لماذا ينتشر الإسلام في ألمانيا؟
بالرغم من جدارات برلين
الاجتماعية
والثقافية
والسياسية
والأمنية
والاستراتيجية المتعددة
والتي أقامها الغرب بينه وبين الإسلام
منذ طرد المسلمين من الأندلس ومرورا بالحركات الاستعمارية ووصولا بالغارة الكبرى على عالمنا الإسلامي،
إلا أن الإسلام استطاع أن يصل إلى بلادالغرب ولكن بالدعوة وليس بالسيف كما يدعون،
تماما كما تمكن الغرب سابقا وحاليا إلى الوصول إلى مواقعنا على متن البواخر الحربية والطائرات والدبابات،
وتعتبر ألمانيا من أكبر الدول الأوروبية التي توجد بها جالية إسلامية،
حيث يقدر تعدادهم حسب بعض الاحصاءات
حوالي أربعة ملايين مسلم،
ووفق إحصائيات أرشيف المعهد المركزي للشؤون الإسلامية
الموجود بمدينة سوست الألمانية
يوجد 12400 مسلم من ذوي الأصل الألماني من مجمل حوالي 732 ألف مسلم من حاملي الجنسية الألمانية.
وتقول المعطيات أن أغلب المعتنقين الألمان هم من النساء اللواتي يقررن طواعية الدخول في الإسلام سواء عن قناعة ذاتية أو نتيجة ارتباط بزوج مسلم،
وقد حاولت مجلة (دير شبيجل) الألمانية تقصي أسباب هذا الإقبال غير المسبوق على اعتناق الإسلام بين الألمان،
مستعينة بدراسة أصدرها مجلس الوثائق الإسلامية في ألمانيا،
ويؤكد فيها أن أحداث 11 سبتمبر عام 2001 والحملة الهوجاء التي قادتها الصحافة في الغرب ضد الإسلام،
وما أعقبها من رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول -صلى الله عليه وسلم- نشرتها صحف دنمركية،
ثم آراء بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر غير المنصفة حول الإسلام،
لم تستطع وقف انتشار الدين الإسلامي في ألمانيا وأوروبا،
بل أصبح هذا الدين أكثر قبولاً من غيره من الأديان في هذا البلد.
الشيخ عبد الكريم البازي إمام مسجد في المركز الإسلامي بمدينة بيلفيلد الألمانية
فيؤكد أن ظاهرة إنتشارة الإسلام بين الألمان في زيادة مستمرة وخاصة بين النساء ،
فقد وصل إجمالي الذين اعتنقوا الإسلام عام 2006 حوالي 6000 مسلم،
ويتوقع اتحاد المسلمين في ألمانيا واتحاد الأئمة أن تتزايد النسبة في إحصائية عام 2007 التي سوف تصدر في القريب العاجل،
كما من المتوقع أيضا أن تتضاعف هذا النسبة في السنوات القادمة، فيوميا نفاجأ بالعديد من الألمان الذين يأتون إلى المركز الإسلامي للتعرف على الدين الإسلامي واستعارة بعض الكتب عن الإسلام.
ويؤكد الشيخ البازي
أن المسلمين الجدد في ألمانيا هم خير من يمثل الإسلام ويعمل على انتشاره بصورة كبيرة بين الألمان، فمعظم معتنقي الإسلام من الألمان يعملون في مجال الدعوة الإسلامية،
وعن الأسباب التي تدفع الألمان إلى اعتناق الإسلام،
تؤكد مونيكا فريتاج المتخصصة في السوسيولوجيا الثقافية، أن أسباب اعتناق الألمان للإسلام كثيرة ومتنوعة
تلخصها في
الزواج من مسلم بشكل أساسي،
وهناك عوامل عديدة أخرى
على حد قول هذه الباحثة،
تتجسد الدوافع في
رغبة الألمان في تغيير نمط حياتهم من خلال بناء نظام أخلاقي جديد،
هذا إضافة إلى الهجرة الرمزية التي يمارسها العديد منهم بحثا عن انتماء مغاير يجدونه في الإسلام بعيدا عن الوطن والعرق الألماني،
كما أن هناك العديد من الألمان دخلوا الإسلام متخذين المسلمين المقيمين بألمانيا كنموذج للاقتداء،
وهناك فئة أخرى من الألمان قررت السفر والعيش في البلدان الإسلامية مما سمح لها باكتشاف الدين الإسلامي من ناحية وساعدها على تبني ثقافة هذه البلدان من ناحية أخرى.
