إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دورة تأهيل الدعاة إلى الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    رد: دورة تأهيل الدعاة إلى الله

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    اللهم بارك، نفع الله بكم وتقبل منا ومنكم
    واستعملنا جميعًا في الدعوة إليه على الوجه الذي يرضيه

    __________
    مجموعة دروس رائعة لفهم كيف نعيش مع القرآن
    (روابط مباشرة)

    ↓↓↓
    كيف نفهم القرآن - الشيخ محمد حسين يعقوب
    أين أنت من آيات القرآن ؟ - الشيخ عبد المحسن الأحمد
    لماذا لا نتأثر بالقرآن؟ - الشيخ هاني حلمي عبد الحميد
    كيف تقرأ القرآن - الدكتور عبد الرحمن الصاوي

    أين قلبك من القرآن- الشيخ عبد المحسن الأحمد

    تقبل الله منا ومنكم
    ورضي عنا جميعا ووالدينا ومن نحب أجمعين والمسلمين

    {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ}

    •○• اعـــــرف ربــــك •○•




    تعليق


    • #32
      رد: دورة تأهيل الدعاة إلى الله

      الــداعيه الحي


      يحي الله به قلوب الغافلين
      وينير به طريق الشاردين



      يعتمد الداعية الحيّ على كل الإمكانيات المتاحة، ويستغلّ الظروف لصالحه. لا يلعن الظلام، ولكنه يشارك في إيقاد شمعة، إذا قصرت به وسيلة نزل إلى التي دونها، حتى لو لم يجد إلا لسانه أو الإشارة باليدين لاستعملها متوكلاً على الله ا لهادي إلى صراطٍ مستقيم.



      إن الداعية الحيّ يترقّب الفرص، ويسعى إليها ولا ينتظر مجيئها إليه، يباغت المواقف ، ولا يكون هو ردّ فعل لها، لا يترك فرصة لِما يسميه الناس الصدف أو الفجأة، بل تراه بدهياً مستعدّاً لكل موقف بما يناسبه .



      من سمات الداعية الحيّ : الجدّية، حيث أنه يعمل في صمت ، ويؤثر العمل الدؤوب على الثرثرة والتفيّهق، ليس بالمنان ولا بالمعجب، شعاره بعد سماع الأمر من القادة: عُلِمَ وسينفذ إن شاء الله، وإذا سُئِلَ عن تكليف أُنيط به، قال: التنفيذ جارٍ بعون الله، فإذا أتَمَّ مهامّه، أبلغ المسؤول في صمت : تَمّ التنفيذ والحمد لله.. إنها الجندية في أرقى صورها .



      إن الداعية الحيّ متحرك لدينه، سواء كان مدرساً أو طالباً، مهندساً أو طبيباً، عالِماً أو متعلماً، سائقاً أو راكباً، حالاًّ أو مرتحلاً، أميراً أو مأموراً، رئيساً أو مرؤوساً، زوجاً كان أو عزباً، فقيراً كان أو غنياً، صحيحاً كان أو سقيماً، مبصراً كان أو أعمى، سليم الأعضاء أو معوقاً، في الشارع أو في البيت أو في الجامعة أو في المدرسة أو في الدكان أو في الحافلة أو في الشارع أو في أي مصلحة حكومية، بلسانه ويده، بنفسه وماله، بكلّه يتحرك للدين وينافح عنه، لسان حاله:

      {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}
      (الأنعام: 161-162)،
      و شعاره
      {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (يوسف: 108) .


      تابعونا

      يا الله
      علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

      تعليق


      • #33
        رد: دورة تأهيل الدعاة إلى الله



        هل أنت داعي بصير بالطريق
        ؟؟

        بماذا تتحلي وبما تتصف أيها الداعيه

        !!

