ِِِِاختيار الزوجة الصالحة ِِِِِ
إن الحمد لله تعالى , نستعين به ونستغفره,ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهد الله تعالى فلا مضل له,ومن يضلل فلا هادى له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لهو أشهد أن محمدا عبده ورسوله
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون)ال عمران102
(يأيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلقمنها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إنالله كان عليكم رقيبا)النساء1
(يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلحلكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)الاحزاب70,,,,,,أمابعد..........
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدى هدى محمدصلى الله عليه و آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكلضلالة فى النار فلا زال حديثنا موصولا عن جيل التمكين وكيف السبيل إليه , فذكرنا أن أجل غراس يغرسه الإنسان هو: الولد
وهذا الغراس يحتاج إلى ثلاثة أشياء*إلى أرض خصبة
*وإلى عامل جيد
* وإلى ماء عذب
وقلنا فى الأرض- والمقصود بهاالمرأة- أنه يشترط فيها أشياء أولها ومحور ارتكازها هو الدين وأن النبى صلى الله عليه وسلم حض على اختيار ذات الدين فقال فاظفر بذات الدين تربت يداك
ولا مانع أنتضم صفة أو صفتين أو أكثر إلى الدين لقوله صلى الله عليه وآله وسلم( تنكح النساءلأر بعة لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك)
فذات دين جميلة أفضل من ذات دين فقط , وذات دين وجمياة وغنية أفضل من ذات دين جميلة فقطوهكذا,
ثم نحن نذكر اليوم صفتين ذكرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديث معقل ابن يسار الذى رواه النسائى وأبو داوود قال عليه الصلاة والسلام ( تزوجواالودود الولود فإنى مكاثر بكم الأمم يوم القيامة)
الودود الولود , انظر لهذاالجمع , إن هناك ارتباطا قويا جدا بين الود وبين ولادة المرأة , إن الرجل قد يحب المرأة لأجل أولادها و يحب الأولاد لأجل أمهم , والعلاقة بين الرجل والمرأة إذاأنجب منها الولد أقوى وأمتن من العلاقة بين الرجل وامرأة لا ينجب منها ولذلك جمعهمامعا الودود الولود
الودود كثيرة الود , عروب , محبة لزوجها لا تنغصه ولا تكدره و إنه ليطول عجبى أن تدفع المرأة زوجها دفعا إلى العمل فترة وفترتين وثلاث ويأتى الرجل فى آ خر اليوم يشتكى مفاصله ويشتكى ظهره ويشتكى صداعا فى رأسه ومع ذلك لاترضى المرأة . أى ود هذا!! وأى وفاء!!
كيف تسعد المرأة بحياتها وهى ترى إلفهايعانى هذه المعاناة؟! ولا تعيش معه على ذات يده!
إن النبى عليه الصلاة والسلامامتدح نساء قريش كما رواه الشيخان من حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال:( خير نساءركبن الإبل نساء قريش أحناه على ولد و أرعاه على زوج فى ذات يده)
لذلك كن خيرالنساء ..
تريد أن تعرف المرأة الودود ؟ فاعتبر بحال خديجة رضى الله عنها , سيدةالنساء
فى الصحيحين من حديث عائشة و ذكرت بدء الوحى وأن النبى صلى الله عليهوسلم كان يتحنث فى غار حيراء ولما جاءه الملك و قال له اقرأ قال ما أنا بقارئ وهزههزا عنيفا رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى داره يرجف فؤاده وقال زملونىزملونى وقال لخديجة لقد خشيت على نفسى قالت كلا والله لا يخزيك الله أبدا
وفى رواية وقعت فى بعض روايات صحيح البخارى : قالت كلا والله لا يحزنك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتقرى الضيف وتساعد الضعيف وتعين على نوائب الحق
فانظرلكمال عقلها وصدقها وحسن مواساتها لزوجها
أما كمال عقلها فلأن الإنسان إذا أصابهالروع والفزع احتاج أن يذكره أحد بمآثره , ومن أمثلة ذلك مارواه الإمام مسلم رحمه الله فى صحيحه من حديث عبد الرحمن بن شماسة المهرى رحمه الله قال: دخلنا على عمرو بنالعاص وهو فى سياقة الموت فلما رآنا حول وجهه إلى الجدار وبكى طويلا فأقبل عليه ابنه عبد الله بن عمرو رضى الله عنه وقال يا أبت ألم يبشرك رسول الله صلى الله عليهوسلم بكذا وكذا؟
فواساه وذكره بالبشارات وهو بين بدى الموت, فإن هذا أدعى أنيطمئن قلبه , فلما سمع ذلك أقبل عليهم فقال : لقد رأيتنى على أصداق ثلاث أى علىثلاث مراحل فى حياتى لقد رأيتنى وما أحد أشد بغضا إلىّ من النبى صلى الله عليه وسلمولا أحب إلىّ من أن أكون استمكنت منه فقتلته فلئن مت على هذا الحال لكنت من أهل النار ثم أسلمت فجئت النبى صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ابسط يدك فلأبايعك فبسط يده فقبضت يدى قال (مالك يا عمرو؟) قلت أردت أن أشترط قال :( تشترط بماذا؟) قلت أشترط أن يغفر لى قال يا عمرو ( أوما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله وأن الحج يهدم ماقبله وأن الهجرة تهدم ما قبلها ) قال فما كان أحد أحب إلى من النبى صلى الله عليه وسلم وما كنت أملأ عينى منه إجلالا له ولئن سئلت أن أصفه لكم ما استطعت ذلك لأننى ما كنت أملأ عينى منه إجلالا له فلئن مت على هذا الحال لرجوت أن أكون من اهل الجنة ثم حدثت أشياء لا أدرى ما الله صانع بى .
وأيضا لما حضرت سفيان الثورى الوفاة رحمه الله انتفض وبكى فقال له عبد الرحمن بن مهدى -تلميذه الوفى- قال:مالك؟ألست تقدم على الذى كنت تعبده؟ اسكن . فسكن
فزع من الموت فذكره أنه قادم على الذى نفض له والذى كان يقوم الليالى له والذى كان يتحمل الهجير فى الصيام له , هومقدم عليه فلم الفزع؟ فذكره وما كان سفيان يغفل وقد قضى حياته كلها لله عز وجل , لكنه الفزع الذى ينسى الإنسان حلمه و يزيل عنه عقله , فإذا وقع المرء فى مثل هذاالفزع احتاج إلى حسن المواساة..
رجع النبى صلى الله غليه وسلم يرجف فؤاده ممارآى وهو يقول( لقد خشيت على نفسى ) فقالت وصدرت ذلك بالقسم من قبل أن يبعث النبى صلى الله عليه وسلم , قالت: كلا والله لا يخزيك الله أبدا ليس مثلك..واستدلت علىكريم شمائله وجميل نعوته أنه لا يخزى .. إنك لتصل الرحم وتحمل الكل ..الكل : العالة..
يحمله حملا ..وتساعد الضعيف وتقرى الضيف و تعين على نوائب الحق فكيفت خزى؟
أيها الرجال أعينوا النساء على البر إن الصدق هو أقصر طريق للإقناع , كن رجلا فى بيتك , لا تسقط من عين امرأتك بالكذب ولا بالخداع ولا بالمماراة ..الصدق أقصر طريق للإقناع .. إنك ترفع امرأتك رفعا إذا كنت على هذا المستوى , واعتبر بمارواه البخارى فى صحيحه من حديث بن عباس -رضى الله عنهما- قال أول من اتخذ المنفط هاجر ثم ذكر هجرة إبراهيم عليه السلام من الشام إلى مكة وقد حمل هاجر وابنهاإسماعيل إلى مكة ولم يكن بها إنسى قط فحملها وتركها فى مكة و رجع إلى الشام فنادته: يا إبراهيم .. يا إبراهيم.. فلم يلتفت ولم يرد
ومضى فتركت ولدها ومضت تعدو خلفه حتى أدركته فى عوالى مكة وقالت : يا إبراهيم إلى من تتركنا ؟ وليس بمكة إنسى فلم يرد عليها فقالت له آلله أمرك بهذا فقال :نعم فقالت رضيت بالله , ورجعت فى مكةوحدها يمضى عليها نهار وليل ونهار وليل وهى وحدها قضت فترة طويلة .. ليس بمكة إنسان تأنس به
لما قالت له آلله أمرك بهذا؟ قال نعم وفى رواية لم يرد عليها و لكن أومأ برأسه أى نعم قالت: إذن لا يضيعنا , وفى رواية البخارى أيضا قالت رضيت بالله ..
الصدق .. صدق الرجل له أثر عظيم فى استقامة المرأة , ما فسد نساؤنا إلا بعدأن فسد رجالنا , ما نشزت امرأة - فى الغالب - إلا كان الرجل سببا فى نشوزها لم يقمعليها بحق القوامة
نظرت خديجة إلى النبى صلى الله عليه وسلم فرأت فيه رجلاأمينا, صادقا, وفيا ..كان كثير الثناء عليها بعد ما ماتت حتى قالت عائشة رضى الله عنها كما رواه البخارى وغيره : ما غرت على امرأة قط غيرتى على خديجة , يقول الإمام الذهبى رحمه الله : وهذا أعجب شىء أن تغار من امرأة ميتة ولا تغار من نسوة يشركنهافيه صلى الله عليه وسلم ..لا تغار من أم سلمة ولا تغار من أم حبيبة ولا من حفصة ولامن زينب وتغار من امرأة ميتة , وهذا من لطف الله بنبيه حتى لا يتكدر عيشه ..لاتغارمن نظيراتها وتغار من خديجة ..
