سهل أمرالطاعة،
ولكن إذا كثرت الغفلة وصار الجهل مسيطر،
وترك الطاعات هو العنوان،وقلة المقتدى به وقلة العاملين،
فإن الأجر عندذلك يكون عظيم، قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه:
"إِنَّمِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلا مِنْكُمْ"الترمذي وأبو داود وحسنه ابن حجر وصححه والألباني
,بلإن المنفرد بالطاعة عن أهل الغفلة قد يدفع البلاء عنهم، قال بعض السلف :
ذاكرُ الله في الغافلين
كمثل الذي يحمي الفئة المنهزمة، ولولا من يذكر اللهفي غفلة الناس لهلك الناس,
والله يدفع بالرجل الصالح عن أهله، وولده وذريته ومن حوله، فقد يكون في العائلة واحد والآخرون غافلون، عابد والآخرون في غيهم سادرون، صاحب علمٍ والآخرون في جهلهم يعمهون،
وهكذا يتفرد هذا الواحد بالعلم والعبادة، حينما انشغل من حوله
وغفلوا عن الطاعة، ونحن في هذا الزمان نعيش أزمات متعددة،
فهذه أزمة اقتصادية، وهذه أزمة صحية، وهذه أزمة فتنٍ وتغلّب للعدو، وكثير من الناس إذا رأوا غلبة سوق النفاق وارتفاع ألوية أهل الكفر يئسوا، وقالوا فيم العمل؟
بل وربما ساروا في تيار الركب الذي هو
مشابهة الغالب والذي يسيطر على الأمور في الظاهر،
وهذه يا أيها الأخوة من أشد حالات الكرب التي يمر بها أهل الإسلام عندما
يقول الواحد من الناس: لماذا أمر الدين اليوم في حال ضعفٍ ولماذا صار
أمر أهل الإسلام في حال هزيمة، ولماذا هذا الذل المضروبولماذا هذا الضعف الشامل،
وعند ذلك يحدث الاحباط في المعنويات، والانصراف عن العبادات، والتولي عن العلم، والانشغال عن الطاعة، وخصوصاً
إذا رافق هذاالجو المشحون بالهزيمة وغلبة العدو في الظاهر من أهل الكفر والنفاق إذاصاحبه جاذبية المال والانشغال
بالشهوات وثوران الغرائز وعموم المحرمات وانفتاح أبواب المحظورات, وعندذلك يرى المؤمن من خلال غيوم الغفلة نور الإيمان،
ويتوجه ببصيرته للواحدالديان، ولا يهمه حينئذٍ أن يرى حوله كثيراً من العابدين أو قليلا، لأنه يريد أن يعبد ربه حتى يأتيه اليقين،
ويشبه هذا الحال من جهة ذكر الله في الأسواق، فهؤلاء في أنواع من الانصراف والانشغال والإنهماك في الدنياوالإلهاء
الذي يحصل لهم بالتجارة والبيع والحلف الكاذب
وأنواع الغش والتدليس، مع ما يرافق هذا من حال السوق من حصول اختلاط الرجال بالنساء والتبرج وأنواع المعاصي وشيوع المنكرات،
فعند ذلك يكون ذاكر الله في السوقفي حالٍ عظيمة عند ربه
،
"رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِالزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ"النور:37-38,
1- فضل العبادة في الهرج وأوقات الفتن.
2-أسباب الثبات على الحق في زمن الفتن.
3-العاقبة للمتقين.
إنالحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئاتأعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد .
.
