السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخوف من يقظة الشعوب:
لما انتصر موسى عليه السلام على السحرة وقَهَرَهم = آمنَ السحرةُ بربّ موسى وهارون.
عندئذ خاف الملأُ من انتشار الإيمان في الناس والذي قد يؤدي إلى زوال مُلكهم ففزِعوا إلى فرعون يستحثّونه ليفعلَ شيئا يوقف به تمدّدَ الإيمان في الناس
وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ..
فماذا قال فرعون:
قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127)
يقول الزمخشريُّ في لفتةٍ رائعة يُبيّن فيها عِلّة حَمْلة التقْتيل الفرعوني الجديد:
سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ: يعنى سنُعيد عليهم ما كنا مَحَنّاهُم به (من المِحنة) من قتل الأبناء، ليعلموا أنّا على ما كنّا عليه من الغَلبة والقَهر، وأنّهم مقهورون تحت أيدينا كما كانوا،
وأنّ غلبةَ موسى (يعني على السحرة) لا أثرَ لها في مُلْكنا واستيلائنا،
ولئلّا يتوهّمَ العامّةُ أنه هو المولودُ الذي أخبر المُنجّمُون والكهنةُ بذَهَابِ مُلكنا على يده، فيُثبّطهم ذلك عن طاعتنا ويدعوهم إلى اتّباعه، وأنّه (أي المولود) مُنْتَظَرٌ بَعْد (وليس هو موسى) (انتهى كلامه).
بمعنى: لابد من تذكيرهم بوَيْلات الإيمان وتبِعات الإسلام حتى لا يَقْدموا عليه،
ولابد من قطع أملِ النجاة وفرحة انتصار موسى حتى لا يظنوا أنه قد بدأت نهايتُنا وحان أجلُنا فيظلّوا عندئذ منتظرين المُنقذَ متقاعسين عن نُصرة موسى عليه السلام فليس هو من سيخرجهم وينجيهم من عذابنا.
وهكذا دائما الطّغاة يُسعدُهم الانتظار والاسترخاء وتقضُّ مَضاجِعَهم اليَقَظةُ والحَرَكة.
د. أحمد عبد المنعم
الخوف من يقظة الشعوب:
لما انتصر موسى عليه السلام على السحرة وقَهَرَهم = آمنَ السحرةُ بربّ موسى وهارون.
عندئذ خاف الملأُ من انتشار الإيمان في الناس والذي قد يؤدي إلى زوال مُلكهم ففزِعوا إلى فرعون يستحثّونه ليفعلَ شيئا يوقف به تمدّدَ الإيمان في الناس
وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ..
فماذا قال فرعون:
قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127)
يقول الزمخشريُّ في لفتةٍ رائعة يُبيّن فيها عِلّة حَمْلة التقْتيل الفرعوني الجديد:
سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ: يعنى سنُعيد عليهم ما كنا مَحَنّاهُم به (من المِحنة) من قتل الأبناء، ليعلموا أنّا على ما كنّا عليه من الغَلبة والقَهر، وأنّهم مقهورون تحت أيدينا كما كانوا،
وأنّ غلبةَ موسى (يعني على السحرة) لا أثرَ لها في مُلْكنا واستيلائنا،
ولئلّا يتوهّمَ العامّةُ أنه هو المولودُ الذي أخبر المُنجّمُون والكهنةُ بذَهَابِ مُلكنا على يده، فيُثبّطهم ذلك عن طاعتنا ويدعوهم إلى اتّباعه، وأنّه (أي المولود) مُنْتَظَرٌ بَعْد (وليس هو موسى) (انتهى كلامه).
بمعنى: لابد من تذكيرهم بوَيْلات الإيمان وتبِعات الإسلام حتى لا يَقْدموا عليه،
ولابد من قطع أملِ النجاة وفرحة انتصار موسى حتى لا يظنوا أنه قد بدأت نهايتُنا وحان أجلُنا فيظلّوا عندئذ منتظرين المُنقذَ متقاعسين عن نُصرة موسى عليه السلام فليس هو من سيخرجهم وينجيهم من عذابنا.
وهكذا دائما الطّغاة يُسعدُهم الانتظار والاسترخاء وتقضُّ مَضاجِعَهم اليَقَظةُ والحَرَكة.
د. أحمد عبد المنعم
تعليق