Tweet
لقطة البعث..... على ماذا تريد أن تُبعث؟
في حلية الأولياء قال ذو النون أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام يا موسى كن كالطير يأكل من رؤوس الأشجار فإذا جنّه الليل آوى إلى كهف من الكهوف استئناسًا بي واستيحاشًا ممن عصاني يا موسى إني آليت على نفسي لأقطعن أمل كل مؤمل يؤمل غيري ولأقصمن ظهر من استند إلى سواي ولأطيلن وحشة من استأنس بغيري ولأعرضن عمن أحب حبيبًا سواي يا موسى إن لي عبادًا إن ناجوني أصغيت لهم وأن نادوني أقبلت عليهم وإن أقبلوا عليّ أدنيتهم وإن دنو مني قربتهم وإن اقتربوا مني اكتنفتهم وإن والوني واليتهم وإن صافوني صافيتهم وإن عملوا لي جازيتهم هم في حماي وبي يفتخرون وأنا مدبر أمرهم وأنا سائس قلوبهم وأنا متولي أحوالهم لم أجعل لقلوبهم راحة في شئ إلا في ذكري فذكري لأسقامهم شفاء وعلى قلوبهم ضياء لا يستأنسون إلا بي ولا يحطون رحال قلوبهم إلا عندي ولا يستقر قرارهم في الإيواء إلا إليّ..ثم قال ذو النون هم يا أخي قوم قد ذوب الحزن أكبادهم وأنحل الخوف أجسامهم وغير السهر ألوانهم وأقلق خوف البعث قلوبهم...
وهذا محل الشاهد.
ونحن سنبدأ في المرحلة الثانية من المصير..انتهينا من المرحلة الأولى التي هي حياة البرزخ وحياة القبر وها نحن نحط في المرحلة الثانية البعث والنشور وقيام القيامة.
في الحلية كذلك عن خلف بن حوشب قال كنا مع الربيع بن أبي راشد فسمع رجلاً يقرأ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ} فلما سمع هذا العبد الصالح هذه الأيات قال لولا أن أخالف من كان قبلي مازايلت مسكني حتى أموت..لولا أن تكون بدعة لعشت في الجبال لهمت في الجبال وأغلقت على نفسي وكنت أعددت العدة ليوم يبعث الله فيه من في القبور.
البعث ضرورة شرعية وعقلية :
الأمر الأول : أن الله تبارك وتعالى خلق الخلق لغاية محددة إلى أجل مسمى فالحياة الدنيا لا يمكن أن تكون أخر المطاف لذلك ربنا تبارك وتعالى قال {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ}..هل نسيت أن هناك مصير وهناك لحظة ستقابل فيها رب العالمين وأنك ستًحاسب على مثاقيل الذرة؟ {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴿7﴾ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}.
الأمر الثاني: اتفقت الرسالات السماوية على ان الناس سوف يموتون وهذه ضرورة عقلية وحياتية..هل يقول أحد أنه لن يموت؟
إنه اليقين الذي لا ينكره ملحد أن الناس سوف يموتون ويُبعثون ليوم يُجازون فيه على أعمالهم.
الأمر الثالث: في كل زمان قديمًا وحديثًا كان الناس يشعرون بوجود حياة أخرى حتى ما يُؤثر عن الفراعنة والتحنيط وغيره فهم كانوا يجهزوا لحياة أخرى غير الحياة التي نعيشها هذه..فمنذ القدم والناس يشعرون أن هناك حياة أخرى سيُجازون فيها على أعمالهم..هذه غريزة موجود في نفس الإنسان تجعله يعرف الخير ويحب فعله ويعرف الشر ويكره فعله.
الأمر الرابع: نحن نرى في هذه الدنيا ظلمة وجبابرة والله تبارك وتعالى حكمه عدل ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يُترك هذا الظالم دون أن يقتص الله عز وجل منه..فلا يمكن أن تكون الدنيا هي أخر المطاف أبدًا...الله جل وعلا قال {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} {أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ} لا يمكن لأن الله لا يظلم مثقال ذرة "إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا.".
إذن هو ضرورة شرعية وهو ضرورة عقلية
- ضرورة شرعية :وهو أمر ممكن وبالتالي القرآن يفيض في ذكر الأدلة على إمكانية البعث {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} فالقرآن يستخدم كل المؤكدات قل بلى وربي وهو القسم.. لَتُبْعَثُنَّ اللام والنون المؤكدة حتى لا يكون هناك مجال للإنكار { قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}.
