تفريغ محاضرة التأثر والتفاعل
لفضيلة الشيخ محمد صالح المنجد
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له، و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له و( أشهد أن محمدا عبده ورسوله)..
في وسط هذه الجاهلية التي يعيشها المسلمون اليوم ضاعت هوية الشخصية الإسلامية و انعدمت ميّزاتها إلا من رحم ربي عز وجل ، و البحث عن سمات الشخصية الإسلامية ، من الأمور المطلوبة لكل مسلم يريد أن يسير إلى ربه على نور من الله في صراط مستقيم.
و للشخصية الإسلامية - أيها الإخوة- سمات بارزة و علامات مميزة، و نحن في هذه الخطبة سنتعرض لواحد من سمات هذه الشخصية.
إن الشخصية المسلمة سريعة التأثر و الانفعال مع أدلة القرآن و السنة ، سريعة التأثر مع المواقف التي جاء في القرآن و السنة ذكر لها ، سريعة التأثر و الانفعال إذا ما حدث خطأ من الأخطاء ،سريعة التأثر و الانفعال إذا ما وقع المسلم في ذنب من الذنوب ، سريعة التأثر و الانفعال عند رؤية أحوال المسلمين ، سريعة التأثر و الانفعال لمواعظ الله و رسوله، و نحن اليوم نذكر أمثلة لهذا التأثر و الانفعال في عصر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تلك الشخصيات التي ربّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم على منهج الله ، فمشت بخطى ثابتة مستقيمة على منهج الله ورسوله .
نذكر هذه الأمثلة في وقت تبلد فيه إحساسات المسلمين ، و انعدم التأثر و الانفعال لكثير من المواقف التي ينبغي أن يقف المسلم حيالها وقفة التأثر و الانفعال الدافعة إلى العمل لا عند حدود البكاء و ذرف العين فقط .
كان أول تأثر صحابة رسول الله عليه السلام أول ما تأثروا عندما عرض عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعوة عندما عرض عليهم نصوص القرآن و نصوص السنة ، و لذلك كانت الصفوة المختارة عندما تسمع كلام الله تتأثر مباشرة فترقّ القلوب و تدخل تلك النفوس في دين الله.
و هذه الأحاديث التي سأتلوها الآن هي في الصحيحين أو أحدهما ، عن ابن عباس أن ضِمَادًا قدم مكة فقيل لضماد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مجنون أو دخل فيه جن أو مصاب بمرض ،و كان هذا الرجل طبيبا يداوي الناس من الأمراض ، فقال:" لعل الله يشفيه على يدي " فلما جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ عليه صلى الله عليه وسلم هذه الكلمات الجامعات : " إن الحمد لله نحمده و نستعينه من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله أما بعد:.." فقال ضماد : أعد كلماتك هؤلاء..
فأعادهن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات ، فقال : " لقد سمعت قول الكهنة و قول السحرة و قول الشعراء فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء ، و لقد بلغنا ناعوت البحر (يعني وسط البحر و عمق البحر من شدة تأثيرهم ) و قال : هات يدك أبايعك فبايعه ثم قال له عليه السلام : " و على قومك " قال : و على قومي.
يذهب إليهم داعية إلى الله ، أيها الإخوة تأثر هذا الصحابي من أي شيء؟ من أي شيء تأثر ؟ ما هي الكل الكلمات التي نقلته من ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام ؟
إنها كلمات جامعات لكنها وجدت في قلبه مكانا فتأثر لها ، فدخل في دين الله اعتنق الإسلام بعد الكفر .
