إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دخل رجب الشهر الحرام ومازالت الدماء تسفك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دخل رجب الشهر الحرام ومازالت الدماء تسفك


    بسم الله الرحمن الرحيم



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    دخل شهر رجب الشهر الحرام، بعد ستة أشهر من وداع الأشهر الحرم بشهر الله المحرم، ورجب أحد الأشهر الحرم الأربعة التي كانت تعظمها العرب قبل الإسلام، فتحرم فيها القتال، وتحقن فيها الدماء، وسُمي رجبٌ رجباً لأنه كان يُرجَّب أي يُعظَّم، فشهر رجب هو شهر الترجيب أو التعظيم لحرمات الله تعالى، وعلى رأس تلك الحرمات حرمة الدماء!
    أقبل رجب ومازالت الدماء تسفك، والقتل يزداد، فمن يقل للمسلمين: اتقوا الله في هذه الأمة، واعلموا أنكم موقوفون بين يدي جبار السموات والأرض، وسوف تحاسبون على التساهل في سفك الدماء بغير حق، وخاصة في الأشهر الحرم.



    دخل شهر رجب، الشهر الحرام، ولم ينتبه المسلمون لدخوله، فما زالت الحروب مشتعلة في عدة بلاد، ومازالت ترتكب جرائم القتل في بعض الدول الإسلامية، ولا زلنا نسمع دوي الانفجارات في أماكن عديدة، ومازال مسلسل قتل المتظاهرين مستمرا.
    وبعض المسلمين لا يتذكر من شهر رجب إلا أنه وقعت فيه حادثة الإسراء والمعراج، وبعضهم يؤدي فيه العمرة، وإن كانت جائزة في أي وقت من العام، وبعضهم يتذكر بعض البدع التي وردت في أحاديث ضعيفة أو موضوعة، مثل: ذبح العتيرة، أو صلاة الرغائب، أو صلاة النصف من رجب، أو صلاة المعراج ليلة 27 من رجب، و بعض المفلحين يستعد فيه من الآن لشهر رمضان، ويدعو الله تعالى بأن يبارك لنا في رجب وشعبان، ويبلغنا رمضان.
    وغالبية المسلمين لا ينتبهون لدخول رجب، لا يقدرون خطورة و حرمة سفك الدماء في الأشهر الحرم، ولم يشعروا بدخول شهر رجب، ولم يقتد الناس حتى بأهل الجاهلية الذي كانوا يتوقفون عن الاعتداء والحرب إذا دخلت الأشهر الحرم؛ تعظيما لحرمات الله.
    فماذا أصاب المسلمون؟ وكيف لا يعظمون شعائر الله؟
    ولا يحترمون الأشهر الحرم! هل ضعف الإيمان في نفوس المسلمين؟
    وهل أصبحوا لا يعظمون الله تعالى في نفوسهم؟
    أم هل أصيبوا بالنسيان فلا يتذكرون الأشهر الهجرية العربية، ولا يعتزون بالتاريخ الهجري، ويحافظون على استعمال التواريخ الميلادية والفارسية!
    ولماذا لا يميزون بين الأيام التي يجوز فيها القتال، وبين الأشهر التي يحرم فيها الاعتداء! أم هو الانشغال بالدنيا، والاقتتال على المناصب والمال، و السعي بكل قوة وراء الرزق الذي تكفل الله تعالى به!

    أم هل وصل إلى أسماع بعض المسلمين أن هناك رأيا يجيز الحرب في الأشهر الحرم بمبررات مقبولة، و حتى إذا كان هذا الأمر صحيحا، فهل أجاز العلماء الظلم والقتل بغير حق، وهل لم يحرم الإسلام الاعتداء على الأنفس المعصومة بدون وجه حق طوال العام! فهل نتق الله تعالى، و نذكر أنفسنا بحرمة الاعتداء والقتال في هذه الأشهر، وهل نتعرف على كيفية تعظيمها.