فإنخير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله، صلى الله عليه
وعلى آله وصحبه أجمعين، وشر الأمور محدثاتها،
وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فضل العبادة في الهرج وأوقات الفتن
عبادالله، الحمد لله الذي خلقنا لعبادته، وأوجب علينا أن نعبده وحده لا شريك
له، وهذه العبادة بقلوبنا وجوارحنا، نعيشها
حضراً وسفرا، براً وبحراًوجواً، أمناً وسلما، وحرباً وخوفا،
والعبادة في الهرج وأوقات الفتن من أفضلالأعمال وأحبها
إلى الله عز وجل، كما قال عليه الصلاة والسلام
:"الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ"مسلم,هذا الحديث العظيم الذي
يرويه الصحابي الجليل معقل بن يسار رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "العبادة "،وهذا لفظ مستغرق يشمل جميع
أنواع العبادات، العبادة في الهرج؛ والهرج كماقال أهل العلم ومنهم الإمام النووي رحمه الله في شرح الحديث، الفتنة وأيامالفتن واختلاط أمور الناس، كذلك في حال القتل والحرب،
كذلك في حال الخوف والذعر، في حال اختلاط أمور الناس من الفوضى الاقتصادية أو الفوضى الاجتماعية، أو الفوضى في الفتوى،
الفوضى بحيث لا تنتظم أمورهم، ويكونون في أمرٍ مريج،
فالذي يجمع قلبه على ربه،
في حال اختلاط أمور الناس وفي حال الخوف والذعر وفي حال الفوضى والاضطراب في حال اختلاط الأمور وفي حال اضطرابها، في حال الخفاء والجهالة
من كثير من الناس لدينهم، تكون العبادةفي هذا الجو في هذه البيئة في هذه الأوساط في هذه الحال"كهجرةٍ إليَّ"،
يقول عليه الصلاة السلام، ومعلوم أجر الهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ما هو أجر المهاجرين، الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم
وأهليهم،الذين تركوا البلاد والأهل والمال، وتركوا الوطن لله، وخرجوا إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
كيف كان أجرهم، هؤلاء الذين أتعبوا منبعدهم، فلا يصل إلى درجتهم أحد مما بعدهم
ولاهجرة بعد الفتح"لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ"الحديد:10,
مع الذي أنفق من بعد الفتح وقاتل،
والهجرة بهذا الأجر العظيم ليست فقط من بلاد الكفر إلى بلد الإسلام،
وإنما إلى النبي عليه الصلاة والسلام، ولذلك قال"كهجرةٍ إليَّ "
، فالعبادة في الهرج في فضل هوأجرها ذات ثواب عظيم، لمن ؟
لهذا الإنسان الذي عبد الله تعالى في زمن الفتن، في زمن اختلاط الأمور،
في زمن ثوران الشهوات والغرائز،
في زمن خفاءأمر الحلال،
وخفاء كثيرٍ من الأحكام على الناس، ولكنه يعبد ربه ويعرف دينه
ولذلك فهو يتمكن بالعلم الذي معه، في وقت الاضطراب والجهل والخفاء،
يتمكن به من معرفة الله تعالى وعبادته، والناس في حال الفتن
و الاضطراب ينشغلون عن العبادة، ويشتغلون بأنفسهم،
تطيش أحلامهم تغيب عقولهم، ويعيشون في غفلة،
ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر عن سبب إكثاره من الصيام في شهر شعبان،
قال"ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ"النسائي وحسنه الألباني
,فالعبادةفي أوقات الغفلة لها ميزة،
ولذلك كان القيام في هدئة الليل والناس نائمون فيه ميزة، وأيضاً استحب كثير من السلف إحياء ما بين المغرب والعشاء بصلاة النافلة وذكر الله،
لأنه من أوقات الغفلة عند الناس، فالمتمسك لطاعة الله،
إذا قصّر فيها الناس وشغلوا عنها كالكّار بعد الفار، فيكون الذي يطيع
ربه في هذه الحال له ثواب كثواب
الذي يكر في الغزو بعد أن فر الناس من أرض المعركة، والناس إذا كثرت الطاعة فيهم
وكثر المقتدون والمقتدى بهم سهل أمرالطاعة،
ولكن إذا كثرت الغفلة وصار الجهل مسيطر،
وترك الطاعات هو العنوان،وقلة المقتدى به وقلة العاملين،
فإن الأجر عندذلك يكون عظيم، قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه:
"إِنَّمِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلا مِنْكُمْ"الترمذي وأبو داود وحسنه ابن حجر وصححه والألباني
,بلإن المنفرد بالطاعة عن أهل الغفلة قد يدفع البلاء عنهم، قال بعض السلف :
ذاكرُ الله في الغافلين
كمثل الذي يحمي الفئة المنهزمة، ولولا من يذكر اللهفي غفلة الناس لهلك الناس,
والله يدفع بالرجل الصالح عن أهله، وولده وذريته ومن حوله، فقد يكون في العائلة واحد والآخرون غافلون، عابد والآخرون في غيهم سادرون، صاحب علمٍ والآخرون في جهلهم يعمهون،
وهكذا يتفرد هذا الواحد بالعلم والعبادة، حينما انشغل من حوله
وغفلوا عن الطاعة، ونحن في هذا الزمان نعيش أزمات متعددة،
فهذه أزمة اقتصادية، وهذه أزمة صحية، وهذه أزمة فتنٍ وتغلّب للعدو، وكثير من الناس إذا رأوا غلبة سوق النفاق وارتفاع ألوية أهل الكفر يئسوا، وقالوا فيم العمل؟
بل وربما ساروا في تيار الركب الذي هو
مشابهة الغالب والذي يسيطر على الأمور في الظاهر،
وهذه يا أيها الأخوة من أشد حالات الكرب التي يمر بها أهل الإسلام عندما
يقول الواحد من الناس: لماذا أمر الدين اليوم في حال ضعفٍ ولماذا صار
أمر أهل الإسلام في حال هزيمة، ولماذا هذا الذل المضروبولماذا هذا الضعف الشامل،
وعند ذلك يحدث الاحباط في المعنويات، والانصراف عن العبادات، والتولي عن العلم، والانشغال عن الطاعة، وخصوصاً
إذا رافق هذاالجو المشحون بالهزيمة وغلبة العدو في الظاهر من أهل الكفر والنفاق إذاصاحبه جاذبية المال والانشغال
بالشهوات وثوران الغرائز وعموم المحرمات وانفتاح أبواب المحظورات, وعندذلك يرى المؤمن من خلال غيوم الغفلة نور الإيمان،
ويتوجه ببصيرته للواحدالديان، ولا يهمه حينئذٍ أن يرى حوله كثيراً من العابدين أو قليلا، لأنه يريد أن يعبد ربه حتى يأتيه اليقين،
ويشبه هذا الحال من جهة ذكر الله في الأسواق، فهؤلاء في أنواع من الانصراف والانشغال والإنهماك في الدنياوالإلهاء
الذي يحصل لهم بالتجارة والبيع والحلف الكاذب
وأنواع الغش والتدليس، مع ما يرافق هذا من حال السوق من حصول اختلاط الرجال بالنساء والتبرج وأنواع المعاصي وشيوع المنكرات،
فعند ذلك يكون ذاكر الله في السوقفي حالٍ عظيمة عند ربه
،
"رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِالزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ"النور:37-38,
"إذاجمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة جاء منادٍ فنادى بصوت يسمع الخلائق: سيعلم أهـل الجمع من أوْلى بالكرم .