لكثرة ما كان يذكرها ويثنى عليها , وكان يذبحالذبيحة فيقطعها أعضاء ويرسل إلى صدائق خديجة(صديقاتها)
..فقلت له يوما : كأن ليس فى الدنيا امرأة إلا خديجة فقال لى :( إنها كانت وكانت وكان لى منها الولد )
الودود الولود ..كانت وكانت يعنى جعل يثنى و يذكر شمائلها وفى مرة كما فى صحيحالبخارى استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة وكان صوتها يشبه صوت خديجة واستئذانهايشبه استئذان خديجة وذلك بعد موت خديجة رضى الله عنها بزمان ، استأذنت هالة بنت خويلد فلما سمع صوتها ارتاع لذلك .. يعنى فزع وهذا هو فزع الشوق , اللهفة وف ىالرواية الأخرى :ارتاح لذلك وقال(اللهم هالة) يعنى اللهم اجعلها هالة
نفسالإستئذان و نفس الصوت ..قالت عائشة : فغرت ..مجرد الصوت يذكره بها ..طريقةالإستئذان تذكره بها
قالت : فغرت .. فقلت له:وما تفعل بعجوز حمراء الشدقين هلكتفى الدهر أبدلك الله خيرا منها
ما هذا الكلف؟ وما هذا الثناء؟ وما هذا الذكرالمستمر؟
خيرا منها أى تقصد نفسها ..فقال لها النبى صلى الله عليه وسلم - وهذافى خارج البخارى - قال: ( لا والله ما أبدلنى الله خيرا منها , آمنت بى إذ كذبنىالناس , و أعطتنى إذ حرمنى الناس , وواستنى بمالها لما منعنى الناس , ورزقنى اللهمنها الولد إذ حرمنى أولاد النساء)
فانظر إلى هذا الوفاء .. كثير الذكر لها كثيرالثناء عليها , هى تستحق ذلك ..
ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( كمل من الرجال كثير , ولم يكمل من النساء إلا أربع : خديجة ومريم وفاطمة وامرأة فرعون ) أربعة فى ملا يين النساء منذ خلق الله آدم إلا أن يرث الله الأرض وم نعليها
..أربعة فقط ..لها الشرف أنها تأخذ أجر كل مؤمنة إلا يوم القيامة , لأنهاأول من آمنت مطلقا قبل أبى بكر الصديق , لأنها أول من علمت ببعثته صلى الله عليهوسلم وبأنه نبئ فآمنت به فلها أجر كل مؤمن يأتى إلى يوم القيامة , لأن النبى صلىالله عليه وسلم قال : ( من سن فى الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بهاإلى يوم القيامة ..) وهذه سنت سنة الإيمان , وقال صلى الله عليه وسلم مؤكدا لهذهالقاعدة : ما من نفس تقتل ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل منها .. لأنه أول منسن القتل ..
ابن آدم الأول الذى قتل أخاه يحمل كفلا وتبعة من كل رجل قتل ظلماإلى قيام الساعة.. لماذا؟..هو أول من قتل واستن القاتلون به فيحمل هذه التبعة , كذلك الذى يسن خيرا وينشر الدين والعلم والسنة فى بلد ليس فيها شىء من ذلك له أجرالدعاة إلى هذا الدين إلى يوم القيامة ..
كذلك خديجة آمنت به إذ كذبه الناس ..هذه هى الودود صاحبة الدين المتين , الودود العروب المحبة لزوجها
قال الله تعالى :(( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض و بما أنفقوا منأموالهم ))النساء34
ثم ذكر صنفى النساء - أمام هذه القوامة - (( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ))النساء 34 هذا هو الصنف الأول (( واللاتى تخافون نشوزهن ))النساء34 الصنف الثانى (( فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاإن الله كان عليا كبيرا )) النساء34فانظر بعدما ذكر القوامة قال فالصالحات ..أى اللواتى لايهدرن قوامة الرجل ويطعن أزواجهن ووصفهن بذلك وصدر وصفهن بالفاء العاطفة التى تفيدالترتيب مع سرعة المبادرة .. فالصالحات : أى يمتثلن مباشرة إذا أمر الزوج بالمعروفوفى قدر الإستطاعة ..
فالصالحات قانتات : أى طائعات لربهن , والمرأة التى تعصىربها سهل عليها أن تعصى زوجها ..كيف تطيع زوجها وقد نشزت على ربها , لذلك ذكر أول صفة فيها تستقبم فيها بقية الصفات بعد ذلك : قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ..
تلا النبى صلى الله عليه وسلم هذه الآية فسئل : من خير النساء يا رسول الله ؟قال:( التى إذا نظرت إليها سرتك , وإذا أقسمت عليها أبرتك , وإذا غبت عنها حفظتك فىنفسها ومالك )
حافظات للغيب :أى لغيبة أزواجهن ..إذا غاب الزوج تحفظ ماله وتحفظعرضه ..
إذا نظرت إليها سرتك : وهذا ليس المقصود به جمال الوجه , إنما المقصودبه جمال الروح .. هناك نساء يعشقن النكد .. لا يرى الرجل منهن إلا تكشيرة الوجه , تكشيرة الوجه الدائمة التى تنبئ عن عدم الرضا , إذا نظرت إليها سرتك .. دائمة البشروالإبتسام , أول ما تدخل عليها تشعر أن الدنيا كلها رجعت إليها وحازتها , وتظل قلقةإلى أن تعود فإذا ما عدت ارتاحت و سكنت .. هذا هو معنى إذا نظرت إليها سرتك ,, وإذاأقسمت عليها لا تحنثك فى يمينك أبدا مهما كان الذى حلفت عليه شاقا عليها .. هذه هى خير النساء ..التى يجمعها قول الرسول صلى الله عليه وسلم :الودود . كثيرة الود , دائمة البشر ..
أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم .....................
الحمد لله رب العالمين له الحمد الحسن والثناء الجميل , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يقول الحق وهو يهدى السبيل , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..
فالصالحات قنتات حافظات للغيب .. يدخل فى قوله تعالى :(( حافظات للغيب)) النساء34أن تحفظ المرأة غيب زوجها فلا يطلع عليه أحد .. نساء اطلعن على بعض عورات الأزواج من فعل المعاصى فإذا غضبت تفشى كلذلك وهى تشتكى وتقول إنه يفعل كذا وكذا وكذا وتعدد ما غاب عن الناس ..لماذا تفضحين زوجك عند الخلاف؟
لا يقال هذا الشيء إلا بحضرة القاضى أو المفتى بشرط أن يكون لهذا القول تأثير فى الحكم .. إذا لم يكن له تأثير فى الحكم فلا يجوز للمرأة أنتفشى سر زوجها .
امرأة تشتكى زوجها لى .. لماذا تشتكين زوجك؟ تقول إنه ينظرللنساء ويعاكسهن , مع أن شكواها كانت بعيدة عن ذلك , فلماذا تفشين هذه الخصلة؟! .. هى لا تؤثر فى الحكم ..أو إنه يفعل كذا ..تأتى بأشياء لا يعلمها الناس
........................................
ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى إلى الكعبة حيث يوجد صنم فوقها لا يجرؤ أحد على مسه, فأراد النبى صلى اللهعليه وسلم أن يصعد فوق أكتاف علىّ ليحطم الصنم فعجز على عن حمله فقال النبى صلى الله عليه وسلم له:اصعد أنت.. فصعد على على أكتاف النبى صلى الله عليه وسلم فكسره,
فقالوا إن من خصائص على أن النبى صلى الله عليه وسلم حمله ولم يحمل أحداغيره , فرد شيخ الإسلام ابن تيمية العالم الربانى المفتوح عليه قال: لا شك أن من انتفع به النبى صلى الله غليه وسلم خيرا ممن انتفع بالنبى صلى الله عليه وسلم, لوقلبتموها لكانت صحيحة , ولذلك كان أبو بكر الصديق أفضل من على لأنه نفع النبى صلىالله عليه وسلم ..فقال عليه الصلاة والسلام :( لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلالاتخذت أبا بكر خليلا
وليس لأحد علينا منة ولا يد إلا أبو بكر فله على يد يجزيهالله بها ) كأنما قال :أنا لا لأستطيع أن أجزيه بها إنما الذى يكافئه هو الله تباركوتعالى ..
فانتفع الرسول صلى الله عليه وسلم بأبى بكر أكثر من أى أحد فكان هوأفضل , فخديجة كانت أفضل
لأنها نفعت الرسول عليه الصلاة والسلام ثم نفعته فى وقت عز فيه النصير ..
وأنت تريد أن تعرف شمائل الناس ونعوت الخلق , اختبرهم فى وقت المحن والشدائد
جزى الله الشدائد كل خير**......** عرفت بها عدوى منصديقى
فبها تعرف معادن الإنسان
لولا اشتعال النار فيما جاورت **.......** ماكان يعرف طيب عرف العود
أى البخور ..فخديجة رضى الله عنها ويدل على ذلك قو ل النبى صلى الله عليه وسلم لعائشة لما قالت أبدلك الله خيرا منها قال : لا والله ماأبدلنى الله خيرا منها ..
وفى صحيح مسلم أنها أكثرت على النبى صلى الله عليهوسلم من اللوم فى الثناء على خديجة
فقال لها ( إنى رزقت حبها ) ويالها من كلمة .. حب الرجل لزوجته رزق مثل المال والولد ومحبة الخلق يعنى لا تلومينى فأنا مغلوبعلى الثناء عليها ..
وحب الرجل لزوجته ليس وليد طفرة و إنما هو بسبب شمائلالمرأة ,
والرجل ليس مغفلا، فالمرأة أحيانا تريد أن تسمع الثناء من الرجل بلسانه فإذا طال بها زمان - مع أن معاملة الرجل جيدة وهى تلمس الحنان فى تصرفاته وفى كرمه وعطفه ونبله وإغضائه عما يرى منها من المكروه -
تحتاج إلى الكلام ، فإذا لم يتكلم الرجل تلومه : لماذا لا تقل لى كذا وكذا ؟؟ وتلقنه فتضيع على نفسها
.. ليس الرجل غبيا , قد يسكت وهو مقر بفضلها ومقر بمعروفها لكنه لا يحسن صناعة الكلام أوربما لم يتكلم لعلة عنده , فلا تحمله المرأة العاقلة على الكلام حملا ..
كل إنسان ذكى ولو بنسبة وكل إنسان يخلص إلى نفسه ويعترف بما يكابر به علانية بينه وبيننفسه فى لحظات الصفاء ولذلك نقول : أديموا المعروف بمعروف ..إنك تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت ..
فالمرأة لا تكدرصفو زوجها لاسيما إذا لمست منه العشرة بالمعروف وهناك حكاية :-
أن رجلا مرضتامرأته فبكى عليها بكاء شديدا ، فقال له بعض عواده : لم تبكى عليها هذا البكاء؟!