        أيها المُبَلِغْ عن الله


        لست كأحد من الناس

        إن لكَ صفات تميزك وأخلاق تحليكَ

        للقيام بمهام النبين



        صفات وأخلاق الداعيه البصير

        1. الداعية البصير.. يبدأ بالأهم فالمهم .
        2. الداعية البصير.. لا يتعصب ولا يتحزب ولا ينتمي إلاّ للكتاب والسنة.
        3.الداعية البصير.. يحقق مبدأ الوسطية الحقة .
        4. الداعية البصير.. يحذر أشدَّ الحذر من تصنيف الناس بالظنّ
        .
        5. الداعية البصير.. يعتني بالقواعد الشرعية في دعوته
        .
        6. الداعية البصير.. يراعي فقه الموازنة بين المصالح والمفاسد
        .
        7. الداعية البصير.. وفِقْهُ إنكارِ المنكر .
        8. الداعية البصير.. يعتني ببيان محاسن الإسلام
        .
        9. الداعية البصير.. يحذر من مخالفات الكتاب والسنة مسايرةً للواقع
        .
        10. الداعية البصير.. يتقن المحاورة وآدابها .
        11. الداعية البصير.. يجمعُ بين القوتين: العلمية والعملية – قدر المستطاع -. 12. الداعية البصير.. يتثبت دائماً ولا يتعجل
        .
        13. الداعية البصير.. وفقه الفتن
        .
        14. الداعية البصير.. يتفقدُ قَلْبَهُ
        .
        15. الداعية البصير.. لا يستوحش من قلة السالكين .
        16. الداعية البصير.. يقابل الضعف بالقوة
        .
        17. الداعية البصير.. يُفرّق بين مرتكبي المعاصي، وينـزل كلاً منـزلته.
        18. الداعية البصير.. يستشعر مسؤولية الكلمة ويفكر قبل أن يجيب . 19. الداعية البصير.. مبارك أينما كان .
        20. الداعية البصير.. لا يُشغل نفسه بالآفات ما لم تعترضه .
        21. الداعية البصير... يُداري ولا يداهن
        .
        22. الداعية البصير..يتعاهدُ المسلمين بالزيارة والتواصل .
        23. الداعية البصير.. لا تفارق الابتسامة والبشاشة وجهه .
        24. الداعية البصير.. حليمٌ ذو وَقارٍ وسكينة
        .
        25. الداعية البصير.. رفيقٌ رحيمٌ، وغليظٌ شديدٌ.
        26. الداعية البصير.. يكثر من الاستشارة .
        27.الداعية البصير.. يستخير الله قبل العمل .
        28.الداعية البصير.. يُوطنُ نفسهُ عَلَى البلاءِ ويصبرُ إذا نزلَ بِهِ
        .
        29. الداعية البصير.. يكثر من الدعاء لنفسه بالتوفيق .


        الداعيه إلي الله

        يتحلي بالصدق ويعرف بالأمانه
        خلقه القرأن وطبعة الحلو والوقار
        رحيم بالعباد رؤوف بالمذنيبن الضعفاء
        حريص علي المهتدين

        هذه بعض صفات الداعيه البصير
        والآآآن


        تابعونا لأمر هااااااااااااااااام

        يا الله
        علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

        تعليق


        • #34
          رد: دورة تأهيل الدعاة إلى الله

          أيها الداعيه إلي الله




          أحذرررررررررررر

          الغش الدعوى !


          لا .. ليس هو نوع من الغش مباح !

          لكنه من أقبح أنواع الغش .... الغش الدعوى !



          الداعية إلى الله مؤتمن على دعوته ، ومؤتمن على من يدعوهم ، - والأمانة غير الوصاية ! -

          وبموجب هذه الأمانة فإن الله جل وتعالى سائله عن حفظه لهذه الأمانة أو ضياعها ، وحين يغش الداعية إلى الله في دعوته فإنه يموت ميتة من مات وهو غاش لرعيته .

          قال صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد يسترعيه الله رعية ثم يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة .."

          أهلك في بيتك ، الناس من حولك رعية تحتك أنت أيها الداعية ....

          ترعاهم بالدعوة والتعليم والتبليغ ..فهل رعيت هذه الرعية حق الرعاية ؟!

          في الساحة الدعوية ، والناظر فيها بنظر المؤمن المشفق يجد أن في البناء خرقاً لا بد من تداركه قبل أن يسقط البناء

          والداعية إلى الله بحاجة أن تكون له وقفات مراجعة يراجع فيها مواقفه وسيره لينظر أين محط قدمه ..!

          من هنا كانت هذه الأطروحة لتبين وجه خلل في حياة الداعية- حال دعوته - ينبغي عليه أن يسارع بسدّه وإتمام نقصه .



          • مظاهر الغش الدعوى .

          المظهر الأول :عدم الصدق في تحمل مهمة الدعوة إلى الله ، والتخاذل عن واجبات الدعوة المنوطة به .

          فهي دعوة بالوراثة لا أكثر ولا أقل . . !

          يهمها فيها أن يسبق اسمه وسم ( الداعية ) . . !!



          من سلبيات هذا المظهر :

          - عدم الحماس للمشاريع والبرامج الدعوية المتاحة .

          - عدم المساهمة في هذه البرامج .

          - إعطاء الدعوة والبرامج الدعوية فضول الأوقات .



          المظهر الثاني:عدم وضوح المنهج منذ البداية . ( العشوائية والارتجالية )

          وأقصد بالمنهج طريقة السير القائمة على الدراسة المتأملة للكتاب والسنة والمعرفة بالسنن الإلهية . والتخطيط الواقعي في تحقيق أهداف الدعوة .

          بل أعظم من ذلك : عدم التزام الدعوة المنهجية في ذاته ، فلا يسعى إلى تربيتها وتزكيتها والرقي بها في منهجية واقعية تتحقق نتائجها بإيجاد اسبابها ومقدماتها


          والسبب في هذا المظهر أحد أمرين : فهي إما لـ :

          أ / عدم اقتناعه بالمنهجية .

