بسم الله الرحمن الرحيم
أيها العاصي المتخلف عن ركب التائبين
سار المجدون وتركوك ونجا المخفون وخلفوك
نادهم إن سمعوك واستغث بهم إن رحموك
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ...ا
من أكبر نعم الله علينا أن فتح لنا باب التوبة ونبهنا إليه فلم يغلق في وجه العصاة باب إلا وفتحته التوبة ومهما بلغت الذنوب وعظمت المعاصي فإن الله يغفرها فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :قال الله عز وجل :
(يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي،يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة). رواه الترمذي
(يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي،يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة). رواه الترمذي
ومع كل ذلك الا ان هناك تقف عقبات فى طريق التوبة تحول دون تحقيقها او تجعلها توبة غير صادقة
وسنتناول خلال بحثنا هذا عوائق فى طريق التوبة وكيفيه معالجتها
فتابعونا حفظكم البارى .....
عوائق في طريق التوبة..
وهى سبع عوائق وسنتناول كل عائق وكيفيه معالجته على حلقات:
العائق الأول: تعلق القلب بالذنب:
قد يتعلق القلب بالذنب.. يتعلق بإمرأة.. بسيجارة.. بمال.. بحب النفس.. أو عبادة اللذات.. يتعلق بشيء من الذنوب والمعاصي..
والقلب إذا تعلق بشيء عز اقتلاعه منه..ولكن تعالوا.. تعالوا لنعالج تعلق القلب بالذنب في نقاط..
1- نسيان الذنب:
أن تنسى ذنبك.. ففي بعض الأوقات قد يفيد تذكر الذنب لينكسر القلب بين يدي الله إذا رأى العبد من نفسه عجبا أو كبرا.. فإذا تذكر ذنبه ذل لله..
ولكن ينتبه .. أنه إذا رأى من نفسه أنها إذا تذكرت سابق ذنبها تهيج خواطرها للعودة للمعصية فلينس ذنبه.. فلكل نفس ما يصلحها.. وقد يكون فيما يصلح غيرها ما يفسدها هي.. وكلّ أعلم بنفسه وأحوالها وإن غلبه الشيطان فأنساه..
نعم نقول ينسى ذنبه إذا رأى من نفسه توقا إليه..
وفي هذا يقول بعض السلف :" إنّك حال المعصية كنت في حالة جفاء مع الله سبحانه وتعالى.. اما بعد التوبة فقد أصبحت في حالة صفاء مع الله عز وجل.. وإنّ ذكر الجفاء في وقت الصفاء جفاء".
لذا.. انس ذنبك.. ولا تفكر فيه.. حتى لا تهيج في قلبك لواعج المعصية.. أو تتذكر حلاوة مواقعة الذنب.
2- هجر أماكن المعصية:
أن تهجر مكان المعصية تماما.. لا تعد إليه.. انظر الى قيس المجنون وهو يقول:
أمر بالديار ديار ليلى فألثم ذا الجدار وذا الجدار
وما حب الديار شغفني ولكن حب من سكن الديار
أمر بالديار ديار ليلى فألثم ذا الجدار وذا الجدار
وما حب الديار شغفني ولكن حب من سكن الديار
إنّ البكاء على الأطلال سمة من تعلقت قلوبهم بغير الله.. فمن كان يعرف امرأة وتاب الله عليه.. إذا مشى في الطريق يتذكرها ويستعيد في مخيلته أيام المعاصي.. فقل له: ستعود يا مخذول..
لذا إذا أردت المحافظة على توبتك فاهجر المكان.. لا تعد إليه مرة أخرى.. لا تمر به.. وإذا مررت به فاذكر نعمة الله عليك وقل الحمد لله الذي عافاني.. فغيرك ما زال يسير في طريق الهوى.. لا يستطيع منه فكاكا.. وابك.. وابك على معاصيك.. وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم:" لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا ان تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم.. لا يصيبكم ما أصابهم". أخرجه البخاري( 433) كتاب الصلاة، (3380) كتاب أحاديث الأنبياء، (4419) كتاب المغازي).
فالذي يريد النجاة لا يسكن في أرض موبوءة فإن ميكروب المرض لا بد أن يصيبه.. فكيف لتائب من الزنا أن تحسن توبته وهو لا يكف عن تتبع أخبار الفائدة ومصادقة المرابين وزيارتهم في أعمالهم..
وكيف لتائب من التدخين أن يستمر على التوبة وهو لا يجالس إلا المدخنين.. فلا ينهاهم ولا يفارق مجالسهم..
لا بد من هجر أماكن المعصية.. وهذا ما قاله صلى الله عليه وسلم عندما مروا بديار ثمود..
3- تغيير الرفقة:
وذلك بالالتصاق بالصالحين.. ومن تذكرك رؤيتهم بـ الله تعالى.. وتعينك صحبتهم على طاعة الله.
4- استشعار لذة الطاعة:
اللهم أذقنا برد عفوك.. ولذة عبادتك.. وحلاوة الايمان بك..