قال إننى أخشى لو ماتت من أين آتى بمثلها؟ ..ثم شرع يقص بعض شأنها معه فيقول : هى ابنة مقاول كبير شهير معه مال و أنا كنت عاملا عند هذا المقاول ولما لمس المقاول منى الإخلاص والأمانة والجد والتفانى صيره رئيس العمال فمارس عمله الجديدبكل إخلاص وود فأراد الرجل الذكى أن يحتفظ بماله و أن يتركه بيد أمينة فقال أزوجك ابنتى من هذا الرجل ..فقال زوجنى ابنته و أنا عامل عنده فحفظت هذا المعروف ، وكنت فقيرا لا أملك من المال ما يجعلها فى مستوى معيشة أبيها فكانت تمضى علينا الأيام لانأكل لحما , وكان الموعد كل يوم جمعة على مائدة الغداء ، فيأتى أبوها بما تشتهيهالأنفس وتسر به الأعين ..قال: فكانت لا تأكل شيئا من اللحم أو الدجاج والبط والأوز وما شابه فيقولون لها لم ذلك ؟ فتخبرهم أن زوجها أشبعها من هذه الأصناف فأنا آكلاللحوم كل يوم حتى لم أعد أطيق النظر إليها - وهى لا تأكله ولا تراه -
تكبرزوجها ولا تفضحه ولا تذكر فى كل مشكلة أنه عاجز عن إطعامها فتفضحه وتجعله دونا فى وسط الرجال
يقول : وظلت على ذلك زمان وأنا لا أعرف حتى أخبره والدها أن يقتصد فى الطعام ويقلل من اللحوم فى بيته حت تشتهيها ابنته التى تخبرهم دائما أنها عافتها من كثرتها فى بيت زوجها ..
قال فلما سمعت ذلك طفرت عينى.. فقلت له : حق لك أنتبكيها.
يا ليت نساءنا يتعلمن من خديجة رضى الله عنها ..استدلت على جميل نعوته أن الله لا يخزيه ..
قد يبتلى الله عز وجل المؤمن لكن لا يخزيه .... يبتليه لكن لايخزيه , ولذلك ما قالت لا يبتليك الله أبدا ,
يبتلى المؤمن لكن يخرج من الدنيابشرف .. يخرج من الدنيا بالثناء الجميل والذكر الحسن من الناس ..لا يفرط فمثلاالإمام أحمد بن حمبل كان بعد المحنة أفضل منه قبل المحنة , وأخذ لقب إمام أهل السنةبجدارة بعد المحنة
، كما كان داوود عليه السلام أفضل منه بعد المعصية منه قبل المعصية ( فى سورة ص) كما يقول ا بن تيمية رحمه الله.. فالامام أحمد زكى ونما و طاراسمه مع كثرة نظرائه فى زمانه كان هناك ألوف العلماء مثل أحمد بن حنل فى الفضل والذكر والعلم لكن الله رفع الإمام أحمد إلى مناط النجوم و صار إماما يقتدى به فى علم الحديث وفى غيره من العلوم وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ،
إنك لتصل الرحم وتكسب المعدوم وتحمل الكل وتساعد الضعيف وتعين على نوائب الحق ، وفى غير صحيح البخارى : وتؤدى الأمانة وتصدق الحديث ,
المرأة تعلم كل هذا من زوجها بالعشرة , فالرجل قد يخدع الناس فى الخارج لكن إلى متى يتجمل إلى امرأته ؟!
لذلك المرأة هى التى تعرف أسرار زوجها , ومن هنا كان إذا مات أحد الكبراء ذهبوا إلى امرأتهي سألونها عنه،
وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم فى بيته من الذى جلاها لنا إلاأزواجه؟
تريد أن تعرف صدق الرجل ونبله ..اسأل امرأته بشرط أن تكون امرأة تتقى الله فلا تكذب..
ولذلك كانت خديجة أفضل من عائشة ..نصرته فى وقت عز فيه النصير , يقول: وواستنى بمالها
وليس على الرجل غضاضة أن يستفيد بمال امرأته لكن أحياناالرجل لا يأخذ المال من امرأته لعلة عنده أما إذا انتفت العلل فلا غضاضة أن يفعلكما استفاد ابن مسعود بمال امرأته ومن قبله سيده وسيدنا صلى الله عليه وسلم لمااستفاد بمال خديجة ,, إذا كنت لا تخشى من امرأتك المن والأذى اقبل رفدها .
فإذاكان الود بهذه المثابة وله كل هذا الثقل فى استقرار الحياة الزوجية فكيف لى أن أعرفأن المرأة ودود؟؟
وهذا الشىء لا يكتشف إلا بالعشرة ؟؟
أقول لك كما تعرف أنالمرأة ودود تعرف أنها ولود .. من أين علمت أنها ولود ؟؟ بالنظر إلى أختها و أمهاوعمتها , فيندر أن تكون الأم ولودا والأخت والعمة والخالة وتكون هى عقيما ..
قدتقع هذه الحالة لكن نادر ومعروف أن الشاز النادر لا يقاس عليه ..إنما يقاس على الأغلب ..
فكذلك إذا رأيت أمها تحب أباها وتكرمه وترفعه فاعلم أن ابنتها تكون مثلها ..
وهذه مسألة هامة جدا .. إذا أحبت الأم زوجها تكون البنت أيضا محبةلزوجها......لماذا؟
دفء الأسرة تعيش فيه البنت بخلاف الأسر ذات المشاكل ..الرجل يسب المرأة والمرأة تسب الرجل ، فالأم حين تحب أن تشتكى فلمن تفعل ؟؟
لابنتها ..فالبنت أقرب الأولاد إلى الأم ..فإذا كان الزوج رجلا لا يعرف معروفا ولا ينكرمنكرا سيء العشرة فسوف تشتكيه الأم لابنتها بمجرد أن تعى وتسب الرجل وتجور عليه وتقول : لولاك وأخواتك لتركته ..
فينطبع فى زهن البنت الخوف من الرجال وتظن أن كل الرجال كأبيها فتنمو عندها شهوة الإنتقام أو بغض الرجل أو استحقاره أو عدم الوفاء له ..كل هذا بسبب الأم، لكن إذا كان الرجل يتقى الله عز وجل والمرأة كذلك يندر أن يخرج من هذا الجو الأسرى الجميل بنت ناشز ..
وهذا يؤكد عليك وأنت تبحثعن المرأة أن تبحث عن البيت الذى يظلله الدين
كثيرا ما يأتينى شباب ويقول لىمثلا أريد أن أتزوج فلانة وهى متبرجة وأنا أقنعتها بالحجاب فقالت نعم سألبسه لكن أبوها أو أمها سيء السمعة أو جدها أوقريبها ضبط فى قضية كذا...إلى آخره ..
فأنصح دائما السائل أن يبحث عن ذات الدين فى البيت الذى يظلله الدين ، فيقول أن المرأةيمكن أن تكون سيئة جدا ومتبرجة وراقصة ثم تصير من أفضل المؤمنات ..ونحن لا نعارض قدتكون امرأة فى قاع الفاحشة فترتفع إلى قمة العفاف ...لكن ..قد .. قد , والشاز لايقاس عليه فلو أنك جئت على امرأة متبرجة تكشف زينتها للأجانب وقلت أنك ستكسب فيهاثوابا وتأخذها وتهديها .. فلما تزوجتها ما رأيت منها سعادة و قلبت حياتك جحيما ،فحين تشتكى نقول لك : العينة بينة ..لقد رأيتها وهى كذا وكذا . ثم تأمل فيها خيرا؟!! ويلام ، لكن رجل مثلا تزوج امرأة منتقبة ثم تحيل حياته جحيما فنقول له: لقدانتقيت وأخذت بالأسباب و لكن لم توفق.
فانظر إلى الفرق بين الحالة الأولى والثانية .. فى الأولى يلام لأنه لم يأخذ بالأ سباب الشرعية والحالة الثانية يحط عنه اللوم ويعزى ذلك إلى الغيب -(( وما كنا للغيب حافظين ))-يوسف81
فعليك أن تبذل ،تدخل بيتا الرجل فيه ملتزم والأم ملتزمة والظاهر على البيت الإلتزام ، ..
إذن مسألة الود وهى مسألة خفية ومسألة الولادة وهى مسألة خفية يستدل عليهما بشئ خارج..
وهذه القاعدة قلناها فى أكثر من مناسبة لما ذكرنا قول النبى صلى الله عليه وسلم :( من سره أن يتمثل الناس له قياما فلييتبوأ مقعده من النار ) من سرهوالسرور مسألة قلبية ونحن لا نعرف أعمال القلوب , فكيف أعرف أن هذا الرجل مسرور أوغير مسرور ؟ فقال العلماء : ينصب لذلك دلالة وعلامة فى الخارج تعلق عليها الحكم ،فإذا لم تقم له غضب فالغضب علامة خارجية أنت تراها يحسن بك أن تعلق الحكم عليهافإذا غضب لأنك لم تقم له دل ذلك على مكنون قلبه وأنه يسر إذا قمت له لذلك غضب لمالم تقم له ، فلما كان عمل القلب خفيا لا يعلمه إلا الله نصب إليك دليلا خارجيا تعلقعليه الحكم .
كذلك الود والولادة نصبنا شيئا من الخارج مثل البيت الذى يظللهالدين ومثل الأم الولود والأخت الولود والخالة والعمة فهذه كلها أشياء يصلح أن تعلق الحكم عليها .
خير نسائكم من أهل الجنة الودود الولود , والولد يمتن الأواصر بين الرجل والمرأة ، ونعلم أنه حين يحب الرجل المرأة يحب أولاده منها ، وإذا كره المرأةقد يكره أولاده منها .. والعبارة دقيقة : قد يكره لأنه عادة لا يكره الرجل ولده .. وأولاد الرسول صلى الله عليه وسلم كلهم من خديجة ما عدا إبراهيم فمن جاريته مارية ،ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : ورزقنى الولد منها إذ حرمنى أولاد النساء ..
أولاده من خديجة صلى الله عليه وسلم : القاسم وبه كانت كنيته , والطاهروالطيب على قول بعض أهل العلم وقال بعض أهل العلم بل هو عبد الله وكان يلقب بالطيب والطاهر، واتفق العلماء جميعا أن كل الذكور ماتوا صغارا ، والباقى نساء : زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة كلهم من خديجة رضى الله عنها.
وانظر إلى حياة النبى صلىالله عليه وسلم بعدما تزوج 38 سنة, ظل زوجا 38 سنة منها 25 سنة مع خديجة
ومن كرامتها عليه أنه لم يحدث امرأة معها أبدا , ولا يعنى هذا طبعا أن الرجل إذا تزوج على امرأته أنه لا يكرمها أو يضيع كرامتها أبدا .