          ب / عدم معرفته بالمنهجية أصلاً .

          من سلبيات هذا المظهر :

          - التهاون في كثير من المنكرات ، نتيجة لعدم وضوح المنهج .

          - كثرة خطوط الالتقاء مع الجاهلية المحيطة به .

          - كثرة الأتباع وقلة الجنود !

          - طول الملازمة ، وضعف المخالله والتأثير في النفوس .

          - عدم التقدم والجرأة في طرح القضايا المنهجية الكبرى من مثل ( الولاء والبراء ، قضايا الأيمان ...)



          حتى مع من يعتبرهم من خواصّه ، فهو إما :

          أ/ يخشى من أن يتركوه إذا عرفوا حقيقة منهجه .

          ب/ أو يخاف على نفسه منهم .

          - فوضى المفاهيم .

          - تذمر الداعية من المدعوين والعكس .

          - كثرة الانتقادات .


          المظهر الثالث :

          الدعوة من أجل الإغراق في المنهجية

          فهي منهجية جامدة ( الورع اليابس ! )

          فهو لا يدعو إلا لينتقي ،ولا يربي إلا ليصطفي !

          على أن الدعوة إلى الله جل وتعالى ينبغي أن تكون لإقامة الحجة على الناس وتبليغهم دين الله جل وتعالى ، والخروج بهم من الظلمات إلى النور .

          سؤال للنقاش ! !

          هل الاصطفاء ضرورة أم حاجة ؟!

          بمعنى هل من حاجيات الدعوة الاصطفاء ، أم أن الاصطفاء يأتي ضرورة بعد قيام البلاغ العام ؟!


          المظهر الرابع :عدم الفهم الجيد للعمل قبل الانطلاق يقول قائلهم : لا يلزم فهم العمل ، بل يُفهم العمل أثناء التنفيذ !

          من سلبيات هذا المظهر :

          - كثرة الأخطاء والفشل .

          - ضياع الوقت .

          - ضعف مصداقية المنفذين للعمل .

          - إهدار الطاقات .

          - تجريئ المدعوين ( المتربي ) على التعديل أو التغيير أو الرفض .

          - خسارة طاقات فذّة لا يناسبها هذا النوع من العمل الفوضوي .

          - استحداث الخلافات بين المشرفين نظريا والمنفذين عملياً .

          - كثرة الانشقاقات داخل الصف .



          * آليات فهم العمل قبل الانطلاق فيه :

          1 - التأكد من الحاجة إلى هذا العمل

          2 - فهم الواقع الذي يراد العمل معه وفيه ، وفهم هذا الواقع يتحدد عن طريق خمسة أسئلة مهمة :

          أ / من هو الجمهور الذي ستخاطبه ؟ ( رجال ، نساء ، كبار ، صغار ..)

          ب /ما مقدار توفر الإمكانات والوسائل المتاحه التي ستساعدك ؟

          الوسائل المادية ( من مال ومستلزمات العمل ..) والوسائل المعنوية ( الجاه والمكانة في هذا الواقع ..)

          جـ / ما هي الأهداف التي ستنطلق منها ؟

          د / ما هي الغاية التي ستصل إليها ؟

          هـ / من هم المنفذون الذين سيقومون بتنفيذ هذا العمل ،وما نسبة مصداقيتهم وواقعية اختيارهم للتنفيذ ؟

          3 - السبر العام ، وذلك أن لا يُبدأ في العمل حتى تتم معرفة الواقع معرفة تامة ، ويمكن أن يستخدم في ذلك طريقة الزيارات والاستبيانات .

          4 - الاستشارة .

          هذه جملة من مظاهر الغش الدعوى ،والتي يراها المتأمل واقعة - وللأسف - في واقعنا اليوم ....

          وحين يكون الداعية غاش في دعوته فأنى يستجاب له !!


          يا الله
          علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

          تعليق


          • #35
            رد: دورة تأهيل الدعاة إلى الله


            استراحة دعويه

            داعية في القطار : ربما يصعب على بعض الدعاة أن يجد فرصة للقاء الطويل مع من يريد أن يشرح لهم الإسلام ويقنعهم به، وهذا ما دفع بصاحبنا إلى هذه الفكرة . كان أحد الدعاة في هولندا يركب القطار الذي يسير مسافات طويلة نسبياً، فيجلس بجوار أحد الركاب المنفردين ويستثمر هذا الوقت في الحديث معه عن الإسلام وإقناعه به، ثم يعود في طريق العودة ويجلس بجوار راكب آخر، واستطاع بهذه الطريقة أن يقنع عدداً من الناس بالدخول في الإسلام .







