داعية في قلب المعركة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلي الله عليه وسلم .. أما بعد
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم( من خير معاش الناس لهم رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله ، يطير علي متنه ، كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي القتل والموت مظانه ) رواه مسلم .
صورة رائعة تلك التي يرسمها النبي صلي الله عليه وسلم للداعية الصادق من خلال النص النبوي الثمين ، إنها صورة الداعية الهمام وقد اعتلى ذروة مدارج البذل لهذا لدين ، حتى ما عاد شيء أكثر شوقاً اليه من أن يهراق دمه في سبيل الله ثمناً لسكنى فراديس الجنان ، فلم يعد يعرف له مهمة في الحياة غير البذل والتضحيه لذا الدين ، فلا يتكلم إلا فيها ، ولا يفكر إلا لها ، ولا يهتم إلا بها ، بل نسى من أجلها حظوظ نفسه ودنياه ، بعد أن جعل الهموم هماً واحداً فكفاه الله بقيه الهموم كما وعده النبي صلي الله عليه وسلم ،
صورة الداعية الذي لبس لئمة المعركة بعدما أسقطت الخلافة ،
ونُحيت الشريعة ، وتفسخت الأخلاق ،
وتكالب علينا الأعداء من كل مكان ، وأصبحنا لا اعتبار لنا ، ولا قيمة لوجودنا ، نعم .. إنها معركة ..
ولكنها ليست معركة ذات جرح وقرح .. ولا عن طريق السيف والسهم .. وإنما عن طريق الوقوف أمام الشهوات والمنكرات التى تفشت في كثير من بلاد المسلمين ..
معركة من أجل إسترداد ما فقد من فِتره كثير من الشباب والبنات وان شئت فقل الآباء والأمهات .. معركة من أجل إقامة أركان وثوابت المجتمع المسلم .. لبس لئمه المعركة التي لم يكن له أن يخلعها ..
حتي يقضي الله أمراً كان مفعولا .. لبسها حينما أيقن أن البكاء علي حال الأمة من الممكن أن يكون كافياً في حق غيره من الأشخاص .. أما هو فبكاؤه خوفاً من مولاه علي تقصيره في نصرة هذا الدين .. لبس لئمته .. وأنضم إلي كتيبة الدعاة الأحرار .. الذين أبوا إلا أن يرفعوا راية هذا الدين .. لبس لئمته .. ونزل إلي أرض المعركة ..
يصول ويجول بين الناس ( فهو واحد منهم ) يبحث عن الثغرة الحقيقة التي أدت إلى هزيمتهم أمام عدوهم الأول ( ألا وهو الشيطان ) .. ليعرف من أين سيأتي النصر بإذن الله .. تاركاً من وراءه تلك الحياة التي أرتضي بها كثير من أبناء جلدته .. حياة الغفلة .. ولا أقصد بتلك الغفلة ( غفلة الذنوب والمعاصي فقط ) ..
بل الغفلة ( وإن شئت فقل التغافل ) عن نصرة الإسلام .. ورفع شعار من للإسلام إن لم نكن نحن ؟؟ ومضي في طريقه متوكلاً علي ربه ومولاه .. فلبس لئمته .. وقد وطن نفسه على الجهاد .. وندب نفسه للتضحية في سبيل الله .. وأخذ على عاتقه إعادة إستئناف الحياة الإسلامية مرة أخرى .. وبناء المجتمع المسلم على منهاج النبوة .. ودب روح الأمل في قلوب العاملين لنصرة الإسلام من أبناء جلدته .. فانطلق شرقاً وغرباً لحشد كل الجهود في سبيل البناء ..
يتبع ان شاء الله ...
داعية في قلب المعركة (2)
داعية في قلب المعركة 3
داعية في قلب المعركة 4
تعليق