إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل العمل الجماعي بدعة؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل العمل الجماعي بدعة؟



    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فمن البداهة أن نقول: إن أية دعوة ربانية يجب أن تتخذ من أسباب القوة ما بها تعلو على عروش الباطل، وتدكه دكا، فقوة الحق بدون حق القوة ضعف، والدين بدون سيف ينصره، هضيم عزه مهيض جناحه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بعثت بين يدي الساعة بالسيف" رواه أحمد وغيره بإسناد حسن.
    وتحتاج الصحوة الإسلامية أكثر ما تحتاج إلى أن تبصر بأسباب القوة فتتخذها، وبمواطن الضعف لتجتنبه، كما نحتاج غلى تجرد وموضوعية في تناول القضايا، وسمو في استيعاب روح الشريعة والبعد عن الحرفية والظاهرية المحضة، إذ المماحكة في تحكيم ظواهر النصوص قليلة في مسألة ضخمة عظيمة بعد عن حقيقة الاجتهاد والاستنباط.


    ومن الأسباب التي تبث القوة في أوصال الصحوة فكر الحركة وحركة الفكر، فقعود العقول عن فهم الواقع، والتكيف مع متطلباته من أعظم الشؤم الذي أصاب واقع الصحوة الإسلامية.
    فالحق الذي نبذله للناس ونناضل دونه لا بد أن يكون له رجال فقهوا واقع أمتهم واستطاعوا أن يهضموا من المعارف والفنون ما يجابهون به واقعا مدنيا معقدا لم يعد ينفع معه مجرد حفظ المتون وقراءة الشروح.
    إننا نحتاج إلى كوادر تفهم واجبها وتقنه أيضا، تلم بواقع العصر، ولا تغيب عن التراث وتتجاهله.
    وإن أخطر قضية شغلت شباب الصحوة وتوققف على حسمها سريان روح النشاط في أجسادهم قضية العمل الجماععي ومشروعيته، بل إن هذه القضية يعتبر حسمها لدى الدعاة من أهم الخطوات التتي ستنحو بدعوتهم نحو العالمية، وتؤهلهم بثبات للصراع الحضاري العنيف، الذي نخوضه الآن مع كل ملل الكفر، كما أن الصحوة الإسلامية ستظل تراوح مكانها إذا وقفت من هذه القضية، موقف الحياد أو السلب.
    فالعالم من حولها يتكتلن والأعداء قد أمكنهم التلاقي لحرب الإسلام واستئصاله، ودول الكفر أصبح لها عملة واحدة، وجوازات سفر مشتركة، وحدود مفتوحة، ومصالح مشتركة، وما لم يدرك الدعاة بل المسلمون موقعهم في هذا العالم المتلاطم، وما يجب عليهم أن يفعلوه، فإنهم سيكونون فريسة سهلة لتلك السباع المتربصة، أو ساحة لينة للجوائح المهلكة.
    ونحتاج أن نتحدث عن هذه القضية متعرضين لمفهومها الحركي، وحكمها الشرعي، متعرضين للأدلة الشرعية، مع مناقشة أهم الشبهات التي تطرح حول هذا الموضوع.

