الانفضاض عن الدعوة ١
الانفضاض عن الدعوة لأحد الاسباب :
١) الدعاة أنفسهم
٢) الاحتياج الدنيوي و الضيق
٣) الشيطان وجنده
و لا أتكلم عن من انقلب أو تغّير
،و إنما عن من انفضّ عن الدين و بيئة الدين ، والإيمان ،
انفض عن سماع الحق ، و الوحي ،
وهو أول مراحل الابتعاد ،
وهو يختلف عن من
( انقلب على وجهه )
و يختلف عن من باع دينه غيّر الحياة و الدين و القيم و المفاهيم ( يمسي مؤمنا و يصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل ) ،
الانفضاض من الفضّ وهو التفرق
نزلت آيات بعد قرح من القروح في جسد الأمة تعلم النبي صلي الله عليه وسلم و من وراءه كيف ينفض الناس عن أهل الدين ؟
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}
آل عمران[159]
حدث بالفعل في غزوة أُحد
خالف أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم الأمر لمرات
الأول في المشورة عندما كانت مخالفة للنبي صلي الله عليه وسلم ،
ثم لما خرج النبي صلي الله عليه وسلم انسحب جزء من الجيش ،
ثم لما أمرهم النبي صلي الله عليه وسلم بالمكث على الجبل نزل فريق منهم ،
ثم لما حلت الهزيمة أمرهم بالثبات ونادى عليهم إليّ عُبَّاد الله، فانهزموا عنه ،و لم يجيبوه
ثم لما شاعت إشاعة أن النبي صلي الله عليه وسلم قد قُتِل ، إذا بعضهم يترك القتال ولا يستمروا ،
كل هذا حصل في غزوة أحد ، و نزلت الهزيمة على الجيش ، ونزل البيان القرآني يعلمنا كيف نتعامل مع القروح العامة
نزلت الهزيمة بأصحاب النبي صلي الله عليه وسلم ولم ينفضوا
قُتل بعضهم و جُرح البعض الاخر و لم ينفضوا
الفظُّ" هو: ماء الِكرش، والإبل عندما تجد ماءً فهي تشرب ما يكفيها مدة طويلة، ثم بعد ذلك عندما لا تجد ماء فهي تجتر من الماء المخزون في كرشها وتشرب منه، في موقعة من المواقع لم يجدوا ماءً فذبحوا الإبل وأخذوا الماء من كرشها، الماء من كرش الإبل يكون غير مستساغ الطعم، هذا معنى "الفَظّ"، ونظراً لأن هذا يورث غضاضة فسموا: "خشونة القول" فظاظة، والغلظ في القلب هو ما ينشأ عنه الخشونة في الألفاظ. ، و الفظاظة يعبر عنها في لغة العرب في اللفظ الخشن ،
الفظاظة هو استجرار العتاب في المعاملة ، واللوم علي الماضي ،
وهو فرع غلظ القلب علي المخطئ،
إذا عاملهم معاملة خشنة
اذا عاتبهم علي أخطائهم الواضحة ،و هي هفوات في بحر تضحياتهم ، والأعمال الصالحة
كل ذلك ،و مع ذلك أمر الله عز وجل النبي صلي الله عليه وسلم بالتزام الرحمة التي هي خُلُقه الدائم ، وعدم الفظاظة
الناس تنفض عن أهل الدعوة رغم الأخطاء الفادحة التي يرتكبها الناس إذا عاتبوهم باللفظ الخشن
وبهذه الرحمة لنت لهم، وبهذه الرحمة التفُّوا حولك، التفوا حولك لأدبك الجم، ولتواضعك الوافر، لجمال خلقك، لبسمتك الحانية، لنظرتك المواسية، لتقديرك لظرف كل واحد حتى إنك إذا وضع أي واحد منهم يده في يدك لم تسحب يدك أنت حتى يسحبها هو، خُلُق عالٍ، كل ذلك أنا أجعله حيثية لتتنازل عن كل تلك الهفوات ولْيَسَعها خُلقك وليسعها حلمك، لأنك في دور التربية والتأديب. والتربية والتأديب لا تقتضي أن تغضب لأي بادرة تبدر منهم، وإلا ما كنت مُربياً ولا مُؤدباً
ومثال ذلك حكاية الملك الذي رأى في منامه أن أسنانه كلها وقعت، فجاء للمعبر ليعبر، فقال له: أهلك جميعاً يموتون، التعبير لم يُسر منه الملك، فذهب لواحد آخر فقال له: ستكون أطول أهل بيتك عمراً، إنه التعبير نفسه، فما دام أطول أهل بيته عمرا، إذن فسيموتون قبله، هي هي، ولذلك قالوا: الحقائق مرة فاستعيروا لها خفة البيان. ((( تفسير الشعراوي ))
يتبع
#اخلاق_الدعاة
#معركة_الوعي
تعليق