إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(دعاة إلى جنته بأقوالهم وإلى ناره بفعالهم)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (دعاة إلى جنته بأقوالهم وإلى ناره بفعالهم)








    (دعاة إلى جنته بأقوالهم وإلى ناره بفعالهم)


    إن الناظر إلى حال الدعاة إلى الله والعلماء والمصلحين اليوم، ليتعجب من حال البعض منهم، تناقض بين الأقوال والفعال وتظاهر بالخير مع فساد الحال، فأمر دون قيام ونهي دون اجتناب، ونصح بلا امتثال وتذكير للأنام دون التزام، وصدق القائل:



    يا أيها الرجل المعلم غيره **** هلا لنفسـك كان ذا التــــعليم

    تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى **** كيما يصح به وأنت سقيم

    وأراك تصلح بالرشاد عقولنا نصحا **** وأنت من الرشاد عـديـم

    ابدأ بنفسك فانهها عن غيها **** فإذا انتهت عنه فأنت حـكـيم

    لا تنه عن خلق وتأتي مثله **** عار عليك إذا فعلت عـظـيم



    إنا نعيش في زمن قل فيه العلماء الربانيين والدعاة الصادقين، وكثر فيه الخطباء والمفتون والوعاظ والمفسرون للرؤى والأحلام، واختلط الحابلُ بالنابل، وأصبحَ الإنسان في حَيرةٍ من أمره، من هو العالم على الهدى ليؤخذَ من علمه، ومن أهلُ الضلالِ والهوى ليحذرهم، فأهل العلم ليسوا باللباس واللِّحى، وليسوا بما يقصُّونه من قَصصِ رقائقِ القلوبِ والبكاء، بل العلمُ الخشية، العلمُ مخافةُ اللهِ في السرِّ والعلن، العلمُ اتقاءُ الأعراضِ وصيانة الأموالِ والدماء، العلم العمل التأسي والاتباع ، العلم الزهد والروع.




    ما أكثر اللذين يقولون ما لا يعملون، ويفعلون ما عنه الناس ينهون، يدلون غيرهم على الدواء وهم أحوج الناس إليه، ويأمرون الناس بالخير وهم من أبعد الناس عنه، ويحذرونهم من الشر وهم غارقون فيه، وكما قيل:

    وغير تقي يأمر الناس بالتقى **** طبيب يداوي الناس وهو مريض



    وقد حذر الله عباده المؤمنين كافة، عن القول بلا عمل، فقال في كتابه العزيز:
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ *كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) [الصف: 2 ، 3]
    ، فشمول النهي في الآية الكريمة عن مخالفة القول للعمل أمر يمقته الله ويبغضه، ولا ريب أنها في حق الدعاة والمصلحين أشنع، وتناقض القدوات في الأقوال والأعمال أبشع.



    لقد أخبرنا الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن بعض ما رآه في ليلة المعراج، من عذاب أهل النار، ومن ذلك قوله -صلوات ربي وسلامه عليه-: "مررت على أقوام تقرض شفاههم بمقاريض من نار، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء هم خطباء الدنيا كانوا يأمرون الناس بالبر، وينسون أنفسهم أفلا يعقلون".



    ومخالفة أقوال الدعاة والمصلحين لأفعالهم سبب لحرمان ثواب أعمالهم الصالحة يوم القيامة، عن ثوبان عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً، فيجعلها الله عز وجل هباء منثوراً" قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، جلهم لنا، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم قال: "أما أنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلو بمحارم الله انتهكوها" (صحيح الجامع).



    فأي خيبة وأي خسارة أعظم من أن يأتي المصلحون والدعاة إلى الله يوم القيامة وسجلاتهم مملوءة بتعليم الناس الخير وحثهم عليه، وبيان سبل الشر لهم ونهيهم عنه، ثم بسبب مخالفة الأقوال للفعال يجعلها الله هباء منثوراً.



    معشر الدعاة والخطباء: مما يدمي القلب ويحزنه، أن يقضي الدعاة أوقاتهم وحياتهم في نشر الخير والترغيب فيه، وفي الصد عن الشر والتحذير منه، ثم يكون المآل الخزي والوبال، بسبب التناقض بين قول الداعية وفعله، جاء من حديث أسامة بن زيد-رضي الله عنهما-: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ، فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ فِي الرَّحَى، فَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَهْلُ النَّارِ فَيَقُولُونَ: فُلانُ مَا لَكَ؟ أَلَمْ تَكُ تَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ؟ فَيَقُولُ: بَلَى كُنْتُ آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلا آتِيهِ، وَأَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ".



    ألا فاتقوا الله أيها الدعاة والخطباء واعملوا بما تدعون الناس إليه واجتنبوا ما تنهون العباد عنه.




    وكون هذه الظاهرة منتشرة ومتفشية ولعظيم خطرها وسوء آثارها،
    اخترنا لكم ايها الدعاه مجموعة من المحاور حول هذا الموضوع، وجعلناه بين يديك لتذكر به نفسك وإخوانك من الدعاة والمصلحين، عل الله تعالى أن يصلح به شأن الدعاة ومعلمي الناس الخير في الدنيا والآخرة.




    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة


  • #2
    رد: (دعاة إلى جنته بأقوالهم وإلى ناره بفعالهم)


    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرًا، موضوع قيم

    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

    تعليق


    • #3
      رد: (دعاة إلى جنته بأقوالهم وإلى ناره بفعالهم)

      اللهم اجعلنا من الدعاة لجنتك قوﻻ وفعلا
      بارك الله فيك اختاه

      اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

      تعليق

      يعمل...
      X