نماذج من المسلمات الجدد
لازالت "بيآته محمد" تذكر ذلك اليوم العظيم الذي شهد دخولها الإسلام وغير مجرى حياتها بالكامل،
لقد تزوجت من شاب مسلم ورزقت بمولودها الأول وشاء الله وبسبب خطأ فني طبي أصيبت الأم الشابة بالتهاب تعفني شديد استوجب إجراء عمليات جراحية متكررة عليها.
، وذات مرة سألها الطبيب الذي كان يباشر علاجها "هل تؤمنين بالله ؟"،
ولما أجابت بالنفي
أضاف:
"بل كان ينبغي عليك"،
عادت إلى البيت وعادتها بعض النساء المسلمات وفي أيديهن باقات زهور وبنطلونات أطفال وحلويات
تقول بيآته متذكرة:
"كنت أسأل نفسي آنذاك: من أين لهن بكل هذا الدفء الإنساني وهذا التضامن النسائي؟".
وتقول:
"أنا أيضا أشعر بنفسي أجنبية في بلدي." بعدها أخذتها جارتها إلى المسجد، ومن ذلك الحين شرعت تهتم بجدية بالإسلام،
وكانت تقرأ كل ما يقع بين يديها حول هذا الموضوع،
وخلال السنة نفسها أعلنت إسلامها في إحدى مساجد برلين، وأصبحت مسلمة.
أما "إليزابيث مسوي"
فتقول
أنها تعرفت واعتنقت الإسلام منذ 15 عاما،
بعد ظروف نفسية شخصية عصفت بها وعمرها لا يتجاوز عشرين عاما،
وهذه المرحلة المتوترة دفعت إليزابيث إلى البحث والتأمل في الطبيعة،
وأمام منظر غروب الشمس
أحست إليزابيث يوما بشعور الحب
وتعرفت على أن الله قريب منها،
وكانت لها الرغبة في السقوط على الأرض
وممارسة الشعائر الدينية كما يقوم بها المسلمون،
وكل ما درسته إليزابيث من قبل عن الإسلام تجسد أمامها في تلك اللحظة.
وبسؤالها عن كيفية دخولها إلى الإسلام،
تقول
سيتلانا 24 سنة:
"منذ أن كان عمري 13 عاماً،
كان هناك تساؤل يتبادر إلى ذهني من حين إلى آخر:
ما هو الإسلام؟
ومن هو محمد؟
ولماذا نكره نحن المسيحيين الإسلام والنبي محمداً؟
سألت والديها عن الإسلام وكان الرد قاسيا
وطالباها بالتوقف عن طرح مثل هذه التساؤلات
وإلا سيكون العقاب شديداً،
تقول :
كنت لا أصدق أن الله هو المسيح كما تقول ديانتي المسيحية
وعندما جئت إلى ألمانيا مع أسرتي الروسية
أصبح لي زملاء وأصدقاء مسلمون من جنسيات مختلفة
وجدت في تعاملهم ومعرفتهم دفئاً وحنيناً لم أجده عند الألمان،
فأردت أن أتعرف أكثر على هذا الدين وعن الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم"،
وقضيت سنوات أبحث
ولا أعرف كيف تكون البداية في البحث،
وذهبت إلى البابا في الكنيسة
وسألته عن الإسلام فلم أجد في ردوده
وإجاباته غير كرهه للإسلام والمسلمين،
وأنه دين عنف وإرهاب،
وقضيت سنوات عديدة.. أريد أن أعرف،
ولكن لا أعرف كيف؟!!
