فريق التفريغ بموقع الطريق إلى الله
يـــقـــدم
لماذا يخافون الإسلام
المقطع الثاني
لفضيلة الشيخ : محمد حسان
والاسلام دين سليمان قالت ملكة سبأ حين بَعث لها كتابه .
" إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ " النمل 30 :31
والاسلام دين لَبِنة التمام ومِسك الختام محمد صلى الله عليه وسلم " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا " من المائدة3
فيا أيها المسلم
أنت لست مقطوع النسب.
لست مقطوع النسب .
بل نسبك مُمتدٌ في عمق التاريخ من لدُن نوح إلى مُحمد .
إلى قيام الساعة صلوات الله عليهم أجمعين ، فالإسلامُ هو المِنةُ الكُبرى , والنعمة العُظمى , الدين الذي ارتضاه الله لأهل السماوات وأهل الأرض .
الدين الذي يتسم بالعدل والسماحة , الدين الذي يتسم بالرأفة والرحمة .
الدين الذي يتسم بالربانية في الغاية والهدف .
الدين الذي يتسم بالربانية في المصدر .
الدين الذي يتسم بالتكامل والشمول في جوانب الدنيا والدين , والدنيا والآخرة , والروح والبدن , الدين الذي يتسم بالتميز والمفاصلة .
الدين الذي يتسم بالتوازن والاعتدال .
الدين الذي أنزله رب العالمين ليسعد البشر به في الدنيا قبل الآخرة " إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ " آل عمران:19
لذا قال جل وعلا
" يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" الحجرات 17
لذا عامَل الإسلام الآخَر أي من غير المسلمين معاملةً مبنيةً على العدل والسماحة , نعلن ذلك بفخرٍ واعتزاز , الإسلام يتعامل مع الآخَر بعدلٍ وسماحة .
اسمع لقول ربي جل جلاله :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ " المائدة 8
قال جل وعلا :
" إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" النحل90
قال جل وعلا :
" وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا " الإسراء36
وقال جل وعلا :
" وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيد " فصلت46
" إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ " النمل 30 :31
والاسلام دين لَبِنة التمام ومِسك الختام محمد صلى الله عليه وسلم " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا " من المائدة3
فيا أيها المسلم
أنت لست مقطوع النسب.
لست مقطوع النسب .
بل نسبك مُمتدٌ في عمق التاريخ من لدُن نوح إلى مُحمد .
إلى قيام الساعة صلوات الله عليهم أجمعين ، فالإسلامُ هو المِنةُ الكُبرى , والنعمة العُظمى , الدين الذي ارتضاه الله لأهل السماوات وأهل الأرض .
الدين الذي يتسم بالعدل والسماحة , الدين الذي يتسم بالرأفة والرحمة .
الدين الذي يتسم بالربانية في الغاية والهدف .
الدين الذي يتسم بالربانية في المصدر .
الدين الذي يتسم بالتكامل والشمول في جوانب الدنيا والدين , والدنيا والآخرة , والروح والبدن , الدين الذي يتسم بالتميز والمفاصلة .
الدين الذي يتسم بالتوازن والاعتدال .
الدين الذي أنزله رب العالمين ليسعد البشر به في الدنيا قبل الآخرة " إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ " آل عمران:19
لذا قال جل وعلا
" يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" الحجرات 17
لذا عامَل الإسلام الآخَر أي من غير المسلمين معاملةً مبنيةً على العدل والسماحة , نعلن ذلك بفخرٍ واعتزاز , الإسلام يتعامل مع الآخَر بعدلٍ وسماحة .
اسمع لقول ربي جل جلاله :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ " المائدة 8
قال جل وعلا :
" إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" النحل90
قال جل وعلا :
" وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا " الإسراء36
وقال جل وعلا :
" وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيد " فصلت46
وبيَن كرامة الإنسان , أي إنسان .
فقال جل جلاله:
"وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً " الإسراء 70
ويقف نبيُنا , إمام الأنبياء الأعظم وسيد الأنبياء الأكرم , يقفُ في أوسط أيام التشريقِ بمِنى , ليخطب في الصحابة خطبةً عصماء , مختصرةً بليغة .. كما في مسندأحمد وسنن البيهقي بسند صحيح من حديث جابر ابن عبد الله فيقول :
"يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد , ألا إن أباكم واحد , ألا لا فضل لعربيٍ على عجمي , ولا لعجمي على عربي , ولا لأسود على أحمر , ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى , إن أكرمكم عند الله أتقاكم " السلسلة الصحيحة
بل وفي الصحيحين عن عبد الرحمن بن ليلى قال :
كان سهل بن حنيف , وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية فمروا عليهما بجنازة فقاما سهل بن حنيف وقيس بن سعد , فقيل لهما إنها جنازة واحد من أهل الأرض .
