إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

منقول : وذكرهم بأيام الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • منقول : وذكرهم بأيام الله


    مجلة الرائد



    "وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ"

    بتاريخ : 12/07/2014 -- العدد مائة وثلاثة -- واحات الإيمان
    الكاتب : الرائد





    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    إن لله تعالى نسمات فضل إذا هبت على
    غافل أيقظته.. ونفحات لطف إذا نالت أسير حزن أطلقته.. ورحمات جود إذا أدركت غريقا في ذنوبه أنقذته.. ولطائف كرم إذا ضاق صدر عبد وسعته.. فينبغي التعرض لها واقتناصها قبل فواتها.
    وانطلاقا من قوله تعالى (
    وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ )إبراهيم:5

    سنحاول تسليط الضوء على الدور الرسالي الذي ينبغي أن يتحمله المسلم الداعية (هداية الناس) والذي يوجب عليه أولا التعرض لنفحات الله وهدايته في نفسه، ومن ثم تذوق هذه الهداية واستشعارها ، ثم تبشير خلق الله وإنقاذهم بها.

    المشكلة أن كثير من الناس قد زين لهم سوء عملهم، فتراهم يستهينون بالتوبة وبالهداية ويتصورون أنفسهم مهتدين وأنهم على شيء أو أنهم أكبر من أن يذكروا بالاهتداء، لذا وجدنا الله سبحانه في كتابه العزيز يكرر التحذير من هذا الوهم المهلك فيقول: (
    وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ )الأعراف:30

    ويقول: ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)، سورة الكهف: الآيتين (103 ، 104).. وهذا الوهم لا يختص بالأفراد بل ممكن أن يصيب الجماعات فيؤخر النصر، ويعظم التضحيات، وتحل الفرقة، وتضيع بوصلة الهداية!!

    عجبا: هل يمكن لأمة تحمل دين الله تعالى أن تضل الطريق؟ وتتيه عن الهدف حتى يختلف أفرادها في تحديد اتجاه السير فيه؟ الجواب/ نعم.. وهذا بالضبط ما حصل مع بني إسرائيل حين تخلوا عن مهمتهم فكتب الله عليهم التيه في الأرض.

    قال الله تعالى: (قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)، (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ): سورة المائدة: الآية (26).
    وخلاصة المعنى الإجمالي للنص الكريم، أن الله تعالى بسنته التي سنها سبحانه وتعالى في الكون لا يمكنهم من أن يدخلوها إلا إذا غيروا، وبدلوا حالهم من بعد الضعف قوة، ومن بعد الخور عزيمة ، واطمأنوا لهداية الله (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ).

    إن الهداية بداية للعهد، وتجديد للبداية، والقرآن هوا لذي ينشئ هذه الأمة النشأة الهادية، ويمنحها مقومات الهداية، أي البوصلة التي لا تضل ولا تزيغ.
    إن الهداية خاصية الرسالة في الزمان والمكان والعمق الكوني والامتداد البشري، تأملوا عدد من يردد في العالم (
    اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ )الفاتحة:6

    .. فليس هناك إجماع حول دعاء كمثل هذا الدعاء، فهو الخطاب الذي يوحّد الأمة، والخطاب الذي جاءت به الرسالة،

    لقد جمعنا الله بهدايته بقرآنه وذلك معنى جميل للتوحيد، فمن يستطيع أن يوحد شعوبا مختلفة الأجناس والأماكن حول إحساس واحد، وأمر واحد، والتزام واحد، بأن يكفوا عن الملذات في وقت واحد؟ كم يكفي من المراقبين المحليين والدوليين للامتثال للأمر الإلهي؟ أمر يمكن أن تخرقه في منأى عن الناس، لكنه الإحساس الهادي واليقين بوعد الله.