قال الله جل وعلا { اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} فالقرآن يفيض بذكر الأدلة على البعث بطريقة مباشرة..والله ستُبعثون..
وبطريقة عقلية: فالله يقول { وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} فلا يوجد شئ صعب على الله فالله قادر على كل شئ وهو أهون عليه باعتبار عقولكم أن الواحد لما يعمل حاجة لأول مرة تكون صعبة لكن لما يعتادها ويصبح صانع ماهر فيها تكون سهلة ويأخذ خبرة بها وهكذا في عقول البشر فهو يقول { وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} وليس بمعنى أن هناك شئ صعب عليه ولكن أهون عليه باعتبار عقولكم أنتم { وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
أول وقفة في المرحلة الثانية هذه اعلم أن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور والساعة تأتي بغتة الموت يأتي فجأة والقبر صندوق العمل.
أولاً ساعة كل إنسان هي موته
اتفقنا أن هناك ساعتين ساعة الإنسان والساعة الكبرى { وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ}
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا. فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا. إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا. إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا} {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا}.
الواجب العملى الأول : قصر الأمل
أريدك ان ترفع هذا الشعار "لعل الساعة قريب"
الساعة تأتي بغتة...موت الفجأة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول "إن من أشراط الساعة موت الفجأة"..حوادث السيارات أصبحت بالملايين في العالم ويكونوا شباب والإحصائيات تقول أن أغلب من يموت في حوادث السيارات وفجأة من سن 18 لسن 25 سنة غالبهم..فهكذا الله قال {اقتربت الساعة} هل أنت لا تصدق؟
اقتربت الساعة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول "بُعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى"...هل تصدق النبي صلى الله عليه وسلم؟...{أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ}
أقول لك كي أثبتها لك هل تحس أن اليوم به بركة؟
فكر معي في الأحداث التي نحن بها والأوضاع كم عمرك الأن؟
قل لي ماذا عملت من رمضان الماضي؟..كيف حالك في 7 شهور كيف مضوا هكذا؟
أنت لا تأخذ بالك تجد نفسك في شعبان ثم رمضان وتقول أحس أن رمضان كان أمس وأصبح اليوم..هل تحس ببركة في الوقت؟
لا يوجد بركة في الوقت فلماذا لا تؤمن أن العمر يجري هكذا وتفيق وتقول هناك أخرة..وتقول هناك جنة..وتقول أنا لم أحلق أعمل شئ لها...بسبب الدنيا...الساعة آتية لا ريب فيها تأتي بغتة.
قد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن إسرافيل مستعد للفنخ منذ أن خلقه الله..
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال والحديث في المستدرك بإسناد صحيح قال "إن طرف (عينه) صاحب الصور إسرافيل منذ وُكل به مستعد ينظر نحو العرش مخافة أن يُؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينيه كوكبان دريان"
هل تتخيل شكل إسرافيل؟
عيينه مثل الكوكب مثل النجمة لامعة جدًا
وهو لا يرمش قط ويخاف أن يرمش فيأتيه الأمر
..يفعلون ما يؤمرون..لا يعصون الله ما أمرهم هؤلاء هم الملائكة وهكذا خلقه الله عز وجل فهو لا يرتد إليه طرفه فهو يركز وينظر نحو العرش
ينتظر إذن الرحمن منذ خلقه الله.
في هذا الزمان الذي اقتربت فيه الساعة يشتد استعداد وتهيؤ إسرافيل للنفخ في الصور.
الواجب العملى الثانى : إياك والترف
روى الترمذي في جامعه وصححه الشيخ الألباني من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ فينفخ"..إذن إياك والترف إياك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن عباد الله ليسوا بالمتنعمين"
ستقول لي هل لا ننعم في حياتنا؟ لا
"نعم المال الصالح للعبد الصالح"
إنما المقصود هو التزيد من الدنيا فأنتم لو لم تعمل لها حد ستكون عابد لها فهي لا تنتهي..
قل لي متى تتوقف؟..