يعني من أهل الذِمة يعني من النصارى يعني اجلسا لا تقوما إنها جنازة نصراني .
فقالا : رضي الله عنهما
" إن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالساً فمروا عليه بجنازة فقام صلى الله عليه وسلم فقيل :
يارسول الله إنها جنازة يهودي
فقال الحبيب النبي :
أليست نفساً ؟
أليست نفساً ؟
أليست نفساً ؟
وددت أن لو أسمعتُ الدنيا كلها كيف يحترمُ الإسلام الآخَر فنحن لا نفرضُ ديننا على أي أحد بشرط وأقولها واضحة ألا يَحُول أي أحد بيننا وبين دعوة الآخرين إلى الله بالحكمة البالغة , والموعظة الحسنة , والتواضع الجَم , والكلمة الرقراقة , الرقيقه ,الجميلة , المهذبة , المؤدبة .
أنا أزعُم ومن حقي أن أزعُم .
وأدَعي ومن حقي أن أعتقد ذلك , أنني أحمل في يدي مصباحاً مضيئاً وأمشي في طريقٍ شديد الظلمة , يتبعني فلان ويلحق بي هذا , ويسير خلفي هذا , ليس من حق أي أحدٍ على الإطلاق , أن يخرج عليَّ ليطفئ المصباح في يدي أو ليحطم المصباح في يدي , ليس من حق أي أحد .
فإن شئت أن تسير معي في هذا النور , نور القرآن والسنة , فحيا هلا , لكن ليس من حقك أن تُحطم مصباحاً في يدي أضيء به الطريق لنفسي , ولمن يسير معي فى هذا الرِكاب .
ويُحِلون لهم ذلك , ويحرمون على الدعاة الذين يتحركون بالحكمة والرحمة والأدب , يحملون نور القرآن والسنة , نور الهداية والهُدى , نور الخير والرشاد .
لماذا ينكرون عليهم أن يتحركوا بمصابيحهم المضيئة وبأنوارهم , أنوار الكتاب والسنة , أنوار الحق والهُدى ؟
والله .. دعني أُبلغ عن الله ورسوله بهذه الضوابط , فمقومات الدعوة ليست وسيلة من الوسائل تتغير بتغير الزمان والمكان , بل هي مقومات توقيفية , ليس من حق نبيٍ فضلاً عن داعية أن يختار لنفسه من تلك المقومات ما شاء , وأن يَدَع منها ما شاء .
" ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " النحل 125
قال تعالى :
" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ " آل عمران
قال تعالى :
" اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا " طه 43 : 44
إلى آخر هذه المقومات التي ليست محل خيارٍ للأنبياء أو للنبي مُحمد فضلاً عن أن تكون محل خيارٍ للعلماء والدُعاة .
فهذه مقوماتٌ توقيفية لا تتغير بتغير الزمان والمكان , تختلف عن الوسائل الدعوية , التي تختلف باختلاف الزمان والمكان .
فالإسلام لا يفرضُ مُعتقدهُ على الآخَر , بل هو يدعوا الكُل بهذه الضوابط , ويدَع دخول الآخَر فيه لاختياره هو , ليس إكراهاً منا .
وأسمع قول ربي لسيد الدعاه
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ " يونس 99
تدبر الآية حبيبي في الله هذا خطابٌ لسيد الدُعاة , ولو شاء ربُك يعني اطمئن , لا تقلق , ولا تحزن , لا تقتل نفسك حَسَرات , على عدم إيمان مَن لَم يؤمن , لا تقتُل نفسك حَسَرات على عدم إيمان مَن لم يؤمن , فمَن شاء الله له الهُدى , آمن .
"ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ " الجمعة 4
"وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ " يونس 99
قال جل جلاله :
" لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ " البقرة 256
قال جل وعلا :
"وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ " الكهف 29
فقال جل جلاله:
"وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً " الإسراء 70
ويقف نبيُنا , إمام الأنبياء الأعظم وسيد الأنبياء الأكرم , يقفُ في أوسط أيام التشريقِ بمِنى , ليخطب في الصحابة خطبةً عصماء , مختصرةً بليغة .. كما في مسندأحمد وسنن البيهقي بسند صحيح من حديث جابر ابن عبد الله فيقول :
"يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد , ألا إن أباكم واحد , ألا لا فضل لعربيٍ على عجمي , ولا لعجمي على عربي , ولا لأسود على أحمر , ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى , إن أكرمكم عند الله أتقاكم " السلسلة الصحيحة
بل وفي الصحيحين عن عبد الرحمن بن ليلى قال :
كان سهل بن حنيف , وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية فمروا عليهما بجنازة فقاما سهل بن حنيف وقيس بن سعد , فقيل لهما إنها جنازة واحد من أهل الأرض .