لم يتزوج عليها وهى حية وفى 13سنة تزوج سودة رضى الله عنها ثم عائشة نكحها بعد موت خديجة بثلاث سنوات , , فالولديمثل الآصرة ولذلك إذا لم تلد المرأة فإنها تبحث عن كل سبيل ليرزقها الله الولدوتظل خائفة
إلى أن تلد ، وحماة شريح القاضى لمل جاءت تزور شريحا بعد سنة منزواجه بابنتها قالت له كيف وجدت ابنتنا؟ فقال: على ما يحب الصديق ويكره العدو ،قالت له يا أبى أمية إن المرأة لا تفسد إلا فى حالين إن يكون لها حظوة عند زوجهاوأن يأتيها الولد ...أرأيتم مثل هذه الحماة ؟!!
تعينه على ابنتها وهذه خيرالنساء و خير الرجال أن تعين زوج ابنتك عليها ولذلك الناس ذوى الأصل قديما كانواإذا أتتهم غاضبة يعيدونها فورا لبيت زوجها دون تحقيق أو انتظار, ويفهموها أن المرأةحين تتزوج ليس لها إلا بيت زوجها ، ويعظم الزوج فلا يؤنبه ولا يقويها عليه ..
لاتهدر قوامة الرجل لكن إذا أردت أن تعاتبه فبينك وبينه قل له إن ابنتى ترضى ىبالقليل وتكفيها كلمة لطيفة , ولو كان معوزا فلا مانع أن تساعده قائلا : اشتر لهاهدية .,
أو أن تشتريها أنت ويمنحها هو , فستصل إليها الهدية على أى حال وستزكى الود بينهما وتكسب أنت قلب زوج ابنتك فيرعاها ويحفظها لأجلك حتى وإن كانت لاتستحق,
وكان هذا خلق عمر بن الخطاب رضى الله عنه مع ابنته حفصة فى الحديث الذى رواه الشيخان من حديث ابن عباس لما قيل إن النبى صلى الله عليه وسلم طلق نساءه ويهجرنه الليل حتى الصبح فجاء عمر ابن الخطاب لما سمع هذا الكلام وقال لحفصة أى حفصة أتغاضب إحداكن النبى صلى الله عليه وسلم و تهجره الليل حتى الصبح ؟! قالت : نعم , قال : ما يؤمنك أن يغضب الله لغضب رسوله فتهلكى؟!! ثم أوصاها الوصية التى يننبغى لكل والد أن يوصى ابنته بها قال لها : لا تسألى النبى صلى الله عليه وسلم شيئا ولا تستكثريه وسلينى ما بدا لك ..
نساء قريش خير نساء ركبن الإبل أحناه عل ىولد وأرعاه لزوج فى ذات يده ..
إذن أنت تعين ابنتك على أن تعيش بهذا الخلق ..انظر إلى البيت الذى يحكمه الإسلام بيت كله خير , كله منافع ..
إذن المرأةالولود الودود العؤود أى التى يعود نفعها إلى زوجها . والرسول صلى الله عليه وسلم سئل عن امرأة جميلة لا تلد وعن أمة تلد فنصح بزواج الأمة التى تلد, لأنه حين نصح بزواج الودود الولود قال : فإنى مكاثر بكم الأمم يوم القيامة ,
إذن كثرة النسل مطلوب شرعا وتحديد النسل بالطريقة التى يدعو إليها المتهتكون لا تجوز شرعا باتفاق العلماء و ما يجوز للفرد فى ذاته لا يجوز أن يعمم على المجموع ..فمثلا اتفق العلماءعلى أن الأذان فرض كفاية و أنه لا يجب الأذان وجوب عين على كل فرد ..اتفقوا على ذل كفلا يؤذن الجميع حين يدخل وقت الصلاة ولا يأثمون , لكن اتفقوا على أن رفع الأذان من أى فرد واجب , إذن فرض رفع الأذان فى وقت الصلاة متعين على مجموع الأمة ، ساقط عن كل فرد فيها إذا قام به أحدهم .
فإذا جئت فقلت أن هذا واجب عليهم جميعا قالالعلماء : هذا منكر ..
يجوز للرجل أن يباعد بين فترات الحمل بمانع للحمل ..يجوزللفرد..
فإذا جئت فقلت أن هذا الجواز للفرد واجب على المجموع قالوا : هذا منكر , هذا لا يجوز .. ما يجوز للفرد لا يجوز أن تفرضه على المجموع ..إنما تترك المسألةلكل فرد يقدر ظروفه وحالته .
فالدعوة العامة إلى تحديد النسل من أنكر الدعاوى , وهى لا تجوز بحال ، فتحديد النسل جريمة من أعظم الجرائم
لماذا تحددوا النسل ؟! يقولون : لا يوجد طعام ولا شراب ..كأنهم هم الذين يرزقون الناس , ونقول أوجدواللعاطلين فرص عمل.., الوطن العربى كل ميل مربع يعيش فيه 78 فرد وفى أوربا كل ميل يعيش فيه 128 فرد
..نحن لا نعانى من كثرة نسل ، إننا فى مصر مثلا نعيش على أربعة فى المائة من مساحة مصر , الستين مليون يعيشون على 4% فقط وهى مساحة الشريط الأخضر حول النيل وبعض البقاع الأخرى المتناثرة القليلة , إذن المسألة كلها فسادإدارى وليست كثرة نسل ..96 بالمائة صحراء..
الضربات المستمرة الجائرة لتوظيف الأموال كانت سببا لهروب رؤوس الأموال إلى الخارج ..المصريون كانوا يحولون كل عام أربعة مليار دولار ، تقلص هذا المبلغ كثيرا وصاروا يودعوا أموالهم فى البنوك ا لخارجية حيث الأمان .. رجال كانوا يعدوا من الأغنياء صاروا الآن يتحقون أموالالزكاة بسبب ضرب شركات توظيف الأموال،
لماذا لايقال للناس اخرجوا إلى الصحراء وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من أصلح أرضا ميتة فهى له ) قرأت محنة أربعةإخوة قادمين من سويسرا بعد 25 سنة عمل فى سويسرا لما قالوا الثورة الخضراء ومن يصلح أرضا يأخذها فذهبوا وأخذوا حوالى ألف فدان وظلوا أربع سنوات أنفقوا فيها جل الما ل الذى جمعوه فى 25 سنة و بعد أن اخضرت الأرض ذهبوا كى يحصلوا على عقود التمليك فأبواأن يعطوهم عقود التمليك وأرادوا أن يبيعوا لهم الفدان بكذا ..لماذا ؟! ..بعد أ ن رأوه أخضرا ..أولم تكن الماكينات والأيدى العاملة والعمل المتواصل منذ أربع سنوات أمام أعينكم ؟ !..أنا حين أكون صاحب رأس مال وأقرأ هذا فى الجريدة الرسمية و أنهم عجزوا عن أخذ تمليكا للأرض فأنا لا يمكن أن أضع رأس مالى فى أرض يأخذوها منى بعدذلك ..
والنبى صلى الله عليه وسلم يقول : (من أحيا أرضا مواتا فهى له )
إذنفالمسألة فساد إدارى فقط ..
96% من مساحة مصر صحراء وهناك رؤوس أموال ضخمة جدافلماذا لا يطلق للناس العنان ؟
نظموها .. فمثلا حين يتقدم المستثمر لألف فدان يدفع مائة جنيه أو أى مبلغ رمزى عن كل فدان كنفقات إدارية للقائمين على المشروع ولكن تطلق يده فيها , والله لو أطلقنا يد الناس فيهاما عانينا من فراغ ..
لكن نقلص نحن نسلنا والنصارى يعطون للرجل الذى يأتى بالولد الرابع علاوة إضافية
ترى فى بطاقة التموين التى لا تغنى ولا تسمن من جوع يضعون ابنا واحدا مع أن هناك 24مكان للأبناء فى البطاقة ويبدو أن البطاقات قديمة فلم يعدلوا ال24 ..
والله لقدصرفوا على تنظيم الأسرة ملايين لو أصلحوا بها أرضا لأطعموا كل الأولاد الجدد ..ملايين على أسرة صغيرة تساوى حياة أفضل, فيأتى لك بصورة غريبة لامرأة كبيرة البطن تحمل أطفالا وتيمسك بها أطفال مع زوجها فى أسوأ صورة وفى المقابل امرأة جميلة وأبناؤها الثلاثة فقط منعمين مع أبيهم فهل هذا هو الواقع؟
لا ليس هذا هو الواقع .. إننا نعلم الأسر فيها 12 فرد وثمانية أفراد من أفضل الأسر ومن أسعد الأسر وهذاهو الطبيعى والغالب بل أن فيهم منالترابط الأسرى ما ليس موجودا فى أسرةالثلاثة..
فلماذا تكذبون ؟ والصدق أقرب طريق للإقناع
من تخاطبون؟ الصم البكم العمى؟!.. إننا أبناء المجتمع وكلنا نعرف الصورة الحقيقية ..
كل هذا تنفير من كثرة الولد وكثرة الولد نعمة.. ألم يقل النبى صلى الله عليه وسلم :( إنى مكاثر..) ؟
أفلا تحقق أمنية النبى صلى الله عليه وسلم ؟..إذا كان هو يريد أن تكون الأمةكثيرة إرادة له ومحبة له ألا تسعى فيها من باب المحبة له صلى الله عليه وسلم؟
فهذه ثلاث صفات يجب أن تتوافر فى الأرض التى تبحث عنها لوضع نطفتك: الولودالودود العؤود
....................................وللحديث صلة إن شاء الله
.................................................. .................................................. ...............
//نجيب عن بعض الأسئلة إجابة خفيفة :-
إمام يصلى بالناس وعنده سلس بول فماذا يفعل فىالوضوء علما بأنه يتوضأ عند كل صلاة مباشرة؟
هذا لا شئ عليه , إذا كان هو أحفظالناس لكتاب الله تبارك وتعالى وهو الإمام الراشد للناس فمن صحت صلاته لنفسه صحت لغيره بشرط أن يتوضأ لكل صلاة .
.................................................. ...................
أقول قولى هذا وأستغفر الله العظيم لى ولكم والحمد لله رب العالمين..
