إن الداعية الذي يتعامل مع الناس عليه أن يجيد فن جمع و كسب القلوب حوله لا سيما إن كان الداعية يعمل في حقل التربية فيصبح في حقه إجادة فن كسب القلوب أكثر ضرورة حتى يستطيع أن يقود الناس و يوجههم نحو الهدف.
و هناك نصائح تعين على كسب و جمع القلوب حول والداعية:-
إخلاص النية و حسن الصلة بالله: -وهو أول الوسائل التي تساعد الداعية على جمع و كسب قلوب المدعوين هي إخلاص نيته لله و تنقيتها من كل شوائب و حسن الصلة بالله عز وجل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول إن الله تعالى يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول إني أبغض فلانا فأبغضه فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه فيبغضونه ثم يوضع له البغضاء في الأرض ) رواه مسلم
فحب الله للعبد يتبعه حب الناس لذلك العبد ، والمداومة على الفرائض ثم النوافل هي الطريق الموصلة لحب الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - إن الله تعالى قال : ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أُحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينّه ، ولئن استعاذني لأعيذنّه ) رواه البخاري
_______________________________
إجادة فن الإصغاء :- فعلى الأخ / الاخت الداعية أن يحسن الإنصات لإخوانه و هم يتحدثون فهذا السلوك يعطى انطباع للمتحدث بأنه محل الاهتمام فيطمئن قلبه ،ونقصد هنا الاستماع والإصغاء الحقيقي الذي يصاحبه التفكير والتدبير فيما يقوله المتحدث و ما يقع فيه البعض عندما يقاطعون المتحدث أثناء حديثه فإنه يعطى انطباع للمتحدث بأنه ربما قد أطال الحديث أو أن الطرف الأخر قد سئم السماع أو أن حديثه غير مرغوب فيه و كل هذه الأشياء من شأنها أن تولد النفور بين الأخ الداعية و بين إخوانه .
فالإنصات مهم جدا لفهم المتحدث وهذا يدعم التواصل الفعال ويوجد الانفتاح والشعور بالارتياح والتقبل. و يفضل على المستمع أن يترك المتحدث حتى الانتهاء من حديثه خاصة إذا كان المتحدث لديه مشكلة ما و يفضل قبل البدء في الرد على الأخ المتحدث أن ينتظر ثواني قليلة قبل البدء في الرد فهذا يعطى انطباع لصاحب المشكلة بأنه الطرف الذي كان يستمع هو يفكر بعمق قبل إعطاء الرد في تلك المشكلة أو ذلك الأمر .
مميزات الإصغاء : - ومنها :-يبعـدك عــــن المشاكل- ينبئــــك بما يجرى حولك - يجعلك أكثر تمكنا.
يعطيك فرصة للتفكير - يزيد من قوتك - يساعدك على النفاذ إلى نفوس الآخرين - يكسبك الاحترام - يمتص غضب الآخرين - يعزز مكانتك عند الآخرين - يجلب محبة الآخرين .
_______________________________
الابتسامة الساحرة: - والمثل الصينى يقول :- ( إن الذي لا يحسن الابتسامة لا ينبغي أن يفتح متجراً ) .. فالابتسامة الصافية الصادقة هي عنوان للحب و الود بين الإخوة و كثير ما يملك الداعية قلوب إخوانه بابتسامة يرسلها لهم قبل أن يتكلم ولو بكلمة واحدة فيمحى و يزيل كثير من الحواجز بعكس الوجه العابس فهو يبنى و يرسخ الحواجز مع إخوانه
فالابتسامة لا تكلف شيء ويبقى مداها طول العمر .. ونحن نريد الابتسامة التي تدل على قلب مفعم بالحب والود تجاه الآخر، وتشكل مركز جذب للقلوب .. عن جرير بن عبد الله قال: " ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ، ولا رآني إلا تبسم في وجهي ". أخرجه البخاري.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( إنكم لا تسعون الناس بأموالكم، ولكن ليَسَعْهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ) .. و الناس تميل بفطرتها لصاحب الوجه البشوش و تنفر دائما من صاحب الوجه العابس المتجهم .
