(ونعم أجر العاملين )....
كثير من يتكلم وينظر وقل من يعمل ويطبق
لا تحقرن شيئا تطبقه من تفاصيل الدين على أرض الواقع
فتظل محبطا حزينا منتظرا لحدوث الكليات العظيمة ( كالتمكين) فجأة،
ولكن وهل تبنى الجبال إلا من الحصى؟!
يقول إبراهيم السكران - فك الله أسره- في المآلات في مقالة
[مأزق التعظيم النظري للكلي]
ومن ادعى تعظيم كلي "الدعوة والبلاغ" ولكنه استهان بقيمة أفراد وآحاد وسائل الدعوة الشرعية
فهذا إنما تعظيمه للدعوة تعظيم نظري غير حقيقي.
وعليه فكلما كان الإنسان أكثر تعظيماً لجزئيات الشريعة كان أكثر تعظيماً للكليات الضمنية فيها
وكلما كان الإنسان مستهيناً بجزئيات الشريعة كان أكثر استهانة بالكلي المتضمن فيها....
إلى أن قال:
فليس المراد إذن "تقديس النص" شكلياً، أو تقديس المفاهيم نظرياً
وإنما إقامة الحقائق والمعاني واقعاً حياً معاشاً.
ولذلك روى أحمد وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال لأصحابه:
(يوشك أن يرفع العلم)
قال له زياد بن لبيد: يا رسول الله، وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونُقرئه أبناءنا
ويُقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة؟
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
(ثكلتك أمك يا ابن لبيد! إن كنت لأراك من أفقه أهل المدينة، أوليست التوراة والإنجيل بأيدي اليهود والنصارى، فما أغنى عنهم حين تركوا أمر الله، ثم قرأ: وَلَو أَنَّهُم أَقَامُوا التَّورَاةَ وَالإنجِيلَ)
فكشف النبي - صلى الله عليه وسلم - للصحابي الجليل زياد بن لبيد
أن القضية ليست في وجود النص وحفظ ألفاظه،
وإنما في إقامته واقعاً حياً معاشاً على الأرض
وإقامته لا تكون إلا بإقامة تفاصيله وتطبيقاته.
تعليق