تفريغ محاضرة ( تمييع المحرمات ) لفضيلة الشيخ محمد صالح المنجد
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ، أما بعد : فقد قال الله سبحانه و تعالى موصيا عباده المؤمنين من قبلنا كما يوصينا نحن من بعدهم : "خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ "الاعراف:171. أي بجد و اجتهاد، أقبلوا على ما افترضناه عليكم فاعملوا به و اجتهدوا في أدائه من غير تقصير و لا توان ، خذوا الكتاب بقوة ، .. "خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ " يعني أوامر الله و شرائعه فإنه لا رخاوة فيها ولا تميع و لا تقبلوا أنصاف الحلول و لا الهزل إنه عهدة في حق المؤمن و جنبه و" إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ" سورة الطارق 13-14.. عهد في عنقه لله تعالى ، فهو جد و حق و لا سبيل للروغان عنه ولو كانت التكاليف فيها مشقة فلا بد من القيام بها للمؤمن الجاد ، لا بد أن يدرك المسلم أن التزامه بهذا الدين و استقامته عليه توديع لحياة الدعة و الرخاء و الرخاوه" إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا"سورة المزمل:5." يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا"مريم:12. بجد و اجتهاد ، علم و حفظ و عمل و التزام بالأوامر وكف عن المنهيات ,امر إلهى جليل.
لقد مدح الله المؤمنين بقوله"وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ"الاعراف:170. هذه الكلمة العجيبة " يمسّكون " فيها معنى التكرير للتمسك و التكثير للتمسك بكتاب الله تعالى و بدينه و لذلك مدحهم ، و هذه الصيغة تصور مدلولا مهما فيه القبض على الكتاب بقوة و جد و صرامة ، تؤخذ التشريعات باستمساك جاد و تقوم الشعائر بكل الإخلاص و الإتقان إنها عبادة تصلح القلوب ، إنها شرائع تطبق دون احتيال على النصوص ، إن الاحتيال الذي كان يصنعه أهل الكتاب ينافي تماما الجد و التمسك و الأخذ بقوة الذي أوصوا به فخالفوا" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً"البقره:208. يعني في الإسلام اعملوا بجميع شرائعه، تمسكوا بجميع عراه، هاتوا ما كلفتم به فنفذوا جميع شرائع الدين ، " ادخلوا في السلم كافة" لا تتركوا منه شيئا ليس هناك ربع إسلام و لا نصف مسلم و لا ثلاثة أرباع، يجب أن يكون التمسك بهذا الدين كليا بحسب القدرة و الاستطاعة البشرية ، و لا يكون المسلم ممن اتخذ إلهه هواه ، فإن رأى الأمر وافق هواه فعله ، فإن خالف هواه تركه ، كلا بل الواجب أن يكون الهوى تبعا للدين و ليس الدين تبعا للهوى ، فيفعل كل ما يقدر عليه من الخير و يترك كل شيء من الشر ، ربما يقع المسلم في ذنب و معصية ، و هذه طبيعة النفس الأمارة بالسوء ، النفس اللوامة ، النفس البشرية التي تخطئ لكنها تلوم نفسها فتنتقل من نفس أمارة بالسوء إلى نفس لوامة عند حصول الذنب ، لو كان البشر لا يذنبون لأتى الله بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم ،" وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ"آل عمران:135. إذن المعصية متوقعة و الذنب ممكن حصوله جدا و لكن ما هو الحل؟
إذا حصل بعدما عرفنا القاعدة في الاجتهاد في ألا يحصل و الاستمرار على الأوامر الإلهية ، قال تعالى" وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ"آل عمران:135. فإذا ذكروا هيبته و بطشه و عقابه و عظمته و ناره و ما في اليوم الآخر استغفروا لذنوبهم" وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ"آل عمران:135. و من الناس من إذا عصى الله أو أراد أمرا محرما ذهب يبحث عن المبررات و الترخيصات ، يريد المشاغبة على الشرع و الاعتراض على نصوصه، لا يحب أن يسمع شيئا يكرهه ، فهو يريد تسهيلات و تنزيلات فهو يريد مراوغات و تطمينات فهو يريد حيل و أشياء يسكن بها ذلك الضمير الذي يؤنبه قال ابن القيم رحمه الله:
"و الله تعالى إنما يغفر للعبد إذا كان وقوع الذنب منه على وجه غلبة الشهوة و قوة الطبيعة فيواقع الذنب مع كراهته له ، من غير إصرار في نفسه ، فهذا لو وقع الذنب فهو يلوم نفسه و يخشى و يخاف وهو مضطرب فهذا ترجى له مغفرة الله و صفحه و عفوه لعلمه تعالى بضعفه و غلبة شهوته له ، و أنه يرى كل وقت ما لا صبر عليه ، فهو إذا واقع الذنب واقعه مواقعة ذليل خاضع لربه خائف مختلج في صدره شهوة النفس للذنب و كراهة الإيمان له."
يعني هناك صراع عندما يعصي في نفسه صراع ، فهو يجيب داعي النفس تارة و داعي الإيمان تاراتهذا الإنسان يمكن أن يتوب و يستغفر فيمن الله عليه أما من بني أمره على أنه لا يقف عن ذنب و لا يدع لله شهوة ، يواقع المعاصي و هو فرح مسرور يضحك ظهرا لبطن إذا ظفر بالذنب فهذا الذي يخاف عليه ألا يوفق إلى التوبة و يحال بينه و بينها ، و قال رحمه الله"الفرح بالمعصية دليل على شدة الرغبة فيها و الجهل بقدر من عصاه و الجهل بسوء عاقبتها و عظيم خطرها ، ففرحه بها غطى عليه ذلك كله ، و فرحه بها أشد ضررا عليه من مواقعتها ، و المؤمن لا تتم له لذة بمعصية أبدا ، ولا يكمل بها فرحته ، بل لا يباشرها إذا باشرها إلا و الحزن مخالط قلبه ، و لكن سكر الشهوة حجبه عن الشعور به و من خلي قلبه من هذا الحزن و اشتدت غبطته وسروره فليتهم إيمانه و ليبك على موت قلبه فإنه لو كان حيا لأحزنه ارتكابه للذنب و غاظه ، و صعب عليه و لا يحس القلب فإذا لم يحس القلب لم يكن هناك صراع في النفس لم يتكدر من المعصية لم يحدث له تأنيب ضمير هذا وضع خطير جدا يدل على موت القلب ، فإذن لو قال إنسان المؤمن يعصي لقلنا نعم لكن هناك فرق بين معصيته و معصية الفاجر ، المؤمن لو عصى لا يعصي إلا بصعوبة ، المؤمن لو عصى فهو يعصي تحت اضطراب و زلزلة نفسية ، يعصي و في نفسه صرع ، يعصي وهو يعرف حكم الذنب أنه التحريم يعصي وهو يعلم ويوقن و يقر بأنه يعصي ، أما الفاجر فهو يفرح بالمعصية فتسكن نفسه إليها و لا يعاني من صراعات عند مواقعتها ، بل يقبل عليها مستسلما لها مطمئنا لهذه المعصية ، و هذا فرق عظيم جدا ومهم للغاية ."
