من الوشاية الإجتماعية إلى الدعوية..! |
د.حمزة بن فايع الفتحي |
بسم الله الرحمن الرحيم أن تتعكر الحياة الاجتماعية بصور من الوشايات المعتادة، فهذا معتاد ومجرب، ولا زال الناس عواماً كالهوام، يصادم بعضهم بعضا، ويتربص بعضهم لبعض،،،! لكن أن تنتقل تلك الوشاية الى عوالم الدعاة، فيحاكون شمائل العامة، ويقلدون سفهاءهم، وتشتعل بينهم الإحن** والنقم، من جراء الكيد والتربص، ومحاولات التكدير ، فهذا المؤلم المحزن، والذي لا تطيقه قلوب الدعاة الحقيقيين،،،! لا تأخذنّي بأقوال الوشاة ولم أُذنب // ولو كثُرت فيّ الأقاويل ُ!! وأما من سواهم من امتهن الدعوة، وانغرس في أهلها، شكلا لا مضمونا، فهؤلاء لا تثريب عليهم، لدخولهم الغلط، وجنايتهم الفظيعة،،،! ولأن الدعوة عند هؤلاء سلالم إلى مناصب وغنائم، فليسوا دعاة حقيقيين بهذا المفهوم، وإنما تجار ومنتفعون،،!! ولذلك إذا ارتضى الدعاة فيما بينهم مسالك الوشاة، وصار كل طرف ينم على الآخر ، فلا شك أن الأمر سينتهي إلى آثار سيئة على الدعوة، ومن ذلك: 1/ تجسيد للفرقة والتنازع: والتى من شأنها تلويث القلوب، وصرف الجهود، وعرقلة المشاريع. وقد قال تعالى (( وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ )) سورة الأنفال:46 . 2/ انعدام الثقة: وشعور الجميع بالخوف والتوجس، وعدم الراحة والاستقرار، مما يعني لا تعاون ولا وثاق، وتفرغهم للملاسنات وتصفية الحسابات، وقد تجد الموضوع ليس بالصورة المعظمة، ولكن الواشي حبَك القصة ، وأتقن التعكير، ليظهر بمقام الناصح الشفيق، والخل الرفيق،،! ولن تنتهي وظيفته الى هذا الدور، بل سيلعبه مع جميع الأطراف ،وقد قال الحسن رحمه الله : (( مَن نم لك نَم عليك ))..!! 3/ إشعال القلوب: فبدلا من أن تمتلئ بالمحبة والوداد، يحل مكانها الغل والشحناء، فتبيت كالنار المضرمة من وقع النقولات الباطلات، والأخبار المشككات،،،! ومن دعاء المؤمنين (( وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا)) سورة الحشر:10. 4/ الاختراق من المأجورين والعملاء: الذين لا هم لهم الا الضعضعة، وبث الوهن، وتكدير النفوس، وخدمة أعداء الاسلام،،،! بحيث تنتهي الدعوة إلى الضعف، وقلة الإنتاجية ،، قال تعالى ((وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ )) سورة التوبة:47. ومن هنا، يتحتم يقظة الداعية وفطنته تجاه عمله ودعوته. 5/ هدم الإخاء الإسلامي: بحيث تُبنى العلاقات على سوء الظن، بين أرقى الطبقات، ومن يُستشرف فيهم الناس كل أدب جم، وتواضع سيال. 6/ الخروج من المعركة الحقيقية : التي توجه إلى الباطل بكل صوره، وإلى الخرافة بكل ألوانها، والقائمة على نفع الناس، وإيصال الخيرات إليهم، وتبصيرهم بدينهم،،،! فينبري الدعاة للنيل من بعضهم، وتأكيد التهمة، أو نفيها، والمحاسبة والمكاشفة، التي إذا فتح بابها لا يُقفل غالبا والله المستعان. قال تعالى (( وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ )) سورة القلم 10: 11. 7/ تغييب رسالة الدعوة الجوهرية، والإنصراف إلى توافه وحواش، وإحن ذاتية، ليست هي المشروع ولا القضية الكبرى ،،!! ولذلك ننزه العاملين في هذا السياق الدعوي، أن ذلك ليس لهم، وأنه متى تورط فيه فئام منهم، فسدت أحوالهم، وهانت مقاصدهم، وباتت نياتهم محل التهمة والتساؤل ، وغصت قلوبهم بالأفكار والتصورات المزكمة والمعكرة،،،! مما يعني الإنهاك والرهق، واحمال من المتاعب،،،! 8/ إسقاط الفضلاء : ممن طابت مكارمُهم، وانتشر صيتهم، بحيث تقل المكانة، ويفتقد الحضور، ويصبح بعضهم عرضة للنقد من الصغار والسفهاء والمتعالمين، وهذا بلا ريب سلوك متجن على كل القضايا الدعوية،،! والسلام،،،،، |
الإحن**:-
- إِحَن: ( اسم ) / جمع إِحْنَة / الإِحَنَ : الحِقْد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تنسونا من صالح دعائكم
لا تنسونا من صالح دعائكم
تعليق