الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, أما بعد؛
فإن الوعظ والتذكير من أشرف الوظائف التي يمكن أن يشتغل بها عبد من عباد الله,
وكيف لا يكون كذلك, وهو وظيفة الأنبياء والمرسلين الذين اختصهم الله -عز
وجل- بهذا الفضل المبين, فالدعوة وظيفة أشرف البشر, وكذا أتباعهم من
المؤمنين الذين أحبوا دعوة الرسل, وآمنوا بها, وبذلوا ما يملكون في سبيل
نشرها, قال -تعالى- آمرًا رسوله محمدًا -صلى الله عليه وسلم-: (قُلْ
هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ
اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108),
وقال سفيان الثوري -رحمه الله-: "أشرف الناس منزلة من كان بين الله وبين
عباده, وهم الأنبياء والعلماء", وقال بعضهم: "إذا أردت أن تعرف مقامك
فانظر أين أقامك".
فمن
كان مشغولاً بالدنيا مشغوفـًا بزينتها, يجمع حطامها, ويسعى للوصول إلى
شهواتها, فليعلم أنه ليس له قدْر عند الله -عز وجل-؛ لأن الدنيا كلها لا
تعدل عند الله جناح بعوضة, ومن كان مشغولاً بالأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر يُعَبِّد الناس لله -عز وجل-, ويغزو قلوبهم بكتاب الله وسنة رسوله
-صلى الله عليه وسلم-, فقد استُعمِل في أشرف الوسائل, وتشرف بأعظم الأعمال.
قال الإمام الغزالي -رحمه الله-:
"الأمر المعروف, والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين, وهو المهم
الذي ابتعث الله له النبيين أجمعين, ولو طوي بساطه, وأهمل علمه وعمله؛
لتعطلت النبوة, واضمحلت الديانة, وعمت الفترة, وفشت الضلالة, وشاعت
الجهالة, واستشرى الفساد, وخربت البلاد, وهلك العباد, ولم يشعروا بالهلاك
إلا يوم التناد, وقد كان الذي خفنا أن يكون, فإنا لله وإنا إليه راجعون إذ
قد اندرس هذا القطب علمه وعمله, فاستولت على القلوب مداهنة الخلق, وانمحت
عنها مراقبة الخالق, واسترسل الناس في اتباع الهوى والشهوات استرسال
البهائم, وعز على الأرض مؤمن صادق لا تأخذه في الله لومة لائم, فمن سعى في
تلافي هذه الفترة, وسد هذه الثلمة إما متكفلاً بعلمها, أو متقلدًا
لتنفيذها مجددًا لهذه السنة الدائرة ناهضًا بأعبائها, ومشمرًا في إحيائها
كان مستأثرًا من بين الخلق بإحياء سنة أفضى الزمان إلى إماتتها, ومستبدًا
بقربة تتضاءل درجات القرب دون ذروتها".
وكيف
لا يكون الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر من أشرف الأعمال, وهو الذي أخبر
الله -عز وجل- أنه سبب تفضيل هذه الأمة على سائر الأمم فقال -تعالى-: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) (آل عمران:110),
وأمر الله -عز وجل- المؤمنين بأن يكونوا أمة واحدة تدعو إلى الخير, وتأمر
بالمعروف, وتنهى عن المنكر, أو أن تكون منهم أمة أي طائفة تقوم بهذا
الواجب الكفائي؛ فقال -تعالى-: (وَلْتَكُنْ
مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران:104), وبيَّن -عز وجل- أن الفلاح منوط بالقيام بهذه الوظيفة؛ فقال -عز وجل- (وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
وأخبر -عز وجل- عن نجاة القائمين بهذه الوظيفة من عذاب الدنيا, وعذاب الآخرة فقال -تعالى- كما في قصة أصحاب السبت: (فَلَمَّا
نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ
السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا
يَفْسُقُونَ) (الأعراف:165), وأخبر -عز وجل- أن سبب لعن بني إسرائيل هو تضييع هذه الوظيفة فقال -عز وجل-: (لُعِنَ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ
وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ.
كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا
يَفْعَلُونَ) (المائدة:78-79), وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن القائمين بهذه الوظيفة مستحقون لوصف الإيمان فقال -صلى الله عليه وسلم-: (فَمَنْ
جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ
فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ
وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ) (رواه مسلم),
وكيف لا يستحق الدعاة إلى الله -عز وجل- وصف الإيمان, والدوافع إلى الدعوة
كلها دوافع إيمانية تنم عن قلب سليم, ومحبة صادقة لله -عز وجل-, ولرسوله
-صلى الله عليه وسلم-, ولدين الله.
قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله-:
"اعلم أن الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر تارة يحمل عليه رجاء ثوابه,
وتارة خوف العقاب في تركه, وتارة الغضب لله على انتهاك محارمه, وتارة
النصيحة للمؤمنين والرحمة لهم, ورجاء إنقاذهم مما أوقعوا أنفسهم فيه من
التعرض لعقوبة الله وغضبه في الدنيا والآخرة, وتارة يحمل عليه إجلال الله
وإعظامه ومحبته, وأنه أهل أن يطاع فلا يعصى, وأن يذكر فلا ينسى, وأن يشكر
فلا يكفر, وأنه يفتدى من انتهاك محارمه بالنفوس والأموال كما قال بعض
السلف: "وددت أن الخلق كلهم أطاعوا الله وأن لحمي قرض بالمقاريض", وكان
عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز يقول لأبيه: "وددت أني غلت بي وبك القدور
في الله -تعالى-", ومن لحظ هذا المقام, والذي قبله هان عليه كل ما يلقى من
الأذى في الله -تعالى-, وربما دعا لمن آذاه".
وحتى تنجح دعوة الدعاة لابد لهم من أسلحة يتسلحون بها, فما هي أسلحة الداعية التي تتم بها مهمته, وتنجو بها دعوته؟؟
1- الإخلاص:
وهو
أنفع سلاح وأمضاه, فينبغي أن يكون الدافع الوحيد للداعية هو التقرب إلى
الله -عز وجل-, وابتغاء وجهه كما أشار إليه قوله -تعالى-: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ) (يوسف:108),
فلا تكون دعوته عصبية لجماعة, أو هيئة, أو يدعو لنفسه لا يدعو إلى الله,
وبمقدار إخلاص الداعية في دعوته يكتب له القبول والبقاء والنفع في الدنيا
والآخرة, فما كان لله دام واتصل, وما كان لغير الله انقطع وانفصل, وقد
سمعنا وشاهدنا كثيرًا من الدعاة, وكثيرًا من الدعوات اندثرت فما بقي لها
أثر ولا لأصحابها من خبر: (هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا) (مريم:98).
والدعوة إلى الله -عز وجل- عبادة يشترط لها ما يشترط لسائر العبادات, وهو الإخلاص؛ قال -تعالى-: (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) (الزمر:3), وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلاَّ مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ) (رواه النسائي، وصححه الألباني).
2- أن يكون الداعية صحيح العقيدة سليم الفهم للكتاب والسنة:
فلابد
أن يكون الداعية مهتديًا إلى الحق, وإلا ففاقد الشيء لا يعطيه, والعقيدة
الصحيحة هي عقيدة السلف الصالح -رضي الله عنهم-؛ قال -تعالى-: (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا) (البقرة:137), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (فَعَلَيْكُمْ
بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ
تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني),
والسنة هي ما تركنا عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عقائد وأخلاق
وأعمال وأقوال, فالدعوة إلى السنة دعوة إلى اعتقاد السلف, وفهم السلف
للكتاب والسنة, والالتزام بما كان عليه السلف الصالح من هدي ظاهر, وأخلاق
باطنة, وأعمال مرضية, وأقوال زكية.
3- العلم والبصيرة:
كما في قوله -تعالى-: (أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ) (يوسف:108), والدعوة إلى الله -عز وجل- عمل, والعلم قبل القول والعمل؛ قال الله -عز وجل-: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) (محمد:19), فبدأ بالعلم.