ليقم الذين لا تلهيهم تجارةولا بيع عن ذكر الله .
فيقومون وهم قليل ، ثم يحاسب الله سائر الخلائق "
رواه النسائي وابن أبيحاتم .
أسباب الثبات على الحق في زمن الفتن
وحينمايرى المؤمن ما يحل بالناس من الإغراق في الماديات والانشغال بالملهيات،وأنواع الترفيه والألعاب والسياحات،
وهكذا هذه الآلات والأجهزة المسيطرةعلى
الحواس من السمع والبصر والفؤاد،
فإنه في هذه الحالة يعود إلى ربه وهو يريد الأجر والثواب ليكون من الأقلين،
"وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ"الأنعام: 116,
أيهاالمسلمون يا عباد الله، كثير من أهل الإسلام أو من أولادنا يعيشون وهم محاطون بأنواع
من الشهوات والشبهات في أماكن مختلفة في الداخل والخارج،ويرى الإنسان نفسه غريبا، وخصوصاً إذا توجهت
إليه سهام الانتقاد ممن حوله وهو يرى نظرات الاستنكار وهم يدعونه : كن معنا، ولكن في الشر فهو يأبى،
ولايستجيب لجاذبياتهم ونداءاتهم وإغراءاتهم، ويقاوم هذا كله ولو كان من حوله في بعدٍ عن الدين، فإنه في هذه الحالة يعظم
أجره عند ربه وترتفع منزلته عندالله سبحانه وتعالى، فيستفيد أيما فائدة، إذا بلغت القلوب الحناجر، وخرجت العيون من المحاجر،
وحشر الناس إلى الله فإن الذين عبدوا لله في
أوقات الفتن والذين تمسكوا بدين الله لما عصى الناس فإنهم في حالٍ من الفخروالأجر والثواب والإكرام والتكريم عند رب العالمين، وحق لهم أن يفخروا بذلك في ذلك اليوم عندما ينادون بفخرٍ
"هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ"
الحاقة : 19-20
,وعندمايقل الناصر والمعين، ولا تكاد ترى من يبين الحكم الشرعي، أو من ينكرالمنكر الحاصل فإن الأجر يعظم،
ولذلك قال الإمام علي بن المديني رحمه الله"
:ما قام أحد بالإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قام أحمد بنحنبل! قيل: يا أبا الحسن، ولا أبو بكر الصديق؟!
. قال : إن أبا بكر الصديق كان له أصحاب وأعوان، وأحمد بن حنبل لم يكن له أعوان ولا أصحاب"
أخرجه ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد \ 149,
وعندمايقل الأعوان، ويقل الناصر فلا شك أن من يثبت حينئذٍ ويضرب المثل للآخر ينب ثباته ويكون معلماً وعلماً ورايةً مرفوعةً في خضم
الباطل له شأن عند ربه،وهذا يذكرنا أيها الأحبة بأن نثبت على ديننا مهما كثرت الفتن، وأن نستمسك بما نعرفه من الحق،
مهما كثر الأعداء، وأن لا يكون لكلامهم وهم يزبدون ويتهددون،
ويتواعدون ويتفاخرون، عند ذلك لا بد أن يُري المسلم ربه من نفسه خيرا،
وأنما يعظم سوق النفاق
وينجم كل ما قويت شوكة أعداء الإسلام وقل سلطان أهل الخير،
ولذلك فإن البقاء على الحق، والدعوة إليه وبيان الأحكام الشرعية والذب عن هذا الدين وإزالة الشبهات وتنبيه العامة
لا شك أن في هذه الحال الأجر عظيم لمن قام به، كل ما صعبت المهمة كل ما زاد الشرف، كلمازادت التحديات كلما عظم الأجر،
وهكذا فإن وفاء المسلم لدينه واستمساكه بالحق الذي جاءه من ربه،
يثبته
ولو ضل أكثر الناس، ومن الأدعية العظيمة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يرددها:
"يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"
,الله مثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة،
اللهم اجعلنا من السالكين سبيل الحق، المدافعين عنه الحاملين لرايته، أحينا مسلمين وتوفنامؤمنين والحقنا بالصالحين، أقول قولي هذا
واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
.
