مقدم البرنامج عمرو الليثي
أهلاً بكم من جديد وبيشرفني النهاردة فضيلة العالم الجليل الشيخ محمد حسان
أهلاً بفضيلتك وسعداء جداً بهذا اللقاء
الشيخ محمد :أهلاً وسهلا أستاذ عمرو وأنا أسعد أسأل الله لك مزيداً من التوفيق والسداد
عمرو :الله يخليك
عايز أبدأ بالأحداث الجارية كيف ترى الأحداث الجارية النهاردة وكيف تُقيّم أداء حكومة الدكتور عصام شرف؟
الشيخ محمد: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
ولتكن البداية من هذه السنة الكونية الثابتة في الرد على هذا السؤال لأن كثيراً من أحبابنا وأولادنا يتصور أن التغيير يجب أن يتم في يوم وليلة وهذا مخالف لسنة كونية ثابتة من سنن الله التي أودعها الكون آلا وهي سُنة التدرج فالله جل جلاله القادر على أن يقول للشيء كن فيكون خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام فلا ينبغي على الإطلاق أن نُحمل المجلس الأعلى وأن نُحمل الحكومة فوق طاقتها لا يستطيع منصف عاقل أن يتهم الحكومة برئاسة الدكتور عصام شرف سدده الله وأيده ولا أن يتهم المجلس الأعلى بأنه متقاعس .
البعض يتصور أن تباطؤ ما ، لكن هذا من وجهة نظري أنا ومن وجهة نظر فلان أو علان قد لا يستطيع الواحد منا أن يُنجز كل مهام بيته وكل متطلبات أولاده في الوقت الذي يريده أولاده أو يُريده بيته .
فليس من العقل ولا من الحكمة الآن أن نحمل هذه الجهات الحكومية أو المجلس الأعلى فوق طاقته إلى الحد الذي تُشلّ فيه الحركة تماماً وإنما يجب أن نترك فرصة للحكومة وللمجلس الأعلى لتبدأ عملية الإنتاج ولتبدأ عملية الاقتصاد لأن البلد يتعرض الآن فعلاً لحالة خطيرةٍ خطيرة .
وليس من الدين ولا من العقل ولا من الحكمة ولا من المنطق أن نظل هكذا موجودين في الشوارع مُعتصمين أمام الشركات والمصانع دون أن تبدأ عملية الإنتاج من جديد لننهض ببلدنا ولتمر مصر من هذه الأزمة الحقيقية ولن يكون ذلك بالتنظير ولا بالتهويل وإنما بالصدق والتجرد والعمل وأسأل الله سُبحانه وتعالى أن يفرج الكرب.
عمرو الليثي : يمكن الكلام دا كلام عقلاني جداً لكن لما بتيجي حضرتك تقعد مع أصحاب المظاهرات الفئوية وتقعد مع إخواننا الثوار في التحرير تكتشف أنهم يتكلموا بمنطق محترم جداً المظاهرات الفئوية ما زالت تُطالب بحقوق بقالها 30 سنة لم تحصل عليها الثوار في التحرير لهم مطالب لم تتحقق بعد من محاكمات وغيره فبالتأكيد كل واحد من هذه الأطراف اللي سيادتك بتخاطبهم عنده وجهةً نظر أيضاً مقنعة حيال موقفه اللي هو بيقوم بيه دلوقتي؟
الشيخ محمد : ذكرت قبل ذلك أن هذه المطالبات حق ولكن صبرنا طيلة هذه السنوات ومصر الآن ليست في وضع عادي وإنما هي في أزمة حقيقية.
