لستم مضطرين
مع احترامي لكل أهل الخير أصحاب النوايا الطيبة - أحسبهم - والمهمومين بدعوة الخلق والأخذ بأيديهم لطريق خالقهم، أكرر مع كامل احترامي لهم، لماذا ذلك الإصرار على تقليد ما يشتَهرُ بين العامة ومحاولة صبغه بما يظنونه صبغةً إسلاميةً؟.
من أخبركم أن كل تقليعة أو موضة أو فيلم ناجح أو موضوع ساعة يهتم به الشباب، أو يجدون شغفهم في الحديث عنه والانشغال به، لابد أن تقابله نسخةٌ تشبهه في العنوان وبعض التفاصيل لكن عليها ختم الدين أو السمت الشرعي؟، من نبأكم أن هذا يعجب الشباب ويأخذ بقلوبهم؟، لماذا لا تحافظون على شخصيتكم، وتكون لكم ابتكاراتكم المميزة التي تنشأ من اجتهادكم وليس عبر استسهال الاستنساخ والسير على الموضة؟.
على فكرة -وهذا ليس رأيي وحدي - شكلكم مش بيبقى لطيف ولا جذاب خالص، أو بالمصطلحات التي تهوون تقليدها: شكلكم مش بيكون (روش)!، بتكونوا للأسف نسخة باهتة ممسوخة وغالبا دمها تقيل، لأنها تفتقد للحياة وتنقصها الحقيقة، ببساطة لأنها نسخةٌ مصطنعةٌ لا تشبهكم، أنتم والله حسيبكم أفضل من ذلك وتستطيعون تقديم ما هو أرقى وأقيم دون أن يُخِل ذلك بمقصد التبسيط والتيسير على الناس، لكن التبسيط والتيسر شيء، والتقليد والاستنساخ والاستظراف شيء آخر تماماً.
يا أعزائي مضى ذلك الزمن الذي كان مجرد ذكر الشيخ أو الداعية للفظ متداول بين الشباب حدث عظيم، يستجلب الضحكات الممتنة لهذا الشيخ المودرن المتواضع، الذي هو قريب من الواقع وعارف بمصطلحات الشباب ومدرك لإهتماماتهم، الوضع الآن أعقد من ذلك بكثير والناس بعد تلك المرحلة القاسية وذلك المخاض الطاحن الذي تعرض الجميع له لم يعودوا بتلك البساطة التي ربما كانت تصلح في أواخر القرن الميلادي الفائت وأوائل القرن الحالي، مشاكلهم وإهتماماتهم، والشبهات والشهوات التي يتعرضون إليها، صارت أعمق وأخطر بكثير، لا أرى مانعاً من الاستفادة من الواقع ومحاولة الإتصال معه لكن ليس بهذا الأسلوب السطحي الذي لا يخلو أحيانا من إسفاف مثير للشفقة.
أكرر لستم مضطرين لذلك وليس هذا ما ينتظره المدعوون منكم..
هذه نصيحة محبٍ مشفقٍ أرجو أن تتقبلوها بصدرٍ رحب والله أسأل أن يستعملنا وإياكم وينفع بنا وبكم.
د/ محمد علي يوسف
تعليق