عتاة اليوم من الكفرة و المرتدين المتسمين بالإسلام الذين يتسمون بالإسلام لو عُرضت عليهم مثل هذه الكلمات يا ترى هل سيستجيبون و يتأثرون أدنى تأثر؟
و عند سماع المواعظ كانت نفوس صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت ترقّ رقة عجيبة لكلمات يسمعونها من رسول الله على المنبر مثلا :
عن أنس رضي الله عنه قال : " خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط ، قال : " لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا ( لو تعلمون ما أعلم من عذاب الله و تفاصيل العذاب كيف يعذب أهل النار و كيف يُحرَّقون ، لو تعلمون ما أعلم من أهوال المحشر و من شدة الحساب لو تعلمون ما أعلم من عظمة الصراط و شدة المشي عليه و الكلاليب التي تتخطف الناس فيهوون في جهنم ، لو تعلمون ما أعلم –يقول عليه الصلاة و السلام – لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا "
الرسول صلى الله عليه وسلم رأى بعينه أراه الله جهنم بعينه رأى بعينه ،ما اطلع على هذا من الصحابة أحد فقال لهم هذه الكلمات التي يعبر بها عما رآه : " لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا" .. ماذا فعل الصحابة ؟
هل قالوا ما دمنا لم نر ما رآه عليه السلام فلم نتأثر كما تأثر ؟ لا
هذه الكلمة دفعتهم إلى التأثر حالا فقال أنس رضي الله عنه:" فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم لهم خنين" .. لهم خنين ذلك الأزيز ..الصوت الذي يرتفع من الصدر بالبكاء ،:" فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم لهم خنين".. لهم خنين صوت يتأزز من الصدر من البكاء لهذه الكلمة التي أخبرهم بها عليه السلام.
يا إخواني عندما نسمع المواعظ اليوم هل نتأثر لها كما كان صحابة رسول الله يتأثرون ؟ هل نغطي وجوهنا كما غطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم؟
هل تنخنق العبرات و تُذرَف الدموع و تخرج الأصوات كالأزيز يغلي به المرجل من الصدور للتأثر من هذه المواعظ ؟
لقد تبلدت إحساساتنا و الله ،إن على قلوبنا غلافا سميكا لا تنفذ من خلاله آيات الله و أحاديث رسوله في المواعظ ، يجب أن نرقق هذه القلوب أيها الإخوة بشتى أنواع المرققات حتى نصل إلى الدرجة التي إذا سمعنا فيها المواعظ تأثرنا.
كان أصحاب رسول الله إذا سمع أحدهم دعاء طيّبا و لو على ميت ولو لميت تأثر به .
صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم على لجنازة فحفظت من دعائه –يقول الراوي – و هو يقول : " اللهم اغفر له وارحمه و عافه واعف عنه و أكرم نزله و أوسع مدخله ، و اغسله بالماء و الثلج والبرد ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس و أبدله دارا خيرا من داره و أهلا خيرا من أهله و زوجا خيرا من زوجه ، و أدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر أو من عذاب النار"
ماذا قال الصحابي لما سمع هذه الدعوات، هي لميت مات ، ماذا قال الصحابي؟ :" حتى تمنيت أن أكون ذلك الميت " تمنيت أنا ...يقول الصحابي :" تمنيت أن أكون ذلك الميت " لماذا تمنى أن يكون ذلك الميت؟ لأنه تأثر أيها الإخوة من هذه الأدعية التي دعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك الميت.
يتأثرون حتى من الدعاء ولو لميت يتمنى أن يكون مكانه ، لهذه الأدعية التي دعا بها عليه الصلاة و السلام.
الصحابة رضوان الله عليهم كثير منهم كانوا فقراء لا يملكون شيئا خصوصا في بداية الدعوة ، عندما يسمع الصحابة الأوامر التي تحث على أفعال الخير وهم لا يملكون شيئا ،عندما يسمعون الأحاديث تحث على الصدقة لا يملكون دنانير يتصدقون بها كيف كانوا يتصدقون؟
كان تأثرهم يا إخواني من الأحاديث و هذه الكلمات التي تحث على الصدقة تحملهم على فعل أمر عجيب حتى يدركوها.
ماذا كانوا يفعلون ؟
قال الصحابي : أُمِرْنا بالصدقة ، قال : كنَّا نحامل .. كنا نحامل يعني يؤجِّر أحدنا نفسه لرجل عنده متاعا ليحمله له ، فإذا حمله له أخذ أجرة التحميل فتصدق بها .
ما عنده دنانير ماذا يفعل؟ يذهب يؤجر نفسه فيحمل هذه الأحمال، يأخذ أجرة التحميل فيتصدق بها .
أناس تأثروا من هذه الأحاديث التي تدفع إلى الصدقة ما عندهم شيء هكذا كانوا يفعلون.
