أين أنت أيتها القدوة الحسنة؟؟
بقلم: أبي الحجاج يوسف العلاوي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الإنسان يتأثر بمن حوله، وأشهد أن لا إله إلا الله مستمدا منه عونه، وصلى الله على سيدنا محمد القدوة لمن كان معه وجاء بعده، وعلى آله وصحبه والتابعين سبيله وطريقه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فإني كلما قرأت في سير الصالحين، ونظرت في تراجم العلماء الربانيين، أجد الأمثلة الكثيرة، والصفحات المنيرة، التي تجعل الإنسان يستصغر ما يقوم به، ويستحقر ما يفعله، أمام هذه الصور العظيمة، والأخلاق الكريمة، التي وظفت علمها على أعضائها، ونور النور في جميع أرجائها، فنفوسهم يملأها الإيمان، وأحوالهم تعج بالخير من جميع الأشكال والألوان.
هؤلاء هم منارات الهدى، ومصابيح الدجى، وهم خير مثال يحتذى، لأنهم تعلموا العلم ليعملوا، وتفقهوا الفقه ليشتغلوا، فلم يكن همهم الحياة الدنيا، لأنهم علموا مكانتها، ولم يفتنهم نظر الناس إليهم، لأنهم علموا أنه لن يغني عنهم من الله شيئا.
فهم والله القدوة الحسنة، فتراهم في العقيدة هم المتسمون بها، وتراهم في العبادة هم أربابها، وتراهم في السلوك والأخلاق هم من حازوا قصب السبق فيها، إذا جاءتهم آية من كتاب الله توقفوا، وإذا جاء حديث عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم سلموا، وإذا سمعوا موعظة ذرفت لها دموعهم، وسارعوا إذا تطبيقها بجوارحهم وأركانهم.
فهؤلاء هم القدوة الحسنة التي نحتاج إليها، ونعتمد - بعد الله - في إصلاح أحوال الناس عليها.
ثم في هذه الأزمان، أبحث عنهم في كل مكان، فلا أجد جوابا على فقدهم إلا كما قال الإمام الذهبي أبو عبد الله الذهبي: كدت أن لا أراهم إلا في كتاب، أو تحت تراب.
فأقول مخاطبا القدوة الحسنة:
أين أنت؟
وأين ذهبت؟
هل خلت الأعصار منك؟
ما الخطب؟
ماذا حصل معك؟
لماذا لا نراك بيننا؟
لماذا نفقد تأثيرك في واقعنا؟
أين أنت يا قدوتنا الحسنة في الأخلاق؟
إذا أساء إليك أحد كنت القدوة في العفو والصفح؟
أين أنت يا قدوتنا الحسنة في العبادة؟
إذا ما رأيناك ازددنا طاعة وقربا إلى الله؟
أين أنت يا قدوتنا الحسنة في الخصام؟
إذا ما خاصمك أحد تركته – لا ضعفا ولا خورا – لله.
أين أنت؟
أين أنت؟
أين أنت؟
أما زلت على قيد الحياة؟
أما زالت ينابيعك تنهل بالمياه؟
لا تقولي الخير الموجود؛ لأنه لم ينقطع.
ولكن قولي:
لماذا نتعلم العلم ولا نعمل به؟
لماذا نقرأ الحديث ولا نطبقه؟
لماذا ننصح الناس ونخالف ما نصحنا به؟
أسئلة تسرح في الخيال، وتجول في الخاطر، فهل من إجابات، ممن نتخذهم لنا قدوات؟
بالله عليكم أجيبوا، ولا تتهموا نيتي بأنني طعان، أو سليط اللسان، أو أصبو إلى شيء خفي، أو أرجو من كتابتي كسب الصفي.
فكونوا قدوات حسنة، وانظروا إلى أحوال من يتبعوكم، فإنهم في أعناقكم، فـ ((إنكم أيها الرهط – شئتم أم أبيتم – أئمة يقتدي بكم الناس)) كما قاله الفاروق رضي الله عنه.