            يا الله
            علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

            تعليق


            • #36
              رد: دورة تأهيل الدعاة إلى الله

              ماشاء الله أسلوبك رااائع






              رحم الله أبي وأمي وأسكنهم فسيح جناته

              تعليق


              • #37
                رد: دورة تأهيل الدعاة إلى الله

                جزاكم الله خيرا

                تعليق


                • #38
                  رد: دورة تأهيل الدعاة إلى الله

                  الصفات التي يجب أن يتحلى بها الدعاة إلى الله


                  فإني أستعين بالله وأقول

                  : إن الداعية إلى الله طبيب، يكره المرض لكنه يحب المريض، وحتى ينجح في مهمته الإنسانية التي كلفه الله بها،
                  فلابد أن تتوافر فيه الشروط التالية:

                  - 1- التجرد وإخلاص النية لله: فكلما كان الداعية تقياً نقياً، متجرداً في دعوته، لا يبتغي بها وجه الله عز وجل، كلما تقبل الله دعوته، وأعانه على أدائها، وحبس له عليها الأجر الوفير، والإخلاص سر من أسرار الله لا يعطيه إلا لمن أحبه، قال تعالى:" وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" [282- البقرة].

                  2- معرفة فضل وأهمية الدعوة: فإن معرفة الداعية لفضل الدعوة، وأجر الدعاة إلى الله، يكون حافزاً ودافعاً للتفاني في الدعوة، وإن من أخطر الأمور ألا يعرف الداعية قيمة الجوهرة التي ينقلها، ولا أهمية الرسالة التي يحملها.

                  3- الرغبة في السير بطريق الدعوة: فكلما كان الداعية محبًّا لهذه الدعوة، راغبا للسير في طريقها، كلما كان عمله متقناً، فلا يصلح للسير في هذا الطريق إلا من دخله بحب ورغبة، ومن سار فيه بقناعة ووعي.

                  4- الصبر الجميل: فمما لا شك فيه أن الصبر من أهم الخصال التي يجب أن يتحلى بها الدعاة إلى الله، في كل المراحل؛ ومع كل العناصر، فهو محتاج إلى الصبر للحصول على العلم الشرعي اللازم للدعوة، ومحتاج للصبر في التعامل مع المدعوين، الذين يستهدفهم بدعوته، محتاج إلى الصبر الجميل لمواجهة العقبات التي ستعترض طريق دعوته.
                  قال تعالى: "وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ".



                  5- التحلي بالخلق الحسن: فينبغي على الداعية أن يكون من أحسن الناس أخلاقاً، فيكون صادقاً لا يكذب، أميناً لا يغش، وفياً لا يخون، عفيف اللسان، فإذا وعد لا يخلف، وإذا حدَّثَ لا يكذب، وإذا عاهد لا يغدر، وإذا خاصم لا يفجر، ألم تر كيف أعد الله نبيه لتحمل مهام الدعوة بخصلتي الصدق والأمانة، حتى اشتهر بين الناس – كل الناس- بأنه الصادق الأمين، يصدقه الناس فيما يقول، ويأتمنونه على أسرارهم و أموالهم.

                  6- التسلح بالعلم الشرعي: فهو زاد هذه الدعوة، وزيتها المحرك، وعلى قدر علم الداعية يكون قدره، ومكانته، ولا يصلح لهذه الدعوة إلا من ملك أدواتها، وفي مقدمتها: معرفة القرآن الكريم وتجويده ومعاني تفسير هو معرفة مواد العقيدة الإسلامية وفروعها وما يتعلق بها ودراسة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ودراسة الفقه الإسلامي وتاريخ أمة الإسلام وغيره .

                  7- الاتصاف بالحكمة والحنكة: فلابد على الداعية أن يكون حكيماً، نافذ البصيرة، بعيد النظر، والحكمة هي وضع الشيء المناسب، في المكان المناسب، في الوقت المناسب، بالقدر المناسب، والحكمة تقتضي أن يكون عارفاً بما يجب تقديمه، وما يمكن تأخيره، وأن يكون مدركاً للضروري والحاجي والتحسيني، عارفاً بترتب الأولويات، والمراتب والدرجات... إلى آخر هذه الأمور المهمات.

                  8- الخبرة والتخصص: فعلى الداعية أن يكون خبيراً بالوسط الذي يدعو فيه، خاصة بعدما أضحت الدعوة بحراً واسعاً، وبناءً فارهاً، وأقساماً شتى، فـ"الدعوة بين الطلاب" لها فقهها ولغتها، و"الدعوة بين العمال" لها طريقتها التي تلائمها، و"الدعوة العامة" لها أسلوبها الذي يناسبها، و"الدعوة النسائية" لها خصوصيتها، وهلم جرا.... ولكل قسم من هذه الأقسام أدواته ووسائله التي تناسبه، وليس كل من سار في طريق الدعوة مؤهل للعمل في كل فرع من فروعها، وكلما كانت الدعوة أكثر تخصصاً كلما كانت أكثر نجاحا وتفوقاً.



