السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد علا صياح بعد الإخوة والإخوات شاكين حالهم الذى كانوا عليه فى بداية طريق الإستقامة !!!!
وبدأت الأسئلة تتوالى من أفواههم وتقفز من أذهانهم عن تلكم الفترة التى مضت من حياتهم وهم يسمعون هذا التيار السلفى وهؤلاء المشايخ ويأخذون بفتاويهم ويسيرون وراء آرائهم ويستقون منهم معالم الملة وتعاليم الدين !!!
ولسان حال هؤلاء الإخوة والأخوات بل لسان مقالهم ::لقد كنت مُتشدِداً!!!!
وساعد على ظهور هذه النابتة ظهور تيار من طلبة العلم الذين بدأوا ينشرون مسائل الخلاف (المعتبر) ويعرضون أقوال الفقهاء الأربعة وغيرهم من العلماء الفحول المعتبرين وكل هذا العرض لتلكم المسائل غالباً ما يأتى رداً على سؤالات تُعرض عليهم فيُجيبون عليها أو نقداً لسلوكيات علمية خاطئة من بعض المتعصبة سواءاً تعصباً مذهبياً أو تعصباً لرأى شيخه الذى تتلمذ على يديه !!!
وزاد من تعاظم هذه النابتة :: بعض الآراء والتصرفات أو المسلكيات السياسية لهؤلاء الشيوخ السلفيين والتى تقبل فى بعضها الرد والأخذ وبعضها خيَب تطلعات مريديهم ولم يلق رواجاً لسبب أو أخر فليس هذا محل البحث !!!
وما يُحزن القلب أن يسأل بعض هؤلاء الشباب الذين ظنوا أنفسهم (مُتشددين) أن يسألوا هذا التيار من طلبة العلم عن علماء كبار بدءاً بالعلامة "الألبانى" مروراً "بابن باز والعثيمين" وانتهاءاً بالعلامة"الحوينى" وغيره من العلماء الكبار !!!
بل ويندم هؤلاء الشباب على سماع علماء كبار ويتأسفون على ما ضاع من أعمارهم فى سماع تلكم الخطب والمحاضرات لهؤلاء "المتشددين""!!
فلكل هؤلاء أقول ((حنانيكم بل هداديكم))!!
أولاً:: لما هذا التأسف !! وهذا الصراخ وقد كنتم تسمعون لوعاظ أو دعاة أو علماء زكاهم أهل العلم ولم يأخذوا بأيديكم لأقوال شاذة أو أفعال مُبتدعة ؟
فلا تثريب عليكم حينما سمعتم هذه الثُلة من أهل العلم فقد كنتم تُريدون الهداية وترغبون فى الإستقامة !!!
ثانياً::كل ما تفتق عنه ذهنكم وأُضيف إلى حصيلة معلوماتكم من وجود خلافات فقهية معتبرة فى عدة مسائل ((كاللحية والنقاب والإسبال وغيرها)) كل هذه الخلافات الفقهية لم يدعى يوماً ما أحدٌ من هؤلاء المشايخ _الذين تمردتم عليهم _ لم يدعى أحدهم أنَ القول الآخر شاذ أو أن الخلاف غير مُعتبر !!!
أنا أعلم أن بعض المشايخ الفضلاء المشتغلون بالوعظ والتربية يخلطون الوعظ والتربية بالفتوى ويُصدرون خطاباً دعوياً قد يفهم البعض من خلاله أن تلك المسائل (فاصلة) فى الإلتزام! أو أن التفريط فيها والأخذ بالرأى الآخر نوعٌ من أنواع التنازل والإنسلاخ من الإلتزام!!
ولعل من نافلة القول أن أؤكد أن تبنى أحد الدعاة لهذا المنهج لا يُسوغ الحكم على الجميع حكماً واحداً , ولا شك فى خطأ هذا المنهج إن صدر من البعض الفضلاء!!!
بل الخلل كان فى فهمك وإسقاطك الإحكام بناءاً على سوء فهمك !!
ثالثاً::من المعلوم أن عموم الناس ينقسمون إلى ثلاثة أقسام
1_ العالم المجتهد :: وهذا يستنبط الإحكام الشرعية بشرط إستكمال شروط الإجتهاد المبثوثة فى ثنايا كتب الأصول , وهذا لا يلزمه إجتهاد غيره وهو بين أجرين إن أصاب وأجر أن أخطأ!
2_طالب العلم :: وهذا يبحث فى أدلة أهل العلم وآرائهم ويحاول الترجيح بين أقوالهم , فهذا ليس من أهل الإجتهاد !!
3_أهل التقليد :: وهذا دوره ينحصر فى البحث عن عالمٍ ثبتٍ ثقة يشهد له أهل العلم بالرسوخ ويسأله ويتبع فتواه اللهم إلا فى النوازل التى يُؤخذ فيها بآراء المجامع الفقهية !!
ومن ثم فعندما قلدت أحد هؤلاء العلماء فى المسائل الفقهية وأفتوك بأراء فقهية مُعتبرة فلم تكن متشدداً!!!
وإن كنت فهمت أنت من قولهم واختياراتهم الفقهية أن الرأى الفقهى الأخر فى المسألة غير مُعتبر , فالخلل أنك لم تعرف أنواع الخلاف ولا أدبه ولا مراتبه!!!
رابعاً::أخشى أن تقع فى نفس الأمر الذى ندمت أنت عليه وظننت أنك قد تخلصت منه !!
بمعنى :: أخشى أن تقع فى تعصبٍ أعمى لهؤلاء الشيوخ الذين قررت سماعهم وترك شيوخ الماضى وأن تتجرأ على أعلام من أعلام الأمة بعد ذلك !!!
أخيراً::أرجو من الله أن يكف الشباب من سؤال بعض طلبة العلم عن أعلامٍ من أعلام الأمة وعندما نسأل عن عالم فلنسأل عالماً مثله يعرف قدره وسبر منهجه !!
هذه كلمات أكتبها على عجل وعلى وجلٍ والله وحده المسئول أن يسدد الخلل ويقيل العثرة
والحمد لله رب العالمين
تعليق