يعني من أهل الذِمة يعني من النصارى يعني اجلسا لا تقوما إنها جنازة نصراني .
فقالا : رضي الله عنهما
" إن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالساً فمروا عليه بجنازة فقام صلى الله عليه وسلم فقيل :
يارسول الله إنها جنازة يهودي
فقال الحبيب النبي :
أليست نفساً ؟
أليست نفساً ؟
أليست نفساً ؟
وددت أن لو أسمعتُ الدنيا كلها كيف يحترمُ الإسلام الآخَر فنحن لا نفرضُ ديننا على أي أحد بشرط وأقولها واضحة ألا يَحُول أي أحد بيننا وبين دعوة الآخرين إلى الله بالحكمة البالغة , والموعظة الحسنة , والتواضع الجَم , والكلمة الرقراقة , الرقيقه ,الجميلة , المهذبة , المؤدبة .
أنا أزعُم ومن حقي أن أزعُم .
وأدَعي ومن حقي أن أعتقد ذلك , أنني أحمل في يدي مصباحاً مضيئاً وأمشي في طريقٍ شديد الظلمة , يتبعني فلان ويلحق بي هذا , ويسير خلفي هذا , ليس من حق أي أحدٍ على الإطلاق , أن يخرج عليَّ ليطفئ المصباح في يدي أو ليحطم المصباح في يدي , ليس من حق أي أحد .
فإن شئت أن تسير معي في هذا النور , نور القرآن والسنة , فحيا هلا , لكن ليس من حقك أن تُحطم مصباحاً في يدي أضيء به الطريق لنفسي , ولمن يسير معي فى هذا الرِكاب .
فأمريكا جاءت من أقصى الأرض لتُصَدِّر الديموقراطية بمعناها عندهم , والحرية بمعناها ومفهومها عندهم , لكنها جاءت لتُصدِّر للعالم العربى الحرية والديموقراطية على فوهات المدافع وراجمات الصواريخ , والطائرات والدبابات , وما أحداث العراق وأفغانستان منا ببعيد .
فلماذا نُحِلُ هذا لأمريكا ؟ويُحِلون لهم ذلك , ويحرمون على الدعاة الذين يتحركون بالحكمة والرحمة والأدب , يحملون نور القرآن والسنة , نور الهداية والهُدى , نور الخير والرشاد .
لماذا ينكرون عليهم أن يتحركوا بمصابيحهم المضيئة وبأنوارهم , أنوار الكتاب والسنة , أنوار الحق والهُدى ؟
والله .. دعني أُبلغ عن الله ورسوله بهذه الضوابط , فمقومات الدعوة ليست وسيلة من الوسائل تتغير بتغير الزمان والمكان , بل هي مقومات توقيفية , ليس من حق نبيٍ فضلاً عن داعية أن يختار لنفسه من تلك المقومات ما شاء , وأن يَدَع منها ما شاء .
" ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " النحل 125
قال تعالى :
" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ " آل عمران
قال تعالى :
" اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا " طه 43 : 44
إلى آخر هذه المقومات التي ليست محل خيارٍ للأنبياء أو للنبي مُحمد فضلاً عن أن تكون محل خيارٍ للعلماء والدُعاة .
فهذه مقوماتٌ توقيفية لا تتغير بتغير الزمان والمكان , تختلف عن الوسائل الدعوية , التي تختلف باختلاف الزمان والمكان .
فالإسلام لا يفرضُ مُعتقدهُ على الآخَر , بل هو يدعوا الكُل بهذه الضوابط , ويدَع دخول الآخَر فيه لاختياره هو , ليس إكراهاً منا .
وأسمع قول ربي لسيد الدعاه
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ " يونس 99
تدبر الآية حبيبي في الله هذا خطابٌ لسيد الدُعاة , ولو شاء ربُك يعني اطمئن , لا تقلق , ولا تحزن , لا تقتل نفسك حَسَرات , على عدم إيمان مَن لَم يؤمن , لا تقتُل نفسك حَسَرات على عدم إيمان مَن لم يؤمن , فمَن شاء الله له الهُدى , آمن .
"ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ " الجمعة 4
"وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ " يونس 99
قال جل جلاله :
" لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ " البقرة 256
قال جل وعلا :
"وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ " الكهف 29
تعليق