الخطبة الثانية :
الحمدلله، أشهد أن لا إله إلا الله، وسبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله،وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله،
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين،اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد، اللهم بارك عليه كما باركت على
آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن أصحابه الكرام،
الأئمة النبلاء، والسادة العظماء، وعن تابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .
عباد لله، وعندما تضطرب الأخبار والأحوال،
فإن المؤمن يعلم أن من الموازين
ما ذكره ربه في كتابه
:"وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ"النساء: 83,
فإذاجاء هؤلاء المنافقين أو ضعفاء الخبرة والبصيرة من المسلمين،
أمر وشأن منالأمن والبشائر أو الخوف والشر أذاعوا به وأفشوه،
وتحدثوا به ولاكته ألسنتهم وخاضوا فيه،
"وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ"النساء:
83صلَّ الله عليه وسلم
"وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ"النساء: 83،
من أصحاب العلم والرأي والعقل والخبرة والشورى الذين لا يتأثرون بالإشاعات والدعاوى، لعلمه وفهمه وعرفه على حقيقته
وأدرك انه، الذين يستنبطونه منهم والذين يقدرون على
استخراج الحق ومعرفته من خلال غيوم الضلالة والظلمة المتراكمة .
عبادالله، ويكون اللجوء إلى أهل العلم وإلى أهل
البصيرة في مثل هذه الأحوال منأسباب الثبات على الدين،
مهما قلوا، ولا بد أن يوجد قائم لله بالحجة ولايخلو الزمان من هذا
، فقد يكون واحداً أو أكثر، ولذلك فإن المسلم لا
يعدم لوبحث من يبين الحق للناس، ولا يكتمه كما أمر الله سبحانه وتعالى، نعم لقدأخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم
عن حالٍ يكون فيها اعتزال الناس هوالمتعّين،
وقال
:"يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ: غَنَمٌ؛ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ-رُءُوس الْجِبَال-،وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ -
الْمَوَاضِع الَّتِي يَسْتَقِرّ فِيهَا الْمَطَر كَالْأَوْدِيَةِ-يَفِرُّ بِدِينِهِ-أَيْ بِسَبَبِ حِفْظه-مِنْ الْفِتَنِ"البخاري,فمن خاف على نفسه الفتن انعزل،
ولكن هذا يكون في آخر الزمان، في وقت الغربة المستحكمة، ولسنا ولله الحمد في حالٍ في هذا،
وقد تمر ببعض المسلمين في بعض المجتمعات أشياء وأحوال تشبه هذا الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم،
ولكن عندما يكون لأهل الإسلام قيام، وعندما يكون لهم اجتماع، وعندما يكون فيهم من يحمل الحق، وعندما يكون
ليقم الذين لا تلهيهم تجارةولا بيع عن ذكر الله .
فيقومون وهم قليل ، ثم يحاسب الله سائر الخلائق "
رواه النسائي وابن أبيحاتم .
أسباب الثبات على الحق في زمن الفتن
وحينمايرى المؤمن ما يحل بالناس من الإغراق في الماديات والانشغال بالملهيات،وأنواع الترفيه والألعاب والسياحات،
وهكذا هذه الآلات والأجهزة المسيطرةعلى
الحواس من السمع والبصر والفؤاد،
فإنه في هذه الحالة يعود إلى ربه وهو يريد الأجر والثواب ليكون من الأقلين،
"وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ"الأنعام: 116,
أيهاالمسلمون يا عباد الله، كثير من أهل الإسلام أو من أولادنا يعيشون وهم محاطون بأنواع
من الشهوات والشبهات في أماكن مختلفة في الداخل والخارج،ويرى الإنسان نفسه غريبا، وخصوصاً إذا توجهت
إليه سهام الانتقاد ممن حوله وهو يرى نظرات الاستنكار وهم يدعونه : كن معنا، ولكن في الشر فهو يأبى،
ولايستجيب لجاذبياتهم ونداءاتهم وإغراءاتهم، ويقاوم هذا كله ولو كان من حوله في بعدٍ عن الدين، فإنه في هذه الحالة يعظم
أجره عند ربه وترتفع منزلته عندالله سبحانه وتعالى، فيستفيد أيما فائدة، إذا بلغت القلوب الحناجر، وخرجت العيون من المحاجر،
وحشر الناس إلى الله فإن الذين عبدوا لله في
أوقات الفتن والذين تمسكوا بدين الله لما عصى الناس فإنهم في حالٍ من الفخروالأجر والثواب والإكرام والتكريم عند رب العالمين، وحق لهم أن يفخروا بذلك في ذلك اليوم عندما ينادون بفخرٍ
"هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ"
الحاقة : 19-20
,وعندمايقل الناصر والمعين، ولا تكاد ترى من يبين الحكم الشرعي، أو من ينكرالمنكر الحاصل فإن الأجر يعظم،
ولذلك قال الإمام علي بن المديني رحمه الله"
:ما قام أحد بالإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قام أحمد بنحنبل! قيل: يا أبا الحسن، ولا أبو بكر الصديق؟!
