إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

همسة قلب.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • همسة قلب.

    إن من أخطر ما قد يبتلى به إنسان أن يكون قلبه مريضًا سقيمًا ويظن أنه في خير حال، فاعلم أنك يجب أن تتفقد قلبك وتراقبه ولا تغفل عنه، فإنك إن غفلت لم تنتبه من غفوتك إلا وقد نفذ إبليس وجنده إلى قلبك، فهم يتحينون الفرصة للنفوذ إليه وإيراد القبيح عليه.

    وانظر إلى ذلك الرعيل الأول الذي كان يراقب نفسه وخطراته، فهذا حنظلة يتهم نفسه بالنفاق لأنه عندما يكون مع أهله لا يكون إيمانه على نفس الدرجة التي يكون عليها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يهدأ له بالًا حتى يطمئنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    وهكذا كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين، حتى قال أبو ذر رضي الله عنه: "والله لوددت أني شجرة تعضد ثم تؤكل"، وقال أبو بكر أيضًا: "لو أن إحدى قدمي في الجنة والأخرى خارجها، ما أمنت حتى أضع الأخرى"، وقال ابن أبي مليكة: "أدركت ثلاثين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلهم يخشى على نفسه النفاق"، فهؤلاء الذين كانت قلوبهم بيضاء تزهر، متألقة بالنور، يخشون من المعاصي أن تدخل ولو قليلًا، فتفسد هذا الصفاء وهذا النور.

    ثم تأت أنت يا مسكين وتظن أنك قد وضعت كلتا قدميك في الجنة، وأنت الذي قد أبطأ بك عملك، واجترأت على الله بفعل المعاصي، إن هذا لشيء عجيب.

    وها أنت قد أدركت أنك مريض، فأقسمت عليك ألا تؤثر ألم المرض على مرارة الدواء، فدواءك مخالفة الهوى وهو أصعب شيء على النفس في أول الأمر، ثم بعد أن تنجح في ذلك الاختبار يحبب الله لك الطاعات، وتجد راحتك في القربات، ويقول ابن القيم رحمه الله في هذا المعنى: "إنما يجد المشقة في ترك المألوف والعوائد من تركها لغير الله، أما من تركها صادقًا مخلصًا من قلبه لله، فإنه لا يجد في تركها مشقة إلا في أول وهلة ليمتحن أصادق هو في تركها أو كاذب، فإن صبر على تلك المشقة قليلا استحالت لذة.

    ألم تسمع الصحابي يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويكون الذي أخذت من أموالنا أحب إلينا مما أبقيت".

    وهل رأيت أبدًا مريضًا يذهب إلى الطبيب ليصف له العلاج الذي يهواه المريض، إن المريض لابد له من الدواء المناسب لعلته، والطبيب يعطي المريض بحسب حالته لا بحسب رغبته، فأوصيك بدواء الصبر ومفارقة أصدقاء السوء ومواصلة الطاعات، وعدم الجري وراء الخواطر والأمنيات فقد نهينا عن ركوب بحر التمني إلا في الشهادة في سبيل الله.

    وأذكرك بأن النار قد حفت بالشهوات وأن الجنة قد حفت بالمكاره، وعليك بالصبر {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200].



    إن غاية مرض الجسد موت الإنسان وهي مصيبة بلا شك {فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ} [المائدة: 106]، و لكن هناك مصيبة أكبر، و هي موت القلب فإذا مات القلب خسر العبد الدنيا و الآخرة {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا} [الأنعام: 122].

    وعامة الناس ينفقون الكثير من الأوقات والأموال لعلاج الأبدان و هو شيء طيب محبب، ولكن لا ترى ذاك الاهتمام وبذل الأوقات والأموال لعلاج القلوب، مع أن مرض القلب أكثر خطورة بلا شك.

    وترى الأم تبكي إذا مرض ابنها في الدنيا، وتجلس بجواره وتتضرع إلى الله أن يشفيه، ولا ترى منها ذاك الحرص إذا مرض قلبه، ورأت منه المنكرات والموبقات.

    فكيف بهذه الأم يوم القيامة عندما يؤتى بالموت على هيئة كبش ويذبح و ينادى"يا أهل الجنة خلود بلا موت، ويا أهل النار خلود بلا موت" فأين تحب أن يكون موضع ابنها وهي التي كانت لا تحتمل أن يصاب بأدنى أذى في الدنيا. ففي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار فيقال: يا أهل الجنة، هل تعرفون هذا؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم. هذا الموت. قال ويقال: يا أهل النار! هل تعرفون هذا؟ قال فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم. هذا الموت. قال فيؤمر به فيذبح. قال ثم يقال: يا أهل الجنة! خلود فلا موت. ويا أهل النار! خلود فلا موت.- ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم - {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [مريم:39]» أخرجه البخاري بمعناه عن ابن عمر.

    إنه أولى بنا و أجدر أن نهتم بقلوبنا فهي موضع نظر الله تعالى ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» [مسلم], وحري بنا أن نبذل الأوقات والأموال لعلاجها ومداوتها.

    وبذل الأوقات في مداواتها يكون بالذكر و الدعاء وقراءة القرآن والأعمال الصالحة {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]، وبذل الأموال يكون بكثرة الإنفاق في سبيل الله التي تنقي القلب وتصفيه من حب الدنيا {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} [التوبة: 103].

    ونسأل الله لنا ولكم العافية في الدنيا والآخرة.
    التعديل الأخير تم بواسطة المشتاقة لله; الساعة 10-04-2010, 09:37 PM.

  • #2
    رد: همسة قلب.

    جزاكم الله خيرا
    واظن ان هذا القسم هو المناسب
    [SWF]http://ia600309.us.archive.org/30/items/TvQuran.com__Flash/TvQuran.com_04.swf[/SWF]

    تعليق


    • #3
      رد: فتش عن قلبك

      جزاكم الله خيرا نسال الله ان يذهب امراض قلوبنا ويسلل سخائم صدورنا
      " حَسبُنا الله سَيُؤتِينا الله مِن فضْلِه إنّا إلَى الله رَآغِبُونَ"
      يقول عن هذه الآية الشيخ / صآلح المغآمسي ..إنها دُعــآء المُعجِزات، ويقول: والله متى ما دعوت الله بصدق وكنت في مأزق إلا وجاء الفرج من حيث لا أعلم،، وقال ابن باز رحمه الله: مادعوت بهذا الدعاء بعد التشهد الأخير. في أمر عسير إلا تيسّر

      تعليق


      • #4
        رد: همسة قلب.

        جزاكم الله خيرا


        تعليق


        • #5
          رد: همسة قلب.

          جزاكم الله خير نعم التذكرة المفيدة جعلها الله في ميزان حسناتكم

          اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

          تعليق


          • #6
            رد: همسة قلب.

            موضوع رائع جزاكم الله خيرا عليه
            بارك الله فيكم وجعله في ميزان حسناتكم
            تذكره ممتازه
            التعديل الأخير تم بواسطة المشتاقة لله; الساعة 31-08-2011, 03:06 AM.

            تعليق

            يعمل...
            X