    الهداية هي البوصلة
    يقول سيدنا المصطفى (صلى الله عليه وسلم) مخاطبا سيدنا علي (رضي الله عنه): (
    يا عليُّ ! سَلِ اللهَ الهُدَى والسَّدَادَ ، وأذكُرْ بِالهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ ، وبِالسَّدَادِ تَسْدِيدَكَ السَّهْمَ)اسناده قوي ففي هذا الحديث أهمية استحضار المعاني والمدلولات؛ فإن من قام في قلبه من ذلك حصل له الخشوع والخضوع والتضرع، ولذة المناجاة ، فيثمر ذلك على الجوارح من كمال الهمّة وكثرة النشاط والراحة والسكينة، الذي هو لبّ العبادة والهداية ومقصدهما الأعظم.

    فكما أن سالك أي طريق محتاج إلى الهداية التي توصله إلى هدفه دون أن يتيه، وكما أن مطلق السهم باغ لإصابته لهدفه دون أن يزيغ يمينا ولا شمالاً؛ فكذلك السائر إلى الله محتاج إلى هدايته ودليله إليه، وإلى السداد لينال بغيته ورضاه.
    لذا فنحن بأمس الحاجة إلى الوسائل الموصلة إلى الهداية... وليس لذلك سوى القرآن فالنفس في حالة أبعد عن التفكير في المعصية، والجوارح مهيأة للطاعة، والشعور بالهدى محسوس يستحق التكبير (
    وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ).البقرة:185

    جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله: علمني وأوجز. فقال: (
    إذا قمتَ فى صلاتِك فصلِّ صلاةَ مودِّعٍ ، و لا تكلَّمَ بكلامٍ تعتذرُ منه ، و اجمع الإِياسَ مما فى أيدى الناسِ )صححه الألباني وما أروعها من وصية الأجدر أن نستحضرها في كل عمل نؤديه!!

    وقد روي في الحديث (افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله؛ فإن لله نفحات من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده)، الطبراني والبيهقي.
    فتعال معنا أيها الحبيب نستحضر أحاسيس الوداع، ولوعة الفراق، علَّنا نودع بها دعة أتلفت أيامنا، وكسلاً أذهب أعوامنا، وأماني أضاعت إيماننا..والله يتولانا وإياك بعونه وهدايته ورعايته.

    وعلامة التوفيق انشراح القلب وإن أفتاك الناس وأفتوك قال ابن القيم: (سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- يقول: إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحا فاتهمه فإن الرب تعالى شكور، يعني أنه لا بد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا من حلاوة يجدها في قلبه وقوة انشراح وقرة عين فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول).
    -تصفُّ قدميك مع مصلين لا تعرفهم.. فهلا تعرفت على ما يوحِّد قلبك معهم، ويضم صفك إليهم، فإن تسوية الصفوف خلف الإمام ما جُعلت إلا لتوحيد القلوب مع الإيمان!!
    يا همم المسلمين أسرعي، فطوبى لمن أجاب فأصاب، وويل لمن طرد عن الباب وما أناب... اللهم سر بنا في سرب النجابة، ووفقنا للتوبة والإنابة، وافتح لأدعيتنا أبواب الإجابة


    مجلة الرائد : العدد : 103 : 12 / 7 / 2014



    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 17-10-2014, 12:15 AM. سبب آخر: تشكيل بعض الآيات وتنسيق الخط


  • #2
    رد: منقول : وذكرهم بأيام الله


    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرًا ونفع بكم


    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

    تعليق


    • #3
      رد: منقول : وذكرهم بأيام الله

      جزاكم الله خيراا

      تعليق


      • #4
        رد: منقول : وذكرهم بأيام الله

        وجزاكم اللهم آمين

        تعليق


        • #5
          رد: منقول : وذكرهم بأيام الله

          جزاكم الله خيرا

          نفع الله بكم
          يا الله
          علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

          تعليق


          • #6
            رد: منقول : وذكرهم بأيام الله

            وجزاكم
            اللهم آمين

            تعليق

            يعمل...
            X