أحمد با همام:
الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام من أعظم منابر الدعوة إلى الله
حوار/ مشاري الكرشمي
إن أعظم ما ينبغي أن يعتني به المسلمون تخطيطاً وتنظيماً وممارسة، هو تعريف الناس بالإسلام؛ خاصة بعد حملة التشويه التي لحقت بالإسلام والمسلمين، وآخرها ما تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم فكان لابد من وجود جهة متخصصة تهتم ببرامج التعريف بالإسلام، فكانت هذه الجهة هي الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام، إذ التقينا بمدير فرعها في الرياض الدكتور أحمد باهمام وأجرينا معه هذا الحوار:
حدثنا عن فكرة إنشاء الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام؟
نشأت فكرة إنشاء الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام أو الهيئة العالمية منذ عدة سنوات؛ حيث اجتمع مجموعة من المهتمين بالتعريف بالإسلام بدين الله - عـز وجل- لبحث كيفية تبليغ الإسلام وتعريفه لغير المسلمين؛ إذ قاموا ببعض الأبحاث فوجدوا أن عدد غير المسلمين يصل إلى 5000مليون غير مسلم، وأن الجزء الأكبر منهم لم يبلغه دين الله بصورته الصحيحة، ثم بعد ذلك تم التقديم على رابطة العالم الإسلام التي لم تتوان عن الموافقة على هذه الفكرة فتم ترشيح الشيخ يحيى اليحيى أميناً عاماً على للهيئة العالمية للتعريف بالإسلام، واختيار الدكتور عبد العزيز العُمري مشرفاً عاماً على مكتب الرياض، واختيار الدكتور أحمد باهمام مديراً عاماً لمكتب الرياض.
لابد أن لهذه الهيئة أهدافاً وأسساً قامت عليها حدثنا عن أبرز هذه الأهداف؟
قامت الهيئة على عدة أهداف مهمة، وأبرزها التعريف بمحاسن الإسلام ونشر الصورة الصحيحة في المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية وباللغات مختلفة ؛ وكذلك الذب عن الإسلام والدفاع عنه في كافة الميادين؛ بالإضافة على العمل على تحقيق رسالة الإسلام في نشر الأمن والسلام والبناء الحضاري وحفظ حقوق الإنسان، ونشر رسالة الإسلام الخالدة في العالم بمختلف اللغات.
ما أبرز المهام التي تقوم بها الهيئة للتعريف بالإسلام؟
-1 ربط الدعاة والإعلاميين ببرامج التعريف بالإسلام وتوفير الإمكانات العلمية والوسائل الإعلامية للتعريف بالإسلام والكفاءات المساندة المتخصصة.
-2 عقد الدورات والندوات والمؤتمرات في مجال التعريف بالإسلام المقروءة والمسموعة والمرئية، وترجمتها إلى اللغات المختلفة ونشرها.
3- التعاون مع إدارة المؤسسات المعنية بالتعريف بالإسلام في مختلف مراحلها لتطبيق الأساليب التي تنفذها الهيئة ومد الجسور مع الهيئات غير الإسلامية المتفهمة للإسلام في الأمور المشتركة.
4- التنسيق مع الأفراد والهيئات في مجال التعريف بالإسلام وتبادل المعلومات والخبرات، وإقامة المشاريع والبرامج المتخصصة للتعريف بالإسلام ودعم تعليم اللغة العربية.
يطلق على هذه الهيئة بأنها عالمية هل لها فروع في الداخل والخارج؟
نعم هناك عدة فروع في الداخل، ومنها فرع الرياض وفرع المنطقة الشرقية، وكذلك فرع مكة وجدة، أما في الخارج يوجد مؤسسات عدة يتم التعاون معها، ولها باع طويل في خدمة دين الله -عـز وجل- ؛ فتقوم الهيئة بالتواصل معهم ودعمهم بالمشاريع والبرامج حتى يقوموا بالعمل ومن هذه المؤسسات على سبيل المثال وليس الحصر مؤسسة كير في أمريكا وفي أوروبا مؤسسة ثقافية اجتماعية في سويسرا؛ وكذلك المكاتب التي تتبع لوزارة الشؤون الإسلامية؛ وكذلك المحلق الديني الذي يتبع السفارات السعودية في الخارج، لهم دور كبير في تبيان وتوضيح رسالة الإسلام لغير المسلمين.