وقال معاذ: "العلم أمام العمل والعمل تابعه", وهذا ظاهر؛ فإن القصد والعمل إن لم يكن بعلم كان جهلاً وضلالاً، واتباعًا للهوى.
والدعوة
إلى الله -عز وجل- عبادة, ولابد للعبادة من العلم النافع, فلا يمكن للعبد
أن يصلي حتى يتعلم فقه الطهارة والصلاة, ولا يمكنه أن يحج قبل أن يتعلم
المناسك, وكذا من تصدر للدعوة قبل أن يتعلم فقه الدعوة, وقبل أن يعرف ما
يبثه من أحاديث وآثار هل هي من الصحيح الثابت عن النبي -صلى الله عليه
وسلم-, أو من الخرافات والموضوعات؟ وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) (متفق عليه), ومن عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح, والبصيرة تختلف من زمان إلى زمان, ومن مكان إلى مكان.
4- الرفق:
قال الله -عز وجل- لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران:159), وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ شَانَهُ) (رواه مسلم), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ
اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ
يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لاَ يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ) (رواه مسلم), وعن جرير قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ) (رواه مسلم).
قال الإمام أحمد -رحمه الله-:
"يأمر بالرفق والخضوع, فإن أسمعوه ما يكره لا يغضب, فيكون كمن يريد أن
ينتصر لنفسه", وقال سفيان الثوري: "لا يأمر بالمعروف, ولا ينهى عن المنكر
إلا من كان فيه ثلاث خصال: رفيق بما يأمر, رفيق بما ينهى, عدل فيما يأمر,
عدل فيما ينهى, عالم بما يأمر, عالم بما ينهى".
5- سلامة القلب:
فالداعية
يحتاج أن يكون قلبه سليمًا من الشرك, سليمًا من الشبهات والشهوات, سليمًا
من الغش والحسد والبغضاء للمؤمنين, فإن قيل: كيف يصل الداعية إلى سلامة
القلب؟؟
فالجواب:
بتعهد الداعية قلبه بالأغذية النافعة: كالذكر والدعاء والاستغفار، وقيام
الليل, والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-, وكذا حفظ القلب من سموم
المعاصي الضارة: كفضول الكلام, وفضول النظر, وفضول المخالطة, وفضول النوم,
وفضول الطعام.
6- أن يجتهد الداعية في العمل بما يدعو إليه:
قال رجل لابن عباس -رضي الله عنهما-:
"أريد أن آمر بالمعروف, وأنهى عن المنكر, فقال له ابن عباس -رضي الله
عنهما-: "إذا لم تخشَ أن تفضحك هذه الآيات الثلاث فافعل, وإلا فابدأ
بنفسك, ثم تلا: (أتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ) (البقرة:44), وقوله -تعالى-: (لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ. كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) (الصف:2-3), وقوله حكاية عن شعيب -عليه السلام-: (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ) (هود:88)".
قال النخعي -رحمه الله-: "كانوا يكرهون القصص لهذه الآيات الثلاث", وعن أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (يُجَاءُ
بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِقُ
أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ، فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ
فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ، فَيَقُولُونَ أَيْ فُلاَنُ: مَا
شَأْنُكَ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَنِ
الْمُنْكَرِ؟ قَالَ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلاَ آتِيهِ،
وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ) (متفق عليه).
7- الصبر والحلم والمداراة:
قال الله –تعالى-: (يَا
أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ. وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ.
وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ. وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ. وَلا تَمْنُنْ
تَسْتَكْثِر. وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) (المدثر:1-7), فابتدأ آيات الإرسال إلى الخلق بالأمر بالنذارة, وختمها بالأمر بالصبر, وقال -عز وجل- حاكيًا عن لقمان أنه قال لابنه: (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) (لقمان:17), وقال -عز وجل-: (وَالْعَصْرِ.
إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ. إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (العصر:1-3), فقدم -عز وجل- التواصي بالحق على التواصي بالصبر؛ لأن التواصي بالحق يحتاج إلى صبر.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين, وأذل الكفر والكافرين, وأعلِ راية الحق والدين.