و إذا اعتدى أحدهم على مسلم ضعفت نفسه في موقف ، عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال في حديث طويل يرويه الإمام مسلم منه : " و كانت لي جارية ترعى غنما لي قِبَل أحد فاطلعت ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمها ،(عدى الذئب على شاة فأخذها )و أنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون لكني صككتها صكة (ضربها بكفه على صفحة وجهها ، تأثر كيف يذهب الذئب بغنمة بشاة كيف يذهب بها؟ أين أنتِ أين حراستكِ أين رعايتكِ للغنم؟ تأثر فضربها بيده على صفحة وجهها) ماذا كان موقف الصحابي لما أخطأ ؟ لما أخطأ في حق هذه المرأة المسلمة " فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لينظر ماذا علي؟
هذه الضربة كما أثرت في وجه المرأة أثرت في نفس الضارب أثّرت في نفسه.." فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظّم ذلك علي (كيف تفعل هذا الفعل كيف تضرب على الوجه كيف تضرب أصلا؟) ماذا فعل الصحابي عندما عظم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر ، قلت يا رسول الله أفلا أعتقها ؟ (أيهما أغلى الشاة أم المرأة الراعية الأمة عند الرجل ؟ الأمة عند الرجل أغلى و فائدتها عنده عظيمة لكن لما تأثر ما صار عنده مانع أن يعتقها ) قال : أفلا أعتقها ؟ قال ائتني بها ، فأتيته بها فقال لها : أين الله ؟ فقالت : في السماء ، قال: من أنا؟ قالت : أنت رسول الله، قال : اعتقها فإنها مؤمنة ."
كثير من المسلمين اليوم يعتدون بالضرب على إخوانهم المسلمين الآخرين المستضعفين من الخدم و حتى إخوانهم الصغار ، ياترى هل إذا أخطؤوا يتأثرون مثلما تأثر هذا الصحابي؟
هل إذا أخطأوا تنطلق منهم كلمات الأسف حتى؟.. الأسف .. التأسف الاعتذار، أم أن أحدهم تأخذه العزة بالإثم فيرفض أن يتفوه بكلمة واحدة يعتذر بها عما فعله ؟
الصحابة حتى النساء كانوا يتأثرون إذا خافوا أن تفوتهم الطاعة يتأثرون ..
عن جابر بن عبد الله قال (في الحديث الطويل في الحج ) :" ثم أهللنا يوم التروية ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة فوجدها تبكي فقال : "ما شأنك؟" قالت : شأني قد حضت و قد حل الناس و لم أحلل و لم أطف بالبيت " و الناس يذهبون إلى الحج الآن .. الناس يذهبون إلى الحج .. أنا لا أستطيع أن أذهب أنا حائض.. هذا الحيض خوف فوات العبادة ، خوف فوات موسم الحج موسم الفضل العظيم .
عائشة رضي الله عنها تبكي في بيتها تخاف أن يفوتها هذا الموسم ،ماذا تفعل؟ حاضت لا تعلم الحكم ، فبكت .. بكت ..بكت تأثرا خوفا من فوات الطاعة فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بكلمات المربي الذي يعالج الحرج في نفوس أتباعه ، قال لها :" إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم فاغتسلي ثم أهلي بالحج " أعطاها الحكم فرّج الهم الذي كان بها.
خافت عائشة ..اليوم أيها الإخوة كم من مواسم الطاعة تفوتنا صغيرها و كبيرها؟ تفوتنا مواسم الطاعة هل نحدث أي نوع من الأسف؟ هل نبكي على فوات صلاة الجماعة ؟
و عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعاتب أصحابه على الخطأ كانوا يتأثرون من المعاتبة أشد التأثر لدرجة عظيمة.
عن أسامة بن زيد –ر ضي الله عنهما – قال : " بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فصبّحنا الحروقات من جهيلة (قوم من الكفار ) فأدركت رجلا فلما رفع أسامة عليه السيف قال : لا إله إلا الله فطعتنه (أسامة يظن أن الرجل قال لا إله إلا الله اتقاء السيف فقال: ما تنفعك فطعنه فقتله ) فوقع في نفسي من ذلك (هذا الفرق أيها الإخوة بين كثير من المسلمين اليوم و بين الصحابة ) فوقع في نفسي من ذلك "
كانوا إذا صار لهم أمر شك أنه خطأ يأتي فورا و يعاتب نفسه إذا ظن أن في الأمر شيء ، الناس اليوم تمر عليهم أمور متأكَّد من تحريمها و لا يحدث في نفسهم شيء مطلقا ، وقع في نفسه شيء ربما أنه أخطأ ماذا يعمل؟ إلى المرجع مباشرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال لا إله إلا الله و قتلته؟"!قال : "قلت : يا رسول الله إنما قالها خوفا من السلاح ، قال : أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا " (أقالها خوفا من السلاح أم لشيء آخر ) فمازال يكرر ذلك " و في رواية :" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أقتلته ؟ قال : نعم ، قال : فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة ، فيقول أسامة : يا رسول الله استغفر لي ، قال : فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟ فيقول أسامة : يارسول الله استغفر لي ، فجعل لا يزيده على : فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟".