هل تبنت الهيئة مجموعة من الأعضاء المختصين في مجالات الدعوة؟
ضم المكتب الرياض لجنة استشارية حتى يستفاد من خبرات هؤلاء العلماء الأفاضل، وتم الاستفادة من خمسة عشر عضواً كل في مجاله ومن هؤلاء الأعضاء الأستاذ الدكتور صالح العايد ، وفي تخصص الدعوة الأستاذ الدكتور ناصر العمار والدكتور إبراهيم الحميدان، وفي تخصص الحاسب الآلي والإنترنت الدكتور مشعل القدهي والدكتور محمد القحطاني ، وفي تخصص تأليف الكتب وطباعتها الدكتور عبد الله الحمودي والشيخ نهار الرشيد، وفي الإعلام الدكتور زياد الدريس ، وفي تخصص العقيدة والمذاهب المعاصرة الدكتور عبد العزيز الشهوان والدكتور سليمان الغصن وكذلك لا ننس جهود الدكتور فيصل بالي والدكتور محمد السحيم والدكتور ناجي العرفج لما يقومون به من دور كبير في التعريف بالإسلام.
اذكر لنا بعض الثمرات التي جنتها الهيئة خلال عملها؟
إقامة مؤتمر للتعريف بالإسلام في مدينة تورنتو في كندا؛ والذي أقام وأعد هذا المؤتمر مجموعة من الدعاة الذين أسلموا في المملكة العربية السعودية، فكان من الحضور هذا المؤتمر عمدة ومحافظ ومدير شرطة المدينة، فخرجوا بسرور كبير جداً إذ تعرفوا على الإسلام وأسلم في ذلك المؤتمر نحو خمسة وثلاثين كندياً؛
وكذلك تعاونت الهيئة مع السياحة في مدينة دبي لتوزيع الحقائب التي تعرف بالإسلام على رواد مدينة دبي من خارج الإمارات وأسلم عدد كبير منهم بعد الاطلاع على هذه الحقائب، والبعض الآخر عرف الإسلام بصورته الحقيقية، بالإضافة إلى قيام الهيئة بزيارة أوروبا واختيار بعض الطلاب النجباء في شتى المجالات الذين أسلموا حديثاً، ولهم رغبة في تعلم اللغة العربية فتم استقطابهم للدراسة في معهد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في مدنية الإسكندرية ، وتجاوز عددهم خمسة وعشرين طالباً ومازالت الطلبات لدينا كثيرة ونطمح أن نكفل أكثر من مائة دارس خلال هذا العام؛ لأنهم يريدون أن يقروؤا كتاب الله دون أن يحتاجوا إلى ترجمة، ويتدبروه ويفهموه معانيه، ويتم خلال اثنى عشر شهراً إجادتهم إلى حد كبير للغة العربية وحفظهم لعشرة أجزاء فيعودوا إلى بلدانهم ويعرفوا أهلهم بالإسلام وينشرونه في مجتمعهم.
ما أبرز المشروعات التي نظمتها الهيئة؟
هناك الكثير من المشروعات منها:
مشروع الهدى للترجمة:
يهدف إلى تأليف واختيار الكتب والمطويات والأشرطة التي تناسب غير المسلمين ليسهل تعرفهم على الإسلام من خلال الترجمة الجيدة.
مشروع الحقيبة التعريفية:
تضم معاني القرآن الكريم وكتب ومطويات وأشرطة للتعريف بالإسلام ووضع حقيقته بين أيدي غير المسلمين.
مشروع رسالة الهدى:
يهدف إلى تبليغ دين الله بإرسال كتاب يشرح معنى لا إله إلا الله وكتاب المفتاح لفهم الإسلام.
مشروع أرض الإسلام:
عبارة عن موقع إلكتروني بعدة لغات للتعريف بالإسلام ومحاسنه ودرء الشبهات المثارة حوله.
مشروع تعليم اللغة العربية :
يهدف لنشر اللغة العربية باستقبال الدارسين في معاهد متخصصة لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
مشروع كفالة الدعاة المعرفين بالإسلام:
يقوم بكفالة دعاة في دول غير الإسلامية مهمتهم التعريف بتعاليم الإسلام الصافية.
رأيتم ما تعرض له الرسول صلى الله عليه وسلم من هجمات من بعض الدول مثل الدانمارك وغيرها فماذا قدمتم للدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟
محمد صلى الله عليه وسلم خير من وطئ الثرى فمن واجبنا الدفاع عنه ونشر رسالته بصورتها الصحيحة؛ ولذلك مهما نقدم من عمل وغيره يعتبر قليل في حق سيد الأنام لذلك ألف الشيخ عبد الرحمن الشيحة كتاب محمد صلى الله عليه وسلم بلغات عدة وانتشر هذا الكتاب في أصقاع الدنيا، وكان له صدى واسعاً وتم إرسال مجموعة من هذا الإصدار إلى مؤتمر في بولندا أقيم بعد أحداث الدانمارك، وكذلك تم التنسيق مع الجاليات الموجودة في الدانمارك لإرسال الكتاب هناك لنشره وتعريفهم بالصورة الصحيحة لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم، وهناك الكثير من المشاريع سواء كانت كتب أو أشرطة تعرف بشخص الرسول صلى الله عليه وسلم على وشك الصدور.