    تعظيم قيمة الدماء
    وقبل ذلك نؤكد أن الإسلام قد عظم قيمة الدماء، وبين عصمة و حرمة الدماء، ليس فقط دماء المسلمين، بل وأهل الذمة والمعاهدين، وقد جاء التهديد الشديد، والوعيد الأكيد في القرآن الكريم لهذا الأمر، قال تعالى: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"سورة النساء93.
    ويقول سبحانه مبينا شناعة جريمة القتل حتى عند أهل الكتاب بل وجميع الأمم منذ أن ارتكبت أول جريمة قتل: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا )سورة المائدة :5.
    ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اجتنبوا السبع الموبقات.. وذكر فيها: وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق..» رواه البخاري ومسلم. وأكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على حرمة سفك الدماء في خطبة الوداع، فقال: أيها الناس، "إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم؛ كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا".
    ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد! (الحديث في الصحيحين). وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم" رواه الترمذي وغيره وصححه والألباني. ويقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يوماً بعد ما نظر إلى الكعبة: "ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمنون عند الله أعظم حرمة منك"رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.





    تعظيم الأشهر الحرم في الجاهلية
    فالأشهر الحرم لها منزلة عالية، و مكانة خاصة عند أهل الجاهلية قبل الإسلام، وأيضا عظمها القرآن الكريم وجعلها حراما، فكان أهل الجاهلية يعرفون بقايا من دين أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، ومنها حج بيت الله الحرام في شهر ذي الحجة، وحرموا الاعتداء فيه، بل قبله بشهر وبعده بشهر؛ ليتمكن الحجاج من السفر بأمان، وجاء الإسلام وأكد على حرمة هذه الأشهر، مع تعظيم حرمة بلد الله الآمن- مكة المكرمة- فقد كانوا يُعظِّمونها ويُعيِّر بعضهم بعضًا إذا انتُهكت حرمتها، ويظهر ذلك واضحًا في تعظيمهم للأشهر الثلاثة المتوالية، وتعظيمهم لشهر رجب بالذبح والصيام، والسفر لأداء العمرة، فيحرمون القتال في هذه الأزمنة، إضافة للتوقف عن القتال في مكة المكرمة، أو في الأماكن الحرام، وكان الرجل من أهل الجاهلية إذا وجد قاتل أبيه في الحرم، فلا يعتدي عليه تعظيما لهذه الأماكن المقدسة، على الرغم من أنه الرجل الذي يبحث عنه ليأخذ الثأر منه، وقد أكد الإسلام على حفظ حرمة مكة المكرمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض، ولم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي، وإنما أحلت لي ساعة من نهار فهي حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة"متفق عليه، وقد حرم المدينة المنورة رسول الله صلى الله عليه وسلم.




    تعظيم القرآن الكريم للأشهر الحرم:
    قال الله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ سورة التوبة: من الآية36. وهذه الآية تدلّ على أن الواجب تعليق الأحكام من العبادات وغيرها على الشهور الهجرية. وقد بينت السنة أسماء هذه الشهور بوضوح، قال النبي صلى الله عليه وسلم حينما خطب في حجة الوداع: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان" متفق عليه من حديث أبي بكرة رضي الله عنه. أي أنه تعالى جعل العام اثني عشر شهرًا، واختص من هذه الشهور أربعةً جعلها حرامًا، وعظَّم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم، كما قال قتادة (التابعي المفسر): "إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئةً ووزْرًا من الظلم فيما سواهن - وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا- ولكن الله يعظِّم أمره ما شاء، وأضاف قتادة أيضا: "إن الله اصطفى صفايا من خلقه، اصطفى من الملائكة رسلاً ومن الناس، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحُرُم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر، فعظِّموا ما عظَّم الله، فإنما تعظم الأمور بما عظمها الله به عند أهل الفهم وأهل العقل". (راجع تفسير آية التوبة في تفسير ابن كثير).
    وقال الإمام ابن كثير أيضا عن معنى الآية: ﴿فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ (التوبة: من الآية 36) أي في هذه الأشهر المحرمة؛ لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تُضاعَف لقوله تعالى ﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (سورة الحج: من الآية 25) وكذلك الشهر الحرام تُغلظ فيه الآثام؛ ولهذا تغلظ فيه الدية في مذهب الإمام الشافعي وطائفة كثيرة من العلماء.



