مواضيع - أبوياسر78
إِنَّ الْحَـــــــمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْــتَنْصِرُه
وَ نَــــعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُــــرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَــــاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَـــهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِــــلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُـضْلِلْ فَلَا هَــــادِىَ لَه
وَ أَشْــــــــــهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْــــــدَهُ لَا شَــــــرِيكَ لَه
وَ أَشْـــهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا
أَمَّـــا بَعْــــد:
{{ الدعوة الفردية }}
((للأمانة..الكاتب** عقيل بن محمد المقطري))
الخطبة الأولى
الحمد لله على فضله وإحسانه، وجعل هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس لأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يؤتي فضله من يشاء والله ذو الفضل العظيم، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله حث أمته على القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لما في ذلك من الخير عظيم والنفع العميم، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
عباد الله: لاشك ولا ريب أن أكمل الناس نفسا وأرفعهم درجة هو الذي صلح في ذاته ثم أمتد بالإصلاح إلى الآخرين وهؤلاء هم الدعاة إلى الله المتبرعين بفعل الخبر والمتطوعين لإنقاذ الناس.
قال - تعالى -: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ) سورة فصلت33.
فالدعوة إلى الله من أفضل القربات وفي الحديث: (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم).
وفي اليوم المبارك سنتكلم بإذن الله - عز وجل - عن الدعوة الفردية وأهميتها وقبل ذلك نقسم الدعوة الفردية إلى قسمين:
1- الدعوة الجماعية: تتمثل بالخطب والمواعظ والدروس والمواعظ.
2- الدعوة الفردية: وهي التي تهتم بتربية الفرد المسلم التربية السليمة مع المتابعة.
إن الناظر إلى واقع الدعاة إلى الله يجد أنهم في الغالب يقومون بنوع واحد من الدعوة وهي الدعوة الجماعية.
والمراد بالدعوة الفردية: أي دعوة الناس منفردين ويقابل هذا دعوة الناس مجتمعين من خلال الدروس والمحاضرات.
ولا يقصد بالدعوة الفردية (العمل الفردي) الذي يقابله (العمل الجماعي) فالفردية في هذا النوع من حيث الداعي منفردا بعمله مستقلا بآرائه.
إخوة الإسلام: تأتي أهمية هذا النوع من أنواع الدعوة من أهمية الدعوة إلى الله، قال - تعالى -: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ) سورة آل عمران 104.
إن فضل الدعوة إلى الله - عز وجل - عظيمة وثوابها كبير دلت على ذلك الأحاديث، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال - عليه الصلاة والسلام -: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ولا ينقص من آثامهم شيئا).
فالدعوة الفردية تحقق ما لم تحققه الدعوة الجماعية فبعض الناس ظن أن الدعوة الجماعية هي المغيرة والمؤثرة فحسب وهذا خطأ فالدعوة الفردية تحقق ما لم تحققه الدعوة الجماعية.
ولذا نجد النبي - عليه الصلاة والسلام - أهتم بها في أول مراحل الدعوة وهكذا نجد صحابته الكرام رضوان الله عليه فالصديق - رضي الله عنه - أسلم على يديه ستة من المبشرين بالجنة.
ولاشك أن الفرد يجني في الدعوة الفردية فوائد عظيمة لعل منها:
1- أنها تربي الفرد تربية متكاملة.
2- بها يمكن متابعة التطبيق ا لعملي للتوجيهات.
3- بها يرد على كثير من الشبه التي تلقى على مسامع الأفراد.
4- بها تغرس المبادئ الإسلامية الصحيحة.
5- بها يمكن إيصال الحق إلى الذين نفروا أو نفروا من الحق.
6- أنها طريقة سريعة لكسب أكبر عدد من أنصار الدين.
7- يمكن بها متابعة الأفراد متابعة دقيقة.
8- لا تحتاج إلى غزارة علم.
9- لا تحتاج إلى كثير معاناة.
إن للمدعو حالات يجب مراعاتها:
كالمكانة الاجتماعية للمدعو: فبعض الناس يكون مغترا بوصفه الاجتماعية فهذا يدعو بطريقة خاصة.
