رد: -<( ﻧَـــفّـــحٍـــاٌتْ مِــــﻧَ ﻧُــــوِرُ اٌلِــــحٍـــيٌــــاٌةُ ღ )>-
متابعة @@ تصحيح أخطاء المسلمين قبل أن يأتى يوم الدين ...
الغِيبَة
مرض خطير منتشر فى الأمة انتشار النار فى الهشيم، ومعناها كما جاء فى قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((أتدرون ما الغيبة؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم, قال: ((ذِكْرُكَ أخاكَ بما يكره)) قيل: أفرأيتَ إن كان فى أخى ما أقول؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته, وإن لم يكن فيه فقد بَهَتَّه)) [صحيح مسلم] وللأسف.. فإننا نسمع كثيراً غِيبَة الناس: دَه مجرم – دَه دَمُّه تِقِيل – دَه اعمش – دَه مكسَّح – دَه غِلِس… إلى غير ذلك من الشتايم والسَّب, وإذا قلت للمغتاب اتقِ الله, قال لك: أنا مابفتريش عليه.. دَه هُوَّ كِدَه, وقد رأينا وَصْف الرسول صلي الله عليه وسلم للغِيبَة أنها ((ذكرك أخاك بما يكره)) (ولو كان فيه) أما إن قلتَ عنه ما ليس فيه, فهو بُهتان (أى افتراء) وللأسف تجد من يخوضون فى أعراض الناس, وبعد ذلك يقولون احنا مالْنا – خلّينا فى حالْنا – احنا هانغيّر الكون – دَع الخَلْقَ للخالق. بعد إيه؟ بعدما أكلتم لحوم إخوانكم؟ وقد مَرَّ بنا قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((إن أربى الربا استطالة المرء فى عِرْضِ أخيه((
إن الغِيبَة لا تجوز, حتى للشكوى من المظالم (حتى لا يقول أحد: دَه انا بَس بفضفض عن نفسى) إلا لطلب الفتوى من العلماء (ولا يذكر اسم الذى ظلمه) وعند التقاضى. (وهناك أحوال أخرى قليلة تجوز فيها الغِيبَة, يُرجَع إليها فى كتب الفقه) وينبغى للذى يسمع غِيبَة المسلمين أن يَنهَى المغتاب, ولا يستحى منه، فإن لم يستطع فَلْيَقُم من المجلس, حتى لا يشترك معه فى الإثم, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((لما عَرَجَ بى ربى عز وجل, مَرَرْتُ بقوم لهم أظفار من نحاس, يخمِشون وجوههم وصدورهم, فقلتُ: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس, ويَقَعون فى أعراضِهِم)) صحيح الجامع:5213
وأحب أن أنبّه على نوع من الغِيبَة.. وهى أنه إذا ذُكِرَ إنسان قالوا: ربنا يهديه, أو ربنا يهدينا ويهديه, أو ربنا يتوب علينا وعليه, أو ربنا يسهّل له, وقد قال عنها العلماء إنها أشد من الغِيبَة، لما تحمله من معنى أن القائل أفضل من الشخص الذى ذُكِرَ، ولِما فيها من إظهار التوَرُّع عن الغيبة الصريحة, وقد نهانا الله تبارك وتعالى عن كل هذا فى كتابه الكريم.. فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {11} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ } الحجرات:11-12
يا ناس يا مسلمون.. من يسمع كلام ربنا إن لم نسمعه نحن؟ ألَسْنا مؤمنين به؟ أَأُنزِلَ لأحَدٍ غيرنا؟ أرأيتم كيف نهانا الله عز وجل عن السخرية, التى يسمونها (تَرْيَقَة) ويُقال: دخلوا لبعض قافيَة؟ وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((بِحَسْبِ امْرِئ من الشر أن يَحْقِرَ أخاه المسلم)) [صحيح مسلم] ومن السخرية أيضاً: المحاكاة, وهى التقليد للاستهزاء، كتقليد الأعرج فى مِشْيَتِه, أو الأعْوَر… أو كذا أو كذا.
