Tweet
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلسلة الأدب المفرد – باب "المستشار مؤتمن"
127- باب إذا أقبل أقبل جميعا ، وإذا أدبر أدبر جميعا
[255] عن أبى هريرة رضي الله عنه أنه ربما حَدَّثَ عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول حَدَّثَنِيْه أَهْدَب الشُفْرَين أبيَضُ الكَشحَين، إذا أقْبَل أقبَل جَميعاً، وإذا أَدبَر أدبَرَ جَميعاً، لم تَرَ عَيْنٌ مثلَهُ ولَن تَراهُ.
شرح الحديث:
* إذا أقْبَل أقبَل جَميعاً، وإذا أَدبَر أدبَرَ جَميعاً:دليل علي شدة الحركة وقوة الأعضاء وعلو همة النبي (مشية بمنتهي الجدية).
* أَهْدَب الشُفْرَين:طويل شعر الجفون.
* أبيَضُ الكَشحَين:أبيض الخصرين.
Ø يقول ابن القيم: المشية عشرة أنواع، أفضلها وأسكنها مشية رسول الله.
وقد أورد البخاري الحديث هنا لأنه يريد أن يبين الأدب النبوي في الإقبال والإدبار وما فيهما من شدة الحركة،ويشير إلي حديث{المؤمنُالقويُّخيرٌوأحبُّإلى اللَّهِ منَالمؤمنِالضَّعيفِ ، وفي كلٍّخيرٌ} [صحيح مسلم]
128- باب المستشار مؤتمن
[256] عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الهَيثَم هل لَكَ خادمٌ؟ قال : لا . قال : ( فإذا أَتَانَا سَبْي فَأتِنَا ) فأُتِيَ النبي صلى الله عليه وسلم بِرَأسَين لَيسَ معهُما ثَالثٌ فأتاه أبو الهيثم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اختَر مِنْهُما ) قال : يا رسول الله اختر لي . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ المُستَشَارَ مُؤتَمَنٌ ، خُذ هَذا فإني رأيتُه يُصَلي واستَوصِ به خَيراً) فقالت امرأتُةُ : ما أَنتَ بِبَالغ ما قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنْ تُعْتِقَهُ . قال : فهو عَتِيقٌ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ الله لَم يَبْعَث نَبِياً ولا خَلِيفَةً إلا وَلَهُ بِطَانَتَان : بِطَانَةٌ تَأمُرَهُ بالمَعروفِ وتَنْهَاهُ عَن المُنْكَر ، وبِطَانَةٌ لا تَألُوهُ خَبَالًا ، وَمن يُوقَ بِطَانَةَ السُّوء فَقَد وُقي )
قصة الحديث:
لما كان الرسول صلي الله عليه وسلم جائع هو وأبو بكر وعمر ذهبوا لأبي الهيثم،فانطلق بهم إلي حديقته وأحضر لهم الرطب والماء فبكي النبي وقال "ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ" [التكاثر:8].
فمن باب{لاَيشْكرُاللَّهَ من لاَيشْكرُ النَّاسَ}[اسناده صحيح] أراد أن يكافئه النبي بخادم.
الدروس المستفادة من الحديث:
1. مكافئة من أسدي إلينا معروفا.
2. فضل الشورى:
"وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" [المائدة:2]
"وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ"[التوبة:71]
{المؤمنُللمؤمنِكالبنيانِ، يشدُّ بعضُه بعضًا}[صحيح البخاري]
أهل الشوري هم أهل طاعة الله"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً" [النساء:59]
اهل الشوري هم أهل العلم بكتاب وسنة نبيه ففي صحيح مسلم أنَّرسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ شاورَ ، حين بلغَه إقبالُ أبي سفيانَ . قال : فتكلم أبو بكرٍ فأعرض عنهُ . ثم تكلم عمرُ فأعرض عنهُ . فقام سعدُ بنُ عبادةَ فقال : إيانا تريدُ ؟ (أحدا من الأنصار)يا رسولَ اللهِ ! والذي نفسي بيدِه ! لوأمرتنا أن نُخيضها البحرَ لأخضناها. ولوأمرتنا أن نضربَ أكبادها إلى بركِ الغمادِ لفعلنا .الشاهد أن النبي كان يشاور أصحابه.
