إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

.•. قوافل المشتاقين لدروب الصالحين في شعبان .•.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • .•. قوافل المشتاقين لدروب الصالحين في شعبان .•.

    اليوم الأول لـــ..قوافل المشتاقينلدروب الصالحينفيشعبان..




    **مجالسنا | أنوار الكلمِ الربَّاني:


    توبة من أجلك يا إلهي

    التوبة من الذنوب والمعاصي: قال الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]، ففي هذه الآية خاطب الرب - جل وعلا - خيار خلقه أن يتوبوا إليه بعد إيمانهم وصبرهم، وهجرتهم وجهادهم، ثم علق الفلاح بالتوبة.

    ومعلوم أن التوبة هي رجوع العبد إلى الله، ومفارقته لصراط المغضوب عليهم والضالين، وخلعه لكل ذنب وقع فيه بين يدي ربه لينال الرحمة والعفو من خالقه، فثمراتها أن يعود العبد بعد التوبة خيراً مما كان قبلها، ولا يزال الخوف مصاحباً له لا يأمن مكر الله طرفة عين، ومنها انخلاع قلبه وتقطعه ندماً وخوفاً فهذه هي حقيقة التوبة، ومن عاشها وذاق حلاوتها كأنه ولد من جديد، لأن الله قبله وطهره منها وغفرها له.

    فاحرصوا عباد الله:
    على التلذذ بطاعة الله تعالى، فالسعادة كل السعادة أن تجد اللذة في قلبك بين يدي الله، وتسعد بمناجاته وقربه، وتفرح بأنسه وذكره. فليجاهد كل منا نفسه في نيل هذه اللذة كي يسعد في الدنيا، وعند لقاء ربه.

    أسأل الله تعالى بمنه وكرمه وجوده وإحسانه أن يمن علينا بلذة الطاعة، وأن يجعل طاعته أحب إلينا من الماء البارد على الظمأ، وأن يمن علينا بحلاوة الإيمان في قلوبنا، وأن يعيننا على كل ما يرضيه عنا، وأن يغفر لنا تقصيرنا وزللنا.


    **درس اليوم:

    إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [سورة آل عمران: 102].
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [سورة النساء: 1].
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [سورة الأحزاب:70،71].

    أما بعد:
    فإن أصدق الحديث كتاب الله – تعالى- وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

    على الإنسان منَّا أن يجتهد في شهر شعبان، فيُكْثِر فيه من فعل الخيرات، لكن يبقَى السؤال.
    لمــاذا الاجـتـهــاد فـي شـعـبــان؟
    الاجتهاد في شعبان يكون لأمور منها:
    أولاً: حتى يتعود الإنسان منَّا فعل الخيرات وترك المنكرات فيكون له سجية وطبع وعادة، والأمر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
    (الخير عادة والشر لجاجة، ومَن يُرِد الله به خيراً يفقهه في الدين) (أخرجه ابن ماجة بسند صحيح)
    ومن الفقه في الدين عمل الخيرات في كل الأوقات، وخصوصاً الأوقات الفاضلات.

    ثانياً: الاجتهاد في شعبان يكون استعداداً لرمضان:
    وكما هو معلوم أن رمضان من الأوقات الفاضلات، ومن النفحات الربانية على الأمة المحمدية، والأمر كما قال خير البرية صلى الله عليه وسلم: (افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته، يصيب بها مَن يشاء من عباده، وسلوا الله أن يستر عوراتكم، وأن يُؤمِّن روعاتكم) (أخرجه ابن أبى الدنيا والطبراني من حديث أنس).
    وعند الطبراني في الأوسط من حديث محمد ابن مسلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    (إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبداً).

    **تذكير بعبادة وسنة يومية:

    اليوم الأول:
    .• الإخلاص •.


    قال الله تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} [البينة:5] .
    عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (
    إن الله لا ينظر إلى أجسامكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم).
    ----------------

    في هذا الحديث: الاعتناء بحال القلب وصفاته، وتصحيح مقاصده، وتطهيره عن كل وصف مذموم؛ لأن عمل القلب هو المصحح للأعمال الشرعية، وكمال ذلك بمراقبة الله سبحانه وتعالى.
    سُئل أبو صالح الحنفي: ما كانت أعمال القوم؟ فقال:
    كانت أعمالهم قليلة وقلوبهم سليمة.