يها الإخوة و لذلك ترى (السابر ) في غيه يعبر جسرا و يسافر و يقطع بحرا أو برا ليصل إلى معصية فيواقعها فجرا و فجورا و هكذا تخطيط و تنفيذ متتابع و توالي للمعاصي و اجتراء على الله ، و عدم مبالاة مطلقا بالرب و لا بالذنب و لذلك فإن على المؤمن أن يستعظم ذنبه و لا يستهين به و أن يكبره في نفسه ، فيعظم و يشعر بتقصيره و حقارة هذه النفس ، و يشمئز كيف وقع في هذه المعصية؟ يقرف من نفسه إذا قع في المعصية ، و بقدر إيمان المرء و تعظيمه لله تعظم المصيبة في نفسه و تكبر عند خطيئته ،فهو لا يقول هذه صغيرة أو كبيرة ، كم سيئة فيها كالمستهين كلا"الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ"آل عمران:16-17. استغفروا ربهم في الوقت الذي رأوا أنه أقرب للإجابة .
إن استعظام الذنب ينتج عنه الاستغفار و التوبة و البكاء و الندم و الإلحاح على الله بالدعاء و سؤاله التخليص من الشؤم و الوبال و ما يلبث أن يولد دافعا قويا يمكن صاحبه من الانتصار على نفسه والسيطرة على هواه ، فالواجب على المؤمن أن يعظم أوامر الله و أن يعظم معاصيه فلا يتهاون بشيء منها مهما بدا له صغيرا ، لأنه يعلم أن نبيه صلى الله عليه وسلم قال"إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه "و هو يعلم أن عائشة قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا عائشة إياك و محقرات الذنوب فإن لها طالبا "(يعني ملكا مكلفا بكتابتها وعرضها على الله يوم الدين) وهو يعلم بأن الشيطان رضي منكم بما تحقرون كما أخبر عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح ، و هو يعظم شعائر الله لأنه يعلم بأن الله قال"ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ"الحج:32. وهو يعيش بنفسية الخائف ، إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه ، هذا بخلاف المنافق الفاجر المستهين ، الذي يرى ذنوبه مهما كبرت و عظمت و كثرت كذباب مرّ على أنفه فقال به هكذا فطار ، لأن العملية سهلة في نفسه ، المؤمن خواف تواب رجاع تقي بر إنه أواب إلى الله سبحانه و تعالى ، إذن لا بد أن يكون عظيم الخوف من الله في كل ذنب مهما كان ، لا بد أن يكون في نفسه وجل .
كان الصحابة يخوفون من معهم من هذه الأمور التافهة التي يراها بعض الناس تافهة ، فقال أنس : " إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر ، إن كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات" رواه البخاري.
لماذا تتغير النظرة إلى الذنب؟
بحسب الإيمان الذي في النفس ، أدق بمعنى أنهم يشعرون بأنها هينة
"وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ"النور:15. قال أبو أيوب : " إن الرجل ليعمل الحسنة فيثق بها و ينسى المحقرات فيلقى الله و قد أحاطت به، و إن الرجل ليعمل السيئة فلا يزال منها مشفقا حتى يلقى الله آمنا" ، و قيل أن حذيفة قال : " إن كان الرجل ليتكلم بالكلمة على تعهد النبي صلى الله عليه وسلم فيصير بها منافقا ، و إني لأسمعها من أحدكم اليوم في المجلس عشر مرات "
و لذلك كان السابقون الأولون المهاجرون الكبار كأبي بكر و عمر يمسك لسانه فيقول :" هذا الذي أوردني المهالك" عمر لأنه رأى أنه اعترض على النبي عليه الصلاة و السلم في غزوة الحديبية مع أن دافعه الغيرة الدينية وعدم الرضا بالهوان كما كان يظن ، مع ذلك قال عن هذا الموقف :" فعملت لذلك أعمالا " وفي رواية :" ما زلت أتصدق و أصوم و أصلي و أعتق من الذي صنعت يومئذ" و هكذا يقول عبد الله بن عمرو بن العاص مصورا نفس المؤمن إذا واقع الذنب :" لنفس المؤمن أشد ارتكاضا من المعصية من الخطيئة من العصفور حين يُكذب به ، فإذ كنت ممسكا فأطلقته فكيف يكون شراده عنك"
الإصرار أن يعمل الرجل الذنب فيحتقره ، الإصرار الذي يحول المعصية مهما كانت صغيرة إلى كبيرة ، استقلال العبد المعصية جرأة على الله و جهل بقدره و جهل بحقه و إذا كانت بهذا فهي مبارزة لله ، دخلت امرأة النار في هرة و العبد يتكلم الكلمة بسخط الله يهوي بها في جهنم سبعين خريفا .
طرد إبليس من رحمة الله إلى الأبد بترك سجدة ، و أخرج آدم من الجنة بلقمة ،و أمر الله تعالى بقتل الزاني المحصن قتلا شنيعا بشهوة ساعة و أمر بإيساع الظهر سياطا ثمانين جلدة بكلمة قذف أو قطرة مسكر ، و قطع العضو من مفصل الكف بثلاثة دراهم فلا تأمنه أن يحبسك في النار بمعصية واحدة و لا يخاف عقباها.
التفريط التهاون:
خل الذنوب صغيرها و كبيرها فهو التقى
واصنع كماش فوق أرض الشوك بحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
إن قضية المساومة على أمور الدين خيانة عظمى و جريمة كبرى لأنه لا يمكن التنازل عن أي قضية إسلامية شرعية ، لا بد أن نحافظ على الدين ما أوذينا إلا من التهاون ،هذه صورة و هذه أغنية و هذه نظرة و هذه كلمة غيبة يسيرة، و هكذا وقعنا و هكذا استدرجنا إبليس"مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا"نوح:13. قالها نوح لقومه، لماذا لا تعاملونه معاملة التوقير و العظمة و الهيبة، لماذا؟ مالكم لا تعظمونه؟أول مراتب تعظيم الله تعظيم أمره و نهيه، إذا قلت أنا معظم للرب فماذا يعني كلامك هذا؟يعني بالضرورة و التبع و اللزوم تعظيم أمره و نهيه و الانقياد لذلك، الاستسلام لما شرع ومن هنا نعلم أيها الإخوة أن الروغان و التلاعب الذي يقع اليوم من الكثيرين في الأمور الشرعية عندما يقول البعض هذه صغيرة ، هذه ليست من أركان الإسلام ، لا تهولوا الموضوع ، فيها خلاف ، فيع بعضهم قال إنها جائزة ..
ثم تسمى الأشياء المحرمة بغير اسمها و هذه قضية خطيرة جدا ينبهنا عليها النبي صلى الله عليه وسلم بل و أخبرنا عنها و أخبر بأنها ستقع في هذه الأمة فقال في الحديث الصحيح الذي رواه ابن ماجة : " ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رؤوسهم بالمعازف و المغنيات يخسف الله بهم الأرض و يجعل منهم القردة و الخنازير" ، إذن المسخ واقع في هذه الأمة ، فلو لم تسمع به من قبل فسيقع و لو بعد حين لأنه خبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم يسمونها بغير اسمها : كحول ، مشروبات روحية ، و نحو ذلك من الأسماء التي تغير عمدا أو تقال باللغة الأجنبية تخفيفا في وطء سماعها على النفس.
تغير الأحكام ، تغير الأسماء لو كتبنا على خنزير أنه خروف بجميع اللغات و تفننا في الكتابة تفننا بسائر الخطوط و قلنا عن الخنزير خروف فهل يتحول فعلا إلى خروف أو يبقى خنزيرا؟
هنا في هذا الزمان تغير الأسماء فيقال عن التحليل نكاح و زواج المتعة نكاح و هو زنى ، و يقال عن الربا فوائد، عوائد استثمارية ، كلفة القرض ، سندات الخزينة، إعادة جدولة الديون ، شهادات استثمارية ، القيمة الزمنية للقرض ، ضريبة الـتأخير ، غرامة تأخير إلى آخر ذلك من الأسماء التي لا تنتهي من قبل عباد الهوى، سموها باسمها كونوا شجعانا ولو قليلا ،قولوا ربا لماذا اللف و الدوران؟ لماذا؟
ثم يقال عن الكفر و الردة عن الدين إنه حرية رأي ، حرية فكر هو كفر فيقال حرية فكر ، و يسمى الميسر و القمار يا نصيب و أحيانا يا نصيب الخير و تأمين ، و نحو ذلك و هو ميسر ، قمار حرام تسمى الدعوة إلى الفاحشةو مواقعتها و تهيئة الأجواء لها و توفر الخمور و المنتجعات و غير ذلك من أماكن البغاء سياحة !