                  9- الوعي بما يحاك للدعوة من مخططات: فلا بد على الداعية إلى الله أن يكون واعيا بما تعاني منه الدعوة من مشكلات بسبب كيد الأعداء الذين يدبرون بليل، ويخططون ليل نهار، لوأد صوتها ومحاصرة نشاطها، وتشويه صورتها وتجريم حملتها، فيكون ذكياً يفوت عليهم الفرصة، و يفسد عليهم الخطة، وألا يكون – بسوء فهمه – أداة تدمير ومعول هدم لجهود بذلت، وخطوات وأشواط قطعت.ا

                  10- الاستعداد لتحمل الأذى في سبيل الله: فلا بد على الراغب بالسير في طريق الدعوة أن يعلم أن طريق النصر في الدنيا، والفوز بالجنة في الآخرة، مفروش بالأشواك، مضرج بالدماء، مليء بجثث الشهداء، وأن هذه سُنة أصحاب الدعوات، وحمَلة الرسالات،
                  وقد كان ابن القيم – يرحمه الله – واعيا بهذا مدركا له، حينما بين أن طريق الدعوة طويل وبسط الدليل على ذلك بقوله"تعب فيه آدم، وناح نوح، وألقي في النار إبراهيم، وتعرض للذبح إسماعيل، وأوذي فيه موسى، ونشر بالمنشار زكريا، وذبح فيه السيد الحصور يحيى… "،

                  قال تعالى: "أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ" [2- 3 /العنكبوت].
                  ولا أقول لك هذا لأصرفك عن الدعوة، أو لأرهبك عن السير في طريقها، لا ... بل حتى لا تظن أنه طريق ممهد مفروش بالورود، ولكي تستعد له وتؤهل نفسك لما فيه من مشاق، فتشمر عن ساعد الجد في طلب الطاعات، وتحاذر من الوقوع في المعاصي والمنكرات. أخي الداعي : هذه – في تقديري- أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الدعاة في هذا العصر بالذات


                  مشيراً إلى

                  أنه يجب أن يتحلى بها المسلم عامة، والداعية إلى الله بوجه خاص، وهي: أن يكون سليم العقيدة، صحيح العبادة، مثقف الفكر، متين الخلق، قوي الجسم، نافعًا لغيره، منظمًا في شئونه، حريصًا على وقته، قادرًا على الكسب، مجاهدًا لنفسه.



                  أقرأ وتأمل

                  نموذج الداعي إلي الله في القرأن

                  قوله تعالى: (أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ....)


                  الداعية إلى الله يجب أن يكون كالإبل في صبرها، كالسماء في شموخها واعتزازها، كالجبال في صمودها وقوتها، كالأرض في بساطتها وتواضعها، ولابد أن يكون قوياً في غير كبر، متواضعا في غير ذل




                  يا الله
                  علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

                  تعليق


                  • #39
                    رد: دورة تأهيل الدعاة إلى الله

                    سر الدعوةِ إلي الله


                    للدعوة إلى الله أسرار لا يعلمها الكثيرون

                    تعطي من يتعفف وترفع من يتواضع



                    هذه كلمات لكل من يصدع بالدعوة إلى الله، ثم يقلب ذات يوم كفيه، وينظر في أمره بعد سنين من الدعوة كما يظن فلا هو غير شيئاً فيمن حوله، ولا أضاف شيئاً، بينما يحالف التوفيق غيره خلال مدة قليلة، فترى الناس التفت حوله، واجتمعت عليه، وسمعت كلامه، فسبحان الذي مَنَّ على أفضل خلقه بمحبة الناس له، وتوددهم إليه.

                    الدعوة إلى الله سر


                    نعم الدعوة إلى الله سر، لكنها سر غير خفي، على أنه رغم وضوحه لا يُوفَّقُ إليه غير القليلين ممن توافرت فيهم صفات كثيرة، وهذه بعض أسرارها الخفية الظاهرة:



                    من جميل هذه الدعوة أنها تعطي صاحبها طالما تعفف، وترفعه طالما تواضع للناس، وتجعل الناس في خدمته طالما كان خادماً للناس، وكما تجعله مطاعاً مسموع الكلام طالما كان مطبقاً لما يدعو إليه، تجعل كلامه محبوباً طالما تجنب التشدق والتعجرف والكلام عن نفسه، فإذا طلب تنميق الكلام وزخرف القول، صار واحداً من خطباء الكلام يخاطب الأسماع، لكن كلماته لا تصل إلى القلوب...


                    الأخ الداعية..الأخ الخطيب أو الواعظ.... اسمع كلمات تخرج من قلبٍ مشفق محب، لم يجمعه بك غير الحب لهذه الدعوة، وحب الخير للناس.


                    هذه الدعوة مدرسة عظيمة..... لا يوفق إلى دخولها إلا المخلصون، ولا يستمر فيها إلا الأشد إخلاصاً، ولا يتخرج منها إلا من لا يرون لأنفسهم أي فضل، ولا يتميز من خريجيها إلا من يرون الفضل لكل أحد من الناس إلا لأنفسهم.