ماذا قدمتم لبعض الجاليات في الداخل التي لا تعرف الإسلام ؛ وكذلك لدينا في بعض المناطق النائية أناس وصلت أعمارهم إلى السبعين والثمانين ولا يعرفون الإسلام على حقيقته؟
أما الجاليات فقمنا بالتعاون مع المكاتب الجاليات بالمملكة لتوزيع الحقيبة التعريفية؛ وكذلك توزيع بعض الكتب والأشرطة على حسب اللغات الموجودة لدينا؛ وكذلك قمنا بإحضار بعض الدعاة يتحدثون هذه اللغات سواء من نفس الدول أو من المجيدين للغات هذه الدول حتى يصل دين الله إليهم. أما المناطق النائية فقد تعاونا مع وزارة الشؤون الإسلام مشكورة في إرسال بعض الدعاة إلى تلك المناطق وتعليم أهلها مبادئ الإسلام، مثل معنى لا إله إلا الله وتعليم الصلاة بصورتها الصحيحة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يسخر لنا بعض الشباب الذين يذهبون إلى تلك المناطق من أجل الدعوة إلى دين الله.
لابد من الهيئة مرت بها قصص إسلام كثيرة اذكر لنا بعضاً منها وما أغرب قصة مرت بكم؟
من هذه القصص قصة إسلام ثلاثة قساوسة أحباش كانوا يديرون أكثر من 80 كنيسة، فلما أسلموا على أيديهم 147شخصاً وكان منهم 33امرأة طالبن بارتداء الحجاب في تلك اللحظة واشترينه من هناك ولبسنه؛ وكذلك قصة إسلام قسيس ألماني وزوجته وولديهما بعد أن اطلعوا على معاني القرآن الكريم وعرفوا من خلاله أن الإسلام دين الحق.
أما أغرب قصة فهي صرخة بروفسور من أمريكا فهو متخصص في الرياضيات والحاسب الآلي الذي أسلم على يد فتاة أعطته كتاباً عن الإسلام فكان سبباً في إسلامه وعمره 57عاماً اتصل بنا قبل فترة يقول: لا نريدكم أن تأتوا فنحن نعلم صعوبة حصولكم على التأشيرات؛ وكذلك بعض المسلمين عندنا شوهوا صورة الإسلام ، أرسلوا فقط الكتاب الذي أنزل عليكم وترجمة معانيه.
ما أبرز العقبات واجهتكم؟
أكبر عائق يقف أمامنا هو العائق المادي؛ لذا نرجو من إخواننا أن يتعاونوا معنا في إزال هذا العائق بوقوفهم معنا لنشر دين الله؛ لأن النصارى ينفقون الغالي والرخيص من أجل تنصير الناس وإضلالهم ففي عام 2005م كانت ميزانية التنصير ما يزيد عن 270مليار دولار فيجب أن ندعم دين الله بكل ما لدينا من مادة وجهد وفكر لنكون مبلغين لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم؛ فنحن نحتاج إلى الدعم ولو كان هذا الدعم وقف فهو يسهل مهمتنا وكذلك من العوائق صعوبة الحصول على التأشيرات لدخول الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية.
اذكر لنا بعض المشروعات التي تعتزم الهيئة إقامتها؟
هناك مشروع قريب إن شاء الله وهو إقامة ملتقى ومنتدى للتعريف بالإسلام، وهناك مشروع الرقم المجاني للتعريف بالإسلام؛ حيث إن من يرغب التعرف على الإسلام يتصل على هذا الرقم ويسأل عما يريد عن الإسلام.
وكذلك سيكون لدينا معرض دائم للتعريف بالإسلام، وسيكون هذا المعرض معلماً من معالم مدينة الرياض التي تستحق أن يكون فيها معرض للتعريف بدين الله تعالى.
دكتور أحمد كلمة أخيرة للقراء الأعزاء؟
أقول إن مثل هذه المشاريع تفتح المجال للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ، فصاحب الفكرة بفكرته وصاحب المال بماله وصاحب القلم بقلمه؛ ولنكن يداً واحدة تدعو إلى الله على بصيرة ونبصر غيرنا من الغافلين واللاهين بنور هذا الدين العظيم.
أخي المسلم أينما كنت وبأي وضع عشت شارك معنا فالمهمة عظيمة كل بقدر استطاعته.
المصدر: مجلة نون – العدد 21 – محرم 1429هـ
تعليق