    تحرير محل النزاع في المسألة
    العمل الجماعي: هو تعاون مثمر بناء مستطاع يدخل في حيز القدرة الشرعية، ويؤدي إلى تنشيط واقع الدعوة الإسلامية ويسهم في إعزاز الدين ونصرته، والتمكين للشرع المطهر، ويؤدي إلى النكاية في الكافرين بالضوابط الشرعية المعتبرة عند العلماء المعتبرين وبما لا يترتب على هذا التعاون مفسدة راجحة تمنع من الإقدام عليه.
    وكل قيد في هذا التعريف مقصود به إخراج ما يخالفه فليعتبر، ولا التفات بعد ذلك إلى أي إيرادات على غير محل النزاع كأن يقال: إن العمل الجماعي يؤدي إلى مفسدة وذلك بما توجهه قوى العدوان والبغي ضد الدعاة، فهذا لا يكون العمل الجماعي في حقهم ضروريا فليفهم وليقس الغائب على الشاهد.
    ثم إن المقصود بالضوابط الشرعية كل القواعد العامة والأصول العلمية التي اعتبرها ائمتنا في فقه السياسة الشرعية، ومنها عدم التعاون مع الكافر والمبتدع غلا بشروط، وعدم تولية الفساق وأهل البدعة لولاية عمل إلا بشروط أيضان فكل هذا يسري فيما نحن فيه، بل أجدر.
    والمقصود بالعمل ما يشمل القول والفعل، كالدعوة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد باللسان والأموال والأبدان.
    والمراد بالجماعية: محض التعاون المشترك بين أكثر من فرد، فالجماعة المقصودة: الجماعة الخاصة، لا الجماعة المسلمة العامة التي تنضوي تحت إمرة حاكم شرعي، فإن العمل بالنسبة لهم على حسب قانون دولتهم المسلمة، وأمر حاكمهم الشرعي وبالضوابط والأصول المعتبرة أيضا.
    فكلامنا إذن في جماعة الدعوة التي تنشد عزة الدين والتمكين له في بلدان لا تتمتع بحكم إسلامي شرعي، ولا بوجود حاكم يرعى حمى الدين (وليس بالضرورة أن يكون كافرا)، فمجرد وجود الحاكم المسلم مع غشه وظلمه وسقه ليس سببا للقعود عن نصرة الدين بل والقيام بما تأخر عنه ذلك الحاكم المسلم، فليتنبه.



    شبهات:
    بعد إيضاح المسألة سنجد من تبقى لديه بعض الشبهات التي حالت بينه وبين إدراك مقصد شرعي أو واقع دعوي، فمن الإنصاف أن نتعرض لأشهر ما يتداوله الدعاة من شبهات لنوفي المقام حقه من التمحيص والدرس.

    الشبهة الأولى:
    يقول بعضهم أن الأدلة العامة التي أمرت بالاجتماع ونهت عن الفرقة، تنص على عدم شرعية التجمعات الدعوية التي تمزق كيان الأمة


    تابعونا لنشر الرد على هذه الشبهة ونشر شبهة ثانية والرد عليها

    الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

  • #2
    رد: هل العمل الجماعي بدعة؟

    الشبهة الأولى: من أدلتهم قوله تعالى: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ ) الأنفال: 46، يقولون: إن العمل الجماعي يؤدي إلى التحزب والفرقة بين الجماعة، وهذا منهي عنه، فما كان كذلك لا يكون مشروعا.
    وهذا الاستدلال غير مستقيم، لأنه يقال: هل مجرد وجود الجماعة وتعاون الأفراد فيما بينهم هو النزاع والافتراق؟، أم أن النزاع أمر خارج وطارئ؟، فإن قلنا بالأول: لزم اطراح كل النصوص التي تأمر بالاجتماع، وإن قلنا بالثاني: فيقال: لو كانت الطاعة تؤدي إلى مفسدة من قبل البعض، فهل هذا يسوغ أن نقول ببدعية الطاعة وعدم مشروعيتها؟!
    إننا يجب أن نتبرأ من كل التصرفات التي تتنافى مع الاجتماع والتعاون كالعصبية والحزبية، وعقد الولاء والبراء على غير الإسلام، وإذا حدث هذا من بعض الجماعات بل من كل الجماعات فليس هذا دليلا على حرمة الاجتماع وبدعيته، بل ينهى عن المحرم ويقر الصالح على صلاحه، ومحل ذلك بوضع المناهج التي تضبط أداء العمل الجماعي، وتقنين الأسس التربوية والأخلاقية للعمل الجماعي، وإثراء أدبيات العمل الجماعي بكل مجالاته (مبدأ ومهجا وأسلوبا وأخلاقا)، وليس ببتر العمل الجماعي من أصله، وحرمان الدعوة من ثماره لأجل بعض سلبيات ليس هو مسئولا عنها، بل المسئول عنها خلل تتربوي نشأ عليه بعض الدعاة، قال تعالى: (
    وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ) الإسراء:15، وقال: ( وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ ) المائدة: 8.




    الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

    تعليق

    يعمل...
    X