[FONT=font-family: Times New Roman, Times, serif;][/FONT]
احباب في الله
هذا مقال جيد ومهم وفي ذكر للشيخ
"محمد بن اسماعيل المقدم "
وكتابه " عودة الحجاب "
فاحببت ان اتيكم به ليعم النفع
فبارك الله فيكم
ونفع بكم
ووالله اني احبكم في الله
احباب في الله
هذا مقال جيد ومهم وفي ذكر للشيخ
"محمد بن اسماعيل المقدم "
وكتابه " عودة الحجاب "
فاحببت ان اتيكم به ليعم النفع
فبارك الله فيكم
ونفع بكم
ووالله اني احبكم في الله
يا رجال الأزهر حافظوا على أزهركم وأزهرنا
منذ قرابة الثلاثين عاما ً وعندما كانت الصحوة الإسلامية في الجامعات في أوجها اشتهر بين الشباب من الكتب التي تناولت مسألة الحجاب ثلاثة كتب.. كتاب "الحجاب" للأستاذ المودودى وكتاب "حجاب المرأة المسلمة" لمحدث الشام الشيخ الألباني وكتاب لابن تيمية في "تفسير سورة النور".
وكان لهذه الكتب الثلاثة رواج واسع بين شباب وشابات الصحوة لما لقضية لباس المرأة ومظهرها الإسلامي وسمتها من اهتمام.
ثم كان أن كتب الأستاذ البوطي عميد كلية الشريعة السورية الأسبق كتيبا شديد الجمال والإمتاع يسمى "إلى كل فتاة تؤمن بالله" ذاع صيته واشتهر منتشرا ً بين بناتنا لبساطته وجمال عرضه وصدق منطقه.
قد يكون هناك من كتب في هذا الأمر غيرهم.. ولكن هذه الكتب الأربعة كانت الأكثر قبولا ً وتأثيرا ً بين الشباب.. وبين هؤلاء الفطاحل وكتبهم ظهر كتاب الأخ محمد إسماعيل المقدم "عودة الحجاب" بأجزائه الثلاثة.
الحق أنه كان كتابا ً فريدا ً في بابه حاز قبولا ً مذهلا ً صرف أكثرنا من شباب الصحوة بطوائفه المختلفة عن هذه الكتب سالفة الذكر إليه.. بما جمع من مزايا ما تناوله سابقوه بصورة سلسة عذبة مؤصلة تأصيلا ً علميا ً رصينا ً.. كان محمد إسماعيل في ذلك الوقت شابا ً لا طاقة لمثله أن يزاحم من أشرنا إليهم.. ولكن كتابه هذا استطاع أن يحفر لنفسه مكانا ً بين كتب هؤلاء العلماء الفطاحل.
بل ولا أبالغ إن قلت أنه تفوق عليهم في مجال تفوقهم.. وأصبح الكتاب قبلة راغبي دراسة هذا الباب من أبواب العلم من شتي مناحيه واتجاهاته مشبعا ً كل التوجهات ومدارس البحث.
والكتاب يقع في ثلاثة أجزاء مجموعها شارف علي الألفي صفحة من القطع المتوسط .. وهو كما هو ظاهر موسوعة في بابه.
يتحدث الجزء الأول عن الحرب علي الحجاب والمؤامرات المتنوعة عليه في التاريخ الحديث.. وقد أبدع الشيخ وأفاض وهو يكشف باقتدار وتفصيل مصدر هذه الحرب وأسبابها وأساليبها المختلفة.. وقادة هذه الحرب من مفكرين وساسة وأدباء موثقا ً ما ذهب إليه من مصادره المختلفة من كتب السياسة والأدب والتاريخ علي غير عادة السلفيين الذين لا يهتمون كثيرا ً بالكتابة في هذا الاتجاه إلا أنه والحق يقال أبدع وأغني وأفاد وأوفي.
أما الجزء الثاني فقد تحدث فيه عن الإسلام والمرأة ومظاهر تكريمها ودورها.. وأهميته في المجتمع المسلم مع ذكره لنماذج راقية عظيمة من النساء المقتدي بهن في جهادهن وعلمهن وعبادتهن.. وأفاض في بيان حقوق الزوجية وحقوق الزوجة علي الزوج وعلي المجتمع لقاء ما يؤدين من دور هام وحيوي في بناء المجتمع والحفاظ عليه.
ثم وفي الجزء الأخير نجده يفرده لبيان مواصفات الحجاب الشرعي ثم يفيض تفصيلاً في حكم النقاب الذي تبني القول بوجوبه.. واستدل لمذهبه من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة وأهل العلم ورد علي مخالفيه ونفي الشبهات المثارة حول مذهبه.
ورأيه الفقهي هذا سواء اتفقت معه فيه أو اختلفت.. فإنك لا تملك أمام منطقه واستدلالاته إلا أن تقدر ما فيه من بحث وجهد وعمق نظر وفهم لدلالات النصوص والأقوال.. ولا تستطيع إلا أن تعجب بعظيم إطلاعه علي مذاهب الفقهاء ومدارسهم وأقوالهم المختلفة.