فإن الوعظ والتذكير من أشرف الوظائف التي يمكن أن يشتغل بها عبد من عباد الله,
وكيف لا يكون كذلك, وهو وظيفة الأنبياء والمرسلين الذين اختصهم الله -عز
وجل- بهذا الفضل المبين, فالدعوة وظيفة أشرف البشر, وكذا أتباعهم من
المؤمنين الذين أحبوا دعوة الرسل, وآمنوا بها, وبذلوا ما يملكون في سبيل
نشرها, قال -تعالى- آمرًا رسوله محمدًا -صلى الله عليه وسلم-: (قُلْ
هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ
اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108),
وقال سفيان الثوري -رحمه الله-: "أشرف الناس منزلة من كان بين الله وبين
عباده, وهم الأنبياء والعلماء", وقال بعضهم: "إذا أردت أن تعرف مقامك
فانظر أين أقامك".
فمن
كان مشغولاً بالدنيا مشغوفـًا بزينتها, يجمع حطامها, ويسعى للوصول إلى
شهواتها, فليعلم أنه ليس له قدْر عند الله -عز وجل-؛ لأن الدنيا كلها لا
تعدل عند الله جناح بعوضة, ومن كان مشغولاً بالأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر يُعَبِّد الناس لله -عز وجل-, ويغزو قلوبهم بكتاب الله وسنة رسوله
-صلى الله عليه وسلم-, فقد استُعمِل في أشرف الوسائل, وتشرف بأعظم الأعمال.
قال الإمام الغزالي -رحمه الله-:
"الأمر المعروف, والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين, وهو المهم
الذي ابتعث الله له النبيين أجمعين, ولو طوي بساطه, وأهمل علمه وعمله؛
لتعطلت النبوة, واضمحلت الديانة, وعمت الفترة, وفشت الضلالة, وشاعت
الجهالة, واستشرى الفساد, وخربت البلاد, وهلك العباد, ولم يشعروا بالهلاك
إلا يوم التناد, وقد كان الذي خفنا أن يكون, فإنا لله وإنا إليه راجعون إذ
قد اندرس هذا القطب علمه وعمله, فاستولت على القلوب مداهنة الخلق, وانمحت
عنها مراقبة الخالق, واسترسل الناس في اتباع الهوى والشهوات استرسال
البهائم, وعز على الأرض مؤمن صادق لا تأخذه في الله لومة لائم, فمن سعى في
تلافي هذه الفترة, وسد هذه الثلمة إما متكفلاً بعلمها, أو متقلدًا
لتنفيذها مجددًا لهذه السنة الدائرة ناهضًا بأعبائها, ومشمرًا في إحيائها
كان مستأثرًا من بين الخلق بإحياء سنة أفضى الزمان إلى إماتتها, ومستبدًا
بقربة تتضاءل درجات القرب دون ذروتها".
وكيف
لا يكون الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر من أشرف الأعمال, وهو الذي أخبر
الله -عز وجل- أنه سبب تفضيل هذه الأمة على سائر الأمم فقال -تعالى-: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) (آل عمران:110),
وأمر الله -عز وجل- المؤمنين بأن يكونوا أمة واحدة تدعو إلى الخير, وتأمر
بالمعروف, وتنهى عن المنكر, أو أن تكون منهم أمة أي طائفة تقوم بهذا
الواجب الكفائي؛ فقال -تعالى-: (وَلْتَكُنْ
مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران:104), وبيَّن -عز وجل- أن الفلاح منوط بالقيام بهذه الوظيفة؛ فقال -عز وجل- (وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
وأخبر -عز وجل- عن نجاة القائمين بهذه الوظيفة من عذاب الدنيا, وعذاب الآخرة فقال -تعالى- كما في قصة أصحاب السبت: (فَلَمَّا
نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ
السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا
يَفْسُقُونَ) (الأعراف:165), وأخبر -عز وجل- أن سبب لعن بني إسرائيل هو تضييع هذه الوظيفة فقال -عز وجل-: (لُعِنَ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ
وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ.
كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا
يَفْعَلُونَ) (المائدة:78-79), وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن القائمين بهذه الوظيفة مستحقون لوصف الإيمان فقال -صلى الله عليه وسلم-: (فَمَنْ
جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ
فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ
وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ) (رواه مسلم),
وكيف لا يستحق الدعاة إلى الله -عز وجل- وصف الإيمان, والدوافع إلى الدعوة
كلها دوافع إيمانية تنم عن قلب سليم, ومحبة صادقة لله -عز وجل-, ولرسوله
-صلى الله عليه وسلم-, ولدين الله.
قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله-:
"اعلم أن الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر تارة يحمل عليه رجاء ثوابه,
وتارة خوف العقاب في تركه, وتارة الغضب لله على انتهاك محارمه, وتارة
النصيحة للمؤمنين والرحمة لهم, ورجاء إنقاذهم مما أوقعوا أنفسهم فيه من
التعرض لعقوبة الله وغضبه في الدنيا والآخرة, وتارة يحمل عليه إجلال الله
وإعظامه ومحبته, وأنه أهل أن يطاع فلا يعصى, وأن يذكر فلا ينسى, وأن يشكر
فلا يكفر, وأنه يفتدى من انتهاك محارمه بالنفوس والأموال كما قال بعض
السلف: "وددت أن الخلق كلهم أطاعوا الله وأن لحمي قرض بالمقاريض", وكان
عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز يقول لأبيه: "وددت أني غلت بي وبك القدور
في الله -تعالى-", ومن لحظ هذا المقام, والذي قبله هان عليه كل ما يلقى من
الأذى في الله -تعالى-, وربما دعا لمن آذاه".
وحتى تنجح دعوة الدعاة لابد لهم من أسلحة يتسلحون بها, فما هي أسلحة الداعية التي تتم بها مهمته, وتنجو بها دعوته؟؟
1- الإخلاص:
وهو
أنفع سلاح وأمضاه, فينبغي أن يكون الدافع الوحيد للداعية هو التقرب إلى
الله -عز وجل-, وابتغاء وجهه كما أشار إليه قوله -تعالى-: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ) (يوسف:108),
فلا تكون دعوته عصبية لجماعة, أو هيئة, أو يدعو لنفسه لا يدعو إلى الله,
وبمقدار إخلاص الداعية في دعوته يكتب له القبول والبقاء والنفع في الدنيا
والآخرة, فما كان لله دام واتصل, وما كان لغير الله انقطع وانفصل, وقد
سمعنا وشاهدنا كثيرًا من الدعاة, وكثيرًا من الدعوات اندثرت فما بقي لها
أثر ولا لأصحابها من خبر: (هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا) (مريم:98).
والدعوة إلى الله -عز وجل- عبادة يشترط لها ما يشترط لسائر العبادات, وهو الإخلاص؛ قال -تعالى-: (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) (الزمر:3), وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلاَّ مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ) (رواه النسائي، وصححه الألباني).
2- أن يكون الداعية صحيح العقيدة سليم الفهم للكتاب والسنة:
فلابد
أن يكون الداعية مهتديًا إلى الحق, وإلا ففاقد الشيء لا يعطيه, والعقيدة
الصحيحة هي عقيدة السلف الصالح -رضي الله عنهم-؛ قال -تعالى-: (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا) (البقرة:137), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (فَعَلَيْكُمْ
بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ
تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني),
والسنة هي ما تركنا عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عقائد وأخلاق
وأعمال وأقوال, فالدعوة إلى السنة دعوة إلى اعتقاد السلف, وفهم السلف
للكتاب والسنة, والالتزام بما كان عليه السلف الصالح من هدي ظاهر, وأخلاق
باطنة, وأعمال مرضية, وأقوال زكية.
3- العلم والبصيرة:
كما في قوله -تعالى-: (أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ) (يوسف:108), والدعوة إلى الله -عز وجل- عمل, والعلم قبل القول والعمل؛ قال الله -عز وجل-: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) (محمد:19), فبدأ بالعلم.
