قال تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [الحشر:8].
(المهاجرون)
فهل أنت منهم، أم أنك من هؤلاء؟!
وقال عز وجل: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر:9].
(الأنصار)
وإلا فلمَ لا تكون من هؤلاء؟!
قال جل وعلا: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر:10].
إن هذا الحوار والاستنتاج الرائع ليس لي بل هو للإمام زين العابدين رحمه الله تعالى، عندما جاءه رجل فقال له: "إني أبغض فلاناً وفلاناً من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فرد عليه الإمام علي بن الحسين بهذا الرد الجميل. ثم ختم بقوله: ليس من هؤلاء (يشير إلى الآية الأخيرة) من سبّ هؤلاء".
﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾.
[كشف الغمة (2/78)، وقد رُوي في الكتب مثلها عن الإمام مالك بن أنس]
تعليق