    سيتم التذكير بعبادة أوسنة يومية كل يوم بإذن الله، فاحرصي على الالتزام بها حتى تدركي شهر رمضان وقد منّ الله عليكِ بالاستعداد بأكثر من عبادة وسنة ولا تنسي الأهم وهو إخلاص النية لله سبحانه كي يتقبل الله منكم.




    ** وقفات:

    أيام مضت وشهور انقضت ودار التاريخ دورته، فأقبلت الأيام المباركة تبشر بقدوم شهر القرآن، وبين يدي هذا القدوم يهل علينا شهر شعبان، مذكراً جميع المسلمين بما يحمله لهم من خير، والمسلم يعلم أن شهر شعبان ما هو إلا واحد من شهور السنة {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا}، ولكن المسلم يشعر أن لشهر شعبان مذاقاً خاصاً فيفرح بقدومه ويستبشر به خيراً، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} ومن هنا كانت تلك الوقفات التربوية مع هذا الشهر الكريم.




    ما حكم الصيام في شهر شعبان؟

    الجواب: الصيام في شهر شعبان سنة والإكثار منه سنة حتى قالت عائشة رضي الله عنها: ((ما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان)) أخرجه البخاري.

    فينبغي الإكثار من الصيام في شهر شعبان لهذا الحديث.

    قال أهل العلم: وصوم شعبان مثل السنن الرواتب بالنسبة للصلوات المكتوبة، ويكون كأنه تقدمة لشهر رمضان، أي كأنه راتبو لشهر رمضان، ولذلك سُنَّ الصيام في شهر شعبان، وسُنَّ الصيام ستة أيام من شهر شوال كالراتبة قبل المكتوبة وبعدها.
    وفي الصيام في شعبان فائدة أخرى وهي توطين النفس وتهيئتها للصيام لتكون مستعدة لصيام رمضان، سهلا عليها أداؤه.

    [الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله]




    يتبع فتاابعوني






    ~~

  • #2
    رد: .•. قوافل المشتاقين لدروب الصالحين في شعبان .•.

    اليوم الثاني لـــ..قوافل المشتاقينلدروب الصالحينفيشعبان..




    ** مجالسنا | أنوار الكلمِ الربَّاني:

    ليخالطن كتاب ربي شغاف قلبي بالتدبر

    كم نحن بحاجة أن نعيد النظر في طريقة تلقينا لرسائل السماء، مع ما نعتقده من الخير لمن قرأه
    وإن لم يتدبر، ولكننا -أيضاً- نعتقد أن البون شاسع بين قارئ متدبر، حرّك القرآنُ قلبَه، وأثّر في
    حياته وسمْته وسلوكه، وبين قارئٍ حظه من قراءته الهذُّ والهذرمة!

    أيها المحب لكلام ربه تأمل هذه الرسالة الإلهية:

    {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ
    وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}[الزمر:23].
    إنها رسالة تقص علينا صِفة الأبرار، عند سماع كلام الجبار، المهيمن العزيز الغفار؛ لما يَفهمون
    منه من الوعد والوعيد، والتخويف والتهديد؛ تَقشعر منه جلودهم من الخشية والخوف ثم تلين
    جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله لما يَرجون ويُؤمِّلون من رحمته ولطفه، فهم مخالفون لغيرهم من
    الكفار من وجوه:
    أحدها: أن سماع هؤلاء هو تلاوة الآيات، وسماع أولئك نَغَمات لأبيات، من أصوات القَيْنات.
    الثاني: أنهم إذا تليت عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً، بأدب وخشية، ورجاء ومحبة، وفهم
    وعلم، كما قال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا
    وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ
    دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}[الأنفال:2-4] وقال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ
    يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا}[الفرقان:73] أي: لم يكونوا عند سماعها متشاغلين لاهين عنها، بل
    مُصغين إليها، فاهمين بصيرين بمعانيها؛ فلهذا إنما يعملون بها، ويسجدون عندها عن بصيرة
    لا عن جهل ومتابعة لغيرهم - أي يرون غيرهم قد سجد فيسجدون تبعا له -.
    الثالث: أنهم يَلزمون الأدب عند سماعها، كما كان الصحابة -رضي الله عنهم- عند سماعهم
    كلامَ الله من تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم تقشعر جلودُهم، ثم تلين مع قلوبهم إلى ذكر الله.
    لم يكونوا يتصارخُون ولا يتكلّفون ما ليس فيهم، بل عندهم من الثبات والسكون والأدب والخشية
    ما لا يلحقهم أحد في ذلك؛ ولهذا فازوا بالقِدح المُعَلّى في الدنيا والآخرة"[ تفسير ابن كثير(7/ 94)].
    ~~