قد حان الآن وضع القلم.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى وصحبه أجمعين
بقلم: أبي الحجاج يوسف العلاوي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الإنسان يتأثر بمن حوله، وأشهد أن لا إله إلا الله مستمدا منه عونه، وصلى الله على سيدنا محمد القدوة لمن كان معه وجاء بعده، وعلى آله وصحبه والتابعين سبيله وطريقه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فإني كلما قرأت في سير الصالحين، ونظرت في تراجم العلماء الربانيين، أجد الأمثلة الكثيرة، والصفحات المنيرة، التي تجعل الإنسان يستصغر ما يقوم به، ويستحقر ما يفعله، أمام هذه الصور العظيمة، والأخلاق الكريمة، التي وظفت علمها على أعضائها، ونور النور في جميع أرجائها، فنفوسهم يملأها الإيمان، وأحوالهم تعج بالخير من جميع الأشكال والألوان.
هؤلاء هم منارات الهدى، ومصابيح الدجى، وهم خير مثال يحتذى، لأنهم تعلموا العلم ليعملوا، وتفقهوا الفقه ليشتغلوا، فلم يكن همهم الحياة الدنيا، لأنهم علموا مكانتها، ولم يفتنهم نظر الناس إليهم، لأنهم علموا أنه لن يغني عنهم من الله شيئا.
فهم والله القدوة الحسنة، فتراهم في العقيدة هم المتسمون بها، وتراهم في العبادة هم أربابها، وتراهم في السلوك والأخلاق هم من حازوا قصب السبق فيها، إذا جاءتهم آية من كتاب الله توقفوا، وإذا جاء حديث عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم سلموا، وإذا سمعوا موعظة ذرفت لها دموعهم، وسارعوا إذا تطبيقها بجوارحهم وأركانهم.
فهؤلاء هم القدوة الحسنة التي نحتاج إليها، ونعتمد - بعد الله - في إصلاح أحوال الناس عليها.
ثم في هذه الأزمان، أبحث عنهم في كل مكان، فلا أجد جوابا على فقدهم إلا كما قال الإمام الذهبي أبو عبد الله الذهبي: كدت أن لا أراهم إلا في كتاب، أو تحت تراب.
فأقول مخاطبا القدوة الحسنة:
أين أنت؟
وأين ذهبت؟
هل خلت الأعصار منك؟
ما الخطب؟
ماذا حصل معك؟
لماذا لا نراك بيننا؟
لماذا نفقد تأثيرك في واقعنا؟
أين أنت يا قدوتنا الحسنة في الأخلاق؟
إذا أساء إليك أحد كنت القدوة في العفو والصفح؟
أين أنت يا قدوتنا الحسنة في العبادة؟
إذا ما رأيناك ازددنا طاعة وقربا إلى الله؟
أين أنت يا قدوتنا الحسنة في الخصام؟
إذا ما خاصمك أحد تركته – لا ضعفا ولا خورا – لله.
أين أنت؟
أين أنت؟
أين أنت؟
أما زلت على قيد الحياة؟
أما زالت ينابيعك تنهل بالمياه؟
لا تقولي الخير الموجود؛ لأنه لم ينقطع.
ولكن قولي:
لماذا نتعلم العلم ولا نعمل به؟
لماذا نقرأ الحديث ولا نطبقه؟
لماذا ننصح الناس ونخالف ما نصحنا به؟
أسئلة تسرح في الخيال، وتجول في الخاطر، فهل من إجابات، ممن نتخذهم لنا قدوات؟
بالله عليكم أجيبوا، ولا تتهموا نيتي بأنني طعان، أو سليط اللسان، أو أصبو إلى شيء خفي، أو أرجو من كتابتي كسب الصفي.
فكونوا قدوات حسنة، وانظروا إلى أحوال من يتبعوكم، فإنهم في أعناقكم، فـ ((إنكم أيها الرهط – شئتم أم أبيتم – أئمة يقتدي بكم الناس)) كما قاله الفاروق رضي الله عنه.
قد حان الآن وضع القلم.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى وصحبه أجمعين
منقول
تعليق