إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بعض أخطائنا في الدعوة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بعض أخطائنا في الدعوة

    بعض أخطائنا في الدعوة



    إنّ حديثنا هنا ليس متجها لبيان أهمية الدعوة إلى الله فذلك أمر واضح، غير خافٍ على أولي الألباب، لكن ما ينبغي الحديث عنه، ولفت الأنظار إليه هو بيان بعض أخطائنا في الدعوة مما يعرقل المسيرة ويبدد الجهود ويؤخر النتائج.
    ومن أبرز تلك الأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس حتى بعض الصالحين:
    1. توهّم أن المسئولية منوطة بالعلماء وأصحاب المنابر:
    ولذا فقد تجد بعض الخيّرين لا يفكّر إلا في إصلاح نفسه وأهل بيته، فطموحه في ذلك لا يتجاوز نطاق بيته الذي يسكنه! أما إصلاح مجتمعه وأمته فذلك قلما يخطر له على بال!.
    إنّ الدعوة - أيها الملتزمون - ليست حكراً على العالم الكبير فلان، أو الداعية المفوه فلان، فالملتزم بهذا الدين يتحوّل منذ لحظات استقامته الأولى إلى داعية؛ يجاهد نفسه أولاً ويتعاهد ويصلح مواطن خللها، ثم تتحول الدعوة إلى هاجس لا ينتهي وشغل لا ينقضي.
    ولقد كان النبي صلى اله عليه وسلم يحمل بين جنبيه قلباً يكاد يتقطع كمداً وحسرة وهو يقوم بأداء أمانته في تبليغ الرسالة حتى قال له ربه - سبحانه -: (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً). أي: لعلك مهلك نفسك ألما وحسرة أن لم يؤمنوا بهذا القرآن ويسمعوا لك ويطيعوا.
    2. التوهّم أن قليل العطاء والعمل يجعل الإنسان داعيةً:
    فالبعض يتوهم أن بضعة ريالات يصرفها في الدعوة أو أن إهداءه شيئا من الكتيبات في مناسبة ما، يتوهم بذلك أنه أصبح داعية عصره ومجاهد زمانه.
    وهذا كله قصور واضح وفهم قاصر لحقيقة الدعوة إلى الله، وضخامة المسئولية أمام الله، وشدة الموقف بين يدي الله.
    3. التعجّل في مقاطعة غير المستجيبين واليأس منهم:
    فمن المتعجلين من يدعو جارة أو قريبة مرة أو مرتين، فإن لم يستجب له وهن عزمه وفتر حماسه، وتخلى عن دعوته، وارتد منتكسا على عقبيه، موهماً نفسه ببراءة ذمته، وخلو ساحته - بين عشية وضحاها - من التبعية والمسئولية.
    وهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ظل صامداً محتسباً كأنه الجبل الراسي حتى فتح الله به القلوب، فتحولت تلك الجموع من الكفر إلى الإيمان، وهذه عاقبة الصبر الجميل، فهل يعي ذلك بعض المتعجلين لقطف الثمرة قبل أوانها؟!.
    4. توهّم أن الداعية لا بد أن يكون فقيهاً مجتهداً:
    إن الدعوة ليست متوقفة على حيازة العلوم وفنونها، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في الحديث الصحيح: "بلغوا عني ولو آية". وقد كان الرجل يقدم المدينة فيتعلم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آية أو آيتين، أو حديثاً أو حديثين ثم ينقلب إلى قومه داعية راشداً ومعلماً ناصحاً.
    أخرج البخاري عن أنس - رضي الله عنه - قال: "بينما نحن جلوس مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد دخل رجل على جمل فأناخه في المسجد ثم عقله، ثم قال: لهم أيكم محمد؟ والنبي - صلى الله عليه وسلم - متكئ بين ظهرانيهم، فقلنا: هذا الرجل الأبيض المتكئ. فقال له الرجل: ابن عبد المطلب، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: قد أجبتك. فقال الرجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إني سائلك فمشدّد عليك في المسألة، فلا تجد عليّ في نفسك. فقال: سل عما بدا لك. فقال: أسألك بربك ورب من قبلك؛ آلله أرسلك إلى الناس كلهم؟! فقال: اللهم نعم. قال: أنشدك بالله؛ آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟! قال: اللهم نعم. قال: أنشدك بالله؛ آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة؟! قال: اللهم نعم. قال: أنشدك بالله، آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللهم نعم. فقال الرجل: آمنت بما جئت به، وأنا رسول من ورائي من قومي، وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر".
    إذاً فلم يكن هناك ثمة فارق زمني، بين تحصيل ذلك الإعرابي للعلم ثم تبليغه لقومه إلا مسافة الطريق.
    بل أن نفرا من الجن استمعوا إلى تلاوة النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما عقلوا عنه ما قال وقرأ انطلقوا قومهم دعاةً إلى الله: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ).
    5. توهم أن الدعوة ينبغي أن تكون بأسلوب واحد:
    وهذا خطأ واضح، غلط بين، فالناس يختلفون في عقولهم وتصوراتهم، وفي سلوكهم وتصرفاتهم، وفي إقبالهم وإعراضهم.
    وإنّ معرفة أحوال المدعوين خير وسيلة لاختيار ما يلائمهم من وسائل الدعوة المتاحة.
    دخل إعرابي إلى المسجد فقام يبول، فزجره أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال - عليه الصلاة والسلام -: "دعوه، فتركوه حتى بال، ثم دعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له بكل رقة ولين، إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر، وإنما هي لذكر الله - عز وجل - والصلاة وقراءة القرآن".
    فتأمل كيف استخدم - عليه الصلاة والسلام - هذا الأسلوب الرقيق مع هذا الإعرابي، لأنه جاهل مسكين حديث عهد بالإسلام!.
    ثم تأمل شدته - عليه الصلاة والسلام -، وهو يتوعد المتخلفين عن صلاة الجماعة، في حديث أبي هريرة المشهور: "لقد هممت بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار".
    ومن خلال هذين المثالين ندرك أن الترغيب له وقته، والترهيب له وقته، وما يصلح لزيد، قد لا يصلح لعمرو.
    6. غفلة البعض عن طبيعة طريق الدعوة وصعوبته:
    إنّ هذا الطريق مليء بالأشواك والعراقيل، فعلى جنباته أعداء كثيرون تعددت أهواؤهم ومذاهبه، لكنهم التقوا جميعاً للوقوف في وجه هذا الدين ومحاربة دعاته، وهذه سنة ماضية إلى إن يرث الله الأرض ومن عليها.
    ولكن الداعية الذي يرجو الله والدار الآخرة يمضي في طريقه غير هياب ولا وجل متوكلاً على الله، يعلم أنه - سبحانه - قادرٌ على حفظ وصيانة دينه، وتدمير من أراده بكيد.
    وعندما يتغلغل هذا الشعور في نفس الداعية، فإنه يتحول إلى طاقة لا تقهر، وعزيمة لا تفتر، ذلك أنه يجاهد بقوة الله، ويحارب بقدرة مولاة ومن كان الله معه فلن تخيب له دعوة ولن تنتكس له راية.
    إن الدعوة ليست متوقفة على حيازة العلوم وفنونها، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في الحديث الصحيح:"بلغوا عني ولو آية".
    وقد كان الرجل يقدم المدينة فيتعلم..


