إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تعامل الإسلام مع غير المسلمات والجواري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعامل الإسلام مع غير المسلمات والجواري


    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
    فمن الموضوعات التي اهتم بها النبي صلى الله عليه وسلم مع المرأة الموضوعات التي تتعلق بما يعتقد من المور الغيبية التي لم تشاهد ولم يطلع عليها

    المتأمل في حوار النبي صلى الله عليه وسلم مع المرأة يجد حسن حواره وسمو هدفه ودلالة كلامه على موضوع ممعينن ولا يخرج كلام النبي صلى الله عليه وسلم مع المرأة من كونه يتعلق بموضضوع من الموضوعات، إما عقيدة أو شريعة او آداب وسلوك، أو موضوع يتعلق بالحياة العامة.
    • موضوعات تتعلق بالعقيدة.

    • موضوعات تتعلق بالشريعة.

    • موضوعات تتعلق بالسلوك.
    • موضوعات تتعلق بالحياة العامة.


    غير المسلمات

    كلام النبي صلى الله عليه وسلم مع المرأة لم يقتصر على المرأة المسلمة وإنما تعداها لغير المسلمة، ومن النماذج التي تذكر ذلك الحوار الذي دار بينه وبين امرأة يهودية، يستفسر منها ويسألها بعد أن أهدت إليه شاة وضعت السم فيها، ثم يحاورها عن سبب قيامها بتلك الفعلة المشينة فتجيب فيعفو عنها، ثم يموت أحد من أكل مع النبي صلى الله عليه وسلم بسبب ذاك السم فيقتص منها فتقتل. فعن ابن شهاب، قال:
    كان جابر بن عبد الله يحدث أنّ يهوديَّةً من أهلِ خيبرَ سمَّتْ شاةً مَصليَّةً ثم أهدتْها لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأخذ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الذِّراعَ فأكل منها وأكل رهطٌ من أصحابِه معه ثم قال لهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
    ارفعوا أيديَكم وأرسل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى اليهوديَّةِ فدعاها فقال لها أَسَمَمْتِ هذه الشاةَ قالت اليهوديةُ مَن أخبرَك قال أخبرتْني هذه في يدي للذِّراعِ قالت نعم قال فما أردتِ إلى ذلك قالت قلتُ إن كان نبيًّا فلن يضرَّهُ وإن لم يكن نبيًّا استرحْنا منه فعفا عنها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ولم يعاقبْها. رواه أبو داود.

    وعن أبي سلمة، ولم يذكر أبا هريرة قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
    يقبلُ الهديَّةَ ،
    ولا يأكلُ الصدقَةَ
    ، زاد : فأهْدَتْ له يهوديةٌ بخيبرَ شاةً مَصْلِيَّةً سَمَّتْها ،
    فأكل رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم منها ، وأكل القومُ ، فقال :

    ارفعوا أَيْدِيَكم فإنَّها أخْبَرَتْني أَنَّها مسمومةٌ . فمات بِشْرُ بنُ البراءِ بنِ معرورٍ الأنصاري ، فأرسل إلى اليهوديةِ :
    ما حملكِ على الذي صنعْتِ ؟ قالت : إن كنت نبيًّا لم يضرَّكَ الذي صنعْتُ ،
    وإن كنتَ مَلِكًا أرحتُ الناسَ منك . فأمر بِها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقُتِلَتْ . ثم قال في وجعه الذي مات فيه .

    مازلْتُ أجدُ من الأَكْلَةِ التي أَكَلْتُ بخيبرَ ، فهذا أوانُ قطعَتْ أَبْهَرِي. رواه أبو داود.