والمقصد من الشوري:إقامة الدين وأن يكون أهل الإيمان علي قلب واحد.
3. من آداب الشوري:
· ان يُختار الأكفأ في فصل الأمور.
أن يؤخذ الرأي من العالم، الكبير ثم من بعدهما، وبعد ذلك نبدأ باليمين (يعني نبدأ بالكبير ثم من علي يمينه وهكذا)
· إعطاء الرأي إذا طُلب منه والاجتهاد في تسديد ذلك.
· عدم التعصب" يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ" [ص:26].
· المشاورة في الأمور الصغار والكبار،
§ كما شاور النبي صلي الله عليه وسلم في من يكسو قطعة القماش التي ألبسها لأم خالد،
§ وشاور أيضا عليه الصلاة والسلام علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد في طلاق السيدة عائشة في حادثة الإفك.
§ فالاستخارة والاستشارة لا تكون في أمور الزواج فقط كما يفعل كثير من الناس!!! فما خاب من استشار.
· تكون الشوري في الرجال والنساء كما شاور الرسول صلي الله عليه وسلم أم سلمة في قصة الحديبية.
4. ينبغي أن نستوصي بأهل الصلاة.
5. سرعة استجابة الصحابة{قال فهو عتيق}.
6. سمو منزلة الزوجة الصالحة واتخاذ البطانة التي تعين علي طاعة الله.
7. من يًوقَ بطانة السوء بأن يحفظه الله تعالي فقد وًقي من الشر والضلال.
8. الأسرة دولة مصغرة{إن الله لم يبعث نبيا ولا خليفة إلا وله بطانتان}.
9. أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
10. إقرار النبي بإعتاق العبد وإعجابه برأي امرأة أبي الهيثم.
11. الحرص علي العمل بحديث رسول الله كما فعلت امرأة أبي الهيثم.
12. من الأمانة أن يكون المسلم مخلصا ناصحا لأخيه وقت استشارته.
سلسلة الأدب المفرد – باب "المستشار مؤتمن"
127- باب إذا أقبل أقبل جميعا ، وإذا أدبر أدبر جميعا
[255] عن أبى هريرة رضي الله عنه أنه ربما حَدَّثَ عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول حَدَّثَنِيْه أَهْدَب الشُفْرَين أبيَضُ الكَشحَين، إذا أقْبَل أقبَل جَميعاً، وإذا أَدبَر أدبَرَ جَميعاً، لم تَرَ عَيْنٌ مثلَهُ ولَن تَراهُ.
شرح الحديث:
* إذا أقْبَل أقبَل جَميعاً، وإذا أَدبَر أدبَرَ جَميعاً:دليل علي شدة الحركة وقوة الأعضاء وعلو همة النبي (مشية بمنتهي الجدية).
* أَهْدَب الشُفْرَين:طويل شعر الجفون.
* أبيَضُ الكَشحَين:أبيض الخصرين.
Ø يقول ابن القيم: المشية عشرة أنواع، أفضلها وأسكنها مشية رسول الله.
وقد أورد البخاري الحديث هنا لأنه يريد أن يبين الأدب النبوي في الإقبال والإدبار وما فيهما من شدة الحركة،ويشير إلي حديث{المؤمنُالقويُّخيرٌوأحبُّإلى اللَّهِ منَالمؤمنِالضَّعيفِ ، وفي كلٍّخيرٌ} [صحيح مسلم]
128- باب المستشار مؤتمن
[256] عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الهَيثَم هل لَكَ خادمٌ؟ قال : لا . قال : ( فإذا أَتَانَا سَبْي فَأتِنَا ) فأُتِيَ النبي صلى الله عليه وسلم بِرَأسَين لَيسَ معهُما ثَالثٌ فأتاه أبو الهيثم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اختَر مِنْهُما ) قال : يا رسول الله اختر لي . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ المُستَشَارَ مُؤتَمَنٌ ، خُذ هَذا فإني رأيتُه يُصَلي واستَوصِ به خَيراً) فقالت امرأتُةُ : ما أَنتَ بِبَالغ ما قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنْ تُعْتِقَهُ . قال : فهو عَتِيقٌ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ الله لَم يَبْعَث نَبِياً ولا خَلِيفَةً إلا وَلَهُ بِطَانَتَان : بِطَانَةٌ تَأمُرَهُ بالمَعروفِ وتَنْهَاهُ عَن المُنْكَر ، وبِطَانَةٌ لا تَألُوهُ خَبَالًا ، وَمن يُوقَ بِطَانَةَ السُّوء فَقَد وُقي )
قصة الحديث:
لما كان الرسول صلي الله عليه وسلم جائع هو وأبو بكر وعمر ذهبوا لأبي الهيثم،فانطلق بهم إلي حديقته وأحضر لهم الرطب والماء فبكي النبي وقال "ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ" [التكاثر:8].
