ثالثاً : كلمات استهزاء وسخرية
¶ خدنا على جناحك يا عم الشيخ .
¶ احجز لنا معاك حتة في الجنة .
¶ كما يقال عن صاحب اللحية (أبو لهب – أبو دأنة كوتش).
¶ كما يقال عن صاحب الثوب القصير ( الشحات – المتسول – البخيل.. إلخ) .
¶ الغمز واللمز والضحك بسخرية ..... الخ .
هذه الكلمات قليل من كثير ممن يسمعه الصالحون حينما يرون منكراً على أخٍ من إخوانهم،فيسرعون إليه يحملهم الحب،والخوف على أخيهم من عذاب الله يوم القيامة ، فيسمعون هذه الكلمات، بل قد يصل الأمر إلى دفع باليد، أو ضرب في بعض الأحيان .
وهنا أمور يجب أن نعلمها جيدًا :
أولاً : هذه الأفعال ( أقصد الاستهزاء والسخرية ) من أفعال المجرمين ، وقد قال رب العالمين جل في علاه : )إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (21) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33)( ( المطففين ) .
ثانيا:أخوك ما نصحك إلا لأنه يحبك،ويخاف عليك من سوء العاقبة وذلك انطلاقا من حديث نبينا محمد( صلى الله عليه وسلم) ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)) ([1]) فهو كما يحب لنفسه الخير يحب لك الخير ، فبالله عليك هل يكون هذا جزاؤه ( السخرية والاستهزاء به )؟ أم يكون جزاؤه أن تستجيب له ؟ ثم تقول له جزاك الله خيرا على نصحك لي .
ثالثاً : هل تسخر منه ، أم تسخر من سنة النبي( صلى الله عليه وسلم) ؟
إذا قلت: أنا لا أسخر من سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) ، فأنا أحبه ، إذًا فمن أي شيء تسخر ؟ فأنت لا تعرف ذلك الشخص .
ولو كان هذا الشخص بدون لحية أو ثياب قصير ، هل كنت ستسخر منه ؟ ! الإجابة : لا ، إذًا فأنت تسخر من السنة ، وهذا خطر عظيم ، فلقد أخبر سبحانه وتعالى عن قوم دخلوا النار بسبب شقاوتهم ، وإعراضهم عن ذكر الله ، وسخريتهم من المؤمنين ، فقال سبحانه وتعالى : ) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (111) ( (المؤمنون ).
(نصيحة)
¶ احذر يا أخي أن تستهزئ بأخيك الذي يحبك ، ويخاف عليك ، ولا تستمع لكلمات الشيطان عندما يوسوس لك بأن تستهزئ بهيئة أخيك ، فأنت بذلك تسخر من سنة نبيك محمد (صلى الله عليه وسلمt ).
¶ بل يجب عليك أن تعلم وتوقن أن أخاك على الحق،وعلى الطريق الصحيح،وأنك أنت المقصر في حق نفسك،وفي حق ربك،وفي حق نبيك r،فبادر بمعالجة هذا التقصير .
¶ وينبغي عليك أن تعلم أن استهزاءك بأخيك لن يضره في شيء ، فهو يعلم أن نبيه قد استُهزئ به ، ولكنك أنت الذي سينالك الضرر في النهاية. ثم هل ترضى لنفسك أن يكون فعلك شبيهاً بفعل الكفار مع النبي (صلى الله عليه وسلم) r في بداية دعوته؟ بينما يكون فعله هو شبيهاً بفعل النبي (صلى الله عليه وسلم )أرجو أن لا تضع نفسك تحت هذه المقارنة التي لا ترضيك بالتأكيد .
([1]) متفق عليه من حديث أنس بن مالك (رضي الله عنه) .
تعليق