وشاءالله أن أتعرف شابا تركيا مسلما،
وأن تنشأ قصة حب بيننا،
كما تعرفت على أسرته الذين رحبوا بي وأحبوني كثيراً، وأحاطوني بعطف ورعاية،
واعتبروني فرداً من الأسرة،
وكنت دائماً أطرح أسئلة عديدة على هذا الشاب،
عن الإسلام
وعن الرسول
وعن الله،
ولكني لم أجد أي إجابة عنده، لأنه نفسه لا يعرف شيئاً عن الإسلام غير أنه ولد مسلماً فقط..
ولكني لم أتوقف،
فكنت أسأل أمه كثيراً،
ووجدت عندها إجابات عديدة،
وكانت سعيدة بي جداً لمجرد طرح مثل هذه التساؤلات،
فحدثتني كثيراً عن الإسلام وعن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم،
فأسعدني هذا كثيراً ولكنه لم يروِ ظمئي...
فبدأت أبحث بنفسي وأقرأ كثيراً عن الإسلام والمسلمين
من خلال الإنترنت،
مما دفعني لمعرفة المزيد وقراءه القرآن الكريم،
فقررت الذهاب إلى المركز الإسلامي ببيلفلد...
فوجدت اهتماماً كبيراً منهم لم أتوقعه،
فأعطوني نسخة للقرآن مترجمة إلى اللغة الألمانية،
بالإضافة إلى مجموعة كتب أخرى عن الإسلام،
فبدأت أقرأ بلهفة وشغف وترقب كل ما تقع عليه عيناي عن الإسلام،
وكنت في ذلك الوقت دائمة التردد على المركز الإسلامي،
وأخيراً
وبعد سنوات عديدة في البحث عن أسئلتي حول الله والإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم،
وبعد شهرين من التردد بصفة شبه يومية على المركز الإسلامي،
قررت الدخول في الإسلام ونطق الشهادة عن قناعة وحب ويقين...
قلت )أبو أنس):
كم أفرح كثيرا بانتشار الإسلام في بلاد الغرب
وكم أحزن كثيرا كثيرا عندما أقرأ هذه المقولة
(وكنت دائماً أطرح أسئلة عديدة على هذا الشاب، عن الإسلام وعن الرسول وعن الله، ولكني لم أجد أي إجابة عنده، لأنه نفسه لا يعرف شيئاً عن الإسلام غير أنه ولد مسلماً فقط.)
وكم هم كُثر من ينتسبون للإسلام
ولا يعرفون عنه إلا الاسم فقط.
ولا حول ولا قوة إلا بالله
أخبرني صديق (قاهري)
أن له قريبة ولدت و تعيش في فرنسا
وما أدراك ما فرنسا (بلد الجن والشياطين)
أراد (متأولا)يوما أن يدعوها للالتزام
و في أثناء كلامه سألها عن يوم القيامة
فكان ردها
(طبعا أنا عاغفة(عارفة) يوم الكيامة(القيامة) دي حفلة كبيغة (كبيرة)أوي وبعدين ندخل الجنة)
وشر البلية ما يضحك
فهذه المسكينة مسلمة من نسل أبوين مسلمين
وسوف يحاسبون على تقصيرهم هذا
قال جل و تعالى:
« يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ... »
( التَّحْرِيْمُ 66/6)
قال صاحب زاد المسير:
(وقاية النفس بامتثال الأوامر واجتاب النواهي ووقاية الأهل بأن يؤمروا بالطاعة وينهوا عن المعصية)
و قال ابن كثير:
(أي: مروهم بالمعروف، وانهوهم عن المنكر، ولا تدعوهم هملا فتأكلهم النار يوم القيامة،)
وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ
« وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ
أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ »
( الْحَشْر 59/19)،
أسأل الله تعالى أن يردنا إلي دينه ردا جميلا
تعليق