الشيخ: أبو إسحق الحويني
إن الحمد لله تعالى , نستعين به ونستغفره,ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهد الله تعالى فلا مضل له,ومن يضلل فلا هادى له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لهو أشهد أن محمدا عبده ورسوله
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون)ال عمران102
(يأيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلقمنها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إنالله كان عليكم رقيبا)النساء1
(يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلحلكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)الاحزاب70,,,,,,أمابعد..........
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدى هدى محمدصلى الله عليه و آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكلضلالة فى النار فلا زال حديثنا موصولا عن جيل التمكين وكيف السبيل إليه , فذكرنا أن أجل غراس يغرسه الإنسان هو: الولد
وهذا الغراس يحتاج إلى ثلاثة أشياء*إلى أرض خصبة
*وإلى عامل جيد
* وإلى ماء عذب
وقلنا فى الأرض- والمقصود بهاالمرأة- أنه يشترط فيها أشياء أولها ومحور ارتكازها هو الدين وأن النبى صلى الله عليه وسلم حض على اختيار ذات الدين فقال فاظفر بذات الدين تربت يداك
ولا مانع أنتضم صفة أو صفتين أو أكثر إلى الدين لقوله صلى الله عليه وآله وسلم( تنكح النساءلأر بعة لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك)
فذات دين جميلة أفضل من ذات دين فقط , وذات دين وجمياة وغنية أفضل من ذات دين جميلة فقطوهكذا,
ثم نحن نذكر اليوم صفتين ذكرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديث معقل ابن يسار الذى رواه النسائى وأبو داوود قال عليه الصلاة والسلام ( تزوجواالودود الولود فإنى مكاثر بكم الأمم يوم القيامة)
الودود الولود , انظر لهذاالجمع , إن هناك ارتباطا قويا جدا بين الود وبين ولادة المرأة , إن الرجل قد يحب المرأة لأجل أولادها و يحب الأولاد لأجل أمهم , والعلاقة بين الرجل والمرأة إذاأنجب منها الولد أقوى وأمتن من العلاقة بين الرجل وامرأة لا ينجب منها ولذلك جمعهمامعا الودود الولود
الودود كثيرة الود , عروب , محبة لزوجها لا تنغصه ولا تكدره و إنه ليطول عجبى أن تدفع المرأة زوجها دفعا إلى العمل فترة وفترتين وثلاث ويأتى الرجل فى آ خر اليوم يشتكى مفاصله ويشتكى ظهره ويشتكى صداعا فى رأسه ومع ذلك لاترضى المرأة . أى ود هذا!! وأى وفاء!!
كيف تسعد المرأة بحياتها وهى ترى إلفهايعانى هذه المعاناة؟! ولا تعيش معه على ذات يده!
إن النبى عليه الصلاة والسلامامتدح نساء قريش كما رواه الشيخان من حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال:( خير نساءركبن الإبل نساء قريش أحناه على ولد و أرعاه على زوج فى ذات يده)
لذلك كن خيرالنساء ..
تريد أن تعرف المرأة الودود ؟ فاعتبر بحال خديجة رضى الله عنها , سيدةالنساء
فى الصحيحين من حديث عائشة و ذكرت بدء الوحى وأن النبى صلى الله عليهوسلم كان يتحنث فى غار حيراء ولما جاءه الملك و قال له اقرأ قال ما أنا بقارئ وهزههزا عنيفا رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى داره يرجف فؤاده وقال زملونىزملونى وقال لخديجة لقد خشيت على نفسى قالت كلا والله لا يخزيك الله أبدا
وفى رواية وقعت فى بعض روايات صحيح البخارى : قالت كلا والله لا يحزنك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتقرى الضيف وتساعد الضعيف وتعين على نوائب الحق
فانظرلكمال عقلها وصدقها وحسن مواساتها لزوجها
أما كمال عقلها فلأن الإنسان إذا أصابهالروع والفزع احتاج أن يذكره أحد بمآثره , ومن أمثلة ذلك مارواه الإمام مسلم رحمه الله فى صحيحه من حديث عبد الرحمن بن شماسة المهرى رحمه الله قال: دخلنا على عمرو بنالعاص وهو فى سياقة الموت فلما رآنا حول وجهه إلى الجدار وبكى طويلا فأقبل عليه ابنه عبد الله بن عمرو رضى الله عنه وقال يا أبت ألم يبشرك رسول الله صلى الله عليهوسلم بكذا وكذا؟
فواساه وذكره بالبشارات وهو بين بدى الموت, فإن هذا أدعى أنيطمئن قلبه , فلما سمع ذلك أقبل عليهم فقال : لقد رأيتنى على أصداق ثلاث أى علىثلاث مراحل فى حياتى لقد رأيتنى وما أحد أشد بغضا إلىّ من النبى صلى الله عليه وسلمولا أحب إلىّ من أن أكون استمكنت منه فقتلته فلئن مت على هذا الحال لكنت من أهل النار ثم أسلمت فجئت النبى صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ابسط يدك فلأبايعك فبسط يده فقبضت يدى قال (مالك يا عمرو؟) قلت أردت أن أشترط قال :( تشترط بماذا؟) قلت أشترط أن يغفر لى قال يا عمرو ( أوما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله وأن الحج يهدم ماقبله وأن الهجرة تهدم ما قبلها ) قال فما كان أحد أحب إلى من النبى صلى الله عليه وسلم وما كنت أملأ عينى منه إجلالا له ولئن سئلت أن أصفه لكم ما استطعت ذلك لأننى ما كنت أملأ عينى منه إجلالا له فلئن مت على هذا الحال لرجوت أن أكون من اهل الجنة ثم حدثت أشياء لا أدرى ما الله صانع بى .
وأيضا لما حضرت سفيان الثورى الوفاة رحمه الله انتفض وبكى فقال له عبد الرحمن بن مهدى -تلميذه الوفى- قال:مالك؟ألست تقدم على الذى كنت تعبده؟ اسكن . فسكن
فزع من الموت فذكره أنه قادم على الذى نفض له والذى كان يقوم الليالى له والذى كان يتحمل الهجير فى الصيام له , هومقدم عليه فلم الفزع؟ فذكره وما كان سفيان يغفل وقد قضى حياته كلها لله عز وجل , لكنه الفزع الذى ينسى الإنسان حلمه و يزيل عنه عقله , فإذا وقع المرء فى مثل هذاالفزع احتاج إلى حسن المواساة..
رجع النبى صلى الله غليه وسلم يرجف فؤاده ممارآى وهو يقول( لقد خشيت على نفسى ) فقالت وصدرت ذلك بالقسم من قبل أن يبعث النبى صلى الله عليه وسلم , قالت: كلا والله لا يخزيك الله أبدا ليس مثلك..واستدلت علىكريم شمائله وجميل نعوته أنه لا يخزى .. إنك لتصل الرحم وتحمل الكل ..الكل : العالة..
يحمله حملا ..وتساعد الضعيف وتقرى الضيف و تعين على نوائب الحق فكيفت خزى؟
أيها الرجال أعينوا النساء على البر إن الصدق هو أقصر طريق للإقناع , كن رجلا فى بيتك , لا تسقط من عين امرأتك بالكذب ولا بالخداع ولا بالمماراة ..الصدق أقصر طريق للإقناع .. إنك ترفع امرأتك رفعا إذا كنت على هذا المستوى , واعتبر بمارواه البخارى فى صحيحه من حديث بن عباس -رضى الله عنهما- قال أول من اتخذ المنفط هاجر ثم ذكر هجرة إبراهيم عليه السلام من الشام إلى مكة وقد حمل هاجر وابنهاإسماعيل إلى مكة ولم يكن بها إنسى قط فحملها وتركها فى مكة و رجع إلى الشام فنادته: يا إبراهيم .. يا إبراهيم.. فلم يلتفت ولم يرد
ومضى فتركت ولدها ومضت تعدو خلفه حتى أدركته فى عوالى مكة وقالت : يا إبراهيم إلى من تتركنا ؟ وليس بمكة إنسى فلم يرد عليها فقالت له آلله أمرك بهذا فقال :نعم فقالت رضيت بالله , ورجعت فى مكةوحدها يمضى عليها نهار وليل ونهار وليل وهى وحدها قضت فترة طويلة .. ليس بمكة إنسان تأنس به
لما قالت له آلله أمرك بهذا؟ قال نعم وفى رواية لم يرد عليها و لكن أومأ برأسه أى نعم قالت: إذن لا يضيعنا , وفى رواية البخارى أيضا قالت رضيت بالله ..
الصدق .. صدق الرجل له أثر عظيم فى استقامة المرأة , ما فسد نساؤنا إلا بعدأن فسد رجالنا , ما نشزت امرأة - فى الغالب - إلا كان الرجل سببا فى نشوزها لم يقمعليها بحق القوامة
نظرت خديجة إلى النبى صلى الله عليه وسلم فرأت فيه رجلاأمينا, صادقا, وفيا ..كان كثير الثناء عليها بعد ما ماتت حتى قالت عائشة رضى الله عنها كما رواه البخارى وغيره : ما غرت على امرأة قط غيرتى على خديجة , يقول الإمام الذهبى رحمه الله : وهذا أعجب شىء أن تغار من امرأة ميتة ولا تغار من نسوة يشركنهافيه صلى الله عليه وسلم ..لا تغار من أم سلمة ولا تغار من أم حبيبة ولا من حفصة ولامن زينب وتغار من امرأة ميتة , وهذا من لطف الله بنبيه حتى لا يتكدر عيشه ..لاتغارمن نظيراتها وتغار من خديجة ..