    **درس اليوم:

    ولقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث أنه ينبغي على الإنسان منَّا أن يتعرض
    لهذه النفحات الربانية، والمنح الإلهية. وشهر رمضان من النفحات الربانية، والمنح الإلهية
    على الأمة المحمدية.
    ـ ففي رمضان منح الرحمن، ونسائم القرآن، وروائح الجنان, فيه تطيب الأفواه، وتطهر الألسنة،
    وتصان الفروج, وتمنع الآثام, فهو جُنة من الزلل, ووقاية من المعاصي، وحصن من السيئات.
    لا يخيب فيه سائل، أو يُطرد عنه محروم, عطاؤه كثير، وفيضه عميم، تُوِّج بليلة القدر، وتشرف
    بنزول القرآن, وبورك بنزول الملائكة، ورُفعت فيه راية المُوحِّدين, فقد تم فيه نصر بدر,
    وفيه تم فتح مكة، فكان هو الفوز في البدء والختام والفرح بالسيادة والإيمان.

    فالحمد لله لِمَا أولانا فيه من النعيم, وحبانا فيه من الرحمات والطيبات.
    فهو شهر... تنهمر فيه الرحمات من رب البريَّات .
    وهـو شهر... مبارك كريم وموسم رابح عظيم و شهر تتضاعف فيه الحسنات.
    وهـو شهر... أنزل الله فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.
    وهـو شهر... من صامه إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه.
    وهـو شهر... من قامه إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه
    وهـو شهر... فيه ليلة خير من ألف شهر من قامها إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه
    وهـو شهر... تفتح فيه أبواب الجنان فلا يغلق منها باب.
    وهـو شهر... تغلق فيه أبواب النيران فلا يفتح منها باب.
    وهـو شهر... تُصفَّد فيه الشياطين ومردة الجان.
    وهـو شهر... مَن أتى فيه بعمرة كان كمن حج مع النبي صلى الله عليه وسلم
    وهـو شهر... مَن فَطَّر فيه صائماً كان له مثل أجره.
    وغير ذلك من الجوائز والمنح الربانية، والتي وهبها رب البرية للأمة المحمدية،
    فهنيئاًَ لمَن تَعرَّض لهذه النفحات، وخرج من رمضان وقد غُفِر له جميع السيئات.





    **تذكير بعبادة وسنة يومية:

    اليوم الرابع:
    .• الصدقة •.


    قال الله تعالى: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} [آل عمران (92) ] .
    ----------------
    يقول تعالى: لن تنالوا كمال الخير الذي يسرع بكم إلى دخول الجنة حتى تنفقوا مما تحبون من أموالكم.

    وقال عطاء: {لن تنالوا البر} ، أي: شرف الدين والتقوى حتى تتصدقوا وأنتم أصحاء أشحاء.
    وفي حديث معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم
    «الصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار.

    وقيام الرجل في جوف الليل» [أخرجه البخاري].




    ** وقفات:


    مكانة الشهر :

    فهو الشهر الذي يتشعب فيه خير كثير؛ من أجل ذلك اختصَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبادة
    تفضِّله على غيره من الشهور ، ولذلك يتميز شهر شعبان بأنه شهر الحبيب المصطفى صلى الله عليه
    وسلم، فهو الشهرٌ الذي أحبَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفضَّله على غيره من الشهور، فقد
    روى الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: \"كان رسول الله يصوم ولا يفطر حتى نقول:
    ما في نفس رسول الله أن يفطر العام، ثم يفطر فلا يصوم حتى نقول: ما في نفسه أن يصوم العام،4
    وكان أحب الصوم إليه في شعبان\"

    ~~




    تعليق

    يعمل...
    X