النميمة
معناها الوقيعة, ونقل الكلام الْمُفسِد بين الناس (دَه قال عليك كذا وكذا) وهى من الكبائر, وهناك مفهوم خاطئ.. إذ يقولون عن النميمة: {الْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة:191] ومعنى الآية الكريمة فتنة الناس عن دينهم بالتعذيب والإغواء وغيره. والنميمة شَرَرُها فادِح, وخطرها عظيم, فَكَم من المصائب والشرور والفساد فى الأرض كان بسبب النميمة, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة قتّات)) [متفق عليه] والقتّات هو النمّام, وقال: ((إيّاكم وسوء ذات البَيْن, فإنها الحالِقَة)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:6283] قالوا معنى ((الحالِقَة)) أى المهْلِكَة, أو الماحية للحسنات, المؤدِّية للعقاب (لا تحلق الرأس, بل تحلق الدين) وقال صلي الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام, والصلاة, والصدقة؟)) قالوا: بلى يا رسول الله, قال: ((إصلاح ذات البَيْن, فإن فساد ذات البَيْن هى الحالِقَة)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:2595] وقال: ((ما عَمِلَ ابن آدم شيئاً أفضل من الصلاة, وصلاح ذات البَيْن, وخُلُق حَسَن)) [صحيح الجامع:5645
فيا إخوتى فى الله.. من كان بينه وبين أخيه خصومة فَلْيبادر بالصُّلْح، ولا يحملنا الغضب لأنفسنا على هجر أهلينا, وإخواننا, وجيراننا, ربما لمجرد كلمة قيلت, أو تصرّف خاطئ فى حقّنا, لقد قال الله تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّه} [الشورى:40] وبالطبع نحن نعلم نَهْى نبينا صلي الله عليه وسلم عن الخصام أكثر من ثلاثة أيام.. حيث قال: ((لا يَحِلُّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث, فمن هَجَرَ فوق ثلاث فمات, دخل النار)) [سنن أبى داود, صحيح الجامع:7659] وقال: ((هَجْرُ المسلم أخاه كَسَفْك دَمِه)) [صحيح الجامع:7020] وقال: ((لا يكون لمسلم أن يهجر مسلماً فوق ثلاثة, فإذا لَقِيَه سلَّم عليه ثلاث مرات, كل ذلك لا يَرُدّ عليه, فقد باء بإثمه)) [صحيح الجامع:7775] وهنا أمر خطير: نسمع أحد الناس يقول لمن أراد أن يُصلِح بينه وبين خَصْمِه: عشان خاطْرَك انت بَس هاصَلْحُه، عشان خاطْرَك هاكَلّمُه. لا يا إخوانى.. إن الصُّلْح (أو أى معروف) لابد أن يكون خالصاً لوجه الله جل فى عُلاه, وليس لأحدٍ سواه.
ومن رأى متخاصمين, فليحاول الصلح بينهما, ابتغاء مرضاة الله، كما قال سبحانه وتعالى: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} [النساء:114] اللهم ألِّف بين قلوبنا, وأصلِح ذات بَيننا, وانصرنا على أعدائنا.
ومن فساد ذات البَيْن: أذَى الجار، وقد نهى عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: ((والله لا يؤمن, والله لا يؤمن, والله لا يؤمن)) قيل: مَن يا رسول الله؟ قال: ((الذى لا يأمن جاره بوائِقَه)) [صحيح البخارى] و((بوائِقَه)) أى شروره وأذاه, وقال صلي الله عليه وسلم: ((من كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فَلْيُحْسِن إلى جارِهِ, ومن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فَلْيُكْرِم ضَيْفَه, ومن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أو ليَسْكُت)) صحيح مسلم
وليس من الإحسان إلى الجار أن نشغّل الدِّى جِى بصوته المزعج، أو ماكينات بصوت عالٍ ليلاً (مثل الشنيور) أو النِّجَارَة، أو حرق الورق والقِمامَة التى تؤذيهم برائحتها, أو لعب الأطفال لوقت متأخّر من الليل، أو نرفع صوت المِذياع بطريقة مزعجة, كالذين يرفعون صوت الرديو والتلفاز بدون مُراعاة لأحد, ويتشاجرون مع جيرانهم لأتفه الأسباب, على نقط مياه وقعت على الغسيل, أو على ضرب ولدهم, أو على قليل من التراب وُضِعَ أمام منزلهم, أو كلمة قيلت فى حَقّهِم, ولا أقول إن هذا يَصِحّ، ولكن نريد العفو والمغفرة, عسى الله أن يعفو عنّا ويغفر لنا {أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم} النور:22
متابعة @@ تصحيح أخطاء المسلمين قبل أن يأتى يوم الدين ...