فالشرفاء والأوفياء هم الذين يعطون مصر الآن في وقت أزمتها لا يُطالبونها في وقت أزمتها حتى تستقر الأمور وتنتهي هذه الأزمة ، ولذلك أنا طالبت المسئولين في هذه الشركات وفي هذه المصانع من أصحاب الطلبات الفئوية والشخصية وهي طلبات من حقهم أن يرفعوها وأن يُطالب بها لأنهم يشعرون بالظلم سنوات طويلة مضت ونحن لا نُنكر عليهم ، لكن أنا فقط أطالب المسئولين عن هذه المصانع وعن هذه الشركات أن يخرج المسئول منهم لاحتضان هؤلاء وللحديث معهم بصدق ومصداقية أرجوا أن تكون مرحلة ما يُعرف بالإتيكيت الفكري أو دبلوماسية الحوار قد انتهت إلى الأبد.
اخرج واصدق مع الخلق واعلم أن الصدق هو طريق النجاة الأوحد ، فلنصدق ولنُبين لهم ولَنعِدْ هؤلاء وعوداً صادقة في حدود قدراتنا وإمكانياتنا في الظرف الراهن ، لأنني لا أريد أن نقع في كذب جديد ولو من غير قصد ومن غير عمد.
فقد أخرج أنا كمسئول وأعِد هذه الفئات بوعود محددة في وقت محدد وأنا أعلم يقيناً أثناء وعدي أنني لن أتمكن من الوفاء بهذه الوعود فأقع في كذب جديد وربما أثير هؤلاء مرة أخرى بما لا نريده نحن جميعاً.
فأنا لا أنكر أبداً هذه المطالب لكن أنا فقط أقول : فلنراعي الوقت ونراعي الظرف ولنتريث قليلاً ولنعلم أن التغيير قادم وقد هبت ريحه بفضل الله جل وعلا لكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت في الوقت الذي نعلم فيه جميعاً أن هؤلاء يبذلون أقصى ما في وسعهم لكن حجم الفساد وحجم الطلبات كبيرة جداً.
عمرو الليثي : هل قلق فضلتك التصادم اللي وقع مؤخراً بين بعض الشباب وما بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة؟
الشيخ محمد : أة نعم أنا أرى أن هذه حالة من الفوضى التي لا ينبغي على الإطلاق أن تتضخم وان تزداد لأن خطرها عظيم على بلدنا والمجلس الأعلى للقوات المسلحة وإخواننا وأبنائنا في الجيش قاموا برسالة وبدور رائع جداً وبدور أمين وأنا مقدر تماماً لأولادنا وشبابنا من شباب الثورة الذين يريدون أن يتغير كل شيء في أقصر وقت ممكن لكن هذا ليس معناه أن نخون الجيش أو أن نخون المجلس الأعلى للقوات المسلحة لأن تخوين المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمره خطير جداً وأنا أتصور أن هنالك أطرافاً بل خارجية تُريد لهذه الوقيعة أن تشتعل نيرانُها وأنت تعلم أن حدود مصر من أكثر من جهة خارجية مهددة ، يعني من ناحية إسرائيل اسرائيل ضربت في السودان الحدود مع لبيا جُل تقريباً حدود مصر من ثلاث جهات مهددة فعلاً ، فلا ينبغي على الإطلاق أن تطول مدة مكث الجيش في الشوارع والطرقات وإنما يجب أن تتحول هذه الأمانة والمسئولية العظيمة إلى السلطة المسئولة أو إلى الجهات المسئولة في أقرب وقت ممكن ليرجع الجيش إلى ثكناته وإلى وظيفته الحقيقية لأن الجيش ليس من وظيفته أن يكون في الشوارع لحماية أمن الشوارع .
ويلتقط عمرو الحديث من الشيخ يقول: مفترض أنه بيحمي الحدود بتاعتنا وله هدف آخر في الأمن القومي.