    كيف نعظِّم حرمة هذه الأشهر:

    ينبغي للمسلم أن يتعلم كيف يعظم هذه الأشهر الحرم؛ حتى يكون من الذين يعظِّمون حرمات الله ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ (سورة الحج: من الآية 30)، ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ (الحج: من الآية 32).

    ومعنى تعظيم حرمات الله: أي اجتناب ما حرمه الله تعالى تعظيما لحدود الله. فالمؤمن الحق هو الذي يعظم حرمات الله، ويستشعر هيبته وخشيته، ويذعن لجلاله، ويخاف غيرته تعالى على حرماته، ويخاف من معصيته وغضبه ويخشى عذابه ويرجو رحمته.


    إن تعظيم حرمات الله تعالى واحترام أوامره وامتثالها ومعرفة نواهيه واجتنابها لهو طريق الفلاح، وسبيل النجاح، ودليل على الإيمان، وبرهان على الإحسان، وسبب للغفران، فندعو الجميع إلى تعظيم الأشهر الحرم، والتوقف فيها عن الاعتداء والاقتتال وظلم النفس، حتى يسود السلام ويتوفر الأمن، وتنتشر السكينة في هذه الأشهر المحددة، فهي مدة زمنية يسيرة للراحة من الاقتتال، وتعظيم حرمات الله تعالى، ويكفي أن العام كله فيه أزمات واعتداءات وسفك للدماء. فلماذا نبخل على المسلمين بأن يعيشوا حياة هادئة في الأشهر الحرم، وليتمكن المعتمرون والحجاج من أداء المناسك ولنعظم جميعا حرمات الله.

    الشيخ. علي بن مختار بن محمد بن محفوظ




  • #2
    رد: دخل رجب الشهر الحرام ومازالت الدماء تسفك

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيكم ونفع بكم

    تعليق


    • #3
      رد: دخل رجب الشهر الحرام ومازالت الدماء تسفك

      جزاكم الله خيرا

      تعليق


      • #4
        رد: دخل رجب الشهر الحرام ومازالت الدماء تسفك

        جزاكم الله خيرا ونرجوا ان يجد موضوعكم قلوب تعيه

        اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

        تعليق


        • #5
          رد: دخل رجب الشهر الحرام ومازالت الدماء تسفك

          المشاركة الأصلية بواسطة ام هالة30 مشاهدة المشاركة
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          بارك الله فيكم ونفع بكم


          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          اللهم آمين وإياكم



          تعليق


          • #6
            رد: دخل رجب الشهر الحرام ومازالت الدماء تسفك

            المشاركة الأصلية بواسطة حوراء الجنان مشاهدة المشاركة
            جزاكم الله خيرا
            وجزاكم بمثله

            تعليق


            • #7
              رد: دخل رجب الشهر الحرام ومازالت الدماء تسفك

              المشاركة الأصلية بواسطة راجية حب الرحمن مشاهدة المشاركة
              جزاكم الله خيرا ونرجوا ان يجد موضوعكم قلوب تعيه
              اللهم آمين
              وجزاكم بمثله ونفع بكم


              تعليق


              • #8
                رد: دخل رجب الشهر الحرام ومازالت الدماء تسفك


                ماشاء الله
                بارك الله فيكم أختنا الكريمه

                تعليق


                • #9
                  رد: دخل رجب الشهر الحرام ومازالت الدماء تسفك

                  لا حول ولا قوة الا بالله

                  جزاكى الله خيرا اختى
                  اللهم لا تشغل قلوبنا الا بك :)

                  تعليق

                  يعمل...
                  X