الغِيبَة
مرض خطير منتشر فى الأمة انتشار النار فى الهشيم، ومعناها كما جاء فى قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((أتدرون ما الغيبة؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم, قال: ((ذِكْرُكَ أخاكَ بما يكره)) قيل: أفرأيتَ إن كان فى أخى ما أقول؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته, وإن لم يكن فيه فقد بَهَتَّه)) [صحيح مسلم] وللأسف.. فإننا نسمع كثيراً غِيبَة الناس: دَه مجرم – دَه دَمُّه تِقِيل – دَه اعمش – دَه مكسَّح – دَه غِلِس… إلى غير ذلك من الشتايم والسَّب, وإذا قلت للمغتاب اتقِ الله, قال لك: أنا مابفتريش عليه.. دَه هُوَّ كِدَه, وقد رأينا وَصْف الرسول صلي الله عليه وسلم للغِيبَة أنها ((ذكرك أخاك بما يكره)) (ولو كان فيه) أما إن قلتَ عنه ما ليس فيه, فهو بُهتان (أى افتراء) وللأسف تجد من يخوضون فى أعراض الناس, وبعد ذلك يقولون احنا مالْنا – خلّينا فى حالْنا – احنا هانغيّر الكون – دَع الخَلْقَ للخالق. بعد إيه؟ بعدما أكلتم لحوم إخوانكم؟ وقد مَرَّ بنا قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((إن أربى الربا استطالة المرء فى عِرْضِ أخيه((
إن الغِيبَة لا تجوز, حتى للشكوى من المظالم (حتى لا يقول أحد: دَه انا بَس بفضفض عن نفسى) إلا لطلب الفتوى من العلماء (ولا يذكر اسم الذى ظلمه) وعند التقاضى. (وهناك أحوال أخرى قليلة تجوز فيها الغِيبَة, يُرجَع إليها فى كتب الفقه) وينبغى للذى يسمع غِيبَة المسلمين أن يَنهَى المغتاب, ولا يستحى منه، فإن لم يستطع فَلْيَقُم من المجلس, حتى لا يشترك معه فى الإثم, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((لما عَرَجَ بى ربى عز وجل, مَرَرْتُ بقوم لهم أظفار من نحاس, يخمِشون وجوههم وصدورهم, فقلتُ: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس, ويَقَعون فى أعراضِهِم)) صحيح الجامع:5213
وأحب أن أنبّه على نوع من الغِيبَة.. وهى أنه إذا ذُكِرَ إنسان قالوا: ربنا يهديه, أو ربنا يهدينا ويهديه, أو ربنا يتوب علينا وعليه, أو ربنا يسهّل له, وقد قال عنها العلماء إنها أشد من الغِيبَة، لما تحمله من معنى أن القائل أفضل من الشخص الذى ذُكِرَ، ولِما فيها من إظهار التوَرُّع عن الغيبة الصريحة, وقد نهانا الله تبارك وتعالى عن كل هذا فى كتابه الكريم.. فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {11} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ } الحجرات:11-12
يا ناس يا مسلمون.. من يسمع كلام ربنا إن لم نسمعه نحن؟ ألَسْنا مؤمنين به؟ أَأُنزِلَ لأحَدٍ غيرنا؟ أرأيتم كيف نهانا الله عز وجل عن السخرية, التى يسمونها (تَرْيَقَة) ويُقال: دخلوا لبعض قافيَة؟ وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((بِحَسْبِ امْرِئ من الشر أن يَحْقِرَ أخاه المسلم)) [صحيح مسلم] ومن السخرية أيضاً: المحاكاة, وهى التقليد للاستهزاء، كتقليد الأعرج فى مِشْيَتِه, أو الأعْوَر… أو كذا أو كذا.