وعاد لسؤال شيخنا من جديد:
يمكن الكلام مع حضرتك في السياسة بيخليني أسألك هل زاد اهتمام فضيلتك بالسياسة بعد الثورة 25 يناير؟
يُجيب فضيلته : لا أُنكر ذلك لا أستحيي أن أقول بأن الحديث في السياسة المدة الماضية كان من المحرمات وكان أمراً مُجَرماً بالنسبة للإسلاميين على اختلاف أطيافهم وانتماءاتهم ، لكن لا أنكر بفضل الله تبارك وتعالى أن مصر الآن تتنفس شذى جديد جداً وعبيراً جديداً آلا وهو عبير الحرية لكنِ أرجوا الله عز وجل أن تكون الحرية التي من الله عز وجل بها علينا وهي نعمة عظيمة حرية مسئولة منضبطة وليست حرية متفلتة أن ترك الألسنة تُلقي التهم جزافاً دون بينة أو دليل يترك المجال فسيحاً لكل من شاء أن يقول ما شاء في أي وقت شاء ثم يمضي بعد ذلك آمنا مطمئناً ويُصبح الناس ويُمسون وأعراضهم مجرحة وسمعتهم ملوثة وإذا كل فرد فيهم متهم أو مهدد بالاتهام وهذه حالة من القلق والشك والريبة لا يُمكن أن تُطاق بحال من الأحوال فضلاً على أنه لا يمكن أبدا في ظلالها أن يُرفع البناء أوأن تدور عملية الإنتاج وعجلة الإنتاج ،
فلابد أن تكون هذه النعمة التي انعم بها الله علينا نعمة منضبطة بالضوابط الشرعية والضوابط العقلية أيضاً حتى لا تتفلت ونجني ثماراً مُرةً أشد مرارةً من الحنظل وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ .
عمرو الليثي: ما المطلوب فضيلة الشيخ؟
يرد حماه الله ورعاه : المطلوب أن يعيى كل فرد في مصر الحبيبة أن عليه واجباً وأن عليه دوراً كما يُطالب بحقوقه فليؤدي واجبه ابتداء.
التغيير الحقيقي لن يكون بالتنظير الساهم وإنما التغيير الحقيقي يجب أن يكون من أعماقنا حيث يوجد كل فرد فينا فأنا أتصور أن المرحلة الأولى على الطريق الذي نسير عليه وبدأ بهذه الثورة الخطوة الأولى هي التطهير التطهير للأفكار التطهير من المعتقدات التطهير للأيدلوجيات التطهير بكل ما تحمله الكلمة من معنى {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}لن يتغير الواقع بتعديل دستوري وأنا لا أقلل من شأن التعديل هذا منطق السذج هذه خطوة رائعة على الطريق لكن التعديل الدستوري وحده لا يكفي إلا إذا حول أبناء هذا الشعب الذكي العبقري هذه المودة وهذه القيم الجميلة وهذه الروح الجديدة في حياتهم كلها إلى واقع عملي كل مسلم في تخصصه الطبيب والمهندس والإعلامي والطالب والسيدة كل مسلم كل مصري حتى ولو لم يكن من غير المسلمين في تخصصه.