ما الذي لو أعطاه لك الله ستقول لا أريد شئ من الدنيا بعد ذلك؟
حتى تراجع نفسك بعد ثلاث أو أربع سنوات وتحاسب نفسك..
فأنت الأن مهموم بشئ معين تريد شقة وعروسة ووظيفة فأنت هذا الذي يشغلك كي تحققه وعندما تحققه سيكون هناك أحلام أخرى والدنيا لا تنتهي فقل لي إلى حد ستتوقف؟
حتى لا تكون عابد تعيس "تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد الخميصة"..ضع لها سقف وقف عليه وكن صادق والله سيصدقك لو أنت صادق.
الواجب العملى الثالث : حسبنا الله ونعم الوكيل
قال المسلمون فكيف نقول يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا" وهذا هو الواجب العملي الثالث...توكلنا على الله ربنا حسبنا الله ونعم الوكيل توكلنا على الله ربنا..أريدها أن تكون تحت لسانك..تعملها ورد بينك وبين ربنا..حسبنا الله ونعم الوكيل
معنى حسبي: أي يكفيني {أليس الله بكافٍ عبده}..ألا يكفيك؟
الواجب العملى الرابع : نعظم قدر الجمعة
أي يوم ستكون فيه النفخة؟
ستقوم الساعة يوم الجمعة
النبي صلى الله عليه وسلم قال "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خُلق أدم وفيه أُدخل الجنة وفيه أُخرج منها "
وقال صلى الله عليه وسلم "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق الله أدم وفيه قُبض وفيه النفخة" فالواجب العملي طالما نتكلم عن قصر الأمل فيجب أن نتذكر كل يوم جمعة لو أنك من عُبّاد الله عُمّال الآخرة فتخاف أن يكون يوم الجمعة يوم القيامة فتكون كل يوم كذلك
فالواجب الرابع أن نعظم قدر الجمعة .
ما عدد النفخات؟
في الأيات التي قرأناها { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى} إذن هم نفختان..
بعض أهل العلم يقولوا ثلاثة نفخة الفزع ونفخة الصعق ونفخة البعث
ولكن القرآن تكلم عن نفختين النفخة الأولى والثانية وانظروا حديث القرآن عن ذلك قال الله تبارك وتعالى في هذا {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ}
وسمى الله عز وجل النفخة الأولى الراجفة {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} فهؤلاء نفختين فالنفخة الأولى كما وصفها القرآن التي ترجف فيها الأرض رجفة شديدة وتتحرك فيها الجبال ويُسمع لها صوت شديد ثم تكون نفخة ثانية تدب الأرض والجبال وتنشق السماوات وتنتثر الكواكب ويبعث الله فيها الخلائق..
فالموضع الذي في سورة النازعات سماها الراجفة والرادفة وفي موضع آخر في سورة يس سماها الصيحة كما قرأنا الأيات { ما يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً} .
النبي صلى الله عليه وسلم والحديث في الصحيحن قال "ما بين النفختين أربعون قالوا أربعون يومًا قال أبيت قالوا أربعون شهرًا قال أبيت قالوا أربعين سنة قال أبيت"
لم يقل لهم رسول الله هل اربعون شهر أم أربعون يوم أم أربعون سنة أم أربعون ثانية أم أربعون دقيقة قال النبي صلى الله عليه وسلم "ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل" كما ينبت الزرع من الأرض الجدباء فليس من الإنسان شئ إلا يبلى إلا عظمًا واحدا وقلنا هو عجب الذَنب.
النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا في وصف ذلك قال أن الناس كلها ستُصعق وأنه سيكون هو صلى الله عليه وسلم أول من يُبعث وأنه صلى الله عليه وسلم سيجد موسى عليه السلام عند العرش متعلق به
فيقول فلا أدري أصُعق فيمن صُعق أم لا...
والعلماء هنا قالوا كلام مهم جدًا..
لماذا سيدنا موسى؟
السبب الأول :لأنه لما تجلى ربه للجبل جعله دكًا وخر موسى صعقا فهذا التعبير بسبب { فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ} فلم يجمع عليه صعقين فصعق واحد وهو بعد ذلك لم يُصعق الصعق الثاني.
