Tweet
السلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله وبعد،
إن الدعوة إلى الله تعالى تعني نشر الدين في المجتمع، ومن يسلك هذا الطريق فإن أول ما يجده أمامه هو مجتمع يعج بالأدواء والأمراض فيقوم الداعية هنا مقام الطبيب المعالج، هذا من جهة.... ولو نظرنا إلى المجتمع بصفته مؤسسة تعاني مشاكل في التسيير والإنتاج والتسويق لاعتبرنا أن الداعية إلى الله يشكل الإدارة في هذه المؤسسة وفي كلتا الحالتين ( الطبيب والإدارة) يتم وصف العلاج والحلول على الترتيب
من هذا المنطلق نقول انه لا يجدر بطبيب يُعرَضُ عليه مريض مصاب بكسر أو اعوجاج في عموده الفقري يسبب له ارتخاء في العضلات أو صعوبة في الحركة أن يقرر إخضاع هذا المريض للعلاج الطبيعي بهدف تقوية عضلاته واستعادته الحركة !!! هذا خطأ مهني فادح ليس لأن القرار في ذاته خطأ...لا... ولكن القرار في هذه الحالة وفي هذا التوقيت غير مجدٍ ولن تكون له نتيجة مهما طالت مدته لأن الأولى هو تقويم العمود الفقري ثم بعد ذلك يمكن علاج ما يتعلق به أعضاء وأطراف وتحقيق نتيجة منه
كذلك هو الحال بالنسبة للمؤسسة التي تعاني مشاكل في نشاطها بسبب ضعف الإنتاج لنقص المادة الأولية، فليس من الحكمة والعقلانية أن تتقدم إدارة التسويق بمقترحات أو حلول مفادها تكثيف الإعلان والترويج بشتى وسائله وأنواعه !!! لأن هذا الحل لا يجدي نفعا في حالة غياب منتجات ولا اعتقد أن أي مسوّق رشيد يفكر بذلك الحل !؟ بل الأنسب في هذه الحالة حل مشكل الإنتاج أولاً وبعد ذلك يمكن علاج ما تتعرض له المؤسسة من مشاكل بخصوص هذا المُنتَج
في كلتا الحالتين كل من الطبيب والمسوّْق أراد إيجاد حل لما عُرِض عليه كل في تخصصه وفي الحقيقة كل منهما قدم حلاً غير أن كلا الحلين لم يكونا مناسبين في التوقيت والحالة... وقد يسال سائل ويقول كل منهما متخصص فما السببان؟ نقول أن السبب له احتمالان: إما عدم القيام بالتشخيص أصلا وهذا مستبعد جدا في كلا التخصصين، أو أنّ التشخيص لم يكن تشخيصا بالمعنى التخصصي الاحترافي فالقضية كلها تدور حول التشخيص، هذا المفهوم الذي لا تكاد تخلو منه أية محاولة لعلاج مشكل قائم
لهذا فان على الدعاة في عصرنا بصفتهم أطباء وإداريين مسيرين ومسوّقين في المجتمع أن لا يغفلوا عن التشخيص وأهميته ولو توصلوا إلى تشخيص حال المدعوين حقيقة لتوصلوا إلى الحلول كل بحسب توقيته فلو أن الداعية شخّص حال مدعوين تغيب في نفوسهم العقيدة والتوحيد تشخيصا دقيقاً لتوجهت دعوته إلى نشر العقيدة وبثها في النفوس أولاً بدلا من هدر الجهد والوقت في الدعوة إلى جزئيات لن تتأتى مادامت العقيدة غائبة في نفوس المدعوين والقرآن خير معلّم وخير دليل فالقرآن المكي ظل يعالج قضية واحدة هي قضية لا إله إلا الله ( الربوبية والالوهية) ولله سبحانه وتعالى في ذلك حكمة والمُشخّْص لأحوال الناس في الفترة المكية يجد أن كل تلك الجاهليات التي كانت تمارس في العهد المكي كان سببها غياب التوحيد في نفوس البشر لذلك أوجبت حكمة الله تعالى أن عالج القرآن المكي تلك القضية ولم ينتقل إلى غيرها من القضايا حتى تقررت في النفوس أولا
لذلك لا يكون أي عمل دعوي دونما تشخيص دقيق لحالة المدعوين إلاّ هدرا للجهد والوقت والموارد على حد السواء ولا نعني بهذا أن هذا العمل ليس بعمل دعوي ... لا ... بل في هذه الحالة يكون عملا غير مناسب من حيث الحالة والتوقيت