يبقى التطهير {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}نُطهر ألسنتنا من الكذب من الغيبة من النميمة من شهادة الزور من الإشاعات المدمرة من التشكيك الذي نراه الآن بصورة قاتلة ، فالشعب يشكك في الشعب والشعب يريد إسقاط الشعب ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم نطهر أيدينا من الرشاوى من الكذب من الظلم لابد أن يبدأ التطهير حيث وجد في كل فرد فينا ثم تأتي بعد ذلك مرحلة إعداد الكوادر المتخصصة في كل منحى من مناحي الحياة المؤسسة الإعلامية التعليمية الاقتصادية العسكرية الدينية لابد أن نُقدم الكوادر المتخصصة القادرة على تحويل هذا المنهج الذي خرج شبابنا وأبنائنا من أجل المطالبة بتحقيقه لابد أن يُنتقل من مرحلة التنظير والتأصيل البديع إلى الواقع لأنه لا يمكن على الإطلاق أن نجني ثمرة بهذا التهويل أو بهذا التهوين وإنما بتحويل هذه الأمنيات إلى واقع { لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنيَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا}
يتبع بإذن الله
</b></i>
أهلاً بكم من جديد وبيشرفني النهاردة فضيلة العالم الجليل الشيخ محمد حسان
أهلاً بفضيلتك وسعداء جداً بهذا اللقاء
الشيخ محمد :أهلاً وسهلا أستاذ عمرو وأنا أسعد أسأل الله لك مزيداً من التوفيق والسداد
عمرو :الله يخليك
عايز أبدأ بالأحداث الجارية كيف ترى الأحداث الجارية النهاردة وكيف تُقيّم أداء حكومة الدكتور عصام شرف؟
الشيخ محمد: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
ولتكن البداية من هذه السنة الكونية الثابتة في الرد على هذا السؤال لأن كثيراً من أحبابنا وأولادنا يتصور أن التغيير يجب أن يتم في يوم وليلة وهذا مخالف لسنة كونية ثابتة من سنن الله التي أودعها الكون آلا وهي سُنة التدرج فالله جل جلاله القادر على أن يقول للشيء كن فيكون خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام فلا ينبغي على الإطلاق أن نُحمل المجلس الأعلى وأن نُحمل الحكومة فوق طاقتها لا يستطيع منصف عاقل أن يتهم الحكومة برئاسة الدكتور عصام شرف سدده الله وأيده ولا أن يتهم المجلس الأعلى بأنه متقاعس .
البعض يتصور أن تباطؤ ما ، لكن هذا من وجهة نظري أنا ومن وجهة نظر فلان أو علان قد لا يستطيع الواحد منا أن يُنجز كل مهام بيته وكل متطلبات أولاده في الوقت الذي يريده أولاده أو يُريده بيته .
فليس من العقل ولا من الحكمة الآن أن نحمل هذه الجهات الحكومية أو المجلس الأعلى فوق طاقته إلى الحد الذي تُشلّ فيه الحركة تماماً وإنما يجب أن نترك فرصة للحكومة وللمجلس الأعلى لتبدأ عملية الإنتاج ولتبدأ عملية الاقتصاد لأن البلد يتعرض الآن فعلاً لحالة خطيرةٍ خطيرة .
وليس من الدين ولا من العقل ولا من الحكمة ولا من المنطق أن نظل هكذا موجودين في الشوارع مُعتصمين أمام الشركات والمصانع دون أن تبدأ عملية الإنتاج من جديد لننهض ببلدنا ولتمر مصر من هذه الأزمة الحقيقية ولن يكون ذلك بالتنظير ولا بالتهويل وإنما بالصدق والتجرد والعمل وأسأل الله سُبحانه وتعالى أن يفرج الكرب.
عمرو الليثي : يمكن الكلام دا كلام عقلاني جداً لكن لما بتيجي حضرتك تقعد مع أصحاب المظاهرات الفئوية وتقعد مع إخواننا الثوار في التحرير تكتشف أنهم يتكلموا بمنطق محترم جداً المظاهرات الفئوية ما زالت تُطالب بحقوق بقالها 30 سنة لم تحصل عليها الثوار في التحرير لهم مطالب لم تتحقق بعد من محاكمات وغيره فبالتأكيد كل واحد من هذه الأطراف اللي سيادتك بتخاطبهم عنده وجهةً نظر أيضاً مقنعة حيال موقفه اللي هو بيقوم بيه دلوقتي؟
الشيخ محمد : ذكرت قبل ذلك أن هذه المطالبات حق ولكن صبرنا طيلة هذه السنوات ومصر الآن ليست في وضع عادي وإنما هي في أزمة حقيقية.