لكثرة ما كان يذكرها ويثنى عليها , وكان يذبحالذبيحة فيقطعها أعضاء ويرسل إلى صدائق خديجة(صديقاتها)
..فقلت له يوما : كأن ليس فى الدنيا امرأة إلا خديجة فقال لى :( إنها كانت وكانت وكان لى منها الولد )
الودود الولود ..كانت وكانت يعنى جعل يثنى و يذكر شمائلها وفى مرة كما فى صحيحالبخارى استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة وكان صوتها يشبه صوت خديجة واستئذانهايشبه استئذان خديجة وذلك بعد موت خديجة رضى الله عنها بزمان ، استأذنت هالة بنت خويلد فلما سمع صوتها ارتاع لذلك .. يعنى فزع وهذا هو فزع الشوق , اللهفة وف ىالرواية الأخرى :ارتاح لذلك وقال(اللهم هالة) يعنى اللهم اجعلها هالة
نفسالإستئذان و نفس الصوت ..قالت عائشة : فغرت ..مجرد الصوت يذكره بها ..طريقةالإستئذان تذكره بها
قالت : فغرت .. فقلت له:وما تفعل بعجوز حمراء الشدقين هلكتفى الدهر أبدلك الله خيرا منها
ما هذا الكلف؟ وما هذا الثناء؟ وما هذا الذكرالمستمر؟
خيرا منها أى تقصد نفسها ..فقال لها النبى صلى الله عليه وسلم - وهذافى خارج البخارى - قال: ( لا والله ما أبدلنى الله خيرا منها , آمنت بى إذ كذبنىالناس , و أعطتنى إذ حرمنى الناس , وواستنى بمالها لما منعنى الناس , ورزقنى اللهمنها الولد إذ حرمنى أولاد النساء)
فانظر إلى هذا الوفاء .. كثير الذكر لها كثيرالثناء عليها , هى تستحق ذلك ..
ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( كمل من الرجال كثير , ولم يكمل من النساء إلا أربع : خديجة ومريم وفاطمة وامرأة فرعون ) أربعة فى ملا يين النساء منذ خلق الله آدم إلا أن يرث الله الأرض وم نعليها
..أربعة فقط ..لها الشرف أنها تأخذ أجر كل مؤمنة إلا يوم القيامة , لأنهاأول من آمنت مطلقا قبل أبى بكر الصديق , لأنها أول من علمت ببعثته صلى الله عليهوسلم وبأنه نبئ فآمنت به فلها أجر كل مؤمن يأتى إلى يوم القيامة , لأن النبى صلىالله عليه وسلم قال : ( من سن فى الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بهاإلى يوم القيامة ..) وهذه سنت سنة الإيمان , وقال صلى الله عليه وسلم مؤكدا لهذهالقاعدة : ما من نفس تقتل ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل منها .. لأنه أول منسن القتل ..
ابن آدم الأول الذى قتل أخاه يحمل كفلا وتبعة من كل رجل قتل ظلماإلى قيام الساعة.. لماذا؟..هو أول من قتل واستن القاتلون به فيحمل هذه التبعة , كذلك الذى يسن خيرا وينشر الدين والعلم والسنة فى بلد ليس فيها شىء من ذلك له أجرالدعاة إلى هذا الدين إلى يوم القيامة ..
كذلك خديجة آمنت به إذ كذبه الناس ..هذه هى الودود صاحبة الدين المتين , الودود العروب المحبة لزوجها
قال الله تعالى :(( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض و بما أنفقوا منأموالهم ))النساء34
ثم ذكر صنفى النساء - أمام هذه القوامة - (( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ))النساء 34 هذا هو الصنف الأول (( واللاتى تخافون نشوزهن ))النساء34 الصنف الثانى (( فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاإن الله كان عليا كبيرا )) النساء34فانظر بعدما ذكر القوامة قال فالصالحات ..أى اللواتى لايهدرن قوامة الرجل ويطعن أزواجهن ووصفهن بذلك وصدر وصفهن بالفاء العاطفة التى تفيدالترتيب مع سرعة المبادرة .. فالصالحات : أى يمتثلن مباشرة إذا أمر الزوج بالمعروفوفى قدر الإستطاعة ..
فالصالحات قانتات : أى طائعات لربهن , والمرأة التى تعصىربها سهل عليها أن تعصى زوجها ..كيف تطيع زوجها وقد نشزت على ربها , لذلك ذكر أول صفة فيها تستقبم فيها بقية الصفات بعد ذلك : قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ..
تلا النبى صلى الله عليه وسلم هذه الآية فسئل : من خير النساء يا رسول الله ؟قال:( التى إذا نظرت إليها سرتك , وإذا أقسمت عليها أبرتك , وإذا غبت عنها حفظتك فىنفسها ومالك )
حافظات للغيب :أى لغيبة أزواجهن ..إذا غاب الزوج تحفظ ماله وتحفظعرضه ..
إذا نظرت إليها سرتك : وهذا ليس المقصود به جمال الوجه , إنما المقصودبه جمال الروح .. هناك نساء يعشقن النكد .. لا يرى الرجل منهن إلا تكشيرة الوجه , تكشيرة الوجه الدائمة التى تنبئ عن عدم الرضا , إذا نظرت إليها سرتك .. دائمة البشروالإبتسام , أول ما تدخل عليها تشعر أن الدنيا كلها رجعت إليها وحازتها , وتظل قلقةإلى أن تعود فإذا ما عدت ارتاحت و سكنت .. هذا هو معنى إذا نظرت إليها سرتك ,, وإذاأقسمت عليها لا تحنثك فى يمينك أبدا مهما كان الذى حلفت عليه شاقا عليها .. هذه هى خير النساء ..التى يجمعها قول الرسول صلى الله عليه وسلم :الودود . كثيرة الود , دائمة البشر ..
أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم .....................
الحمد لله رب العالمين له الحمد الحسن والثناء الجميل , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يقول الحق وهو يهدى السبيل , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..
فالصالحات قنتات حافظات للغيب .. يدخل فى قوله تعالى :(( حافظات للغيب)) النساء34أن تحفظ المرأة غيب زوجها فلا يطلع عليه أحد .. نساء اطلعن على بعض عورات الأزواج من فعل المعاصى فإذا غضبت تفشى كلذلك وهى تشتكى وتقول إنه يفعل كذا وكذا وكذا وتعدد ما غاب عن الناس ..لماذا تفضحين زوجك عند الخلاف؟
لا يقال هذا الشيء إلا بحضرة القاضى أو المفتى بشرط أن يكون لهذا القول تأثير فى الحكم .. إذا لم يكن له تأثير فى الحكم فلا يجوز للمرأة أنتفشى سر زوجها .
امرأة تشتكى زوجها لى .. لماذا تشتكين زوجك؟ تقول إنه ينظرللنساء ويعاكسهن , مع أن شكواها كانت بعيدة عن ذلك , فلماذا تفشين هذه الخصلة؟! .. هى لا تؤثر فى الحكم ..أو إنه يفعل كذا ..تأتى بأشياء لا يعلمها الناس
........................................
ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى إلى الكعبة حيث يوجد صنم فوقها لا يجرؤ أحد على مسه, فأراد النبى صلى اللهعليه وسلم أن يصعد فوق أكتاف علىّ ليحطم الصنم فعجز على عن حمله فقال النبى صلى الله عليه وسلم له:اصعد أنت.. فصعد على على أكتاف النبى صلى الله عليه وسلم فكسره,
فقالوا إن من خصائص على أن النبى صلى الله عليه وسلم حمله ولم يحمل أحداغيره , فرد شيخ الإسلام ابن تيمية العالم الربانى المفتوح عليه قال: لا شك أن من انتفع به النبى صلى الله غليه وسلم خيرا ممن انتفع بالنبى صلى الله عليه وسلم, لوقلبتموها لكانت صحيحة , ولذلك كان أبو بكر الصديق أفضل من على لأنه نفع النبى صلىالله عليه وسلم ..فقال عليه الصلاة والسلام :( لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلالاتخذت أبا بكر خليلا
وليس لأحد علينا منة ولا يد إلا أبو بكر فله على يد يجزيهالله بها ) كأنما قال :أنا لا لأستطيع أن أجزيه بها إنما الذى يكافئه هو الله تباركوتعالى ..
فانتفع الرسول صلى الله عليه وسلم بأبى بكر أكثر من أى أحد فكان هوأفضل , فخديجة كانت أفضل
لأنها نفعت الرسول عليه الصلاة والسلام ثم نفعته فى وقت عز فيه النصير ..
وأنت تريد أن تعرف شمائل الناس ونعوت الخلق , اختبرهم فى وقت المحن والشدائد
جزى الله الشدائد كل خير**......** عرفت بها عدوى منصديقى
فبها تعرف معادن الإنسان
لولا اشتعال النار فيما جاورت **.......** ماكان يعرف طيب عرف العود
أى البخور ..فخديجة رضى الله عنها ويدل على ذلك قو ل النبى صلى الله عليه وسلم لعائشة لما قالت أبدلك الله خيرا منها قال : لا والله ماأبدلنى الله خيرا منها ..
وفى صحيح مسلم أنها أكثرت على النبى صلى الله عليهوسلم من اللوم فى الثناء على خديجة
فقال لها ( إنى رزقت حبها ) ويالها من كلمة .. حب الرجل لزوجته رزق مثل المال والولد ومحبة الخلق يعنى لا تلومينى فأنا مغلوبعلى الثناء عليها ..
وحب الرجل لزوجته ليس وليد طفرة و إنما هو بسبب شمائلالمرأة ,
والرجل ليس مغفلا، فالمرأة أحيانا تريد أن تسمع الثناء من الرجل بلسانه فإذا طال بها زمان - مع أن معاملة الرجل جيدة وهى تلمس الحنان فى تصرفاته وفى كرمه وعطفه ونبله وإغضائه عما يرى منها من المكروه -
تحتاج إلى الكلام ، فإذا لم يتكلم الرجل تلومه : لماذا لا تقل لى كذا وكذا ؟؟ وتلقنه فتضيع على نفسها
.. ليس الرجل غبيا , قد يسكت وهو مقر بفضلها ومقر بمعروفها لكنه لا يحسن صناعة الكلام أوربما لم يتكلم لعلة عنده , فلا تحمله المرأة العاقلة على الكلام حملا ..
كل إنسان ذكى ولو بنسبة وكل إنسان يخلص إلى نفسه ويعترف بما يكابر به علانية بينه وبيننفسه فى لحظات الصفاء ولذلك نقول : أديموا المعروف بمعروف ..إنك تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت ..
فالمرأة لا تكدرصفو زوجها لاسيما إذا لمست منه العشرة بالمعروف وهناك حكاية :-
أن رجلا مرضتامرأته فبكى عليها بكاء شديدا ، فقال له بعض عواده : لم تبكى عليها هذا البكاء؟!
