إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التفكير التعاوني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التفكير التعاوني


    إن تماسك بنيان الجماعة المسلمة مؤسس على ركنين مهمين، بهما يستر الاجتماع، وعليهما يتعاظم العمل والبذل:
    الأول: التعاون، وعدم التفرق والاختلاف.
    الثاني: الشورى بين المسلمين.
    وقد نطق القرآن بهذين الأمرين، حيث قال الله تعالى: (
    وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ) (المائدة: 2)، وقال تعالى: ( وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ ) (الأنفال: 46)، وقال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (آل عمران: 103)، وقال تعالى: (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) (الشورى: 38).
    وإن قضية الشورى ثار حولها الكثير من الجدل بين تيارات الدعوة الإسسلامية على اختلاف اتجاهاتها.
    وإن المقصد هنا تفصيل الوسائل الخادمة للدين وليس بحث المشكلات الدعوية لذاتها، إذ إن قضية الشورى من حيث هي مشكل سياسي دعوي ينبغي أن يبت في مسائله الشائكة من خلال الإقرار بضرورة الاجتماع والتشاور والتباحث، وإلا فإن قضية الشورى ستبقى معلقة وغير محسومة.
    وكثير من الدعاة لا يزال ينظر إلى هذه القضية باعتبارها ترفا فكريا ينبغي أن ينأى بنفسه عنه، والحقيقة أن قضية الشورى من أخطر المشكلات التي واجهت المسلمين عبر تاريخهم الطويل، كما أنها القضية الأولى في جانب فقه السياسة الشرعية وإدارة شئون الدولة، وغدت -لغياب الخلافة- قضية متصدرة في جانب فقه الدعوة وإدارة شئونها.

    وليس خافيا على احد من الدعاة أن أهم المشكلات التي تواجه الدعاة هي حيرتهم تجاه القضايا التي تتفجر في الساحة، بدءًا من القضايا المصيرية؛ مثل المواجهة مع قوى الظلم والعدوان كاليهود ومن عاونهم، ومرورا بالقضايا ذات البعد التأثيري الغائر في المجتمع المسلم؛ مثل كيفية مواجهة أثر الإعلام ي تدين المسلمين أو محاربة الأفكار المنحرفة والضالة؛ كالعلمانية والتشيع الغالي وانتهاء بالمسائل ذات الاهتمام المشترك بين جميع الناس مثل حكم التعامل مع البنوك الربوية والعمل في الفنادق، ونحو ذلك مما يتكرر السؤال عنه.
    وإزاء هذا المشكل تبرز المؤتمرات كحل لهذه المشكلة، وليس ضروريا أن يضم المؤتمر مئات المشاركين، كما أنه ليس جوهريا أن يعقد في صالة للمؤتمرات، ولا أن يأخذ تنظيمه الطابع التقليدي الذي نراه أو نسمع عنه (وإن كان تنظي المؤتمرات في حد ذاته أمرا محمودا، بل قد يكون ضروريا)، فكل اجتماع يعقده مجموعة من الدعاة للبحث والتشاور في أمر من أمور الدعوة فهو مؤتمر ويمكن أن نسميه اجتماعا.
    وعلى ذلك، فصورة المؤتمرات التي ندعو إليها كوسيلة من وسائل خدمة الدين: هي الاجتماع الدائم بين الدعاة للتباحث والتشاور في قضايا الدعوة، سواء اتخذوا رأيا موحدا أم لا، وسواء ترتب على هذه الاجتماعات عمل أم لا، فالتشاور والتباحث مقصود لذاته.
    ولعل سائلا يتعجب: كيف يكون التشاور مقصودا لذاته؟! والجواب أن هذا التشاور عامل مهم في تقريب الأفهام ووجهات النظر بين الدعاة، بحيث تذوب به الحزازات بين الدعاة، وتتعاظم مساحة القاسم المشترك الذي يجمع بينهم، كما تتضاءل الفوارق ويضمحل سوء الظن ووسواس الصدر، وتتجه الاهتمامات بعد إذن لتضييق الفجوات واتخاذ الخطوات البناءة، بعيدا عن النقاش العقيم والنقد المفرغ من أهدافه.
    ولقد صارت المجتمعات المتمدنة تولي المؤتمرات اهتماما بالغا، حيث أضحت هذه المؤتمرات علامة بارزة على قوة المجتمع وتماسكه وتطلعه إلى مستبله بالخطو الرشيد.
    ولن تخطئ عيناك الندوات التي تعقدها كل الهيئات العلمية وغيرها لمنسوبيها بهدف رفع مستوى الوعي لدى هؤلاء تجاه القضية التي يدعون المتخصصين للحديث عنها.
    وإن هذه المؤتمرات يطلق عليها في اللسان الغربي (Seminar) حتى سرى استعمال اللفظ بين المتخصصين من ابناء اللسان العربين والحري أن يستبدلوه بلفظ المؤتمر البحثي أو الندوة أو ما شابه من الألفاظ اللعربية الأصيلة.
    وفي هذه المؤتمرات البحثية يتم دعوة المتخصصين من ذوي الخبرات للحديث عن القضية التي يراد بحثها، ويتم مناقشة هؤلاء المتخصصين وسؤالهم والتحاور معهم بروح علمية موضوعية.
    والمطلوب: أن تقوم الدعوة في كل مكان باستخدام التفكير الجماعي مع مراعاة إمكانياتها وما هو أصلح لبرامجها، مع اعتبار أن هذه الوسيلة كغيرها من الوسائل تخضع لضابط المصلحة والمفسدة الشرعية المعتبرة، وما لها من دور في تحديد القرار.
    وإن التفكير الجماعي في خدمة الدين يتناسب مع قدرات كل فرد على حدة، بحيث نفترض عدم وجود الإمكانات والمعوناتن فيستطيع مل داعية أن يقوم بدور ما في هذه الطريقة.
    وليس من العسير أن يقوم بعض الأفراد في منطقة واحدة بالتعاون فيما بينهم لمراسلة تاركي الصلاة أو المجاهرين بالمعاصي أو قيام المتحجبات بمراسلة المتبرجات في الحي او اللاتي يسببن خللا خلقيا أو رواجا لمظهر الفجور.
    كما أنه من اليسير أن يراسل الفرد الواحد جريدة يقرؤها ويواظب عليها، يناصحهم في انحراف صحفي عن جادة الحق أو في عرض صور مخلة بالآداب أو في التعرض لقطعيات الدين بقدح أو عيب.
    كل هذه الاقتراحات وغيرها مما لا يزال رهين عقول الدعاة الأذكياء الغيورين يمكن تطبيقه دون احتياج إلى إمكانيات ذات بال، وبالنية الصادقة والعزيمة القويةة يرتفع البنيان ويعلو؛ (وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت: 69)
    للمزيد كتاب السياسة الشرعية للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق

    الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

  • #2
    رد: التفكير التعاوني

    ​جزاكم الله خيرا

    قال ابن الخطيب《 لو علم المؤمنون فضل الصلاة على النبي ﷺ لما كفّت ألسنتهم عنها كل حين》
    اللهمَّ صلِّ وسلم على نبينا محمد


    تعليق


    • #3
      رد: التفكير التعاوني

      موضوع طيب
      جزاكم الله خيرا

      تعليق


      • #4
        رد: التفكير التعاوني

        بسم الله الرحمن الرحيم
        السلام ورحمة الله وبركاته
        بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء
        جعلكم الله من اهل التقوي والايمان وأنار الله قلبكم بنور الايمان

        تعليق

        يعمل...
        X