ماذا حدث أيها الإخوة في هذا الموقف؟ لما عاتبه على خطئه ووبخه توبيخا شديدا و ذكره بالحساب ماذا تمنى الصحابي ماذا قال ؟ ما هي الكلمات التي عبر بها عن الحرج العظيم في نفسه ، قال: " فما زال يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ " تمنيت أني ما دخلت في الإسلام إلا بعد هذه الجريمة لأن الإسلام يجب ّما كان قبله .. تمنيت أني ما أسلمت إلا في ذلك اليوم لأنه عظم عليه الإثم جدا .
اليوم كثير من المجرمين يفعلون جرائم متعددة و كبائر كبيرة جدا لو سمعوا و عُظِّم ذلك عليهم و قُرِّعوا على أفعالهم، و أقيمت عليهم الأدلة على شناعة ما فعلوا ماذا يحدث؟ ماذا يحدث لديهم من التأثر أي تأثر يحدث في نفوسهم؟
فرق أيها الإخوة هذه النفسيات اختلفت ، الناس نفوسهم اختلفت تماما
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ، اللهم و اجعلنا من أهل العزة و البصيرة من الذين يتأثرون إذا تليت عليهم آيات الله و تزيدهم إيمانا و أستغفر الله لي و لكم .
الحمد لله الذي لا إله إلا هو و لم يتخذ صاحبة و لا ولدا ، و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له ولي من الذل و أكبره تكبيرا ،و أشهد أن محمدا عبد الله ورسوله بلغ الرسالة و أدى الأمانة ووعظ الأمة فأثّر فيها ، وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله و سلامه عليه .
و عندما تقام الحجة على أناس ممن أخطؤوا في تصوراتهم و تقام الحجة على أهل الشبهات كانوا يرجعون و كانوا يفيئون حتى أهل البدع منهم ، من أراد الله به خيرا كان يتأثّر من كلام الصحابة ، ورجوع ثمانية آلاف من الخوارج لما بيّن لهم ابن عباس رضي الله عنه الحجة دليل على هذا .
وروى مسلم رحمه الله عن يزيد الفقير قال :"كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج فخرجنا في عصابة ذوي عددٍ نريد أن نحج ّثم نخرج على الناس هذا هو منطوق الخوارج و مفهوم الخوارج :" نريد أن نحجّ (نأتي بالعبادة ) ثم نخرج على الناس (بالسيف و نقتل المؤمن و الصالح و المسلم ) هذا المنطق الأعوج " قال فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يحدّث القوم جالسٌ على على سارية فإذا هو قد ذكر الجهنميين ، قال :" فقلت له يا صاحب رسول الله ما هذا الذي تحدثون
٠
لأن الجهنميين قوم يخرجون من النار بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فما هذا الذي تقولون؟
قال : "أتقرأ القرآن ؟ قلت: نعم ، قال : فهل سمعت بمقام محمد عليه السلام الذي يبعثه الله فيه ؟ (المقام المحمود) ، قلت : نعم ، قال : فإنه مقام محمد المحمود الذي يخرج الله به من يخرِج (يعني من النار) قال: ثم نعت وضع الصراط و مرّ الناس عليه .. إلى أن قال : فرجعنا فقلنا : ويحكم أترون الشيخ يكذب على رسول الله ؟" فرجعنا عن رأينا الفاسد و رجعنا عن تلك المصيبة العظيمة التي وقعنا فيها فلا و الله ما خرجنا منا غير رجل واحد."أو كما قال أبو نُعيم.
فإذن كان هؤلاء إذا أقيمت عليهم الحجة و أزيلت الشبهة من أراد الله به الخير منهم كانوا يرجعون و كثير منهم رجعوا الأكثرية رجعوا .
اليوم المسلمين ..اليوم هؤلاء من ينتسبون إلى الإسلام من أصحاب الشبهات لو أقيمت عليهم الحجة هل يرجعون؟
الأكثرية رجعوا في عهد الصحابة .. اليوم القلّة جدا قلّة جدا هي التي ترجع و تتأثر من الحجة عندما تقام عليها.