فتح بيوت الدعارة و الفساد و التحلل تسمى ترفيه مدن ترفيهية، منتجعات سياحية ماذا يوجد فيها؟
زنى ..خمر..و هكذا ، تماثيل ذوات الأرواح الملعون من فعلها و من نحتها و من صورها و شكلها يقال له فنون جميلة !
رقص شرقي غربي فنان ، فنانون فنانة ، الباليه رياضة وهو رقصة فاجرة و معانقة محرمة من الراقص بالراقصة، و تسمى موالاة و الارتماء في أحضانهم حكمة و بع للنظر.
و هكذا يقال و يقال لسائر الأمور المحرمة أسماء غير التي سماها الله بها ، خداع لله و استهزاء بآياته، و تلاعب بحدوده و انحراف خطير ، و إنما أوتي هؤلاء من حيث استحلوا المحرمات بما ظنوه من انتفاء الاسم و لم يلتفتوا إلى وجود المعنى المحرم و ثبوته.
مثلما استحل اليهود بيع الشحوم بعد إذابتها قالوا هذه ليست شحوما ، واستحلوا الصيد يوم الأحد بعد أن نصبوا الشباك يوم الجمعة مع أن الحيتان وقعت في الحفائر و الشباك يوم السبت ، وقالوا : ما صدنا يوم السبت ، حيلة .. احتيالات ، ماهي النتيجة؟
مسخهم الله قردة و خنازير"أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا"النساء:47. و هكذا ينبغي اليقين بأن تغيير صدور المحرمات و أسمائها مع بقاء حقائقها لا يغير شيئا في الحقيقة بل إنه زيادة إثم و مفسدة لأنه يترتب عليه وهو عبارة عن مخادعة لله و رسوله فأضافوا إلى الذنب ذنبا آخر و هو المخادعة ، يخادعون الله كأنما يخادعون الصبيان لو أتوا الأمر على وجهه كان أهون .
عباد الله ينبغي أن نوضح الحقائق و الله عز وجل قد أخذ العهد على أهل العلم أن يبينوه للناس ولا يكتمونه.
و لا بد أن يعلم كل إنسان حقيقة الأمر و اسم المعصية و اسم المحرم و انطباق الاسم على المسمى حتى يحذر لأن المصيبة أن تغيير الأسماء يؤدي إلى انحراف متعاظم في الأجيال القادمة لأنهم يرون أشياء على غير الأسماء الموجودة في القرآن و السنة..
اللهم اجعلنا من المعظمين لأمرك يارب العالمين ، اللهم ارزقنا التقوى ، اللهم جنبنا الإثم و الفواحش ما ظهر منها و ما بطن يا رب العالمين ، و اجعلنا من الأخيار الأبرار الأتقياء الأنقياء إنك سميع الدعاء ، أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم و أو سعوا لإخوانكم يوسع الله لكم.
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له خالق الأنام و أشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين ، و على التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، عباد الله و نحن نودع عامنا هذا و نستقبل عاما جديدا اليوم يتذكر الإنسان المراحل التي تطوى من عمره و اقترابه من الدار الآخرة، يا ابن آدم إنما أنت أيام مجموعة فإذا ذهب يومك ذهب بعضك ، كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره؟ و شهره يهدم سنته و سنته تهدم عمره فكيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله؟ و تقوده حياته إلى موته؟
قال الفضيل لرجل كم أتت عليك؟ قال : ستون سنة ، قال : أنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ ، فقال الرجل : إنا لله و إنا إليه راجعون ، فقال الفضيل : أتعرف تفسيره؟ تقول إنا لله و إنا إليه راجعون..
فمن عرف أن لله تعهد و أنه إليه راجع فليعلم أنه موقوف و من علم أنه موقوف فليعلم أنه مسؤول و من علم أنه مسؤول فليعد للسؤال جوابا ، فقال الرجل : فما الحيلة؟ قال : يسيرة.قال : ماهي؟ قال: تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى فإن أنت أسأت فيما بقي أخذت بما مضى و بقي.
نسير إلى الآجال في كل لحظة *** و أيامنا تطوى و هن مراحل
و لم أر مثل الموت حقا كأنه*** إذا تخطته الأماني باطلذ
و ما أقبح التفريط في زمن الصبا *** فكيف به و الشيب للرأس شاعل
ترحّلْ من الدنيا بزاد من التقى *** فعمرك أيام وهن قلائل.
ماذا أودعنا في العام الماضي؟ و ماذا نستقبل به العام الجديد؟ الأيام شاهدة علينا ، مامن يوم ينشق فجره إلا و ينادي يا ابن آدم أنا خلق جديد و على عملك شهيد فتزود مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة."
فالله الله و المحاسبة المحاسبة و النظر في الأمور و التوبة مما حصل ، و تدارك ما فات و الإقلاع عن المعاصي و المراقبة و سؤال الله الثبات حتى الممات.
يعمد أصحاب الشركات في نهاية السنة المالية إلى جرد و مراجعة و تفتيش و تدقيق و يستعينون بالمكاتب المحاسبية و بغير ذلك من الخبراء ليقدموا كشوفات و يعلموا حال الميزانية التي يزنون بها الأمور و يقيسون الأرباح و الخسائر ليعلموا من أين أتوا ما هو سبب الخسائر و ما الأرباح التي فاتت؟ و كيف تعوض الأرباح؟ و ماهي التغييرات في سياسة الشركة؟ و كيف ستكون الخطة في العام المقبل ؟ إذا كان أهل الدنيا يفعلون ذلك فأهل الآخرة أولى به؟ من هذا يا عباد الله؟
و الأصل في المحاسبة قول الله تعالى و هو الدليل عليها"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ"الحشر:18. و لتنظر نفس ما قدمت لغد ..
لا يكون العبد تقيا حتى يحاسب نفسه كما يحاسب شريكه و هذا العام كلما جاءنا جديدا فهو نعمة من الله، من طال عمره و حسن عمله هذا خير الناس ، وأعذر الله إلى امرئ بلغ الستين و صاحب الأربعين عليه مسؤولية عظيمة ، و المكلف إذا بلغ فتحت صفحة سيئاته ،و لذلك فإن عد الذنوب مهم للعبد ، و لا يفرح الإنسان بأنه قد عمر و زاد عمره سنة
إننا نفرح بالأيام نقطعها *** و كل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا فإنما الربح و الخسران في العمل ،
ما هو الحل من التقصير الذي حصل؟ و عندما يقدم الإنسان لنفسه كشف حساب و جرده بما كان في الماضي و يستحضر المواقف المشينة و المعاصي الكثيرة ، و هكذا من التفريط مما يذكره و مما لا يذكره فلا يجد حلا و لا ملتجأ و لا ملاذا إلا في قول الله تعالى"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ"الزمر:53-55.