. قال : إن أبا بكر الصديق كان له أصحاب وأعوان، وأحمد بن حنبل لم يكن له أعوان ولا أصحاب"
أخرجه ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد \ 149,
وعندمايقل الأعوان، ويقل الناصر فلا شك أن من يثبت حينئذٍ ويضرب المثل للآخر ينب ثباته ويكون معلماً وعلماً ورايةً مرفوعةً في خضم
الباطل له شأن عند ربه،وهذا يذكرنا أيها الأحبة بأن نثبت على ديننا مهما كثرت الفتن، وأن نستمسك بما نعرفه من الحق،
مهما كثر الأعداء، وأن لا يكون لكلامهم وهم يزبدون ويتهددون،
ويتواعدون ويتفاخرون، عند ذلك لا بد أن يُري المسلم ربه من نفسه خيرا،
وأنما يعظم سوق النفاق
وينجم كل ما قويت شوكة أعداء الإسلام وقل سلطان أهل الخير،
ولذلك فإن البقاء على الحق، والدعوة إليه وبيان الأحكام الشرعية والذب عن هذا الدين وإزالة الشبهات وتنبيه العامة
لا شك أن في هذه الحال الأجر عظيم لمن قام به، كل ما صعبت المهمة كل ما زاد الشرف، كلمازادت التحديات كلما عظم الأجر،
وهكذا فإن وفاء المسلم لدينه واستمساكه بالحق الذي جاءه من ربه،
يثبته
ولو ضل أكثر الناس، ومن الأدعية العظيمة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يرددها:
"يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"
,الله مثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة،
اللهم اجعلنا من السالكين سبيل الحق، المدافعين عنه الحاملين لرايته، أحينا مسلمين وتوفنامؤمنين والحقنا بالصالحين، أقول قولي هذا
واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
.
الخطبة الثانية :
الحمدلله، أشهد أن لا إله إلا الله، وسبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله،وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله،
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين،اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد، اللهم بارك عليه كما باركت على
آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن أصحابه الكرام،
الأئمة النبلاء، والسادة العظماء، وعن تابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .
عباد لله، وعندما تضطرب الأخبار والأحوال،
فإن المؤمن يعلم أن من الموازين
ما ذكره ربه في كتابه
:"وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ"النساء: 83,
فإذاجاء هؤلاء المنافقين أو ضعفاء الخبرة والبصيرة من المسلمين،
أمر وشأن منالأمن والبشائر أو الخوف والشر أذاعوا به وأفشوه،
وتحدثوا به ولاكته ألسنتهم وخاضوا فيه،
"وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ"النساء:
83صلَّ الله عليه وسلم
"وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ"النساء: 83،
من أصحاب العلم والرأي والعقل والخبرة والشورى الذين لا يتأثرون بالإشاعات والدعاوى، لعلمه وفهمه وعرفه على حقيقته
وأدرك انه، الذين يستنبطونه منهم والذين يقدرون على
استخراج الحق ومعرفته من خلال غيوم الضلالة والظلمة المتراكمة .
عبادالله، ويكون اللجوء إلى أهل العلم وإلى أهل
البصيرة في مثل هذه الأحوال منأسباب الثبات على الدين،
مهما قلوا، ولا بد أن يوجد قائم لله بالحجة ولايخلو الزمان من هذا
، فقد يكون واحداً أو أكثر، ولذلك فإن المسلم لا
يعدم لوبحث من يبين الحق للناس، ولا يكتمه كما أمر الله سبحانه وتعالى، نعم لقدأخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم
عن حالٍ يكون فيها اعتزال الناس هوالمتعّين،
وقال
:"يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ: غَنَمٌ؛ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ-رُءُوس الْجِبَال-،وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ -
الْمَوَاضِع الَّتِي يَسْتَقِرّ فِيهَا الْمَطَر كَالْأَوْدِيَةِ-يَفِرُّ بِدِينِهِ-أَيْ بِسَبَبِ حِفْظه-مِنْ الْفِتَنِ"البخاري,فمن خاف على نفسه الفتن انعزل،
ولكن هذا يكون في آخر الزمان، في وقت الغربة المستحكمة، ولسنا ولله الحمد في حالٍ في هذا،
وقد تمر ببعض المسلمين في بعض المجتمعات أشياء وأحوال تشبه هذا الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم،
ولكن عندما يكون لأهل الإسلام قيام، وعندما يكون لهم اجتماع، وعندما يكون فيهم من يحمل الحق، وعندما يكون
من يبين لهم الطريق فإن اعتصام هؤلاء بحبل الله وبقائهم متواصين على دين الله هو الذي يجب,
"وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌاطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ"الحج: 11،
فيستدل بحصول النعمة الدنيوية له من ثراء أو ولد أو منصب ونحو ذلك من متاع الدنيا، يستدل به على صحة وجهته وموقفه،
ومعلوم أن البهرجة التياستعان بها فرعون في وقته قد
حققها أهل الباطل اليوم من خلال زيفهم الذي يروجونه في هذه الوسائل، ويبثونه في هذا الفضاء، فهذا السحر الجديد الذي يراد
به اخفاء الحق واظهار الباطل، والترويج للباطل بكافة الوسائل حاصل وقائم،
ولذلك على المسلم أن لا ينخدع
ويأخذ سريعاً بما يروج له وإنما يرجع إلى أهل العلم لاكتشاف الحقيقة.