وقال معاذ: "العلم أمام العمل والعمل تابعه", وهذا ظاهر؛ فإن القصد والعمل إن لم يكن بعلم كان جهلاً وضلالاً، واتباعًا للهوى.
والدعوة
إلى الله -عز وجل- عبادة, ولابد للعبادة من العلم النافع, فلا يمكن للعبد
أن يصلي حتى يتعلم فقه الطهارة والصلاة, ولا يمكنه أن يحج قبل أن يتعلم
المناسك, وكذا من تصدر للدعوة قبل أن يتعلم فقه الدعوة, وقبل أن يعرف ما
يبثه من أحاديث وآثار هل هي من الصحيح الثابت عن النبي -صلى الله عليه
وسلم-, أو من الخرافات والموضوعات؟ وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) (متفق عليه), ومن عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح, والبصيرة تختلف من زمان إلى زمان, ومن مكان إلى مكان.
4- الرفق:
قال الله -عز وجل- لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران:159), وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ شَانَهُ) (رواه مسلم), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ
اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ
يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لاَ يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ) (رواه مسلم), وعن جرير قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ) (رواه مسلم).
قال الإمام أحمد -رحمه الله-:
"يأمر بالرفق والخضوع, فإن أسمعوه ما يكره لا يغضب, فيكون كمن يريد أن
ينتصر لنفسه", وقال سفيان الثوري: "لا يأمر بالمعروف, ولا ينهى عن المنكر
إلا من كان فيه ثلاث خصال: رفيق بما يأمر, رفيق بما ينهى, عدل فيما يأمر,
عدل فيما ينهى, عالم بما يأمر, عالم بما ينهى".
5- سلامة القلب:
فالداعية
يحتاج أن يكون قلبه سليمًا من الشرك, سليمًا من الشبهات والشهوات, سليمًا
من الغش والحسد والبغضاء للمؤمنين, فإن قيل: كيف يصل الداعية إلى سلامة
القلب؟؟
فالجواب:
بتعهد الداعية قلبه بالأغذية النافعة: كالذكر والدعاء والاستغفار، وقيام
الليل, والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-, وكذا حفظ القلب من سموم
المعاصي الضارة: كفضول الكلام, وفضول النظر, وفضول المخالطة, وفضول النوم,
وفضول الطعام.
6- أن يجتهد الداعية في العمل بما يدعو إليه:
قال رجل لابن عباس -رضي الله عنهما-:
"أريد أن آمر بالمعروف, وأنهى عن المنكر, فقال له ابن عباس -رضي الله
عنهما-: "إذا لم تخشَ أن تفضحك هذه الآيات الثلاث فافعل, وإلا فابدأ
بنفسك, ثم تلا: (أتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ) (البقرة:44), وقوله -تعالى-: (لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ. كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) (الصف:2-3), وقوله حكاية عن شعيب -عليه السلام-: (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ) (هود:88)".
قال النخعي -رحمه الله-: "كانوا يكرهون القصص لهذه الآيات الثلاث", وعن أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (يُجَاءُ
بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِقُ
أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ، فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ
فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ، فَيَقُولُونَ أَيْ فُلاَنُ: مَا
شَأْنُكَ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَنِ
الْمُنْكَرِ؟ قَالَ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلاَ آتِيهِ،
وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ) (متفق عليه).
7- الصبر والحلم والمداراة:
قال الله –تعالى-: (يَا
أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ. وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ.
وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ. وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ. وَلا تَمْنُنْ
تَسْتَكْثِر. وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) (المدثر:1-7), فابتدأ آيات الإرسال إلى الخلق بالأمر بالنذارة, وختمها بالأمر بالصبر, وقال -عز وجل- حاكيًا عن لقمان أنه قال لابنه: (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) (لقمان:17), وقال -عز وجل-: (وَالْعَصْرِ.
إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ. إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (العصر:1-3), فقدم -عز وجل- التواصي بالحق على التواصي بالصبر؛ لأن التواصي بالحق يحتاج إلى صبر.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين, وأذل الكفر والكافرين, وأعلِ راية الحق والدين.
تعليق