وقوله تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ"التحريم:8. توبة واجبة و التوبة من تأخير التوبة أيضا ، يفرح الله بالتوبة و يبدل السيئات حسنات ويمحو الذنب و يطهر قلب التائب و حياة هادئة مطمئنة.
"وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا"هود:3.يعني التوبة سبب للهدوء النفسي ، التوبة سبب للحياة الهانئة و للمعيشة الطيبة"يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ"هود:3.
التوبة سبب للرزق و القوة"فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا(10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا"نوح:10-12.
التوبة سبب الفلاح"فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ"القصص:67. إقلاع عن الذنب و عزم صادق على عدم العودة و ندم لا بد منه و إخلاص و الإسراع لتكون في زمن القبول قبل الغرغرة و رد المظالم إلى أهلها و مفارقة موضع المعصية و إتلاف ما يكون عنده من المحرمات.
ويقول الناس ما حكم التهنئة بالعام الجديد؟
و لم ترد سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا بل إن تحديد المحرم بداية للسنة الهجرية لم يكن إلا في عهد عمر رضي الله عنه ، و لذلك لم تعرف سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم و لا عن أصحابه بالتهنئة بالعام الجديد، و لذلك قال العلماء : التهنئة مباحة و ليست سنة و إنما مباحة.
و لذلك كان الإمام أحمد رحمه الله يقول في مثل هذا :" لا أبتدئ أحدا بالتهنئة فإن ابتدأني أحد أجبته لأن جواب التحية واجب ، و أما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمور بها و لا هو أيضا مما نهي عنه فإذن الخلاصة أن التهنئة مباحة و لكنها ليست سنة.
و دخلنا في شهر محرم و هو شهر الله العظيم الذي تدعونه المحرم، و الذي يستحب فيه الصيام و الإكثار منه " أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم "
شهر محرم حرام محرم"فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ"التوبه:36. و تكون المعصية فيه غير المعصية في الأشهر غير الحرم، لأن المعصية تتضاعف لأن المعصية تعظم في الزمن الفاضل و المكان الفاضل .
لفظ العام الهجري الفائت أنفاسه و لفظ أنفاسهم أعداد من المسلمين في بلدان كثيرة من العالم اضطهادا و ظلما قصا و تجويعا و حصارا و بغيا و إمطارا بالقذائف من فوقهم و تفجيرا للأرض من تحتهم و هدما لبيوتهم و تشريدا لأطفالهم و تجويعا لبطونهم و عريا لأجسادهم و خوفا و إزالة للأمن من نفوسهم .
و هكذا يعاني إخواننا في أرجاء الأرض، المؤمن يألم لأهل الإيمان كما يألم الرأس لما في الجسد، لا بد أن نتألم و التألم فيه أجر لأنه مشاركة لإخواننا و بالذات عندما نرى ما يحدث لهم اليوم على أيدي اليهود و النصارى و الهندوس أعداء المسلمين ، حرقوا الأحياء بما فيها من الأحياء، حرقوا الأحياء السكنية بما فيها من الأحياء الآدمية.
عباد الله أن تولد نحو من خمسة عشر امرأة مسلمة على حواجز التفتيش اليهودية التي تمنعهم من مواصلة الطريق إلى المستشفى و يموت أربعة من المواليد عند الحاجز و تلفظ امرأة أنفاسها و هي تذهب فيما نرجوه شهادة.
من تقتل بسبب تلك الولادة عند ذلك الحاجز الظالم و القصف طال المستشفيات و سيارات الإسعاف تصور أن يوجد مستشفى بغير طعام مستشفى رام الله اليوم لا يوجد فيه أطعمة و يحال بين الأطباء و الذهاب للمستشفى و استقبال الجرحى و هكذا تنقل بعد ذلك الأجساد إلى المستشفيات لا توجد فيها الدماء لأن الدماء قد نزفت في الشوارع و فتحات كبيرة في جدران الغرف و في سقوفها ، فأي شيء تؤوي من تلك الأجساد التي أنهكها الجوع و السهر لأنه لا نوم في ظل القصف و أصوات القذائف.
عباد الله لا يوفرون كبيرا و لا مسنا و لا طفلا و لا شيخا و لا امرأة و لا عجوزا و لا مدرسة و لا مستشفى إنه قصف شامل جرح الأشجار و حتى أعمدة الأنوار ملقاة في الشوراع جثث هامدة و هكذا أشجار الزيتون و تجريد الطرق و حرق كذا دونم من الأراضي الزراعية .
يتوالى بغي اليهود على إخواننا في أرض فلسطين كما يتوالى بغي النصارى على غيرهم و كذا الهندوس و المشركين.
و شيء من العزاء في تلك الصور من البطولات التي حصلت كما أسلفنا في ذلك فاعل الخير الذي قتل ببندقية قديمة عددا كبيرا من اليهود و جرح آخرين ثم مضى و لم يعرف من هو .
ثم يتقدم فتى مسلم فلسطيني فتى في السابعة عشرة من عمره لينازل اليهود برشاشه فيقتل خمسة و يجرح آخرين قبل أن يقتل فيما اعتبر مهزلة للجيش اليهودي و اعتبر كذلك طعنا في معنويات اليهود أن يستطيع فتى ملم في سبعة عشرة عاما أن يفعل تلك الفعلة ، فعندما صارت الجرأة في نفوسهم حمي الوطيس للقاء رأيت العمليات البطولية (احرص على الموت توهب لك الحياة) عندما صار المسلمون في وضع يؤهلهم لأن يهاجموا وزال حاجز الخوف و الجبن حتى دبابات ميركافا المحصنة الأقوى في العالم لم تصمد أمام هجمات المسلمين فطارت في الهواء و فيها الاحتراق بمن فيها الجنود، عند ذلك قدموا صورا عملية لما يمكن أن يكون عليه الجهاد في هذا الزمن مع عدم التكافؤ إطلاقا رشاشات مقابل دبابات ، عدم تكافؤ بين الفريقين .
عند ذلك يوقن المسلمون بأن الجهاد ممكن و أن هؤلاء العزل إذا قاموا بما تقض به مضاجع اليهود و خوفوهم حتى عادت شوارعهم خالية و مقاعيعم و مطاعمهم ليس فيها ما كان فيها مثل من قبل. و هكذا صارت محطات الحافلات و الخوف في اليهود ودمار اقتصادهم و ذهاب أرباحهم و ما حصل لهم"إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ"النساء:104.
و هكذا أيها الإخوة رأينا صورة واقعية تعني بأن جهاد القوم ممكن و أن قتالهم ممكن و أن المسألة تحتاج إلى إعداد"وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ"الانفال:60.
أيها الإخوة إننا نسأل الله سبحانه و تعالى في ساعتنا هذه في مسجده وبيته في هذا اليوم العظيم في هذا الشهر العظيم أن ينصر إخواننا المجاهدين وأن يخذل اليهود و النصارى و الهندوس و المشركين ، و أن يزلزلهم و يجعل بأسه عليهم اللهم مزق شملهم و شتت جمعهم، اللهم اجعل دائرة السوء عليهم اللهم أحصهم عددا و اقتلهم بددا و خالف بين نفوسهم و ألق الرعب في قلوبهم.
اللهم إنا نسألك أن تمنح المسلمين أكتافهم و أن تجعلهم و أموالهم غنيمة للمسلمين و أن تطهر بيت المقدس من رجس اليهود إنك على كل شيء قدير.