قال إننى أخشى لو ماتت من أين آتى بمثلها؟ ..ثم شرع يقص بعض شأنها معه فيقول : هى ابنة مقاول كبير شهير معه مال و أنا كنت عاملا عند هذا المقاول ولما لمس المقاول منى الإخلاص والأمانة والجد والتفانى صيره رئيس العمال فمارس عمله الجديدبكل إخلاص وود فأراد الرجل الذكى أن يحتفظ بماله و أن يتركه بيد أمينة فقال أزوجك ابنتى من هذا الرجل ..فقال زوجنى ابنته و أنا عامل عنده فحفظت هذا المعروف ، وكنت فقيرا لا أملك من المال ما يجعلها فى مستوى معيشة أبيها فكانت تمضى علينا الأيام لانأكل لحما , وكان الموعد كل يوم جمعة على مائدة الغداء ، فيأتى أبوها بما تشتهيهالأنفس وتسر به الأعين ..قال: فكانت لا تأكل شيئا من اللحم أو الدجاج والبط والأوز وما شابه فيقولون لها لم ذلك ؟ فتخبرهم أن زوجها أشبعها من هذه الأصناف فأنا آكلاللحوم كل يوم حتى لم أعد أطيق النظر إليها - وهى لا تأكله ولا تراه -
تكبرزوجها ولا تفضحه ولا تذكر فى كل مشكلة أنه عاجز عن إطعامها فتفضحه وتجعله دونا فى وسط الرجال
يقول : وظلت على ذلك زمان وأنا لا أعرف حتى أخبره والدها أن يقتصد فى الطعام ويقلل من اللحوم فى بيته حت تشتهيها ابنته التى تخبرهم دائما أنها عافتها من كثرتها فى بيت زوجها ..
قال فلما سمعت ذلك طفرت عينى.. فقلت له : حق لك أنتبكيها.
يا ليت نساءنا يتعلمن من خديجة رضى الله عنها ..استدلت على جميل نعوته أن الله لا يخزيه ..
قد يبتلى الله عز وجل المؤمن لكن لا يخزيه .... يبتليه لكن لايخزيه , ولذلك ما قالت لا يبتليك الله أبدا ,
يبتلى المؤمن لكن يخرج من الدنيابشرف .. يخرج من الدنيا بالثناء الجميل والذكر الحسن من الناس ..لا يفرط فمثلاالإمام أحمد بن حمبل كان بعد المحنة أفضل منه قبل المحنة , وأخذ لقب إمام أهل السنةبجدارة بعد المحنة
، كما كان داوود عليه السلام أفضل منه بعد المعصية منه قبل المعصية ( فى سورة ص) كما يقول ا بن تيمية رحمه الله.. فالامام أحمد زكى ونما و طاراسمه مع كثرة نظرائه فى زمانه كان هناك ألوف العلماء مثل أحمد بن حنل فى الفضل والذكر والعلم لكن الله رفع الإمام أحمد إلى مناط النجوم و صار إماما يقتدى به فى علم الحديث وفى غيره من العلوم وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ،
إنك لتصل الرحم وتكسب المعدوم وتحمل الكل وتساعد الضعيف وتعين على نوائب الحق ، وفى غير صحيح البخارى : وتؤدى الأمانة وتصدق الحديث ,
المرأة تعلم كل هذا من زوجها بالعشرة , فالرجل قد يخدع الناس فى الخارج لكن إلى متى يتجمل إلى امرأته ؟!
لذلك المرأة هى التى تعرف أسرار زوجها , ومن هنا كان إذا مات أحد الكبراء ذهبوا إلى امرأتهي سألونها عنه،
وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم فى بيته من الذى جلاها لنا إلاأزواجه؟
تريد أن تعرف صدق الرجل ونبله ..اسأل امرأته بشرط أن تكون امرأة تتقى الله فلا تكذب..
ولذلك كانت خديجة أفضل من عائشة ..نصرته فى وقت عز فيه النصير , يقول: وواستنى بمالها
وليس على الرجل غضاضة أن يستفيد بمال امرأته لكن أحياناالرجل لا يأخذ المال من امرأته لعلة عنده أما إذا انتفت العلل فلا غضاضة أن يفعلكما استفاد ابن مسعود بمال امرأته ومن قبله سيده وسيدنا صلى الله عليه وسلم لمااستفاد بمال خديجة ,, إذا كنت لا تخشى من امرأتك المن والأذى اقبل رفدها .
فإذاكان الود بهذه المثابة وله كل هذا الثقل فى استقرار الحياة الزوجية فكيف لى أن أعرفأن المرأة ودود؟؟
وهذا الشىء لا يكتشف إلا بالعشرة ؟؟
أقول لك كما تعرف أنالمرأة ودود تعرف أنها ولود .. من أين علمت أنها ولود ؟؟ بالنظر إلى أختها و أمهاوعمتها , فيندر أن تكون الأم ولودا والأخت والعمة والخالة وتكون هى عقيما ..
قدتقع هذه الحالة لكن نادر ومعروف أن الشاز النادر لا يقاس عليه ..إنما يقاس على الأغلب ..
فكذلك إذا رأيت أمها تحب أباها وتكرمه وترفعه فاعلم أن ابنتها تكون مثلها ..
وهذه مسألة هامة جدا .. إذا أحبت الأم زوجها تكون البنت أيضا محبةلزوجها......لماذا؟
دفء الأسرة تعيش فيه البنت بخلاف الأسر ذات المشاكل ..الرجل يسب المرأة والمرأة تسب الرجل ، فالأم حين تحب أن تشتكى فلمن تفعل ؟؟
لابنتها ..فالبنت أقرب الأولاد إلى الأم ..فإذا كان الزوج رجلا لا يعرف معروفا ولا ينكرمنكرا سيء العشرة فسوف تشتكيه الأم لابنتها بمجرد أن تعى وتسب الرجل وتجور عليه وتقول : لولاك وأخواتك لتركته ..
فينطبع فى زهن البنت الخوف من الرجال وتظن أن كل الرجال كأبيها فتنمو عندها شهوة الإنتقام أو بغض الرجل أو استحقاره أو عدم الوفاء له ..كل هذا بسبب الأم، لكن إذا كان الرجل يتقى الله عز وجل والمرأة كذلك يندر أن يخرج من هذا الجو الأسرى الجميل بنت ناشز ..
وهذا يؤكد عليك وأنت تبحثعن المرأة أن تبحث عن البيت الذى يظلله الدين
كثيرا ما يأتينى شباب ويقول لىمثلا أريد أن أتزوج فلانة وهى متبرجة وأنا أقنعتها بالحجاب فقالت نعم سألبسه لكن أبوها أو أمها سيء السمعة أو جدها أوقريبها ضبط فى قضية كذا...إلى آخره ..
فأنصح دائما السائل أن يبحث عن ذات الدين فى البيت الذى يظلله الدين ، فيقول أن المرأةيمكن أن تكون سيئة جدا ومتبرجة وراقصة ثم تصير من أفضل المؤمنات ..ونحن لا نعارض قدتكون امرأة فى قاع الفاحشة فترتفع إلى قمة العفاف ...لكن ..قد .. قد , والشاز لايقاس عليه فلو أنك جئت على امرأة متبرجة تكشف زينتها للأجانب وقلت أنك ستكسب فيهاثوابا وتأخذها وتهديها .. فلما تزوجتها ما رأيت منها سعادة و قلبت حياتك جحيما ،فحين تشتكى نقول لك : العينة بينة ..لقد رأيتها وهى كذا وكذا . ثم تأمل فيها خيرا؟!! ويلام ، لكن رجل مثلا تزوج امرأة منتقبة ثم تحيل حياته جحيما فنقول له: لقدانتقيت وأخذت بالأسباب و لكن لم توفق.
فانظر إلى الفرق بين الحالة الأولى والثانية .. فى الأولى يلام لأنه لم يأخذ بالأ سباب الشرعية والحالة الثانية يحط عنه اللوم ويعزى ذلك إلى الغيب -(( وما كنا للغيب حافظين ))-يوسف81
فعليك أن تبذل ،تدخل بيتا الرجل فيه ملتزم والأم ملتزمة والظاهر على البيت الإلتزام ، ..
إذن مسألة الود وهى مسألة خفية ومسألة الولادة وهى مسألة خفية يستدل عليهما بشئ خارج..
وهذه القاعدة قلناها فى أكثر من مناسبة لما ذكرنا قول النبى صلى الله عليه وسلم :( من سره أن يتمثل الناس له قياما فلييتبوأ مقعده من النار ) من سرهوالسرور مسألة قلبية ونحن لا نعرف أعمال القلوب , فكيف أعرف أن هذا الرجل مسرور أوغير مسرور ؟ فقال العلماء : ينصب لذلك دلالة وعلامة فى الخارج تعلق عليها الحكم ،فإذا لم تقم له غضب فالغضب علامة خارجية أنت تراها يحسن بك أن تعلق الحكم عليهافإذا غضب لأنك لم تقم له دل ذلك على مكنون قلبه وأنه يسر إذا قمت له لذلك غضب لمالم تقم له ، فلما كان عمل القلب خفيا لا يعلمه إلا الله نصب إليك دليلا خارجيا تعلقعليه الحكم .
كذلك الود والولادة نصبنا شيئا من الخارج مثل البيت الذى يظللهالدين ومثل الأم الولود والأخت الولود والخالة والعمة فهذه كلها أشياء يصلح أن تعلق الحكم عليها .
خير نسائكم من أهل الجنة الودود الولود , والولد يمتن الأواصر بين الرجل والمرأة ، ونعلم أنه حين يحب الرجل المرأة يحب أولاده منها ، وإذا كره المرأةقد يكره أولاده منها .. والعبارة دقيقة : قد يكره لأنه عادة لا يكره الرجل ولده .. وأولاد الرسول صلى الله عليه وسلم كلهم من خديجة ما عدا إبراهيم فمن جاريته مارية ،ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : ورزقنى الولد منها إذ حرمنى أولاد النساء ..
أولاده من خديجة صلى الله عليه وسلم : القاسم وبه كانت كنيته , والطاهروالطيب على قول بعض أهل العلم وقال بعض أهل العلم بل هو عبد الله وكان يلقب بالطيب والطاهر، واتفق العلماء جميعا أن كل الذكور ماتوا صغارا ، والباقى نساء : زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة كلهم من خديجة رضى الله عنها.
وانظر إلى حياة النبى صلىالله عليه وسلم بعدما تزوج 38 سنة, ظل زوجا 38 سنة منها 25 سنة مع خديجة
ومن كرامتها عليه أنه لم يحدث امرأة معها أبدا , ولا يعنى هذا طبعا أن الرجل إذا تزوج على امرأته أنه لا يكرمها أو يضيع كرامتها أبدا .