                    بعد هذا هناك أمور جدير بالداعية الانتباه إليها:


                    إياك أن تجعل من نفسك موضوع الحديث، فبعض الكلمات قد لا يكون مدحاً مباشراً للنفس، لكنه يفصح عن اعتداد كبير بها، وهي مزعجة للسامع، منفرة من الخطيب.


                    التعريض بالناس ممنوع، بعض الخطباء يعرِّضون بالناس أو ببعضهم بعد حوادث معينة، ويظنون أنهم ببعض المواراة لن يعرف أحد من يقصدون، فيتكلمون بكلام جارح فاضح، ويظنون أنهم يحسنون صنعاً.
                    فأنتبه إلي ذلك

                    لا تكلف الناس ما لا يطيقون،لا ينبغي للداعية أن يكون مثالياً إلى درجة السذاجة، فيطالب الناس أن يكونوا ملائكة لا يخطئون ولا يزلّون، بل إن من الحكمة والواقعية توقع الأخطاء والزلات، والتعامل معها بسمو وبعد نظر.


                    لا تتكلم في الهلاميات والفلسفات والكلام غير المفهوم، ليست العبرة بطول الخطب ولا بكثرة الكلام لكن في تأثيره، المهمة لا تنتهي بالانتهاء من الخطبة أو الدرس.


                    لا تحرم من حولك من كلمة طيبة ومن بسمة صادقة، فالكلمة الطيبة والبسمة الصادقة مفتاح تملك به القلوب، فمن كان عديم البضاعة منهما ليس له حظ في حب الناس أو التأثير فيهم.


                    عليك أن تصبر على أذى الناس، وتحمل شكاواهم، والسعي بينهم بالخير واعلم أن لك الأجر في الدنيا قبل الآخرة.


                    في الختام، الداعية المخلص ينتظر الأجر من الله، على أنه ينال من حب الناس ودعائهم ورفعهم من مكانته وتقديمهم له، ما يجعله في خير كثير، وقد قال ابن القيم رحمه الله "طوبى لمن بات وألسن الناس تدعو له، والويل لمن بات وألسن الناس تلعنه".


                    وحب الناس للمرء ودعاؤهم له من عاجل بشرى المؤمن، فنسأل الله أن يعجل لنا البشرى في الدنيا قبل الآخرة.

                    يا الله
                    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

                    تعليق


                    • #40
                      رد: دورة تأهيل الدعاة إلى الله

                      وصاااايا للدعاه



                      من إبراهيم عليه السلام إلى الدعاة


                      أن تواجَه الدعوة الإسلامية بالصعوبات والعقبات من أعدائها فهذا شيء عادي، حيث إن الابتلاءات من سنن الله في كل الدعوات، ولكن أن يكون بعض أبناء الدعوة وبعض المشتغلين في حقلها هم أحد هذه العقبات، فهنا الخطر والمشكلة والداء.

                      إن الداعية الذي لا يحسن فن الدعوة إلى الله، سيتحول -دون أن يدري- إلى عقبة كئود أمام دعوته، ويكون سببا في نفور الناس منها، بدلا من أن يكون سببا في إقبالهم عليها.

                      فمن الدعاة من يغفل عن مناجاة ربه ودعائه عز وجل، وينسى أنه سبحانه هو الذي بيده أن يفتح له مغاليق القلوب.

                      ومنهم من يتعامل بغلظة وجفاء، فينفِّر ولا يحبب، ويفرق ولا يجمع، ويهدم ولا يبني.

                      ومنهم من لا يجيد الحوار والمناظرة العقلية، فيقف عاجزا أمام أول شبهة تعترضه، فيكون ثغرة ينفذ منها المتربصون.

                      ومنهم من يفصل بين حياته العادية ودعوته، فتراه يدعو أهل المعاصي ولا يستجيبون، ثم لا يجد غضاضة في أن يؤاكلهم ويشاربهم دون إنكار ومؤاخذة.

                      ولهؤلاء جميعا نقدم بعض الدروس من دعوة أبي الأنبياء، سيدنا إبراهيم الخليل.

                      المناجاة سلاحك

                      الدعاء من أجلِّ العبادات وأفضلها، ذلك لأن فيه من ذلِّ الحاجة والافتقار لله تعالى والتضرع له والانكسار بين يديه ما يُظهر حقيقة العبودية لله تعالى، ولذلك كان أكرم شيء على الله تعالى هو الدعاء، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء" (رواه الترمذي وحسنه، وابن ماجة).