العاقبة للمتقين
والله سبحانه وتعالى يداول الأيام بين الناس، ولو فكر المسلم فيمن حوله لوجد خيراً كثيرا،
فإنه يوجد ولله الحمد في هذه الأرض كثيرون على دين الله،وعلى التوحيد وعلى السنة
وعلى منهج أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،يعرفون الحق ويميزونه من الباطل، يعرفون السنة ويميزونها من البدع
، يثبتون في أمر الله تعالى، ويؤدون العبادات كما أمر الله ولو اضطربت أحوال الناس،وكذلك يوجد ولله الحمد أنصار للحق
يعلنونه ويبينونه، وأنت ترى في كثير من التعليقات على الشبكات وأشرطة القنوات من ينصر دين الله،
ومن يكون مع الحق،ستكتب شهادتهم وينالون بها الأجر عند رب العالمين، ولو كثرت أقلام أهل الباطل وصاروا أكثر وأشهر وأقوى
في الظاهر، فإن العبرة والبقاء لأهل الحق،
والله تعالى وعد بأن العاقبة للمتقين، وأنه سبحانه وتعالى ينصر حزبه ولوبعد حين،
وهذه الفتن التي تمر بالمسلمين وهذا النقص الذي يرونه قد دخل عليهم، وهذا التسلط لأهل الباطل والرواج لباطلهم،
وهذا الاستعلان به لدرجةالوقاحة،
وهذا النوع من الهيمنة التي يحس بها أهل الحق لأهل الباطل لا تدوم أ بدا، وقد جرت سنة الله بذلك،
والله أحكم وأرحم من أن يجعل الجولة لأهل الباطل دائما،
والمتأمل في نصوص الكتاب العزيز يجد ذلك ويجد أن القضية مداولة،
ودفع الله الناس بعضهم ببعض،
وأن الله يبتلي وأنه يمحّص، وأنه يميزبين الخبيث والطيب،
"فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ"الرعد : 17،
وما يراه الناس على السطح ظاهراً زبد وجفاء لا بدأن يذهب،
وعما قريبٍ لابدأن يضمحل، لأنه لا يصح إلا الصحيح ولا يحق إلا الحق،
وقد اقتضت حكمة الله عز وجل
أن يمر أهل الحق في مددٍ من الضعف، وأحيانٍ من تسلط أهل الباطل، وذلك
"وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ"الحديد: 25,
ويظهرهذا العلم في الواقع، وإلا فإنه سبحانه وتعالى
يعلم هذا من قبل، وقد قدّرالمقادير وخلق الخلائق وكتب في اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة،
لو تأملنا
يا عباد لله ذلك الحديث الصحيح الذي أخرجه أهل الحديث في كتبهم
عن النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم الإمام الترمذي رحمه الله،
أنه عليه الصلاة والسلام خرج على أصحابه يوماً وفي يده كتابان، في يمينه كتاب وفي شماله كتاب،
فأخبرهم عن الكتاب الذي في يمينه، أن هذا كتاب من الله، من أينجاء؟ الله أعلم، كيف جاء ؟ الله أعلم؟
كتاب من الله فيه أسماء أهل الجنة،وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أُجمل عن آخرهم، فواعجباً كتاب بيد النبي عليه الصلاة والسلام
فيه أسماء أهل الجنة من الأولين والآخرين،
الأسماء الكاملةبالأنساب وكذلك مختوم لا يزاد فيه ولا ينقص،
أُجمل على آخرهم فأخبرهم أن هذا الكتاب من الله، وأن الكتاب الآخر الذي بشماله كتاب من الله أيضاً فيها أسماء أهل النار،
وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أُجمل عن آخرهم،
ومعلوم كثرة أهل النار، يا آدم أخرج بعث النار، فيخرج من كل من ألف تسع مائة وتسعوتسعون أو من كل مائة تسع وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة، فكل هذه الأسماء لأهل النار
كانت في ذلك الكتاب، فالناس لما رأوا هذا قالوا للنبي عليه الصلاة والسلام : ففيم العمل ؟
إذا كانت المسألة قد فُرغ منها فلماذانعمل ؟ فأخبرهم النبي عليهالصلاة والسلام"كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ",
وأن الله جعل للجنة أهلاً فييسرهم لعمل أهل الجنة، وجعل للنار أهلاًفييسرهم لعمل أهل النار، وبحسب ما يختم على
الإنسان ما يختم للإنسان منعمله يكون مصيره، ثم نبذهما يعني إلى عالم الغيب، واختفى الكتابان، إلى أين ذهبا ؟ الله أعلم.
