قال أبو حامد الغزالي
أين مظنة الرجاء وموضعه المحمود؟
اعلم أنه محمود في موضعين:
أحدهما: في حق العاصي المنهمك إذا خطرت له التوبة فقال له الشيطان: وأنى تقبل توبتك؟
فيقنطه من رحمة الله تعالى، فيجب عند هذا أن يقمع القنوط بالرجاء، ويتذكر أن الله يغفر الذنوب جميعا.
الثاني: أن تفتر نفسه عن فضائل الأعمال، ويقتصر على الفرائض، فيرجي نفسه نعيم الله تعالى،
وما وعد به الصالحين حتى ينبعث من الرجاء نشاط العبادة.
فكل توقع حث على توبة أو على تشمر في العبادة فهو رجاء، وكل رجاء أوجب فتورا في العبادة وركونا إلى البطالة فهو غرة،
كما إذا خطر له أن يترك الذنب ويشتغل بالعمل فيقول له الشيطان: مالك ولإيذاء نفسك وتعذيبها! ولك رب كريم غفور رحيم،
فيفتر بذلك عن التوبة والعبادة فهو غرة.
وعند هذا واجب على العبد أن يستعمل الخوف، فيخوف نفسه بغضب الله وعظيم عقابه. (الإحياء 386/3)
تعليق