                      ويجب أن يكون الداعية حريصا على مناجاة ربه ودعائه للناس بالخير، واسترفاد السماء لهم، وأن يدعو الله أن ييسر له العقبات التي يقابلها في طريق الدعوة، ويفتح له قلوب الناس، وألا ينسى نفسه من الدعاء بقبول العمل وأن يرزقه الله الإخلاص فيه، فربما يبذل جهدا عظيما ووقتا كبيرا ولكن يدخل على عمله ما يفسده من نية فاسدة أو تكبر وإعجاب فيُلقى عمله في وجهه كالثوب الخَلِق، فـ"ربما فتح لك باب الطاعة وما فتح لك باب القبول"، كما قال ابن عطاء الله في حكمه.

                      وها هو سيدنا إبراهيم -عليه السلام- يدعو لقومه بالخير فيقول: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}. ونلاحظ في هذا الحوار تأدب إبراهيم النبي مع ربه عز وجل فهو يخص بدعائه من آمن من قومه فقط، ذلك أنه وعى عظة ربه له التي قال له فيها في الآيات السابقة: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}.

                      ثم يرفع هو وابنه إسماعيل -عليهما السلام- من القواعد وهما يلهجان بالدعاء إلى الله {
                      رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، ربنا إنك تسمع دعاءنا وترى عملنا، ولا نبغي من ذلك إلا القبول. وهكذا يجب أن يكون حال الداعي يصاحب كل جهد يبذله وكل عمل يقوم به دعاء لله بالقبول.

                      ثم يستمران في الابتهال إلى الله بدعاء يكشف عن اهتمامات الداعية ومقصده الرئيسي من دعوته، ألا وهو إسلام الوجهة والعبودية لله عز وجل، وأن تستمر الدعوة في عقبهما من بعد {
                      رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الحَكِيمُ}.

                      ويقول -عليه السلام- في موضع آخر: {
                      وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}.

                      وهنا في دعاء سيدنا إبراهيم تصديره الدعاء بـ"رب" أو "ربنا"، وهذا من التأدب مع الله عز وجل، وختمها باسم من أسماء الله الحسنى يتناسب مع مضمون دعائه.


                      الحرص على المدعوين مدخلك

                      الأصل أن الداعية يتعامل مع أدواء القلوب، وهي أشد وأصعب من أدواء الأبدان، لذا فمهمة الداعية أشد من مهمة الطبيب الذي يعالج أمراضا ظاهرة بجرعة دواء، فعلى الداعية أن يتحلى بالصبر، وأن يتعامل برفق ولين، وأن يظهر في حديثه العاطفة والحرص على هداية الناس، وأنه لا يريد لهم إلا الخير، وأنه يخاف عليهم من إغواء الشيطان لهم في الدنيا فيكون طريقا إلى عذاب الله في الآخرة، وإذا كان هذا المدعو من أقرباء الداعية أو أولي أمره فإن تمسكه بالأدب واللين يجب أن يكون أكثر. وليعلم أن اللين يفتح مغاليق القلوب، ويذيب تصخر الطباع، فتصل الدعوة إلى القلب مباشرة.

                      ولنا القدوة في سيدنا إبراهيم في حواره مع أبيه: {
                      وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا * إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ وَلاَ يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لاَ تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا} انظر إلى هذا اللطف في الخطاب، فهو يصدر كل دعوة بقوله: "يا أبت"، ثم انظر إلى هذه العاطفة الموجهة إلى العقل والإقناع والفطرة السليمة {يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ وَلاَ يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا}. ثم تتجلى العاطفة والحرص في قوله: {يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا}.

                      ومع ذلك فهذه الدعوة اللطيفة بأرق الألفاظ لم تصل إلى القلب القاسي، فيقابلها بالاستنكار وأشد أنواع التهديد: {
                      قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنْتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا}. ومع ذلك فإن هذا الداعية الحريص على أبيه لم يخرج عن أسلوبه اللين، ولم يفقد عطفه وبره بأبيه، ولم يقابل التهديد والوعيد بالمثل ولكن {قَالَ سَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا * وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا}.


                      البعد عن الجدال العقيم

                      قد يواجَه الداعية ببعض المجادلات والمناظرات التي لا تبغي إلا التعجيز وقلب الحقائق، وخاصة في خطابه مع التيارات الأخرى من علمانية وماركسية وشيوعية ممن لا يجدي معهم إلا المناظرة العقلية ومجابهة الدليل بدليل والحجة بحجة أقوى، فعلى الداعية أن يتسلح بسلاحهم ويعرف لغتهم حتى يستطيع أن يوصل فكرته ويدافع عن دعوته، وأن يبتعد عن اللجاج العقلي الذي يضيع الوقت ويوغر الصدور، وتكون النتيجة "جعجعة ولا طحن". ولنا القدوة في سيدنا إبراهيم في هذا الحوار الذي دار بينه وبين الملك الذي اغتر بملكه وادعى الألوهية من دون الله: {
                      أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.