اللهم أوقظ في نفوسنا الحمية للجهاد ، و اجمع كلمة المسلمين على قتال الطغاة يا رب العالمين اللهم آمنا في أوطاننا و أصلح ذات بيننا و اهدنا سبل السلام و أخرجنا من الظلمات إلى النور إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر و الله يعلم ما تصنعون قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ، أما بعد : فقد قال الله سبحانه و تعالى موصيا عباده المؤمنين من قبلنا كما يوصينا نحن من بعدهم : "خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ "الاعراف:171. أي بجد و اجتهاد، أقبلوا على ما افترضناه عليكم فاعملوا به و اجتهدوا في أدائه من غير تقصير و لا توان ، خذوا الكتاب بقوة ، .. "خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ " يعني أوامر الله و شرائعه فإنه لا رخاوة فيها ولا تميع و لا تقبلوا أنصاف الحلول و لا الهزل إنه عهدة في حق المؤمن و جنبه و" إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ" سورة الطارق 13-14.. عهد في عنقه لله تعالى ، فهو جد و حق و لا سبيل للروغان عنه ولو كانت التكاليف فيها مشقة فلا بد من القيام بها للمؤمن الجاد ، لا بد أن يدرك المسلم أن التزامه بهذا الدين و استقامته عليه توديع لحياة الدعة و الرخاء و الرخاوه" إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا"سورة المزمل:5." يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا"مريم:12. بجد و اجتهاد ، علم و حفظ و عمل و التزام بالأوامر وكف عن المنهيات ,امر إلهى جليل.
لقد مدح الله المؤمنين بقوله"وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ"الاعراف:170. هذه الكلمة العجيبة " يمسّكون " فيها معنى التكرير للتمسك و التكثير للتمسك بكتاب الله تعالى و بدينه و لذلك مدحهم ، و هذه الصيغة تصور مدلولا مهما فيه القبض على الكتاب بقوة و جد و صرامة ، تؤخذ التشريعات باستمساك جاد و تقوم الشعائر بكل الإخلاص و الإتقان إنها عبادة تصلح القلوب ، إنها شرائع تطبق دون احتيال على النصوص ، إن الاحتيال الذي كان يصنعه أهل الكتاب ينافي تماما الجد و التمسك و الأخذ بقوة الذي أوصوا به فخالفوا" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً"البقره:208. يعني في الإسلام اعملوا بجميع شرائعه، تمسكوا بجميع عراه، هاتوا ما كلفتم به فنفذوا جميع شرائع الدين ، " ادخلوا في السلم كافة" لا تتركوا منه شيئا ليس هناك ربع إسلام و لا نصف مسلم و لا ثلاثة أرباع، يجب أن يكون التمسك بهذا الدين كليا بحسب القدرة و الاستطاعة البشرية ، و لا يكون المسلم ممن اتخذ إلهه هواه ، فإن رأى الأمر وافق هواه فعله ، فإن خالف هواه تركه ، كلا بل الواجب أن يكون الهوى تبعا للدين و ليس الدين تبعا للهوى ، فيفعل كل ما يقدر عليه من الخير و يترك كل شيء من الشر ، ربما يقع المسلم في ذنب و معصية ، و هذه طبيعة النفس الأمارة بالسوء ، النفس اللوامة ، النفس البشرية التي تخطئ لكنها تلوم نفسها فتنتقل من نفس أمارة بالسوء إلى نفس لوامة عند حصول الذنب ، لو كان البشر لا يذنبون لأتى الله بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم ،" وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ"آل عمران:135. إذن المعصية متوقعة و الذنب ممكن حصوله جدا و لكن ما هو الحل؟
إذا حصل بعدما عرفنا القاعدة في الاجتهاد في ألا يحصل و الاستمرار على الأوامر الإلهية ، قال تعالى" وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ"آل عمران:135. فإذا ذكروا هيبته و بطشه و عقابه و عظمته و ناره و ما في اليوم الآخر استغفروا لذنوبهم" وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ"آل عمران:135. و من الناس من إذا عصى الله أو أراد أمرا محرما ذهب يبحث عن المبررات و الترخيصات ، يريد المشاغبة على الشرع و الاعتراض على نصوصه، لا يحب أن يسمع شيئا يكرهه ، فهو يريد تسهيلات و تنزيلات فهو يريد مراوغات و تطمينات فهو يريد حيل و أشياء يسكن بها ذلك الضمير الذي يؤنبه قال ابن القيم رحمه الله:
"و الله تعالى إنما يغفر للعبد إذا كان وقوع الذنب منه على وجه غلبة الشهوة و قوة الطبيعة فيواقع الذنب مع كراهته له ، من غير إصرار في نفسه ، فهذا لو وقع الذنب فهو يلوم نفسه و يخشى و يخاف وهو مضطرب فهذا ترجى له مغفرة الله و صفحه و عفوه لعلمه تعالى بضعفه و غلبة شهوته له ، و أنه يرى كل وقت ما لا صبر عليه ، فهو إذا واقع الذنب واقعه مواقعة ذليل خاضع لربه خائف مختلج في صدره شهوة النفس للذنب و كراهة الإيمان له."
يعني هناك صراع عندما يعصي في نفسه صراع ، فهو يجيب داعي النفس تارة و داعي الإيمان تاراتهذا الإنسان يمكن أن يتوب و يستغفر فيمن الله عليه أما من بني أمره على أنه لا يقف عن ذنب و لا يدع لله شهوة ، يواقع المعاصي و هو فرح مسرور يضحك ظهرا لبطن إذا ظفر بالذنب فهذا الذي يخاف عليه ألا يوفق إلى التوبة و يحال بينه و بينها ، و قال رحمه الله"الفرح بالمعصية دليل على شدة الرغبة فيها و الجهل بقدر من عصاه و الجهل بسوء عاقبتها و عظيم خطرها ، ففرحه بها غطى عليه ذلك كله ، و فرحه بها أشد ضررا عليه من مواقعتها ، و المؤمن لا تتم له لذة بمعصية أبدا ، ولا يكمل بها فرحته ، بل لا يباشرها إذا باشرها إلا و الحزن مخالط قلبه ، و لكن سكر الشهوة حجبه عن الشعور به و من خلي قلبه من هذا الحزن و اشتدت غبطته وسروره فليتهم إيمانه و ليبك على موت قلبه فإنه لو كان حيا لأحزنه ارتكابه للذنب و غاظه ، و صعب عليه و لا يحس القلب فإذا لم يحس القلب لم يكن هناك صراع في النفس لم يتكدر من المعصية لم يحدث له تأنيب ضمير هذا وضع خطير جدا يدل على موت القلب ، فإذن لو قال إنسان المؤمن يعصي لقلنا نعم لكن هناك فرق بين معصيته و معصية الفاجر ، المؤمن لو عصى لا يعصي إلا بصعوبة ، المؤمن لو عصى فهو يعصي تحت اضطراب و زلزلة نفسية ، يعصي و في نفسه صرع ، يعصي وهو يعرف حكم الذنب أنه التحريم يعصي وهو يعلم ويوقن و يقر بأنه يعصي ، أما الفاجر فهو يفرح بالمعصية فتسكن نفسه إليها و لا يعاني من صراعات عند مواقعتها ، بل يقبل عليها مستسلما لها مطمئنا لهذه المعصية ، و هذا فرق عظيم جدا ومهم للغاية ."
يها الإخوة و لذلك ترى (السابر ) في غيه يعبر جسرا و يسافر و يقطع بحرا أو برا ليصل إلى معصية فيواقعها فجرا و فجورا و هكذا تخطيط و تنفيذ متتابع و توالي للمعاصي و اجتراء على الله ، و عدم مبالاة مطلقا بالرب و لا بالذنب و لذلك فإن على المؤمن أن يستعظم ذنبه و لا يستهين به و أن يكبره في نفسه ، فيعظم و يشعر بتقصيره و حقارة هذه النفس ، و يشمئز كيف وقع في هذه المعصية؟ يقرف من نفسه إذا قع في المعصية ، و بقدر إيمان المرء و تعظيمه لله تعظم المصيبة في نفسه و تكبر عند خطيئته ،فهو لا يقول هذه صغيرة أو كبيرة ، كم سيئة فيها كالمستهين كلا"الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ"آل عمران:16-17. استغفروا ربهم في الوقت الذي رأوا أنه أقرب للإجابة .