    فعلى الرغم من قبح ما أقدمت عليه، وشناعة ما فعلت، وجرم ما اقترفت،
    إلا إنه لم يقدم على معاقبة تلك المرأة اليهودية على الرغم من اختلاف الملة، وقبح الجريمة، حتى تأكد من اقترافها للجريمة، وقدومها على الفعل، فلما بررت سبب قدومها على فعلتها عفا عنها صلى الله عليه وسلم، فلما مات بشر رضي الله عنه جراء تناوله من طعام تلك اليهودية استحقت القصاص، فأمر بها فقتلت. وفي هذا رسالة واضحة المعالم بينت الدلالة في ضرورة التأني والتثبت قبل إطلاق الأحكام وإنزال العقوبات، وهذا من تمام العدل والإنصاف.


    ويتكلم النبي صلى الله عليه وسلم مع سفانة عمة حاتم الطائي بعد أن وقعت أسيرة ضمن أسيرات بني قومها، وكانت فصيحة اللسان، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بها وهو يريد الصلاة، فأوقفته وقالت :
    يا رسول اللَّه ، نأَى الوافدُ وانقطعَ الولدُ وأَنا عجوزٌ كبيرةٌ ما بي من خِدمةٍ فمُنَّ عليَّ منَّ اللَّهُ عليكَ ، قالَ
    مَن وافدُكِ ؟
    قالت عَديُّ بنُ حاتمٍ ، قالَ الَّذي فرَّ منَ اللَّهِ ورسولِهِ قالَت فمُنَّ عليَّ ، قالت:
    فلمَّا رجعَ ورجلٌ إلى جنبِهِ ترى أنَّهُ عليٌّ ، قالَ :
    سَليهِ حملانًا قال:
    فسألتهُ فأمرَ لَها رواه أحمد، وفي لفظ الطبراني أنها قالت: "يا محمد،
    هلك الوالد، وهرب الوافد، أعتقني أعتقك الله قال:
    "
    ومن وافدك؟"، قلت: عدي بن حاتم،
    قال: "
    الهارب من الله ورسوله؟" ومضى،
    فلما كان اليوم الثاني مر بي، وهو يريد الصلاة، فقلت:
    يا محمد هلك الوالد، وهرب الوافد، أعتقني أعتقك الله،
    قال: "
    ومن وافدك؟" قلت عدي بن حاتم قال:
    "
    الهارب من الله ورسوله" ومضى، ولم يرد علي شيئا،
    فلما كان اليوم الثالث مر، فاحتشمت أن أقول له شيئا، فغمزني علي بن أبي طالب،
    فقلت: يا محمد، هلك الوالد،
    وهرب الوافد، أعتقني، أعتقك الله قال:
    "
    ومن وافدك؟" قلت: عدي بن حاتم قال:
    "
    الهارب من الله ورسوله"، قلت: نعم قال:
    "
    فإن الله قد أعتقك، فأقيمي، ولا تبرحي حتى يجيئنا شيء فنجهزك
    فأقمت ثلاثا، فقدمت رفقة من سرح تحمل الطعام، فحملني على هذا القعود،
    وزودني"

    وفي هذا الحوار يظهر منه حسن خطاب المرأة، وجزالة في أسلوبها، ودقة في اختيارها للكلمات، وإيجاز في التعبير،
    ولطف في العبارة، لتصل إلى غاية منشودة، ولقد ترفق النبي صلى الله عليه وسلم في الحوار معها،
    وقدر مكانتها، وعرف فضل أخيها وما اشتهر به من الكرم والوجاهة، فحقق رغبتها،
    وأطلق سراحها، وأكرم وفادتها، ومنحها النفقات،
    وأعطاها الأعطيات، وأمن ركبها، واطمئن على الرفقة التي تصحبها إلى أهلها،
    فكان لحسن المعاملة أثر في إسلام أخيها.

