من علامات التعصب
من علامات التعصب أن تتكلم في نية كل من خالفك ، فإذا رأيت الرجل يقول : فلان خالفني لأنه يريد أن يهدم دعوتي ، أو لأن منهجه غير منهجي ، أو لأنه يحكم عاطفته في الأمور ، أو لأنه لا يعرف الواقع ...
إذا رأيت الرجل يقول كل هذا فاعلم أنه متعصب من مفرق رأسه حتى أخمص قدميه ، شاء أم أبى ...
فلو افترضنا أن مخالفك فيه كل هذه البدع وأتى بدليل لوجب عليك إما أن ترده بدليل وإما أن تنصاع إليه وتقر بما قال ،
واعلم أن جميع الاتهامات التي قيلت والتي لم تقل بعد غير قادرة على دفع دليل واحد مهما تكاثرت وتضافرت وصحت وقويت وانتشرت !
لقد رد رب العالمين في كتابه على أضل فئتين من خلقه وهو اليهود الذين جحدوا دينه فغضب عليهم ، والنصارى الذين سبوه فأضلهم ، وهم مع ذلك متلبسون بكل نقيصة ، مطعونون بكل جارحة ، فلم يكتف القرءان بما هو ظاهر من ضلالاتهم ،
باد من عداوتهم حتى رد علهم شبههم شبهة شبهة ، ثم أنصف اليهود فقال ، ( وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ )آل عمران:75 وأنصف النصارى فقال : (مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ )المائدة:66 ....
وقد علمنا ديننا أن نقبل الحق ولو جرى على لسان إبليس ، رغم أنه مطعون بإرصاده العداوة لنا ، وقسمه أن يضلنا ...
فإن كان هذا سبيلك في نقد الأقوال وتمحيص الآراء ، وإلا فإن كلامك لن يقدم ولن يؤخر ، مهما كسوته بالعلم ،
وأكسبته من التقعر في الكلام .
وأكسبته من التقعر في الكلام .
أبو حمزة الكاشف
تعليق