                      فحينما رد الملك على قول سيدنا إبراهيم بقوله "رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ"، لم يتمادَ إبراهيم في المحاجة والمجادلة مع إمكانية رده على هذه الحجة، ولكنه آثر الانتقال إلى حجة أكثر إفحاما ودليل أكثر تعجيزا، لا يستطيع الملك أمامه إلا أن يُبهت وينقلب على عقبيه {
                      قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.

                      ثم يأتي حوار سورة الأنعام بين إبراهيم وقومه، ذلك الحوار الذي يستنكر فيه إبراهيم على أبيه وقومه اتخاذهم "أصناما" آلهة من دون الله {
                      وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ}، ثم يأتي قول الله عز وجل {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ}.

                      وبعد أن أصبح إبراهيم من الموقنين ها هو يجاري قومه في اعتقادهم ويتدرج معهم حتى يصل بهم إلى بطلان ما هم عليه، ويبدأ معهم هذه المحاجة والمناظرة العملية التي حكاها القرآن في قوله تعالى: {
                      فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لاَ أُحِبُّ الأَفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ}.

                      ثم يصل إبراهيم بمحاوريه إلى حقيقة واحدة عليها قام هذا الكون، ألا وهي {
                      إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. لقد وصل إلى درجة من التثبت واليقين يستنكر معها أن يجادله أحد فيها، ولا يخاف معها هذه الآلهة الباطلة العاجزة، فكيف يخاف منها وهم لم يخافوا من الله عز وجل وأشركوا به {وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللهِ وَقَدْ هَدَانِي وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ * وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا} ثم يأتي هذا السؤال الموجه للفطرة النقية والعقل السليم {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأمْنِ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.

                      ثم تأتي مناظرة عملية أخرى لسيدنا إبراهيم بعد محاجة عقلية بينه وبين قومه حكاها القرآن في هذه الآيات {
                      وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ * قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللاَّعِبِينَ * قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ وَتَاللهِ لأكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ}.

                      فيقوم بهذه الخطوة الجريئة ليثبت لهم ضعف آلهتهم، وهوان ما يركنون إليه وأنها لا تستطيع دفع الضر عن نفسها.. {
                      فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلاَّ كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ * قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ * قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ * قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ} وجاء إبراهيم الواثق من تأييد ربه له ليسألوه {قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ} فيزيد في التهكم منهم والسخرية من آلهتهم التي صارت جذاذا {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنْطِقُونَ * فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمْ الظَّالِمُونَ * ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاَءِ يَنْطِقُونَ} وهنا يصل إبراهيم بقومه إلى الحقيقة الناصعة التي لا ينكرها إلا جاحد أو مكابر ختم الله على قلبه، هذه الحقيقة التي تتقبلها النفوس المهيأة للإيمان والفطرة السليمة النقية {قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلاَ يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}.

                      قد تكون المفاصلة لازمة

                      بعد أن يبذل الداعية كل ما في وسعه لدعوة العاصين ويحاول معهم مرات ومرات، حتى إذا لم يتوبوا، فعليه أن يأخذ موقفا منهم، وأن يعتزلهم في معاصيهم، وقد عاب النبي صلى الله عليه وسلم على بني إسرائيل عدم مفاصلة العاصين بعد استنفاد السبل في دعوتهم، فقال: "أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا اتق الله، ودع ما تصنع، فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده. فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض، كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على أيدي الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم يلعنكم كما لعنهم". (رواه الترمذي).

                      وها هو سيدنا إبراهيم بعد أن استنفد كل السبل والوسائل مع قومه يعلن مفاصلته لهم وتبرؤه مما يعبدون من دون الله {
                      وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ * إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.

                      وفي سورة الممتحنة يدعونا الله عز وجل لنقتدي بأبي الأنبياء وأن نتخذه أسوة لنا في المفاصلة على العقيدة {
                      قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَاءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}.



                      تااابعونا


                      يا الله
                      علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

                      تعليق


                      • #41
                        رد: دورة تأهيل الدعاة إلى الله

                        جزاكم الله خيرا وففقكم لكل خير

                        اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

                        تعليق


                        • #42
                          رد: دورة تأهيل الدعاة إلى الله

                          جزاكم الله خيراً ونفع الله بكم علي مروركم العطر

                          نكمل بإذن الله هل من متابع ؟؟

                          """"""""""

                          سبحان الله وبحمده

                          يا الله
                          علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

                          تعليق


                          • #43
                            رد: دورة تأهيل الدعاة إلى الله

                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            ما شاء الله راائع
                            سدد الله خطاك ووفقك دائما
                            واثابك خيرا على ما قدمته

                            تعليق


                            • #44
                              رد: دورة تأهيل الدعاة إلى الله

                              انا بعمل كل اللي اقدر عليه ف الدعوه

                              تعليق


                              • #45
                                رد: دورة تأهيل الدعاة إلى الله

                                ومعاكم ان شاء الله

                                تعليق

                                يعمل...
                                X