    لقد علم النبي صلى الله عليه وسلم طبائع النساء، ولقد حاورهن باختلاف أصنافهن، ووضعهن الاجتماعي مراعيا حال المخاطبات، فحاور المسلمات وغير المسلمات، وحاور الحرائر والجواري،
    واهتم صلى الله عليه وسلم بذلك. "لقد أولى النبي صلى الله عليه وسلم النساء جانبا عظيما من اهتمامه، وتوجيهه؛
    فكان يأمر بالقيام بحقهن، ويحذر من التقصير في شأنهن؛ فنالت المرأة في شريعته ما لم تنله في أي شريعة أخرى،
    سواء كانت أما، أو أختا، أو بنتا، أو قريبة،
    أو بعيدة. وله في ذلك أقوال كثيرة تحث على حسن العشرة للنساء ورعاية حقوقهن. ولا ريب أن من أيسر مظاهر حسن العشرة، ورعاية الحقوق مراعاة النساء في باب الحوار. وكما كان لهن نصيب من عطفه، ورعايته،
    ووصايته لهن بالإحسان كان لهن نصيب غير منقوص من حواراته، وذلك من خلال ما يجري بينه وبينهن في شتى الشؤون.

    الجواري

    إن كان النبي صلى الله عليه وسلم حاور الأحرار من النساء فإنه أيضا حاور الجواري والإماء ليقضي لهن حوائجهن، فقد كانت المرأة المملوكة من افماء تطلب مساعدة النبي صلى الله عليه وسلم فيحاورها ويللبي طلبها، بل كاان يذهب معها في أي موضع من مواضع المدينة يكون قضاء حاجتها فيه، فعن أنس بن مالك قال: "كانت الأَمَةُ مِن إماءِ أهل المدينة لَتَأخُذُ بيدِ
    -تطلب مساعدته فيلبي طلبها وينقاد لها وليس المراد مسك يده- رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فتَنطلِقُ به حيث شاءَتْ . رواه البخاري


    إنه التواضع في أوضح صوره، وأحلى حلله، يخاطب صلى الله عليه وسلم الجارية باحترام وتقدير،
    وإعطاء كل ذي حق حقه، والاعتراف بآدميتها، وعدم المساس بكرمتها،
    وإنزالها منزلتها، يخاطبها بعبارات لائقة، وأسلوب مهذب،
    ليعلم الأمة درسا في حسن معاملة الضعفاء من الجواري وغيرهم.

    يحاور النبي صلى الله عليه وسلم بريرة رضي الله عنها جاريته ليسألها عما أشاعه أهل النفاق في عرض زوجته الطاهرة المطهرة الصادقة بنت الصديق رضي الله عنها، وتجيب بما عرفته عنها في حوار رائع، وفي هذا الحوار بيان لقيمة وأهمية رأي تلك الجارية، ولنترك للبخاري يقص علينا ذلك الحوار. فعن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لها أهل الإفك، فبرأها الله منه، وفي الحديث الطويل....
    فدعا رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد، حين استلبث الوحي، يستشيرهما في فراق أهله،
    فأما أسامة فأشار عليه بالذي يعلم في نفسه من الود لهم، فقال أسامة : أهلك يا رسولَ اللهِ ولا نعلم والله إلا خيرا،
    وأما علي بن أبي طالب فقال : يا رسولَ اللهِ، لم يضيق الله عليك،
    والنساء سواها كثير، وسل الجارية تصدقك، فدعا رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بريرة،
    فقال : (
    يا بريرة، هل رأيت شيئا يريبك ) .
    فقالتْ بريرة : لا والذي بعثك بالحق، إن رأيت منها أمرا أغمصه عليها قط،
    أكثر من أنها جارية حديثة السن، تنام عن العجين، فتأتي الداجن
    -الشاة التي تألف البيت ولا تخرج للمرعى- فتأكله ..." رواه البخاري.
    -معنى الكلام أنه ليس فيها شيء مما تسألون عنه أصلا ولا فيها شيء من غيره إلا نومها عن العجين-. تستشار جارية في أمر مثل هذا دليل على تحقيق المساواة التي جاء فنادى بها الإسلام، ودعا إليها، فلا فرق بين حر وعبد،
    وبين حرة وأمة، وبين أبيض وأسود، وبين ذكر وأنثى،
    إلا بالتقوى والعمل الصالح، فالجميع لآدم، وآدم خلق من تراب.


