رد: ((((ياذنوبى لن تعودى1))))
إخوتاه
عدنا بفضل الله
يقول النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون))، فلا أحد معصوم عن الخطأ والمعصية، وكلنا نخطئ، وكلنا نذنب، ونقع في العصيان، والمعصوم من عصمه الله تعالى، ولكن الذنب الأكبر في عدم التوبة والاستغفار، قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من رواية مسلم: ((لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقًا يذنبون، يغفر لهم))، ومعنى الحديث أي: لولا أننا ـ معشر البشر ـ نذنب ونستغفر, لذهب الله بنا, وجاء بقوم يذنبون ويستغفرون فيغفر لهم، لأن الله يحب أن يغفر لعباده, ويحب من عباده ـ على ما اقترفوه من ذنوب ـ أن يكونوا توابين ومستغفرين، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة:222], ولم يقل: التائبين, بل قال: التَّوَّابِينَ على صيغة المبالغة التي تدل على كثرة تكرار التوبة لله تعالى.
إخوتي في الله
إن مما يمحو الله به المعاصي و الذنوب التوبة النصوح، وزيادة على هذا فقد جعل الله برحمته أسبابًا لمغفرة الذنوب والمعاصي، ومن أعظم هذه الأسباب توحيد الله تعالى وعدم الإشراك به، قال تعالى في الحديث القدسي الذي رواه مسلم: ((ومن لقيني بقُراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئًا لقيته بمثلها مغفرة)).
إن مما يمحو الله به المعاصي و الذنوب التوبة النصوح، وزيادة على هذا فقد جعل الله برحمته أسبابًا لمغفرة الذنوب والمعاصي، ومن أعظم هذه الأسباب توحيد الله تعالى وعدم الإشراك به، قال تعالى في الحديث القدسي الذي رواه مسلم: ((ومن لقيني بقُراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئًا لقيته بمثلها مغفرة)).
ومن موجبات المغفرة كذلك إفشاء السلام وحسن الكلام، روى الطبراني بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال: ((إن موجبات المغفرة بذل السلام وحسن الكلام)).
ومن الأسباب كذلك التي يمحو الله بها الخطايا والذنوب الصلاة والأعمال الصالحة، قال تعالى: وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ [هود:114].
ففعلك للحسنات ـ أخي المسلم ـ يذهب السيئات ويمحوها, وقد قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((وأتبع السيئة الحسنة تمحها))، وقد ثبت في السنة الصحيحة أن الوضوء والصلاة والتسبيح بعدها والعمرة والحج وصيام رمضان وصلاة الجمعة وكل أعمال البر من فعل الخيرات والطاعات مما يحط الله بها الخطايا، ويمحو بها السيئات، وذلك ذكرى للذاكرين.
إن للتوبة والاستغفار فوائد عظيمة، تعود على المسلم التواب المستغفر بالخير في الدنيا والآخرة؛ فإن التوبة توجب محبة الله تعالى، قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة:222]. والتوبة توجب الفلاح, قال عز وجل: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31].
والتوبة والاستغفار يدفعان عذاب الله عنا, قال تعالى: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الأنفال:33]، فلا ينزل عذاب الله على عباد الله إن هم لازموا التوبة والاستغفار.
ومن الفوائد كذلك أن الاستغفار يبسط الرزق ويكثره، ويأتي بالمال والبنين، حتى كان بعض السلف إذا أراد الولد جدد توبته لله ولازم الاستغفار، قال تعالى عن نوح: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا [نوح:10-12].
صدق الله العظيم، وبلغ رسوله الكريم، وجعلنا الله وإياكم من الصادقين.
ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يوفقنا للتوبة النصوح, وأن يجعلنا من التوابين المستغفرين.
اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر, والفوز بالجنة والنجاة من النار.
ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يوفقنا للتوبة النصوح, وأن يجعلنا من التوابين المستغفرين.
اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر, والفوز بالجنة والنجاة من النار.
تعليق