عندما تسمع يا أخي الحجة أقيمت عليك ماذا يبقى لك بعد ذلك؟ و عندما كانت المرأة تجهل شخصية الرسول صلى الله عليه و سلم ثم تعرف تلك الشخصية و قد أخطأت في حقها كانت تتأثر تأثرا عظيما .
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة تبكي على صبي لها فقال لها:" اتق الله و اصبري" فقالت : و ما تبالي في مصيبتي ؟ فلما ذهب قيل لها إنه رسول الله ما كانت تعلم أنه رسول الله ، فألقت كلمة : " و ما تبالي في مصيبتي ؟" فلما ذهب قيل لها إنه رسول الله فأخذها مثل الموت .. كيف تكون علامات الميّت؟ من الاصفرار و الذبول ،هذه العلامات أخذت المرأة ..أخذها مثل الموت.؟لماذا أخذها مثل الموت ؟ لأنها عرفت هذه الكلمة العظيمة أمام من ألقتها ، استعظمت الكلمة التي ألقتها.
اليوم تقول للنّاس شيئا فيستهزئون به و يُنكرونه فإذا قلت َلهم يا جماعة هذا حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا يحدث لهم؟
هل يتأسفون ؟ هل يأخذهم مثل الموت أو أدنى مكن ذلك إذا عرفوا كلام من الذي استهزؤوا به .
و لا نقول أيها الإخوة إن التأثر يقتصر على الحزن وذَرف الدموع فقط، بل كان تأثرهم في أحيان فرحا.. يتأثرون من الفرحة ، و الحديث الصحيح لما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فرح الناس بقدمه فرحا عظيما حتى جعلت الولائد و الإماء يقلن :" جاء رسول الله ..جاء رسول الله .."
جاء المربي جاء المعلم جاء صاحب الوحي الذي سيقول لهم مباشرة وحي الله عز وجل فرحوا بمجيء المعلم فرحوا بمجيء الواعظ .
اليوم الناس في مجالسهم لو جاءهم واعظ أو معلّم هل يفرحون بمقدمه هل يفرحون بمجيئه هل تشتعل أنفسهم سرورا و غبطة و يقولون في أنفسهم الحمد لله جاء من يرشدنا و يعلّمنا أم أنهم تعلو وجوههم قترة و غبرة و يتوارون من المجلس من سوء ما رأوا و يريدون اللهو .
إذن أيها الإخوة الانفعال من سمات الشخصية الإسلامية ، هذا الإحساس المرهف .. هذه النفسية الرقيقة التي تتأثر لأدنى المواقف و أدنى الكلمات .
حال إخواننا المسلمين اليوم في العالم يرثى له من التشريد و التقتيل و السجن و المجاعات و أنواع الأوبئة و الأمراض و الاضطهاد ،و أحوال الأقليات الإسلامية في العالم من الذي يتأثر لها .؟
التأثر العملي أيّها الإخوة الذي يؤدي إلى الدعم و إلى الإنفاق في سبيل الله أشياء و أمور كثيرة جدا .
نسأل الله سبحانه و تعالى بأسمائه الحسنى أن يجعلنا و إياكم ممن يتأثرون بالوحي وممن يندفعون بهذا التأثر إلى أعمال البر و أعمال الخير بجميع أنواعها
و صلوا على نبيكم صلى الله عليه وسلم فإن الله تعالى أخبر بأن من صلى عليه فإنه عز وجل يصلي عليه بتلك الصلاة عشر مرات و أخبر عليه السلام أن من صلى عليه في يوم الجمعة و ليلة الجمعة فله أجر عظيم ، فصلوا عليه أيها الإخوة سائر هذا اليوم و قوموا ...
قال : "أتقرأ القرآن ؟ قلت: نعم ، قال : فهل سمعت بمقام محمد عليه السلام الذي يبعثه الله فيه ؟ (المقام المحمود) ، قلت : نعم ، قال : فإنه مقام محمد المحمود الذي يخرج الله به من يخرِج (يعني من النار) قال: ثم نعت وضع الصراط و مرّ الناس عليه .. إلى أن قال : فرجعنا فقلنا : ويحكم أترون الشيخ يكذب على رسول الله ؟" فرجعنا عن رأينا الفاسد و رجعنا عن تلك المصيبة العظيمة التي وقعنا فيها فلا و الله ما خرجنا منا غير رجل واحد."أو كما قال أبو نُعيم.
