Tweet
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المداراة من الأخلاق الحسنة التي يحمد من تخلق بها ، أما المداهنة فقد جاء الشرع بإنكارها والتحذير منها ، والصفتان قد يشتبهان على البعض من باب أن كليهما فيه لين وتصنع ، وعلى هذا فينبغي للعاقل أن يعرف الفارق بينهما لاسيما عند مجالسة الظالمين ، حتى لا يداهن الإنسان وهو يظن أنه يفعل خيرا ، ومن الفروق بينهما :
1 - النية : فإذا كان اللين مع الظالم أو غيره فيه إصلاح له ، أو كف لشره ، أو غير ذلك من المقاصد المشروعة فيكون الفعل مداراة محمودة .
وإن كان اللين والمصانعة لنيل شهوة أو حظ نفس فتلك المداهنة المنهي عنها .
2 - الفعل : فإن كان في اللين والمصانعة ترك لواجب الإنكار على الظالم أو تضمن قول باطل كالثناء على الظالمين أو تعظيمهم أو إظهار الرضا عنهم أو التهوين من باطلهم فهذه مداهنة محرمة ، وإن كان اللين والمصانعة مجرد ترك للإغلاظ والشدة مع عدم التكلم بمحذور أو محرم فهي مداراة محمودة .
3 - الأثر : فإن أثر المداراة هو سلامة الدين أو الدنيا أو هما معا ومراعاة الظالم لمن يداريه ، وتخفيف الفساد وتقليل الشر قدر الإمكان ، أما أثر المداهنة فهو زيادة الشر ، واستفحال الباطل واستقواء الظالم بمن يداهنه ، مع ما فيه من التلبيس على الناس إذا كان المداهن ممن يظن الناس به خيرا .
قال ابن القيم رحمه الله :
( وقد ضُرِب لذلك مثل من أروع الأمثلة وذلك كرجل أصابته قرحة في قدمه فجاء الطبيب الرفيق فأخذ يعالج هذه القرحة ويخرج ما فيها ثم إذا به يضع الدواء الذي يُنبت اللحم ثم يتعاهدها ثم يضع عليها المراهم حتى ينشفها ثم يضع عليها خرقة فلا يزال يتابع هذا وهذا حتى نشفت رطوبتها ، وأما المداهن فهو الذي أتى إلى صاحب هذه القرحة وقال لا بأس عليك إنما هي شيء يسير واسترها عن عيون الناس بخرقة وتلهى عنها فلا يزال يزداد شرها وتكثر عفونتها حتى يهلك ) ا.هـ من كتاب الروح .
فقد تبين لك من مثال ابن القيم :
أن المداري أراد العلاج وهو سلامة النية ... وترفق بالمرض في غير خديعة : وهو سلامة الفعل .... وقلل من الشر والمرض : وهو سلامة الأثر .
أما المداهن : فلم يرد العلاج : وهو فساد النية ، وترك واجب التحذير من الشر وهون من شأنه : وهو فساد الفعل ... وزاد المرض واستفحل ، وهو فساد الأثر .
المراجع : نضرة النعيم - فتاوى إسلام ويب - بعض المقالات على الإنترنت .
م؛ن
مقالات أبي حمزة الكاشف
المداراة من الأخلاق الحسنة التي يحمد من تخلق بها ، أما المداهنة فقد جاء الشرع بإنكارها والتحذير منها ، والصفتان قد يشتبهان على البعض من باب أن كليهما فيه لين وتصنع ، وعلى هذا فينبغي للعاقل أن يعرف الفارق بينهما لاسيما عند مجالسة الظالمين ، حتى لا يداهن الإنسان وهو يظن أنه يفعل خيرا ، ومن الفروق بينهما :
1 - النية : فإذا كان اللين مع الظالم أو غيره فيه إصلاح له ، أو كف لشره ، أو غير ذلك من المقاصد المشروعة فيكون الفعل مداراة محمودة .
وإن كان اللين والمصانعة لنيل شهوة أو حظ نفس فتلك المداهنة المنهي عنها .
2 - الفعل : فإن كان في اللين والمصانعة ترك لواجب الإنكار على الظالم أو تضمن قول باطل كالثناء على الظالمين أو تعظيمهم أو إظهار الرضا عنهم أو التهوين من باطلهم فهذه مداهنة محرمة ، وإن كان اللين والمصانعة مجرد ترك للإغلاظ والشدة مع عدم التكلم بمحذور أو محرم فهي مداراة محمودة .
3 - الأثر : فإن أثر المداراة هو سلامة الدين أو الدنيا أو هما معا ومراعاة الظالم لمن يداريه ، وتخفيف الفساد وتقليل الشر قدر الإمكان ، أما أثر المداهنة فهو زيادة الشر ، واستفحال الباطل واستقواء الظالم بمن يداهنه ، مع ما فيه من التلبيس على الناس إذا كان المداهن ممن يظن الناس به خيرا .
قال ابن القيم رحمه الله :
( وقد ضُرِب لذلك مثل من أروع الأمثلة وذلك كرجل أصابته قرحة في قدمه فجاء الطبيب الرفيق فأخذ يعالج هذه القرحة ويخرج ما فيها ثم إذا به يضع الدواء الذي يُنبت اللحم ثم يتعاهدها ثم يضع عليها المراهم حتى ينشفها ثم يضع عليها خرقة فلا يزال يتابع هذا وهذا حتى نشفت رطوبتها ، وأما المداهن فهو الذي أتى إلى صاحب هذه القرحة وقال لا بأس عليك إنما هي شيء يسير واسترها عن عيون الناس بخرقة وتلهى عنها فلا يزال يزداد شرها وتكثر عفونتها حتى يهلك ) ا.هـ من كتاب الروح .
فقد تبين لك من مثال ابن القيم :
أن المداري أراد العلاج وهو سلامة النية ... وترفق بالمرض في غير خديعة : وهو سلامة الفعل .... وقلل من الشر والمرض : وهو سلامة الأثر .
أما المداهن : فلم يرد العلاج : وهو فساد النية ، وترك واجب التحذير من الشر وهون من شأنه : وهو فساد الفعل ... وزاد المرض واستفحل ، وهو فساد الأثر .
المراجع : نضرة النعيم - فتاوى إسلام ويب - بعض المقالات على الإنترنت .
م؛ن
مقالات أبي حمزة الكاشف
تعليق