السبب الثاني: أنه كان يرفع شعار {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} كان يقول لربنا { رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} والذي قال فيه الله { وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} الذي قال الله فيه { وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} فكان من سادات المشتاقين إلى الله فأول ما تشبث به هو عرش الرحمن..
هل أحسستم؟
يقول ابن القيم: والقلوب على نوعين قلب يطوف حول العرش وقلب يحوم ويطوف حول الحُش
أي القاذورات وهي الدنيا..
قلب يقول ماذا أكل وماذا أشرب وأين المال و....فهو يطوف حول الدنيا
وقلب يطوف حول العرش
فقلب موسى المشتاق عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لما كان متعلق بالعرش
فأول ما أمسك كان العرش فهو تشبث بالعرش.
العلماء اختلفوا في الآية { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ}..
فمن الذي لن يُصعق؟
فقالوا الملائكة وقالوا الأنبياء وقالوا الشهداء وبهذا قال أئمة كبار كل واحدة منهم أئمة كبار قالوا بقول من هذه الأقوال والصحيح أنه لم يرد في تعينهم .
فالخلاصة وهذا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره أنه لا تعيين لهؤلاء فهم خلق من خلق الله سيستثنيهم الله ولا ندري منهم فقد يكونوا الشهداء وقد يكونوا بعض الأنبياء وقد يكون بعض الملائكة فالله أعلم بهم...لكن هناك خلق من خلق الله لن يُصعقوا في نفخة الصعق الأولى.
النفخة الثانية نفخة البعث
الواجب العملى الخامس :"من عاش على شئ مات عليه ومن مات على شئ بُعث عليه"
فكيف ستموت؟
انظر للرجل الذي مات وهو مُحرم فيُبعث ملبي يقول لبيك اللهم لبيك يُبعث مُلبيًا
فمن مات على شئ بُعث عليه .
ما أخر شئ كان في عقلك؟
ولذلك المشكلة لما يقولوا فلان شاب كان عنده سيارة جديدة وأخذ أصدقاءه يتنزهوا بالسيارة وانقلبت بهم وماتوا..السؤال ما أخر شئ فكر فيه؟
لأن من مات على شئ بُعث عليه...
لا أدري يمكن كان يفكر في الآخرة ويمكن لم يكن يفكر تمامًا..
من مات على شئ بُعث عليه.
هذا الذي يجعلك تفكر ما هو أكبر همك؟
ما أكثر شئ يشغل بالك؟
فهذا هو الذي تعيش عليه.
الواجبات العملية الخاصة بالبعث ؟
إذن أول واجب خاص بلقطة البعث على ماذا تريد أن تُبعث؟
الأمر الأول :أول شئ يقين..
تقول لي ما معنى يقين؟
اليقين ثلاث مراحل:
علم اليقين
عين اليقين
حق اليقين
فإذا أردت أن يكون عندك يقين فأفضل طريقة تولد اليقين ..
ومعناها ألا يكون عندك ذرة شك وتعبد الله عز وجل بمنزلة عالية وهي منزلة الإحسان
فتعبد الله كأنك تراه
وعندك يقين أن هناك جنة ونار..
أبسط طريقة لليقين هوالتفكر
الواجب العملى :
وهو أن تدمن النظر للسماء..أريدك وأنت تركب سيارتك أن تنظر للسماء وتتعلم أدب التفكر واقرأوا خواتيم سورة آل عمران وتفسير ابن كثير فيها {إن في خلق السماوات والأرض...}
أريد أن يكون عندك هذه الوجدانيات..
أهل العقيدة يقولوا أن هؤلاء أعظم الأدلة لاثبات وجود الله حتى لا يكون عندك شبهات ولا مشاكل
واسمهم :
دليل الأفاق
دليل الأنفس
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} ،{وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ}
تقكر في حكم ربنا في حياتك تزداد يقينًا لو كنت تفهم وتترجم صح...
خذوها وصية العمر..لا يوجد شئ تعمله بغير حكمة ولا يوجد شئ في الكون تعمله بغير حكمة
والكلام الذي أقوله له سر وله شفرة..
الله يرسل لك رسالة إن فهمتها وفككت شفرتها فهذا هو الإنسان العالم حقًا بالله ولو أن واحد لم يفهم الشفرة سيمكث طوال الوقت محتاج أن يزداد قرب من ربنا كي يفهم فك الشفرات.