إن استعظام الذنب ينتج عنه الاستغفار و التوبة و البكاء و الندم و الإلحاح على الله بالدعاء و سؤاله التخليص من الشؤم و الوبال و ما يلبث أن يولد دافعا قويا يمكن صاحبه من الانتصار على نفسه والسيطرة على هواه ، فالواجب على المؤمن أن يعظم أوامر الله و أن يعظم معاصيه فلا يتهاون بشيء منها مهما بدا له صغيرا ، لأنه يعلم أن نبيه صلى الله عليه وسلم قال"إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه "و هو يعلم أن عائشة قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا عائشة إياك و محقرات الذنوب فإن لها طالبا "(يعني ملكا مكلفا بكتابتها وعرضها على الله يوم الدين) وهو يعلم بأن الشيطان رضي منكم بما تحقرون كما أخبر عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح ، و هو يعظم شعائر الله لأنه يعلم بأن الله قال"ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ"الحج:32. وهو يعيش بنفسية الخائف ، إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه ، هذا بخلاف المنافق الفاجر المستهين ، الذي يرى ذنوبه مهما كبرت و عظمت و كثرت كذباب مرّ على أنفه فقال به هكذا فطار ، لأن العملية سهلة في نفسه ، المؤمن خواف تواب رجاع تقي بر إنه أواب إلى الله سبحانه و تعالى ، إذن لا بد أن يكون عظيم الخوف من الله في كل ذنب مهما كان ، لا بد أن يكون في نفسه وجل .
كان الصحابة يخوفون من معهم من هذه الأمور التافهة التي يراها بعض الناس تافهة ، فقال أنس : " إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر ، إن كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات" رواه البخاري.
لماذا تتغير النظرة إلى الذنب؟
بحسب الإيمان الذي في النفس ، أدق بمعنى أنهم يشعرون بأنها هينة
"وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ"النور:15. قال أبو أيوب : " إن الرجل ليعمل الحسنة فيثق بها و ينسى المحقرات فيلقى الله و قد أحاطت به، و إن الرجل ليعمل السيئة فلا يزال منها مشفقا حتى يلقى الله آمنا" ، و قيل أن حذيفة قال : " إن كان الرجل ليتكلم بالكلمة على تعهد النبي صلى الله عليه وسلم فيصير بها منافقا ، و إني لأسمعها من أحدكم اليوم في المجلس عشر مرات "
و لذلك كان السابقون الأولون المهاجرون الكبار كأبي بكر و عمر يمسك لسانه فيقول :" هذا الذي أوردني المهالك" عمر لأنه رأى أنه اعترض على النبي عليه الصلاة و السلم في غزوة الحديبية مع أن دافعه الغيرة الدينية وعدم الرضا بالهوان كما كان يظن ، مع ذلك قال عن هذا الموقف :" فعملت لذلك أعمالا " وفي رواية :" ما زلت أتصدق و أصوم و أصلي و أعتق من الذي صنعت يومئذ" و هكذا يقول عبد الله بن عمرو بن العاص مصورا نفس المؤمن إذا واقع الذنب :" لنفس المؤمن أشد ارتكاضا من المعصية من الخطيئة من العصفور حين يُكذب به ، فإذ كنت ممسكا فأطلقته فكيف يكون شراده عنك"
الإصرار أن يعمل الرجل الذنب فيحتقره ، الإصرار الذي يحول المعصية مهما كانت صغيرة إلى كبيرة ، استقلال العبد المعصية جرأة على الله و جهل بقدره و جهل بحقه و إذا كانت بهذا فهي مبارزة لله ، دخلت امرأة النار في هرة و العبد يتكلم الكلمة بسخط الله يهوي بها في جهنم سبعين خريفا .
طرد إبليس من رحمة الله إلى الأبد بترك سجدة ، و أخرج آدم من الجنة بلقمة ،و أمر الله تعالى بقتل الزاني المحصن قتلا شنيعا بشهوة ساعة و أمر بإيساع الظهر سياطا ثمانين جلدة بكلمة قذف أو قطرة مسكر ، و قطع العضو من مفصل الكف بثلاثة دراهم فلا تأمنه أن يحبسك في النار بمعصية واحدة و لا يخاف عقباها.
التفريط التهاون:
خل الذنوب صغيرها و كبيرها فهو التقى
واصنع كماش فوق أرض الشوك بحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
إن قضية المساومة على أمور الدين خيانة عظمى و جريمة كبرى لأنه لا يمكن التنازل عن أي قضية إسلامية شرعية ، لا بد أن نحافظ على الدين ما أوذينا إلا من التهاون ،هذه صورة و هذه أغنية و هذه نظرة و هذه كلمة غيبة يسيرة، و هكذا وقعنا و هكذا استدرجنا إبليس"مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا"نوح:13. قالها نوح لقومه، لماذا لا تعاملونه معاملة التوقير و العظمة و الهيبة، لماذا؟ مالكم لا تعظمونه؟أول مراتب تعظيم الله تعظيم أمره و نهيه، إذا قلت أنا معظم للرب فماذا يعني كلامك هذا؟يعني بالضرورة و التبع و اللزوم تعظيم أمره و نهيه و الانقياد لذلك، الاستسلام لما شرع ومن هنا نعلم أيها الإخوة أن الروغان و التلاعب الذي يقع اليوم من الكثيرين في الأمور الشرعية عندما يقول البعض هذه صغيرة ، هذه ليست من أركان الإسلام ، لا تهولوا الموضوع ، فيها خلاف ، فيع بعضهم قال إنها جائزة ..
ثم تسمى الأشياء المحرمة بغير اسمها و هذه قضية خطيرة جدا ينبهنا عليها النبي صلى الله عليه وسلم بل و أخبرنا عنها و أخبر بأنها ستقع في هذه الأمة فقال في الحديث الصحيح الذي رواه ابن ماجة : " ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رؤوسهم بالمعازف و المغنيات يخسف الله بهم الأرض و يجعل منهم القردة و الخنازير" ، إذن المسخ واقع في هذه الأمة ، فلو لم تسمع به من قبل فسيقع و لو بعد حين لأنه خبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم يسمونها بغير اسمها : كحول ، مشروبات روحية ، و نحو ذلك من الأسماء التي تغير عمدا أو تقال باللغة الأجنبية تخفيفا في وطء سماعها على النفس.
تغير الأحكام ، تغير الأسماء لو كتبنا على خنزير أنه خروف بجميع اللغات و تفننا في الكتابة تفننا بسائر الخطوط و قلنا عن الخنزير خروف فهل يتحول فعلا إلى خروف أو يبقى خنزيرا؟
هنا في هذا الزمان تغير الأسماء فيقال عن التحليل نكاح و زواج المتعة نكاح و هو زنى ، و يقال عن الربا فوائد، عوائد استثمارية ، كلفة القرض ، سندات الخزينة، إعادة جدولة الديون ، شهادات استثمارية ، القيمة الزمنية للقرض ، ضريبة الـتأخير ، غرامة تأخير إلى آخر ذلك من الأسماء التي لا تنتهي من قبل عباد الهوى، سموها باسمها كونوا شجعانا ولو قليلا ،قولوا ربا لماذا اللف و الدوران؟ لماذا؟
ثم يقال عن الكفر و الردة عن الدين إنه حرية رأي ، حرية فكر هو كفر فيقال حرية فكر ، و يسمى الميسر و القمار يا نصيب و أحيانا يا نصيب الخير و تأمين ، و نحو ذلك و هو ميسر ، قمار حرام تسمى الدعوة إلى الفاحشةو مواقعتها و تهيئة الأجواء لها و توفر الخمور و المنتجعات و غير ذلك من أماكن البغاء سياحة !