استشعار لذة العبادة.. لماذا؟.. لأنك إذا استشعرت لذة العبادة فإنك تستعيض بها عن لذة المعصية.. إن للمعصية ولا شك للغافل لذة ولسقيم القلب متعة.. ولكن إذا استشعر لذة العبادة.. إذا سجد فتمتّع واستشعر لذة القرب من الله وعرف حب الله.. وعلم لطف الله تعالى بعباده.. علم كرمه وجوده..
فإذا استشعر كل هذا فاض قلبه بالإيمان وزاد.. وكلما خطر له خاطر المعصية هرع الى الصلاة.. وإذا استشعر لذة تلاوة القرآن.. لذة مخاطبة الله له.. مخاطبة ملك الملوك له.. رب الأرباب.. القاهر المهيمن.. حين تستشعر لذة العبادة تحتقر لذة المعصية تستقذرها..
5- الانشغال الدائم:
إن الفراغ والشباب والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة
اعمل فإنك إن لم تشغل قلبك بالحق شغلك بالباطل.. ابدأ بحفظ القرآن.. احفظ السنّة.. تعلم الفقه.. تعلم العقيدة.. اقرأ سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.. انظر في سير السلف الأوائل.. ابدأ العمل في الدعوة.. تحرّك لنصرة دين الله.. ساعد الفقراء.. إرع المساكين.. علّم الأطفال.. انشغل فهذا الانشغال يقطع تعلق قلبك بالذنب.
6- صدق الندم واستقباح الذنب:
أن تصدق في الندم على ما فات.. فيعافيك الله مما هو آت.. أصدق الله يصدقك.. أصدق في الندم.. واستقباح الذنب.. بأن تعتقد قذارة المعصية.. فلا تعود اليها.. ويعينك الله على الثبات بعيدا عنها.
7- تأمل أحوال الصالحين:
قيل لبعض السلف: هل يستشعر العاصي لذة العبادة..؟؟ قال لا والله ولا منّ وهمّ..
حين تتأمل أحوال الصالحين وتتأمل ـ مثلا ـ حال معاذ بن جبل عندما أصابه الطاعون فقال لغلامه: أنظر هل أصبحنا..؟.. قال: لا.. بعد.. فقال: أعوذ بـ الله من ليلة صاحبها الى النار..؟؟
انظر من القائل..؟؟ إنه معاذ بن جبل..!! إنه يخشى النار..!! فماذا تقول أنت..؟؟
واعجبا لخوف عمر مع عمله وعدله.. ولأمنك مع معصيتك وظلمك..
8- قصر الأمل ودوام ذكر الموت:
إنّ الذي يذكر الموت بصفة دائمة يخشى أن يفاجأه الموت.. فيلقى الله على معصيته... فيلقيه الله في النار ولا يبالي..
قال الحسن:" أخشى ان يكون قد اطلع على بعض ذنوبي فقال: اذهب فلا غفرت لك".
قال الحسن:" اخشى والله أن يلقيني في النار ولا يبالي".
أول ما يجب عليك فعله هو أن تخلص قلبك من الذنب كما قال إبن الجوزي:" دبّر لنفسك أنّك إذا اشتبك ثوبك في مسمار.. رجعت الى الخلف لتخلصه.. وهذا مسمار الذنب قد علق في قلبك أفلا تنزعه.. انزعه ولا تدعه في قلبك يغدو عليك الشيطان ويروح.. اقلع الذنب من قلبك..
اللهم طهّر قلوبنا..
9- تعويد النفس على فعل الحسنات والإكثار منها:
عوّد نفسك على الإكثار من الحسنات إنّ الحسنات يذهبن السيئات.. والماء الطاهر إذا ورد على الماء النجس يطهره قال صلى الله عليه وسلم:" وأتبع الحسنة السيئة تمحها" أخرجه الترمذي (1987) كتاب البر والصلة، والامام أحمد في مسنده ( 20847)، و(20894).