والحمد لله رب العالمين
الحمد لله وبعد،
إن الدعوة إلى الله تعالى تعني نشر الدين في المجتمع، ومن يسلك هذا الطريق فإن أول ما يجده أمامه هو مجتمع يعج بالأدواء والأمراض فيقوم الداعية هنا مقام الطبيب المعالج، هذا من جهة.... ولو نظرنا إلى المجتمع بصفته مؤسسة تعاني مشاكل في التسيير والإنتاج والتسويق لاعتبرنا أن الداعية إلى الله يشكل الإدارة في هذه المؤسسة وفي كلتا الحالتين ( الطبيب والإدارة) يتم وصف العلاج والحلول على الترتيب
من هذا المنطلق نقول انه لا يجدر بطبيب يُعرَضُ عليه مريض مصاب بكسر أو اعوجاج في عموده الفقري يسبب له ارتخاء في العضلات أو صعوبة في الحركة أن يقرر إخضاع هذا المريض للعلاج الطبيعي بهدف تقوية عضلاته واستعادته الحركة !!! هذا خطأ مهني فادح ليس لأن القرار في ذاته خطأ...لا... ولكن القرار في هذه الحالة وفي هذا التوقيت غير مجدٍ ولن تكون له نتيجة مهما طالت مدته لأن الأولى هو تقويم العمود الفقري ثم بعد ذلك يمكن علاج ما يتعلق به أعضاء وأطراف وتحقيق نتيجة منه
كذلك هو الحال بالنسبة للمؤسسة التي تعاني مشاكل في نشاطها بسبب ضعف الإنتاج لنقص المادة الأولية، فليس من الحكمة والعقلانية أن تتقدم إدارة التسويق بمقترحات أو حلول مفادها تكثيف الإعلان والترويج بشتى وسائله وأنواعه !!! لأن هذا الحل لا يجدي نفعا في حالة غياب منتجات ولا اعتقد أن أي مسوّق رشيد يفكر بذلك الحل !؟ بل الأنسب في هذه الحالة حل مشكل الإنتاج أولاً وبعد ذلك يمكن علاج ما تتعرض له المؤسسة من مشاكل بخصوص هذا المُنتَج
في كلتا الحالتين كل من الطبيب والمسوّْق أراد إيجاد حل لما عُرِض عليه كل في تخصصه وفي الحقيقة كل منهما قدم حلاً غير أن كلا الحلين لم يكونا مناسبين في التوقيت والحالة... وقد يسال سائل ويقول كل منهما متخصص فما السببان؟ نقول أن السبب له احتمالان: إما عدم القيام بالتشخيص أصلا وهذا مستبعد جدا في كلا التخصصين، أو أنّ التشخيص لم يكن تشخيصا بالمعنى التخصصي الاحترافي فالقضية كلها تدور حول التشخيص، هذا المفهوم الذي لا تكاد تخلو منه أية محاولة لعلاج مشكل قائم
لهذا فان على الدعاة في عصرنا بصفتهم أطباء وإداريين مسيرين ومسوّقين في المجتمع أن لا يغفلوا عن التشخيص وأهميته ولو توصلوا إلى تشخيص حال المدعوين حقيقة لتوصلوا إلى الحلول كل بحسب توقيته فلو أن الداعية شخّص حال مدعوين تغيب في نفوسهم العقيدة والتوحيد تشخيصا دقيقاً لتوجهت دعوته إلى نشر العقيدة وبثها في النفوس أولاً بدلا من هدر الجهد والوقت في الدعوة إلى جزئيات لن تتأتى مادامت العقيدة غائبة في نفوس المدعوين والقرآن خير معلّم وخير دليل فالقرآن المكي ظل يعالج قضية واحدة هي قضية لا إله إلا الله ( الربوبية والالوهية) ولله سبحانه وتعالى في ذلك حكمة والمُشخّْص لأحوال الناس في الفترة المكية يجد أن كل تلك الجاهليات التي كانت تمارس في العهد المكي كان سببها غياب التوحيد في نفوس البشر لذلك أوجبت حكمة الله تعالى أن عالج القرآن المكي تلك القضية ولم ينتقل إلى غيرها من القضايا حتى تقررت في النفوس أولا
لذلك لا يكون أي عمل دعوي دونما تشخيص دقيق لحالة المدعوين إلاّ هدرا للجهد والوقت والموارد على حد السواء ولا نعني بهذا أن هذا العمل ليس بعمل دعوي ... لا ... بل في هذه الحالة يكون عملا غير مناسب من حيث الحالة والتوقيت
والحمد لله رب العالمين
تعليق