فتح بيوت الدعارة و الفساد و التحلل تسمى ترفيه مدن ترفيهية، منتجعات سياحية ماذا يوجد فيها؟
زنى ..خمر..و هكذا ، تماثيل ذوات الأرواح الملعون من فعلها و من نحتها و من صورها و شكلها يقال له فنون جميلة !
رقص شرقي غربي فنان ، فنانون فنانة ، الباليه رياضة وهو رقصة فاجرة و معانقة محرمة من الراقص بالراقصة، و تسمى موالاة و الارتماء في أحضانهم حكمة و بع للنظر.
و هكذا يقال و يقال لسائر الأمور المحرمة أسماء غير التي سماها الله بها ، خداع لله و استهزاء بآياته، و تلاعب بحدوده و انحراف خطير ، و إنما أوتي هؤلاء من حيث استحلوا المحرمات بما ظنوه من انتفاء الاسم و لم يلتفتوا إلى وجود المعنى المحرم و ثبوته.
مثلما استحل اليهود بيع الشحوم بعد إذابتها قالوا هذه ليست شحوما ، واستحلوا الصيد يوم الأحد بعد أن نصبوا الشباك يوم الجمعة مع أن الحيتان وقعت في الحفائر و الشباك يوم السبت ، وقالوا : ما صدنا يوم السبت ، حيلة .. احتيالات ، ماهي النتيجة؟
مسخهم الله قردة و خنازير"أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا"النساء:47. و هكذا ينبغي اليقين بأن تغيير صدور المحرمات و أسمائها مع بقاء حقائقها لا يغير شيئا في الحقيقة بل إنه زيادة إثم و مفسدة لأنه يترتب عليه وهو عبارة عن مخادعة لله و رسوله فأضافوا إلى الذنب ذنبا آخر و هو المخادعة ، يخادعون الله كأنما يخادعون الصبيان لو أتوا الأمر على وجهه كان أهون .
عباد الله ينبغي أن نوضح الحقائق و الله عز وجل قد أخذ العهد على أهل العلم أن يبينوه للناس ولا يكتمونه.
و لا بد أن يعلم كل إنسان حقيقة الأمر و اسم المعصية و اسم المحرم و انطباق الاسم على المسمى حتى يحذر لأن المصيبة أن تغيير الأسماء يؤدي إلى انحراف متعاظم في الأجيال القادمة لأنهم يرون أشياء على غير الأسماء الموجودة في القرآن و السنة..
اللهم اجعلنا من المعظمين لأمرك يارب العالمين ، اللهم ارزقنا التقوى ، اللهم جنبنا الإثم و الفواحش ما ظهر منها و ما بطن يا رب العالمين ، و اجعلنا من الأخيار الأبرار الأتقياء الأنقياء إنك سميع الدعاء ، أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم و أو سعوا لإخوانكم يوسع الله لكم.
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له خالق الأنام و أشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين ، و على التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، عباد الله و نحن نودع عامنا هذا و نستقبل عاما جديدا اليوم يتذكر الإنسان المراحل التي تطوى من عمره و اقترابه من الدار الآخرة، يا ابن آدم إنما أنت أيام مجموعة فإذا ذهب يومك ذهب بعضك ، كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره؟ و شهره يهدم سنته و سنته تهدم عمره فكيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله؟ و تقوده حياته إلى موته؟
قال الفضيل لرجل كم أتت عليك؟ قال : ستون سنة ، قال : أنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ ، فقال الرجل : إنا لله و إنا إليه راجعون ، فقال الفضيل : أتعرف تفسيره؟ تقول إنا لله و إنا إليه راجعون..
فمن عرف أن لله تعهد و أنه إليه راجع فليعلم أنه موقوف و من علم أنه موقوف فليعلم أنه مسؤول و من علم أنه مسؤول فليعد للسؤال جوابا ، فقال الرجل : فما الحيلة؟ قال : يسيرة.قال : ماهي؟ قال: تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى فإن أنت أسأت فيما بقي أخذت بما مضى و بقي.
نسير إلى الآجال في كل لحظة *** و أيامنا تطوى و هن مراحل
و لم أر مثل الموت حقا كأنه*** إذا تخطته الأماني باطلذ
و ما أقبح التفريط في زمن الصبا *** فكيف به و الشيب للرأس شاعل
ترحّلْ من الدنيا بزاد من التقى *** فعمرك أيام وهن قلائل.
ماذا أودعنا في العام الماضي؟ و ماذا نستقبل به العام الجديد؟ الأيام شاهدة علينا ، مامن يوم ينشق فجره إلا و ينادي يا ابن آدم أنا خلق جديد و على عملك شهيد فتزود مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة."
فالله الله و المحاسبة المحاسبة و النظر في الأمور و التوبة مما حصل ، و تدارك ما فات و الإقلاع عن المعاصي و المراقبة و سؤال الله الثبات حتى الممات.
يعمد أصحاب الشركات في نهاية السنة المالية إلى جرد و مراجعة و تفتيش و تدقيق و يستعينون بالمكاتب المحاسبية و بغير ذلك من الخبراء ليقدموا كشوفات و يعلموا حال الميزانية التي يزنون بها الأمور و يقيسون الأرباح و الخسائر ليعلموا من أين أتوا ما هو سبب الخسائر و ما الأرباح التي فاتت؟ و كيف تعوض الأرباح؟ و ماهي التغييرات في سياسة الشركة؟ و كيف ستكون الخطة في العام المقبل ؟ إذا كان أهل الدنيا يفعلون ذلك فأهل الآخرة أولى به؟ من هذا يا عباد الله؟
و الأصل في المحاسبة قول الله تعالى و هو الدليل عليها"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ"الحشر:18. و لتنظر نفس ما قدمت لغد ..
لا يكون العبد تقيا حتى يحاسب نفسه كما يحاسب شريكه و هذا العام كلما جاءنا جديدا فهو نعمة من الله، من طال عمره و حسن عمله هذا خير الناس ، وأعذر الله إلى امرئ بلغ الستين و صاحب الأربعين عليه مسؤولية عظيمة ، و المكلف إذا بلغ فتحت صفحة سيئاته ،و لذلك فإن عد الذنوب مهم للعبد ، و لا يفرح الإنسان بأنه قد عمر و زاد عمره سنة
إننا نفرح بالأيام نقطعها *** و كل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا فإنما الربح و الخسران في العمل ،
ما هو الحل من التقصير الذي حصل؟ و عندما يقدم الإنسان لنفسه كشف حساب و جرده بما كان في الماضي و يستحضر المواقف المشينة و المعاصي الكثيرة ، و هكذا من التفريط مما يذكره و مما لا يذكره فلا يجد حلا و لا ملتجأ و لا ملاذا إلا في قول الله تعالى"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ"الزمر:53-55.
وقوله تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ"التحريم:8. توبة واجبة و التوبة من تأخير التوبة أيضا ، يفرح الله بالتوبة و يبدل السيئات حسنات ويمحو الذنب و يطهر قلب التائب و حياة هادئة مطمئنة.
"وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا"هود:3.يعني التوبة سبب للهدوء النفسي ، التوبة سبب للحياة الهانئة و للمعيشة الطيبة"يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ"هود:3.
التوبة سبب للرزق و القوة"فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا(10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا"نوح:10-12.
التوبة سبب الفلاح"فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ"القصص:67. إقلاع عن الذنب و عزم صادق على عدم العودة و ندم لا بد منه و إخلاص و الإسراع لتكون في زمن القبول قبل الغرغرة و رد المظالم إلى أهلها و مفارقة موضع المعصية و إتلاف ما يكون عنده من المحرمات.
ويقول الناس ما حكم التهنئة بالعام الجديد؟
و لم ترد سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا بل إن تحديد المحرم بداية للسنة الهجرية لم يكن إلا في عهد عمر رضي الله عنه ، و لذلك لم تعرف سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم و لا عن أصحابه بالتهنئة بالعام الجديد، و لذلك قال العلماء : التهنئة مباحة و ليست سنة و إنما مباحة.
و لذلك كان الإمام أحمد رحمه الله يقول في مثل هذا :" لا أبتدئ أحدا بالتهنئة فإن ابتدأني أحد أجبته لأن جواب التحية واجب ، و أما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمور بها و لا هو أيضا مما نهي عنه فإذن الخلاصة أن التهنئة مباحة و لكنها ليست سنة.
و دخلنا في شهر محرم و هو شهر الله العظيم الذي تدعونه المحرم، و الذي يستحب فيه الصيام و الإكثار منه " أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم "
شهر محرم حرام محرم"فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ"التوبه:36. و تكون المعصية فيه غير المعصية في الأشهر غير الحرم، لأن المعصية تتضاعف لأن المعصية تعظم في الزمن الفاضل و المكان الفاضل .
لفظ العام الهجري الفائت أنفاسه و لفظ أنفاسهم أعداد من المسلمين في بلدان كثيرة من العالم اضطهادا و ظلما قصا و تجويعا و حصارا و بغيا و إمطارا بالقذائف من فوقهم و تفجيرا للأرض من تحتهم و هدما لبيوتهم و تشريدا لأطفالهم و تجويعا لبطونهم و عريا لأجسادهم و خوفا و إزالة للأمن من نفوسهم .
و هكذا يعاني إخواننا في أرجاء الأرض، المؤمن يألم لأهل الإيمان كما يألم الرأس لما في الجسد، لا بد أن نتألم و التألم فيه أجر لأنه مشاركة لإخواننا و بالذات عندما نرى ما يحدث لهم اليوم على أيدي اليهود و النصارى و الهندوس أعداء المسلمين ، حرقوا الأحياء بما فيها من الأحياء، حرقوا الأحياء السكنية بما فيها من الأحياء الآدمية.
عباد الله أن تولد نحو من خمسة عشر امرأة مسلمة على حواجز التفتيش اليهودية التي تمنعهم من مواصلة الطريق إلى المستشفى و يموت أربعة من المواليد عند الحاجز و تلفظ امرأة أنفاسها و هي تذهب فيما نرجوه شهادة.
من تقتل بسبب تلك الولادة عند ذلك الحاجز الظالم و القصف طال المستشفيات و سيارات الإسعاف تصور أن يوجد مستشفى بغير طعام مستشفى رام الله اليوم لا يوجد فيه أطعمة و يحال بين الأطباء و الذهاب للمستشفى و استقبال الجرحى و هكذا تنقل بعد ذلك الأجساد إلى المستشفيات لا توجد فيها الدماء لأن الدماء قد نزفت في الشوارع و فتحات كبيرة في جدران الغرف و في سقوفها ، فأي شيء تؤوي من تلك الأجساد التي أنهكها الجوع و السهر لأنه لا نوم في ظل القصف و أصوات القذائف.
عباد الله لا يوفرون كبيرا و لا مسنا و لا طفلا و لا شيخا و لا امرأة و لا عجوزا و لا مدرسة و لا مستشفى إنه قصف شامل جرح الأشجار و حتى أعمدة الأنوار ملقاة في الشوراع جثث هامدة و هكذا أشجار الزيتون و تجريد الطرق و حرق كذا دونم من الأراضي الزراعية .
يتوالى بغي اليهود على إخواننا في أرض فلسطين كما يتوالى بغي النصارى على غيرهم و كذا الهندوس و المشركين.
و شيء من العزاء في تلك الصور من البطولات التي حصلت كما أسلفنا في ذلك فاعل الخير الذي قتل ببندقية قديمة عددا كبيرا من اليهود و جرح آخرين ثم مضى و لم يعرف من هو .
ثم يتقدم فتى مسلم فلسطيني فتى في السابعة عشرة من عمره لينازل اليهود برشاشه فيقتل خمسة و يجرح آخرين قبل أن يقتل فيما اعتبر مهزلة للجيش اليهودي و اعتبر كذلك طعنا في معنويات اليهود أن يستطيع فتى ملم في سبعة عشرة عاما أن يفعل تلك الفعلة ، فعندما صارت الجرأة في نفوسهم حمي الوطيس للقاء رأيت العمليات البطولية (احرص على الموت توهب لك الحياة) عندما صار المسلمون في وضع يؤهلهم لأن يهاجموا وزال حاجز الخوف و الجبن حتى دبابات ميركافا المحصنة الأقوى في العالم لم تصمد أمام هجمات المسلمين فطارت في الهواء و فيها الاحتراق بمن فيها الجنود، عند ذلك قدموا صورا عملية لما يمكن أن يكون عليه الجهاد في هذا الزمن مع عدم التكافؤ إطلاقا رشاشات مقابل دبابات ، عدم تكافؤ بين الفريقين .
عند ذلك يوقن المسلمون بأن الجهاد ممكن و أن هؤلاء العزل إذا قاموا بما تقض به مضاجع اليهود و خوفوهم حتى عادت شوارعهم خالية و مقاعيعم و مطاعمهم ليس فيها ما كان فيها مثل من قبل. و هكذا صارت محطات الحافلات و الخوف في اليهود ودمار اقتصادهم و ذهاب أرباحهم و ما حصل لهم"إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ"النساء:104.
و هكذا أيها الإخوة رأينا صورة واقعية تعني بأن جهاد القوم ممكن و أن قتالهم ممكن و أن المسألة تحتاج إلى إعداد"وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ"الانفال:60.
أيها الإخوة إننا نسأل الله سبحانه و تعالى في ساعتنا هذه في مسجده وبيته في هذا اليوم العظيم في هذا الشهر العظيم أن ينصر إخواننا المجاهدين وأن يخذل اليهود و النصارى و الهندوس و المشركين ، و أن يزلزلهم و يجعل بأسه عليهم اللهم مزق شملهم و شتت جمعهم، اللهم اجعل دائرة السوء عليهم اللهم أحصهم عددا و اقتلهم بددا و خالف بين نفوسهم و ألق الرعب في قلوبهم.
اللهم إنا نسألك أن تمنح المسلمين أكتافهم و أن تجعلهم و أموالهم غنيمة للمسلمين و أن تطهر بيت المقدس من رجس اليهود إنك على كل شيء قدير.
اللهم أوقظ في نفوسنا الحمية للجهاد ، و اجمع كلمة المسلمين على قتال الطغاة يا رب العالمين اللهم آمنا في أوطاننا و أصلح ذات بيننا و اهدنا سبل السلام و أخرجنا من الظلمات إلى النور إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر و الله يعلم ما تصنعون قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.
تعليق