سين وجيم فى التوبة
حكم توبة من يعود إلى المعصية
أنا مصابة بالإصرار على معصيةٍ ما، وطالما اقترفت هذه المعصية، وكلما اقترفتها يحترق قلبي، وأتوب، وأعزم على عدم العودة، ولكني أعود مرةً، ومرتين وثلاث حتى أنه لم يصبح لدي شعور بالندم والحرق كما كنت سابقاً، ولكني مصرة على التوبة كلما عدت للذنب مع عدم شعوري بالندم -كما قلت لكم-، وما أعرفه أن التوبة لا تقبل إلا بشروط، منها الندم، فما الحكم، وهل تقبل توبتي، وبماذا تنصحونني؟
الواجب عليك الندم الصادق على ما مضى، والإقلاع من المعصية، وتركها خوفاً من الله وتعظيماً له، والعزم الصادق على عدم العودة، وبذلك يغفر الله لك هذه الزلة، وإذا عدت إليها مرةً أخرى صار عليك إثم العودة، أما السابقة التي تمت التوبة منها توبةً صادقة فقد محيت وزالت، ولكن عليك الجد والصدق في عدم العودة واسألي الله العون والتوفيق، وابشري بالخير، والله يقول سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) سورة النــور. ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له). وجاء عن الله عز وجل أنه وعد عباده بالتوبة والمغفرة إذا تابوا إليه واستغفروه صادقين نادمين، فهو الصادق في وعده سبحانه وتعالى، وهو القائل عز وجل: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) سورة الزمر. فهو سبحانه نهانا عن القنوط، وأخبر أنه يغفر الذنوب، فالواجب عليك وعلى غيرك من العصاة التوبة الصادقة، والندم والإقلاع والعزم الصادق على عدم العودة، والضراعة إلى الله في طلب التوفيق، والعصمة، والعافية، فهو سبحانه الكريم الجواد لمن صدق في طلبه، وسؤاله سبحانه وتعالى ( نور على الدرب المجيب الشيخ ابن باز )
تائب ولا اجد حلاوة التوبة
لقد فعلت بعض الذنوب منها الكبائر، وعندما جئت للعمل في المملكة وجدت جواً إيمانياً؛ مما ساعدني على التوبة، ولكن لا أحس بالتوبة الصادقة في أعماق نفسي، وليس عندي إحساس بالندم على فعل تلك المعاصي، والخوف عندما أرجع حيث كنت أن أقع في المعاصي مرةً أخرى، فما هو السبب في عدم الإحساس بالتوبة؟ جزاكم الله خيراً، علماً بأن رغبتي صادقة وشديدة إلى التوبة.
السبب -والله أعلم- ما في القلب من القسوة وأثر الذنوب السابقة، فإذا منحك الله الإحساس بعظم الذنب والشعور بالخطر، فإنك بذلك تجدد توبةً صادقة مضمونها الندم على الماضي الندم الصادق والحزن، والإقلاع من الذنب وتركه خوفاً من الله وتعظيماً له، والعزم الصادق أن لا تعود فيه، ونوصيك بالإكثار من قراءة القرآن، والإكثار من ذكر الله، ومجالسة الأخيار، عليك بمجالسة الأخيار الطيبين جالسهم حتى تستفيد من صفاتهم وأخلاقهم، وعليك بالإكثار من الاستغفار وسؤال الله أن يمن عليك بالتوبة النصوح، وأن يصلح قلبك، وأن يعمره بالتقوى والخشية لله، اجتهد في هذا، وأكثر من قراءة القرآن بالتدبر والتعقل، حتى تعرف ماذا أعد الله للمؤمنين من الخير العظيم، وما أعد للكافرين من الشر العظيم، واضرع إلى الله أن يصلح قلبك، وأن ينوره بالإيمان وأن يعمره بخشية الله، وبهذا تجد -إن شاء الله- الإحساس الصادق بخطر الذنب، وتجد –أيضاً- الإحساس بشدة الحاجة إلى التوبة النصوح التي لا يخالطها إصرار على المعصية. جزاكم الله خيراً.
ومن قصص التائبين
حقاً إنها الليلة الأولى من حياتي
عدت الى طريق التائبين
ها انا اسطر لكم قصتي
توبتي من المواقع المخله وغرف الشات
همسة
سارعوا بالتوبة إلى الله قبل فوات الآوان ...!!!
هيا من الليلة عُد إلى الله وتب إلى الله، فَكِّرْ وَ حَاسِبْ نَفْسَك وكن لها كالشريك الشحيح
الذي يُحاسِبُ شَرِيكَهُ، ماذا ضَيَّعتْ ......... وَمَاذَا قَصَّرْتْ ............. وَمَاذَا فَرَّطْتْ؟
وقل لها:
يا نفسُ قَدْ أَزِفَ الرحيلُ .... وَأَظَلَّكِ الخطْبُ الجليلُ
فتأهبي يا نَفْسُ للرحيل.... لايَلْعَبْ بِكِِ الأملُ الطويلُ
فلتنزلن بمنزلٍ...... ينسى الخليلَ به الخليلُ
وليركبنّ عَلَيْكِ فِيه.. مِنَ الثَّرَى حِمْلٌ ثَقِيلُ
ساوا الفناء بيننا جميع.... فما يبقى العزيزٌ ولا الذليلٌ
فكِّر في لحظة تخرج فيها من هذه الدنيا بلا جاه ولا مَنصب ولاسلطان
فكِّر في لحظة ستدخل فيها إلى قبرٍ ضيق يتركك فيه أهلكُ وَخِلاَّنَك وَأَحْبَابَكْ، ويتركوك مع عملك بين يدي أرحم الراحمين
فكر حينها عندما يناديك رب العالمين..
فكِّر في لحظه سيُنادى عليك فيها على رؤوس الأشهاد ليكلمك الله جلا وعلا بدون ترجمان
فكِّرْ في لحظةٍ ترى فيها جهنم والعياذ بالله، قد أُوتي بها لها سبعون ألف زمام مع كل زِمَامْ سبعون ألف ملك يجرونها...
عجّل من الليلة بالرجوع والتوبة الى الله
وتابعونا فى الحلقة القادمة بمشيئه الله
تعليق