فإذاً الأسماء قد كتبت ودونت وقضي بالحق وفرغ من الأمر ومُيّز
أهل الجنة من أهل النار وبقي علينا العمل .
اللهم إنا نسألك أن توفقنا لما تحب وترضى، اللهم وفقنا لما يرضيك،
اللهم اجعلنا فيما يرضيك، اللهم اجعل سعينا مشكورا،
وذنبنا مغفورا، يا رب العالمين،
اللهم اغفر لنا أجمعين، وتول أمرنا واقض ديننا وفرّج كربنا،اللهم إنا نسألك أن تقضي ديوننا،
وتشفي مرضانا وترحم موتانا وتستر عيوبنا،اللهم وسع لنا في دورنا، وبارك لنا في أرزاقنا، اللهم ارزقنا الصحة
والعفووالعافية والعفة يا رب العالمين، نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات، اجعلناعليك متوكلين وإليك منيبين تائبين ولك
ذاكرين شاكرين، أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، أصلح نياتنا وذرياتنا،
وهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين،واجعلنا للمتقين إماما،
"اجْعَلْنِي مُقِيمَالصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ * رَبَّنَااغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ"إبراهيم:40-41
,اللهم ارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، وقوي على الحق عزائمنا، اللهم اجعلنا بهدي نبيك مستمسكين،
اللهم إنا نسألك في هذه الساعة أن تنصر الإسلام وأهله يا رب العالمين،
وأن تكسر أهل الشرك والنفاق والكفر إنك على كل شيء قدير،
اللهم عليك باليهود اللهم عليك باليهود، اللهم طهر المسجد الأقصى من دنسهم، واجعل نصرنا عليهم عاجلاً غير آجلٍ يا رب العالمين
،
اللهم إنا نسألك الفرج لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، سبحان ربك رب العزة عما يصفون،
وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.
"وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌاطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ"الحج: 11،
فيستدل بحصول النعمة الدنيوية له من ثراء أو ولد أو منصب ونحو ذلك من متاع الدنيا، يستدل به على صحة وجهته وموقفه،
ومعلوم أن البهرجة التياستعان بها فرعون في وقته قد
حققها أهل الباطل اليوم من خلال زيفهم الذي يروجونه في هذه الوسائل، ويبثونه في هذا الفضاء، فهذا السحر الجديد الذي يراد
به اخفاء الحق واظهار الباطل، والترويج للباطل بكافة الوسائل حاصل وقائم،
ولذلك على المسلم أن لا ينخدع
ويأخذ سريعاً بما يروج له وإنما يرجع إلى أهل العلم لاكتشاف الحقيقة.
العاقبة للمتقين
والله سبحانه وتعالى يداول الأيام بين الناس، ولو فكر المسلم فيمن حوله لوجد خيراً كثيرا،
فإنه يوجد ولله الحمد في هذه الأرض كثيرون على دين الله،وعلى التوحيد وعلى السنة
وعلى منهج أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،يعرفون الحق ويميزونه من الباطل، يعرفون السنة ويميزونها من البدع
، يثبتون في أمر الله تعالى، ويؤدون العبادات كما أمر الله ولو اضطربت أحوال الناس،وكذلك يوجد ولله الحمد أنصار للحق
يعلنونه ويبينونه، وأنت ترى في كثير من التعليقات على الشبكات وأشرطة القنوات من ينصر دين الله،
ومن يكون مع الحق،ستكتب شهادتهم وينالون بها الأجر عند رب العالمين، ولو كثرت أقلام أهل الباطل وصاروا أكثر وأشهر وأقوى
في الظاهر، فإن العبرة والبقاء لأهل الحق،
والله تعالى وعد بأن العاقبة للمتقين، وأنه سبحانه وتعالى ينصر حزبه ولوبعد حين،
وهذه الفتن التي تمر بالمسلمين وهذا النقص الذي يرونه قد دخل عليهم، وهذا التسلط لأهل الباطل والرواج لباطلهم،
وهذا الاستعلان به لدرجةالوقاحة،
وهذا النوع من الهيمنة التي يحس بها أهل الحق لأهل الباطل لا تدوم أ بدا، وقد جرت سنة الله بذلك،
والله أحكم وأرحم من أن يجعل الجولة لأهل الباطل دائما،
والمتأمل في نصوص الكتاب العزيز يجد ذلك ويجد أن القضية مداولة،
ودفع الله الناس بعضهم ببعض،
وأن الله يبتلي وأنه يمحّص، وأنه يميزبين الخبيث والطيب،
"فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ"الرعد : 17،