النميمة
معناها الوقيعة, ونقل الكلام الْمُفسِد بين الناس (دَه قال عليك كذا وكذا) وهى من الكبائر, وهناك مفهوم خاطئ.. إذ يقولون عن النميمة: {الْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة:191] ومعنى الآية الكريمة فتنة الناس عن دينهم بالتعذيب والإغواء وغيره. والنميمة شَرَرُها فادِح, وخطرها عظيم, فَكَم من المصائب والشرور والفساد فى الأرض كان بسبب النميمة, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة قتّات)) [متفق عليه] والقتّات هو النمّام, وقال: ((إيّاكم وسوء ذات البَيْن, فإنها الحالِقَة)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:6283] قالوا معنى ((الحالِقَة)) أى المهْلِكَة, أو الماحية للحسنات, المؤدِّية للعقاب (لا تحلق الرأس, بل تحلق الدين) وقال صلي الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام, والصلاة, والصدقة؟)) قالوا: بلى يا رسول الله, قال: ((إصلاح ذات البَيْن, فإن فساد ذات البَيْن هى الحالِقَة)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:2595] وقال: ((ما عَمِلَ ابن آدم شيئاً أفضل من الصلاة, وصلاح ذات البَيْن, وخُلُق حَسَن)) [صحيح الجامع:5645
فيا إخوتى فى الله.. من كان بينه وبين أخيه خصومة فَلْيبادر بالصُّلْح، ولا يحملنا الغضب لأنفسنا على هجر أهلينا, وإخواننا, وجيراننا, ربما لمجرد كلمة قيلت, أو تصرّف خاطئ فى حقّنا, لقد قال الله تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّه} [الشورى:40] وبالطبع نحن نعلم نَهْى نبينا صلي الله عليه وسلم عن الخصام أكثر من ثلاثة أيام.. حيث قال: ((لا يَحِلُّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث, فمن هَجَرَ فوق ثلاث فمات, دخل النار)) [سنن أبى داود, صحيح الجامع:7659] وقال: ((هَجْرُ المسلم أخاه كَسَفْك دَمِه)) [صحيح الجامع:7020] وقال: ((لا يكون لمسلم أن يهجر مسلماً فوق ثلاثة, فإذا لَقِيَه سلَّم عليه ثلاث مرات, كل ذلك لا يَرُدّ عليه, فقد باء بإثمه)) [صحيح الجامع:7775] وهنا أمر خطير: نسمع أحد الناس يقول لمن أراد أن يُصلِح بينه وبين خَصْمِه: عشان خاطْرَك انت بَس هاصَلْحُه، عشان خاطْرَك هاكَلّمُه. لا يا إخوانى.. إن الصُّلْح (أو أى معروف) لابد أن يكون خالصاً لوجه الله جل فى عُلاه, وليس لأحدٍ سواه.
ومن رأى متخاصمين, فليحاول الصلح بينهما, ابتغاء مرضاة الله، كما قال سبحانه وتعالى: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} [النساء:114] اللهم ألِّف بين قلوبنا, وأصلِح ذات بَيننا, وانصرنا على أعدائنا.
ومن فساد ذات البَيْن: أذَى الجار، وقد نهى عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: ((والله لا يؤمن, والله لا يؤمن, والله لا يؤمن)) قيل: مَن يا رسول الله؟ قال: ((الذى لا يأمن جاره بوائِقَه)) [صحيح البخارى] و((بوائِقَه)) أى شروره وأذاه, وقال صلي الله عليه وسلم: ((من كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فَلْيُحْسِن إلى جارِهِ, ومن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فَلْيُكْرِم ضَيْفَه, ومن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أو ليَسْكُت)) صحيح مسلم
وليس من الإحسان إلى الجار أن نشغّل الدِّى جِى بصوته المزعج، أو ماكينات بصوت عالٍ ليلاً (مثل الشنيور) أو النِّجَارَة، أو حرق الورق والقِمامَة التى تؤذيهم برائحتها, أو لعب الأطفال لوقت متأخّر من الليل، أو نرفع صوت المِذياع بطريقة مزعجة, كالذين يرفعون صوت الرديو والتلفاز بدون مُراعاة لأحد, ويتشاجرون مع جيرانهم لأتفه الأسباب, على نقط مياه وقعت على الغسيل, أو على ضرب ولدهم, أو على قليل من التراب وُضِعَ أمام منزلهم, أو كلمة قيلت فى حَقّهِم, ولا أقول إن هذا يَصِحّ، ولكن نريد العفو والمغفرة, عسى الله أن يعفو عنّا ويغفر لنا {أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم} النور:22
تعليق