وكذلك جليس السوء: ربما أثرت عليه البيئة التي يعيش فيها فيراعي ذلك عند دعوته.
عباد الله: أن هناك أطور ينبغي أن تمر بها الدعوة الفردية إذا أراد الداعية أن تؤتي دعوته ثمارها وهذه الأطوار تختلف من مدعو إلى آخر والأمر راجع إلى نفسه فهو الذي يختار كيف يعامل مع دعوته.
وإليكم أهم هذه الأطوار:
- الطور الأول: إيجاد الصلة بين الداعي والمدعو فيشعر المدعو بأنه مهتم به وذلك بتفقده فيسأل عنه إذا غاب ويزوره إذا مرض حتى إذا صارت القلوب متآلفة ووجد التهيئو من المدعو لتقبل دعوة الداعية طرق الكلام معه فيكون أدعى للقبول.
- الطور الثاني: أن يقوي الإيمان عند المدعو وذلك أن أصل الإيمان موجود لكن تتفاوت نسب الضعف من شخص لآخر.
- الطور الثالث: بعد تقوية الإيمان يبدأ الداعية بإعطاء التوجهات للمدعو التي من شأنها أن يصلح عبادة المدعو وسلوكه ومظهره.
فيبدأ له الكتب الأشرطة ويعرفه على بعض الشباب الجيدين.
- الطور الرابع: يبدأ الداعية بتوضيح شمولية الإسلام وأنه ليس مقصورا على الصلاة والسلام والصيام بل أن الإسلام يجب أن يحكم في كل صغيرة وكبيرة وبهذا يكون المدعو قد حول جميع حركاته وسكناته وفق الشرع.
- الطور الخامس: يوضح للمدعو أن الإسلام ليس معناه أن تؤدي الفرائض ونتخلق بالخلق الإسلامي، بل يوضح له أن الإسلام دين جماعي نظام حياة حكم وتشريع.
- الطور السادس: يوضح الداعية ما يستوجبه الواقع الذي تمر به الدعوة وأنها محتاجة إلى تكاتف الجهود ولم الشمل ووحدة الصف والعلم حتى يتمكن المسلمون من إعادة الخلافة الإسلامية.
- الطور السابع: تحميس المدعو للعلم وللتخصص وأنه المنهج الذي يجب أن يبع هو منهج السلف.
الخطبة الثانية:
إن هنالك أسباب مساعدة لنجاح الدعوة الفردية. نذكر منها:
1- إخلاص الداعية.
2- صلة الداعية بالله.
3- العلم.
4- التخطيط والتنظيم.
5- التعرف على الصفات الشخصية للأفراد.
6- البدء بالأقربين.
7- إظهار الاهتمام بكل شخص.
8- التدرج في الدعوة.
9- المتابعة.
10- إيجاد البيئة الصالحة للمدعو.
11- الاقتصاد في الموعظة.
12- القدوة الحسنة.
13- الالتزام بآداب الزيارة.
14- الهدية.
فاتقوا الله عباد الله ومروا بالمعروف وانهوا عن المنكر كل في حدود مقدرته و دائرته تنجوا من غضب الله وعقابه في الدنيا والآخرة.
اللهم وفقنا لطاعتك واجعلنا هداة مهتدين.
والحمد الله رب العالمين.
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اللهم اهدِنا فيمَن هديت .. وعافنا فيمن عافيت .. وتولنا فيمن توليت .. وبارك لنا فيما أعطيت .. وقِنا شر ما قضيت .. انك تقضي ولا يقضى عليك.. اٍنه لا يذل مَن واليت .. ولا يعزُ من عاديت .. تباركت ربنا وتعاليت .. لك الحمد على ما قضيت .. ولك الشكر على ما أعطيت .. نستغفرك اللهم من جميع الذنوب والخطايا ونتوب اٍليك. اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك .. ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنتَك .. ومن اليقين ما تُهون به علينا مصائبَ الدنيا .. ومتعنا اللهم باسماعِنا وأبصارِنا وقواتنا ما أبقيتنا .. واجعلهُ الوارثَ منا .. واجعل ثأرنا على من ظلمنا.. وانصُرنا على من يعادينا
تعليق