وما يراه الناس على السطح ظاهراً زبد وجفاء لا بدأن يذهب،
وعما قريبٍ لابدأن يضمحل، لأنه لا يصح إلا الصحيح ولا يحق إلا الحق،
وقد اقتضت حكمة الله عز وجل
أن يمر أهل الحق في مددٍ من الضعف، وأحيانٍ من تسلط أهل الباطل، وذلك
"وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ"الحديد: 25,
ويظهرهذا العلم في الواقع، وإلا فإنه سبحانه وتعالى
يعلم هذا من قبل، وقد قدّرالمقادير وخلق الخلائق وكتب في اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة،
لو تأملنا
يا عباد لله ذلك الحديث الصحيح الذي أخرجه أهل الحديث في كتبهم
عن النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم الإمام الترمذي رحمه الله،
أنه عليه الصلاة والسلام خرج على أصحابه يوماً وفي يده كتابان، في يمينه كتاب وفي شماله كتاب،
فأخبرهم عن الكتاب الذي في يمينه، أن هذا كتاب من الله، من أينجاء؟ الله أعلم، كيف جاء ؟ الله أعلم؟
كتاب من الله فيه أسماء أهل الجنة،وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أُجمل عن آخرهم، فواعجباً كتاب بيد النبي عليه الصلاة والسلام
فيه أسماء أهل الجنة من الأولين والآخرين،
الأسماء الكاملةبالأنساب وكذلك مختوم لا يزاد فيه ولا ينقص،
أُجمل على آخرهم فأخبرهم أن هذا الكتاب من الله، وأن الكتاب الآخر الذي بشماله كتاب من الله أيضاً فيها أسماء أهل النار،
وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أُجمل عن آخرهم،
ومعلوم كثرة أهل النار، يا آدم أخرج بعث النار، فيخرج من كل من ألف تسع مائة وتسعوتسعون أو من كل مائة تسع وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة، فكل هذه الأسماء لأهل النار
كانت في ذلك الكتاب، فالناس لما رأوا هذا قالوا للنبي عليه الصلاة والسلام : ففيم العمل ؟
إذا كانت المسألة قد فُرغ منها فلماذانعمل ؟ فأخبرهم النبي عليهالصلاة والسلام"كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ",
وأن الله جعل للجنة أهلاً فييسرهم لعمل أهل الجنة، وجعل للنار أهلاًفييسرهم لعمل أهل النار، وبحسب ما يختم على
الإنسان ما يختم للإنسان منعمله يكون مصيره، ثم نبذهما يعني إلى عالم الغيب، واختفى الكتابان، إلى أين ذهبا ؟ الله أعلم.
فإذاً الأسماء قد كتبت ودونت وقضي بالحق وفرغ من الأمر ومُيّز
أهل الجنة من أهل النار وبقي علينا العمل .
اللهم إنا نسألك أن توفقنا لما تحب وترضى، اللهم وفقنا لما يرضيك،
اللهم اجعلنا فيما يرضيك، اللهم اجعل سعينا مشكورا،
وذنبنا مغفورا، يا رب العالمين،
اللهم اغفر لنا أجمعين، وتول أمرنا واقض ديننا وفرّج كربنا،اللهم إنا نسألك أن تقضي ديوننا،
وتشفي مرضانا وترحم موتانا وتستر عيوبنا،اللهم وسع لنا في دورنا، وبارك لنا في أرزاقنا، اللهم ارزقنا الصحة
والعفووالعافية والعفة يا رب العالمين، نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات، اجعلناعليك متوكلين وإليك منيبين تائبين ولك
ذاكرين شاكرين، أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، أصلح نياتنا وذرياتنا،
وهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين،واجعلنا للمتقين إماما،
"اجْعَلْنِي مُقِيمَالصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ * رَبَّنَااغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ"إبراهيم:40-41
,اللهم ارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، وقوي على الحق عزائمنا، اللهم اجعلنا بهدي نبيك مستمسكين،
اللهم إنا نسألك في هذه الساعة أن تنصر الإسلام وأهله يا رب العالمين،
وأن تكسر أهل الشرك والنفاق والكفر إنك على كل شيء قدير،
اللهم عليك باليهود اللهم عليك باليهود، اللهم طهر المسجد الأقصى من دنسهم، واجعل نصرنا عليهم عاجلاً غير آجلٍ يا رب العالمين
،
اللهم إنا نسألك الفرج لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، سبحان ربك رب العزة عما يصفون،
وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.
تعليق