فالشرفاء والأوفياء هم الذين يعطون مصر الآن في وقت أزمتها لا يُطالبونها في وقت أزمتها حتى تستقر الأمور وتنتهي هذه الأزمة ، ولذلك أنا طالبت المسئولين في هذه الشركات وفي هذه المصانع من أصحاب الطلبات الفئوية والشخصية وهي طلبات من حقهم أن يرفعوها وأن يُطالب بها لأنهم يشعرون بالظلم سنوات طويلة مضت ونحن لا نُنكر عليهم ، لكن أنا فقط أطالب المسئولين عن هذه المصانع وعن هذه الشركات أن يخرج المسئول منهم لاحتضان هؤلاء وللحديث معهم بصدق ومصداقية أرجوا أن تكون مرحلة ما يُعرف بالإتيكيت الفكري أو دبلوماسية الحوار قد انتهت إلى الأبد.
اخرج واصدق مع الخلق واعلم أن الصدق هو طريق النجاة الأوحد ، فلنصدق ولنُبين لهم ولَنعِدْ هؤلاء وعوداً صادقة في حدود قدراتنا وإمكانياتنا في الظرف الراهن ، لأنني لا أريد أن نقع في كذب جديد ولو من غير قصد ومن غير عمد.
فقد أخرج أنا كمسئول وأعِد هذه الفئات بوعود محددة في وقت محدد وأنا أعلم يقيناً أثناء وعدي أنني لن أتمكن من الوفاء بهذه الوعود فأقع في كذب جديد وربما أثير هؤلاء مرة أخرى بما لا نريده نحن جميعاً.
فأنا لا أنكر أبداً هذه المطالب لكن أنا فقط أقول : فلنراعي الوقت ونراعي الظرف ولنتريث قليلاً ولنعلم أن التغيير قادم وقد هبت ريحه بفضل الله جل وعلا لكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت في الوقت الذي نعلم فيه جميعاً أن هؤلاء يبذلون أقصى ما في وسعهم لكن حجم الفساد وحجم الطلبات كبيرة جداً.
عمرو الليثي : هل قلق فضلتك التصادم اللي وقع مؤخراً بين بعض الشباب وما بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة؟
الشيخ محمد : أة نعم أنا أرى أن هذه حالة من الفوضى التي لا ينبغي على الإطلاق أن تتضخم وان تزداد لأن خطرها عظيم على بلدنا والمجلس الأعلى للقوات المسلحة وإخواننا وأبنائنا في الجيش قاموا برسالة وبدور رائع جداً وبدور أمين وأنا مقدر تماماً لأولادنا وشبابنا من شباب الثورة الذين يريدون أن يتغير كل شيء في أقصر وقت ممكن لكن هذا ليس معناه أن نخون الجيش أو أن نخون المجلس الأعلى للقوات المسلحة لأن تخوين المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمره خطير جداً وأنا أتصور أن هنالك أطرافاً بل خارجية تُريد لهذه الوقيعة أن تشتعل نيرانُها وأنت تعلم أن حدود مصر من أكثر من جهة خارجية مهددة ، يعني من ناحية إسرائيل اسرائيل ضربت في السودان الحدود مع لبيا جُل تقريباً حدود مصر من ثلاث جهات مهددة فعلاً ، فلا ينبغي على الإطلاق أن تطول مدة مكث الجيش في الشوارع والطرقات وإنما يجب أن تتحول هذه الأمانة والمسئولية العظيمة إلى السلطة المسئولة أو إلى الجهات المسئولة في أقرب وقت ممكن ليرجع الجيش إلى ثكناته وإلى وظيفته الحقيقية لأن الجيش ليس من وظيفته أن يكون في الشوارع لحماية أمن الشوارع .
ويلتقط عمرو الحديث من الشيخ يقول: مفترض أنه بيحمي الحدود بتاعتنا وله هدف آخر في الأمن القومي.
