الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالأدب والسلوك والأخلاق الحسنة من الأسس التي جاءت الشريعة الإسلامية فحرصت على غرسها في نفوس أهل الإسلام بشتى الوسائل والأساليب، ومن الموضوعات الهامة التي طرحت في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة الموضوعات التي تتعلق بالآداب والسلوك الحسن، والتخلي عن السلوك السيء، ومن الأمثلة التي تدلل على ذلك ما يلي:
حين أمر النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين أمرها بالرفق ونهاها عن نقيضه، فيقول لها: احذري وابتعدي عن العنف والشدة والقسوة، ويحثها على التحلي بالخلق الحسن ولين الجانب والأخذ بالأسهل حتى وإن أساء إليها الآخرين، فعن عائشة رضي الله عنها: أن اليهودَ أتَوُا النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالوا :
السامُ عليك، قال : ( وعليكم ) .
فقالتْ عائشَةُ : السامُ عليكم، ولعَنَكمُ اللهُ وغضِبَ عليكم،
فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( مَهلًا يا عائشَةُ، عليكِ بالرِّفقِ، وإياكِ والعُنفَ،
أو الفُحشَ ) . قالتْ : أولم تسمَعْ ما قالوا ؟
قال : ( أو لم تسمعي ما قلتُ، ردَدْتُ عليهم،
فيُستَجابُ لي فيهم، ولا يُستَجابُ لهم فيَّ ) رواه البخاري.
ويحث النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على حسن معاملة الآخرين خاصة وإن كانوا ذوو أخلاق سيئة، فعن عروة بن الزبير: أن عائشة رضي الله عنها اخبرته قالت:
استأذنَ رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ائْذَنوا له، بِئْسَ أخو العشيرةَ،
أو ابن العشيرةَ. فلما دخل أَلاَنَ له الكلامَ، فقلتُ له:
يا رسولَ اللهِ، قلتَ الذي قلتَ: ثم ألنتَ له في الكلام؟ !
قال: أيْ عائشةُ، إن شرَّ الناسِ من تركَه الناس،
أوْ وَدَعَه الناسُ، اتقاءَ فُحْشِه. رواه البخاري.
وفي رواية: "فلما جلس تطلق النبي صلى اله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل الت له عائشة:
يا رسول الله، حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا، ثم طلقت في وجهه وانبسطت غليه؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة، متى عهدتني فحاشا،
إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره" رواه البخاري
وهنا دليل على أهمية حفظ المسلمة لسانها عن الكلمات الفاحشة، أو البذيئة، أو المستقبحة،
أو التعدي بالعنف، أو رد الإساءة بالإساءة، أو زيادة القبح في القول والجواب،
ويؤكد أيضا على أهمية إلانة القول، والإحسان إلى الآخرين حتى وإن جهلوا على المحاور، ولا يدفع المحاور جهل الجاهلين إلى الجهل عليهم، أو مقابلة الإساءة بالإساءة، بل ينبغي أن يتحلى الرد بأخلاق الإسلام.
ويوجه النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة ابنته رضي الله عنها إلى عدم الخصومة وهذا خل من أهم الأخلاق الحسنة التي يجب أن تتحلى بها المرأة، ويحل صلى الله عليه وسلم المشاكل والخلافات الأسرية بأسهل طريقة، وذلك لما حدث خلاف بين فاطمة وعائشة رضي الله عنهما فحاورهما وكانت النتيجة أن من أخطأت قالت لن أكرر ذلك مرة ثانية، وقد كان،فعن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال: ما يبكيك ؟ قلت:
سبتني فاطمة فقال: يا فاطمة سببت عائشة ؟ قالت:
نعم يا رسول الله قال: يا فاطمة أليس تحبين من أحب؟" قالت:
نعم. "وتبغضين من أبغض ؟ قالت:
بلى قالت: فإني أحب عائشة فأحبيها قالت فاطمة: لا أقول لعائشة شيئا يؤذيها أبدا
رواه أبي يعلي في مسنده.
وللحديث صلة
فتابعونا
تعليق