نعم.. الكتاب متفرد في بابه له حضوره الطاغي عند شباب الصحوة وعلمائها مرت عليه السنون فما زادته إلا جِدّّة وقبولا ً وظهر ذلك في الطبعات المتوالية التي طبعها الكتاب ومازالت الرغبة فيه قائمة والطلب يتزايد.
هذا الكتاب الذي تحدثت عنه قيل ونشر أن مجمع البحوث الإسلامية أوصي بمصادرته – أي والله بمصادرته –.. ومنعه من التداول بين الناس لأنه - كما زعموا - متطرف ومتشدد وخارج عن الاعتدال والوسطية.. تصور.
والحقيقة .. أنني لم أصدق ما نشر – رغم أن الناشرين من أهل الصدق الثقات - و أجزم إن هناك من دس هذا الخبر الكاذب علي ناشريه واستبعدت كثيرا أن يفعل المجمع ذلك.
فالكتاب من الناحية العلمية رصين قيم ليس فيه خروج ولا شذوذ عما في مذاهب أهل العلم فيما طرح من مسائل.. ولم يذكر كلمة واحدة ولا ابدي رأيا إلا واستدل له من مصادره المختلفة والمعتبرة عند أهل العلم .. ولم يأت بكلمة من عنده جديدة لم يسبق إليها .. وكل ما في كتابه من مادة علمية موجود في كتب أخري لعلماء كبار معتبرين من السابقين واللاحقين تملا كتبهم الأسواق ولا يعترضها احد.
نعم .. مستبعد تماما ًأن يفعل المجمع ذلك خاصة والكتاب إلي جانب ما يلقاه من قبول من عامة الشباب والشيوخ من طلبة العلم فانه ليس فيه خروج ولا شذوذ ولا تطرف.
فما هو المقصود إذن من إشاعة مثل هذا الخبر وفي مثل هذه الظروف التي يقف فيها الأزهر موقف المتهم في مواجهة موجة عاتية من شتي التوجهات تتهمه بمحاربة الحشمة والنقاب بعد المقولة المنسوبة إلي شيخ الأزهر التي روج لها الإعلام اليساري ليقدحوا في الشيخ بصيغة المدح فيصفونه بالتقدمية والتنوير.. وهم ينقلون عنه هجوما ً علي النقاب في الوقت الذي نعاني فيه نحن محبي الأزهر مشقة شديدة في دفع العادية عنه والرد علي الذين اجترءوا عليه وعلي مكانته كمنارة للعلم والهدي.
هل يراد بمثل هذه الشائعة عنه أن يجد أعداء الأزهر ومؤسساته مدخلا ً جديدا ً للهجوم عليه واستكمال آليات الإجهاز علي مكانته في قلوبنا؟!!
ما الذي جعل المجمع يتصدي لهذا الكتاب – أن كان ما قيل صحيحا ً – في مثل هذه الظروف ودون أن يطلب منه أحد ذلك .. وما الذي دعاه لاتخاذ هذا الموقف الغريب منه بينما تعج الأسواق بكتب الجنس والشعوذة والشركيات - وهي بالتأكيد أخطر علي دين الأمة وعقيدتها من كتاب خالف في رأي فقهي – ولا يلقي لها الأزهر ومجمعه بالا ً.
إن هذا أمر يحتاج إلي تفسير أو تكذيب لتصحيح رؤية الناس للأزهر ومواقفه.
يخيل إليَّ أن هناك مؤامرة لإفساد علاقة شعب مصر المتدين بطبعه مع علمائه من رجال الأزهر سواء بإبراز مثل هذه الأخبار في الصحف أو بفبركتها إن افتقدوها لإيهام الناس وخاصة الشباب أن الأزهر ومن ورائه الحكومة إنما يحاربون مظاهر الإسلام وثوابته في الوقت الذي يتجاهلون مظاهر الانحراف والفساد التي تملا المجتمع.
إن من يفعل ذلك بحجة مقاومة التشدد – وهي ليست من التشدد في شيء – بينما يتجاهل التشدد الظاهر من الفريق المقابل المعادي لمظاهر التدين إنما يشيع في مجتمع مصر المتدين الرفض والشك بل والعداء لمؤسسات المجتمع وعلمائه من رجال الأزهر.
وإننا لنعيدها ونقول إنها مسألة أمن قومي ينبغي أن ينتبه لها الجميع وخاصة رجال الأزهر لأنهم المستهدفون بالهدم والقضاء علي الثقة بينهم وبين الناس.. وهي المصدر الأساسي لتقبل أقوالهم وقبول توجيههم ..الثقة..الثقة..الثقة.
فإذا سقطت مكانة علماء الأزهر من عيون الناس اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا.
يا رجال الأزهر اتقوا الله في أزهركم وأزهرنا
تعليق