    منقول
    التعديل الأخير تم بواسطة راجية جنة الرحمن; الساعة 14-01-2013, 12:15 AM. سبب آخر: تعديل الخط..جزاكم الله خيرا

  • #2
    رد: بعض أخطائنا في الدعوة

    جزاكم الله خيراً و نفع بكم
    التعديل الأخير تم بواسطة المشتاقة لله; الساعة 02-09-2011, 08:32 AM.

    تعليق


    • #3
      رد: بعض أخطائنا في الدعوة

      وإياكم

      وشكرا على المرور

      تعليق


      • #4
        رد: بعض أخطائنا في الدعوة

        جزاكم الله خيراً و نفع بكم
        التعديل الأخير تم بواسطة المشتاقة لله; الساعة 02-09-2011, 08:33 AM.



        تعليق


        • #5
          رد: بعض أخطائنا في الدعوة

          جزاكم الله خيرا على المرور

          تعليق


          • #6
            رد: بعض أخطائنا في الدعوة

            جزاكم الله خيرا
            فليتك تصفو والحياه مريره
            وليتك تعفو والانام غضاب
            وليت الذي بيني وبينك عامر
            وبيني وبين العالمين خراب
            اذا صح منك الود
            اذا صح منك الحب
            فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب

            تعليق


            • #7
              رد: بعض أخطائنا في الدعوة

              جزاكم الله خيرا على الحضور والتواجد

              تعليق


              • #8
                رد: بعض أخطائنا في الدعوة

                جزاك الله خيرا اخي الحبيب

                تعليق


                • #9
                  رد: بعض أخطائنا في الدعوة

                  جزاكم الله خيرا على الحضور والتواجد

                  تعليق


                  • #10
                    رد: بعض أخطائنا في الدعوة

                    جزاكم الله خيرا


                    (اللهم ارزقنى شهادة فى سبيلك واجعل موتى فى بلد رسولك)


                    تعليق

                    يعمل...
                    X