الأمر الثاني:تخلص من الأفات
يوجد أحاديث وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم تتكلم عن عقوبات مرة من مات عليها تكون العقوبة مرة أن يُبعث هكذا مثلاً آكل الربا..هل تعرفون معنى الأية {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ}..
ما معنى لا يقومون؟
كان من الممكن أن يقول الله لا يعيشون..لكنه قال { لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} قال ابن عباس ومجاهد وقتادة أي لا يقومون من قبورهم إلا هكذا فمن مات مرابيًا بُعث ممسوسًا..كأنه ممسوس..تراه وكأنه ومجنون فهكذا من عقوبات آكل الربا..
الواجب العملى :
تحري الحلال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "طلب الحلال واجب على كل مسلم" والحديث رواه الطبراني في المسند بإسناد حسن
وقال صلى الله عليه وسلم "ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بم أخذ المال"..
أليس هذا وقته وهذا زمانه؟
المهم أن الأمر الثاني أن تتخلص من هذه الأفات.
من الأحاديث التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في مسألة البعث والتجار والتجارة التي فيها ما فيها من أخطاء:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد خرج إلى المصلى فرأى الناس يتبايعون قال يا معشر التجار يا معشر التجار يا معشر التجار فاستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه فقال إن التجار يُبعثون يوم القيام فجار... إلا من اتقى وبر وصدق.
لأن فتنة الأمة المال وتسعة أعشار الرزق في التجارة
فبالتالي المشكلة هنا ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم اعتبر أن السوق (المول) هو شر البقاع لأن الناس كلها ملهية في الدرهم والدينار والجنيه واليورو .
الشئ الأخر الذي قال أنه سيحدث له مشكلة عندما يُبعث قال النبي صلى الله عليه وسلم هي النائحة:
قال صلى الله عليه وسلم "النائحة إذا لم تتب قبل موتها تُقام يوم القيامة وعليها سربال من فطران ودرع من جرب" تُبعث يوم القيامة عليها سرابيل من قطران ثم يُرمى عليها بدروع من لهب النار لأنها مستخطة على غضب الله..
الواجب العملي:
"رضيت بالله ربا"
"ذاق طعم الإيمان من رضي"
"لا يؤمن عبد حتي يؤمن بالقدر خيره وشره حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه".
الواجبات العملية للدرس :
فنريد اليوم أن نفكر في الواجب النهائي
أن تجلس مع نفسك هذه الليلة بالله عليك قبل فوات الأوان
وفكر في شريط الحياة وانظر كم عمرك؟
وقل لي بالله عليك على ماذا تعيش وتتصور على ماذا ستموت؟
اجلس لحظة تأخذ فيها قرار التغيير الحقيقي لحياتك
وخطط لأخرتك وخطط للبعث وخطط للحظة النهاية..
على ماذا تعيش؟
واعرف أنك لو خرجت من هذا الكلام بقضية ورسالة ستحل كل مشاكلك
..قصتك قضيتك..
رسالتك هل تعيش لنفسك أم لربك؟
لماذا تعيش وما هي قضيتك؟
وفي أي شئ أنت توظف مالك؟
في أي شئ توظف جهدك؟..
مهاراتك التي من الله عليك بها..ما الخدمة التي توظفها لها؟..
ماذا تعمل بهذا المال؟
إذا كانت الإجابة أن تصرف بها على نفسك فتكون أنت تعيش لنفسك..
على ماذا تموت؟
أريدك أن تخرج من إحساس الأنية الشاخصة..أنا أنا...لكن يجب أن تكون هو...
لماذا تعيش؟
إني ذاهب إلى ربي سيهدين
ما أكبر أحلامك؟
يرضى يرضى يرضى فقط
وتفتح في هذا الباب..صلاة وصيام..لو هذا ليس بابك
افتح في باب البر والخير..
افتح في باب آخر تعين إنسان وتحاول أن تعمل كذا وكذا..
تفتح في هذا الباب خير البلاد والعباد.
تعمل حاجة تكون رسالتك
فإذا لقيك يقول لك بم لقيتني فتقول أتيتك بكذا يا رب ورسالتي في الحياة كانت كذا يا رب..
وأنت أعلم إن كنت صادق أم كذاب.
من درس"يبعث من في القبور"للشيخ /هاني حلم
تعليق