فإذن كان هؤلاء إذا أقيمت عليهم الحجة و أزيلت الشبهة من أراد الله به الخير منهم كانوا يرجعون و كثير منهم رجعوا الأكثرية رجعوا .
اليوم المسلمين ..اليوم هؤلاء من ينتسبون إلى الإسلام من أصحاب الشبهات لو أقيمت عليهم الحجة هل يرجعون؟
الأكثرية رجعوا في عهد الصحابة .. اليوم القلّة جدا قلّة جدا هي التي ترجع و تتأثر من الحجة عندما تقام عليها.
عندما تسمع يا أخي الحجة أقيمت عليك ماذا يبقى لك بعد ذلك؟ و عندما كانت المرأة تجهل شخصية الرسول صلى الله عليه و سلم ثم تعرف تلك الشخصية و قد أخطأت في حقها كانت تتأثر تأثرا عظيما .
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة تبكي على صبي لها فقال لها:" اتق الله و اصبري" فقالت : و ما تبالي في مصيبتي ؟ فلما ذهب قيل لها إنه رسول الله ما كانت تعلم أنه رسول الله ، فألقت كلمة : " و ما تبالي في مصيبتي ؟" فلما ذهب قيل لها إنه رسول الله فأخذها مثل الموت .. كيف تكون علامات الميّت؟ من الاصفرار و الذبول ،هذه العلامات أخذت المرأة ..أخذها مثل الموت.؟لماذا أخذها مثل الموت ؟ لأنها عرفت هذه الكلمة العظيمة أمام من ألقتها ، استعظمت الكلمة التي ألقتها.
اليوم تقول للنّاس شيئا فيستهزئون به و يُنكرونه فإذا قلت َلهم يا جماعة هذا حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا يحدث لهم؟
هل يتأسفون ؟ هل يأخذهم مثل الموت أو أدنى مكن ذلك إذا عرفوا كلام من الذي استهزؤوا به .
و لا نقول أيها الإخوة إن التأثر يقتصر على الحزن وذَرف الدموع فقط، بل كان تأثرهم في أحيان فرحا.. يتأثرون من الفرحة ، و الحديث الصحيح لما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فرح الناس بقدمه فرحا عظيما حتى جعلت الولائد و الإماء يقلن :" جاء رسول الله ..جاء رسول الله .."
جاء المربي جاء المعلم جاء صاحب الوحي الذي سيقول لهم مباشرة وحي الله عز وجل فرحوا بمجيء المعلم فرحوا بمجيء الواعظ .
اليوم الناس في مجالسهم لو جاءهم واعظ أو معلّم هل يفرحون بمقدمه هل يفرحون بمجيئه هل تشتعل أنفسهم سرورا و غبطة و يقولون في أنفسهم الحمد لله جاء من يرشدنا و يعلّمنا أم أنهم تعلو وجوههم قترة و غبرة و يتوارون من المجلس من سوء ما رأوا و يريدون اللهو .
إذن أيها الإخوة الانفعال من سمات الشخصية الإسلامية ، هذا الإحساس المرهف .. هذه النفسية الرقيقة التي تتأثر لأدنى المواقف و أدنى الكلمات .
حال إخواننا المسلمين اليوم في العالم يرثى له من التشريد و التقتيل و السجن و المجاعات و أنواع الأوبئة و الأمراض و الاضطهاد ،و أحوال الأقليات الإسلامية في العالم من الذي يتأثر لها .؟
التأثر العملي أيّها الإخوة الذي يؤدي إلى الدعم و إلى الإنفاق في سبيل الله أشياء و أمور كثيرة جدا .
نسأل الله سبحانه و تعالى بأسمائه الحسنى أن يجعلنا و إياكم ممن يتأثرون بالوحي وممن يندفعون بهذا التأثر إلى أعمال البر و أعمال الخير بجميع أنواعها
و صلوا على نبيكم صلى الله عليه وسلم فإن الله تعالى أخبر بأن من صلى عليه فإنه عز وجل يصلي عليه بتلك الصلاة عشر مرات و أخبر عليه السلام أن من صلى عليه في يوم الجمعة و ليلة الجمعة فله أجر عظيم ، فصلوا عليه أيها الإخوة سائر هذا اليوم و قوموا ...
تعليق