    الله أكبر، ما أروع تشريعات الإسلام، وما أجمل خلق النبي صلى الله عليه وسلم،
    يشفع لزوج بريرة عندها في شأن أن تستمر معه بعد عتقها، فترفض بعد أن علمت ان النبي صلى الله عليه وسلم يشفع ولا يأمرها بذلك، فتأبى الرجوع إليهن فما لامها، وما عنفها أو زجرها،
    ولا أغلظ عليها، بل ترك لها حرية الاختيار في شأن يخصها إذ هي أعرف بحالها، وأعلم بقلبها،
    وأدرى بزوجها.


    يحاور النبي صلى الله عليه وسلم مولاته أم أيمن رضي الله عنها في منحة أعطاها لها بسبب طلب صاحبة تلك المنحة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتأبى، فيحاورها حتى يسترضضيها ويعطيها أضعافها فترضى.
    قال أنسُ رضي الله عنه: وإنَّ أهلي أمروني أن آتي النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأسألُه ما كان أهلُه أعطوهُ أو بعضَه . وكان نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قد أعطاهُ أم أيمنَ . فأتيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأعطانيهنَّ . فجاءت أم أيمنَ فجعلتِ الثوبَ في عنقي وقالت : واللهِ ! لا نعطيكاهنَّ وقد أعطانيهنَّ .
    فقال نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ (
    يا أم أيمنَ ! اتركيهِ ولكِ كذا وكذا )
    وتقول : كلَّا . والذي لا إلهَ إلا هوَ !
    فجعل يقول كذا حتى أعطاها عشرةَ أمثالِه ، أو قريبًا من عشرةِ أمثالِه . رواه مسلم.
    وحتى تتضح الصورة أكثر نترك لأنس بن مالك رضي الله عنه يقص علينا خبر تلك المنحة وسبب حوار النبي صلى الله عليه وسلم مع أم أيمن رضي الله عنها، فيقول: "
    لما قدم المهاجرونَ ،
    من مكةَ ، المدينةَ قدموا وليس بأيديهم شيٌء . وكان الأنصارُ أهلُ الأرضِ والعقارِ .
    فقاسمهم الأنصارُ على أن أعطوهم أنصافَ ثمارِ أموالهم ، كل عامٍ . ويكفونهم العملَ والمؤونةَ .
    وكانت أم أنسِ ابنِ مالكٍ ، وهي تُدعى أم سليمٍ ، وكانت أم عبدِاللهِ بنِ أبي طلحةَ ،
    وكان أخًا لأنسَ لأمِّه ، وكانت أعطت أم أنسٍ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عذاقًا لها . فأعطاها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أم أيمنَ ، مولاتَه ، أم أسامةَ بنِ زيدٍ .
    قال ابنُ شهابٍ : فأخبرني أنسُ بنُ مالكٍ ؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لما فرغ من قتالِ أهلِ خيبرَ .
    وانصرف إلى المدينةِ . ردَّ المهاجرونَ إلى الأنصارِ منائحهم التي كانوا منحوهم من ثمارهم . قال :
    فردَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى أمي عذاقها . وأعطى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أم أيمنَ مكانهن من حائطِه
    . رواه مسلم.

    إنها الأخلاق العالية تتجلى وتتكرر في كثير من المواقف، ففي هذا الحوار يطلب من مولاته برفق ولين وسماحة نفس وطيب خلق ما منحه لها بسبب خارج عنه، فقد طلب أصحاب هذه المنائح منائحهم، فتأبى فيسترضيها حتى ترضى بعد أن أعطاها عشرة أضعافه، فلم يجبرها على فعل أمر بغير رضاها، ولم يغلظ لها في القول،
    بل يختار أحسن السلوب، وأجزل الكلمات، وأنفع العبارات،
    وفي هذا ذليل واضح على حسن خلقه وجميل حوارهن وكمال إيمانه، وحسن تربيته التي رباه ربه عليها.

