الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد: فإنّ هذين اليومين من أيّام الله تبارك وتعالى، لذلك كان على المسلم أن يعلم الآداب الشّرعيّة، والأحكام العمليّة الّتي تتعلّق بهما. ومن ذلك:
1-وجوب تعظيمهما: وأنّهما يغنيان المسلمين عن كلّ عيد.
من أين جاءوا بعيد السّنة، واخترعوا *** عيد المعلّم، أو عيد الشّجـيرات ؟
في كلّ يـوم لهم عيـد ومـحتفـل *** يضيّعون بـه بعـض السّويعـات
هذي التّقاليد جاءت من كنائسـهم *** ومن صوامـع قسّيـس وبيعـات
والنّاس أسرى تقاليـد، وما علمـوا *** أنّ التّقاليد قـد تـأتـي بويـلات
وشأن من غُلبـوا: تقليـد غالبـهم *** في مأكـل أو لبـاس أو بعـادات
وصـار تقليدهم فرضـا على أمّـة *** مغلوبة نسيت أزهى الـحضـارات
2-إظهار الفرح فيهما.
3-حكم صلاة العيدين.
قال ابن تيمية رحمه الله – كما في " مجموع الفتاوى " (23/161)-:
" وقول من قال لا تجب في غاية البعد، فإنّها من أعظم شعائر الإسلام، والنّاس يجتمعون لها أعظم من الجمعة، وقد شرع فيها التكبير، وقول من قال: هي فرض على الكفاية لا ينضبط .."اهـ.
ويدلّ لمن قال بوجوبها ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ لمسلم - عن أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أَمَرَنَا - تَعْنِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم - أَنْ نُخْرِجَ فِي الْعِيدَيْنِ الْعَوَاتِقَ، وَذَوَاتِ الْخُدُورِ، وَأَمَرَ الْحُيَّضَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى الْمُسْلِمِينَ. وما يؤيّد ذلك: أنّ صلاة العيد مُسقِطة لصلاة الجمعة حال الاجتماع، جاء في سنن أبي داود وابن ماجه بسند صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم أَنَّهُ قَالَ: (( قَدْ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ، فَمَنْ شَاءَأَجْزَأَهُ مِنْ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ )). ولا يُسقط الفرض إلاّ فرض كما لا يخفى.
4-وقتها.
5-صفة صلاة العيد:
6-سنن العيد.
ب*) وأمّا عيد الأضحى، فالسنّة أن يظلّ ممسكا حتّى يأكل من لحم أضحيته. وهذا يشمل المضحِّي والمضحَّى عنه. - الخروج إلى المصلّى: وهذا متواتر عنه صلّى الله عليه وسلّم. فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِصلّى الله عليه وسلّميَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى إِلَىالْمُصَلَّى، فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ الصَّلَاةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ وَالنَّاسُ جُلُوسٌ عَلَى صُفُوفِهِمْ فَيَعِظُهُمْ وَيُوصِيهِمْ وَيَأْمُرُهُمْ. - الخروج مشيا: فقد روى التّرمذي وغيره عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: " مِنْ السُّنَّةِ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا ...". قال الترمذي رحمه الله:" والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم، يستحبّون أن يخرج الرّجل إلى العيد ماشيا، وأن يأكل شيئا قبل أن يخرج لصلاة الفطر، قال أبو عيسى: ويستحبّ أن لا يركب إلا من عذر "اهـ. - التّكبير للنّساء والرّجال، من بعد الفجر إلى قدوم الإمام: قال تعالى:{وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: من الآية185]. وفي صحيح البخاري عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ الْعِيدِ حَتَّى نُخْرِجَ الْبِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا، حَتَّى نُخْرِجَ الْحُيَّضَ فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ، وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ، يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَطُهْرَتَهُ. وفي عيد الأضحى يستأنف المسلم التّكبير إلى عصر آخر أيّام التّشريق، لأنّ ذلك ما جرى عليه عمل الصّحابة رضي الله عنهم. وأصحّ صيغ التّكبير هو أن يقول: ( الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد ). - ترك الصّلاة قبلها: فلم يكن من هديه الصّلاة قبل صلاة العيد كما سيأتي في حديث أبي سعيد رضي الله عنه. أمّا الصّلاة بعدها: فهي سنّة ثابتة، فقد روى ابن ماجه وأحمد والحاكم عن أبي سعيد رضي الله عنه قال:" كَانَصلّى الله عليه وسلّملاَيُصَلِّي قَبْلَ العِيدِ شَيْئاً، فَإِذَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ " [انظر " الإرواء " (3/100)]. - مخالفة الطّريق عند الرّجوع: روى البخاري عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنه قالَ:" كَانَ النَّبِيُّصلّى الله عليه وسلّمإِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ ". وفي رواية لأحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال:" كَانَ النَّبِيُّصلّى الله عليه وسلّمإِذَا خَرَجَ إِلَى الْعِيدَيْنِ رَجَعَ فِي غَيْرِ الطَّرِيقِ الَّذِي خَرَجَ فِيهِ ". والحِكَم من ذلك كثيرة منها: 1- إظهار قوّة الإسلام والمسلمين في كلّ مكان. 2- أنّك تمرّ على أكبر عدد من المسلمين فتسلّم عليهم، وتصافحهم، وتصالح من كان بينك وبينه شحناء. 3- إغاظة أعداء الإسلام. 4- قضاء حوائج من له حاجة. 5- أن يشهد لك الملائكة الّذين يقفون على الطّرق.
7-احذر البدع والمعاصي.
تعليق