وهناك مثل صينى شهير يقول :- ( إن الذي لا يحسن الابتسامة لا ينبغي أن يفتح متجراً ) .. ويقول مدير أحد مصانع الصلب في أمريكا وكان يتقاضى مليون دولار سنويا :- ( لقد أكسبتني ابتسامتي مليون دولار )
أخي الداعية تدرّب و حاول الابتسامة، و اعلم أن تبسّمك في وجه أخيك صدقة فالابتسامة هي المفتاح السحري لمغاليق القلوب ..
_______________________________
الهدية و الزيارة : - فالهدية من شأنها زيادة المحبة و المودة بين الإخوة و إزالة الشحناء و الضغائن بينهم ، و الهدية من أهم مفاتيح القلوب ، وقال صلى الله عليه وسلم: (تهادوا تحابُّوا) رواه البخاري ، و الهدية تنبع أهميتها من المعنى الذي تحمله لا في قيمتها المادية .
و الزيارة أيضا تزيد المحبة بين الداعية و إخوانه فتشعر الأخ بأنه محل اهتمام أخوه فيخصه بالزيارة و تفقد الأحوال و كم محت الزيارات الثنائية إزالتها .وعلى الأخ اختيار الأوقات المناسبة للزيارة حتى لا يسبب إحراج للأخ بين الأخ الداعية و إخوانه شوائب و توتر في العلاقات كان يظن البعض صعوبة.
قال الفضل بن سهل :- ( ما استرضى الغضبان ، ولا استعطف السلطان ولا سلبت السخائم ولا دفعت المغارم ولا استميل المحبوب ولا توقى المحظور بمثل الهدية ) ..
و يجب أن تتناسب الهدية مع المهدى إليه فهدية الصغير تختلف عن هدية الكبير وهدية الرجل تختلف عن هدية المرأة وهدية الغنى تختلف عن هدية الفقير وهدية العالم تختلف عن هدية الجاهل.
_______________________________
اللين عند العتاب : - لا تغلق الباب في وجه المخطئ :- وقد يقع بعض الدعاة في خطأ شائع وهو أنهم يوبخون الأخ المخطئ المسيئ بشكل حاد جدا و ربما يكون أمام قرناءه و يعاتبونه عتابا لاذعا مريرا و لا يقبلون أي عذر أو أسف من ذلك الأخ المخطئ و يرى هؤلاء الدعاة أن ما دعاهم لهذا السلوك إلا حرصهم على الأخ نفسه و حرصهم على سير العمل الدعوى بشكل منظم و مقبول بدون أي أوجه للقصور و لكن هؤلاء سامحهم الله جانبهم كثير من الصواب فإغلاق الباب في وجه المخطئ يورث النفور من الداعية و يسبب الإحراج الشديد للمدعو فينبغي عند الاستفسار عن أي وجه من أوجه التقصير البدء بالاستفسار عن حال الأخ وأخباره و الاطمئنان وإشعاره بأنه الاطمئنان عليه وعلى أحواله أولى من معرفة أسباب التقصير.
و يحدث دائما شرخ في العلاقة بين الأخ الداعية و بين الأخ الأصغر فنرى أحيانا أفراد يتقدمون بطلب تغيير الداعية التربوي أو الانتقال من عمل لآخر لتجنب الصدام مع الداعية الذي يتابع بتوبيخ و عتاب لاذع.
” ابتعد عن أسلوب التحدي .لأن كسب القلوب أهم من كسب المواقف"
إنك قد تكسب موقفا ما و لكنك أمامه قد تخسر قلبا .. ( ما كان الرفق في شيئ الا زانه وما نزع من شيئ الا شانه ).
( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ).
_______________________________
منقول للفائدة .. نفعنا الله واياكم به
منقول للفائدة .. نفعنا الله واياكم به
تعليق