إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المقعد عن الحركة !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المقعد عن الحركة !



    المقعد عن الحركة !

    عندما ينتحر الحماس ؛ يركن للدَّعة وحُبِّ الراحةِ والنوم والكسل ، فيصبح كالزَّمِنِ المُقْعَدِ :
    إن قلتُ قُم قال رِجلي ما تطاوعني أو قلتُ خذ قال كَفِّي ما تُواتيني
    قيل للربيع بن خثيم : لو أرحت نفسك ؟ قال : راحتها أريد !
    قالوا : السعادةُ في السكون *** وفي الخمول وفي الخمود
    في العيشِ بين الأهل لا *** عيشَ المهاجر والطريد
    في المشي خلف الركب في *** دعة وفي خطو وئيد
    في أن تقول كما يقال *** فلا اعتراضَ ولا ردود
    في أن تسيرَ مع القطيعِ *** وأن تقاد ولا تقود
    قلت : الحياةُ هي التحركُ *** لا السكونُ ولا الهُمود
    وهي الجهادُ ، وهل يجاهدُ *** من تعلق بالقعود ؟
    وهي التلذُّذ بالمتاعب *** لا التلذذ بالرقود
    هي أن تذودَ عن الحياضِ *** وأي حرٍّ لا يذود ؟
    هي أن تُحِسَّ بأن كأسَ *** الذلِّ من ماءٍ صديد
    وهكذا أهلُ الدنايا لا يرضون بغير الراحة فوق التكايا ، وأما أهل المعالي فيهجرون الوساد ويعافون الرقاد .
    وقد ورد :" ذهب زمن النوم يا خديجة " !
    أعاذلتي على إتعابِ نفسي *** ورعيي في الدُّجى روضَ السهادِ
    إذا شام الفتى بَرْقَ المعالي *** فأهونُ فائتٍ طِيبُ الرُّقاد
    قال عطاء بن أبي رباح : لأن أرى في بيتي شيطاناً ؛ خير من أن أرى فيه وسادة ، لأنها تدعو إلى النوم .
    عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من خافَ أدلجَ ، ومن أدلجَ بلغَ المنزلَ ، ألا إن سلعةَ الله غاليةٌ ، ألا إن سلعةَ الله الجنة "

    المتاع الزائل !

    عندما ينتحر الحماس ؛ تضيعُ الأموالُ في التفاهاتِ والمحقَّراتِ ، فكلما اشتهى اشترى ولو بغير حاجة ، فيبذل في نعاله وعقاله ما لا يبذل لدينه ، ويغدق في شراء ثوبه ما لا يبذل لنصرة معتقده .
    قال أبو حازم : لوددت أن أحدكم يتقي على دينه كما يتقي على نعله .
    فينغمس في الترف الزائد والترفل في اللذائذ ، ويركن لنعيم الدنيا الزائل ومتاعها المنقطع ، ولو أنه يبذل لدينه ما يبذله في المكسَّرات والمقبِّلات لأطعم بها أهل مسغبة ، و لكسى بها أهل متربة .
    قال عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه : أيكم استطاع أن يجعل في السماء كنزه فليفعل حيث لا تأكله السوس ولا تناله السرقة ، فإن قلب كل امرئ عند كنزه .
    من حَبَّةِ البُرِّ اتخذ مثَلَ الندى *** يا من قَبضتَ على الندى يُمناكا
    هي حبَّةٌ أعطتكَ سبع سنابلٍ *** لتجودَ أنتَ بحبةٍ لسواكا
    حلمت بأن ستكونَ في خبز القِرى *** فتراقَصَتْ للموتِ تحت رحاكا
    وكأنما الشقُّ الذي في وسْطِها *** لك قائلٌ : نصفي يخصُّ أخاكا

    ضياع رأس المال !