فمن باب{لاَيشْكرُاللَّهَ من لاَيشْكرُ النَّاسَ}[اسناده صحيح] أراد أن يكافئه النبي بخادم.
الدروس المستفادة من الحديث:
1. مكافئة من أسدي إلينا معروفا.
2. فضل الشورى:
"وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" [المائدة:2]
"وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ"[التوبة:71]
{المؤمنُللمؤمنِكالبنيانِ، يشدُّ بعضُه بعضًا}[صحيح البخاري]
أهل الشوري هم أهل طاعة الله"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً" [النساء:59]
اهل الشوري هم أهل العلم بكتاب وسنة نبيه ففي صحيح مسلم أنَّرسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ شاورَ ، حين بلغَه إقبالُ أبي سفيانَ . قال : فتكلم أبو بكرٍ فأعرض عنهُ . ثم تكلم عمرُ فأعرض عنهُ . فقام سعدُ بنُ عبادةَ فقال : إيانا تريدُ ؟ (أحدا من الأنصار)يا رسولَ اللهِ ! والذي نفسي بيدِه ! لوأمرتنا أن نُخيضها البحرَ لأخضناها. ولوأمرتنا أن نضربَ أكبادها إلى بركِ الغمادِ لفعلنا .الشاهد أن النبي كان يشاور أصحابه.
والمقصد من الشوري:إقامة الدين وأن يكون أهل الإيمان علي قلب واحد.
3. من آداب الشوري:
· ان يُختار الأكفأ في فصل الأمور.
أن يؤخذ الرأي من العالم، الكبير ثم من بعدهما، وبعد ذلك نبدأ باليمين (يعني نبدأ بالكبير ثم من علي يمينه وهكذا)
· إعطاء الرأي إذا طُلب منه والاجتهاد في تسديد ذلك.
· عدم التعصب" يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ" [ص:26].
· المشاورة في الأمور الصغار والكبار،
§ كما شاور النبي صلي الله عليه وسلم في من يكسو قطعة القماش التي ألبسها لأم خالد،
§ وشاور أيضا عليه الصلاة والسلام علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد في طلاق السيدة عائشة في حادثة الإفك.
§ فالاستخارة والاستشارة لا تكون في أمور الزواج فقط كما يفعل كثير من الناس!!! فما خاب من استشار.
· تكون الشوري في الرجال والنساء كما شاور الرسول صلي الله عليه وسلم أم سلمة في قصة الحديبية.
4. ينبغي أن نستوصي بأهل الصلاة.
5. سرعة استجابة الصحابة{قال فهو عتيق}.
6. سمو منزلة الزوجة الصالحة واتخاذ البطانة التي تعين علي طاعة الله.
7. من يًوقَ بطانة السوء بأن يحفظه الله تعالي فقد وًقي من الشر والضلال.
8. الأسرة دولة مصغرة{إن الله لم يبعث نبيا ولا خليفة إلا وله بطانتان}.
9. أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
10. إقرار النبي بإعتاق العبد وإعجابه برأي امرأة أبي الهيثم.
11. الحرص علي العمل بحديث رسول الله كما فعلت امرأة أبي الهيثم.
12. من الأمانة أن يكون المسلم مخلصا ناصحا لأخيه وقت استشارته.
تعليق