لم يتزوج عليها وهى حية وفى 13سنة تزوج سودة رضى الله عنها ثم عائشة نكحها بعد موت خديجة بثلاث سنوات , , فالولديمثل الآصرة ولذلك إذا لم تلد المرأة فإنها تبحث عن كل سبيل ليرزقها الله الولدوتظل خائفة
إلى أن تلد ، وحماة شريح القاضى لمل جاءت تزور شريحا بعد سنة منزواجه بابنتها قالت له كيف وجدت ابنتنا؟ فقال: على ما يحب الصديق ويكره العدو ،قالت له يا أبى أمية إن المرأة لا تفسد إلا فى حالين إن يكون لها حظوة عند زوجهاوأن يأتيها الولد ...أرأيتم مثل هذه الحماة ؟!!
تعينه على ابنتها وهذه خيرالنساء و خير الرجال أن تعين زوج ابنتك عليها ولذلك الناس ذوى الأصل قديما كانواإذا أتتهم غاضبة يعيدونها فورا لبيت زوجها دون تحقيق أو انتظار, ويفهموها أن المرأةحين تتزوج ليس لها إلا بيت زوجها ، ويعظم الزوج فلا يؤنبه ولا يقويها عليه ..
لاتهدر قوامة الرجل لكن إذا أردت أن تعاتبه فبينك وبينه قل له إن ابنتى ترضى ىبالقليل وتكفيها كلمة لطيفة , ولو كان معوزا فلا مانع أن تساعده قائلا : اشتر لهاهدية .,
أو أن تشتريها أنت ويمنحها هو , فستصل إليها الهدية على أى حال وستزكى الود بينهما وتكسب أنت قلب زوج ابنتك فيرعاها ويحفظها لأجلك حتى وإن كانت لاتستحق,
وكان هذا خلق عمر بن الخطاب رضى الله عنه مع ابنته حفصة فى الحديث الذى رواه الشيخان من حديث ابن عباس لما قيل إن النبى صلى الله عليه وسلم طلق نساءه ويهجرنه الليل حتى الصبح فجاء عمر ابن الخطاب لما سمع هذا الكلام وقال لحفصة أى حفصة أتغاضب إحداكن النبى صلى الله عليه وسلم و تهجره الليل حتى الصبح ؟! قالت : نعم , قال : ما يؤمنك أن يغضب الله لغضب رسوله فتهلكى؟!! ثم أوصاها الوصية التى يننبغى لكل والد أن يوصى ابنته بها قال لها : لا تسألى النبى صلى الله عليه وسلم شيئا ولا تستكثريه وسلينى ما بدا لك ..
نساء قريش خير نساء ركبن الإبل أحناه عل ىولد وأرعاه لزوج فى ذات يده ..
إذن أنت تعين ابنتك على أن تعيش بهذا الخلق ..انظر إلى البيت الذى يحكمه الإسلام بيت كله خير , كله منافع ..
إذن المرأةالولود الودود العؤود أى التى يعود نفعها إلى زوجها . والرسول صلى الله عليه وسلم سئل عن امرأة جميلة لا تلد وعن أمة تلد فنصح بزواج الأمة التى تلد, لأنه حين نصح بزواج الودود الولود قال : فإنى مكاثر بكم الأمم يوم القيامة ,
إذن كثرة النسل مطلوب شرعا وتحديد النسل بالطريقة التى يدعو إليها المتهتكون لا تجوز شرعا باتفاق العلماء و ما يجوز للفرد فى ذاته لا يجوز أن يعمم على المجموع ..فمثلا اتفق العلماءعلى أن الأذان فرض كفاية و أنه لا يجب الأذان وجوب عين على كل فرد ..اتفقوا على ذل كفلا يؤذن الجميع حين يدخل وقت الصلاة ولا يأثمون , لكن اتفقوا على أن رفع الأذان من أى فرد واجب , إذن فرض رفع الأذان فى وقت الصلاة متعين على مجموع الأمة ، ساقط عن كل فرد فيها إذا قام به أحدهم .
فإذا جئت فقلت أن هذا واجب عليهم جميعا قالالعلماء : هذا منكر ..
يجوز للرجل أن يباعد بين فترات الحمل بمانع للحمل ..يجوزللفرد..
فإذا جئت فقلت أن هذا الجواز للفرد واجب على المجموع قالوا : هذا منكر , هذا لا يجوز .. ما يجوز للفرد لا يجوز أن تفرضه على المجموع ..إنما تترك المسألةلكل فرد يقدر ظروفه وحالته .
فالدعوة العامة إلى تحديد النسل من أنكر الدعاوى , وهى لا تجوز بحال ، فتحديد النسل جريمة من أعظم الجرائم
لماذا تحددوا النسل ؟! يقولون : لا يوجد طعام ولا شراب ..كأنهم هم الذين يرزقون الناس , ونقول أوجدواللعاطلين فرص عمل.., الوطن العربى كل ميل مربع يعيش فيه 78 فرد وفى أوربا كل ميل يعيش فيه 128 فرد
..نحن لا نعانى من كثرة نسل ، إننا فى مصر مثلا نعيش على أربعة فى المائة من مساحة مصر , الستين مليون يعيشون على 4% فقط وهى مساحة الشريط الأخضر حول النيل وبعض البقاع الأخرى المتناثرة القليلة , إذن المسألة كلها فسادإدارى وليست كثرة نسل ..96 بالمائة صحراء..
الضربات المستمرة الجائرة لتوظيف الأموال كانت سببا لهروب رؤوس الأموال إلى الخارج ..المصريون كانوا يحولون كل عام أربعة مليار دولار ، تقلص هذا المبلغ كثيرا وصاروا يودعوا أموالهم فى البنوك ا لخارجية حيث الأمان .. رجال كانوا يعدوا من الأغنياء صاروا الآن يتحقون أموالالزكاة بسبب ضرب شركات توظيف الأموال،
لماذا لايقال للناس اخرجوا إلى الصحراء وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من أصلح أرضا ميتة فهى له ) قرأت محنة أربعةإخوة قادمين من سويسرا بعد 25 سنة عمل فى سويسرا لما قالوا الثورة الخضراء ومن يصلح أرضا يأخذها فذهبوا وأخذوا حوالى ألف فدان وظلوا أربع سنوات أنفقوا فيها جل الما ل الذى جمعوه فى 25 سنة و بعد أن اخضرت الأرض ذهبوا كى يحصلوا على عقود التمليك فأبواأن يعطوهم عقود التمليك وأرادوا أن يبيعوا لهم الفدان بكذا ..لماذا ؟! ..بعد أ ن رأوه أخضرا ..أولم تكن الماكينات والأيدى العاملة والعمل المتواصل منذ أربع سنوات أمام أعينكم ؟ !..أنا حين أكون صاحب رأس مال وأقرأ هذا فى الجريدة الرسمية و أنهم عجزوا عن أخذ تمليكا للأرض فأنا لا يمكن أن أضع رأس مالى فى أرض يأخذوها منى بعدذلك ..
والنبى صلى الله عليه وسلم يقول : (من أحيا أرضا مواتا فهى له )
إذنفالمسألة فساد إدارى فقط ..
96% من مساحة مصر صحراء وهناك رؤوس أموال ضخمة جدافلماذا لا يطلق للناس العنان ؟
نظموها .. فمثلا حين يتقدم المستثمر لألف فدان يدفع مائة جنيه أو أى مبلغ رمزى عن كل فدان كنفقات إدارية للقائمين على المشروع ولكن تطلق يده فيها , والله لو أطلقنا يد الناس فيهاما عانينا من فراغ ..
لكن نقلص نحن نسلنا والنصارى يعطون للرجل الذى يأتى بالولد الرابع علاوة إضافية
ترى فى بطاقة التموين التى لا تغنى ولا تسمن من جوع يضعون ابنا واحدا مع أن هناك 24مكان للأبناء فى البطاقة ويبدو أن البطاقات قديمة فلم يعدلوا ال24 ..
والله لقدصرفوا على تنظيم الأسرة ملايين لو أصلحوا بها أرضا لأطعموا كل الأولاد الجدد ..ملايين على أسرة صغيرة تساوى حياة أفضل, فيأتى لك بصورة غريبة لامرأة كبيرة البطن تحمل أطفالا وتيمسك بها أطفال مع زوجها فى أسوأ صورة وفى المقابل امرأة جميلة وأبناؤها الثلاثة فقط منعمين مع أبيهم فهل هذا هو الواقع؟
لا ليس هذا هو الواقع .. إننا نعلم الأسر فيها 12 فرد وثمانية أفراد من أفضل الأسر ومن أسعد الأسر وهذاهو الطبيعى والغالب بل أن فيهم منالترابط الأسرى ما ليس موجودا فى أسرةالثلاثة..
فلماذا تكذبون ؟ والصدق أقرب طريق للإقناع
من تخاطبون؟ الصم البكم العمى؟!.. إننا أبناء المجتمع وكلنا نعرف الصورة الحقيقية ..
كل هذا تنفير من كثرة الولد وكثرة الولد نعمة.. ألم يقل النبى صلى الله عليه وسلم :( إنى مكاثر..) ؟
أفلا تحقق أمنية النبى صلى الله عليه وسلم ؟..إذا كان هو يريد أن تكون الأمةكثيرة إرادة له ومحبة له ألا تسعى فيها من باب المحبة له صلى الله عليه وسلم؟
فهذه ثلاث صفات يجب أن تتوافر فى الأرض التى تبحث عنها لوضع نطفتك: الولودالودود العؤود
....................................وللحديث صلة إن شاء الله
.................................................. .................................................. ...............
//نجيب عن بعض الأسئلة إجابة خفيفة :-
إمام يصلى بالناس وعنده سلس بول فماذا يفعل فىالوضوء علما بأنه يتوضأ عند كل صلاة مباشرة؟
هذا لا شئ عليه , إذا كان هو أحفظالناس لكتاب الله تبارك وتعالى وهو الإمام الراشد للناس فمن صحت صلاته لنفسه صحت لغيره بشرط أن يتوضأ لكل صلاة .
.................................................. ...................
أقول قولى هذا وأستغفر الله العظيم لى ولكم والحمد لله رب العالمين..
الشيخ: أبو إسحق الحويني
تعليق