وعاد لسؤال شيخنا من جديد:
يمكن الكلام مع حضرتك في السياسة بيخليني أسألك هل زاد اهتمام فضيلتك بالسياسة بعد الثورة 25 يناير؟
يُجيب فضيلته : لا أُنكر ذلك لا أستحيي أن أقول بأن الحديث في السياسة المدة الماضية كان من المحرمات وكان أمراً مُجَرماً بالنسبة للإسلاميين على اختلاف أطيافهم وانتماءاتهم ، لكن لا أنكر بفضل الله تبارك وتعالى أن مصر الآن تتنفس شذى جديد جداً وعبيراً جديداً آلا وهو عبير الحرية لكنِ أرجوا الله عز وجل أن تكون الحرية التي من الله عز وجل بها علينا وهي نعمة عظيمة حرية مسئولة منضبطة وليست حرية متفلتة أن ترك الألسنة تُلقي التهم جزافاً دون بينة أو دليل يترك المجال فسيحاً لكل من شاء أن يقول ما شاء في أي وقت شاء ثم يمضي بعد ذلك آمنا مطمئناً ويُصبح الناس ويُمسون وأعراضهم مجرحة وسمعتهم ملوثة وإذا كل فرد فيهم متهم أو مهدد بالاتهام وهذه حالة من القلق والشك والريبة لا يُمكن أن تُطاق بحال من الأحوال فضلاً على أنه لا يمكن أبدا في ظلالها أن يُرفع البناء أوأن تدور عملية الإنتاج وعجلة الإنتاج ،
فلابد أن تكون هذه النعمة التي انعم بها الله علينا نعمة منضبطة بالضوابط الشرعية والضوابط العقلية أيضاً حتى لا تتفلت ونجني ثماراً مُرةً أشد مرارةً من الحنظل وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ .
عمرو الليثي: ما المطلوب فضيلة الشيخ؟
يرد حماه الله ورعاه : المطلوب أن يعيى كل فرد في مصر الحبيبة أن عليه واجباً وأن عليه دوراً كما يُطالب بحقوقه فليؤدي واجبه ابتداء.
التغيير الحقيقي لن يكون بالتنظير الساهم وإنما التغيير الحقيقي يجب أن يكون من أعماقنا حيث يوجد كل فرد فينا فأنا أتصور أن المرحلة الأولى على الطريق الذي نسير عليه وبدأ بهذه الثورة الخطوة الأولى هي التطهير التطهير للأفكار التطهير من المعتقدات التطهير للأيدلوجيات التطهير بكل ما تحمله الكلمة من معنى {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}لن يتغير الواقع بتعديل دستوري وأنا لا أقلل من شأن التعديل هذا منطق السذج هذه خطوة رائعة على الطريق لكن التعديل الدستوري وحده لا يكفي إلا إذا حول أبناء هذا الشعب الذكي العبقري هذه المودة وهذه القيم الجميلة وهذه الروح الجديدة في حياتهم كلها إلى واقع عملي كل مسلم في تخصصه الطبيب والمهندس والإعلامي والطالب والسيدة كل مسلم كل مصري حتى ولو لم يكن من غير المسلمين في تخصصه.
يبقى التطهير {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}نُطهر ألسنتنا من الكذب من الغيبة من النميمة من شهادة الزور من الإشاعات المدمرة من التشكيك الذي نراه الآن بصورة قاتلة ، فالشعب يشكك في الشعب والشعب يريد إسقاط الشعب ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم نطهر أيدينا من الرشاوى من الكذب من الظلم لابد أن يبدأ التطهير حيث وجد في كل فرد فينا ثم تأتي بعد ذلك مرحلة إعداد الكوادر المتخصصة في كل منحى من مناحي الحياة المؤسسة الإعلامية التعليمية الاقتصادية العسكرية الدينية لابد أن نُقدم الكوادر المتخصصة القادرة على تحويل هذا المنهج الذي خرج شبابنا وأبنائنا من أجل المطالبة بتحقيقه لابد أن يُنتقل من مرحلة التنظير والتأصيل البديع إلى الواقع لأنه لا يمكن على الإطلاق أن نجني ثمرة بهذا التهويل أو بهذا التهوين وإنما بتحويل هذه الأمنيات إلى واقع { لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنيَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا}
يتبع بإذن الله
تعليق