إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مقتطفات من كتاب لسنا في زمان أبرهة (الشيخ: راغب السرجاني)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مقتطفات من كتاب لسنا في زمان أبرهة (الشيخ: راغب السرجاني)




    كثير من الناس أحبطوا من رؤية الظالمين وتمكينهم في الأرض، وتمكين الكفار على المسلمين, وجلسوا ينتظرون نزول الطير الأبابيل فتهلكهم ، ويراقبون الموقف من بعيد، وهذا يدل على قصور في الفهم وقلة في الوعي لسنة الله في التغيير ، فإذا كان رسول الله عليه الصلاة والسلام والذي بعثه الله بالحق من عنده أمره بالدعوة السرية ثم الجهرية ثم الهجرة وظل عليه الصلاة والسلام ثابتاً يدعو إلي سبيل ربه في انتظار النصر 15 سنة .. فكما هو معلوم ظل الرسول عليه الصلاة والسلام يدعو 13 عاماً في مكة ثم هاجر وكانت معركة بدر في السنة الثانية من الهجرة وكانت أول تمكين وانتصار للدين ولرسول الله عليه الصلاة والسلام وللإسلام والمسلمين , ولكن هذه هي السنة الكونية التي سنها الله , فلن يكون هناك نصر بغير عمل , ولله العزة والقدرة وإذا أراد شيئاً قال له كن , فيكون .. سبحانه وتعالى .. وحتى في معركة بدر لم ينزل الله جل وعلى الطير الأبابيل , بل حدث قتال بين الحق والباطل , وفعلاً للأسباب الدنيوية من شورى و اختيار المكان الأفضل للمعركة وقتال ووضع خطة للمعركة ودعاء وتضرع إلي الله بالنصر ثم ثبات وجراح ومعاناة واختيار من الله للشهداء
    ( إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )







    كانت حادثة الفيل هي آخر الحوادث التي نصر فيها الدين بخارقة، ففي عام الفيل وبعد خمسين يوماً من الحادثة ولد خير الأنام ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولقد كانت ولادته عليه الصلاة والسلام بداية لدين جديد .. بداية لخاتم الأديان حتى قيام الساعة .. وفي هذا الدين سن الله جل وعلى سنن كونية لا تتبدل ولا تتغير حتى قيام الساعة .
    ولكن مع بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم تغيرت طريقة الإهلاك، فقد كان الظالمون في السابق يهلكهم الله بخوارق، وأما في الإسلام فالسنة هي: ( إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) فلا بد أن يقدم المسلمون العمل والعمل الخالص لله عز وجل الصحيح على منهاج النبوة، فإذا قدموا العمل الصالح أنزل الله عز وجل ما يشبه الطير الأبابيل، فينزل بركة ورحمة وأمناً وتأييداً وتوفيقاً على المؤمنين، وسخطاً ونقمة وعذاباً وهلاكاً على الكافرين، ولكن بغير عمل لن تنزل الطير الأبابيل، وبغير جهد وبذل وعطاء لن ترمى حجارة من سجيل. هذه السنة الجديدة الخاصة بأمة الإسلام، وهي سنة ماضية إلى يوم القيامة لا تبديل لها ولا تحويل،
    ( إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )






    كيف يعيش الإنسان يبحث عن لقمة عيشه وعن حياته وعن أولاده وعن ملذاته ويترك دين الله عز وجل لله يحميه؟! هذا قصور شديد في الفهم وانعدام للرؤية. وكما قال بني إسرائيل قال تعالى ( قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون )
    فعندما تنتهك محارم الله عياناً بياناً , لا يغضب أو يتحرك إلا قلة !! وعندما يسب دين الله ويميع كل بحسب هواه , فلا يتكلم إلا قلة !! ولكن عندما يصل الأمر لأمور حياتنا , تجد الغالبية للأسف تغضب وتثور ولا تهدأ إلا بتحسن الأوضاع. أما عندما يتعلق الأمر بالدين .. فأن للبيت رب يحميه كما يقولون !!

    نصر الله يكون بتطبيق شرعه. وقد يقول قائل: إن هذا ليس في أيدينا، وتطبيق الشرع مسئولية الحاكم.
    لكن تطبيق الشرع يكون على ثلاثة مستويات:
    أولاً: على المستوى الفردي، ففعل الطاعات واجتناب المحرمات هو تطبيق للشرع، والصلاة والصيام والزكاة والحج تطبيق للشرع، وعدم التعامل بالربا تطبيق للشرع، والحجاب وبر الوالدين ورعاية الجار وحفظ حقوق الطريق تطبيق للشرع. فهناك أمور كثيرة جداً من أمور الشرع يقع تطبيقها على الفرد لا على الحاكم.
    ثانياً:
    على المستوى الجماعي، يقول صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) فأنت تستطيع أن تطبق الشرع في بيتك، ومع تلامذتك إن كنت مدرساً، ومع موظفيك في العمل إن كنت رئيساً، ومع زبائنك إن كنت تاجراً. فهناك أمور كثيرة في المجتمع نستطيع أن نطبق فيها الشرع دون حاكم، مثل: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومحاربة الفساد والرشوة والوساطة بقدر ما نستطيع.
    ثالثاً :
    وهو المستوى الذي يتطلب حاكماً لتطبيق الشرع مثل: إقامة الحدود، وتسيير الجيوش للجهاد، ورفع الضرائب ، وإغلاق أماكن الفجور، ووقف المولاة مع أعداء الأمة، والاكتفاء بمولاة المؤمنين، فهناك أمور كثيرة لا بد أن يطبقها الحاكم، فإذا كان المسلمون لا يطبقون الشرع على أنفسهم في الإطار الذي يستطيعونه فكيف يتوقعون أن ينزل الله عز وجل عليهم نصره، و (كما تكونوا يولى عليكم) فلا تنشغلوا كثيراً بالحديث عن الحكام، وإلقاء التبعة على أكتافهم وتنسون أنفسكم، نعم كلما عظمت المسئولية زادت التبعات، والمخطئ في حق فرد ليس كالمخطئ في حق عشرة، ولا كالمخطئ في حق أمة، ولكن اذكروا الحقيقة الصادقة ( كما تكونوا يولى عليكم ) والحكام إفراز طبيعي جداً للشعوب، فليس من سنة الله عز وجل أن يولي حاكماً فاسداً على قوم مصلحين، أو يولي حاكماً مصلحاً على قوم فاسدين، والله عز وجل قال في كتابه الكريم وهو يصف فرعون: ( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) ، ولم يقل جل وعلا: إنه كان من الفاسقين، فالعلاقة بين الشعب والحاكم تفاعلية جداً، فأصلحوا أنفسكم يخرج من بينكم خالد بن الوليد و و المثنى رضي الله عنهما و طارق و قطز و صلاح الدين .


    صيد الفوائد





  • #2
    رد: مقتطفات من كتاب لسنا في زمان أبرهة (الشيخ: راغب السرجاني)

    جزاكم الله خيرًا ... ونفع الله بكم

    تعليق


    • #3
      رد: مقتطفات من كتاب لسنا في زمان أبرهة (الشيخ: راغب السرجاني)

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      أحسن الله تعالى اليكم وبارك الله فيكم


      تعليق


      • #4
        رد: مقتطفات من كتاب لسنا في زمان أبرهة (الشيخ: راغب السرجاني)

        جزاك الله خيرا

        اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

        تعليق

        يعمل...
        X