    تصيح مولاته ام أيمن رضي الله عنها في موت إحدى بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحاورها وتحاوره، وينهاها أن تفعل ذلك، فتقول رأيتك بكيت، فبين لها صلى الله عليه وسلم أن بكاءه رحمة.
    فعن ابن عباس، قال: أخذَ النبي اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بنتا له تقضي فاحتضنها،
    فوضعها بين ثدييه فماتت وهي بين ثدييه، فصاحت أمُّ أيمنَ فقيلَ: أتبكي عند رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ؟
    قالَت : ألست أراك تبكي يا رسولُ اللَّهِ؟ قالَ:

    لستُ أبكي إنَّما هي رحمةٌ إن المؤمنُ بكل خيرٍ على كلِّ حالٍ إن نفسُهُ تخرج من بينِ جنبيهِ وَهوَ يحمَدُ اللَّهَ عز وجل" رواه أحمد في مسنده.

    تدعو أم أيمن رضي الله عنها على رجل فينهاها النبي صلى الله عليه وسلم ويحاورها، ثم تستفهم عن أمر الرجل وشأنه في اليوم الثاني وتتعجب من تباين فعله بين اليومين فيجيبها وما يتعالى عليها أو يسكتها، وإنما بكل تواضع يتعامل معها، فعن جهجاه الغفاري أنه قدم في نفر من قومه يريدون الإسلام فحضروا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلما سلم قال يأخذ كل رجل بيد جليسه فلم يبق في المسجدِ غير رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وغيري وكنت عظيما طويلا لا يقدم علي أحد فذهب بي رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى منزله فحلب لي عنزا فأتيت عليها حتى حلب لي سبعة أعنز فأتيت عليها ثم أتيت بصنيع برمة فأتيت عليها فقالتْ أم أيمن أجاع الله من أجاع رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذه الليلة فقال مه يا أم أيمن أكل رزقه ورزقنا على الله فأصبحوا قعودا فاجتمع هو وأصحابه فجعل الرجل يخبر بما أتى إليه فقال جهجاه حلب لي سبعة أعنز فأتيت عليها وصنعت برمة فأتيت عليها فصلوا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المغرب فقال ليأخذ كل رجل منكم جليسه فلم يبق في المسجدِ غير رسول الله وغيري وكنت عظيما طويلا لا يقدم علي أحد فذهب بي رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى منزله فحلب لي عنز فرويت وشبعت فقالتْ أم أيمن يا رسول أليس هذا ضيفنا فقال: "بلى" فقال رسولُ اللهِ إنه أكل في معي مؤمن الليلة وأكل قبل ذلك في معي كافر والكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معي واحد. رواه ابن أبي شيبة في مسنده

    وفي هذا الحوار حسن توجيه النبي صلى الله عليه وسلم لأم أيمن حين نهاها عن الدعاء على الرجل بأسلوب جذاب، وحس مرهف، ومشاعر فياضة، ودرة تعبيرية عالية.
    فالله ما أجمل تلك الأخلاق التي تدل على كمال خلق صاحبها، فقد ظهرت الحكمة في منطوقه، وملاينة كلامه،
    وإلانة الجانب، والتحلي بالسكينة والوقار في حواره مع أم أيمن، مع أنها قد أخطأت في دعائها عل الرجل،
    إلا أنه وجه ونصح وأرشد بأسلوب أدعى للقبول، وأدعى للبعد عن التنفير، وأوقع في نفس المنصوح.
    ومما سبق يتضح أن النبي صلى الله عليه وسلم حاور الجواري، والذذي يلفت الانتباه أنه حاور بعضه، في أمر جلل كبريرة.

    المصدر:

    الحوار في السيرة النبوية، محمد بن إبراهيم الحمد
    الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

  • #2
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
      آمين وإياكم

      الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

      تعليق

      يعمل...
      X