    عندما ينتحر الحماس ؛ تضعف العبادات ليحصل النقص في رأس المال من الفرائض والواجبات ، فضلاً عن النوافل والمستحبات .
    قال معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه : اللهمَّ إنكَ تعلمُ أني لم أكن أحبُّ البقاءَ في الدنيا ولا طولَ المكثِ فيها لِجَرْيِ الأنهارِ ولا لغرسِ الأشجارِ ، ولكن كنت أحب البقاء لمكابدة الليل الطويل ، وظمأ الهواجر في الحر الشديد ، ولمزاحمة العلماء بالرُّكَب في حِلَق الذِّكر "
    فأين أنت عن مثل معاذ ؟!
    هل أنت ممن يحافظ على السنن الرواتب لتبنى له بيوتٌ في الجنة ؟
    هل تحرص على تكبيرة الإحرام ؟ وتنافس على الصف الأول ؟
    هل تخشع في صلاتك ؟
    هل تأسف على فوات صلاة الجماعة إذا فاتت عليك ؟
    أين أنت عن ركعتي الضحى ؟ صلاة الأوابين !
    هل تحافظ على قيام الليل ؟ وهل تلازم صلاة الوتر ؟ فإنها شرف المؤمن .
    " ومن مثلك يا ابن آدم ؟! خَلِّ بينك وبين المحراب تدخل منه إذا شئت على ربك ، ليس بينك وبينه حُجَّابٌ ولا تُرجمان .
    كيف هي صِلَتُك بكتاب الله تعالى ؟
    هل لك وردٌ يومي من القرآن الكريم لا تتنازل عنه أبداً ؟
    متى كانت آخر دمعة نزلت من عينك ؟ خشية لله تعالى ؟
    ماذا حفظت من آيات جديدة خلال هذا الشهر ؟ بل في هذا العام ؟
    هل راجعت كتب التفسير لتقف على مراد الله من الآيات ؟
    هل تتابع بين الحج والعمرة لتنفي عنك الفقر والذنوب ؟
    هل تصوم النوافل كالاثنين والخميس وثلاثة أيام من كل شهر ، فإن الصيام لا عِدلَ له ؟
    هل تحرص على الصدقة والإنفاق في سبيل الله تعالى في وجوه الخير ؟ فإن المؤمن في ظل صَدَقته يوم القيامة .
    فيا سبحان الله !
    " لله ملك السموات والأرض ، واستقرضَ منكَ حَبَّةً ، فبخلتَ بها ، وخلقَ سبعةَ أبحرٍ ، وأحبَّ منكَ دمعةً ، فَقَحَطَتْ بها عينُك ؟ "
    هل تحافظُ على الأذكار والأوراد اليوميَّة ؟ أم أن الأمر كان في بداية الالتزام فقط ؟!
    إذا مرِضنا تداوينَا بذِكرِكُمُ *** ونترُكُ الذِّكرَ أحياناً فننتَكِسُ

    ميِّتُ الأحياء !
    عندما ينتحر الحماس ؛ لا ينكرُ منكراً ، ولا يتمعَّرُ وجهُهُ غضباً لله ، ولا تجري دماءُ الغيرة في أوردَتِه إذا انتُهِكَت حدودُ الله ، فهو حيٌّ كالأمواتِ ، وميِّتٌ بين الأحياء .
    سُئِلَ حُذيفَةُ بنُ اليمانِ ـ رضي الله عنه ـ عن ميتِ الأحياءِ ، فقال : الذي لا ينكرُ المنكرَ بيده ولا بلسانه ولا بقلبه .
    يقول سفيان الثوري ـ رحمه الله تعالى : إني لأرى الشيء يجب عليَّ أن آمر فيه وأنهى ، فأبول دماً .
    فيا أيها المخذولُ ! ما قامت بِدعةٌ إلاَّ على أنقاضِ سُنَّة ، وما استعلنَ أهلُ الباطلِ بباطلهم إلاَّ عند سكوتِ أهل الحقِّ عن حقِّهم ، فيا لله ! أترضى بنقصانِ الدِّين وأنت حيٌّ تُرزَق ؟!
    أترضى بالدنيَّةِ في دينك وبكَ رَمَقٌ ؟!
    يقول أبو عبد الرحمن العُمري الزاهد ـ الذي قدم يوماً إلى الكوفة ليُخوِّف الرشيدَ بالله ، فرجفت لمجيئه الدولة ، حتى لو نزل بهم من العدو مئة ألف ، ما زاد من هيبته ـ يقول : إن من غفلتك عن نفسك إعراضك عن الله ، بأن ترى ما يسخطه فتجاوزه ، ولا تأمر ، ولا تنهى خوفاً من المخلوق . من ترك الأمر بالمعروف خوف المخلوقين ، نُزِعَت منه الهيبة ، فلو أمر ولده لاستخفَّ به "
    يؤثر السلامةَ على إسلامه ، ودنياهُ على دينه ، وعاجلَتَه على آجلَتِه ، فماذا سيقولُ لو قيلَ له تقدَّم لنزال الكفار .. أيها الجبان الخوَّار !
    أضحتْ تُشجعني هندٌ فقلتُ لها *** إن الشجاعةَ مقرونٌ بها العطبُ
    لا والذي حجَّت الأنصارُ كعبَتَهُ *** ما يشتهي الموتَ عندي مَن له أرَبُ
    للحربِ قومٌ أضلَّ الله سعيَهمُ *** إذا دَعَتهم إلى حَوماتِها وثَبُوا
    ولستُ منهم ولا أهوى فِعالَهُمُ *** لا القتلُ يُعجبني منهم ولا السَّلَبُ
    هنيئاً لأعدائك بك !
    يقول ليَ الأميرُ بغيرِ جرمٍ *** تقدَّم حينَ حلَّ بنا المِراسُ
    فما ليَ إن أطعتُكَ في حياةٍ *** ولا لي غيرُ هذا الرأسِ راسُ



    التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 04-09-2016, 12:27 AM.
    قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: '' إذا أحببت أن يدوم الله لك على ما تحب فدم له على ما يحب ''.
    لا إله إلا الله

  • #2
    رد: المقعد عن الحركة !

    جزاكم الله خيرًا

    تعليق

    يعمل...
    X